المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن سيدنا محمد



oscar
08-15-2007, 11:01 PM
ذكر في كتب التفسير ان هذه الآية أنزلت على الرسول(ص) في طريق العودة من حجه الأخير الى مكة المكرمة (حجة الوداع). والدارج إنها كانت آخر آية أنزلت على حضرته. ووضعت هذه الآية في سورة المائدة وكانت السورة قد نُزّلت أصلا في السنة السادسة أو السابعة بعد الهجرة.*

هذه الآية وكذلك اختها الآية رقم 40 في سورة الأحزاب يراهما الناس مكملتان احداهما للأخرى في إثبات فكرة ان دين الإسلام هو آخر الأديان المنزلة. وتداولنا موضوع الآية 40 في سورة الأحزاب في صفحات أخرى في هذا الموقع.

والآن عندما ننظر الى موضوع إكمال الدين وإتمام النعمة في القرآن الكريم نجد ان هناك آيات عديدة أخرى بنفس المعنى أو معنى مشابه للآية رقم 3 في سورة المائدة. فنرى مثلاً إن الله أتم نعمته في زمن إبراهيم وإسحاق (عليهما السلام) وكذلك على آل يعقوب (كما نرى في الآية):

وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ - (سورة يوسف - آية 6)

ونرى أيضاً إنه تعالى أتم الكتاب على موسى(ع):

ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُون - (سورة الأنعام - آية 154)

ونقرأ أيضا إن إتمام النعمة ليس لكل من تسمى بالإسلام بل هو مقرون بإتّباع أوامر الله ومرتبط بخشيته:

وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ - (سورة البقرة - آية 150)

وكذلك نرى في الإنجيل مقاطع فهم منها اتباعه صفة الإكتفاء والكمال في دينهم:

وانتم مملوؤون فيه الذي هو راس كل رياسة وسلطان.‏ - كولوسي 2 - ‏2: 10 ‏

يسلم عليكم ابفراس الذي هو منكم عبد للمسيح مجاهد كل حين لاجلكم بالصلوات لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله. - كولوسي 4‏ ‏ - ‏4: 12

فهنا نرى ان رسالات الله عز وجل كلها تامة وكاملة. وبالطبع, وكيف لا والكمال لله في كل شئ؟ فحاشى ان يكون لشريعة الله وصنعه صفة ً غير الكمال أو ان يكون لعمله غير النفاذ والتمام ونستعيذ به من هذه الفكرة ومن قصر العقول وقلة الإدراك.

والآن لربما يصر أو يحاجج البعض بأن نعم, .. الأديان السابقة كانت كلها تامة إلا ان صفة الكمال إختصها الله فقط لدين الإسلام وهي صفة مفضلة على التمام. وبالطبع لربما يكونون على حق في فهمهم والله أعلم, ولو إن هذا يتطلب التفسير والإجتهاد وهذا ما حذرنا منه الله عز وجل في كتابه. فمالذي يجعلنا نصِرّ مثلا على ان المعنى هنا هو الكمال وليس الإكمال أو الإتمام عندما نرى بكل وضوح ان الفعل يستعمل أحيانا بهذا المعنى كما نرى في هذه الآيات:

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ - (سورة البقرة - آية 185)

وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ - (سورة البقرة - آية 196)

وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ - (سورة البقرة - آية 233)

لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ - (سورة النحل آية 25)

وليس الغرض هنا ان نذكر أي من المعاني هو الصحيح لأن كما ان كلمات الله ليس لها نفاذ فمعانيها ايضا ليس لها نفاذ ولا يصح لنا ان نصرَّ على ان رأينا وحده هو الصواب فحتى من الناحية اللغوية نجد مثلاً ان للكمال درجات وإلا فليس هناك لزوم لكلمة "أكمل أو الأكمل" في القواميس. وفي كتابه "الإنسان الكامل" يقول الجيلي وهو من كبار المتصوفين: وكما ان ليس بعد الفاضل إلا الأفضل فإنه ليس بعد الكامل إلا الأكمل. - إنتهى -

والكمال لله وحده أكمل الأكملين:

وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ - (سورة النحل آية 81)

