المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مختصر تلبيس المنهجيه عند عبد الفتاح قديش / كتبه الشيخ عبد الرحمن غياث



محتسب
08-03-2007, 06:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا يخفى عليكم تلبيس المدعو عبد الفتاح قديش
وكان الاخ الشيخ عبد الرحمن غياث
قد كتب رداً فضح به تلبيس هذا الرجل

والشيخ عبد الرحمن داعيه معروف
امام وخطيب مسجد هنا في صنعاء
وكذالك يدرس في بعض المراكز الشرعيه

وقد تصفحت قيلا من رده فوجدته طيبا المقال عظيم الفائده
مبنياَ على الدليل الشرعي الصحيح
فأحببت ان انقله اليكم لتعم به الفائده
وليعلم الملبسين امثالهم ان لعقيدة اهل السنه والجماعه المئات من من يذودون عنها بالحجه والبرهان
ليدفعو تلبيس الملبسين الذين افلسو في افكارهم وافلسو في معتقداتهم فأصبحو يتخبطون ولم يجدو الا التلبيس
والكذب ليروجو لمنهجيتهم الضاله والمنحرفه
ولكن انى لهم ذالك

هذا هو الرد
وهو على قسمين الاول
مختصر بيان تلبيس المنهجيه لقديش

والاخر
بيان تلبيس المنهجيه لقديش



المختصر
بسم الله الرحمن الرحيم
مختصر بيان تلبيس (المنهجية العامة لـ قديش)
تأليف عبد الرحمن غياث
(المقدمة
أحمد الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته، ولا ند له في أسمائه وصفاته.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى، ودين الحق، فدعا إلى توحيد الله الخالص من كل شائبة شرك، في حقه، أو فعله، أو أسمائه وصفاته، وجاهد في هذا السبيل حتى وضح الحق، واستبان وكمل به الدين، وتمت النعمة، فترك الأمة على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
وسار على نهجه صحابته، فلم يغيروا، أو يبدلوا، بل بذلوا جهدهم في دعوة الخلق إلى عبادة الله وحده، حتى مضوا لسبيلهم.
فصلاة الله وسلامه على عبده ورسوله محمد بن عبد الله، إمام الحنفاء وسيد الأصفياء، ورضي الله عن صحابته أجمعين، وعمن سلك نهجهم إلى يوم الدين.
قال أبو سعيد الدارمي – رحمه الله تعالى -:" لم يزل {أهل الباطل} مقموعين أذلة، مدحورين، حتى كان الآن بآخرة، حيث قلت الفقهاء، وقبض العلماء، ودعا إلى البدع دعاة الضلال، فشد ذلك طمع كل متعوذ في الإسلام من أبناء اليهود، والنصارى، وأنباط العراق، ووجدوا فرصة للكلام، فجدوا في هدم الإسلام، وتعطيل ذي الجلال والإكرام،وإنكار صفاته وتكذيب رسله، وإبطال وحيه، إذ وجدوا فرصتهم، وأحسوا من الرعاع جهلاً، ومن العلماء قلة، فنصبوا عندها الكفر للناس إماماً، بدعوتهم إليه، وأظهروا لهم أغلوطات من المسائل، وعمايات من الكلام، يغالطون بها أهل الإسلام، ليوقعوا في قلوبهم الشك، ويلبسوا عليهم أمرهم ويشككوهم في خالقهم، مقتدين بأئمتهم الأقدمين"( ).
ومن أمعن النظر في دواوين الحديث والآثار عن السلف، علم أنه لم يرد قط لا من طريق صحيح ولا سقيم عن أحد من الصحابة على اختلاف طبقاتهم، وكثرة عددهم، أنه سأل النبي-صلى الله عليه وسلم- عن معنى شيء( )، مما وصف الرب- سبحانه- به نفسه في القرآن وعلى لسان نبيه، بل كلهم فهموا معنى ذلك وسكتوا سكوت فاهم مقتنع، ولم يفرقوا بين صفة وأخرى، ولم يتعرض أحد منهم إلى تأويل شيء منها، بل أجروا الصفات كما ودرت بأجمعهم، ولم يكن عند أحد منهم ما يستدل به سوى كتاب الله وسنة رسوله.
ومضى عصرهم – رضي الله عنهم- على هذا، وحدث القول بنفي القدر في عهد آخرهم.
وكان أول من فاه بذلك معبد الجهني وحدث التشيع لعلي
ثم حدث مذهب الجهمية، وتعطيل الرب- تعالى – عن صفاته، والقول بخلق القرآن، وغير ذلك من العظائم، وعربت كتب الفلاسفة في عهد المأمون، فعظمت الفتنة والضلال.
ثم ظهر الأشعري، وكان أخذ عن الجبائي الاعتزال، ولازمه دهراً طويلاً، ثم سلك طريق ابن كلاب في الصفات، والقدر، وغير ذلك.
وسلك طريقه جماعة من العلماء، مثل الباقلاني، وابن فورك، والاسفراييني، والشيرازي، والغزالي، والشهرستاني، والرازي وغيرهم، ملأوا الدنيا بتصانيفهم، يحتجون، ويدعون أن طريقتهم هي طريقة أهل السنة والجماعة، فانتشر هذا المذهب في البلاد الإسلامية، وجاءت دولة بني أيوب، وكانوا على هذا المذهب، ثم مواليهم الأتراك، وأخذه ابن تومرت إلى المغرب، ونشره هناك، فصار هذا المذهب هو المعروف في الأمصار، بحيث نسى ما عداه من المذاهب، أو جهل، حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه، إلا أن يكون مذهب الحنابلة.
حتى جاء تقي الدين –أبو العباس ابن تيمية-، فتصدى للانتصار لمذهب السلف، ورد على الأشاعرة، والرافضة، والصوفية، فافترق الناس فيه فريقان: فريق يقتدي به، ويعول على أقواله، ويرى أنه شيخ الإسلام حقاً، ومن أجل حفاظ أهل الملة الإسلامية.
وآخر يبدعه، ويضلله، ويزري عليه إثبات الصفات وغيرها".
ثم قال المقريزي:
"فهذا- أعزك الله- بيان ما كانت عليه عقائد الأمة من ابتداء الأمر إلى وقتنا، قد فصلت فيه ما أجمله أهل الأخبار، وأجملت ما فصلوا، فدونك طالب العلم تناول ما قد بذلت فيه جهدي، وأطلت بسببه سهري وكدي، في تصفح دواوين الإسلام، وكتب الأخبار فقد وصل إليك صفواً".( )
كبريات الفرق الإسلامية
وأصل الفرق الذي ترجع إليه أربع كما قال طائفة من السلف، وهم الروافض، والخوارج، والقدرية{المعتزلة}، والمرجئة، وبعض العلماء يجعلها خمساً ويدخل أهل السنة، كما قال أبو محمد بن حزم: "فرق المقرين بملة الإسلام
خمس، وهم: أهل السنة، والمعتزلة، والشيعة، والخوارج، والمرجئة، ثم افترقت كل فرقة من هذه على فرق".( )
ومراده: غير أهل السنة، فإنهم فرقة واحدة، وهم الذين تمسكوا بكتاب الله واتبعوا سنة رسوله-صلى الله عليه وسلم -.
وقال الطرطوشي:"اعلم أن علماءنا قالوا: أصول البدع أربعة، وسائر الأصناف الاثنتين والسبعين فرقة عن هؤلاء تفرقوا، وتشعبوا. وهم: الخوارج: وهي أول فرقة خرجت على علي بن أبي طالب، والروافض، والقدرية، والمرجئة".( )
ومن هذه الفرق تشعبت سائر الفرق، وقد ألف فيها وفي بيان نحلها مؤلفات قديماً وحديثاً.
الأشعرية
من نتائج الافتراق والتشتت، برزت الأشعرية، وهي عبارة عن خليط من مذاهب عدة فرق، كالمعتزلة، والكلابية، والجهمية، وقد كان إمام هذه النحلة-أبو الحسن الأشعري- تلميذاً لأبي علي الجبائي، قرأ عليه أصول المعتزلة، ولازمه ما يقرب من أربعين عاماً، ولهذا كان خبيراً بمذاهب المعتزلة، ثم انتقل إلى طريقة
عبد الله بن سعيد بن كلاب، وهي أقرب إلى مذهب أهل السنة من طريقة المعتزلة، وجعل يبين فساد مذهب الاعتزال ويرد عليهم، ويوضح فساد أصولهم، وتناقضهم، وبعدهم عن الحق، ومثلهم الرافضة والفلاسفة، ولهذا صار له ذكر حسن وقدر عند المسلمين.
والذين ينتسبون إليه من المتأخرين ليسوا على طريقته، مع أنه لم يكن من أهل السنة المحضة، إذ لم يستطيع أن يتخلص من بعض مسائل أهل الكلام.
قال شيخ الإسلام: "لا ريب أن الأشعرية إنما تعلموا الكتاب والسنة من أتباع الإمام أحمد، ونحوه، ولهذا يوجد أكثر ألفاظه التي يذكرها عن أهل السنة والحديث، إما ألفاظ زكريا بن يحيي الساجي، التي وصف بها مذهب أهل السنة، أو ألفاظ أصحاب الإمام أحمد، وما ينقل عن أحمد في رسائله الجامعة في السنة، وإلا فالأشعري لم يكن له خبرة بمذهب أهل السنة، وأصحاب الحديث، وإنما يعرف أقوالهم من حيث الجملة، لا يعرف تفاصيل أقوالهم، وأقوال أئمتهم، وقد تصرف فيما نقله عنهم باجتهاده في مواضع يعرفها البصير.
وأما خبرته بمقالات أهل الكلام فكانت تامة على سبيل التفصيل.
ولهذا لم يذكر عن أهل السنة في كتاب "مقالات الإسلاميين" إلا جملة مقالاتهم، مع أن لهم في تفاصيل تلك ما ليس لأهل الكلام.
ولا ريب أن للآشعري في الرد على أهل البدع كلاماً حسناً، هو من الكلام المقبول، الذي يحمد قائله إذا أخلص فيه النية.
وله أيضاً كلام خالف به بعض السنة هو من الكلام المردود، الذي يذم قائله إذا أصر عليه بعد قيام الحجة"( ) والله يغفر لنا وله.
وقد انتسب إلى الأشعري أكثر العالم الإسلامي اليوم من أتباع المذاهب الأربعة، وهم يعتمدون على تأويل نصوص الصفات تأويلاً يصل أحياناً إلى التحريف، وأحياناً يكون تأويلاً بعيداً جداً، وقد أمتلأت الدنيا بكتب هذا المذهب، وادعى أصحابها أنهم أهل السنة، ونسبوا من آمن بالنصوص على ظاهرها إلى التشبيه والتجسيم.).
