.................................................. ... بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق شاسع بين النسخ والتدرج
النسخ هو في العهود التشريعية أما التدرج فهو في أحكام هذه العهود
هناك فرق شاسع : بين ( النسخ في العهود التشريعية بصفة عامة ) , وبين ( التدرج في أحكام العهد التشريعي الواحد بصفة خاصة )
.
بالنسبة للنسخ :
إن تطوير( النواميس أو العهود أو الشرائع أو الدساتير أو المناهج ) الوضعية في النظام المادي , هي في الحقيقة انعكاس للنظام الروحي الأسمى والأعمق من النظام المادي
للتوضيح :
إن ما يحدث في النظام الروحي هو الأصل .. مثلا :
- في الديــن : تطور الحياة يقتضي تطوير العهــود ( من عهـــد إلى عهـــد ) من حين لآخر عهــد يناسب الإنسان في الزمان والمكان لمواكبة تطور الحياة
إن ما يحدث في النظام المادي هو انعكاس .. مثلا :
- في السياسة : تطور الحياة يقتضي تطوير الدساتير ( من دستور إلى دستور) من حين لآخر دستور يناسب المواطن في الزمان والمكان لمواكبة تطور الحياة
- في التعليـم : تطور الحياة يقتضي تطوير المناهـج ( من منهـج إلى منهــج ) من حين لآخر منهج يناسب الطالب في الزمان والمكان لمواكبة تطور الحياة
.تطوير الشيء يعني تحديثه وهذا التحديث يقتضي النسخ :
هذا بالنسبة للنسخ
- في النظام الروحي نسميه نسخ من ( شريعة أو دستور أو منهج ) روحي -- إلى ( شريعة أو دستور أو منهج ) روحي آخر
- في النظام المــادي نسميه نسخ من ( شريعة أو دستور أو منهج ) مــادي -- إلى ( شريعة أو دستور أو منهج ) مــادي آخر
.
أما بالنسبة للتدرج :
هو التدرج في أحكام ( الشريعة أو الدستور أو المنهج ) الواحد كالقرآن مثلا :
.
- فيه تدرج في الأحكام التي تتعلق بالقضاء على شرب الخمر من مرحلة إلى مرحلة إلى مرحلة حتى يتم تحريم الخمر نهائيا
- وفيه تدرج في الأحكام التي تتعلق بالقضاء على تجارة الرق اللي كانت سائدة في المجتمعات قبل الإسلام , فجاء الإسلام كعهد تشريعي أخير ينهي تجارة الرق بالتدريج عن طريق شراء العبيد بأموال المسلمين لتخليصهم من قبضة مالكيهم ثم تحررهم فيما بعد عن طريق المكاتبة
- وفيه تدرج في الأحكام التي تتعلق بالقضاء على مخلفات الفتوحات كالسبايا والجواري وغير ذلك عن طريق فتح باب المكاتبة على مصراعيه لمن أراد التحرر مع تعهد الأمة في المكاتبة بسداد ما تكبده المسلم من نفقات الحرب التحريرية بالتقسيط المريح
ما أود قوله هو أنه لابد من أن نفرق بين اللفظين ( النسخ والتدرج ) النسخ يتعلق بتغيير وتحديث وتطوير عهود التشريع من عهد تشريعي قديم إلى عهد تشريعي جديد .. والدليل ما يلي :
وبناءا عليه بالنسبة للعهود التشريعية في نسل إبراهيم ع ( عهد أو شريعة موسى التوراة هو العهد القديم , وعهد أو شريعة محمد القرآن هو العهد الجديد )
- أول ما أنزل الله تعالى من العهود التشريعية هي:
- العهد التشريعي الأول أنزله على آدم ع
- ثم نسخ عهد آدم ع بعهد نوح ع
- ثم نسخ عهد نوح ع بعهد إبراهيم ع
- ثم نسخ عهد إبراهيم ع بعهد موسى ع
- ثم نسخ عهد موسى ع بعهد محمد ع
أما التدرج فهو أمر يتعلق بكل عهد تشريعي على حدة تدرج في نصوص العهد التشريعي الواحد , هذا تدرج وليس نسخ !
.
والله تعالى أعلم .. تحياتي