المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال وجواب



بنت الإسلام
08-02-2007, 04:53 AM
السؤال: بارك الله فيكم هل الكفار أيضاً مكتوب لهم من الأزل أنهم كفار ولماذا يعذبون في المكتوب قديماً إذا كان كل شيء يجري على ما سبق في الأزل؟


الجواب

الشيخ: نعم نقول نعم الكفار كذلك مكتوب عملهم في الأزل ويكتب كذلك عمل الإنسان عند تكوينه في بطن أمه كما دل ذلك في الحديث الصحيح لابن مسعود قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة ذلك ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله فشقي وسعيد فأعمال الكفار مكتوبة عند الله عز وجل نعم والشقي شقي عند الله عز وجل في الأزل والسعيد سعيد عند الله في الأزل ولكن يقول قائل كما أورد هذا السائل كيف يعذبون وقد كتب الله عليهم ذلك في الأزل فنقول إنهم يعذبون لأنهم قد قامت عليهم الحجة وبين لهم الطريق فأرسلت الرسل وأنزلت الكتب وبين الهدى من الضلال ورغبوا في سلوك طريق الهدى وحذروا من سلوك طريق الضلال ولهم عقول ولهم إرادات ولهم اختيارات ولهذا نجد هؤلاء الكفار وغيرهم أيضاً يسعون إلى مصالح الدنيا بإرادة واختيار ولا تجد أحد منهم يسعى إلى شيء يضره في دنياه ويقول إن هذا مكتوب عليّ أبداً كل يسعى إلى ما فيه المنفعة فكان عليهم أن يسعوا أيضاً لما فيه منفعتهم في أمور دينهم كما يسعون لما فيه المنفعة في أمور دنياهم ولا فرق بينهما بل إن بيان الخير والشر في أمور الدين في الكتب المنزلة على الرسل عليهم الصلاة والسلام أكثر وأعظم من بيان الأمور الضارة في أمور الدنيا فكان عليهم أن يسلكوا الطرق التي فيها نجاتهم والتي فيها سعادتهم دون أن يسلكوا الطرق التي فيها هلاكهم وشقاؤهم نقول إن هذا الكافر حين أقدم على الكفر لا يشعر أن أحداًَ أكرهه وأنه فعل ذلك فإرادته واختياره فهل كان حين إقدامه على هذا الكفر هل كان عالماً بما كتب الله له؟ والجواب لا لأنا نحن لا نعلم بأن الشيء قد كتب إلا بعد أن يقع أما قبل أن يقع فإننا لا نعلم ماذا كتب لأنه من علم الغيب فنقول لهذا الكافر لماذا لم تقدر أن الله سبحانه وتعالى كتب لك السعادة وتؤمن فأنت الآن قبل أن تقع في الكفر أمامك شيئان هداية وضلال فلماذا لا تسلك طريق الهداية مقدراً أن الله تعالى كتبه لك لماذا تسلك طريق الضلال ثم بعد أن تسلكه تحتج بأن الله تعالى كتبه نقول لك قبل أن تدخل في هذا الطريق هل عندك علم أنه مكتوب عليك سيقول لا ولا يمكن أن يقول نعم فإذا قال لا قلنا إذن لماذا لم تسلك طريق الهداية وتقدر أن الله تعالى كتب لك ذلك ولهذا يقول الله عز وجل (فلما زاغوا زاغ الله قلوبهم) ويقول عز وجل (فأما من أعطى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما بخل و استغنى فسنيسره للعسرى) ولما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه بأنه ما من أحداً ألا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب قال لا أعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ قوله تعالى (فأما من أعطى وأتقى إلى قوله فسنيسره للعسرى فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى) هذا جوابنا على هذا السؤال الذي أورده هذا السائل وما أكثر ما يحتج به من أهل الضلال وهو عجب منهم لأنهم لا يحتجون بمثل هذه الحجة على مسائل الدنيا أبداً بل تجدهم يسوقون في مسائل الدنيا ما هو أنفع لهم ولا يمكن لأحد أن يقال له هذا الطريق الذي أمامك طريق وعر صعب فيه لصوص وفيه سباع وهذا الطريق الثاني طريق سهل أمن لا يمكن لأحد أن يسلك الطريق الأول ويدع الطريق الثاني مع أن هذا نظير الطريقين طريق النار وطريق الجنة فالرسل بين طريق الجنة وقال هو هذا وبين طريق النار وقال هو هذا وحذرت من الثاني ورغبت في الأول ومع ذلك فإن هؤلاء العصاة يحتجون بقضاء الله وقدره وهم لا يعلمونه على معاصيهم