1) عنوان الكتاب
قال قديش في عنوان منهجيته ( المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة ) وبيان التلبيس في ذلك من وجوه:
1. قضية بيان المنهجية العامة في العقيدة تحتاج إلى عالم راسخ في هذا الباب يكون على اطلاع واسع على الكتب السلفية وكتب السلف المؤلفة في ذلك وقديش لم يسمع بأسماء أكثر تلك الكتب فضلا عن أن يكون قد قرأها.
2. خلاصة المنهجية التي وعد بها قديش – كما يتضح لمن قرأ منهجيته- هي الدفاع عن أهل الأهواء والبدع بعبارات ركيكة ومحاور هزيلة.
3. كان المنتظر من قديش أن يبين مصادر عقيدة أهل السنة والجماعة وخلاصة أصول عقيدتهم ومنهجهم في التعامل مع أهل الأهواء والبدع وكيف أنهم هدموا أصنام المبتدعة من تقديم العقل على النقل وتحريف النصوص وتسليط المجاز عليها والاعتماد على فلسفة اليونان وعلم الكلام والركون إلى الموضوعات ومنامات الصوفية وشطحاتهم وذوقهم ووجدهم .
ثم يكر على المذاهب العصرية الهدامة من شيوعية وعلمانية وحداثة وإباحية ونحو ذلك . ولكن شيئا من ذلك لم يكن كيف والبضاعة مزجاة فقبح الله التعالم والغرور ومزق الله ثوبي الزور
4. والقول في من يريد أن يكتب في المنهجية العامة للفقه هو كالقول الأول من سعت الإطلاع وطول العمر في قراءة الفقه وتدريسه . وإني والله لأعجب من جرأة قديش حيث لم يعلم عنه شيء مما سبق فلا طول عمر ولا سعة اطلاع بل ربما جلس قديش مع واحد ممن تشرب نفس بدعته للقراءة في بعض المختصرات في الفقه الشافعي ثم إذا أراد أن يقرر المذهب يخطأ في كل جلسة تقريبا على المذهب خطأين أو أكثر( )
5. ثم تمخض القديش فولد مسألتين في المنهجية العامة في الفقه يدور رحاهما حول التمذهب - وسيأتي الكلام على ذلك - وكما قيل تسمع بالمعيدي خير من أن تراه( )
6. أما المنهجية العامة في السلوك فتحتاج في كتابتها إلى كاتب صادق اللهجة لا يعرف التقية ولا تعرفه هو أبعد الناس عن ذي الوجهين الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها وإذا أردنا ذلك من قديش فسيصدق فينا قول الشاعر:
طبعت على كدر وأنت ترومها ... صفواً من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار
7. وأما قوله (والإعلام بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة) فهي جملة محشورة في عنوان الكتاب تبدوا من الناحية الفنية نشازا كما هو حالها من الناحية المنهجية ويقال لك هنا يا قديش كما قيل سابقا :
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد الإبل( )
2) الإهداء
قال قديش في ( إلى أحبتي طلبة العلم ...الخ) وبيان التلبيس في ذلك من وجوه:
1. أما طلبة العلم من أهل السنة والجماعة المجدين في طلبهم المعظمين لسلفهم الصالح المعتزين بعقيدتهم السلفية فليسوا المعنيين بذلك ولن يهدي قديش كتابه إليهم ولا هو يحبهم كيف يحبهم؟ وهم: يحاربون تعطيل الجهمية ووثنية القبورية وظلمات التقليد الأعمى وإذلال أبناء المسلمين تحت مسمى المريد والسالك ونحوها
وأما طلبة العلم من أبناء الطرق الصوفية فليس هو مهديا إليهم لأن قديش ليس شيخا لهم ولا هم مريدين عنده وهو يعلم كما هم يعلمون أنه لا يصح لهم الأخذ عن غير شيخهم. ومن جهة أخرى فهم لا يرون قديشا أهلا ليبين لهم كيف يتعلمون العقيدة أو الفقه أو السلوك (التصوف) فهو في نظرهم جديد على أبجديات علومهم وربما يكشف لهم أنه مفتون وصاحب فتنة( ).
وأما عموم المسلمين فهم على فطرتهم التي يحتاج قديش دهرا طويلا حتى يحرفها كما احتاجت الشياطين دهرا حتى اجتالت الناس عن دينهم.
فمن أين لقديش أن يقنع الناس أن الله ليس عال على الخلق مستو على العرش وأنه تعالى لا داخل العالم ولا خارجه ولا مباين له ولا محايث له ... الخ هذه الويلات المحدثة . أو أن الآحاد لا يقبل في العقائد أو أن من المستحسن أو السائغ للمسلم إذا حل به كرب أن يهتف بأسماء الأقطاب والأوتاد والأبدال وغيرهم من الأموات وأنهم سيهبون سراعا إلى نجدته !! هيهات ثم هيهات ( قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (سورة البقرة: من الآية 256)
فلم يبقى إلا أن المستهدف بهذا الطعم- المشؤم - هم مجموعة من أغمار أهل السنة والجماعة وأحداثهم الذين لم يخبروا الماكرين ولا عرفوا ضلال الضالين ولم يخطر ببالهم أن يقسم مريد الباطل أنه ما أراد إلا الخير ولم يستحضروا حقيقة ما حصل لأبيهم قال الله تعالى (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22))الأعراف وحسبوا أنهم قد ضفروا بكنز فات غيرهم ولكن :
سوف ترى إذا انجلى الغبار ... أفرسٌ تحتك أم حمار
وأما قديش فهو قديش ولو طأطأ الرأس وأظهر التخشع وشكى من قسوة القلب - التي هي لائقة بحاله وحال أمثاله من الناكصين- وسيقال له يالك من قديش كما قيل
ولو لبس الحمار ثياب خزٍّ ... لقال النّاس: يا لك من حمار
2. قال قديش (إلى الباحثين عن الحقيقة) أقول:
أي حقيقة عندك وكلام ربنا الحق عن ذاته وصفاته كله مجاز لا حقيقة له بل من اعتقده على حقيقته فهو مشبه مجسم والمجسم كافر أي حقيقة عند من يقول بعض مشايخه - الذين هو يسير على طريقتهم - عن ظواهر النصوص أنها من أصول الكفر( ) وما المتحير الباحث عن الحقيقة عند قديش إلا كما قيل:
يا من تيمم عمراً يستجير به ... أما سمعت ببيت فيه سيار
المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
3. قال قديش (إلى من الحكمة ضالتهم) أقول :
الحكمة: في اتباع شرع الله والتصديق بوحي الله واعتقاده على ظاهره بدون تحريف المعطلة الجهمية وأين هذا ممن مراده سلوك نفق المتكلمين المفتونين الذين حكم الشافعي فيهم أن يضربوا بالجريد والنعال وأن يطاف بهم في الأسواق ويقال هذا جزاء من ترك كلام الله ورسوله وأقبل على علم الكلام
الحكمة:في اتباع المحكم والإيمان بالمتشابه (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (سورة آل عمران: 7)
الحكمة: في العبودية لله وحده لا شريك له فلا يدعى إلا الله ولا يرجى ويستغاث إلا بالله ولا يصرف شيء من ذلك لغير الله لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح
الحكمة: أن لا يعبد الله إلا بما شرع فلا يعبد بالبدع والمحدثات وإضافات البشر وتشريعهم فقد عاب الله ذلك على المشركين فقال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (سورة الشورى: 21)
الحكمة: في لزوم طريق الحياء والبعد عن أسباب الفتن فلا يبيح آلات اللهو بإطلاق ولا يبيح للمرأة أن تخرج ببنطلون وفنيلة ولا يبيح النظر إلى الصور العارية والخليعة ولا يستهين بأمر اللحية والإسبال ونحو ذلك( )
الحكمة: ذكر الله طرفا منها في قوله عز وجل (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا... إلى قوله تعالى ... ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)) الإسراء( )
4. من كان مبتغيا للحق فسيطلبه عند أهل الحق والعلم أما كتب التلبيس وكتب الناكصين المتنكبين المقبلين على علوم القبوريين التاركين لسبيل السلف الصالح فلا حق عندهم( )
5. المتجرد المنصف من لا يجهل إمامة الدارمي وابن خزيمة وابن تيمية ومن سار على طريقتهم السنية السلفية ويقدر أتم التقدير دفاع الإمام محمد بن عبد الوهاب عن التوحيد أما من يصفهم بالتجسيم ويلمزهم بالتكفير بل ويكفرهم أو على أحسن حال لا يحبهم ولا يبغضهم وإنما يتوقف في شأنهم فأي تجرد عند هذا أو إنصاف؟! نعم هو متجرد من العدل والعلم والهدى وعنده أنصاف – بفتح الألف- قاتلة .
3) الحق أحق أن يتبع
أقول: هذا العنوان كتب فيه قديش من ص12إلى ص20 وبيان التلبس الذي وقع فيه قديش هنا كالتالي:
1. (قلنا :قد فعلنا ذلك بحمد الله ومنته من غير وصيته وأخذنا بما كان عليه سلفنا من غير نصيحته
وفارقنا ورددنا على من خالفهم، ومن جملة ذلك ردنا قوله وتبيننا فضيحته، وأما هو فإنه بهذا القول آمر بالبر وناس نفسه وناه عن منكر ومخالف ما نهى عنه، والله تعالى يمقت على ذلك، وعير الله تعالى اليهود بقوله سبحانه وتعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ) (سورة البقرة: من الآية 44) وروينا في خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قاليؤتى برجل يوم القيامة فيلقى في النار ،فتندلق أقتاب بطنه، فيدور فيها كما يدور الحمار برحاه، فيشرف عليه بعض من كان يعرفه في الدنيا فيقول: أي فلان! ما هذا؟ وإنما معك كنا نعلم منك! فيقول: إني كنت آمركم بالأمر ولا آتيه وأنهاكم عن الأمر وآتيه) أو كما لفظ الخبر.
وقد أخبر الله تعالى عن شعيب عليه الصلاة والسلام قوله: ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ) (سورة هود: من الآية 88) . وقالت الشعراء في ذلك أقوالا منها قول أبي الأسود
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
أتراك تصلح بالرشاد عقولنا ... صفة وأنت من الرشاد عديم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك ينفع إن وعظت ويقتدى ... بالقول منك وينفع التعليم
وقال أبو العتاهية:
يا واعظ الناس قد أصبحت متهماً ... إذ عبت منهم أموراً كنت تأتيها
كملبس الأثواب من عريٍ وعورته ... للناس بادية ما أن يواريها
وأعظم الذنب بعد الشرك تعلمه ... في كل نفسٍ عماها عن مساويها
عرفانها بذنوب الناس تبصرها ... منهم، ولا تعرف العيب الذي فيها
وقال أيضا:
وصفت التّقى حتى كأنّك ذو تقىً ... وريح الخطايا من ثيابك يسطع)( )

2. ما ذكره قديش من النصوص الشرعية والنقولات عن بعض أهل العلم: تبين وجوب طلب الحق والتمسك به والرجوع إليه وهذا لا غبار عليه ولكن أكواما من الغبار على التنزيل الباطل الذي أراده قديش والإشعار بأن ما سيذكره في هذا الكتاب هو ذلك الحق وتلك الحكمة التي يجب قبولها بغض النظر عن قائلها وهنا يصدق عليه ما قاله علي رضي الله عنه في الخوارج حين قالوا لا حكم إلا لله فقال علي: كلمة حق أريد بها باطل.
3. ما ذكر من الرجوع إلى كلام أهل العلم والحق حق، ولكن قديش هو كاسمه فلا هو من أهل العلم ولا من دعاة السنة والتوحيد والإتباع فترك ما عليه أئمة المسلمين من لدن الصحابة الكرام مرورا بابن المبارك والدارمي والبخاري وابن خزيمة ثم ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن كثير وابن عبد الهادي ثم محمد بن عبد الوهاب وأئمة الدعوة النجدية ثم الشنقيطي والسعدي وابن باز وابن عثيمين والألباني ومن كان على طريقة هؤلاء
أقول ترك ذلك كله واتباع وساوس قديش ليس من الحق في شيء بل هو محض الضلال وعنوان الزيغ وأباجاد الإنحراف
4. أما قديش وأمثاله وكتابه وأمثاله فيصدق فيهم النصوص والنقول التي تنهى عن الباطل وعن طاعة أهله وتنهى عن الابتداع في الدين وعن مجالسة أهل البدع وتنهى عن السفاهة والسفهاء وتنهى عن مجالسة الذين يخوضون في آيات الله بلا علم وتنهى عن لبس الحق بالباطل ونحو ذلك.
4) قال قديش في ص21 (وفي هذه الورقات ... وذلك باختصار شديد أرجوا أن لا يكون مخلا) أقول جاء عند أبي داود والترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها (كل مسكر حرام و ما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام) .قال الألباني( صحيح )
فسواء علينا أقللت أم أكثرت فأنت ياقديش على كل الأحوال مخل
5) أولا في التوحيد والعقيدة
بيان التلبيس الحاصل هنا من وجوه:
1. كان اللائق بعنوان الكتاب ثم هذا العنوان أن تكون نقاط هذا المبحث من الكتاب هي مثلا:
‌أ. أهمية دراسة العقيدة
‌ب. سلامة عقيدة السلف ووجوب الأخذ بها
‌ج. مصادر عقيدة أهل السنة والجماعة والتعريف بهم
‌د. عرض مجمل لأهم أصول عقيدة أهل السنة والجماعة
‌ه. أهم خصائص أهل السنة والجماعة
‌و. أبرز المخالفين لأهل السنة والجماعة قديما وحديثا
‌ز. بيان الأصول التي فارق المبتدعة فيها السنة
‌ح. موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع
هذا أو ما شابهه كان هو المناسب وكان هو ما نتمناه . ولكن كما قيل
تمنيت ما أرجوه من حسن وعدكم ... فكنت كمن يرجو منال الفراقد
2. قال قديش ص22 تحت هذا العنوان (من المعلوم أن مباحث علوم العقيد ثلاثة الإلهيات والنبوات والسمعيات) أقول:
قال تعالى (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) (سورة محمد: 30) هذا الذي قال عنه قديش إنه من المعلوم إنما هو تقسيم المتكلمين من الأشاعرة ومن كان على طريقتهم وليس هذا من تقاسيم أهل السنة والجماعة( ) . ( )
3. قال قديش في نفس الصفحة (ومن المعلوم أن الفرق الكلامية قد تعددت أقوالها في العقيدة والتوحيد مصداقا لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم باختلاف الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة.) أقول:
وما شأن الفرق الكلامية وما علاقتها بمسألة بيان المنهجية العامة في العقيدة وهي لا للإسلام نصرت ولا للكفر كسرت بل كانت من أكبر أسباب ضلال كثير من الناس عن الصراط المستقيم.
وكم قد ألف أئمة السلف في النهي عن الكلام وأهله .
ثم لم لم تذكر يا قديش أنها كلها في النار إلا واحدة وهم من كان على مثل ماكان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما جاء ذلك في نفس الحديث الذي أشرت إليه.
أقول كل هذا من تلبيسات منهجيتك يا قديش
4. قال قديش (ومن المعلوم أيضا أن المصيب في الكليات(الأصول والعقائد)واحد وأن الاختلاف في الأصول والعقائد لا يجوز بعكس الاختلاف في الفروع والأحكام إذا كان بضوابطه) أقول المصيب للحق واحد في الفروع والأصول والكل مصيب للأجر إن كان فعل واعتقد ما أداه إليه اجتهاده المأمور به شرعا فإن أدرك الحق فله أجران وإن لم يدرك الحق فله أجر على اجتهاده وخطؤه مغفور له، بدون تفريق بين مسائل الأصول و الفروع، والتفريق هنا محدث مبتدع، من محدثات أهل الكلام.
5. قال قديش (وعليه فلا بد من اعتبار فرقة واحدة من تلك الفرق الكلامية هي على الحق وغيرها من الفرق على الباطل) أقول :
1. سبحان الله إذا كان الكل كلاميا فلما نجت واحدة وهلك البقية من اتحادهم في البضاعة؟
2. ثم كيف تكون تلك الفرقة الكلامية على الحق والرسول عليه الصلاة والسلام قد بين الناجية بقوله (ما أنا عليه وأصحابي )وما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكن فيه شيء من علم الكلام ولا شيء من فلسفة اليونان؟
فما هذه النتيجة المنكرة التي توصلت إليها بعد ذكر المقدمة التي لا علاقة لها بموضوع النتيجة
تبا يا قديش لا اتبعت الأثر وسرت على الحديث ولا عرفت قضية المناطقة ومقدماتهم ونتائجهم وما كان أحوجك إلى العمل بنصح الكميت:
دع خبط عشواء في ليلاء مظلمة ... هاجت أفاعي رقشا بين أحجار
3. ثم كيف تكون هذه الفرقة الكلامية هي أهل السنة والجماعة التي تحقق فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم(ما أنا عليه وأصحابي) مع قول المتكلمين أن طريقتهم أعلم وأحكم وإن كانت طريقة السلف أسلم وتصريحهم بأن الصحابة لم يعرفوا شيئا من علم الكلام
4. (إنكم لو تأملتم طريقة الأشاعرة في باب أسماء الله تعالى وصفاته (فقط)( ) حق التأمل لتبين لكم أنه لا وجه للتردد في شأنهم ولا لتهيُّب إبطال طريقتهم.
فالله يقول عن نفسه: { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }.وهم يقولون : ليس لله تعالى وجه.
والله يقول عن نفسه مخاطباً موسى: { ولتصنع على عيني }.وهم يقولون : ليس لله عين.
والله يقول عن نفسه: { بل يداه مبسوطتان }.وهم يقولون: ليس لله يدان.
والله يقول عن نفسه: { الرحمن على العرش استوى }.وهم يقولون: ما استوى على العرش.
والله يقول عن نفسه: { وجاء ربك والملك }. ويقول : { أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك }.وهم يقولون: إن الله لا يجيء ولا يأتي.
والله يقول عن نفسه: { إن الله يحب المقسطين }.وهم يقولون: إن الله لا يحب.
والله يقول عن نفسه: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة }.وهم يقولون : إن الله لا يرضى.
والله يقول عن نفسه: { ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم }.وهم يقولون : إن الله لا يكره.
والله تعالى يقول: { الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم }.وهم يقولون: إن الله لا يغضب .
والله يقول عن نفسه: { وربك الغفور ذو الرحمة }.وهم يقولون: ليس لله تعالى رحمة هي وصفه.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال عن ربه: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر" متفق عليه ".وهم يقولون : إن الله لا ينزل .
والنبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال عن ربه ، " وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول إني أبغض فلاناً فأبغضه " رواه مسلم .وهم يقولون : إن الله لا يبغض .
والنبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " ولا يزال يدعو حتى يضحك الله منه فإذا ضحك الله منه قال : ادخل الجنة " متفق عليه .وهم يقولون: إن الله لا يضحك.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال عن ربه: " لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها " رواه مسلم.وهم يقولون : إن الله لا يفرح .
والنبي ، صلى الله عليه وسلم، قال عن ربه :" عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل " رواه البخارى .وهم يقولون: إن الله لا يعجب.
إلى غير ذلك من الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وهم ينكرون أن تكون لله تعالى على الحقيقة، ويقولون : هي مجاز عن معان عينوها بعقولهم، وزعموا أنها المرادة بكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وإذا كانت هذه النصوص مجازاً بإقرارهم، فإن أبرز علامات المجاز صحة نفيه فيكون نفيها سائغاً على زعمهم مع أن الله أثبتها لنفسه والله المستعان.)( )
أقول فكيف يكونون بعد هذا كله على ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم. وهل يقول هذا إلا أحد خمسة:
1. رجل يبتغي الحق ولكنه لم يحقق هذه المسألة.
2. رجل لا يدري ما هو علم الكلام.
3. أو لا يدري ما الأمر الذي كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم
4. أو ملبس – بكسر الباء - أراد أن يخلط الحق بالباطل لغرض في نفسه ( وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (سورة البقرة: من الآية 72) ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) (سورة المائدة: من الآية 99) (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ) (سورة الأنبياء: 110)
5. أو ملبس – بفتح الباء- عليه، خلِّط عليه الأمر _كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في ابن صياد_ ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد: (اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ) ونحن نقول كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام
5. قال قديش (ثم أهل السنة والجماعة لهم في تقرير مسائل العقائد ثلاثة مذاهب أو ثلاثة اتجاهات ثم ذكر أنهم أهل الحديث والأشعرية والماتريدية) وبيا التلبيس هنا من وجوه:
1. يصدق على جمع قديش هنا بين أهل الحديث وهاتين الفرقتين الكلاميتين - الأشعرية والماتريدية - قول ابن أبي ربيعة :
أيها المنحك الثريا سهيلاً ... عمرك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا استقل يماني
2. ثم هذا التقسيم مبتدع يشبه حال الذين قال الله تعالى فيهم(فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً) (سورة النساء: 62) فإذا كان هذا المنهج التلفيقي مذموما في المسائل الفقهية فكيف بمسائل العقائد؟ فكيف بأصل الأصول :توحيد الله تعالى؟
3. ثم هو تقسيم باطل في نفسه كما أبطلته أيضا اللجنة الدائمة للإفتاء برآسة ابن باز وكذلك أبطله الإمام ابن عثيمين.
4. ثم أقول كيف يكون الأشاعرة والماتريدية على مثل ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم وهم بيت السلوب وكهف التعطيل والذرية المدللة للجهم؟
والرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم إنما عاشوا مع سماع القرآن الذي قد حوى الإثبات المفصل والنفي المجمل ففيه إثبات العلو واليدين والوجه والغضب والرضا والحب والبغض والرحمة والمجيء والإتيان والاستواء والتجلي والنفس والقبض والبسط والكلام ونحو ذلك لله تعالى ولا يثبت الأشاعرة والماتريدية شيئا من ذلك إلا مع قرنه بتحريفهم وباطلهم كما تقدم في كلام الإمام ابن عثيمين رحمه الله تعالى!
كيف يتفق من يرى الإيمان قولا وعملا ومن يكتفي فيه بالمعرفة القلبية أو التصديق القلبي ونحو ذلك
كيف يتفق من يقدم العقل على دين الله ومن يخضع بكليته لوحي الله.
5. ثم ما هو موقف كل واحد من هذه المذاهب الثلاثة في تقرير مسائل العقائد وما الفرق بينها لما تركت المسألة هكذا عائمة ؟ لم لم تذكر تقاريرهم في مسائل العقائد؟لم كل هذا الخلط والتلبيس؟ ما الهدف منه يا قديش .( )
6. قال قديش ( وعند الترجيح بين هذه الثلاثة المذاهب لا شك أن الأسلم والأرجح هم مذهب أهل الحديث وطريقتهم وهو الذي ارتضاه الفقير لنفسه، ) أقول بيان التلبيس الحاصل في هذه الفقرة من وجوه:
1. كيف صرت ترجح بينها وأنت غير متصور لحقيقة كل واحد منها فهي في نظرك القاصر شيء واحد أو أسماء لمسمى واحد.
2. ما هي المثالب العقدية والمنهجية التي وقع فيها الأشاعرة والماتريدة حتى جعلت كفتهم مرجوحة مع أنك ستنتصر لهم من أهل السنة – انتصار الأحمق – بذكر أسماء بعض الأعلام وأنهم كانوا من الأشاعرة أو الماتريدية وستنتصر لهم في مسألة تأويل الصفات أو تفويضها.
3. من هم أهل الحديث الذين رجحت كفتهم في ميزانك؟ هل هم رجال الصحيحين والسنن ومسند أحمد الذين كانوا ولا أشعري في الدنيا ولا ماتريدي في الدنيا ولا تفويض في الدنيا ؟ أم هم الكوثري ومن على شاكلته؟!!
4. كيف رجحت أهل الحديث وأنت القائل في بداية هذه الصفحة ( فلا بد من اعتبار فرقة واحدة من تلك الفرق الكلامية هي على الحق وغيرها من الفرق على باطل) وهذا إذا أضيف قولك ( المصيب في الكليات(الأصول والعقائد)واحد) يعني أحد أمرين :
1. أنك تناقضت حيث صار المصيب في الكليات(الأصول والعقائد) اثنان : أهل الحديث وتلك الفرقة الكلامية التي قلت عنها (هي على الحق وغيرها من الفرق على باطل)
2. أن أهل الحديث هم فرقة كلامية وهذا من أبطل الباطل لأنه قد علم أن أهل الحديث هم أكبر أعداء أهل الكلام وقد نقل عن أهل الحديث والفقه من التحذير من علم الكلام وأهله الشيء الكثير.
5. قولك ص23 ( إنه من بعد ظهور مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري والإمام أبي منصور الماتريدي لا تكاد تجد أحدا من أهل العلم... والمتكلمين ... وغيرهم إلا وهم أشاعرة أو ما تريدية) بيان التلبيس والتناقض هنا من وجوه:
1. هذا اعتراف منك يا قديش أن المذهب الأشعري والماتريدي محدث بعد القرون المفضلة وأنه طريقة في العقيدة لم يكن يعرفها السلف الصالح ويكفي هذا دلالة على بدعية هذين المذهبين وبطلانهما
2. وإذا كان الحال ما ذكر فلا يصح بعد ذلك حشر هذين المذهبين في أهل السنة والجماعة لأن السنة والجماعة تعني ( من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابه).
3. تحدث عن نفسك يا قديش ولا تتحدث عن الآخرين فأنت إن لم تكد تجد أحدا إلا أشعريا أو ما تريديا فهذا شأنك وكما قيل
فقل للعيون الرمد للشمس أعينٌ تراهـا سواكِ في مغيب ومطلــع
وقيل:
خرجت غداة النحر اعترض الدمى ... فلم أر أحلى منك في العين والقلب
فوالله ما أدرى أحسن رزقته ... أم الحب يعمى مثلما قيل في الحب
وأحسب يصدق عليك (الحب يعمى مثلما قيل في الحب).
4. أما نحن فنعتقد أنه لا تجتمع هذه الأمة على ضلالة وأنه لا يزال الحال كما جاء في صحيح البخاري عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ) وسمع مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَخْطُبُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللَّهُ وَلَنْ يَزَالَ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُسْتَقِيمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ)
5. وإليك هذه الرؤية(لقد بذلت كثيرا من جهدي فوصلت إلى أن الماتريدية كلهم حنفية المذهب بل المراد من الحنفية على الإطلاق في علم الكلام هم الماتريدية فحسب ولا أعرف أحدا من المالكية والشافعية والحنابلة أن يكون ما تريديا، كما لا أعرف أحدا من الحنفية أن يكون أشعريا إلا أبا جعفر محمد بن أحمد السمناني (444هـ) فقد كان عراقي المذهب أشعري المعتقد، وكان تلميذا للباقلاني ( 403هـ)في علم الكلام فكان الباقلاني يمازحه ويقول إنه مؤمن آل فرعون) يعني: أنه الأشعري الوحيد بين الحنفية. وأما ما صرح به الحنفية الديوبندية من أنهم ما تريدية وأشعرية فيعنون به اتفاق الفريقين في أصول العقيدة، وإلا فهم حنفية أصلاب ، ماتريدية أجلاد.
وأما الأشعرية فكثير منهم شافعية لأسباب ،منها: أن الإمام أبا الحسن الأشعري كان شافعيا...
أما المالكية، فلم يعرف أحد منهم أشعريا قبل فتنة ابن تومرت(524هـ) الذي فعل الأفاعيل وارتكب الأباطيل، وهتك الأعراض، وسك الدماء، ونشر العقيدة الجهمية بسلطان السيف والسنان لا بسلطان الحجة والبرهان، والذي أسس دولة الموحدين على طريقة الجهمية والاتحادية والمتفلسفة من نفات الصفات.
وأما الحنابلة، فلم يعرف فيهم أحد أشعريا؛ مع وقوع بعض الحنابلة في التفويض والتأويل؛ فهذا ابن الجوزي- مع انحرافه عن العقيدة السلفية في باب الصفات- عدو لدود للأشعري والأشعرية( ).
وقد ظهر بما تقدم بطلان زعم الكوثري : ( فالمالكية كافة وثلاثة أرباع الشافعية وثلث الحنفية وقسم من الحنابلة على هذه الطريقة من الكلام من عهد الباقلاني والثلثان من الحنفية على الطريقة الماتريدية...) كما بطل زعم التاج السبكي: ( أن الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة أشعريون...)
ويدل على بطلان هذه المزاعم – أن في الحنفية فرقا أخرى كالحنفية الكاملة والحنفية الجهمية الأولى والحنفية المعتزلة والحنفية المرجئة والحنفية الكرامية والحنفية الشيعية والحنفية الزيدية حتى باعتراف الماتريدية فالحنفية الماتريدية نزر قليل بالنسبة إلى بقية فرق الحنفية وهكذا حال الأشعرية لأن العقيدة الأشعرية لم تكن معروفة حتى في العراق قبل سنة(380هـ) ثم انتقلت من القراق إلى الشام ومصر بقوة السلطان لا بقوة البرهان فقد أجبر ملوك بني أيوب أيام دولتهم كافة الناس على العقيدة الأشعرية فتمادى الحال على ذلك جميع أيام دولتهم ثم أيام مواليهم الملوك من الأتراك)( ).
6. ثم هذه فتوى الشبكة الإسلامية:-
(ما هو قولكم في من يؤيد مذهب الأشاعره في العقيدة، والقول؛ بأن هذا هو مذهب الأحناف والشافعية والمالكية؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فمذهب الأشاعرة في العقيدة قائم على آراء الإمام أبي الحسن الأشعري في المرحلة الثانية من حياته، وهي المرحلة التي وافق فيها ابن كلاب، وقد رجع الأشعري رحمه الله عن كثير من آرائه الاعتقادية التي تبناها في تلك المرحلة. وأثبت معتقده الموافق لأهل الحديث في الجملة في كتبه؛ "مقالات الإسلاميين" و "الإبانة"، و "رسالة إلى أهل الثغر".
ومن نظر في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين من بعدهم من أهل القرون المفضلة علم أن كثيراً مما عليه الأشاعرة اليوم مخالف لذلك.
ومن شاء فليقرأ ما دونه اللالكائي في "أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"، والأصفهاني في "الحجة"، والذهبي في "العلو"، وقبلهم عبد الله بن أحمد في "السنة"، وابن خزيمة في "التوحيد"، وابن منده في "التوحيد" أيضا، والصابوني في "معتقد أهل الحديث"... وغير ذلك من دواوين أهل الإسلام، وهي دواوين نقية يعتمد عليها.
والأشاعرة مخالفون لما عليه السلف في جملة من القضايا الكبار، كالإيمان، والقدر، والكلام، والعلو، وكثير من الصفات التي يتأولونها أو يثبتونها مع تفويض معناها.
وليس هذا مقام بسط وتفصيل، لكن من أراد التحقق من ذلك فليقرأ ما ألف في عرض مذهب الأشاعرة ونقده، ومن ذلك "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" للدكتور عبد الرحمن المحمود، و "منهج الأشاعرة" للدكتور خالد عبد اللطيف نور، و "منهج الأشاعرة في العقيدة" للدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي.
وأما الزعم بأنه مذهب الأحناف والشافعية والمالكية:
فإنه زعم غير صحيح، فإن أكثر الأحناف على مذهب الماتريدية، والموافقون للأشاعرة من الشافعية والمالكية إنما هم المتأخرون منهم وفيهم جماعة من أفاضلهم ينصرون مذهب السلف وأهل الحديث، بل كثير من الأشاعرة المتقدمين ليسوا على ما تدين به الأشاعرة في العصور المتأخرة.
ولو سلم أن أكثر هؤلاء يوافقون الأشاعرة في المعتقد، فإننا نقول: لا مجال للمقارنة بين هؤلاء وبين أساطين المحدثين وأئمة الإسلام في القرون الأولى.
والله أعلم
[عن مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية؛ 10 / صفر / 1423 هـ]
7. وهكذا تلاشت (لا تكاد) يا قديش.
