صفات الله في عين القادياني
• "فيض العرش" والحالة الوسطى بين اللاهوت والمخلوق!!!
المنهدس فتحي عبد السلام، المتأمل في كلامك في هذه المناظرة التي لم تكملها يجدك في بحث مستمر عن تبرير جديد لكل تأويل سابق. وكلما استبدلت لبنة اضطرك ذلك الى استبدال اللبنة التي تليها لتحصل في النهاية على بناء جديد تماما .. لا علاقة له بالوحي الإلهي ولا بالنص الأصلي. فاستبدلت (السماوات) بــ(علم الله الخاص بالسماوات) الذي هو حقلة في فلاة بالنسبة (للكرسي) الذي استبدلتَ معناه بـــ(علم الله) الذي بدوره يشكل حلقة في فلاة بالنسبة (للعرش) الذي استبدلتَ معناه بــ(مجموع الصفات والكمالات الإلهية)! وتكرر نفس الكلام في موضع آخر:
اقتباس:
والعلم صفة الله، فسيكون الكرسي من صفات الله، إذن فهو فعلا بالنسبة للعرش (الذي هو مجموع الصفات والكمالات) سيكون كحلقة في فلاة."
لكن الله يقول أن العرش محمول! { وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} ..
الأمر الذي اضطرك الى تأويل التــأويـــل مرة أخرى لتقول:
اقتباس:
ثم تأتي نصوص عن حملة العرش، فترى أن حملة العرش هم ملائكة يحملون ( فيوض الربوبية العامة والرحمانية للأحياء والرحيمية للمؤمنين والمالكية للجزاء .. ثم يكشف الله فيوض حمد زائدة من محامده عند عرض الأرواح الكاملة على الله بعد القيامة)، فصار العرش المحمول هو فيوضات الربوبية والرحمة والملك
أنت هنا تتبع المنهج الكنسي باقتدار في محاولتهم تأليه المخلوق:
- فاستعمال الكنسية لمصطلح (اللوجس) الذي ظهر في شكل مخلوق حملته أرض الناصرة.
- لا يختلف عن استعمالك لمصطلح (الفيوض) التي ظهرت في شكل مخلوق تحمله الملائكة.
ولكشف تلاعبك بالمصطلحات.. أعيد عليك نفس السؤال الموجه للنصارى مع استبدال (اللوجس) بـ(الفيوض)!
(1) هل الفيوض -التي تتحدث عنها- هي صفات ذاتية لله؟
(2) أم هي آثار ظهرت في المخلوقات كنتيجة لأفعال الله التي لا تنفك عن صفاته؟
(3) أم تمثل حالة وسطى بين (الخالق) و (المخلوق) كتلك التي اخترعها النصارى حتى يؤلّهوا المسيح؟؟
السؤال بصيغة أخرى: هل (العرش) صفة إلهية؟ أم أثر مخلوق ؟ أم (لاهوت) و (مخلوق) ؟
لن تجيب!
أتدري لماذا؟
(1) لأنك لن تجرؤ على القول أن العرش هو صفة إلهية .. تحملها الملائكة!
(2) ومتى قلتَ أن الملائكة تحمل آثار أفعال الله على الخلق.. تناقض تفسيرك وتقر أن العرش مخلوق.
(3) ولذلك لجأتَ الى المنهج الكنسي.. فتلاعبت بالمصطلحات حتى لا تُفك طلاسم ذلك (الفيض/اللوجس)
• أما توحيد الله عندكم فطامة كبرى!
