المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النذارة والبشارة



السعيد شويل
07-25-2007, 04:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




***************


فقد أمر الله نبى الله ببلاغ الرسالة فقال له جل علاه


(قُمْ فَأَنْذِرْ)


(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ)


( َقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ )


( لِتُنْذِرَ بِهِ )


لينذر بكتاب الله الذى عليه أنزله الله


يقول جل علاه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم


( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور)


ويقول سبحانه وتعالى


(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)


(وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ )


فقد أنزله الله جل علاه مباركا منه جل سناه فى شهر مبارك وفى ليلة قد باركها الله يقول الله جل علاه :


(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )


(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ)


وتنزلت معه جميع الملائكة ونزل معهم الروح الأمين لينزله على نبى الله الكريم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم


(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِوَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِلَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍتَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍسَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)


فقد حق نزول كتاب الله


حق نزول آياته على تلك الأرض التى أراد الله بها الحياة


وبدأت نزول تلك الآيات متفرقات على مدى الأيام والليالى والسنوات


يقول الله جل علاه


(وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً)


وليظل نزول تلك الآيات على قلب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوحى الأمين سيدنا جبريل عليه السلام


حتى يكتمل دين الله لتكون تلك الآيات المتفرقات كتابا خالدا خلود الحياة


(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ)


)ْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ )


وتلك الآيات المتفرقات تعهد الله بجمعها


فى كتاب تعهد الله بحفظه


يقول الله جل علاه


(إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)


وتعهد سبحانه وتعالى بتعليمها لرسول الله سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله


عليه وسلم وتعليمه كيفية قراءتها وكيفية ترتيلها وتلاوتها


(سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى) (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)


********


(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)


(َرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)


(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ)


فهو المعجزة الخالدة لخاتم أنبياء ورسل الله صلى الله عليه وسلم


إلى يوم أن نلقاه


يقول سبحانه وتعالى


(صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ)


كتاب الله الذى قال عنه الله جل علاه


(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)


إنه الكتاب الذى بين يديك وأمام ناظريك


(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ)


إنه الكتاب المسطور الذى سيظل إلى يوم النشور




(َتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ )


إنه الكتاب الذى لايجحده ولا ينكره إلا كل موتور ومبتور


(قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)


(َإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)


إنه الكتاب الذى أنزله الله على نبى الله ومصطفاه


أنزله بلسان لايدانيه أى لسان فى الفصاحة والبيان


(أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً )


)ٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً )


أنزله الله بلسان رسول الله صلى الله عليه وسلم اللسان العربى


فإعجاز القرآن فى هذا اللسان


يقول العزيز الرحمن


( يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)


(بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)


****


لذا


إياكم إياكم ياعباد الله وكلكم وكلنا عبيد لله


إياكم من ترجمة القرآن إلى أى لغة غير لغة الفصاحة والبيان


فكافة الإنس والجان لو اجتمعوا منذ بدء الخليقة وحتى يوم الدين


ما أحاطوا بما فيه من تبيان


(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)


*****


يقول الإمام الشافعى فى الرسالة


(فلايجوز أن يكون أهل اللسان العربى أتباعا لأهل لسان غير لسانه صلى الله عليه وسلم بل


كل لسان تبع للسانه كما كل أهل دين قبله عليهم أن يتبعوا دينه فيشهدوا بأن لاإله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله ويتلون كتاب الله فيكونوا تابعين لا متبوعين


وإن من علم القرآن بهذا اللسان :


انتفت عنه الشبه التى دخلت على كل من يجهله لذا


فهو فرض لاينبغى تركه ولا يدعه إلا من سفه نفسه وترك موضع حظه )


*****


ويقول الشيخ أحمد شاكر فى تحقيقه للرسالة


(إن الأمة التى نزلت بلسانها الكتاب الكريم يجب عليها أن تعمل على نشر دينها ونشر لسانها ونشر عاداتها وآدابها بين الأمم الأخرى وتدعوها إلى ما جاء به نبيها صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق لتجعل من هذه الأمم الإسلامية أمة واحدة ولتكون أمة وسطا ويكونوا شهداء على الناس فمن أراد أن يدخل فى هذه الأمة فعليه باتباع شريعتها ليهتدى بهديها ويتعلم لغتها فيكون تبعا لا متبوعا )


*****


ويقول العلامة ابن خلدون فى المقدمة


( إن هجر الدين للغات الأعجمية وجعل لسان القائمين بالدولة الإسلامية عربيا كان مؤديا إلى هجر جميع ممالكها لتلك اللغات فاتسع ملكها واندرجت الأمم تحت طياتها وصار اللسان العربى هو لسانهم فحدثت الملكات وكثرت التآليف والدواوين حتى رسخ هذا اللسان


فى جميع أمصارهم ومدنهم وصارت الألسنة العجمية دخيلة وغريبة )


*****


ويقول الإمام القاسمى


(إن أعداء الدين والجهلة من المسلمين بهذه اللغة بعيدين - أو مبعدين - والراوون عنها من هؤلاء يقولون بالحدس والتخمين ويحملون فى وصفها ويفصلون وينطقون بما لايعلمون


حتى كسوها ثوبا غير ما لاق بها وكادوا يحلئون الظامى إلى مشربها


ولو أنهم قصروا عليها اشتياقهم ولم يخلبهم من غيرها ما شاقهم وتذللوا لها حرصا على معرفة مكنونها وتاقوا إليها كلفا بإدراك شئونها لأطلعتهم على علم أسرار ألفاظها


فبحرها زاخر بأسارير حسنها وتباشير فنها وحكمة وضعها وبهجة مطلعها


فما سواها من لغات فقيرات وهى الغنية وما سواها من لغات متشاكسات وهى السوية فموردها عذبا صافيا وظلها ظليلا ضافيا


لم يقدروها حق قدرها ولا عرفوا أنها الفاضلة وغيرها المفضول )


***************


سعيد شويل