المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول فتوى الدكتور على جمعة هل بول النبى طاهر وتحقيق للحديث



تابع السلف
06-22-2007, 12:14 PM
تحذير الداعية من القصص الواهية هذه القصة المفتراة على الصحابية أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد اشتهرت وانتشرت هذه القصة، خاصة في هذه الأيام، حيث قامت بنشرها العديد من الصحف، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
1- جريدة «عين» في يوم (24/5/2007) (ص3) تحت عنوان: «هل يعتذر المفتي للنبي؟»
جاء فيه: «هل ثبت أن أحدًا من الصحابة تبرك ببول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هل تصدق أن فضيلة الدكتور علي جمعة أجاب: نعم».
السؤال ورد في كتاب بعنوان «الدين والحياة الفتاوى العصرية اليومية»، يقول المفتي بالنص: «نعم، أم أيمن شربت بول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها: «هذه بطن لا تجرجر في النار» لأن فيها جزءًا من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أحب عرف، ومن عرف
اغترف، ويكون التبرك بلعابه الشريف، أو بعرقه الشريف، أو بشعره الشريف، أو ببوله الشريف، أو بدمه الشريف، فكل من عرف حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأنف، كما لا تأنف الأم من غائط ابنها، فما بالك بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نحبه أكثر من حبنا
لآبائنا وأبنائنا وأزواجنا، فمن أنف أو تأنف من رسول الله صلى الله عليه وسلم فليراجع إيمانه».
اهـ.
قلت: هذه هي الفتوى التي جاءت فيها قصة شرب أم أيمن لبول النبي صلى الله عليه وسلم وتناولتها الصحف بالنشر بين همز ولمز، وبين من يريد أن يقف على حقيقة هذه القصة.
2- ونشرت جريدة «الدستور» في عددها (114) (23/5/2007) (ص5) تحت عنوان: «الفتاوى تمهد الطريق أمام الهوس الديني» جاء فيها: «فوضى الفتاوى من «إرضاع الكبير» إلى «بول الرسول» وجاء فيها أيضًا:
«أما ما فعلته دار الإفتاء المصرية في سياق ردها على «فتوى البول» أنها أصدرت بيانًا أكدت فيه على أن طهارة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظاهر والباطن محل إجماع بين الأمة، مشيرة إلى أن البعض يرى أن هذه الطهارة لجميع الأنبياء». اهـ.
3- ونحن أمام هذه المسائل لا نسلك مسلك الصحف التي تريد زعزعة المسلمين عن مؤسساتهم، ولكن نقدم للقارئ الكريم بحوثًا علمية حديثية حتى يقف على حقيقة هذه القصة دون أن نتعرض لأي شخص أو مؤسسة بشيء من همز أو لمز.
وهذه هي غايتنا التي أُسست عليها من أول يوم هذه السلسلة، سلسلة «تحذير الداعية من القصص الواهية». وإلى القارئ الكريم التخريج والتحقيق لهذه القصة: «قصة شرب أم أيمن بول النبي صلى الله عليه وسلم».
أولاً: المتن:
رُوي عن أم أيمن أنها قالت: قام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فخارة من جانب البيت فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشى فشربت ما في الفخارة وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا أم أيمن قومي إلى تلك الفخارة فأهريقي ما فيها». قلت: قد
والله شربت ما فيها، قالت: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال: «أما أنك لا يفجع بطنك بعده أبدًا».
ثانيًا: التخريج:
هذا الحديث الذي جاءت به هذه القصة أخرجه الحاكم في «المستدرك» (4/63) كتاب: «معرفة الصحابة»- باب: «ذكر أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته». قال: أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا عبد الله بن روح المدايني، حدثنا شبابة، حدثنا أبو
مالك النخعي، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن أم أيمن رضي الله عنها قالت: قام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فخارة.... الحديث.
وأخرجه أبو نعيم في «دلائل النبوة» (2/158) قال: حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا الحسن بن إسحاق، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة بن سوّار، حدثنا أبو مالك النخعي به.
وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (25/85) في سند أم أيمن أم أسامة بن زيد مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ح (230) قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا شبابة بن سوار، حدثني أبو مالك النخعي به.
ثالثًا: التحقيق:
هذا الحديث الذي جاءت به هذه القصة الواهية «لا يصح»، وعلته أبو مالك النخعي واسمه: عبد الملك بن الحسين.
1- قال الإمام النسائي في «الضعفاء والمتروكين» ترجمة (383): «عبد الملك بن الحسين أبو مالك النخعي: متروك». اهـ.
قلت: وهذا المصطلح عند الإمام النسائي له معناه، ولقد بينه الإمام الحافظ ابن
حجر في «شرح النخبة» (ص191) حيث قال: «ولهذا كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه».
2- وأورده الإمام الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» ترجمة (363) وقال: «عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي، عن البصريين والكوفيين».
قلت: هذا كل ما قاله الإمام الدارقطني في أبي مالك النخعي، فيتوهم من لا دراية له بمنهج الدارقطني في كتابه هذا أن الدارقطني قد سكت عنه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، ولكن هيهات، حيث إن مجرد ذكر الإمام الدارقطني لأبي مالك النخعي يدل على أن هناك إجماعًا على تركه، يتبين ذلك مما جاء في مقدمة كتاب «الضعفاء والمتروكين» للدارقطني، حيث قال الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي
البرقاني: طالت محاورتي مع أبي منصور إبراهيم بن الحسن بن حَمكان لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني عفا الله عني وعنهما في «المتروكين من أصحاب الحديث» فتقرر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات. اهـ.
3- أورده الإمام ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/2/347، 5/347/1641) قال: «عبد الملك بن الحسين أبو مالك النخعي سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث».