ونرى ان البارئ عز وجل قد زودنا في كل رحلاتنا بكل مانحتاجه من لوازم ومتاع فهل لنا ان نيأس من عونه في رحلاتنا القادمة؟


ونعود في موضوعنا هذا عن الآية الثالثة من سورة المائدة ونرجع الى كلمة "الإسلام" في الآية الكريمة. فمن المهم هنا ان ندرك ان هذه الكلمة إضافة لكونها تطلق على دين المسلمين أتباع الشريعة المحمدية فهي أيضاً ما يطلق على دين الله, دين التوحيد والتسليم بصورة عامة كما نرى في عديد العديد من الآيات الكريمة وتشمل كل من أسلم وجهه لله وخضع لإرادته.

ونكرر الرجاء أن نأخذ القرآن بتمامه كوحدة كاملة ولا ننسى الآيات التي تبين لنا ان لكل أمة أجل وكتاب . وكذلك دعنا لا ننسى الأيات عن عدم نفاذ كلمات الله ولن يسعها أي كتاب. وما دمنا في مجال التذكر والتذكير فدعنا لاننسى الآيات عن استمرار مجئ الرسل .

ناصر الشريعة
08-16-2007, 09:46 AM
هذا النص منقول عن البهائيين ، يريد به كاتبه نفي الاستدلال على ختم الأديان بالإسلام المستدل عليه بقوله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}، بزعمه أن الكمال والتمام الذي في الآية هو كالكمال والتمام الموصوف به الأديان السابقة فلا يكون الإسلام خاتما للأديان كما لم تكن كذلك الأديان السابقة . وهذا قول باطل ومغالطة ظاهرة ، وبيان ذلك فيما يلي :

الفرق بين الكمال والتمام في الأديان السابقة وفي الإسلام
أن الأديان السابقة إنما توصف بالكمال والتمام على معنى خاص مقصور على القوم المبعوث إليهم دون غيرهم وفي زمانهم دون غيره ، فتكون من هذا الوجه كاملة ، وبالنظر إلى غير هذا الوجه غير كاملة . أما الإسلام فإن كماله وتمامه شامل لكل زمان ومكان وللعالم أجمع ، فالكمال والتمام للأديان السابقة نسبي مؤقت ، والكمال والتمام للإسلام مطلق أبدي ، ولهذا اقتضى كمال الإسلام أن يكون خاتما لجميع الأديان ، بينما لم يقتض كمال الأديان السابقة ختمها للأديان ولا عمومها للبشرية والزمان ، وبهذا الفرق يتضح بطلان مدعى البهائي وتنكشف مغالطته التي تضمنت إيهام التسوية بين مختلفين وهو تناقض ظاهر مردود .

يوضحه أن الإسلام قد اختص بخصائص ميزته عن الأديان السابقة وكان بها خاتما لكل الأديان ، ومن هذه الخصائص :

عموم خطاب الإسلام وخصوص خطاب الأديان السابقة
فخطاب الإسلام يعم الإنس والجن بينما خطاب الأديان السابقة يقتصر على قوم من البشر دون غيرهم في بقعة دون غيرها في زمان مخصوص دون غيره من الأزمنة ، وهذا ظاهر من تأمل القرآن الكريم في قوله تعالى : {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا} وكان لكل رسولٍ أمةُ دعوة يدعوها فتستجيب أو تكفر ، وكانت أمة الدعوة لنبينا صلى الله عليه وسلم هي الأوسع والأشمل زمانا ومكانا إلى قيام الساعة ، ويظهر هذا أيضا بالاطلاع على ما جاء في التوراة والإنجيل من قصر دعوة موسى وعيسى على بني إسرائيل دون غيرهم ، كما في كتاب النصارى : " لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " .

خلود معجزة الإسلام وانقضاء معجزات الأديان السابقة
فمعجزة الإسلام الخالدة هي القرآن الكريم ، بينما اقتصرت معجزات الأديان السابقة على المعجزات الحسية التي تزول بوفاة الأنبياء ، وخلود معجزة الإسلام دليل على خلود الإسلام وكونه خاتم الأديان كلها .

