تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل دعاء الأنبياء دائماً مستجاب ؟



Dr.Eyad
08-04-2007, 10:24 PM
السلام عليكم

إخوتي أريد السؤال :
هل دعاء الأنبياء دائماً مستجاب ؟؟؟ وما الدليل على ذلك من السنة النبوية المطهرة ؟؟

جزاكم الله كل خير

ناصر التوحيد
08-05-2007, 02:25 AM
وعليكم السلام
نعم
دعاء الأنبياء كله مستجاب لأنهم أقرب إلى الله تعالى وأكثر عبادة له سبحانه، وهم الذين يكرمهم الله أمام أقوامهم بإجابة دعائهم تصديقاً لهم في نبوتهم.. والناس حين يرون استجابة الله تعالى لهم يتبعون رسله
وعلامة من يختاره الله تعالى من بين عبادة ليكون داعياً إليه بإذنه هو أن يكون مستجاب الدعوة من الله ، يقول تعالى : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان . (البقرة : 186 )
فمن يدعو ولا يستجاب له فهو من المدعين لا من الداعين .
ولذلك قال الله سبحانه في محكم كتابه على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً (الأحزاب : 46 )
لأنه صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة ولأنه داعياً إلى الله
وقد ذكر القران الكريم كثيرا من ادعية الانبياء ..واستجاب لدعائهم ..
منها
يقول الله تعالى:


وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ {76} وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ {77}

((وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ 83 فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ 84)) الأنبياء 84

وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {87} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ {88} الأنبياء

وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ {89} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ {90} الأنبياء


مع استثنائين ..
نبي الله إبراهيم :
(ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) (التوبة 113)
وقال : (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) (التوبة 114)
(..... إلا قول إبراهيم لأبيه لاستغفرن لك) (الممتحنة 4)
فاستغفر له الله تعالى ...فلما تبين له أنه مقيم على كفره رجع عن الاستغفار له وتبرأ منه

ونبي الله نوح سأل الله أن ينجي ابنه من الغرق فقال:
وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ . قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ .قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ سورة هود 45 - 47


----
أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: "رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم" (سورة إبراهيم آية 36). وقول عيسى : "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" (سورة المائدة آية 118). فرفع يديه وقال:
اللهم أمتي .. أمتي، وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد (وربك أعلم) فسله ما يبكيه؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، (وهو أعلم) فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك..

"ولسوف يعطيك ربك فترضى" (سورة الضحى آية 5)

روى البخاري عن عبدالله بن عباس، أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا عن شأن ساعة العسرة، فقال عمر: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلاً وأصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى أن كان أحدنا ليذهب فيلتمس الرحل فلا يجده حتى يظن أن رقبته ستنقطع حتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ثم يجعل ما بقى على كبده، فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله إن الله قد وعدك في الدعاء خيراً، فادع الله لنا فقال: أو تحب ذلك، قال: نعم، قال: فرفع يديه نحو السماء فلم يرجعهما حتى قالت السماء، فأطلت ثم سكبت فملئوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر

روى البخاري عن أنس بن مالك قال: أصابت الناس سنة (جدب) على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة فقام أعرابي فقال: يا رسول الله هلك المال، وجاع العيال، فادع الله أن يسقينا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وما رأينا في السماء قزعة (قطعة سحاب) فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار (انتشر) سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر (يتقاطر) على لحيته قال: فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو قال غيره، فقال: يا رسول الله تهدم البناء، وغرق المال فادع الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا قال: فما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا فرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة (أي حتى صارت السحب والغيوم محيطة بالمدينة) في السحاب، وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود.

وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- أنه قال لعطاء: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: إني أصرع وأني أتكشف، فادع الله لي، قال صلى الله عليه وسلم: "إن شئت صبرتِ ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك" قالت: أصبر، قالت: فإني أتكشف فادع الله ألا أتكشف، فدعا لها.
وقد دعا صلى الله عليه وسلم لكثير من الصحابة وفي امور واحوال متنوعة .فاستجاب الله له صلى الله عليه وسلم
دعا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن الله تعالى يعز به الأسلام فأصابت دعوته عمر فأصبح مسلما فعز بإسلامه كل من أضحى مسلما .
دعا لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بذهاب الحر والبرد عنه فكان علي لايجد حرا ولا بردا ،رواه البيهقي .
دعا لابن عباس بفقه الدين وعلم التأويل فصار بحراً زخاراً واسع العلم .
دعا لثابت بن قيس بن شماس بأنه يعيش سعيدا ويقتل شهيدا فكان كذلك .
دعا لآنس بن مالك بكثره المال والولد وبطول العمر فعاش نحو المائه سنه وكان ولده من صلبه مائة وعشرين ولدا ذكرا ،وكان له نخل يحمل في كل سنه حملين


مع استثنائين ..
الاول صرح به النبي صلى الله عليه وسلم , وهو :
أخرج أحمد والطبراني وابن مردويه عن أبي نضرة الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏سألت ربي أربعا فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة، سألت الله أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها، وسألت الله أن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها، وسألت الله أن لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم فأعطانيها، وسألت الله أن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها‏"‏‏.‏

