مالك مناع
02-04-2005, 04:32 AM
"إعلم أن أشرف ما في الانسان قلبه .. فإنه العالم بالله .. العامل له .. الساعي إليه .. المقرب المكاشف بما عنده .. وإنما الجوارح أتباع وخدام له .. يستخدمها استخدام الملوك للعبيد ..
ومن عرف قلبه عرف ربه .. وأكثر الناس جاهلون بقلوبهم ونفوسهم .. والله يحول بين المرء وقلبه .. وحيلولته أن يمنعه من معرفته ومراقبته .. فمعرفة القلب وصفاته أصل الدين .. وأساس طريق السالكين ..
إعلم أن القلب بأصل فطرته قابل للهدى .. وبما وضع فيه من الشهوة والهوى مائل عن دلك .. والتطارد فيه بين جندي الملائكة والشياطين دائم .. إلى أن ينفتح القلب لأحدهما .. فيتمكن ويستوطن .. ويكون اجتياز الثاني اختلاساً ..
وإعلم أن مثل القلب كمثل حصن .. والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن .. ويملكه ويستولي عليه .. ولا يمكن حفظ الحصن إلا بحراسة أبوابه .. ولا يقدر على حراسة أبوابه من لا يعرفها ..ولا يتوصل إلى دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله .. ومداخل الشيطان وأبوابه هي صفات العبد .. وهي كثيرة .. إلا أنا نشير إلى الابواب العظيمة الجارية مجرى الدروب التي لا تضيق عن كثرة جنود الشيطان ..
فمن أبوابه العظيمة: الغضب والشهوة والحدة .. فإن الغضب غول العقل .. وإدا ضعف جند العقل هجم حينئد الشيطان فلعب بالإنسان ..وقد روي أن إبليس يقول: إدا كان العبد حديداً قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة ..
ومن أبوابه: حب التزين في المنزل والثياب والأثاث .. فلا يزال يدعو إلى عمارة الدار وتزيين سقوفها وحيطانها .. والتزين بالثياب والأثاث .. فيخسر الأنسان طول عمره في دلك ..
ومن أبوابه الشبع: فإنه يقوي الشهوة .. ويشغل عن الطاعة ..
ومن أبوابه: الطمع في الناس .. فإن من طمع في شخص بالغ في الثناء عليه بما ليس فيه .. وداهنه ولم يأمره بالمعروف .. ولم ينهه عن المنكر ..
ومن أبوابه: العجلة .. وترك التثبت .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: العجلة من الشيطان .. والتأني من الله تعالى ..
ومن أبوابه: حب المال .. ومتى تمكن من القلب أفسده .. وحمله على طلب المال من غير وجهه .. وأخرجه إلى البخل .. وخوفه من الفقر ..فمنع الحقوق اللازمة ..
ومن أبوابه: حمل العوام على التعصب في المداهب .. دون العمل بمقتضاها ..
ومن أبوابه أيضاً: حمل العوام على التفكر في دات الله تعالى وصفاته .. وفي أمور لا تبلغها عقولهم حتى يشككهم في أصل الدين ..
ومن أبوابه: سوء الظن بالمسلمين .. فإن من حكم على مسلم بسوء ظنه .. احتقره وأطلق فيه لسانه .. ورأى نفسه خيراً منه .. وإنما يترشح سوء الظن بخبث الظان .. لأن المؤمن يطلب المعادير .. والمنافق يبحث عن العيوب ..
وإدا قلعت عن القلب أصول هده الصفات .. بقي للشيطان بالقلب خطرات واجتيازات من غير استقرار .. فيمنعه من دلك دكر الله تعالى .. وعمارة القلب بالتقوى ..
ومثل الشيطان كمثل كلب جائع يقرب منك .. فإن لم يكن بين يديك لحم وخبز .. فإنه ينزجر بأن تقول له: اخسأ .. وإن كان بين يديك شئ من دلك وهو جائع .. لم يندفع عنك بمجرد الكلام .. فكدلك القلب الخالي عن قوت الشيطان ينزجر عنه بمجرد الدكر .. فأما القلب الي غلب عليه الهوى .. فإنه يرفع الدكر إلى حواشيه .. فلا يتمكن الكر من سويدائه .. فيستقر الشيطان في السويداء ..
واعلم أن القلوب في الثبات على الخير والشر والتردد بينهما ثلاثة:
الأول: قلب عمر بالتقوى وزكي بالرياضة .. وطهر عن خبائث الأخلاق فتنفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب .. فيمده الملك بالهدى ..
القلب الثاني: قلب مخدول مشحون بالهوى .. مندس بالخبائث ملوث بالاخلاق الدميمة .. فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه .. ويضعف سلطان الايمان .. ويمتلئ القلب بدخان الهوى .. فيعدم النور ويصبح كالعين الممتلئة بالدخان .. لا يمكنها النظر .. ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ ..
القلب الثالث: قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى .. فيدعوه إلى الشر .. فيلحقه خاطر الايمان فيدعوه إلى الخير .." انتهى كلامه ( من كتاب مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي رحمه الله)
وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .. يا مصرف القلوب اصرف قلبنا إلى طاعتك" سبحان الله .. هدا قول من غفر له ما تقدم من دنبه وما تأخر فما نقول نحن ؟؟!!
