المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قواعد وضوابط في الحوار



لؤلؤة الاسلام
05-20-2007, 03:55 AM
قبل التحاور



هل ثمَّت مصلحة ظاهرة تُرجى من هذا النقاش وهذه المشاركة . ؟
- هل يقصد تحقيق الشهوة أو اشباع الشهوة في الحديث والمشاركة . ؟فهو مجرد جدال وتسلية

- وهل يتوخَّى أن يتمخض هذا الحوار والجدل عن نزاع وفتنة ، وفتح أبواب من هذه الألوان حقهَّا أن تسدّ .؟

-هل هناك التزام باخلاق الحوار ام ان المتحاورين يستخدمون السخرية ولا يترفعون عن الالفاظ النابية؟

ومن التحسس الدقيق والنصح الصادق للنفس أن يحذر بعض التلبيسات النفسية والشيطانية فقد تتوهم بعض النفوس أنها تقصد إحقاق الحق ، وواقع دخيلتها أنها تقف مواقف إنتصارِ ذاتٍ وهوى . ويدخل في باب الاخلاص والتجرد توطين النفس على الرضا والارتياح إذا ظهر الحق على لسان الآخر ورأيه ، ويعينه على ذلك أن يستيقن أن الآراء والأفكار ومسالك الحق ليست ملكاً لواحد أو طائفة ، والصواب ليس حكراً على واحد بعينه . فهمُّ المخلص ومهمته أن ينتشر الحق في كل مكان ، ومن أيّ مكان ، ومن أيّ وعاء ، وعلى أيّ فم .
إن من الخطأ البيِّن في هذا الباب أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت .

ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا .








أصول الحوار

الأصل الأول :

سلوك الطرق العلمية والتزامها ، ومن هذه الطرق :

1- تقديم الأدلة المُثبِتة أو المرجِّحة للدعوى .
2- صحة تقديم النقل في الأمور المنقولة .
وفي هذين الطريقين جاءت القاعدة الحوارية المشهورة : ( إن كنت ناقلاً فالصحة ، وإن كنت مدَّعيّاً فالدليل ) .

الأصل الثاني :
سلامة كلامِ المناظر ودليله من التناقض ؛ فالمتناقض ساقط بداهة .


الأصل الثالث :
ألا يكون الدليل هو عين الدعوى ، لأنه إذا كان كذلك لم يكن دليلاً ، ولكنه اعادة للدعوى بألفاظ وصيغ أخرى . وعند بعض المُحاورين من البراعة في تزويق الألفاظ وزخرفتها ما يوهم بأنه يُورد دليلاً . وواقع الحال أنه إعادة للدعوى بلفظ مُغاير ، وهذا تحايل في أصول لإطالة النقاش من غير فائدة .

الأصل الرابع :
الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مُسَلَّمة . وهذه المُسَلَّمات والثوابت قد يكون مرجعها ؛ أنها عقلية بحتة لا تقبل النقاش عند العقلاء المتجردين ؛ كحُسْنِ الصدق ، وقُبحِ الكذب ، وشُكر المُحسن ، ومعاقبة المُذنب .
أو تكون مُسَلَّمات دينية لا يختلف عليها المعتنقون لهذه الديانة أو تلك .

وبالوقوف عند الثوابت والمُسَلَّمات ، والانطلاق منها يتحدد مُريد الحق ممن لا يريد إلا المراء والجدل والسفسطة .

الأصل الخامس :

التجرُّد ، وقصد الحق ، والبعد عن التعصب ، والالتزام بآداب الحوار :
إن إتباع الحق ، والسعي للوصول إليه ، والحرص على الالتزام ؛ وهو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم لا عوج فيه ولا التواء ، أو هوى الجمهور ، أو الأتْباع .. والعاقل – فضلاً عن المسلم – الصادق طالبٌ حقٍّ ، باحثٌ عن الحقيقة ، ينشد الصواب ويتجنب الخطأ .
يقول الغزاليّ أبو حامد : ( التعاون على طلب الحق من الدّين ، ولكن له شروط وعلامات ؛ منها أن يكون في طلب الحق كناشد ضالّة ، لا يفرق بين أن تظهر الضالّة على يده أو على يد معاونه . ويرى رفيقه معيناً لا خصماً . ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهره له ) .. الإحياء ج1 .
ومن مقولات الإمام الشافعي المحفوظة : ( ما كلمت أحداً قطّ إلا أحببت أن يُوفّق ويُسدّد ويُعان ، وتكون عليه رعاية الله وحفظه .
وما ناظرني فبالَيْتُ ! أَظَهَرَتِ الحجّةُ على لسانه أو لساني ) .

