المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعراض عن الجاهلين يريح النفس ويحفظ العزة



سبع البوادي
06-01-2007, 01:50 PM
قال تعالى : ( خذ العفو وأمُر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) .
الإعراض عن الجاهلين يريح النفس ويحفظ العزة، والترفع عن السباب علو همة، ومن شرف النفس..
يقول الإمام ابن قتيبة : جمع الله في هذه الآية كل خلق عظيم ؛ لأن في العفو : صلة القاطعين ، والصفح عن الظالمين ، وإعطاء المانعين .
وفي الأمر بالعرف : تقوى الله وصلة الأرحام وصون اللسان .
وفي الإعراض عن الجاهلين : الصبر والحلم وتنزيه النفس عن مماراة السفيه .

ويقول السعدي – رحمه الله تعالى – عند شرح الآية: (هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس وما ينبغي في معاملتهم وهو أن يأخذ العفو ما سمحت به أنفسهم.. ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه.. ولما كان لا بد من أذية الجاهل أمر الله أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله.. فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه.. إلى آخر قوله في الآية....) أ.هـ بتصرف.

وقال الأصمعي: "بلغني أن رجلاً قال لآخر: والله لئن قلت واحدةً لتسمعن عشراً.. فقال الآخر: لكنك إن قلت عشراً لم تسمع واحدة" .

وقال الشافعي رحمه الله:
إذا سبنــي نذل تزايـــدت رفعـة وما العيب إلا أن أكون مساببه
ولو لم تكن نفسي عليّ عزيزةً لمكَّنتهـــا من كل نــذل تحاربــه






- وأكثر رجل مناسب الأحنف وهو لا يجيبه فقال – يعني الساب: (والله ما منعه من جوابي إلا هواني عليه).





- وأسمع رجل ابن هبيرة فأعرض عنه فقال: إياك أعني، فقال له: وعنك أعرض).





ويؤيد ما سبق القاعدة الثانية في التعامل مع مثل هذه الشخصيات، حيث قال تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).. جاء في تفسير الآية: أي خاطبوهم خطاباً يسلمون فيه من الإثم، ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله وهذا مدح بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالإحسان والعفو عن الجاهل ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال.


أذكركم بقول النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه مسلم: "أحب الأمور إلى الله ثلاثة وذكر منها (العفو عند المقدرة..). وعن داود بن الزرقان قال: قال أيوب: لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم.



أسأل الله تعالى أن يُحسّن أخلاقنا وأن يعيينا على أنفسنا، وأن يتولانا برحمته وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .