مقامة لصوص رمضان حدثنا أبو النوادر السوسي قال: تصرّمت سراعا أيام رجب, و صامه الأخيار و ما وجب, ثم أدركني شعبان, و أنا رَيّان شبعان, فأزمعت صيامه, و إن استطلت أيامه, فكان أسرع من سابقه, كأنما يستحث مقدم لاحقه, و كلما هممت بتبييت النية, و اغتنام العمر قبل نزول المنية, قطعتني عن الصوم القواطع, و صرفتني عنه الصوارف, من ضيف عزيز نازل, أو سفر نأى بي عن المنازل, حتى بقيت من كأس شعبان فُضلة استقللتُها, فأصبحت يوما ممسكا, ولمسالك البر سالكا, و ما إن حلّ الضحى, حتى خِلت أن الشمس ...