وفي ذمّ التعصب ولو كان للحق ، يقول الغزالي :


( إن التعصّب من آفات علماء السوء ، فإنهم يُبالغون في التعصّب للحقّ ، وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار ، فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة والمقابلة والمعاملة ، وتتوفر بواعثهم على طلب نُصرة الباطل ، ويقوى غرضهم في التمسك بما نُسبوا إليه . ولو جاؤوا من جانب اللطف والرحمة والنصح في الخلوة ، لا في معرض التعصب والتحقير لأنجحوا فيه ، ولكن لمّا كان الجاه لا يقوم إلا بالاستتباع ، ولا يستميل الأتْباع مثلُ التعصّب واللعن والتّهم للخصوم ، اتخذوا التعصب عادتهم وآلتهم ) .
والمقصود من كل ذلك أن يكون الحوار بريئاً من التعصّب خالصاً لطلب الحق ، خالياً من العنف والانفعال ، بعيداً عن المشاحنات الأنانية والمغالطات البيانيّة ، مما يفسد القلوب ، ويهيج النفوس ، ويُولد النَّفرة ، ويُوغر الصدور ، وينتهي إلى القطيعة .


الأصل السادس :

أهلية المحاور :


إذا كان من الحق ألا يمنع صاحب الحق عن حقه ، فمن الحق ألا يعطى هذا الحق لمن لا يستحقه ، كما أن من الحكمة والعقل والأدب في الرجل ألا يعترض على ما ليس له أهلاً ، ولا يدخل فيما ليس هو فيه كفؤاً .

من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من كان على الباطل .
من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يعرف الحق .
من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يجيد الدفاع عن الحق .
من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يدرك مسالك الباطل .
إذن ، فليس كل أحد مؤهلاً للدخول في حوار صحي صحيح يؤتي ثماراً يانعة ونتائج طيبة .
والذي يجمع لك كل ذلك : ( العلم ) ؛ فلا بد من التأهيل العلمي للمُحاور ، ويقصد بذلك التأهيل العلمي المختص .
إن الجاهل بالشيء ليس كفؤاً للعالم به ، ومن لا يعلم لا يجوز أن يجادل من يعلم ، وقد قرر هذه الحقيقة إبراهيم عليه السلام في محاجَّته لأبيه حين قال :{ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً}(مريم:43).
وإن من البلاء ؛ أن يقوم غير مختص ليعترض على مختص ؛ فيُخَطِّئه ويُغَلِّطه .
وإن حق من لا يعلم أن يسأل ويتفهم ، لا أن يعترض ويجادل بغير علم ،
فالمستحسن من غير المختص ؛ أن يسأل ويستفسر ، ويفكر ويتعلم ويتتلمذ ويقف موقف موسى مع العبد الصالح .
وكثير من الحوارات غير المنتجة مردُّها إلى عدم التكافؤ بين المتحاورين ، ولقد قال الشافعي رحمه الله : ( ما جادلت عالماً إلا وغلبته ، وما جادلني جاهل إلا غلبني ! ) . وهذا التهكم من الشافعي رحمه الله يشير إلى الجدال العقيم ؛ الذي يجري بين غير المتكافئين .

الأصل السابع :


قطعية النتائج ونسبيَّتها :

من المهم في هذا الأصل إدراك أن الرأي الفكري نسبيُّ الدلالة على الصواب أو الخطأ ، والذي لا يجوز عليهم الخطأ هم الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغون عن ربهم سبحانه وتعالى . وما عدا ذلك فيندرج تحت المقولة المشهورة ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب ) .
وبناء عليه ؛ فليس من شروط الحوار الناجح أن ينتهي أحد الطرفين إلى قول الطرف الآخر . فإن تحقق هذا واتفقنا على رأي واحد فنعم المقصود ، وهو منتهى الغاية . وإن لم يكن فالحوار ناجح . إذا توصل المتحاوران بقناعة إلى قبول كلٍ من منهجيهما ولكن يكون الحوار فاشلاً إذا انتهى إلى نزاع وقطيعة ، وتدابر ومكايدة وتجهيل وتخطئة .

