من ومض القلم.. تمر بأحدنا كل حين أحداث ومواقف.. وأقوال وأحوال.. تلامس النفس.. وترهف الحس.. ثم تعقبها أخرى فتنسخها وتمحوها.. ما لم يقتنصها القلم فيقيدها على صحائف فتبقى لتتلى.. ولما كان التطويل آفة المنتديات فإني ارتأيت أن أختصر في هذا الركن بعضا من تلكم الومضات.. أشرككم فيها بل أنتم طرف فيها.. فكم من كلمة إنما استثارها التفكر في حروفكم وكلماتكم.. وربما عدلت عن التصريح إلى التلميح.. وعن العبارة إلى الإشارة.. فمن استشكل رمزا فليعذرني.. وإن شاء فليسألني.. وإن كان ذلك كله مقصودا.. فالحروف ...
شناعة الإلحاد حمدا لله على اللسان العربي, فبه فقهنا آيات الكتاب والحكمة, وبه دعونا الخلق إلى دين الرحمة, وبه نناضل عنه وننافح, فتعالوا ننثر من كنانة العربية سهام الكلام, لنضعها في نحر مذهب أهل الظلام, فإني بصرت بالإلحاد فوجدته عجوزا شمطاء بيضاء المِشْفرين. ورأيت الملاحدة أيتاما, لا أم ولا أب لهم ولا ولي, رأيتهم تعلّقوا ليأسهم من ربهم شمطاءَ متصابيةً, غرتهم ببهرج الأصباغ بعد أن شابت الأصداغ, فبئست المرضعة. وبئس بنوها المناكيد وقد التصقوا بها التصاق الخنانيص بأمها, فذكروني بقول كعب: ...
أيا مهلا أهيل الإلحاد أيا مهلا أُهَيْل الإلحاد, أولي الشك والزيغ والعناد, أيا مهلا نسل أبي جهل, فأمركم لدينا ذو بهْل, إني أبصرتكم فأنكرتكم, وقلّبْتكم فقليتكم, وخبرتكم فخَربتكم, وبَرَيْتكم فكسرتكم, وبارزتكم فبززتكم, فما وجدت فيكم رشيدا, ولا رأيت بنيانا مَشيدا, بل أويتم إلى جحر خرِب, معْ كل زنديق جَرَب 1, فبلساننا الدهر لنهجونكم, وبه ما حيينا لنَلْحونّكم, فأنتم سادرون في ظُلَم, بُهْم ...
رسالة إلى ملاحدة الشبكة الناطقين بالضاد ملأ أفراخ الإلحاد الناطقون بالضاد فضاء عالم مبناه على الإفتراض, ملئوه تصويتا وضجيجا, وحمّلوه زندقة وكفرا وكل ذلك يدعون فكرا, وحشوه إفكا وبهتانا ونقنقنة, يحسبونها لغيهم علوما منمقة, ويا ليتهم عدلوا عن لساننا إلى رطانة العجم, فلساننا عربي مبين, يعز علينا أن تحاك بألفاظه الغالية أسمال الإلحاد البالية, ونستنكف أن تسبى حروفه الراقية لترقيع ثياب الزور العلمانية, كما تانف الحرة أن ترفل في حلل ...
جاري الملحد جاورني رجل ملحد في الغرفة, غرفة لا إلحاد الصوتية, فرأيت من أمره عجبا, إنك كائن بالتوكي بامتياز, فكيف أصفه لكم؟ فأنا في شكه من شك, وفي حيرته من حيرة, إنني لفرط حيرة صاحبنا وتخبطه, ولشدة شكه وتشكيكه, وليه للكلام وتشقيقه, ولرده للحجج الواضحة ولتدليسه, أقول إنني لهذه الأسباب كلها في حيرة من أمري حين أروم أن اصف هذا الكائن العجيب الغريب, جارنا الملحد في الغرفة. الكلام قد يطول فلعلي أفرد للكلام عن جارنا حلقات. الحلقة الأولى: ركن التعارف. ...