1-إذا تأملت كتابًا ، أمكنك تعقل عدم وجوده ، بأن يكون المؤلف لم يؤلف ..فتعقِل إمكان وجوده وعدمه ،
2-ولكن إذا خرج الكتاب للواقع حقًا ، لم يمكن تعقل وجود هذا الكتاب دون مؤلف كتبه ..لو لم يخاطب أكبر ملحد إلا بهذا لقامت الحجة البالغة الدامغة عليه ..
المسفسطون يغالطون أنفسهم بالخلط بين (1) و (2 ) فيقيسون الضروري الحتمي على الممكن :
والممكن = هو أن تكون النسبة الذهنية بين الوجود والعدم سواء ، والحتمي =ما يستحيل عدمه ويتعيّن وجوده
فإذا عبرنا عن العدم برمز (0) : بمعنى لا شيء ، والوجود برمز (1) أي : وجود شيء ، تكون النتيجة :
القضية الممكنة = 0 أو 1
القضية الحتمية=1 فقط ، ثم يعمد المسفسط إلى اختيار قيمة (0 ) التي هي إحدى وجهي الممكن ، ويلصقها بالقضية الحتمية أو يلحق القضية الحتمية بها ، فيتحصل من ذلك :أن 0=1 ، أي أن الشيء =لا شيء ..فثبت التناقض التام ، وعقلٌ هذا خرجه ، "عقلٌ" خرب فاسد لا يوثق به وليس صالحا للاستدلال ولا معنى للحوار معه
ولا يصح أن يعترض على هذا بأن يقال : من الموجد للحتمي ، لأن الحتمي ثبت أنه حتمي! ، والحتمي : هو مقتضى الضرورة العقلية نفسها في رأس المقال ، أي أن الآلة العقلية حتّمت بأن للكتاب مؤلفا ولابد ..ومهما تسلسلت في ممكنات مفترضة يكون كل واحد سببا لما بعده ، يحتّم عليك وجود المنظومة في الواقع ( التي هي مؤتلفة من الإنسان والجهاز الذي صنعه والكتاب الذي ألفه والكون الذي فيه ) : أن تقطع بالحتمي الذي وراء كل هذا ، والسائل عن مؤلف الكتاب من ألفه لا يستوي مع السائل عن الله من أوجده !، لأن الأول سأل عن ممكن يجوز ألا يخرج في الواقع ، والثاني منع وجود الحتمي نفسه أن يكون في الخارج وهو حتمي ! وهو يرى نفسه بين جنبيه والكون من حوله ..!!! (وفي أنفسكم أفلا تبصرون )؟ ، (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
< | أبريل 2024 | |||||
---|---|---|---|---|---|---|
أحد | أثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
31 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 1 | 2 | 3 | 4 |