8. وما علماء الأشاعرة والماتريدية مقارنة بعلماء أهل السنة والجماعة إلا كالشعرة البيضاء في ظهر الثور الأسود( )
9. ثم الكثرة لا تكون دليلا على الحق في كل حال كما لا تكون ممدوحة في كل حال وإنما تكون دليلا وممدوحة إذا وافقت الحق. فالكثرة المبطلة مذمومة في كتاب الله تعالى.
10. ثم هل كلما حدثت ضلالة وصار لها أتباع وجمهور تصبح حقا يسوغ السكوت عنها وعدم ردها أو يسوغ دعوت الناس إليها أو ولوج نفقها؟ أين العقول؟
11. وأيضا فالذين أخذوا ببدعة الكلام كان ذلك قادحا فيهم ولم يكن أبدا مما يمدحون به بل من كان منهم ظاهر النفع للدين وظهرت منه أمارات الصدق نجد أن أهل العلم يبحثون له عن عذر يرفع عنه الذم الذي لحقه بسبب علم الكلام
12. ثم هذا الزمن الذي لا تكاد تجد فيه – يا قديش- (أحدا من أهل العلم...وغيرهم إلا وهم أشاعرة أو ما تريدية)، إن وجد ما يقاربه؛ فإنما هو في عهد بعض الأمراء الذين تشربوا بتلك البدعة أو كانت حاشيتهم من أهل البدعة الكلامية ثم سعوا لإلزام الناس بتلك المحدثاث وأكرهوهم عليها.
13. وكثيرا ممن يحسبون على هذه البدعة يحشرون في حملتها حشرا هكذا ظلما وزورا وتدليسا على الناس وتكثرا وربما تعرضنا لذكر بعض أمثلة ذلك فيما يأتي.
14. وقد ادعى مشايخ قديش أيضا أن الأشاعرة والماتريدية هم أكثر الأمة ( )، وهذه الدعوى لا تستقيم لأحد من أهل البدع، إنما تصح لأهل السنة والجماعة فقط، وذلك أن البدع كلها تخالف فطر الناس، ولا يكون الشخص من أهل تلك البدعة حتى يدرسها، وعموم الأمة باقون على فطرهم؛ التي تتفق مع مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة، ولم يدرسوا شيئا من تلك الأهواء والله أعلم
15. أما قول قديش ( والمتكلمين) فأقول لا يوجد في أهل السنة متكلم بالمصطلح المعروف للمتكلم وليس في المتكلمين من هو من أهل السنة والجماعة بل علم الكلام محرم على القول المعتمد المفتى به في المذاهب الأربعة وغيرها وللموفق وغيره كتب مستقلة في تحريمه( ) فيكون قول قديش على النحو التالي (لا تكاد تجد أحدا من المتكلمين إلا وهو أشعري أو ما تريدي) وبغظ النظر عن صحة ذلك من عدمه فيلس هذا هو محل النزاع وإنما محله كون أكثر علماء الحديث والفقه والتفسير واللغة ونحوهم أشاعرة أو ما تريدية) وقد سبق ما فيه.
16. نقل قديش هنا نقلا عن الدكتور سفر - حفظه الله - ليثبت دعوى الأكثرية - على عادة انتصار الأحمق – أقول خذ أيضا ما قاله الدكتور سفر حفظه الله ففيه أقوى شاهد على ما تريد ، إذا سلكنا انتصار الأحمق الذي تسلكه يا قديش يقول الدكتور سفر - حفظه الله تعالى – في منهج الأشاعرة في العقيدة (رابعاً : دعوى الأشاعرة أن أكثر أئمة المسلمين على مذهبهم دعوى عارية عن الدليل يكذبها الواقع التاريخي ، وكتب الأشاعرة نفسها عند تعريف مذهبي السلف والخلف تقول إن مذهب السلف هو مذهب القرون الثلاثة وبعضها يقول إنه مذهب القرون الخمسة ( ) ، فما بقي بعد هذه القرون؟
وصدقوا فالثابت تاريخياً أن مذهب الأشاعرة لم ينتشر إلا في القرن الخامس أثر انتشار كتب الباقلاني ( )
ولولا ضيق المجال لسردت قائمة متوازية أذكر فيها كبار الأشاعرة ومن عاصرهم من كبار أهل السنة والجماعة الذين يفوقون أولئك عدداً وعلماً وفضلاً ، وحسبك ما جمعه ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية والذهبي في العلو ، وقبلهما اللالكائي .
أما عوام المسلمين فالأصل فيهم أنهم على عقيدة السلف ؛ لأنها الفطرة التي يولد عليها الإنسان ، وينشأ عليها المسلم ، بلا تلقين ولا تعليم – من حيث الأصل – فكل من لم يلقنه المبتدعة بدعتهم ويدرسوه كتبهم ، فليس من حق أي فرقة أن تدعيه إلا أهل السنة والجماعة .
ومن الأدلة على ذلك الإنسان الذي يدخل في الإسلام حديثاً ، فهل تستطيع أي فرقة أن تقول أنه معتزلي أو أشعري ؟أما نحن فبمجرد إسلامه يصبح واحداً منا .
وإن شئت المثال على عقيدة العوام فاسأل الملايين من المسلمين شرقاً وغرباً هل فيهم من يعتقد أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته كما تقول الأشاعرة .
أم أنهم كلهم مفطورون على أنه تعالى فوق المخلوقات ، وهذه الفطرة تظل ثابتة في قلوبهم حتى وإن وجدوا من يلقنهم في أذهانهم تلك المقولة الموروثة عن فلاسفة اليونان ( ).
وقس على هذا نظرية الكسب والكلام النفسي ونفي التأثير وأشباهها)اهـ .
وفي مثل حالك مع نقلي الدكتور سفر - حفظه الله - يقول بعض الظرفاء ممازحا لك :
فإنك إن ترى ضحكي تجدني ... لرأسك جندلاً ولفيك تربا
فخذْ صِلاًّ تخال بكلِّ عضوٍ ... لهُ من شدَّةِ الحركات قلبا
6. قول قديش في نفس الصفحة أيضا ( ولنذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ....الخ) إلى ص25 أقول بيان تلبيسات هذه الجملة كما يلي:
1. عنوان هذا المبحث هو: بيان المنهجية العامة في ( أولا في التوحيد والعقيدة) ولكن قديش ند هنا وذهب يسرد أعلاما!! وفي البخاري وغيره (... ثُمَّ إِنَّ بَعِيرًا نَدَّ وَلَيْسَ فِي الْقَوْمِ إِلَّا خَيْلٌ يَسِيرَةٌ فَرَمَاهُ رَجُلٌ فَحَبَسَهُ بِسَهْمٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِهَذِهِ الْبَهَائِمِ أَوَابِدَ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا...) فما لقديش يغرد – كثيرا – خارج السرب.
2. خلط قديش بين متكلمي الأشاعرة كالرازي والآمدي والشهرستاني والبغدادي والإيجي ونحوهم وبين من تأثر بمذهبهم عن حسن نية واجتهاد أو متابعة خاطئة أو جهل بعلم الكلام أو لاعتقاده أنه لا تعارض بين ما أخذ منهم وبين النصوص ، ومن هذا القسم أكثر الأفاضل الذين يحتج بذكرهم ، بل حشر فيهم من ليس منهم أصلا أو كان منهم ثم أعلن رجوعه عن علم الكلام إلى منهج أهل السنة والجماعة.
3. خلط قديش أيضا بين قدماء الأشاعرة الذين سلكوا طريقة الأشعري في مرحلته الثانية وهي المرحلة الكلابية وبين متأخري الأشاعرة الذين جنحوا كثيرا إلى طريقة المعتزلة.
4. كما خلط أيضا بين من وقع في تأويل بعض الصفات من غير أن يكون ذلك منهجا له وبين من منهجه تأويل الصفات أو تفويض معانيها كما هو حال المتكلمين، ومعلوم أن الأول لا يعد بأي حال من الأحوال من جملة الأشاعرة والماتريدية.
5. لم يذكر قديش أحدا من أئمة المذاهب المتبوعة ولا من أصحابهم ولا من كان في طبقتهم من أهل العلم كأهل الكتب الستة فضلا عن من كان قبلهم كأئمة الجرح والتعديل والفقهاء السبعة وغيرهم ممن يعدون بالآلاف .
6. ولو سلم لقديش كل من ذكرهم فما نسبة بضع وأربعين ومائة – وهم الذين ذكرهم قديش في منهجيته - بجانب علماء المسلمين قديما وحديثا الذين يزيدون على مئات الآلاف؟!والذين ليسوا أشاعرة ولا ما تريدية بل ألف كثير منهم في الرد على هاتين الفرقتين.
7. يقرر قديش أنه لا ينبغي لأحد الخروج على المذاهب الأربعة مع أنه قد خرج عن معتقد الأئمة الأربعة فلا يخلو الحال من:
1. أن يكون الأئمة الأربعة قد ضلوا الطريق الحق ووفق له قديش
2. أو أن يكون الأئمة الأربعة قد وفقوا إلى الطريق الحق وضل عنه قديش
3. وفي اعتقادي – واعتقاد كل سلفي إن شاء الله تعالى- أن الصواب هو الثاني.
8. ذكر قديش من القادة خمسة ونحن لا نسلم له أن الخمسة كانوا على معتقد المتكلمين الخالص ولكن بعضهم دخلت عليه بعض شوائب المتكلمين. ثم ما هي نسبة هؤلاء الخمسة إلى قادة المسلمين منذ عهد الخلفاء الأربعة إلى قبل تنحية الشريعة عن سدة الحكم. فقد كان آلاف القادة من خلفاء وملوك وأمراء في أقطار العالم الإسلامي على معتقد أهل السنة والجماعة ولله الحمد.
9. قال قديش في ص25 ( وكذا كثير من قادة الحركة الإسلامية المعاصرة ...كل أولئك أشاعرة أو ماتريدية ) أقول بيان تلبيسات هذه الجملة لا يكون إلا بالتفصيل وترك الإجمال
فعليك بالتفصيل والتمييز فال ... إطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا ... الأذهان والآراء كل زمان
وتفصيل ذلك كما يلي:
1. ماذا تعني بالحركة الإسلامية المعاصرة؟ لأن من تلبيسك يا قديش أن تستخدم المصطلحات المعروفة ولكن تفسرها على هواك .
2. هذه الدعوى بحاجة إلى إقامة البينة عليها وإلا:
والدّعاوى إن لم تقيموا عليها بيِّنات أبناؤها أدعياء
3. لا شك في بطلان هذه الدعوى ونكارتها وأن أكثر القائمين على قيادة الحركة الإسلامية المعاصرة: من أهل السنة والجماعة وأن من أعظم مراجعهم العلمية والعقدية والتربوية والسلوكية والدعوية كتب ابن تيمية وابن القيم ومن كان على طريقتهما من أبناء الدعوة السلفية. ويقل جدا وجود المتكلمين في صفوف القيادات.

