اكذوبه باسم الحرية
بواسطة
في 05-03-2012 عند 05:24 AM (7489 المشاهدات)
قرات ملخصا لكتاب نقد الليبرالية للدكتور الطيب ابو العز فتوصلت للاتى :
ان كل من الليبرالية و العلمانية و غيرها من الافكار اللفظية التى رغب صانعوها فى تحويلها الى جسد مادى ملموس ماهى الا واجهة عنصرية الغرض منها تحقيق المصلحة لاصحاب المصالح" التجار " لما ترتب على تلك المصطلحات من انفتاح عالمى حر يواجه الاسلوب الكنسى فى اوروبا و التى قد حجبت عن اعين ابناء القارة البيضاء النظر للحضارات السالفة " اليونانية و الرومانية " و الحضارات المعاصرة للسيطرة الكهنوتية الكنسية على الحكم فى عصور الظلام " الحضارة الاسلامية " ضاربه بمبدا " اعطى ما لله لله و ما لقصر لقيصر " مما ترتب عليه الى البحث عن كيفية التحرر من ذلك السجن الدينى الذى صنعه رهبان القارة الشقراء و بالنظر لمفهوم الليبرالية و العلمانية وفقا لى اصحاب هذا المنهج الفكرى فانهم يصفونها بانها الحرية للاقتصاد و السياسة بل وايضا للسلوك الانسانى " عند البعض من اصحاب هذا التيار " و يدخل فى ذلك حرية الاعتقاد و التفكير الا انه و بالنظر لمفهوم الحرية نجد انه مفهوم محدد الدلالة و ليس الابعاد و هو ما يخالف الفكر تطبيق الفكر اليبرالى منذ البداية ، فبسبب الانفتاح فى القارة الاوروبية برزت فئة جديدة هي فئة التجار وتطور الأمر مع حركة الكشوف الجغرافية لتعم مركز الثقل الاقتصادي القارة الأوروبية ومع تطور المعرفة العلمية ستحدث نقلة نوعية في كيفية التعامل مع الطبيعة أسست للثورة الصناعية وهكذا ستتحول القوة التجارية المتمركزة في المدن إلى قوة صناعية.لكن التصنيع محتاج إلى أمرين أساسيين فضلاً عن الرأسمال الذي كان متوفراً بفعل الحركة التجارية هما : المعادن , و القوة البشرية.أما المعادن فقد تكفلت الكشوفات الجغرافية ( من باب التسمية بالسائد وإلا هي حركة صليبية استعمارية لم يكن هدفها العلم ) بفتح الطريق أمام أكبر حركة نهب شهدتها الإنسانية!( ولا زال العالم يشهد هذه الحركة وبصور عديدة وكثيراً ما تقوم المؤسسات الدولية بتشريع هذه العملية وأعطاها الشروط القانونية الأزمة كاحتلال العراق مثلاً .من يسافر إلى مدن أوروبا ويزور متحفها سيرى جزء بسيط من ما نُهب من ثروات العالم).لكن القوة البشرية العاملة في الحقل - في ذلك الوقت – نظام الأقنان /عبيد الأرض كانت مشدودة إلى الأرض تعيش بين سياجاتها تعمل فيها وتدفن داخلها بمعنى ان النظام الإقطاعي الأوروبي كان عائقاً يعترض حراك القوة البشرية وانتقالها من ( الحقل / القرية ) إلى ( المصنع / المدينة ) فكان لا بد من تفكيك هذا النظام الإقطاعي بنقض نظام القنانة / العبودية وتحرير العبد ليتمكن من الانتقال إلى المدينة.هنا كان لابد للفكر من توظيف المثال / القيم ليجري اجتذاب الوعي والفعل ليكسر نظام لحظته فينتقل إلى نظام بديل. وكان المثال هو الحرية التي سيجري تقديمها بمدلول خاص يتناسب مع الظرف التاريخي والحاجة المجتمعية الوليدة . فولدت مقولة الحرية بمدلولها الليبرالي بوصفها تحريرا للقن / العبد ليتحول إلى عامل. وبذلك فالليبرالية لم تنشأ بوصفها توكيداً لحرية الإنسان بل بوصفها توكيداً للحاجة إلى استغلاله بطرق مغايرة للاستغلال القناني / العبودي , أي : طرائق تناسب الثورة الصناعية ، ودليل ذلك أن إبادة الهنود الحمر التي جاءت مقترنة مع بداية النظام الليبرالي الرأسمالي, وكان التسويغ التشريعي لهذا الاستعباد صادراً من داخل البرلمانات الليبرالية الرافعة لشعار الإخاء والحرية والمساواة!.
الخلاصة :- ان الامر لا يعد الا صورة اخرى من صور الاستعباد البشرى مع تغير المفاهيم فقد تغير الامر من كلمة العبيد الى كلمة العمال و القوادون الى اصحاب النقابات و اللصوص الى تجار و الدكتاتور الى منقذ لمفهوم الحرية و محققها " الولايات المتحدة " و حتى نظرة الحرية للفرد داحل المجتمع كان غرضها اعطاء الحرية فى الاختيا للفرد بصورة غير حقيقية و تقيد هذه الحرية بالعرض الجيد " بمعنى انه هناك عدة اشياء معروضة اما شخص ما ايا كانت طبيعة هذه الاشياء " سياسة - اقتصاد - دين..... الخ ، فان العرض الجيد الذى يصل لدرجة جذب الانتباه و عدم ايضاح العيوب يضعف تلك الحرية المكفولة للفرد و بالتلى يصبح الفرد مقيدا دون ان يدرى "