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى

بنت الإسلام
08-03-2007, 09:21 AM
القدر وحديث القبضتين حق


قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم (50):


46- ( عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في القبضتين: هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه . وزاد _ فتفرق الناس ، وهم لا يختلفون في القدر ) .
47- ( إن الله عز وجل قبض قبضة ، فقال: في الجنة برحمتي ، وقبض قبضة ، وقال: في النار ولا أبالي ) .
48- ( إن الله عز وجل خلق آدم ، ثم أخذ الخلق من ظهره ، وقال: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي ، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي ، فقال قائل: يا رسول الله فعلى ماذا نعمل ؟ قال: على مواقع القدر ) .
49- ( خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ حِينَ خَلَقَهُ فَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُمْنَى فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً بَيْضَاءَ كَأَنَّهُمْ الذَّرُّ وَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُسْرَى فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً سَوْدَاءَ كَأَنَّهُمْ الْحُمَمُ فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَمِينِهِ إِلَى الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي وَقَالَ لِلَّذِي فِي كَفِّهِ الْيُسْرَى إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي ) .
50- ( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ فَقَالَ هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِ وَقَبْضَةً أُخْرَى يَعْنِي بِيَدِهِ الْأُخْرَى فَقَالَ هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِ فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا ) .


اعلم أن الباعث على تخريج هذا الحديث وذكر طرقه أمران :
الأول : أن أحد أهل العلم – وهو الشيخ محمد طاهر الفتني الهندي – أورده في كتابه ( تذكرة الموضوعات ) (12) , وقال فيه :
( مضطرب الإسناد ) , ولا أدري ما وجه ذلك ؟ فالحديث صحيح من طرق , ولا اضطراب فيه , إلا أن يكون اشتبه عليه بحديث آخر مضطرب , أو عنى طريقاً أخرى من طرقه , ثم لم يتتبع هذه الطرق الصحيحة له , والله أعلم .


والثاني : أن كثيراً من الناس يتوهمون أن هذه الأحاديث – ونحوها أحاديث كثيرة – تفيد أن الإنسان مجبور على أعماله الاختيارية , ما دام أنه حكم عليه منذ القديم وقبل أن يخلق : بالجنة أو النار .
وقد يتوهم آخرون أن الأمر فوضى أو حظ , فمن وقع في القبضة اليمنى , كان من أهل السعادة , ومن كان من القبضة الأخرى , كان من أهل الشقاوة .


فيجب أن يعلم هؤلاء جميعاً أن الله ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) الشورى 11 , لا في ذاته , ولا في صفاته , فإذا قبض قبضة , فهي بعلمه وعدله وحكمته , فهو تعالى قبض باليمنى على من علم أنه سيطيعه حين يؤمر بطاعته , وقبض بالأخرى على من سبق في علمه تعالى أنه سيعصيه حين يؤمر بطاعة , ويستحيل على عدل الله تعالى أن يقبض باليمنى على من هو مستحق أن يكون من أهل القبضة الأخرى , والعكس بالعكس , كيف والله عز وجل يقول ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) القلم 35-36


ثم إن كلاً من القبضتين ليس فيها إخبار لأصحابهما أن يكونوا من أهل الجنة أو من أهل النار , بل هو حكم من الله تبارك وتعالى عليهم بما سيصدر منهم , من إيمان يستلزم الجنة , أو كفر يقتضي النار والعياذ بالله تعالى منها , وكل من الإيمان أو الكفر أمران اختياريان , لا يكره الله تبارك وتعالى أحداً من خلقه على واحد منهما
( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) الكهف 29 , وهذا مشاهد معلوم بالضرورة , ولولا ذلك , لكان الثواب والعقاب عبثاً , والله منزه عن ذلك .


ومن المؤسف حقاً أن نسمع من كثير من الناس – حتى من المشايخ – التصريح بأن الإنسان مجبور لا إرادة له , وبذلك يلزمون أنفسهم القول بأن الله يجوز له أن يظلم الناس , مع تصريحه تعالى بأنه لا يظلمهم مثقال ذرة , وإعلانه بأنه قادر على الظلم , ولكنه نزه نفسه عنه , كما في الحديث القدسي المشهور : ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي ..... ) , وإذا جوبهوا بهذه الحقيقة , بادروا إلى الاحتجاج بقوله تعالى : ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ ) الأنبياء 23 , مصرين بذلك على أن الله تعالى قد يظلم , ولكنه لا يسأل عن ذلك تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .


وفاتهم أن الآية حجة عليهم , لأن المراد بها -كما حققه العلامة ابن القيم في ( شفاء العليل ) وغيره- أن الله تعالى لحكمته وعدله في حكمه ليس لأحد أن يسأله عما يفعل , لأن كل أحكامه تعالى عدل واضح , فلا داعي للسؤال .
وللشيخ يوسف الدجوي رسالة مفيدة في تفسير هذه الآية , لعله أخذ مادتها من كتاب ابن القيم المشار إليه آنفاً , فليراجع .
هذه كلمة سريعة حول الأحاديث المتقدمة , حاولنا فيها إزالة شبهة بعض الناس , فإن وفقت لذلك , فبها ونعمت , وإلا أحيل القارئ إلى المطولات في هذا البحث الخطير , مثل كتاب ابن القيم السابق , وكتب شيخه ابن تيمية الشاملة لمواضيع هامة هذا أحدها


أسأل الله العظيم أن يجعلها لوجهه الأعلى وأن يقبلها
نسأل الله أن ينفعنا بها
المصدر موقع الشيخ الألباني رحمه الله

موحدة و أفتخر
08-03-2007, 07:16 PM
أختى الفاضلة:
بنت الإسلام

جزاكى الله خيرا على المشاركة الطيبة فعلا إستفدت منها.

زادك الله علما وتقوى

بنت الإسلام
08-05-2007, 12:06 PM
أختى الفاضلة:
بنت الإسلام

جزاكى الله خيرا على المشاركة الطيبة فعلا إستفدت منها.

زادك الله علما وتقوى



وإياك أختي موحدة وأفتخر
بارك الله فيك وحياكِ الله
أسعدني تواجدك

أنا مسلمة
08-06-2007, 01:09 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته،،،
أختي الكريمة بنت الإسلام، جزاك الله كل خير على مشاركتك الطيبة و دمتي و دمنا في طاعة الرحمان...
مع تحياتي و احترامي...
أختكم في الله أنا مسلمة.

المستجيرة بربها
08-07-2007, 02:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخيتي وبارك بك الباري على هذه المشاركة الطيبة
جعلها الله في ميزان حسناتك

دمت بود..
اختك

بنت الإسلام
08-09-2007, 12:37 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته،،،
أختي الكريمة بنت الإسلام، جزاك الله كل خير على مشاركتك الطيبة و دمتي و دمنا في طاعة الرحمان...
مع تحياتي و احترامي...
أختكم في الله أنا مسلمة.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا أختي أنا مسلمة
شكراً لكِ أختي الكريمة لدعائك " ولكِ مثله "
حفظكِ الله ووفقك لما يحب ويرضى
أسعدني مرورك ومشاركتك



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخيتي وبارك بك الباري على هذه المشاركة الطيبة
جعلها الله في ميزان حسناتك

دمت بود..
اختك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وإياكِ أختي الكريمة
حياكِ الله ووفقك لمافيه صلاح الدنيا والآخرة

أسعدني تواجدك