حفظ القرآن الكريم وتحريف الكتب السابقة
فتكفل الله بحفظ القرآن الكريم ، بينما لم يتكفل بحفظ الكتب السابقة فحرفها أهلها بعد زمن من ذهاب أنبيائهم ، فكان حفظ القرآن حفظا للإسلام وبرهانا على استمراره وخلوده إلى قيام الساعة ، ودليلا قاطعا على أنه خاتم الأديان .


الوسطية والاعتدال في الشريعة الإسلامية مقارنة بالأديان السابقة
ففي حين نجد الأغلال والأثقال التي وضعت على بني إسرائيل في اليهودية بسبب عنادهم وكفرهم والتي خفف بعضها بمجيء عيسى ابن مريم رغم أن ما جاء به عيسى كان في أكثره مواعظ وتذكير وأمثال تعالج الفراغ الروحي عند اليهود الماديين ، فحين نقارن ذلك بالإسلام نجد الإسلام عدلا وسطا في أحكامه وتشريعاته بما يتوافق مع الروح والجسد وفطرة الإنسان وقدراته ، وهذه الوسطية من أسباب خلود الإسلام واستمراريته فلا تكون هناك حاجة إلى دين آخر بعده لكمال اعتداله وتوسطه ومناسبته فطر الناس وأرواحهم وقدراتهم .

ومن هذه الخصائص أيضا المقتضية كون الإسلام آخر الأديان بخلاف ما سبقه من الأديان ما اتصف به من المرونة والشمول واليسر ، وهي عناوين يندرج تحتها الكثير من الأدلة المبرهنة عليها في أحكام الإسلام وتشريعاته السامية ، والكتب المصنفة فيها كثيرة جدا لمن أراد الاستزادة ، وقد فصلها الشيخ أحمد بن سعد الغامدي في كتابه القيم "عقيدة ختم النبوة بالنبوة المحمدية" في الفصل الذي عقده للاستدلال على ختم النبوة بخصائص الإسلام المقتضية لذلك .

فظهر بهذا تميز الإسلام عن سائر الأديان السابقة بما يفسر كماله وتمامه المقتضي خلوده واستمراريته وكونه خاتم الأديان بخلاف غيره من ألأديان السابقة ، وهذا من معاني قوله تعالى : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ولهذا أخذ الله العهد على أنبيائه أن يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءهم ويؤمنوا به وبما جاء به ، فقال تعالى : {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقرتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين } فدل على أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أكمل وأتم مما عندهم ، وأنه مهيمن على ما سبقه كما قال تعالى : { وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه } .

بقيت الإشارة إلى خطأ كاتب ذلك المقال السخيف حين جعل نزول آية المائدة عند القفول من الحج ، وهو قول ضعيف مخالف لما ثبت بالأدلة الصحيحة الكثيرة من أنها نزلت بعرفة يوم الجمعة .

ومما يدل على جهل الكاتب تسميته حجة الوداع بالحجة الأخيرة ، لأنها الحجة الوحيدة التي حجها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن بعثه الله وأرسله ، فلا يصح أن يطلق عليها أنها الحجة الأخيرة لكونها الوحيدة أصلا.

ويظهر جهل كاتب المقالة أيضا بدعواه في آخرها استمرار مجيء الرسل ، مع أن حديث القرآن عن الرسل غير النبي صلى الله عليه وسلم كان مقيدا بالماضي لا بالمستقبل بخلاف مدعى البهائية ، فلا أدلة على استمرار بعث الرسل ، بل الدليل على خلافه أظهر وهو قوله تعالى { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ، ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما} ، كما يستفاد ذلك من دلالة الآيات المخبرة عن حفظ القرآن ، وعالمية الإسلام ، والأمر بالإيمان بالكتب السابقة دون ذكر كتب لاحقة بعد القرآن الكريم ، وغيرها من الأدلة الكثيرة التي لا يمكن معها خطور خاطر عن بعث نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا دين بعد دين الإسلام .

ولكن غرَّ البهائية عناية الإنجليز بهم وترويجهم لكفرهم ونشرهم له بين السخفاء الأغبياء الذين تروج عليهم أعجمية بهائهم الضال في كتابه المدنس وحماقاته البالية، وكما قيل لكل ساقطة لاقطة .