4. الحركات التجديدية المرتبطة بدعوة المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية أو في مصر والجزائر والهند وغيرها من بلدان المسلمين كلها على منهج أهل السنة والجماعة وليس فيهم أشعري ولا ما تريدي ولا صوفي( )
5. نعم بعض الحركات لا تمنع أن يكون في صفوفها من ينتحل تلك البدع بل ربما وصلوا إلى مناصب قيادية في تلك الحركات والجماعات ولكن ليس هذا عاما شاملا لكل المنتسبين إليها بل يشغل أهل السنة والجماعة أكثر المناصب القيادية في تلك الحركات ولله الحمد.
6. لم تنشأ في الجزيرة العربية منذ أسقطت الخلافة إلى اليوم حركة تجديدية صوفية أشعرية أو ما تريدية البتة ، ومن قال غير ذلك فعليه إثباته تاريخيا، و إلا فهي دعوى.
7. كون بعض الحركات دخلها شيء من شبهات أهل الأهواء ليس هذا محل النزاع إنما محله: كون كثير من قادة الحركة الإسلامية: أشعرية أو ما تريدية وهذا ما قد علم بطلانه.
8. بل حتى أولئك المنحرفين من عقلانيين وغيرهم ممن يشغلون مناصب قيادية في بعض الجماعات الإسلامية ليسوا أشاعرة ولا ماتريدية في الغالب .
9. ليس من هَمِّ أكثر الصوفية الأشعرية أو الماتريدية اليوم: تجديد الدين ولا صد عدوان الصليبيين أو العلمانيين بل همهم الأكبر بناء القباء على القبور وإحياء الموالد والمزارات البدعية أو الشركية والتأويلات البعيدة لنصوص الوحي وتشويه الدعوة السلفية وحملتها. فحشرهم في زمرة الصحوة الإسلامية غير صحيح.
10. ثم هب أن كثيرا من القيادات كما ذكرت فالرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال ،إلا ما ثبت في إجماع لعلماء المسلمين
11. ثم ما علاقة هذا بالمنهجية العامة في العقيدة...الخ ؟ ألم أقل لك يا قديش أنك تند -كما يند البعير؟!-.
10. قول قديش ص25: ( بل لو أردنا أن نعدد من لم يكن أشعريا أو ما تريديا...إلا ما ندر)
أقول: أحيلك يا قديش على تعليق العثيمين والحوالي ومن قبلهم ابن المبرد ونحوهم ليتبين لك بطلان هذه الندرة المدعاة التي لا تنم عن جهل بذالك بل عن إرادة التلبيس على الأغمار وتهويل الباطل ونفشه.
11. قال قديش بعد ذلك فإذا كان أولئك الأئمة الذين ذكرناهم – وغيرهم كثير ممن لم نذكرهم- مبتدعين ضالين خارجين عن أهل السنة والجماعة، ومن الفرق الهالكة ومن المتوعدين بالنار، أو كان ما هم عليه بدعة وضلالة وخروجا عن السنة والجماعة ومتوعدون بسببه بالهلاك والنار، فوا خسارة الإسلام والمسلمين.) اهـ هذان قديش وبيان تلبيسه من وجوه:
1. لقد بينا الخلط الذي حصل منك في سرد من ذكرت فمن أدخلتهم في عداد المتكلمين وليسوا منهم هي شهادة فاجرة منك عليهم واتهام باطل لهم ستسأل عن ذلك كله بين يدي الله عز وجل.
2. أما حكم المتكلمين وعلم الكلام فقد بينه أئمة المسلمين كالإمام الشافعي وصنفو فيه مصنفات مثل ذم الكلام وأهله للهروي وتحريم النظر في علم الكلام لابن قدامة وقد حكي الإجماع على تحريم علم الكلام . فاعتراضك هنا يتوجه إلى أولئك الأئمة ولا إخالك تقوى على ذلك وفي المثل: " ليس هذا بعشك فادرجي "
3. أما من رد على باطل أهل الكلام من خلال كلامهم ونصر طريقة السلف فهذا من أهل السنة والجماعة وليس من أهل الكلام كالدارمي وابن تيمية ومن على طريقتهما، فلا يعترض بذلك.
4. ثم ما قولك في أهل الكبائر وهم قطعا أكثر من المتكلمين بل لا يعصم من مقارفتها أحد من المسلمين فهل تقول أن مرتكب الكبيرة (من المتوعدين بالنار) أم أن إيمانه كإيمان جبريل؟ وأنه لا يضر ما الإيمان معصية كما يقول ذلك الجهمية ومن على شاكلتهم. أقول فلم لم تتحسر عليهم أيضا.
5. إذا كان ما ذكرت يحملك على ندب خسارة الإسلام والمسلمين فلنا أن نتحسر أكثر إذا كان السلف الصالح من لدن الصحابة ومن سار على طريقتهم إلى اليوم ممن لم يعرف بدعة الكلام أو نبذها ورد عليها وبين باطلها وكذا عموم المسلمين وهم كما سبق أكثر الأمة إذا علمت أن حكم هؤلاء جميعا عند أولئك المتكلمين هو أنهم كفار أو ضلال أو حشوية مجسمة والمجسمة كفار ومن أثبت علو الله على خلقه فهو كافر ومن أثبت له ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات وأنها على حقيقتها الآئقة بالله تعالى وليست من المجاز في شيء كل من اعتقد هذا فهو عند المتكلمين كافر ضال مضل ، ومن أخذ بظواهر فأي الخسارتين أكبر على الإسلام والمسلمين يا قديش؟
12. قال قديش ص26 إن القول بأن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة أمر لا ريب فيه فإن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين، فالطعن فيهم طعن في الدين، فكما نقول الصحابة نقلة الدين، كذالك نقول الأشاعرة والماتريدية: هم نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين) أقول بيان التلبيس الحاصل هنا كالتالي:
1. (إن مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق ويراد به معنيان :
أ- المعنى الأعم : وهو مايقابل الشيعة فيقال : المنتسبون للإسلام قسمان : أهل السنة والشيعة ، مثلما عنون شيخ الإسلام كتابه في الرد على الرافضي"منهاج السنة"وفيه بين هذين المعنيين ( ) ، وصرح أن ما ذهبت إليه الطوائف المبتدعة من أهل السنة بالمعنى الأخص .
وهذا المعنى يدخل فيه كل من سوى الشيعة كالأشاعرة ، لاسيما والأشاعرة فيما يتعلق بموضوع الصحابة والخلفاء متفقون مع أهل السنة وهي نقطة الاتفاق المنهجية الوحيدة كما سيأتي .
ب- المعنى الأخص : وهو ما يقابل المبتدعة وأهل الأهواء ، وهو الأكثر استعمالاً في كتب الجرح والتعديل ،فإذا قالوا عن الرجل أنه صاحب سنة أو كان سنياً أو من أهل السنة ونحوها ، فالمراد أنه ليس من إحدى الطوائف البدعية كالخوارج والمعتزلة والشيعة ، وليس صاحب كلام وهوى وهذا المعنى لا يدخل فيه الأشاعرة أبداً ، بل هم خارجون عنه وقد نص الإمام أحمد وابن المديني على أن من خاض في شيء من علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة وإن أصاب بكلامه السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص ، فلم يشترطوا موافقة السنة فحسب ، بل التلقي والاستمداد منها ( ) ، فمن تلقى من السنة فهو من أهلها وإن أخطأ ، ومن تلقى من غيرها فقد أخطأ وإن وافقها في النتيجة .
والأشاعرة – كما سترى – تلقوا واستمدوا من غير السنة ولم يوافقوها في النتائج فكيف يكونون من أهلها
وسنأتي بحكمهم عند أئمة المذاهب الأربعة من الفقهاء فما بالك بأئمة الجرح والتعديل من أصحاب الحديث
1- عند المالكية
روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداذ أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك : لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء ، وقال :
" أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام ، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري ، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً ، ويهجر ويؤدب على بدعته ، فإن تمادى عليها استتيب منها ( ).
وروى ابن عبد البر نفسه في الانتقاء عن الأئمة الثلاثة " مالك وأبي حنيفة والشافعي"نهيهم عن الكلام وزجر أصحابه وتبديعهم وتعزيرهم ومثله ابن القيم في"اجتماع الجيوش الإسلامية"فماذا يكون الأشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام؟
2-عند الشافعية
قال الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني ، وقد كان معاصراً للأشعري : "لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة ولكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل" ( )
قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس الشافعية ما نصه : "لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرأون مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة" وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبو حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث" قائلاً
"ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ، وعلق عنه أبو بكر الراذقاني وهو عندي ، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميزه وقال : "هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين" ( ) أ.هـ.
وبنحو قوله بل أشد منه قال شيخ الإسلام الهروي الأنصاري ( ).
3-الحنفية : معلوم أن واضع الطحاوية وشارحها كلاهما حنفيان ، وكان الإمام الطحاوي معاصراً للأشعري وكتب هذه العقيدة لبيان معتقد الإمام أبي حنيفة وأصحابه ، وهي مشابهة لما في الفقه الأكبر عنه وقد نقلوا عن الإمام أنه صرح بكفر من قال إن الله ليس على العرش أو توقف فيه ، وتلميذه أبو يوسف كفر بشراً المريسي ، ومعلوم أن الأشاعرة ينفون العلو وينكرون كونه تعالى على العرش ومعلوم أيضاً أن أصولهم مستمدة من بشر المريسي ( ).
4- الحنابلة : موقف الحنابلة من الأشاعرة أشهر من أن يذكر فمنذ بدّع الإمام أحمد"ابن كلاب"وأمر بهجره – وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري لم يزل الحنابلة معهم في معركة طويلة ، وحتى في أيام دولة نظام الملك – التي استطالوا فيها – وبعدها كان الحنابلة يخرجون من بغداد كل واعظ يخلط قصصه بشيء من مذهب الأشاعرة ، ولم يكن ابن القشيري إلا واحداً ممن تعرض لذلك ، وبسبب انتشار مذهبهم وإجماع علماء الدولة سيما الحنابلة على محاربته أصدر الخليفة القادر منشور"الاعتقاد القادري"أوضح فيه العقيدة الواجب على الأمة اعتقادها سنة 433 هـ ( ) .
وكذلك يفعل أتباعهم في عصرنا هذا بملئ خطبهم الحماسية ومواعظهم وقصصهم وما يسمونه بالكتب الفكرية لثقة قرائهم - من الشباب المتحمس - العمياء بهم ولجهل أكثر هؤلاء الشباب بعقيدتهم الصحيحة التي كان عليها سلفهم الصالح من الصحابة ومن تبعهم بإحسان .
هذا وليس ذم الأشاعرة وتبديعهم خاصة بأئمة المذاهب المعتبرين ، بل هو منقول أيضاً عن أئمة السلوك الذين كانوا أقرب إلى السنة واتباع السلف ، فقد نقل شيخ الإسلام في الاستقامة كثيراً من أقوالهم في ذلك ، وأنهم يعتبرون موافقة عقيدة الأشعرية منافياً لسلوك طريق الولاية والاستقامة حتى أن عبد القادر الجيلاني لما سئل : "هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل ؟ قال : ما كان ولا يكون" ( )
هذا موجز مختصر جداً لحكم الأشاعرة في المذاهب الأربعة ، فما ظنك بحكم رجال الجرح والتعديل مما يعلم أن مذهب الأشاعرة هو رد خبر الآحاد جملة ، وأن في الصحيحين أحاديث موضوعة أدخلها الزنادقة ، وغيرها من العوام ، وانظر إن شئت ترجمة إمامهم المتأخر الفخر الرازي في الميزان ولسان الميزان .
فالحكم الصحيح في الأشاعرة أنهم من أهل القبلة لاشك في ذلك ، أما أنهم من أهل السنة فلا ، وسيأتي تفصيل ذلك في الموضوعات التالية :
وهاهنا حقيقة كبرى أثبتها علماء الأشعرية الكبار بأنفسهم – كالجويني وابن أبي المعالي والرازي والغزالي وغيرهم – وهي حقيقة إعلان حيرتهم وتوبتهم ورجوعهم إلى مذهب السلف ، وكتب الأشعرية المتعصبة مثل طبقات الشافعية أوردت ذلك في تراجمهم أو بعضه فما دلالة ذلك ؟
إذا كانوا من أصلهم على عقيدة أهل السنة والجماعة فعن أي شيء رجعوا ؟ ولماذا رجعوا ؟ وإلى أي عقيدة رجعوا؟)( ) ( )

2. قوله(أمر لا ريب فيه) أقول بل قد تبين من النقل السابق أن الريب كله فيه.
3. قوله(فإن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين، فالطعن فيهم طعن في الدين) أقول:
هل صحب الأشاعرة والماتريدية الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ونقلوا عنه الدين؟
هل صحب الأشاعرة والماتريدية أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ونقلوا عنهم الدين؟
هل صحب الأشاعرة والماتريدية أتباع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ونقلوا عنهم الدين؟
هل صحب الأشاعرة والماتريدية أتباع أتباع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ونقلوا عنهم الدين؟
هل صحب الأشاعرة والماتريدية أتباع أتباع أتباع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ونقلوا عنهم الدين؟
أقول كل ذلك لم يحصل؟ فكيف يكونوا هم نقلة الدين؟ أي دعوى أكبر من هذه؟
4. قوله(فالطعن فيهم طعن في الدين) بل هم الذين طعنوا في نقلة الدين ،وادعوا أن طريقتهم أعلم وأحكم من طريقة السلف.
5. ثم الذين طعنوا في الأشاعرة والماتريدية قد سبق بيان من هم وأنهم أئمة الدين من المحدثين والفقهاء وغيرهم وكذا حكاه ابن المبرد في كتابه ((جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر)): عن أكثر من أربعمائة عالم منهم الفقيه والمحدث والعابد والإمام كلهم متبرؤون من الأشاعرة ذامون لهم. بدءاً من عصر الأشعري وحتى وقته ، صدرهم بأبي الحسن البربهاري , وختمهم بجمال الدين يوسف بن محمد المرداوي صاحب كتاب ((الإنصاف)) ثم قال بعد ذلك : (( والله ثم والله ثم والله لما تركنا أكثر مما ذكرنا , ولو ذهبنا نستقصي ونتتبع كل من جانبهم من يومهم إلى الآن لزادوا على عشرة آلاف نفس))جمع الجيوش (ص281 ) وقد سبق نقله وأعدته هنا لمناسبته.
6. أما قوله(فكما نقول الصحابة نقلة الدين، كذالك نقول الأشاعرة والماتريدية: هم نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين) فهذا من تشبيهات قديش التي لا تتفق مع واقع الأشاعرة والماتريدية وتأمل أدنى مقارنة بين طريقة السلف من الصحابة ومن تبعهم وطريقة المتكلمين تبين بطلان هذا الزعم القديشي.
7. قال قديش (ومع وجود بعض الاختلافات بين مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب أهل الحديث فقد ذكر طائفة من أهل الحديث والحنابلة أن أهل السنة الجماعة هم أهل الحديث والأشاعرة والماتريدية) أقول بيان التلبيس هنا من وجوه:
1. أما شهادة المتخصصين من أهل السنة والجماعة المشهود لهم بالعلم والدين فنأخذ منها هذه الشهادة للدكتور العلامة سفر الحوالي حفظه الله تعالى حيث قال في كتابه العظيم(منهج الأشاعرة في العقيدة): من خلال استعراضي لأكثر أمهات كتب الأشاعرة وجدت أن موضوع الصحابة هو الموضوع الوحيد الذي يتفقون فيه مع أهل السنة والجماعة وقريب منه موضوع الإمامة ، ولا يعني هذا الاتفاق التام بل هم مخالفون في تفصيلات كثيرة اهـ.
2. وإن كان الأشاعرة والماتريدية على اتفاق في المسائل الأصولية والمنهجية إلا أنه قد وقع الخلاف بينهم في بضعة عشر مسألة وفصلها بعضهم إلى خمسين مسألة.( )
3. قد نقلنا ما يبين بطلان هذا التقسيم وأمثاله.
4. كما نقلنا أيضا ما يبين تبديع العلماء للأشاعرة وأنهم لا يكونون من أهل السنة إلا في مواجهة الشيعة أو المعتزلة ونحو ذلك أما أن يكونوا من أهل السنة المحضة فهذا ما لم يكن ولن يكون.
5. كثير من تلك النقول التي ذكرها قديش إنما هي في معرض الرد على المعتزلة أو الرافضة وهذا لا غبار عليه ولكن قديش يحسب أن عدهم في تلك الحالة من أهل السنة يلزم منه أن يكونوا من أهل السنة المحضة دائما وهذا حسبان باطل لما علم من نقد أهل العلم للمتكلمين وردهم عليهم وتبديعهم لهم وبأدنى نظرة في كتب العقائد يتبين الفارق الكبير بين المتكلمين وأهل السنة والجماعة.
6. وبعض تلك النقول منتقدة غير مسلم بها عند أهل السنة والجماعة كما هو حال المنقول عن السفاريني وقس عليه أمثاله.
8. نقل قديش فتوى بعنوان(الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة) وبيان التلبيس هنا من وجوه:
1. كم من الفتاوى والكلمات التحذيرية التي قد قيلت ودونت _ عن بعض الموقعين على الفتوى وعمن هم أجل منهم وأكثر علما قديما وحديثا_ حول الأشاعرة والماتريدية وعموم المتكلمين وأهل البدع _ فلم لم ينقل قديش شيئا منها ؟
2. قد استدرك العلامة الغنيمان على الفتوى وبين المقصود بها فلم لم ينبه على ذلك الاستدراك . أم أن الهوى هنا هو الحكم.
3. ثم أين أنت من شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للعلامة الغنيمان وهو كله رد على المتكلمين عموما والأشاعرة خصوصا وبيان لضلالهم ومخالفتهم لطريقة أهل السنة والجماعة( )
4. وهنا أنقل لإخوان مقطعا من هذا البيان والتوضيح والاستدراك من قبل العلامة الغنيمان – وهو أحد الموقعين على الفتوى- على الفتوى التي نقلها قديش :-
(... بل مذهب الأشعرية أمشاج من مذاهب المتكلمين والفلاسفة والصوفية والسنة , وإذا لم يخلص الحق من الباطل فلا يكون على السنة التي جاء بها رسول صلى الله عليه وسلم ، وكان عليها أصحابه وأتباعهم إلى اليوم , ثم الإنتساب إلى مذهب الأشعرية بدعة ضلالة ويقال مثل ذلك في مذهب الماتريدية , وكيف يكون من أهل السنة من يخالف صريح القرآن وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل مسألة الاستواء على العرش وعلو الله تعالى على خلقه ونحو ذلك .
...
قاله وكتبه
عبدالله بن محمد الغنيمان
16/1/1428هـ
9. قال قديش (متى بدأت الفتنة بين الفريقين) بيان التلبيس هنا من وجوه:
1. كان السؤال الصحيح هنا هو ( متى بدأت بدعة الكلام أو الأشعرية التي خبطت عقائد الناس وأوجبت الفتن المتصلة؟) ولسنا بحاجة لجواب قديش على هذا السؤال ولكن سنكتفي بجواب ابن الجوزي عليه حيث قال في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم [ جزء 6 - صفحة 332 ]: (على بن إسماعيل بن ابى بشر واسمه إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبى بردة بن أبى موسى أبو الحسن الأشعري المتكلم ولد سنة ستين ومائتين وتشاغل بالكلام وكان على مذهب المعتزلة زمانا طويلا ثم عن له مخالفتهم واظهر مقالة خبطت عقائد الناس وأوجبت الفتن المتصلة وكان الناس لا يختلفون أن هذا المسموع كلام الله وانه نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم فالأئمة المعتمد عليهم قالوا انه قديم والمعتزلة قالوا مخلوق فوافق الأشعري المعتزلة في أن هذا مخلوق وقال ليس هذا كلام الله إنما كلام الله صفة قائمة بذاته ما نزل ولا هو مما يسمع وما زال منذ اظهر هذا خائفا على نفسه لخلافه أهل السنة حتى انه استجار بدار أبى الحسن التميمى حذرا من القتل ثم نبغ أقوام من السلاطين فتعصبوا لمذاهبه وكثر أتباعه حتى تركت الشافعية معتقد الشافعي ودانوا يقول الأشعري...).
2. هذا تناقض من قديش حيث قرر سابقا أن الثلاثة(أهل الحديث والأشاعرة والماتريدية) واحد(أهل سنة وجماعة) والواحد ثلاثة( ) ثم هو هنا يجعلهم فريقين لا واحدا.
3. فإن كان الخلاف بينهما في الأصول فلم عدهم واحدا وإن كان في الفروع فلم عدهم فريقين.
4. ولا يصح له قياسهم على المذاهب الفقهية لأنه قد اتفق الكل أن خلاف المذاهب الفقهية في الفروع وأن خلاف هذه الفرق في الأصول وسيأتي مزيد بيان هذا.
10. قال قديش ( وقد كان أهل الحديث والحنابلة مع الأشعرية والماتريدية يدا واحدة على المبتدعة والزنادقة وعلى مظاهر الفساد والانحلال) وبيان التلبيس هنا من وجوه:-
1. البدع تتفاوت ولا شك أن الجهمية الخالصة أشد بدعة من الأشعرية والماتريدية ولذلك وقد سبق النقل بأن الأشاعرة مخانيث المعتزلة وإناث الجهمية.