الأصل الثامن :


الرضا والقبول بالنتائج التي يتوصل إليها المتحاورون ، والالتزام الجادّ بها ، وبما يترتب عليها .
وإذا لم يتحقق هذا الأصل كانت المناظرة ضرباً من العبث الذي يتنزه عنه العقلاء .
يقول ابن عقيل : ( وليقبل كل واحد منهما من صاحبه الحجة ؛ فإنه أنبل لقدره ، وأعون على إدراك الحق وسلوك سبيل الصدق .
قال الشافعي رضي الله عنه : ما ناظرت أحداً فقبل مني الحجَّة إلا عظم في عيني ، ولا ردَّها إلا سقط في عيني )

عذرا لم اقصد من العنوان سوي جذب الانتباه


منقول

أبو مريم
05-20-2007, 04:05 AM
بصراحة العنوان سيىء جدا والمقام لا يستدعى توجيه هذا النداء .
على العموم شكرا بالنيابة عن أعضاء المنتدى .

أبو جهاد الأنصاري
05-20-2007, 08:09 AM
عذرا لم اقصد من العنوان سوي جذب الانتباه
أرجو أن تضيفى بنداً آخر لنصائحك قد غاب عنك مفاده:
= إذا كان من حقك جذب الانتباه ، فليس من حقك سب الآخرين.

لؤلؤة الاسلام
05-20-2007, 12:31 PM
صحيح انا اخطات فى اختيار العنوان لم اوفق فيه و الغاية حقا لاتبرر الوسيلة ولكن نيتى حسنة فرجاء تقبلوا عذرى فلم اقصد حقا سب احد او توجيه اى مضايقة لاحد خاصة لفضلاء مثلكم ، اكرر ثانية انا اخطأت ورجاء قبول اعتذارى ولكم الشكر

سيف الكلمة
05-20-2007, 12:33 PM
الأستاذة الفاضلة

أرى واقع غير مرضى
العلماء هنا قليلون
ولو لم يقصر العلماء فى الدعوة لما كان لقليلى العلم كلمة

ومن طلاب العلم من ليست لديهم خبرة كافية بالرد على الشبهات

ومنهم من ليس لديه خبرة بالتعامل مع آليات أهل الباطل المنظمة لصرف الإنتباه عن الحق إلى باطلهم

فهل هذه فتوى بأن ننصرف عن الحوار؟

فما البديل ؟

وإذا تركت هذه العصبة هنا مواقعها فهل سيأتى العلماء ليسدوا هذا الثغر من ثغور الإسلام ؟

الواقع يقول أننا نفتقر للمزيد من العلماء
فإن جاءوا انتقل أكثرنا إلى مقاعد التلاميذ

ولكن هناك تقصير وقصور من طلاب العلم
ولم تكف إدارة المنتدى عن دعوة العلماء ليشاركوا فى صد هجمة التغريب التى تتعرض لها الأمة

ويقوم هذا المنتدى بدور فاعل فى مقاومتها
هذا المنتدى هو المنتدى الوحيد المتخصص فى مواجهة دعاة الإلحاد

راجعى نفسك

وإن كنت من أهل العلم أوطلابه فتقدمى واضربى المثل الطيب بالعطاء

فلا تكون مشاركة أو موضوع يتبعه انصراف

انظرى فى الموضوعات التى يحتاج إليها المنتدى ليتحسن الفقه وليتحسن الأداء
ضعى هنا ما يقدرك الله على وضعه من خير

والنصيحة بأن نكون مهذبين رغم لهجة العنوان نقبلها
ونطلب منك أن تلتمسى العذر للإخوة هنا
فهم لا يبدأون بعدوان ويعلمون متى يستلزم الرد الحزم ومتى تظهر رقة القلوب
ولدي البعض من فراسة المؤمن ما يتوقعون به طبيعة المحاور والحوار
فكثيرا ما تدل الكلمات على النوايا وعلى الإتجاهات

