_aMiNe_
08-02-2007, 06:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك (الذي أحبه في الله)
من علماء الأزهر الشريف، و هو من أبرز الدعاة إلى الله في العصر الحديث.
و لد فضيلته في (شبراخيت) في محافظة (البحيرة) من أعمال جمهورية مصر العربية، و كان مولده في العاشر من مارس لعام 1933م.
حفظ فضيلته القرآن الكريم و هو دون العاشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية، و في السنة الثانية من المرحلة الثانوية حصل على تقدير 100% و كذلك في الشهادة الثانوية الأزهرية، و كان ترتيبه الأول على الجمهورية.
التحق فضيلته بعد ذلك بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، و كان ترتيبه الأول على الكلية طوال سنوات الدراسة، و كان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثيرون منهم يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب ، خاصة علوم النحو و الصرف.
جدير بالذكر أن فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك كان مبصرا إلى أن صار عمره ثلاثة عشر عاما فقد نور إحدى عنيه، و في سن السابعة عشرة فقد العين الأخرى .و كان كثيرا ما يقول عن نفسه كما يقول ابن عباس (رضوان الله عليه) :
إن أذهب الله من عيني نورهما ** ففي فؤادي وعقلي عنهما نور
عقلي ذكي وقلبي ما حوى دخلا ** وفي فمي صارم كالسيف مشهور
تخرج فضيلته من كلية أصول الدين و عين معيدا بها عام 1957م، و بعد تخرجه حصل على إجازة التدريس بامتياز، و مثل الأزهر الشريف في عيد العلم عام 1961م.
ولم يستمر فضيلته في مهنة التدريس بالجامعة حيث أنه لم يلقي إلا محاضرة واحدة على الطلاب، و بعدها رغب عن العمل بالجامعة حيث كانت روحه معلقة بالمنابر التي كان يرتقيها منذ سن الثانية عشرة.
عمل فضيلته بعدد ذلك إماما و خطيبا بمسجد (الطّحان) بالشّرابية بالقاهرة، ثم انتقل إلى مسجد (المنوفي) بالشّرابية أيضا، و في عام 1962م تولى الإمامة و الخطابة بمسجد عين الحياة بشارع مصر و السودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة، ذلك المسجد الذي ظل عيناً للحياة قرابة عشرين عاماً هي عمر الشيخ الجليل على منبره إلى أن تم منعه نهائيا من الدعوة و الخطابة عام 1981م.
كان الشيخ الجليل أحد الثقاة المعدودين في علوم اللغة و الفقه و الأصول و علوم الحديث، فما رجع إليه أحد في معضلة إلا وجده بحرا زاخرا من العلم الأصيل العميق الدافق ، فقد كان رحمه الله يفتي في مسائل الميراث شفويا، وكان يحل أعتى مشكلات الفقه و الأصول كأنه يشرب ماءً زلالاً.
للشيخ الجليل ثمانية أبناء، خمسة من الذكور و ثلاثة من الإناث، و جميع أبناء الشيخ يحفظون القرآن كاملا، حيث كان – رحمه الله – يحفظهم القرآن بنفسه رغم كثرة شواغله و همومه.
ترك الشيخ -رحمه الله- تراثا عظيما تناول فيه كافة مناهج العمل و التربية الإسلامية، حيث ألف 108 كتب و كان في هذه الكتابات ميسرا لعلوم قرآن و السنة، مراعيا لمصالح الناس و فقه واقعهم بذكاء و عمق و بصيرة، كما توج جهوده العلمية بمؤلفه الضخم في 10 مجلدات "في رحاب التفسير" الذي قام فيه بتفسير القرآن الكريم كاملا، و قد ركز فيه على الجوانب الدعوية في القرآن الكريم.
و ترك الشيخ رحمه الله تراثا عظيما آخر و هو التراث الصوتي المتمثل في الأشرطة التي تضم خطبه و دروسه و التي كتب لها الذيوع و الانتشار في شتى أنحاء الأرض، وصلت 425 خطبة و أكثر من 3000 درس.
كان لشخصية الشيخ عدة مفاتيح :
أولا: الإخلاص العميق في كل علم و عمل، نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحدا.
ثانيا: الصدق و الثبات و الشجاعة إلى أقصى حد.
ثالثا: الذكاء الحاد و خفة الظل التي قربت مفاهيم الدعوة للناس.
رابعا: المواهب الشخصية التي حباه الله بها كالذاكرة الذهبية و اللباقة و الفصاحة التي لا مثيل لها.
كانت نهاية الشيخ -رحمه الله- بحق هي حسن الختام، فقد توضأ في بيته لصلاة يوم الجمعة، و كعادته كان يتنفّّل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد، فدخل في الصلاة و صلى الركعة الأولى في الركعة الثانية سجد السجدة الأولى و رفع منها ثم سجد السجدة الثانية و فيها أسلم الروح إلى بارئه متوضأ مصليا ساجدا.