وقال: سألت أبا زرعة عن أبي مالك النخعي فقال: ضعيف الحديث.
وقال: حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: «أبو مالك النخعي ليس بشيء».
4- وأورده الإمام ابن عدي في «الكامل» (5/303، 479/1447) وقال: حدثنا علان، حدثنا ابن أبي مريم، سألت يحيى بن معين عن أبي مالك فقال: «ليس بشيء».
ثم قال: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: عبد الملك بن الحسين أبو مالك النخعي ليس بالقوي عندهم.
5- وقال الإمام ابن حبان في «المجروحين» (2/134): عبد الملك بن الحسين بن أبي الحسين النخعي أبو مالك: من أهل واسط، كان ممن يروي المقلوبات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات، ولا الاعتبار فيما لم يخالف الأثبات. اهـ.
قلت: ثم أخرج من طريق ثالث تخريج الإمام يحيى بن معين لأبي مالك النخعي فقال: أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: أبو مالك النخعي: ليس بشيء.
قلت: وقول الإمام ابن معين في أبي مالك النخعي: «ليس بشيء» من مراتب التجريح الشديد الذي يطلقه ابن معين على الكذابين أو المتروكين، وهذا ظاهر بالقرائن من أقوال أئمة الجرح والتعديل كما بينا من قول الإمام النسائي والإمام البرقاني والإمام ابن خمكان والإمام الدارقطني وغيرهم.
6- وأورده الإمام البخاري في كتابه «الضعفاء الصغير» ترجمة (219) وقال: «ليس بالقوي عندهم».
7- وأورده الإمام الذهبي في «الميزان» (2/653/5198) ونقل أقوال أئمة الجرح والتعديل في عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي وأقرها.
8- وأورده الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (12/240/1006) وقال: أبو مالك النخعي الواسطي اسمه عبد الملك بن الحسين، ثم نقل أقوال الأئمة قائلاً: قال عمرو بن علي: ضعيف منكر الحديث، وقال الأزدي والنسائي: متروك الحديث. ثم أقوال بقية
الأئمة التي ذكرناها آنفًا.
قلت: يتبين من هذا التحليل أن أبا مالك النخعي واسمه عبد الملك بن الحسين أجمع الأئمة على تركه كما هو مذهب النسائي، وتبين أنه متروك منكر الحديث ليس بشيء، وعلى ذلك فالقصة: «قصة شرب أم أيمن لبول النبي صلى الله عليه وسلم» قصة واهية، والسند الذي جاء
به حديث القصة تالف، وأن القصة مفتراة على أم أيمن.
قُلْتُ: فليحذر هؤلاء الذين يتكلمون في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير علم من تخريج وتحقيق، فقد أخرج الإمام البخاري في «الصحيح» (ح109) في أول ثلاثي وقع في البخاري حيث قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من يقل عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار».
فلم يثبت عن أم أيمن رضي الله عنها أنها شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال لها: «هذه بطن لا تجرجر في النار»، ولا يصح التأويل لأن التأويل فرع التصحيح كما قال علماء الحديث، ولم يصح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم كما بينا آنفًا.
فلا يؤول بأن البطن لا تجرجر في النار، أو لا تفجع لأن فيها جزءًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو البول، بل أدى الغلو الناتج عن اعتقاد صحة هذه القصة المنكرة إلى إصدار
إفتاء بطهارة بول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في سياق الرد على «فتوى شرب البول» بإصدار بيان يؤكد على أن طهارة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظاهر والباطن محل إجماع بين الأئمة،
وهذه الفتوى التي تدافع عن هذه القصة الواهية «قصة شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم» فتوى مردودة بما ثبت في السنة الصحيحة المطهرة.
1- فقد بوَّب الإمام البخاري في «صحيحه» في كتاب الوضوء بابًا بعنوان: «وضع الماء عند الخلاء» (ح143) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وَضوءًا قال: «من وضع هذا؟» فأخبر فقال: «اللهم فقه في الدين».
وأخرجه كذلك الإمام مسلم (ح2477) فالحديث متفق عليه.
2- وبوَّب الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الوضوء بابًا بعنوان: «الاستنجاء بالماء» (ح150) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال: حدثنا شعبة عن أبي معاذ واسمه عطاء بن أبي ميمونة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: «كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء يعني يستنجي به».
قلت: هذا ما استبان لنا من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، فلا ندعها لقول أحد من الناس.
رابعًا: الإجماع الأول:
نقل الإمام ابن القيم في «إعلام الموقعين» (1/6): قال الشافعي: «أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس».
خامسًا: البعد عن التقليد:
كذلك نقل الإمام ابن القيم الإجماع الثاني، قال أبو عمر وغيره من العلماء:
«أجمع الناس على أن المقلد ليس معدودًا من أهل العلم، وأن العلم معرفة الحق بدليله».
قال الإمام ابن القيم: «فقد تضمن هذان الإجماعان إخراج المتعصب بالهوى والمقلد الأعمى عن زمرة العلماء».
فالأمر بالنسبة للقصة بحث علمي حديثي مبني على التخريج والتحقيق لا تعصب ولا تقليد، وأمام هذه الفتنة نقول كما قال السلف: «سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل
السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدعة فيترك حديثهم». (مقدمة مسلم).
سادسًا: «طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم»:
نحن نثبت ما أثبتته السنة الصحيحة المطهرة، فقد أخرج مسلم (ح2331) كتاب الفضائل (ح83) باب: طيب عرقه صلى الله عليه وسلم من حديث أنس قال: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال (من القيلولة) عندنا، فعرق، وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: «يا أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟» قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من
أطيب الطيب. اهـ.