وفي حديث آخر: "مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح"
اللهم سلم .. اللهم سلم ..
"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إد هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب"
ومن عرف قلبه عرف ربه .. وأكثر الناس جاهلون بقلوبهم ونفوسهم .. والله يحول بين المرء وقلبه .. وحيلولته أن يمنعه من معرفته ومراقبته .. فمعرفة القلب وصفاته أصل الدين .. وأساس طريق السالكين ..
إعلم أن القلب بأصل فطرته قابل للهدى .. وبما وضع فيه من الشهوة والهوى مائل عن دلك .. والتطارد فيه بين جندي الملائكة والشياطين دائم .. إلى أن ينفتح القلب لأحدهما .. فيتمكن ويستوطن .. ويكون اجتياز الثاني اختلاساً ..
وإعلم أن مثل القلب كمثل حصن .. والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن .. ويملكه ويستولي عليه .. ولا يمكن حفظ الحصن إلا بحراسة أبوابه .. ولا يقدر على حراسة أبوابه من لا يعرفها ..ولا يتوصل إلى دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله .. ومداخل الشيطان وأبوابه هي صفات العبد .. وهي كثيرة .. إلا أنا نشير إلى الابواب العظيمة الجارية مجرى الدروب التي لا تضيق عن كثرة جنود الشيطان ..
فمن أبوابه العظيمة: الغضب والشهوة والحدة .. فإن الغضب غول العقل .. وإدا ضعف جند العقل هجم حينئد الشيطان فلعب بالإنسان ..وقد روي أن إبليس يقول: إدا كان العبد حديداً قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة ..
ومن أبوابه: حب التزين في المنزل والثياب والأثاث .. فلا يزال يدعو إلى عمارة الدار وتزيين سقوفها وحيطانها .. والتزين بالثياب والأثاث .. فيخسر الأنسان طول عمره في دلك ..
ومن أبوابه الشبع: فإنه يقوي الشهوة .. ويشغل عن الطاعة ..
ومن أبوابه: الطمع في الناس .. فإن من طمع في شخص بالغ في الثناء عليه بما ليس فيه .. وداهنه ولم يأمره بالمعروف .. ولم ينهه عن المنكر ..
ومن أبوابه: العجلة .. وترك التثبت .. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: العجلة من الشيطان .. والتأني من الله تعالى ..
ومن أبوابه: حب المال .. ومتى تمكن من القلب أفسده .. وحمله على طلب المال من غير وجهه .. وأخرجه إلى البخل .. وخوفه من الفقر ..فمنع الحقوق اللازمة ..
ومن أبوابه: حمل العوام على التعصب في المداهب .. دون العمل بمقتضاها ..
ومن أبوابه أيضاً: حمل العوام على التفكر في دات الله تعالى وصفاته .. وفي أمور لا تبلغها عقولهم حتى يشككهم في أصل الدين ..
ومن أبوابه: سوء الظن بالمسلمين .. فإن من حكم على مسلم بسوء ظنه .. احتقره وأطلق فيه لسانه .. ورأى نفسه خيراً منه .. وإنما يترشح سوء الظن بخبث الظان .. لأن المؤمن يطلب المعادير .. والمنافق يبحث عن العيوب ..
وإدا قلعت عن القلب أصول هده الصفات .. بقي للشيطان بالقلب خطرات واجتيازات من غير استقرار .. فيمنعه من دلك دكر الله تعالى .. وعمارة القلب بالتقوى ..
ومثل الشيطان كمثل كلب جائع يقرب منك .. فإن لم يكن بين يديك لحم وخبز .. فإنه ينزجر بأن تقول له: اخسأ .. وإن كان بين يديك شئ من دلك وهو جائع .. لم يندفع عنك بمجرد الكلام .. فكدلك القلب الخالي عن قوت الشيطان ينزجر عنه بمجرد الدكر .. فأما القلب الي غلب عليه الهوى .. فإنه يرفع الدكر إلى حواشيه .. فلا يتمكن الكر من سويدائه .. فيستقر الشيطان في السويداء ..
واعلم أن القلوب في الثبات على الخير والشر والتردد بينهما ثلاثة:
الأول: قلب عمر بالتقوى وزكي بالرياضة .. وطهر عن خبائث الأخلاق فتنفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب .. فيمده الملك بالهدى ..
القلب الثاني: قلب مخدول مشحون بالهوى .. مندس بالخبائث ملوث بالاخلاق الدميمة .. فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه .. ويضعف سلطان الايمان .. ويمتلئ القلب بدخان الهوى .. فيعدم النور ويصبح كالعين الممتلئة بالدخان .. لا يمكنها النظر .. ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ ..
القلب الثالث: قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى .. فيدعوه إلى الشر .. فيلحقه خاطر الايمان فيدعوه إلى الخير .." انتهى كلامه ( من كتاب مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي رحمه الله)
وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .. يا مصرف القلوب اصرف قلبنا إلى طاعتك" سبحان الله .. هدا قول من غفر له ما تقدم من دنبه وما تأخر فما نقول نحن ؟؟!!
وفي حديث آخر: "مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح"
اللهم سلم .. اللهم سلم ..
"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إد هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب"