مشاهدة تغذيات RSS

مُنتقى التوحيد

الحديث الصحيح معايير نقلية

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عياض مشاهدة المشاركة
ثم ان المتخصصين في الحديث لم يزعم احدهم ان الأحاديث على درجة واحدة من الصحة ...بل هم قبل غيرهم كانوا مدركين تمام الادراك لنسبية الادراك البشري و أثره في تحصيل اليقين في مختلف العلوم و خاصة الانسانية منها...و قاموا بتأسيس نظريات معرفية نفدية لمحاولة ادراك الحقائق النقلية باكبر قدر مستطاع من الموضوعية..أي ان يكون الحكم على المنقول من حيث هو ..لا بحسب الخضوع لأراء المحدث الشخصية و ان سماها هو أسسا عقلية او اعتراضات عقلانية..بل كان همهم ادراك الواقعة التاريخية باكبر قدر من الدقة العلمية ..فكانت تصنيفاتهم النسبية لصحة الحديث و صعفه بدرجات و ملاحظانهم للآفات الموضوعية و الواقعية و الاجتماعية و النفسية التي قد تطرأ على ظاهرة النقل و تؤثر في قوته و ضعفه...ثم بعد استيفاء كل الشروط الواقعية لامكانية صحة حديث وضعوا في الحسبان ان هناك هامشا لأن يكون الحديث بعد ان يتجاوز كل هذه الفلترات ان يكون حاملا لخلل خفي لم تستطع هذه الفلترات ضبطه...و ان كانت نسبة هذه الأحاديث ستكون قليلة الا انهم وضعوها في الحسبان ووضعوا علم علل الحديث الذي يحاول التمييز في الأحاديث التي ظاهرها الصحة..و هذا العلم لا يتناوله الا كبار المتخصصين الذين أفنوا اعمارهم في دراسة أنواع العلل و الآفات الطارئة على النقول..مثلما يحدث في العلوم الأخرى حيث ترى بحوثا و تحاليل طبية او فيزيائية تظهر لطلبة الفيزياء او الطب بحوثا مستوفية لكافة الشروط العلمية الصارمة و مع ذلك تجد ان الفيزيائي الخبير او الطبيب الكثير التجربة يجد عيبا لم يلاحظه غيره يهدم علمية البحث او التحليل لما قد مارسه من معرفة بأنواع الأخطاء في البراهبن و لمعرفته بالأصول الكبرى للعلم الذي تخصص فيه و خبرته بالتشابهات و النظائر فيه فيرى استحالة ان تكون نتيجة البحث صحيحة و ان خطأ ما قد حدث لم يضبطه من طبق معايير الحقيقة العلمية على البحث...و المقصود ان بعد كل هذا فالمحدثون لا يقولون بكون الأحاديث كلها على درجة واحدة من الصحة فقد يكون لها 99 % او 80% او حتى 70 % و لهذا قرروا ان خبر الواحد يفيد العمل و مقصودهم ان و لو كان الحديث لا بفيد الا 90 او 80 % من الصحة الا انه واجب العمل به لأنه أكبر قدر مستطاع من محاولة التحقق من الحقيقة العلمية التاريخية و الجهد قد استفرغ علميا للتحقق من الصحة...و هذا بناءا على القاعدة المنطقية و الشرعية بأن لا تكليف الا على قدر الاستطاعة .. المطلوب تحقيق اعلى نسبة ممكنة من التحقيق العلمي...و لسنا بطالين كبعض الناس يتوقفون مع الشك و ان كان ضعيفا او مرجوحا ..بل في سائر العلوم ترى ان اهلها يسيرون مع الظن الراجح في بحوثهم و ان لم يمكن التحقق 100 % اما البخاري و مسلم فابتداءا فأحاديثهما قد تعد من النوع الأول من جهة التصنيف العلمي...لكن من جهة التحقيق الواقعي فأحاديثهما قطعية بلا شك لأسباب . ان البخاري و مسلم هما من أجل المتخصصين معرفة بعلل الحديث الخفية و كانا اكثر تخصصهما خاصة البخاري في هذا العلم...فعدا حرصهما على توافر أحاديثهما على الشروط الموضوعية المطلوبة..فهما كانا حريصين على خلوها من العلل الخفية ...الثاني . ان بعدهما وضع مؤلفاهما في بؤرة الضوء ووجهت اليهما مجاهير ائمة النقد و المتخصصين في نقد العلل جيلا بعد جيل فوقع اجماع المتخصصين على خلوهما من أحاديث باطلة الا بضع أحاديث معروفة عند المتخصصين قد عرف نوع الغلط فيها اما بقية الأحاديث المنتقدة -و هي لا تصل الى 5 %-فقد علم باجماع المتخصصين ان قول البخاري في عامتها هو الأصح..و بالتالي فأحاديثهما مفيدة للعلم مما يقطع بأن النبي صلى الله عليه و سلم قاله و فعله ..لأن حركة البحث والنقد و التنقيب لم تنقطع منذ وفاة النبي صلى الله عليه و سلم حتى توجت بمثل هذا العمل ...ما هو محروم منه كافة الديانات الأخرى و بعض الفئات التي تأثرت بالتأثيرات الهيلنية و الفارسية اذ اشتغالها بالنقل متأخر جدا باعترافهم...

أرسل "الحديث الصحيح معايير نقلية" إلى Google أرسل "الحديث الصحيح معايير نقلية" إلى Digg أرسل "الحديث الصحيح معايير نقلية" إلى del.icio.us أرسل "الحديث الصحيح معايير نقلية" إلى StumbleUpon

التصانيف
غير مصنف

التعليقات

شبكة اصداء