سابعًا: ريق النبي صلى الله عليه وسلم:
أخرج البخاري في صحيحه (ح4210)، ومسلم (ح2406) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية غدًا رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله». قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم: أيهم
يعطاها ؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب ؟ فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه،
فأُتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية، فقال عليّ: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله
فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعم». اهـ.
هذا من القصص الصحيحة على سبيل المثال لا الحصر في عرق النبي صلى الله عليه وسلم وريق النبي صلى الله عليه وسلم
فهي من دلائل النبوة نؤمن بها لثبوتها بالسنة الصحيحة المطهرة، وننكر كل حديث منكر ثبتت نكارته بالبحوث العلمية الحديثية.
فلسنا غلاة: نقلد تقليدًا أعمى جريًا وراء أصحاب القصص الواهية لإطراء نبينا،
ولسنا جفاة: نتعصب لقوم اتبعوا أهواءهم فأنكروا دلائل النبوة الثابتة لنبينا بالسنة المطهرة.
فقد أخرج البخاري في «صحيحه» (ح3445) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله».
وإن شاء الله سنواصل الحديث لتمييز الخبيث من الطيب.
هذا ما وفقني الله إليه وهو وحده من وراء القصد
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InSectionID=1333&InNewsItemID=226702
_________________[/SIZE]

تابع السلف
06-22-2007, 12:18 PM
الرد على كلام الشيخ حول الحديث وذكر المصادر الاخرى للحديث

تحقيق قيم للحديث للشيخ اشرف الازهرى بارك الله فيه
واليك التحقيق


أحاديث شرب بول النبيﷺ

قضية شرب بول النبي ﷺ مدارها على قصتين:
القصة الأولى: شرب أم أيمن لبول النبي ﷺ، وهذه القصة وردت من طريقين:
الأول: طريق أبي مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن:
وإليك بعض الكتب التي ذكرت هذه الطريق:
أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ثنا عبد الله بن روح المدائني ثنا شبابة ثنا أبو مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن رضي الله عنها قالت: قام النبي ﷺ من الليل إلى فخارة من جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشى فشربت من في الفخارة وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي ﷺ قال: «يا أم أيمن، قومي إلى تلك الفخارة فأهريقي ما فيها». قلت: قد والله شربت ما فيها قال فضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه ثم قال: «أما إنك لا يفجع بطنك بعدهأبدًا».
أخرجه الحاكم في «مستدركه» (4/ 70) حديث (6912).
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن بهلول ثنا شبابة بن سوار ثنا عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن قالت: بات رسول الله ﷺ في البيت فقام من الليل فبال في فخارة فقمت وأنا عطشى لم أشعر ما في الفخارة فشربت ما فيها فلما أصبحنا قال لي: «يا أم أيمن، أهريقي ما في الفخارة». قلت: والذي بعثك بالحق شربت ما فيها، فضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه ثم قال: «أما إنه لا يتجعن بطنك بعده أبدًا».
أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (2/ 67).
حدثنا الْحُسَيْنُ بن إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثنا عُثْمَانُ بن أبي شَيْبَةَ ثنا شَبَابَةُ بن سَوَّارٍ حدثني أبو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ عَنِ الأَسْوَدِ بن قَيْسٍ عن نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ عن أُمِّ أَيْمَنَ قالت: قام رسول الله ﷺ مِنَ اللَّيْلِ إلى فَخَّارَةٍ في جَانِبِ الْبَيْتِ فَبَالَ فيها فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ وأنا عَطْشَانَةُ فَشَرِبْتُ ما فيها وأنا لا أَشْعُرُ فلما أَصْبَحَ النبي ﷺ قال: «يا أُمَّ أَيْمَنَ، قَوْمِي فَأَهْرِيقِي ما في تِلْكَ الْفَخَّارَةِ». قلت: قد وَالله شَرِبْتُ ما فيها. قالت: فَضَحِكَ رسول الله ﷺ حتى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قال: «أما إنك لا تَتَّجِعِينَ بَطْنَكِ أبدًا».
أخرجه الطبراني في «الكبير» (25/ 89) حديث (230).
وهذا السند ضعفه الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 271) بأبي مالك النخعي.
فأبو مالك النخعي اسمه عبد الملك بن حسين متفق على ضعفه([1]).
الثاني: طريق الحسين بن حريث عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن:
وجاء في «تاريخ دمشق» (4/ 303) ما نصه: «أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا محمد بن أبي بكر المقدمي نا سلم بن قتيبة عن الحسين بن حريث عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن قالت: كان لرسول الله ﷺ فخارة يبول فيها فكان إذا أصبح يقول: «يا أم أيمن، صبي ما في الفخارة». فقمت ليلة وأنا عطشى فغلطت فشربت ما فيها فقال النبي ﷺ: «يا أم أيمن، صبي ما في الفخارة». فقلت: يا رسول الله، قمت وأنا عطشى فشربت ما فيها. فقال: «إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا».
وقال ابن كثير في «البداية والنهاية» (5/ 326): «وقال الحافظ أبو يعلى ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا سلم بن قتيبة عن الحسين بن حرب عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن قالـت: كان لرسول الله فخارة يبول فيها، فكان إذا أصـبح يقول: «يا أم أيمن، صبي ما في الفخارة». فقمت ليلة وأنا عطشى فشربت ما فيها، فقال رسول الله: «يا أم أيمن، صبي ما في الفخارة». فقالت: يا رسول الله، قمت وأنا عطشى فشربت ما فيها. فقال: «إنك لن تشـتكي بطنك بعد يومك هذا أبدًا».
وقال ابن حجر في «الإصابة» (8/ 171): «وأخرج ابن السكن من طريق عبد الملك بن حصين عن نافع بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن قالت: كان للنبي ﷺ فخارة يبول فيها بالليل فكنت إذا أصبحت صببتها فنمت ليلة وأنا عطشانة فغلطت فشربتها فذكرت ذلك للنبي ﷺ فقال: «إنك لا تشتكين بطنك بعد هذا».
القصة الثانية: شرب بركة أم يوسف لبول النبي ﷺ:
وإليك بعض الكتب التي ذكرت هذه الطريق:
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حامد العطار ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا يحيى بن معين عن حجاج عن ابن جريج قال: أخبرتني حكيمة بنت أميمة عن أميمة أمها أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عيدان ثم وضع تحت سريره فبال فوضع تحت سريره فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «أين البول الذي كان في هذا القدح؟» قالت: شربته يا رسول الله.
أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» (7/ 67) حديث (13184).
حدثنا أَحْمَدُ بن زِيَادٍ الْحَذَّاءُ الرَّقِّيُّ ثنا حَجَّاجُ بن مُحَمَّدٍ عَنِ ابن جُرَيْجٍ قال حَدَّثَتْنِي حُكَيْمَةُ بنتُ أُمَيْمَةَ بنتِ رُقَيْقَةَ عن أُمِّهَا أنها قالت: كان النبي ﷺ يَبُولُ في قَدَحِ عِيدَانٍ ثُمَّ يَرْفَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ فَبَالَ فيه ثُمَّ جاء فَأَرَادَهُ فإذا الْقَدَحُ ليس فيه شَيْءٌ فقال لامْرَأَةٍ يُقَالُ لها بَرَكَةُ كانت تَخْدُمُ أُمَّ حَبِيبَةَ جَاءَتْ بها من أَرْضِ الْحَبَشَةِ: «أَيْنَ الْبَوْلُ الذي كان في الْقَدَحِ؟» قالت: شَرِبَتُهُ فقال لَقَدِ احْتَظَرْتِ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ.
أخرجه الطبراني «الكبير» (24/ 189).
حدثنا عبد الله بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ ثنا يحيى بن مَعِينٍ ثنا حَجَّاجُ بن مُحَمَّدٍ عَنِ ابن جُرَيْجٍ عن حُكَيْمَةَ بنتِ أُمَيْمَةَ عن أُمِّهَا أُمَيْمَةَ قالت: كان لِلنَّبِيُّ ﷺ قَدَحٌ من عِيدَانٍ يَبُولُ فيه وَيَضَعُهُ تَحْتَ سَرِيرِهِ فَقَامَ فَطَلَبَ فلم يَجِدْهُ فَسَأَلَ فقال: «أَيْنَ الْقَدَحُ؟» قالوا: شَرِبَتْهُ بَرَّةُ خَادِمُ أُمِّ سَلَمَةَ التي قَدِمَتْ مَعَهَا من أَرْضِ الْحَبَشَةِ فقال النبي ﷺ لَقَدِ احْتَظَرَتْ مِنَ النَّارِ بِحِظَارٍ.
أخرجه الطبراني «الكبير» (24/ 205).
حدثنا علي بن ميمون العطار ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريح قال: أخبرتني حكيمة بنت أميمة عن أمها أن النبي ﷺ كان له قدح من عيدان يبول فيه ثم يوضع تحت سريره فجاءت امرأة يقال لها بركة جاءت مع أم حبيبة من الحبشة فشربته فطلبه النبي ﷺ فقالوا: شربته بركة فسألها فقالت شربته فقال: «لقد احتضرتي من النار بحضار». أو قال: «جنة». أو هذا معناه.
أخرجه أبو بكر الشيباني في «الآحاد والمثاني» (6/ 121) حديث (3342).
وجاء في «تاريخ دمشق» (69/ 50- 51 ) ما نصه: «وأخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي قالا نا يحيى بن معين نا حجاج عن ابن جريج قال حدثتني حكيمة بنت أميمة عن أميمة أمها أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «أين البول الذي كان في القدح؟» قالت: شربته يا رسول الله. أخبرنا به أتم من هذا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن منده أنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم نا هلال بن العلاء نا حجاج بن محمد نا ابن جريج أن حكيمة بنت أميمة أخبرته عن أمها أميمة بنت رقيقة قالت: كانت للنبي ﷺ قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت السرير فجاءت امرأة يقال لها بركة قدمت مع أم حبيبة من الحبشة فشربته فطلبه النبي ﷺ فلم يجده فقيل شربته بركة فقال لها: «لقد احتظرت من النار بحظار».
وقال المزي في «تهذيب الكمال» (35/ 156) في ترجمة حكيمة بنت أميمة: «وقد وقع لنا حديثها بعلو أخبرنا بها أبو الحسن بن البخاري وشامية بنت الحسن بن البكري قالا أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن قال أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا حجاج عن ابن جريج قال حدثتني حكيمة بنت أميمة عن أمها أميمة أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره قال فوضع تحت سريره فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «أين البول الذي كان في القدح؟» قالت: شربته يا رسول الله. أخرجاه من حديث حجاج مختصرا ليس فيه قصة بركة فوقع لنا بدلا عاليا ورواه هلال بن العلاء الرقي عن حجاج بن محمد نحوه وزاد في آخره فقال لقد احتظرت من النار بحظار أو جنة أو نحو هذا».
من صحح قصة شرب بركة لبول النبي ﷺ:
1- الدارقطني:
قال ابن الملقن في «البدر المنير» (1/ 485): «وذكر الدارقطني أن حديث المرأة التي شربت بوله صحيح».
2- عبد الحق الإشبيلي:
حيث قال: «ومما يلحق بالصحيح- على ما قاله الدارقطني- حديث أميمة بنت رقيقة كان للنبي ﷺ قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه». «البدر المنير» (1/ 485).
3- ابن الصلاح:
حيث قال: «هذا حديث ورد متلوِّنًا ألوانًا ولم يخرج في الكتب الأصول فروي بإسنادٍ جيدٍ عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عيدان ويوضع تحت السرير فبال فيه ليلة فوضع تحت السرير فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة البول الذي كان في القدح ما فعل قالت شربته يا رسول الله زاد بعضهم فقالت قمت وأنا عطشانة فشربته وأنا لا أعلم وفي رواية لأبي عبد الله بن منده الحافظ لقد احتظرت من النار بحظار فهذا القدر منه اتفقت عليه الروايات وأما ما اضطربت فيه منه فالاضطراب مانع من تصحيحه». «البدر المنير» (1/ 484- 485).
4- الهيثمي:
ذكر الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/ 270- 271) حديث حكيمة بنت أميمة عن أمها ثم قال: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وحكيمة وكلاهما ثقة».
5- السيوطي:
قال السيوطي في «الخصائص الكبرى» (2/ 441): «وأخرج الطبراني والبيهقي بسند صحيح عن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت كان للنبي ﷺ قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل عنه فقال أين القدح قالوا: شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة فقال النبي ﷺ لقد احتظرت من النار بحظار».
الكلام حول التي شربت بول النبي ﷺ هل هي امرأة واحدة أم اثنتان؟
قال ابن كثير في «البداية والنهاية» (5/ 326): «وقال الحافظ أبو يعلى ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا مسلم بن قتيبة عن الحسين بن حرب عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن قالت كان لرسول الله فخارة يبول فيها فكان اذا أصبح يقول يا أم أيمن صبي ما في الفخارة فقمت ليلة وأنا عطشى فشربت ما فيها فقال رسول الله يا أم أيمن صبي ما في الفخارة فقالت يا رسول الله قمت وأنا عطشى فشربت ما فيها فقال إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا أبدا قال ابن الأثير في الغابة وروى حجاج ابن محمد عن ابن جريج عن حكيمة بنت أميمة عن أمها بنت رقية قالت كان للنبي قدح من عيدان فيبول فيه يضعه تحت السرير فجاءت امرأة اسمها بركة فشربته فطلبه فلم يجده فقيل شربته بركة فقال لقد احتظرت من النار بحظار. قال الحافظ أبو الحسن ابن الأثير: وقيل: إن التي شربت بوله u إنما هي بركة الحبشية التي قدمت مع أم حبيبة من الحبشة وفرق بينهما فالله أعلم».
وقال ابن حجر في «الإصابة» (8/ 171- 172): «وأخرج ابن السكن من طريق عبد الملك بن حصين عن نافع بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن قالت كان للنبي ﷺ فخارة يبول فيها بالليل فكنت إذا أصبحت صببتها فنمت ليلة وأنا عطشانة فغلطت فشربتها فذكرت ذلك للنبي ﷺ فقال إنك لا تشتكين بطنك بعد هذا قلت وهذا يحتمل أن تكون قصة أخرى غير القصة التي اتفقت لبركة خادم أم حبيبة كما تقدم في ترجمتها لكن ادعى ابن السكن أن بركة خادم أم حبيبة كانت تكنى أيضًا أم أيمن أخذًا من هذا الحديث».
وقال الحافظ ابن حجر في «التلخيص الحبير» بعد أن أورد حديث أبي مالك النخعي وضعفه: «وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى رَوَاهَا عبد الرَّزَّاقِ عن ابن جُرَيْجٍ أُخْبِرْتُ أَنَّ النبي ﷺ كان يَبُولُ في قَدَحٍ من عَيدَانٍ ثُمَّ يُوضَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ فَجَاءَ فإذا الْقَدَحُ ليس فيه شَيْءٌ فقال لِامْرَأَةٍ يُقَالُ لها بَرَكَةُ كانت تَخْدُمُ أُمَّ حَبِيبَةَ جَاءَتْ مَعَهَا من أَرْضِ الْحَبَشَةِ أَيْنَ الْبَوْلُ الذي كان في الْقَدَحِ قالت شَرِبْته قال صِحَّةً يا أُمَّ يُوسُفَ وَكَانَتْ تُكَنَّى أُمَّ يُوسُفَ فما مَرِضَتْ قَطُّ حتى كان مَرَضُهَا الذي مَاتَتْ فيه وَرَوَى أبو دَاوُد عن مُحَمَّدِ بْن عِيسَى بن الطَّبَّاعِ وَتَابَعَهُ يحيى بن مَعِينٍ كِلَاهُمَا عن حَجَّاجٍ عن ابن جُرَيْجٍ عن حُكَيْمَةَ عن أُمِّهَا أُمَيْمَةَ بِنْتِ رَقِيقَةَ أنها قالت كان لِرَسُولِ الله ﷺ قَدَحٌ من عِيدَانٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ يَبُولُ فيه بِاللَّيْلِ وَهَكَذَا رَوَاهُ ابن حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَرَوَاهُ أبو ذَرٍّ الْهَرَوِيُّ في مُسْتَدْرَكِهِ الذي خَرَّجَهُ على إلْزَامَاتِ الدَّارَقُطْنِيُّ لِلشَّيْخَيْنِ وَصَحَّحَ بن دِحْيَةَ أَنَّهُمَا قَضِيَّتَانِ وَقَعَتَا لِامْرَأَتَيْنِ وهو وَاضِحُ من اخْتِلَافِ السِّيَاقِ وَوَضَّحَ أَنَّ بَرَكَةَ أُمَّ يُوسُفَ غَيْرُ بَرَكَةَ أُمِّ أَيْمَنَ مَوْلَاتِهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ».
وجاء في «البدر المنير» (1/ 481- 489) ما نصه: «الحديث التاسع: أن أمَّ أيمن شربت بول رسول الله ﷺ فقال إذنْ لا تلج النار بطنك. ولم ينكر النبي ﷺ عليها هذا الحديث رواه الحاكم أبو عبد الله في المستدرك والدارقطني في سننه وقال في علله إنَّه مضطرب وأنَّ الاضطراب جاء من جهة أبي مالك النخعي راويه وأنه ضعيف وقال ابن دحية في كتاب الآيات البَيَّنات. رواه عبد الرزاق عن العدل ابن جريج قال أُخبرت أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عَيْدان ثمَّ يوضع تحت سريره قال فَوُضِعَ تحت سريره فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة- كانت تخدم لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة - أين البول الذي كان في القدح قالت شربته قال صحة يا أم يوسف - وكانت تُكَنَّى أم يوسف - فما مَرضَت قط حتَّى كان مرضها الذي ماتت فيه. قال ابن دحية: إنْ كان عبد الرزاق قال أُخبرت فقد أسنده يحيى بن معين عن حجاج عن ابن جريج عن حكيمة عن أمها أميمة قال وفي الطبراني عن ابن شهاب قال كانت أم أيمن - أم أسامة - من الحبشة حاضنة رسول الله ﷺ فقامت ليلاً وهي عطشانة بعدما بال u في فَخَّارة الحديث وقال الشيخ تقي الدين في الإِمام: رواه الطبراني من حديث أبي مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نُبَيْح العنزي عن أم أيمن قَالَت قام رسول الله ﷺ من الليل إلى فَخَّارة في جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي ﷺ قال: يا أم أيمن، قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة قلت: قد والله شَرِبْتُ ما فيها قالت فضحك رسول الله ﷺ حتَّى بدت نواجذه ثم قال: أما إنَّه- والله- لا يَيجَعَنَّ بطنك أبدًا. وكذا رأيته أنا في أكبر معاجمه. قال الشيخ: أبو مالك النخعي ضعَّفه الرازيان أبو حاتم وأبو زرعة وقال يحيى: ليس بشيء. والأسود بن قيس ثقة وثَّقه يحيى وأبو حاتم. ونبيح العنزي سُئِلَ أبو زرعة عنه فقال كوفي ثقة لم يرو عنه غير الأسود بن قيس. قال وينبغي أن يُنْظَر في اتصال هذا الإِسناد فيما بين نبيح وأم أيمن فإنَّهم اختلفوا في وقت وفاتها فروى الطبراني عن الزهري أنها توفَّيَتْ بعد رسول الله بخمسة أشهر. قلت وقيل سنة حكاه ابن الأثير وقال الواقدي توفيت في خلافة عثمان وهو شاذ. وقال الشيخ وروي في الحديث أنها عاشت بعد عمر بن الخطاب وقالت يوم قتله اليوم وَهَى الإِسلام. قال فإنْ كان الأمر على ما نَقَل الزهري يدركها نبيح وإنْ كان الآخر فيُنظر في ذلك. وقال الشيخ تقي الدين ابن الصلاح في كلامه على الوسيط- عند قول حجة الإِسلام فيه رُوي أن أم أيمن شربَتْ بول النبي ﷺ ولم ينكر عليها وقال إذًا لا تلج النار بطنك: هذا حديث ورد متلوِّنًا ألوانًا ولم يخرج في الكتب الأصول فروي بإسنادٍ جيدٍ عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة أن النبي ﷺ كان يبول في قدح من عيدان ويوضع تحت السرير فبال فيه ليلة فوضع تحت السرير فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة البول الذي كان في القدح ما فعل قالت شربته يا رسول الله زاد بعضهم فقالت قمت وأنا عطشانة فشربته وأنا لا أعلم وفي رواية لأبي عبد الله بن منده الحافظ لقد احتظرت من النار بحظار فهذا القدر منه اتفقت عليه الروايات وأما ما اضطربت فيه منه فالاضطراب مانع من تصحيحه قلت وأمر آخر وهو جهالة حكيمة بنت أميمة فإنَّه لا يُعرف لها حال. قال: وذكر الدارقطني أن حديث المرأة التي شربت بوله صحيح. قلت لعله قاله تبعًا لعبد الحق حيث قال: ومما يلحق بالصحيح- على ما قاله الدارقطني- حديث أميمة بنت رقيقة كان للنبي ﷺ قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه. واعترض عليه ابن القطان بأن قال لَمْ يقض عليه الدارقطني بصحة ولا يصح له ذلك إنما ذكر أنها فيمن يلزم الشيخين إخراج حديثها ولم ينصّ في حكيمة بتعديل ولا تجريح فالحديث متوقف الصحة على العلم بحال حكيمة فإنْ ثبت ثقتها ثبتت روايتها وهي لم تثبت واعتماد الدارقطني في ذلك غير كاف. قلت قد ذكرها ابن حبان في ثقاته فثبتت والحمد لله. قال الشيخ تقي الدين قال وروى أبو نعيم الحافظ في كتابه حلية الأولياء من حديث الحسن بن سفيان صاحب المسند بإسناد عن أم أيمن قالت بات رسول الله ﷺ في البيت فقام من الليل فبال في فَخَّارة فَقُمْتُ وأنا عطشى لم أشعر ما في الفَخَّارة فشربت ما فيها فلما أصبحنا قال لي يا أم أيمن أريقي ما في الفخارة قلت والذي بعثك بالحق شربتُ ما فيها فضحك رسول الله ﷺ حتَّى بَدَت نواجذه ثم قال إنَّه لا يَيْجَعَنَّ بطنك بعده أبدًا. قلت وهذا اللفظ هو لفظ الحاكم أبو عبد الله في المستدرك في ترجمتها لكن بإسناد الطبراني المتقدم سواء. قال الشيخ تقي الدين ابن الصلاح فالاستدلال بذلك إذًا يحتاج إلى أن يُقال فيه لم يأمرها النبي بغسل فمها ولا نهاها عن عودة. قال وكون المرأة أم أيمن مولاة رسول الله قد يُظنُّ من حيث إن اسمها بركة وفي الحديث تسمية المرأة الشاربة بركة ولا يثبت ذلك بذلك فإنَّ في الصحابيات أُخرى اسمها بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن حرب هاجَرَتْ إلى أرض الحبشة وما في الحديث من نسبتها إلى أم حبيبة بنت أبي سفيان يدل على أنها بنت يسار. قال ويجوز في قوله النار النصب مع الرفع في قوله بطنك ويجوز العكس. قلت حكى ابن الأثير خلافًا في أنَّ أم أيمن بركة مولاة رسول الله وحاضنته هي التي شَرِبَتْ بوله أو بركة جارية أم حبيبة. وبالأول جزم أبو نعيم في معرفة الصحابة في ترجمتها. وذكر الطبراني في أكبر معاجمه من طريقين أنَّ الذي شربه برة خادم أم سلمة بعد أن عقد ترجمتها وهو غريب. وقال ابن عبد البر لعل بركة هذه - يعني المتقدمة - أم أيمن. قال ابن دحية في كتابه الآيات البينات ليس كذلك إنما هي بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن صخر بن حرب هاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها قيس بن عبد الله الأسدي. قال والعجب من ابن عبد البر حيث ذَكَرَها مع زوجها في حرف القاف ثم شكَّ الآن فيها وظنَّها أم أيمن وأم أيمن هي بركة بنت ثعلبة زوج عبيد الحبشي تُعرف بأُم الظباء هاجرت الهجرتين وصلت القبلتين و ابنها أيمن قُتل شهيدًا يوم حنين. وقال وظهر مما قلناه أن في ذلك قصتين إحداهما في قدح من عيدان والراوية أم يوسف والثانية في فَخَّارة والراوية أم أيمن بركة بنت ثعلبة وإنَّما أشكل ذلك على الرواة من حيث أن اسم كل واحدة منهما بركة وكلتاهما من الموالي فهذه مولاة رسول الله وتلك مولاة أبي سفيان وكلتاهما ممن هاجر إلى أرض الحبشة من النساء مع الأزواج فاشتبه أمرهما وقد تبيَّن الفرق بينهما. قال وقوله لا يَيْجَعَنَّ بطنك على مثال لا تشتكين قال اللغويون هو اسم لجميع المرض كله».
وعن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت كان للنبي ﷺ قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل فقال أين القدح قالوا شربته سرة خادم أم سلمة التي قدمت معها.
نقولٌ وردت فيها قصة شرب بول النبي ﷺ:
قال بدر الدين العيني في «عمدة القارئ» (3/ 35): «وقال بعض شراح البخاري في بوله ودمه وجهان والأليق الطهارة وذكر القاضي حسين في العذرة وجهين وأنكر بعضهم على الغزالي حكايتهما فيها وزعم نجاستها بالاتفاق قلت يا للغزالي من هفوات حتى في تعلقات النبي عليه الصلاة والسلام وقد وردت أحاديث كثيرة أن جماعة شربوا دم النبي عليه الصلاة والسلام منهم أبو طيبة الحجام وغلام من قريش حجم النبي عليه الصلاة والسلام وعبد الله بن الزبير شرب دم النبي عليه الصلاة والسلام رواه البزار والطبراني والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في الحلية ويروى عن علي رضي الله تعالى عنه أنه شرب دم النبي عليه الصلاة والسلام وروي أيضًا أن أم أيمن شربت بول النبي ﷺ رواه الحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم وأخرج الطبراني في الأوسط في رواية سلمى امرأة أبي رافع أنها شربت بعض ماء غسل به رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال لها حرم الله بدنك على النار وقال بعضهم الحق أن حكم النبي عليه الصلاة والسلام كحكم جميع المكلفين في الأحكام التكليفية إلاَّ فيما يخص بدليل قلت يلزم من هذا أن يكون الناس مساويين للنبي عليه الصلاة والسلام ولا يقول بذلك إلاَّ جاهل غبي وأين مرتبته من مراتب الناس ولا يلزم أن يكون دليل الخصوص بالنقل دائماً والعقل له مدخل في تميز النبي عليه الصلاة والسلام من غيره في مثل هذه الأشياء وأنا اعتقد أنه لا يقاس عليه غيره وإن قالوا غير ذلك فأذني عنه صماء».
الخلاصة:
أن قصة شرب بول النبي ﷺ قد وردت لامرأتين:
المرأة الأولى: أم أيمن مولاة رسول الله ﷺ، ورواية أم أيمن وردت من طريقين؛ أحدهما: طريق أبي مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن، وأبو مالك النخعي متفق على ضعفه، والثاني: طريق الحسين بن حريث عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أم أيمن وقد أخرجه أبو يعلى وابن عساكر في «تاريخ دمشق» ولم يتكلم أحد على هذا الطريق.
والمرأة الثانية: بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن حرب وحديثها قد صححه كل من الدارقطني وعبد الحق الإشبيلي وابن الصلاح والهيثمي والسيوطي.
ولم أقف على قولٍ لأحد من العلماء ينكر ثبوت قصة شرب بول النبي ﷺ.
ومن ثم فإن قصة شرب بول النبي ﷺ ثابتة بلا خلاف، وإنما الخلاف فيما يتعلق بها من أحكام، وهذه الأحكام ما هي إلا فهم للحديث الوارد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



([1]) انظر على سبيل المثال: «التاريخ الكبير» (5/ 411)، «الجرح والتعديل» (5/ 347)، «الضعفاء والمتروكين» للنسائي ص69، «المجروحين» (2/ 134)، «الضعفاء» للعقيلي (3/ 22- 23)، «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (2/ 148)، «المغني في الضعفاء» (2/ 404)، «الكاشف» (2/ 456)، «ميزان الاعتدال» (4/ 396)، «تهذيب الكمال» (34/ 247)، «تهذيب التهذيب» (12/ 240)، «تقريب التهذيب» ص670، «مجمع الزوائد» (1/ 125)، (2/ 13)، (8/ 271)، «مصباح الزجاجة» (2/ 109)، «عمدة القاري» (20/ 157)، «نصب الراية» (4/ 380)، «التلخيص الحبير» (3/ 195)، «البدر المنير» (8/ 13)، «فيض القدير» (3/ 344).
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=238296
_________________

تابع السلف
06-22-2007, 12:20 PM
يقول الشيخ عبد الخالق
بسم الله الرحمن الرحيم،
أساتذتي الأفاضل وإخوتي الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
دليل مادي:
هل لاحظتم إخواني أن أم أيمن رضي الله عنها لم تدر ما الذي كانت تشربه وأنها لم تلحظ أثناء شربها بأن في المسألة أمر غير طبيعي؟
قريبة فاضلة سمعتني أذكر موضوع طهارة جسد النبي وفضلاته (ولم تكن قد سمعت بالموضوع بعد ولا لديها معرفة بالنقاش الدائر هذه الأيام)، فقالت بعفوية وتلقائية وبدون تردد: "ممكن جدا". وذكرت أن هناك نظام غذائي في الشرق الأقصى، يسعى إلى تطهير الجسم من الشوائب والتحقق بإعتدال صحة الانسان، وأن هناك ممن اتبع النظام الغذائي بدقة من وصل إلى مرحلة من الصحة أصبح معها بوله وعرقه دون رائحة، وأصبح بصاقه من الطهارة بحيث خلا من الميكروبات الضارة بل وتتوالد البكتريا الصالحة فيه. (من يرغب في التحقق من النظام الغذائي المعني يمكنه البحث عن كلمة ميكروبيوتيك Macrobiotic في الانترنت).
هذا ما استطاع بشر عاديون معاصرون لنا أن يصلوا إليه بالالتزام بنظام غذائي صحي. وهذا الدليل مادي بحت علّه يرضي البعض فيتقبل فكرة أن الإنسان العادي يمكن أن يصل إلى مرحلة عالية من الطهارة الطبيعية للجسد. الآن، ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم هو أن عرقه لم يكن فقط بدون رائحة بل برائحة زكية. ألا يشير ذلك إلى أن طهارة جسده الشريف تجاوزت مرحلة الطهارة المتحصل عليها من مجرد اتباع نظام غذائي صحي؟

دليل عقلي:
كما يعلم كل مسلم فإن الملائكة خلقوا من نور وهم طاهرون، ليست لديهم فضلات بل ويأنفون من رائحتها. مولانا وسيدنا محمد المصطفى عليه أفضل الصلوات والتسليمات التقى بهم مرات عديدة، بما فيها أول بعثته عليه الصلاة والسلام وضم سيدنا جبريل له في غار حراء. كما أن سيدنا محمد في المعراج تجاوز وترقى (روحا وجسدا حسب عقيدة أهل السنة) إلى حيث لم يصل سيدنا جبريل عليه السلام. أهل العلم أدرى مني، ولكن ما يبدو لي هو أن ذلك الترقي قد يشير إلى دليل إضافي بأن سيد الأنبياء والمرسلين هو أطهر الخلق روحا وجسدا.

أما المحبون الذين لا يبحثون عن أدلة،
فلله در البوصيري رحمه الله حين قال:
لا طِيبَ يَعْدِلُ تُرْباً ضَمّ أَعْظُمَهُ طُوبَى لِمُنْتَشِقٍ مِنْهُ ومُلْتَثِمِ.
قال ابن عاشور التونسي في شرحه للبردة: "ومعنى البيت: أن التراب الذي ضم جسده الشريف لا يماثله شيء من أنواع الطيب، فهنيئا لمن استنشق رياه، وعفر فيه محياه، وكيف لا وقد جمع منبع أطيب الطيب. ثم يحتمل أن يريد [الناظم] حقيقة الطيب فيثبت له النشر والرائحة، وذلك يدرك بقوة توجه النفس وصدق المحبة وصرف الهمة بالكلية" ثم قال "ويحتمل أن يراد أنه أطيب الطيب من حيث التنعم ورياضة النفس به، وإن لم تكن له رائحة ظاهرة لكل الناس".
رائحته الزكية عليه الصلاة والسلام عرفها من لقيه وعرفه، كما عرفها من زاره وعرف قدره. فإن كانت التربة والاثار لها تلك الرائحة الزكية المستمدة من الحبيب، والتي لم تنقطع بالنسبة لمن عرف قدره، فما بالنا برائحته لمن لقيه؟ ما أعظم حظ من لقيك وعرفك وقبّلك وضمّك يا سيدي يا رسول الله، عليك الصلاة والسلام.

ختاما، أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم ولجميع المسلمين تقصيرنا في التعرف على قدر سيدنا محمد وفي التعريف به، وأن يصلح أمورنا وينلنا شفاعته، آمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه الأكرمين، والحمدلله رب العالمين
http://cb.rayaheen.net/showthread.php?tid=15788&pno=11#p87848
_________________