2. كونهم يدا واحدة على الزنادقة لا يعني بوجه أنهم متفقون في مسائل الاعتقاد . فهؤلاء الكفار اليوم وقبل اليوم يد واحدة على حرب الإسلام وأهله ولا يعني ذلك بوجه اتحادهم في المعتقد بل هم على عقائد شتى يكفر بعضهم بعضا فاليهود يكفرون النصارى والنصارى يكفرون اليهود وكذلك البوذيون والهندوس والوثنيون ونحوهم ومع ذلك كله قد اتحدوا على حرب الإسلام.
3. ما قد يشعره كلام قديش من محبة ومودة تامة تعمر حال أهل السنة والجماعة مع الأشاعرة والماتريدية تكذبه مؤلفات الفريقين في بعضهما وما فيها من إعلان البراءة والتضليل والتبديع للفريق الآخر بل زادة كتب المتكلمين من وتيرة العداوة إلى درجة التكفير لأهل السنة والجماعة ، وقد مضى معنا بعض شواهد ذلك. فأين هو هذا الخيال الذي يتحدث عنه قديش.
4. سبق قول ابن الجوزي في ترجمة أبي الحسن الأشعري (ثم عن له مخالفتهم وأظهر مقالة خبطت عقائد الناس وأوجبت الفتن المتصلة) إذا فمنذ ظهرت الأشعرية أوجبت الفتن المتصلة. لا كما يصور قديش.
5. أما (مظاهر الفساد والانحلال) فإن أعظم ما يغذيها هو فكر المرجئة الجهمية وتصويرهم للإيمان على أن محله القلب فحسب ثم مهما ركب المرء من الكبائر والموبقات أو ضيع من الفروض والواجبات بل حتى لو لم ينطق بالشهادتين مدة حياته لم يؤثر ذلك شيئا في إيمانه بل هو في الإيمان كجبريل. وهذا التصوير مع الأسف هو ما ينظر له الأشاعرة. فكيف يكون هذا الفكر محاربا لمظاهر الفساد والانحلال؟
11. ما ذكر قديش في حق الباقلاني يثبت ما ذكرنا سابقا من أن الأشاعرة- إذا كانوا في مواجهة الرافضة أو المعتزلة أو كانوا في بلد ليس فيه أحد من أهل الحديث - هم أهل السنة أي في مقابلة هذه الفرق لا أنهم أهل السنة المحضة كما سبق بيان ذلك.
12. قال قديش(موقف الإمام ابن تيمية من تلك الفتنة والخلاف بين الأشاعرة والحنابلة) ثم ذكر بعض النقولات التي ارتضاها من كلام شيخ الإسلام. وبيان التلبيس هنا من وجوه:
1. كان الأولى أن يبين موقف ابن تيمية من الأشاعرة( )
2. لقد علم من خلال سيرة شيخ الإسلام أنه شغل قدرا كبيرا من حياته في نقض بدعة الأشعرية والرد عليهم وقد سبق ذكر بعض مؤلفاته الخاصة بذلك وهو الذي ألف الواسطية وتحدى الأشاعرة أن يأتوا بحرف واحد عن السلف يخالفها بل أمهلهم ثلاث سنين فلم يقدروا على شيء من ذلك
3. وما عرف شيخ الإسلام السجن والأذى إلا بسبب وشاية الأشاعرة فهل هي هذه الصورة التي تريد أن يعرفها الناس حين كانت الدولة للأشاعرة
4. وأفتى بعض رموز الأشاعرة في ذلك الوقت بكفر شيخ الإسلام وحل دمه لولا أن الله قد كتب بقية في عمر شيخ الإسلام ثم كان للوالي شيء من العقل.
5. فمهما حاولت أن تختزل وتبتر من كلام شيخ الإسلام لخدمة غرضك فكيف تصنع بتاريخ وآلاف الصفحات المعمورة بهدم الأشعرية. لقد أدخلت نفسك يا قديش في أضيق من سم الخياط.
6. ثم مراد شيخ الإسلام الاحتجاج بما في الإبانة لنقض ما عليه الأشاعرة وبيان أنه ليسوا على طريقة الأشعري التبدي استقر عليها أمره من الرجوع إلى طريقة السلف وأن ما عليه الأشاعرة إنما هو موافقة منهم لما كان عليه الأشعري حين صحب الكلابية والأشعري قد رجع عنها كما رجع من قبل عن الاعتزال.
7. قول قديش(مع أن الإمام ابن تيمية يخالف الأشاعرة في أشياء) باطل بل شيخ الإسلام يبدع الأشعرية ويخالفهم في بدعتهم جملة وتفصيلا وليس في كلام أحد من أئمة المسلمين من النقض والرد على الأشاعرة كما في كلام شيخ الإسلام. فهذا العرض الباهت لموقف شيخ الإسلام لا محل له وينم عن تلبيس أو جهل.
8. كان على قديش أن ينبه على سلفية شيخ الإسلام وأنه حامل لواء أهل السنة والجماعة وأنه من أكبر الرادين على أهل البدع عموما وعلى الأشاعرة خصوصا وأنه لا يطعن فيه إلا صاحب هوى أو جاهل بمنزلة شيخ الإسلام.
13. قال قديش (موقف الإمام الذهبي من الخلاف بين الأشاعرة والحنابلة) ثم ذكر بعض النقولات التي ارتضاها من كلام الذهبي. وبيان التلبيس هنا من وجوه:
1. كان على قديش التنبيه على سلفية الذهبي وأن كتابه الحافل (العلو للعلي الغفار) في نصرة عقيدة أهل السنة والجماعة وإبطال بدعة نفاة العلو من أشاعرة وغيرهم.
2. أما موقف الإمام الذهبي من الخلاف بين الأشاعرة والحنابلة فيبينه تلميذه الأشعري التاج السبكي بقوله:
" وأمثلة هذا تكثر وهذا شيخنا الذهبي رحمه الله من هذا القبيل له علم وديانة وعنده على أهل السنة تحمل مفرط فلا يجوز أن يعتمد عليه . ونقلت من خط الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدى العلائى رحمه الله ما نصه الشيخ الحافظ شمس الدين الذهبي لا أشك في دينه وورعه وتحريه فيما يقوله الناس ولكنه غلب عليه مذهب الإثبات ومنافرة التأويل والغفلة عن التنزيه حتى أثر ذلك في طبعه انحرافا شديدا عن أهل التنزيه وميلا قويا إلى أهل الإثبات فإذا ترجم واحدا منهم يطنب في وصفه بجميع ما قيل فيه من المحاسن ويبالغ في وصفه ويتغافل عن غلطاته ويتأول له ما أمكن وإذا ذكر أحدا من الطرف الآخر كإمام الحرمين والغزالي ونحوهما لا يبالغ في وصفه ويكثر من قول من طعن فيه ويعيد ذلك ويبديه ويعتقده دينا وهو لا يشعر ويعرض عن محاسنهم الطافحة فلا يستوعبها وإذا ظفر لأحد منهم بغلطة ذكرها وكذلك فعله في أهل عصرنا إذا لم يقدر على أحد منهم بتصريح يقول في ترجمته والله يصلحه ونحو ذلك وسببه المخالفة في العقائد انتهى
والحال في حق شيخنا الذهبي أزيد مما وصف وهو شيخنا ومعلمنا غير أن الحق أحق أن يتبع وقد وصل من التعصب المفرط إلى حد يسخر منه ) اهـ كلام تلميذه التاج السبكي الأشعري رحمه الله و غفر له من طبقات الشافعية الجزء الثاني
و قال أيضا في طبقات الشافعية في ترجمة شيخه الذهبي في الجزء التاسع :
( وكان شيخنا والحق أحق ما قيل والصدق أولى ما آثره ذو السبيل شديد الميل إلى آراء الحنابلة كثير الإزراء بأهل السنة الذين إذا حظروا كان أبو الحسن الأشعري فيهم مقدم القافلة فلذلك لا ينصفهم في التراجم ولا يصفهم بخير إلا وقد رغم منه أنف الراغم)اهـ و لهذا قال الامام العز الكناني في التاج السبكي الأشعري لما بلغه عقوقه لشيخه الحافظ الذهبي السني الأثري: ( هو رجل قليل الادب، عديم الانصاف، جاهل بأهل السنة ورتبهم ).
3. يرى الذهبي أن ترك ما ابتدعه الأشاعرة من حسن الإيمان حيث قال كما في السير: (ثم ظهر بعد ذلك مقالة الكلابية، والاشعرية، وقالوا: القرآن معنى قائم بالنفس، وإنما هذا المنزل حكايته وعبارته ودال عليه.وقالوا: هذا المتلو معدود متعاقب، وكلام الله تعالى لا يجوز عليه التعاقب، ولا التعدد.بل هو شئ واحد قائم بالذات المقدسة، واتسع المقال في ذلك، ولزم منه أمور وألوان، تركها - والله - من حسن الايمان. وبالله نتأيد).
4. يرى الذهبي أيضا أن من أسباب ثوران الفتن والتكفير بغير حق تصدُّر بعض غلاة الأشاعرة للوعظ حيث قال في ترجمة أبي بكر المغربيّ الواعظ المعروف بالبكريّ – كما في تاريخ الإسلام- : كان من غلاة الأشاعرة ودعاتهم. هاجر إلى باب نظام الملك، فنفق عليه، وكتب له كتاباً بأن يجلس بجوامع بغداد، فقدم وجلس للوعظ، وذكر ما يلطخ به الحنابلة من التّجسيم، وهاجت الفتن ببغداد، وكفَّر بعضهم بعضاً).
سير أعلام النبلاء - (ج 17 / ص 459)
5. أقول النص الذي نقله قديش موهما أنه للذهبي أصله في السير هكذا قال أبو طاهر السلفي: سمعت أبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني يقول: حضرت مجلس أبي بكر بن أبي علي الذكواني المعدل في صغري مع أبي، فلما فرغ من إملائه، قال إنسان: من أراد أن يحضر مجلس أبي نعيم، فليقم.وكان أبو نعيم في ذلك الوقت مهجورا بسبب المذهب، وكان بين الاشعرية والحنابلة تعصب زائد يؤدي إلى فتنة، وقيل وقال، وصداع طويل، فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الاقلام، وكاد الرجل يقتل.) انتهت الجملة محل الشاهد لقديش وهي كما ترى من كلام أبي طاهر أو من كلام الفرساني وليست من كلام الذهبي قطعا وإنما كلام الذهبي المصدر بقلت التالي وليس فيه شاهد لما أراد قديش وصنيع قديش هذا ينم عن جهل أو تلبيس أو ضد الأمانة العلمية.
6. أما ماذكره الذهبي في قصة الباقلاني فقد سبق بيان مخرجه كما بينه الذهبي أيضا بكونه ضد الرافضة والمعتزلة مع العلم أن الباقلاني من فضلاء الأشاعرة وطريقته مغايرة لطريقة الأشاعرة المتأخرة التي مالت إلى الاعتزال وقفت خطى الرازي وأمثاله