مشاهدة تغذيات RSS

هشام بن الزبير

رسالة إلى ملاحدة الشبكة

تقييم هذا المقال
رسالة إلى ملاحدة الشبكة الناطقين بالضاد

ملأ أفراخ الإلحاد الناطقون بالضاد فضاء عالم مبناه على الإفتراض,
ملئوه تصويتا وضجيجا, وحمّلوه زندقة وكفرا وكل ذلك يدعون فكرا,
وحشوه إفكا وبهتانا ونقنقنة, يحسبونها لغيهم علوما منمقة,

ويا ليتهم عدلوا عن لساننا إلى رطانة العجم,
فلساننا عربي مبين, يعز علينا أن تحاك بألفاظه الغالية أسمال الإلحاد البالية,
ونستنكف أن تسبى حروفه الراقية لترقيع ثياب الزور العلمانية,
كما تانف الحرة أن ترفل في حلل يهود, وتأبى وقد وعت سورة النور والنساء,
أن تنتكس فتغدو أمة لشياطين الأزياء.

فهلا مخبر عنا رؤوس القوم, أنا نخيرهم بين لغات العُجم,
فلينطقوا كدأب الفرنسيس بالغمغمة, ونحوها كحال الإنجليز بالزمزمة,
كيلا تتدنس لغتنا الموحدة, بلحون تلك العقول الملحدة,
فما ظنكم يا معشر الإخوان, بلغة جلت الحق في بيان, وشرفت بالسنة والقرآن؟

خبّروهم عنا فإنا قد التمسناهم فما وجدنا لهم أثرا ولا عينا,
التمسناهم في أرجاء البلاد, فلم نجد لهم رسما بين العباد,
وإن تعجب فاعجب لقوم قامت بهم أسواق الكلام طعنا في دين الله وكفرا بالمعاد,
بلا برهان بل بمحض الهوى والعناد, نسمع في كل حدب وصوب ضلالهم, ولسنا نرى أعيانهم,
يتبجحون علينا بفكرهم سادرين في كفرهم,
يطاعنوننا من وراء جدر الكلام متترسين باسوار عالم من أرقام,
فما بالهم يستأسدون ولا يظهرون, ويستكنون ثم لا يسكتون,
ما بالهم يستترون ومنا بأمواج الشبكة يستجنون؟ أوليسوا بشرا يؤنسون؟
أم إنهم شياطين جن في إهاب إنس يتنكرون؟

ما بالهم لا أبا لهم في ديننا يطعنون ثم في الميدان لا يثبتون؟
ملئوا "اليوتيوب" و"البالتوك" و"الفيس بوك",
أبحروا بسفن الوهم على مداد السراب فحسبوه بحرا يموج,
دبجوا كلامهم بفتات سدنة الأوثان ومستشرقة العلوج,
فغدوا همزة وصل جاهلية خلت وجاهلية آخر الأزمان,
خيط حقير ينظم الكفر الحديث والقديم في عقد الإلحاد الذميم,

قوم أئمتهم أعداء المرسلين وضُلّال المتفلسفين وعتاة الجبارين,
قوم اقلامهم رماح وبنات أفكارهم من سفاح وصحفهم معاول وألسنتهم مناجل,
ألسنتهم آلات للحصاد, حصاد علقم الكفر وحنظل النفاق,
يحصدون زرع أسلافهم من أعداء النبيئين من لدن قوم العبد الشكور نوح,
ثم يخزنون هاتيك الغلال الخمجة في تلك الحواسيب والعقول النتنة,
فتراهم يبذرون بذر الكفر وينثرون سماد الجهل في كل موقع وناد,
وهم في كفرهم عالة على من قد سبق,

فلا تسقط من أبي الجهالة قط لقمة فتبلغ الأرض,
بل تنتهي في في الملحد العصراني المتنور وبئس القرار,
أو تقع بين فكي الملحد العقلاني المتحرر فيا حبذا لها من دار,
فتنزلق اللقمة اللزجة بعد ألف عام في ثغر كريه منظره منتن ريحه,
فما أشبه ثغر الأبعد بالجحر, كيفلا وهو موطن البهتان ومنبت الكفر بالرحمن؟

تقع اللقمة الإلحادية من يد أبي جهل في فم أبي الإلحاد,
فلا ينفك سليل بني علمان يجترها الأيام والشهور والأعوام,
ثم يلبس عليها من حلل الألفاظ وشواذ العبارات كل غريب ومستنكر,
وينثر عليها من علوم اليونان كِلمة أو كِلمتين, ويوشيها بنظرية أو نظريتين,
ثم ينشرها في أقبية الضلال وصحائف الخبال ومواقع الجدال فتبلغ الآفاق,
ينشرها وهو يحسب أنه ظفر بما به يفحم أهل الإيمان,
وما درى لغيه ولجهله أن الورى قد ضجروا من لوكه ممجوج الكلام,
ولسان حال ذوي الأحلام: هاتوا فض فوكم غيرها فهذه منذ أحقاب قد سمعتم جوابها,

وأبشروا بشر فإن غدا قريب, يأتيكم بما به وليدكم يشيب,
فاليوم إفك عاد وإرم تجترون, وغدا بالزقوم والغسلين معهم تتنعمون,
أوليس العدل والحال أنكم على بعد الزمان متوافقون, أن تلحقوا بهم في المعاد ولو بعد حين؟
فتأنسوا بمن هم في الكفر أولياء نعمتكم, فتخبروهم أنكم ما خذلتم بعدهم الملة وما بدلتم النحلة,
بل حملتم الكفر من مجالس الناس إلى فضاء فسيح يغشاه أهل الأرض.

أبشروا فإن أمامكم الدهور والأحقاب في عالم يتوقف فيه الزمان ويموت فيه الموت,
لتخبروهم كيف نقلتم فكر ابي جهل من الأودية المقفرة والشعاب, إلى عالم حواضره ليست من لبن ولا تراب, بل هي سراب في سراب, حواضره "اليوتيوب" و"البالتوك" و"الفيس بوك",
وأنا لكم زعيم, أنكم ستدعون في أرجاء تلك المجالس ثبورا كثيرا, في حجر أمكم الهاوية التي يأكل بعضها بعضا من الغيظ, وأن سيبقى لكم ولأشياعكم في ثنايا الخلود فسحة ومتسع,
ليلعن بضكم بعضا وليتبرأ آخركم من أولكم, كما كنتم تلعنون في منتدياتكم أهل الإيمان وتتبرأون من ملة الرحمن.

هنالك يا أهل التقطيب والعبوس, ستسألون شربة تدفع عن حلوقكم اليبْس
يا من نشأتم على رنين الكؤوس, يومها تغدو شربة ماء غاية مناكم ثم منها تحرمون,
فارجعوا البصر كرة فانظروا, ماذا اجتنيتم من علقم الإلحاد من ثمر؟
كم صددتم عن سبيل الهدى فهل بززتم أهل الإيمان والديانة؟
أم هل ظهرتم عليهم بالحجة؟ أم هل عميتم عن أهل الإسلام المحجة؟
أم إنكم ظللتم في منتدياتكم المفقرة وفي منتدياتكم الكالحة كالشياه العائرة؟

فهلموا لا أبا لكم فنافحوا عن كفركم أو كفوا عنا رجيعكم,
واكسروا أقلامكم فما نرى بها غناء لكم,
إنا تأملنا أقوالكم فما وجدناها أقوى لكم, بل هي أوهى لكم,
ونظرنا افعالكم فالفيناها أفعى لكم, أفعى رقشاء بألوان إلحادكم,
لا يبرح سمها الزعاف يرتد إليكم, وليس نفثها يضيرنا أو يضرنا,
فبأيدينا من آي ربنا أرجى ترياق, هو الشفاء هو الهدى هو كلام من فطر الأرض والسبع الطباق,

إلحادكم لو تبصرون به الشيطان قد أوحى لكم, بكيده تتخبطون في أوحالكم,
تتخبطون ما بقيتم أو تنزعوا عنكم رداء الكبر و تبرأوا من مقالة الكفر,
وتعودوا إلى من منه قبل قد فررتم, ففروا إلى الله فما من الله مفر,
إليه الرجعى وإليه المنتهى وإليه المستقر, فشدوا إليه المطايا واسترشدوا في سيركم بهدي خير البشر, من عليه الله صلى والأملاك وكل مؤمن, فصلوا عليه طرا وسلموا, عسى العيون منا برؤياه تقر.

2010/07/30

أرسل "رسالة إلى ملاحدة الشبكة" إلى Google أرسل "رسالة إلى ملاحدة الشبكة" إلى Digg أرسل "رسالة إلى ملاحدة الشبكة" إلى del.icio.us أرسل "رسالة إلى ملاحدة الشبكة" إلى StumbleUpon

التصانيف
غير مصنف

التعليقات

  1. الصورة الرمزية هشام بن الزبير
    بارك الله فيك أختي الفاضلة,
    شرفتني والله بإطلالتك الطيبة,
    أخوك هشام.
شبكة اصداء