الهروب الى الفرضيات الغير قابلة للتجريب .. فخ للجهلة فقط
بعد سلسلة الهزائم و الاخفاقات التي تجرعها الالحاد على مدى اكثر من قرن كان لزاما على اتباعه ان يغيروا من اساليب المعركة و ان يعيدوا حساباتهم بصورة اكثرة واقعية فلم يعد الامر كما كان ، فالناس بدؤا يتسائلون ويشككون ، نريد براهينا تجريبية على صحة النظرية المادية الديالكتيكية ، ازعومة الكون المستقر لم تعد تنفع فقد افتضح امرها و سقطت سقطة مميتة ، و بعد ثبوت نظرية البغ بانغ اصبح دعاة المادية في حرج ، الكون له بداية و هو يتسع بسرعة متناهية في الدقة و يحكمه قوانين متزمتة لا تقبل التغيير ، كل هذه الحقائق ستحيل الالحاد الفيزيائي الى اشلاء .. فكان لا بد ان يجدوا حلا مقنعا لتكميم افواه الانصار على الاقل ، لكن هذه هي المعطيات و هذه هي النتائج و كلها تؤدي الى ضرورة واحدة هي حتمية احتياج الكون بوضعه الراهن الى خالق ! و طبعا هذا الاعتراف سيسبب كارثة علمية بالنسبة لهم .. فالاسئلة و الاعتراضات ستنهال عليهم ، من هو الخالق هذا ؟ و ماذا يريد ؟ و غيرها من التساؤلات ، ناهيك عن المصالح التي ستضرب و تتساقط بسقوط الالحاد الذي بات ايديولوجيا بائسة و مفضوحة ... طبعا التلاحييد لم يقفوا مكتوفين ليروا الحادهم الغالي و هو ينهار ، بل سارعوا لتأليف فرضية من اشنع ما يمكن ان نعزوه لعلم من العلوم ، افترضوا بكل سخافة و بكل سخرية وجود اكوان لانهائية تتوالد من بعضها و على مستويات مختلفة ، اين ؟ لا ندري!
؟ كيف ؟ لاندري !
ما الدليل ؟ لا يوجد ! مجرد افتراض عارض ليرقعوا به حتمية احتياج الكون بوضعه الحالي الى خالق ! و لا يوجد اي مجال او فرصة لنقد او نقض دليل النظم او النظام و لا حتى دليل الحدوث ! فأحالوا كل هذا الخلق المتين الى الخيال بكل وقاحة و جرئة ! و هم اهل الادلة المادية..
اما الالحاد البايلوجي ! الذي يرفع رايته اتباع التطور العضوي فهؤلاء هم بالضبط على خطى احبتهم من اهل الالحاد الكوني او الكوسمولوجي ، فبعد ان افتضح مزاعم الدراونة في الامثلة التطورية المضحكة كاستطالة عنق الزرافة بسبب طلبها للغذاء من على الاشجار او تحول الدب الى حوت مع محاولاته لصيد الاسماك على الشواطئ ! او كما ذكر مولانا الدكتور هيثم في احد مشاركاته :
(((((((((الدليل التاسع عشر#: خُرافـات الداروينية المُضحكة ..!!
تفترض الداروينية أن البقرة يجب أن تتحول إلى حوت حيث التصقت أرجلها الخلفية يومـاً ما وارتفع أنفها إلى أعلى وعامت تحت الماء ... طبقا لبرلنسكي عالم الرياضيات الشهير فإنه عندما تقرر البقرة أن تتحول إلى حوت فإنها بحاجة إلى 50 ألف تغير جسدي بها، يتبعها 50 ألف تغير في الجينـات ولا بد أن تكون هذا التغيرات متزامنه، ولابد أيضا من وجود ملايين الكائنات المشوهة الوسيطة في كل تغير، والنتيجة التي نعرفها جميعا أنه لا وجود لهذه الكائنات الوسيطة وفي النهاية يبقى السؤال مَن هو الموجِّه لهذا التغير ..!!
http://www.youtube.com/watch?v=OMw3OzQfVvI
أيضاً تفترض الداروينية أن بعض صغـار الزواحف بدأت تلعق عرق الأُم لتلطيف جسمها وفجأة تحول هذا العرق إلى لبن .. وهذا مستحيل لأنه ببساطة لبن الأم به تعقيد غير قابل للإختزال فاللبن موجود منذ البدء بعنايـة وتركيز معين حسب عُمر الجنين، وضبط مُعين دقيق للأجسام المناعية، وكمية البروتين ..!!
أيضاً تفترض الداروينية أن بعض الديناصورات حاولت أن تقفز من الأشجار العالية ومع الوقت ومع تكرار القفز تحولت أرجلها الأمامية إلى أجنحة وطارت في السماء وصارت عصافير جميلة ...فيما يُعرف بنظرية dino-bird theory .
هذا الكلام علينـا تصديقه، والتسليم بصحته، بإسم الداروينية ..!!
)))))))))
فهذه الامثلة تعتبر اليوم مهازل و ترهات عند اغلب الذين عندهم قيد شعرة من اطلاع على النظرية التطورية ، والكل سيضحكون من سذاجة من يجرء على التكلم بها كبراهين للنظرية ، لكن و بما ان التطور امر لا بد منه و هو فرض عين على كل من يتتلمذ عند المشايخ الدراونة كان حريا بهم ان يغيروا من قواعد اللعبة و أن يحيلوا ساحة النظرية الى مستوى لا يمكن تجريبه او تطبيقه لكن (مع امكانية افتراضه) ، فأمسكوا بحبل التطور الجزيئي او النيو دارونزم ، هنا دخلنا عالما افتراضيا خرافيا هو الاخر كما عند الاكوان المتوازية ، وهكذا يتعلقون بإفتراض لا قيد فيه و لا يمكن تجربته و لهم فيه ان يهرفوا بما يشاؤون ثم يطلوه بطلاء علمي و يقدموه على طبق جاهز للجمهور الغافل ، يستغلون التعقيد الهائل في الدنا لكي يمرروا طلاسمهم على الناس، و بما أن الناس ليسو خبراء في كل مجال ، فإن تمرير الاكاذيب الغير قابلة للتجريب سيكون امرا سهلا و نافعا ، و هذه الاكاذيب ستبقى بين اسوار الحوزة الدارونية المحروسة عالميا و لا يبقى سوى تأليف الفرضيات الرنانة ليلتقمها التطوريون بكل عمى ، و لو كان كان الملحد عقولا لجلس ليقرء و يبحث بنفسه ، هل هذا الكون و هذه الكائنات جائت صدفة ؟ أجلس و احسب لترى بعينك و تفهم بعقلك ، لا تتعلق بنظريات لا تعلم عنها إلا عناوينها و لا تصدقها إلا لأنها قد خرجت من رحم الغرب و تدرس في الجامعات الغربية ... أليس هذا بيعا لعقلك ؟!