- تقول "لازالت له تعالى أسماء وصفات كثيرة كثيرة لم نعلمها"
- ثم تناقض كلامك بقولك أن "أي كثرة أو اختلاف فهي في الذهن لافي ذات الله ولافي صفاته" وتقول في موضع آخر "لاتكثّر في صفاته"
فكيف ستحل هذا التناقض العجيب.. هل صفات الله " كثيرة كثيرة " في الحقيقة أم هي "كثرة في الذهن فقط" ؟
وإذا لم تكن صفات الله متعددة فكيف تقول أن (صفة العلم) هي كحلقة في فلاة بالنسبة لـ(مجموع الصفات والكمالات الإلهية)؟
هل كنت تتحدث عن مجموع تصوراتك الذهنية.. التي لا تفيد تعدد الصفات الله في الحقيقة؟
أم كان العرش يمثل مجموع تصوراتك الذهنية.. فماذا يكون الكرسي حينها؟ وماذا تكون السماوات؟
وكيف ستعيد تأويل العلاقة بين (الحلقة والفلاة) في ظل تعددٍ تدعي أن وجوده لا يخرج عن تعدد في الذهن؟
• ثم تعود الى نفس التناقض مرة أخرى.. وتقول:
اقتباس:
فما وعيته عن التوحيد أن الله فريد من المبالغة في الفرادة، وهو أبسط البسائط تعالى، وأي كثرة أو اختلاف فهي في الذهن لافي ذات الله ولافي صفاته. تعالى الله عن التكثر والاختلاف، لاتكثر في ذات الله ولاتكثر في صفاته، ولااختلاف ، ومفهوم التكثر مما يتنزه ذات الله عنه، ولكننا، كبشر ، مخلوقات ضعيفة، والجزئية مرتبطة بنا حتى النخاع
هل هذا كلام عقلاء يا م/فتحي؟
- من الذي رضي على المؤمن وأدخله الجنة؟ ذهنك أم الله؟
- ومن الذي سخط على الكافر وأدخله النار؟ ذهنك أم الله؟
إن كان الفرق بين صفات لا وجود له إلا في "الذهن لا في ذات الله ولافي صفاته الله"
إذاً لا يوجد فرق بين رضى الله وسخطه.. فكيف أدخل هذا الجنة وذاك النار؟
اقتباس:
تعددها هو تعدد في الوعي الإنساني، وكثرة في الاستيعاب الذهني، وتغايرها هو تغاير في زاوية رؤيتنا والله عظيم الشأن
وهل عظمة شأن الله عندك.. تعني عدم تفريق الله بين حبه للعدل وبغضه للظلم؟
وبعد أن أصبح التغاير بين (رضى الله) و (غضبه) هو فقط "تغاير في زاوية رؤيتك" !
فهل أفهم من ذلك أنك قسيم الجنة والنار يوم الحساب.. تحدد مصائر الناس:
- ليس بسبب فرق حقيقي بين غضب الله ورضاه.
- بل تبعا "للتغاير في زاوية رؤيتك" الشخصية!
هذه أحد تبعات "عقيدة التوحيد" الفاسدة لدى الفرقة القاديانية وبعض الفرق الضالة الأخرى!
كان عليك أن تعطّل خيالاتك المتناقضة.. بدل تعطيلك لصفات الله تارة.. وخلط بينها تارة أخرى!
- تارة تجعل المخلوق (العرش) صفة إلهية ..
- وتارة تدعي أن تعدد الصفات الإلهية هو تعدد ليس له أي وجود إلا في الذهن!
ولنفس هذا السبب تنفي العديد من صفات الله بحجة التجسيم..
لأن تلك الصفات التي تنفيها لا وجود لها إلا في ذهنك ولم يتم تجسيمها إلا في ذهنك
وبدل أن تعطل خيالاتك المجَّسمة .. عطلت صفات الله!
• في حوارك مع الأخ عياض تقول :
اقتباس:
القول بأن أهل مكة المشركين أقروا بتوحيد الربوبية، وهذه بدعة أن توهموا خلافا للقرآن أن إلزام الخصم توحيد وبأنها الربوبية. ولم يكن كذلك الأمر بل هو إلزام الخصم لمـّا أفحمه الله في النقاش لايؤخذ منه أنه يوحد ولايقر بتوحيد، لأن معنى التوحيد سام راق، ثم إنه أقر برب منقوص الصفات لايهلك خلقه إلا الدهر ويعجز عن البعث.
أنت هنا أيها الفاضل تخلط عمدا بين من قال {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ } وبين الذي يؤمن أن الله { يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ } ! فالذين قالوا { وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ } في ( الجاثية 24 ) لا علاقة لهم بمن قال الله في حقهم {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ }.
لاحظ أن عقيدتك ليست أحسن حالا من شرك أهل مكة..
- فهم جعلوا بينهم وبين الله وسطاء!
- أما أنت فقد فجعلتَ (ذهنك) هو" الإله" الذي بدونه لن تجد فرقا بين المغضوب عليه وبين المرضي عنه!
• السؤال الذي ستتهرب منه: لماذا جعل الله ذهنك يدرك الفرق بين صفات الله؟
هل ليهديك الى علمٍ يُدخلك في دائرة التكليف؟ نعم لا؟
1- إن قلتَ لا: إذاً لا عزاء لمن أضله الله ولا قيمة لكلامه ومنطقه.
2- وإن قلتَ نعم: إذاً كما أن الله لا يحاسب خلقه على الشرك دون أن يمكنهم من إدراك معنى التوحيد فطريا!
فهو سبحانه لا يحاسب خلقه على عصيانهم له.. دون أن يمكنهم من إدراك الفرق بين غضبه ورضاه .