هنا يتم أمرين

1) صد اعتداء على مقدساتنا وعلى ديننا
2) دعوة إلى الله

فى الأولى فقط تكون الشدة ضرورة فى كثير من الحالات
وانتبهى إلى أننا نتعامل مع ملحدين أكثرهم جاءوا بنية هدم هذا الدين

أما الثانية فتكون مع من جاء لطلب العلم أو لنفض الشبهات عن قلبه فلا يسعنا إلا أن نسعد به ونقدم له ما نستطيع من علم ومحبة ولين

والحمد لله أن جعلنا مسلمين

لؤلؤة الاسلام
05-20-2007, 12:38 PM
جزاكم الله خيرا لحسن اخلاقكم واعتذر مرة اخرى انا مخطئة ، كنت اقصد ان ينضبط الكل باداب الحوار مسلمين وغيرهم لا اكثر وشكرا لتغير العنوان ،احرجتمونى بحسن خلقكم فانتم حقا مثالا لحسن الخلق ، اكرر اعتذارى

لؤلؤة الاسلام
05-20-2007, 12:57 PM
الادارة غيرته بارك الله فيكم

احمد المنصور
05-20-2007, 01:33 PM
الأخت الكريمة، بارك الله فيك على رغبتك - التي أظن فيها الصدق - في إسداء النصيحة لإخوانك. ولكن نصيحتي أخية لا تتعجلي وشاركي حتى تري الأمور بوضوح أكثر. بعض الأخوة - ولا أزكي على الله أحدا - هجر عمله وعائلته ومصالحه الشخصية ولا يتقاضون على هذا مقابل مادي أو معنوي. تقييم مثل هؤلاء الأساتذة الأفاضل بعد 6 مشاركات لك أراه عيبا لا أرضاه لك. أخيتي هناك فرق كبير من ينظر للنار من بعيد فيراها جميلة ويتدفى بها وبين من يضظر لتقليبها طوال الوقت؛ وقد إحترقت يداه وأسود وجهه. هناك أمور كثيرة، خفية عليك الآن، تقربي أكثر وسترينها ولا تكتفي بتوزيع النصائح المنقولة بارك الله بك.

ومرحبا وبك وأرجو أن لا يكون في كلامي ما يسئ. وأخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

سيف الكلمة
05-20-2007, 02:38 PM
موضوع له صلة بهذا الموضوع

من محـــــــــــظورات اللسان فى الحوار والأخلاق عند المسلمين

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3403&highlight=%E3%CD%DC%DC%DC%DC%DC%DC%DC%DC%DC%DC%DC% D9%E6%D1%C7%CA+%C7%E1%E1%D3%C7%E4

لؤلؤة الاسلام
05-20-2007, 11:09 PM
بارك الله فيكم ونفع الله بكم واشكركم كثيرا على النصح جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه ، واقدر كثيرا جهودكم واؤكد انكم لستم المعنين بكلامى ،الكلام عام و لستم انتم المعنين به ايها الاخوة الافاضل ،رغم قلة مشاركتى الا اننى قرئت كثيرا وسازيد من مشاركاتى باذن الله ،اعتذر للجميع مسلمين وملحدين وغيرهم ، واعرف جيدا ان من الزملاء من دخل هنا للسب والاستفزاز والجدال وهؤلاء اصلا لاينبغى الحوار معهم ولا النزول الى مستواهم ، ولنا قدوة فى رسولنا الكريم حين قال لامنا عائشة رضى الله عنها(ما وضع الرفق فى شيئ إلا زانه ومانزع من شيئ إلا شانه) والكل يعرف الحديث ، لكم منى كل تقدير واحترام ، واكرر اعتذارى فتجاوزوا عنى تجاوز الله عنكم

احمد المنصور
05-22-2007, 07:37 PM
.. ولنا قدوة فى رسولنا الكريم ...

سُئل النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال أدومها وإن قل. أرجو أن لا يأتي يوم وأذكرك فيه بمداخلتي هذه. من الخبرة كل الإخوة الذين ينصحون يختفون .. عموما قد ألزمت نفسك وسنرى كم لك بالفعل قدوة في رسول الله (ص).