رحم الله شيخنا الجليل الراحل الشيخ عبد الحميد كشك، و أسكنه فسيح جناته، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك (الذي أحبه في الله)
من علماء الأزهر الشريف، و هو من أبرز الدعاة إلى الله في العصر الحديث.
و لد فضيلته في (شبراخيت) في محافظة (البحيرة) من أعمال جمهورية مصر العربية، و كان مولده في العاشر من مارس لعام 1933م.
حفظ فضيلته القرآن الكريم و هو دون العاشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية، و في السنة الثانية من المرحلة الثانوية حصل على تقدير 100% و كذلك في الشهادة الثانوية الأزهرية، و كان ترتيبه الأول على الجمهورية.
التحق فضيلته بعد ذلك بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، و كان ترتيبه الأول على الكلية طوال سنوات الدراسة، و كان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثيرون منهم يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب ، خاصة علوم النحو و الصرف.
جدير بالذكر أن فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك كان مبصرا إلى أن صار عمره ثلاثة عشر عاما فقد نور إحدى عنيه، و في سن السابعة عشرة فقد العين الأخرى .و كان كثيرا ما يقول عن نفسه كما يقول ابن عباس (رضوان الله عليه) :
إن أذهب الله من عيني نورهما ** ففي فؤادي وعقلي عنهما نور
عقلي ذكي وقلبي ما حوى دخلا ** وفي فمي صارم كالسيف مشهور
تخرج فضيلته من كلية أصول الدين و عين معيدا بها عام 1957م، و بعد تخرجه حصل على إجازة التدريس بامتياز، و مثل الأزهر الشريف في عيد العلم عام 1961م.
ولم يستمر فضيلته في مهنة التدريس بالجامعة حيث أنه لم يلقي إلا محاضرة واحدة على الطلاب، و بعدها رغب عن العمل بالجامعة حيث كانت روحه معلقة بالمنابر التي كان يرتقيها منذ سن الثانية عشرة.
عمل فضيلته بعدد ذلك إماما و خطيبا بمسجد (الطّحان) بالشّرابية بالقاهرة، ثم انتقل إلى مسجد (المنوفي) بالشّرابية أيضا، و في عام 1962م تولى الإمامة و الخطابة بمسجد عين الحياة بشارع مصر و السودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة، ذلك المسجد الذي ظل عيناً للحياة قرابة عشرين عاماً هي عمر الشيخ الجليل على منبره إلى أن تم منعه نهائيا من الدعوة و الخطابة عام 1981م.
كان الشيخ الجليل أحد الثقاة المعدودين في علوم اللغة و الفقه و الأصول و علوم الحديث، فما رجع إليه أحد في معضلة إلا وجده بحرا زاخرا من العلم الأصيل العميق الدافق ، فقد كان رحمه الله يفتي في مسائل الميراث شفويا، وكان يحل أعتى مشكلات الفقه و الأصول كأنه يشرب ماءً زلالاً.
للشيخ الجليل ثمانية أبناء، خمسة من الذكور و ثلاثة من الإناث، و جميع أبناء الشيخ يحفظون القرآن كاملا، حيث كان – رحمه الله – يحفظهم القرآن بنفسه رغم كثرة شواغله و همومه.
ترك الشيخ -رحمه الله- تراثا عظيما تناول فيه كافة مناهج العمل و التربية الإسلامية، حيث ألف 108 كتب و كان في هذه الكتابات ميسرا لعلوم قرآن و السنة، مراعيا لمصالح الناس و فقه واقعهم بذكاء و عمق و بصيرة، كما توج جهوده العلمية بمؤلفه الضخم في 10 مجلدات "في رحاب التفسير" الذي قام فيه بتفسير القرآن الكريم كاملا، و قد ركز فيه على الجوانب الدعوية في القرآن الكريم.
و ترك الشيخ رحمه الله تراثا عظيما آخر و هو التراث الصوتي المتمثل في الأشرطة التي تضم خطبه و دروسه و التي كتب لها الذيوع و الانتشار في شتى أنحاء الأرض، وصلت 425 خطبة و أكثر من 3000 درس.
كان لشخصية الشيخ عدة مفاتيح :
أولا: الإخلاص العميق في كل علم و عمل، نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحدا.
ثانيا: الصدق و الثبات و الشجاعة إلى أقصى حد.
ثالثا: الذكاء الحاد و خفة الظل التي قربت مفاهيم الدعوة للناس.
رابعا: المواهب الشخصية التي حباه الله بها كالذاكرة الذهبية و اللباقة و الفصاحة التي لا مثيل لها.
كانت نهاية الشيخ -رحمه الله- بحق هي حسن الختام، فقد توضأ في بيته لصلاة يوم الجمعة، و كعادته كان يتنفّّل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد، فدخل في الصلاة و صلى الركعة الأولى في الركعة الثانية سجد السجدة الأولى و رفع منها ثم سجد السجدة الثانية و فيها أسلم الروح إلى بارئه متوضأ مصليا ساجدا.
رحم الله شيخنا الجليل الراحل الشيخ عبد الحميد كشك، و أسكنه فسيح جناته، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.