أما إذا كان هذا الفرق لا وجود له إلا في ذهنك "لا في ذات الله ولافي صفاته".. كما تدعي..
فمن إذاً -غير الله - رضي على التقي وغضب على العاصي؟
• وسفسطة أخرى ذات صلة بكلامك السابق.. تقول "ذاته عين صفاته".
ومهما يكن فهمك لـ(عين الشيء) فإنك ساقط في تناقض لا محالة! الدليل:
بما أنك تؤمن أن (ذات الله هي عين رضاه) و (ذات الله هي عين سخطه) = فهذا يعني أنك تؤمن أن (رضى الله هو عين سخطه)!!!
هذه النتيجة الباطلة ترجع الى عبارة مطاطة ليس لها أي معنى واضح. ولا تخدم التوحيد في شيء!
وبدل التقعر في الكلام.. قل ما قاله الله في كتابه العزيز {الله يحب المتقين} و {الله لا يحب الظالمين}
• وتتلون من شريط الى آخر حسب المواقف:
- في حوارك مع د.حسام حامد تقول: "لاتكثّر في صفاته، ولااختلاف" !
- في حوارك مع أ.عياض تتحدث: عن ذكر أهل السنة "لصفات معينة" ليس منها "صفات أخرى"!
فما هي الصفات الأخرى التي تسأل عنها.. إن كنتَ أصلاً لا تؤمن بوجود إختلاف بين الصفات؟
وتزداد تخبطاً..
عندما تدعي أن أهل السنة ذكروا صفات (الخلق و الملك..) و (ليس منها القدرة على البعث) ..
أوليس البعث خلق؟ ألم تقرأ من قبل قوله تعالى { اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }.
فيا لها من مفارقة..
- تميز بين نفس صفة (الخلق في هذه الحالة).. حتى تتقوّل على أهل السنة.
- وقبل ذلك كنت تخلط بين صفات هي مختلفة بالفعل.. بحجة "لاتكثّر في صفاته، ولااختلاف".
• وفي الختام أعود أذكرك بمنهجك الكنسي في تأليه المخلوق!
بعد أن اخترعتَ تفسيرا عجيبا يقول أن (العرش) هو (مجموع الصفات والكمالات الإلهية)
وجدتَ نفسك في ورطة!
لن تستطيع القول أن الملائكة تحمل "مجموع الصفات والكمالات الإلهية"
ولن تستطيع إخفاء قوله تعالى { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} ..
فما العمل؟
وهل من مدد؟
فكانت المدرسة الكنسية بئس مدد:
- لا بد من "جوكر" على غرار (اللوجس) الذي يُطلق على (صفة الكلام الإلهية) وعلى (نتيجة أمره)
- وعلى خُطى الكنيسة في إلباس الحق بالباطل..استبدلتَ (العرش) بـ(الفيوض) التي أحطتها بمزيد من الغموض.
ظنا منك أن البحث عن مصطلحات جديدة.. سيعفيك من السؤال التالي:
(1) هل العرش صفة إلهية كما تدعي.. فكيف إذاً تحمل الملائكة صفات الله؟
(2) أم مخلوق تجلت فيه صفات الله من إبداع وإتقان؟ إذاً العرش ليس صفة ذاتية لله ..
وإلا أصبح كل مخلوق (صفة ذاتية لله).. بحجة أن في تصميمه تجلى إبداع الله وإتقانه ورحمته ..
(3) أم ستجعل العرش حالة وسطى تجمع بين المخلوق والخالق كحال يسوع في العقيدة الكنسية ؟
وما الفرق حينها بينك وبين الكنسية؟
- هي لجأت الى عبارة (لوجوس) حتى تحيل المسيح الى لاهوت وناسوت
- وأنت لجأت الى عبارة (فيوض) حتى تحيل العرش الى لاهوت ومخلوق
لو كان لديك رد لما لجأت الى إستبدال عبارة واضحة بأخرى غامضة.
ومتى سألوك عن الثانية.. إستبدلها بعبارة ثالثة أكثر غموضا. لتقول
أن العرش هو "الفيوضات أو التجليات" و " أن عرشه على الماء تعني توجه التجليات لخلق الأحياء"
أي كلام والسلام! تقول أن العرش هي "الفيوضات" التي أصبح اسمها الآن "التجليات"! حسنا..
هل تلك التجليات (1) مخلوقة حملتها الملائكة؟ (2) أم صفات ذاتية لله؟ (3) أم حالة وسطى بين اللاهوت والمخلوق؟
الشيء الوحيد الذي تجلى في هذا الشريط هو فساد عقيدتك!