صيد الخاطر
08-07-2007, 04:45 PM
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب :70 - 71 )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد إن استقر الحكم في اليمن للأحباش . راموا السيطرة على أقطار الجزيزرة العربية وقراها لكي يصرفوا وجوه العرب اليهم لتحويلهم الى الديانة النصرانية ويجعلوا القلـّيس قبلة لهم بدلا عن مكة المكرمة ..
فجهزوا لذلك جيشا جرارا لم تشهد أرض العرب له مثيلا ولا لجموعهم قبيلا . فانطلقوا يجتاحون أرض العرب لاتكاد تقف في وجوههم قوة .
لكن لم تكن أرض العرب وفلواتها لتوفر لهم ألأمن أو الدروب السالكة الموصلة لمبتغاهم .!!
لولا إنبعاث اشقى القوم أبي رغال الذي تولى إرشاد الغزاة الى مآربهم وعلى رأسها بيت الله الحرام .
لم تنس العرب ذلك لهذا الشقي . فذمته الدهر كله . ورجمت قبره بالحجارة لأنه دل الغزاة على عورات قومه . وتآمر ضدهم . ولتزرع حاجز النفرة في النفوس لئلا تركن الى صنيعه ويستمرئه غيره من بني قومه .
الله أكبر .. قوم تقطعت أوصالهم وتنافرت قلوبهم !! لكن لا زال الخوف على ضياع الهوية يحدوهم . فيحملهم بداية على عدم مد يد العون للغزاة وأعداء ألأمة وبعد ذاك يوقفون أصحاب تلك النفوس الأمارة بالسوء على فعالهم ليبتغوا في الدنيا لعنا ورجما ..
فما بال من أنار الله قلوبهم بالإيمان والإسلام ويعبدون ربا واحدا . وارسل اليهم رسولا واحدا وكتابهم الذي يتلى عليهم واحدا .
مابالهم لا توحدهم الأحداث المتلاحقة التي تستهدف وجودهم وموروثهم المقدس ..!
اليس في ذلك التراث الضخم ما يحملهم على ذلك.؟؟!!!
اليس في قلوبهم حمية العروبة .؟؟! اليس في قلوبهم حمية الإسلام ومابال الرغاليون الذين جعلوا عورات الأمة حمى مستباحا للعدى لا يجدون من يوقفهم على سوء صنيعهم .. ويوقفهم على خيانتهم للأمة . ألهذه الدرجة إفتقدت الأمة الغيرة على حرماتها وعوراتها ؟!!
فاستبدلت العقوبة في حق اولئك الأوغاد بالتكريم وإزجاء المديح لهم ..
بألأمس كان هناك ابورغال واحد . فنفت العرب خبثه عنها بلعنه في كل محفل ورجم قبره في كل موسم .. واليوم تغص ألأمة بالرغاليين . الذين لهم في كل واد موطيء قدم . ولم يزيدوا ألأمه إلاّ خبالا وأوضعوا خلالها يبغونها الفتنة .
والأمر العجاب أيها الأحبة أن الأمة بوأت هؤلاء الرغاليين قنوات التأثير . فراحوا تحطيما لثوابت ألأمة وبدأوا يستهدفون الدوائر الداعية لنشر الفضيلة ووأد الرذيلة وذلك بوسمها بالأوصاف المقذعة وزرع النفرة في نفوس الناس تجاهها . وبأنها تحجر على الحريات وتصادرها . وأنها حجر عثرة في طريق التقدم لهذه الأمة . ولم يقفوا عند ذلك بل تعدى ذلك الى وصف رجالها بكل وصف مزر ظلما وعدوانا .
هؤلاء الرغاليون ما هم إلاّ طابور خامس يسعى للإطاحة بالأمة في براثن العدا ..
ينقلون لأعداء ألأمة مكامن القوة فيها . فيسعون لتقويضها . وفق مسلسل يأخذ بمبدأ التدرج وقد أجلب الرغاليون في ألأيام الماضية أيها الأحبة على جهاز من أجهزة الدولة معني بالأخذ بمكارم ألأخلاق واطراح سفاسفها وحمل الناس على ذلك ..
هؤلاء الرغاليون حق عليهم الرجم واللعن كما فعل بسلفهم أبي رغال .
فهم يسعون الى تفريغ الأمة من خيريتها التي هي مقدمة على الإيمان بالله فألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقدم على الإيمان بالله سبحانه وتعالى
فقد قال تعالى
((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ .. الآية -
آل عمران : 110 )
ولو طالب الرغاليون "عليهم من الله مايستحقون " بالإصلاح وأوقفواما يظنونه خطلا وزللا على القائمين على الجهاز بدلا من التعميم لكان خيرا ولأطمأنت نفوسنا بنهجهم ولكنهم سلكوا غير ذلك وبئس والله مسلكا .
فلا يخفى على أحد أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( الحسبة ) صمام أمان المجتمعات الإسلامية ،
وقد وضع أسسها رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد صار للحسبة ولاية خاصة ثابتة في ظل الخلافة الإسلامية .واستمرت على ذلك الدولة الإسلامية بعده الى عصرنا الحاضر
ولكن أعداء الله من المستغربين ، والعلمانيين ، والفسقة ، وأهل المجون ، والمنافقون وأرباب الشهوات وجدوا فيها عدوهم اللدود ، فتربصوا برجال الحسبة ليلا ونهارا ، فطعنوا في أعراضهم ، وشنعوا بسمعتهم كلما سنحت لهم الفرصة عبر أبواقهم الخبيثة من وسائل الإعلام المختلفة
وليس ذلك غريبا فإنها تربية سلفهم الأول ابورغال وسلفهم الثاني عبدالله بن سلول وحزبه من منافقي عصرنا هذا وإن هؤلاء المنافقون ما هم إلاّ أحفاد جدهم الأول ثم جدهم الثاني من بعده الذي ما فتيء يهد بمعول النفاق في البناء الإسلامي منذ عهد النبي عليه الصلاة والسلام الى عهدنا هذا ..
إنهم الرغاليين إنهم أحفاد ابي رغال ومن جاء بعده وقد إمتد هذا النسل من ابي رغال الى ابن سلول الى رغاليي هذا الزمن إنهم المنافقون في كل زمان ومكان سلالة بعضها من بعض
قال الله تعالى فيهم
(( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (التوبة : 67 )
وعند إمعان النظر في هذه الظاهرة ( ظاهرة محاربة رجال الهيئة ) نجد أن المستهدف ليس رجال الحسبة والهيئة ،
وإنما هدفهم الإسلام نفسه . حيث أن الأمر بالمعروف أصل من أصول الإسلام
أن الهيئة ولاية من ولايات الدولة الإسلامية وضعت كنظام وولاية لتمكين دين الله في الأرض ،
وهو مضمون
قول الله تعالى( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (الحج:41)
وللأسف لقد انساق بعض الجهال وراء هذه الأبواق ، فصارت أعراض المحتسبين مرتعا خصبا لكل من هب ودب !! .
ومما يندى له الجبين أن تنتقل هذه العدوى الجرثومية إلى بعض المنتديات الإسلامية ، وعبر أقلام بعض الملتزمين وشباب الصحوة والدعوة .
فهل يصح قبول الطعن في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورجال الحسبة ، والتشهير بهم كما جرت عادة الفساق والأفاكين؟!! . فمهمة المحتسب او رجل الهيئة هي مراعاة أحكام الشريعة ومحاربة المنكرات ؛ لتحقيق الخيرية المذكورة في قوله تعالى :
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه )
{ آل عمران:110 }
وإن سلوك بعض رجال الهيئة أو حصول خطاء من أحدهم لا يعني أن الهيئة أخطاءت ..
فسلوك بعض أتباعها يرجع إلى شخصهم وعين أسمائهم ، ولا ينسحب ذلك على الولاية التي ينتسبون إليها .
ألم ترى أن سلوك أكثر المسلمين لا يمكن حسابه على الإسلام نفسه!!.
وإن قلنا بأن خطاء منسوبي رجال الحسبة يحسب على الهيئة نفسها ..
ا فعلينا كذلك أن نطالب بإغلاق الشرطة لأنه يحدث أخطاء كبيرة من رجال الأمن .. ولأن خطاء رجل الأمن خطاء وزارة الداخلية نفسها . وهكذا
فرجال الهيئة في الجملة من خير الناس بيننا ؛ لأنهم صمام الأمان للسفينة التي تـتلاطمها أمواج الفساد والفسَاق ، وأمواج الحداثة والنفاق. يحدق بها أهل الشر من كل حدب وصوب ؛ لأنهم يرون فيها عقبة أمام إفراغ شهواتهم الحيوانية ، وترهاتهم العقلية.
فولاية الحسبة خيرها لا يمكن حصره بأي حال ، وإن تعثرت في بعض الأوقات ، فلا يبرر لنا بأن نكون معول هدم لها لا لبنة بناء.
فمن السهل جدا أن يتكئ أحدنا على أريكته ، فينصّب نفسه ناقدا ، فيخطئ ، ويلمز ويغمز .. فقد قيل
( إن الناقد بـصيـر )
ولكن من الصعب أن يفكر في الحلول البناءة ، ويسعى إلى بذل النصيحة بالطريقة المثلى!!.
أن حُب رجال الحسبة ـ في الجملة ـ من علامات الإيمان ، وبغضهم ـ في الجملة ـ من علامات خلله ونقضه.
وهذا كله لا يمنعنا من نقد الذات وتقييم سلوكها لنصل إلى الكمال .وليس أن نقعد لهم في كل مرصد ونتبع كل ناعق وكل بوق إعلامي هدام لهذا الصرح الشامخ
فعلينا إخواني أن نكون يدا وعينا وقلبا لرجال الهيئات لا أن نكون عونا للشيطان والمنافقين على إخواننا رجال الحسبة
والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل
هذا ما يخص الرغاليين – المنافقون
وعذرا على الإطالة فليس بالإمكان الإختصار اقل من هذا
ولي عودة إن شاء الله في موضوع الهيئة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد إن استقر الحكم في اليمن للأحباش . راموا السيطرة على أقطار الجزيزرة العربية وقراها لكي يصرفوا وجوه العرب اليهم لتحويلهم الى الديانة النصرانية ويجعلوا القلـّيس قبلة لهم بدلا عن مكة المكرمة ..
فجهزوا لذلك جيشا جرارا لم تشهد أرض العرب له مثيلا ولا لجموعهم قبيلا . فانطلقوا يجتاحون أرض العرب لاتكاد تقف في وجوههم قوة .
لكن لم تكن أرض العرب وفلواتها لتوفر لهم ألأمن أو الدروب السالكة الموصلة لمبتغاهم .!!
لولا إنبعاث اشقى القوم أبي رغال الذي تولى إرشاد الغزاة الى مآربهم وعلى رأسها بيت الله الحرام .
لم تنس العرب ذلك لهذا الشقي . فذمته الدهر كله . ورجمت قبره بالحجارة لأنه دل الغزاة على عورات قومه . وتآمر ضدهم . ولتزرع حاجز النفرة في النفوس لئلا تركن الى صنيعه ويستمرئه غيره من بني قومه .
الله أكبر .. قوم تقطعت أوصالهم وتنافرت قلوبهم !! لكن لا زال الخوف على ضياع الهوية يحدوهم . فيحملهم بداية على عدم مد يد العون للغزاة وأعداء ألأمة وبعد ذاك يوقفون أصحاب تلك النفوس الأمارة بالسوء على فعالهم ليبتغوا في الدنيا لعنا ورجما ..
فما بال من أنار الله قلوبهم بالإيمان والإسلام ويعبدون ربا واحدا . وارسل اليهم رسولا واحدا وكتابهم الذي يتلى عليهم واحدا .
مابالهم لا توحدهم الأحداث المتلاحقة التي تستهدف وجودهم وموروثهم المقدس ..!
اليس في ذلك التراث الضخم ما يحملهم على ذلك.؟؟!!!
اليس في قلوبهم حمية العروبة .؟؟! اليس في قلوبهم حمية الإسلام ومابال الرغاليون الذين جعلوا عورات الأمة حمى مستباحا للعدى لا يجدون من يوقفهم على سوء صنيعهم .. ويوقفهم على خيانتهم للأمة . ألهذه الدرجة إفتقدت الأمة الغيرة على حرماتها وعوراتها ؟!!
فاستبدلت العقوبة في حق اولئك الأوغاد بالتكريم وإزجاء المديح لهم ..
بألأمس كان هناك ابورغال واحد . فنفت العرب خبثه عنها بلعنه في كل محفل ورجم قبره في كل موسم .. واليوم تغص ألأمة بالرغاليين . الذين لهم في كل واد موطيء قدم . ولم يزيدوا ألأمه إلاّ خبالا وأوضعوا خلالها يبغونها الفتنة .
والأمر العجاب أيها الأحبة أن الأمة بوأت هؤلاء الرغاليين قنوات التأثير . فراحوا تحطيما لثوابت ألأمة وبدأوا يستهدفون الدوائر الداعية لنشر الفضيلة ووأد الرذيلة وذلك بوسمها بالأوصاف المقذعة وزرع النفرة في نفوس الناس تجاهها . وبأنها تحجر على الحريات وتصادرها . وأنها حجر عثرة في طريق التقدم لهذه الأمة . ولم يقفوا عند ذلك بل تعدى ذلك الى وصف رجالها بكل وصف مزر ظلما وعدوانا .
هؤلاء الرغاليون ما هم إلاّ طابور خامس يسعى للإطاحة بالأمة في براثن العدا ..
ينقلون لأعداء ألأمة مكامن القوة فيها . فيسعون لتقويضها . وفق مسلسل يأخذ بمبدأ التدرج وقد أجلب الرغاليون في ألأيام الماضية أيها الأحبة على جهاز من أجهزة الدولة معني بالأخذ بمكارم ألأخلاق واطراح سفاسفها وحمل الناس على ذلك ..
هؤلاء الرغاليون حق عليهم الرجم واللعن كما فعل بسلفهم أبي رغال .
فهم يسعون الى تفريغ الأمة من خيريتها التي هي مقدمة على الإيمان بالله فألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقدم على الإيمان بالله سبحانه وتعالى
فقد قال تعالى
((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ .. الآية -
آل عمران : 110 )
ولو طالب الرغاليون "عليهم من الله مايستحقون " بالإصلاح وأوقفواما يظنونه خطلا وزللا على القائمين على الجهاز بدلا من التعميم لكان خيرا ولأطمأنت نفوسنا بنهجهم ولكنهم سلكوا غير ذلك وبئس والله مسلكا .
فلا يخفى على أحد أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( الحسبة ) صمام أمان المجتمعات الإسلامية ،
وقد وضع أسسها رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد صار للحسبة ولاية خاصة ثابتة في ظل الخلافة الإسلامية .واستمرت على ذلك الدولة الإسلامية بعده الى عصرنا الحاضر
ولكن أعداء الله من المستغربين ، والعلمانيين ، والفسقة ، وأهل المجون ، والمنافقون وأرباب الشهوات وجدوا فيها عدوهم اللدود ، فتربصوا برجال الحسبة ليلا ونهارا ، فطعنوا في أعراضهم ، وشنعوا بسمعتهم كلما سنحت لهم الفرصة عبر أبواقهم الخبيثة من وسائل الإعلام المختلفة
وليس ذلك غريبا فإنها تربية سلفهم الأول ابورغال وسلفهم الثاني عبدالله بن سلول وحزبه من منافقي عصرنا هذا وإن هؤلاء المنافقون ما هم إلاّ أحفاد جدهم الأول ثم جدهم الثاني من بعده الذي ما فتيء يهد بمعول النفاق في البناء الإسلامي منذ عهد النبي عليه الصلاة والسلام الى عهدنا هذا ..