ولا يزال هذا الدين ظاهرا على من ناوأهم‏

والثاني :
أخرج الإمام البخاري في صحيحه رقم (4560) ومسلم (675): من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دعَا عَلَى صَفوَانَ بنِ أُمَيَّةَ، وَسُهَيلِ بنِ عَمرٍو، وَالحَارِثِ بنِ هِشَامٍ، بعد الرفع من الركوع الأخير في صلاة الفجر دعا عليهم بأن يلعنهم الله. أنزل الله عز وجل: {لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتُوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظَالِمُونَ }. آل عمران 128.
فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم ، وكلهم بعد ذلك أسلموا


هذا ما اعلمه ..
والله اعلم

علي أحمد عبد الباقي
08-09-2007, 03:45 AM
فمن يدعو ولا يستجاب له فهو من المدعين لا من الداعين .
ولذلك قال الله سبحانه في محكم كتابه على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً (الأحزاب : 46 )
لأنه صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة ولأنه داعياً إلى الله
أخي الفاضل استدلالك بالآية ليس في موضعه ، ولابد من الرجوع في تفسير الآيات إلى كلام أهل العلم ولا نتعداه ، قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : {وداعيًا إلى الله } : ((الدعاء إلى الله هو تبليغ التوحيد والأخذ به ، ومكافحة الكفرة)). (الجامع لأحكام القرآن (14/200) .
وقولك بأن : ((من يدعو ولا يستجاب له فهو من المدعين لا من الداعين)) ، ليس هذا على إطلاقه ، فهناك من أنبياء الله من دعا فلم يستجب لهم على نحو ما دعا كما ورد في كلامك – حفظك الله – منهم نوح عليه السلام ، بل منهم أفضل الرسل محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد في كلامك .
بل قد يستجيب الله تعالى دعاء المشرك الكافر ، قال تعالى : { أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله ... }. ولفظ المضطر هنا عام يشمل المؤمن وغيره ، لكن المؤمن أقرب للاستجابة من غيره ، والكافر أبعد عن الاستجابة.
قال القرطبي – رحمه الله- في تفسير هذه الآية (13/223) : ضَمن الله تعالى إجابة المضطر إذا دعاه ، وأخبر بذلك عن نفسه ، والسبب في ذلك أن الضرورة إليه باللجاء ينشأ عن الإخلاص ، وقطع القلب عما سواه وللإخلاص عنده سبحانه موقع وذمة وجد من مؤمن أو كافر ، طائع أو فاجر ..)).
فكلامك هذا أرى أنه ليس على إطلاقه بارك الله فيك .
وبالنسبة للسؤال فجوابه نعم دعاء الأنبياء مستجاب ، ولكن ليس ذلك خاصًا بالأنبياء بل هذه الأمة دعاؤها مستجاب ، وهذا وعد الله الذي لا يتخلف قال تعالى : {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ... }الآية (غافر /60).
قال ابن حجر في فتح الباري (14/277/تحقيق نظر فريابي) في الرد على من استشكل على تفسير الآية السابقة بأن كثيرًا من الناس يدعو فلا يستجاب له ، فلو كانت الآية على ظاهرها لم يتخلف فقال الحافظ – رحمه الله - : (( والجواب عن ذلك أن كل داع يستجاب له لكن تتنوع الإجابة فتارة تقع بعين ما دعا به وتارة بعوضه وقد ورد في ذلك حديث صحيح أخرجه الترمذي والحاكم من حديث عبادة بن الصامت رفعه : ((ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلا آتاه الله إياها ، أو صرف عنه من السوء مثلها )) ، ولأحمد من حديث أبي هريرة : ((إما أن يعجلها له وإما أن يدخرها له )) ، وله في حديث أبي سعيد رفعه : ((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها )) وصححه الحاكم وهذا شرط ثان للإجابة ، ولها شروط أخرى منها : أن يكون طيب المطعم والملبس لحديث : ((فأنى يستجاب لذلك)) وسيأتي بعد عشرين بابا من حديث أبي هريرة ومنها ألا يكون يستعجل لحديث : ((يستجاب لأحدكم ما لم يقل : دعوت فلم يستجب لي )) أخرجه مالك .)) انتهى كلام ابن حجر رحمه الله.
والخلاصة أن الدعاء مستجاب من كل مؤمن حقق شروط الدعاء واجتنب موانع الإجابة ، ولا شك أن أفضل من يأتي بهذا هم الأنبياء لذلك فدعاؤهم مستجاب لأنهم يأتون بالدعاء على وجهه ويتجنبون موانع الإجابة بلا شك، لكن ليس في ذلك ما خصهم الله به دون سائر المؤمنين إلا بقدر ما خصهم به من العلم والطاعة وصلاح الظاهر والباطن . والله تعالى أعلم .
ومما خص به الأنبياء في هذا الباب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : (( لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها ، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي )) رواه البخاري في صحيحه (6304 و7474) ومسلم (198 و199) .
قال الحافظ في الفتح (14/279/تحقيق نظر الفريابي) : (( المراد بالإجابة في الدعوة المذكورة القطع بها ، وما عدا ذلك من دعواتهم فهو على رجاء الإجابة ، وقيل: معنى قوله : ((لكل نبي دعوة)) أي أفضل دعواته ، ولهم دعوات أخرى ، وقيل : لكل منهم دعوة عامة مستجابة في أمته إما بإهلاكهم وإما بنجاتهم ، وأما الدعوات الخاصة فمنها ما يستجاب ومنها ما لا يستجاب )) انتهى كلام الحافظ رحمه الله .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .