مشاهدة تغذيات RSS

هشام بن الزبير

شناعة الإلحادد

تقييم هذا المقال
شناعة الإلحاد

حمدا لله على اللسان العربي, فبه فقهنا آيات الكتاب والحكمة, وبه دعونا الخلق إلى دين الرحمة, وبه نناضل عنه وننافح, فتعالوا ننثر من كنانة العربية سهام الكلام, لنضعها في نحر مذهب أهل الظلام, فإني بصرت بالإلحاد فوجدته عجوزا شمطاء بيضاء المِشْفرين. ورأيت الملاحدة أيتاما, لا أم ولا أب لهم ولا ولي, رأيتهم تعلّقوا ليأسهم من ربهم شمطاءَ متصابيةً, غرتهم ببهرج الأصباغ بعد أن شابت الأصداغ, فبئست المرضعة. وبئس بنوها المناكيد وقد التصقوا بها التصاق الخنانيص بأمها, فذكروني بقول كعب:

كأن أوْب ذراعيها وقد عرِقت ***** وقد تلفّع بالقور العساقيل
أوب يديْ فاقدٍ شمطاءَ مُعْوِلة ***** ناحت وجاوبها نُكْد مثاكيل

هلموا بنا نتجول في القاموس, نتخير منه من الألفاظ ما يترجم حقيقة الإلحاد ويكشف عن وجهه الذميم. فإني أصدقكم القول أن القوم يبغضون العربية, وهي تبغضهم, هي تحمل الإسلام وتنطق عنه, وتفصح بالإيمان وتدل عليه, فكيف لا يبغضونها وكيف لا تبغضهم؟ وإني ألزم كل ملحد أن يعدل عن اللسان العربي إلى ألسن الأعاجم, فإن العربية تأنف من حمل الزندقة بل تحمل عليها وتنسف بنيانها من القواعد كلما تهيأ لها من أبنائها البررة من يمتطي فرس البيان.

شَنُعَ الإلحاد شَناعةً وشَنَعاً وشُنعاً وشُنُوعاً فهو أشنع وشنيع قَبُح، فهو قبيح. فيا لشنع منظر الإلحاد فهو شنيع وأشنع ومشَنَّع. فلنشَنِّعنه تشنيعا. وما يضيرنا أن نفعل وقد تشَنَّع القوم وبلغ الغايةَ قبحُ مذهبهم وتضاربت أراؤهم وتدابرت عقولهم. فيكفي اللبيب من شنع الإلحاد سماعه.
قال الراجز:
كـأَنَّه حِينَ بَدا تَشَنُّعُـهْ
وسالَ بعد الهَمَعانِ أَخْدَعُهْ
جأْبٌ بِأَعْلى قُنَّتَيْنِ مَرْتَعُه

فحورته ليصف الإلحاد وأهله من أولي التعنت والعناد فقلت:

كأَنَّه حِينَ بَدا تَشنُّعُـهْ******جحش بِأَعْلى تلّتين مَرْتَعُه

وفظُع الإلحاد يفظُع فظاعة فهو فظِع وفظيع. وأفظع أمره ,تناهى في الفظاعة فبلغ منتهاها فهو مُفظِع. فأهل الإلحاد ذوو الجرم المفظع أهل لكل هجو مقذع فإنا لم نر مذهبا أفظع من الإلحاد. فلفوارس التوحيد أهدي سلامي, لمن نظروا في الشرع ثم ناظروا خصومه, فبصّروا العُمي وأهدوهم علومه, ثم رموا أهل الإلحاد بالسهم الفالج, فأصابهم منه الموت الخالج, وكيف يقوم مذهب الظلمات المكفهرات لسهام النور الناصعة, من آي الكتاب والسنن المرويات؟

فكان مثلنا ومثلهم كما قال لبيد:
وهُمُ فَوارسها وهُمْ حُكَّامُـهـا******وهُمُ السُعاةُ إذا العَشيرةُ أُفظِعت

سَفُل الإلحاد يسْفُل سُفْلا وسُفولا وسُفالة وسَفالا وهو نقيض العلو. بل رُدّ الملاحدة أسفل سافلين, فلا جَرم أنهم في الحضيض الأسفل. فهم سِفْلة الناس وسقطهم, فكيف خطر ببالهم أن يذموا الإسلام وأهله, أو أن يتبجحوا علينا بعقولهم وأن يردوا كلام ربنا بأوهامهم؟ ما أحقهم بقول جرير:

أخزي الذي سمك السماء مجاشعاً *****وبنى بناءك في الحضيض الأسفل.

2010/01/04

أرسل "شناعة الإلحادد" إلى Google أرسل "شناعة الإلحادد" إلى Digg أرسل "شناعة الإلحادد" إلى del.icio.us أرسل "شناعة الإلحادد" إلى StumbleUpon

التصانيف
غير مصنف

التعليقات

شبكة اصداء