إنهم الرغاليين إنهم أحفاد ابي رغال ومن جاء بعده وقد إمتد هذا النسل من ابي رغال الى ابن سلول الى رغاليي هذا الزمن إنهم المنافقون في كل زمان ومكان سلالة بعضها من بعض
قال الله تعالى فيهم
(( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (التوبة : 67 )
وعند إمعان النظر في هذه الظاهرة ( ظاهرة محاربة رجال الهيئة ) نجد أن المستهدف ليس رجال الحسبة والهيئة ،
وإنما هدفهم الإسلام نفسه . حيث أن الأمر بالمعروف أصل من أصول الإسلام
أن الهيئة ولاية من ولايات الدولة الإسلامية وضعت كنظام وولاية لتمكين دين الله في الأرض ،
وهو مضمون
قول الله تعالى( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (الحج:41)
وللأسف لقد انساق بعض الجهال وراء هذه الأبواق ، فصارت أعراض المحتسبين مرتعا خصبا لكل من هب ودب !! .
ومما يندى له الجبين أن تنتقل هذه العدوى الجرثومية إلى بعض المنتديات الإسلامية ، وعبر أقلام بعض الملتزمين وشباب الصحوة والدعوة .
فهل يصح قبول الطعن في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورجال الحسبة ، والتشهير بهم كما جرت عادة الفساق والأفاكين؟!! . فمهمة المحتسب او رجل الهيئة هي مراعاة أحكام الشريعة ومحاربة المنكرات ؛ لتحقيق الخيرية المذكورة في قوله تعالى :
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه )
{ آل عمران:110 }
وإن سلوك بعض رجال الهيئة أو حصول خطاء من أحدهم لا يعني أن الهيئة أخطاءت ..
فسلوك بعض أتباعها يرجع إلى شخصهم وعين أسمائهم ، ولا ينسحب ذلك على الولاية التي ينتسبون إليها .
ألم ترى أن سلوك أكثر المسلمين لا يمكن حسابه على الإسلام نفسه!!.
وإن قلنا بأن خطاء منسوبي رجال الحسبة يحسب على الهيئة نفسها ..
ا فعلينا كذلك أن نطالب بإغلاق الشرطة لأنه يحدث أخطاء كبيرة من رجال الأمن .. ولأن خطاء رجل الأمن خطاء وزارة الداخلية نفسها . وهكذا
فرجال الهيئة في الجملة من خير الناس بيننا ؛ لأنهم صمام الأمان للسفينة التي تـتلاطمها أمواج الفساد والفسَاق ، وأمواج الحداثة والنفاق. يحدق بها أهل الشر من كل حدب وصوب ؛ لأنهم يرون فيها عقبة أمام إفراغ شهواتهم الحيوانية ، وترهاتهم العقلية.
فولاية الحسبة خيرها لا يمكن حصره بأي حال ، وإن تعثرت في بعض الأوقات ، فلا يبرر لنا بأن نكون معول هدم لها لا لبنة بناء.
فمن السهل جدا أن يتكئ أحدنا على أريكته ، فينصّب نفسه ناقدا ، فيخطئ ، ويلمز ويغمز .. فقد قيل
( إن الناقد بـصيـر )
ولكن من الصعب أن يفكر في الحلول البناءة ، ويسعى إلى بذل النصيحة بالطريقة المثلى!!.
أن حُب رجال الحسبة ـ في الجملة ـ من علامات الإيمان ، وبغضهم ـ في الجملة ـ من علامات خلله ونقضه.
وهذا كله لا يمنعنا من نقد الذات وتقييم سلوكها لنصل إلى الكمال .وليس أن نقعد لهم في كل مرصد ونتبع كل ناعق وكل بوق إعلامي هدام لهذا الصرح الشامخ
فعلينا إخواني أن نكون يدا وعينا وقلبا لرجال الهيئات لا أن نكون عونا للشيطان والمنافقين على إخواننا رجال الحسبة
والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل
هذا ما يخص الرغاليين – المنافقون
وعذرا على الإطالة فليس بالإمكان الإختصار اقل من هذا
ولي عودة إن شاء الله في موضوع الهيئة