الــــــــــــــردة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:-
إن اصطلاح الردة أو حركة الردة قد أوردته المصادر ليصف الوضع الذي نشأ في الجزيرة العربية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو الوضع الذي تتفاوت تفاصيله من منطقة لأخرى ، لكنه في كل حال كان وضعاً رفض فيه قسم من القبائل مجدداً تعاليم الإسلام ، وعادت إلى عبادة أصنامها ، ورفضت سلطة الخليفة الأول للمسلمين عليها، وقسم آخر أراد البقاء على الإسلام ورفض سلطة الخلافة في المدينة والواجبات تجاهها ، فقالوا نؤد الصلاة ولا نؤد الزكاة، فسواء أكانت الردة ارتدادا عن الإسلام ، أو رفضاً لسلطة المدينة أو قريش كما قالوا، فإن الثابت في كل الأحوال هي ثبوت صفة الردة على فاعليها .
وقد حاربهم خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه وانتصر عليهم .
يقول جل وعلا )لا إكراه فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256)
يتخذ البعض من هذه الآية الكريمة ذريعة لإثارة الشكوك حول مصداقية حرية الاعتقاد عند المسلمين، فيقول البعض : إذا آمنا بالحرية الدينية التي أمّنها الإسلام كما توضح الآية الكريمة فلماذا يحكم الإسلام على المرتد بالقتل ؟ وكيف نوفق بين الآية وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم :-
1- من بدّل دينه فاقتلوه .
2- أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعُه، وإن عاد وإلا فاضرب عنقه .
3- لا يحل دم امرىءٍِ مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة .
هناك فرق بين أن تجبر شخصاً على اعتناق الإسلام، وبين أن يكون الشخص مسلماً ويخرج من دينه . فمبدأ (لا إكراه في الدين) يتمثل حقيقة في أرقى أنواع ممارسة الحرية وأفضل إكرام للإنسان ، فهو يُحذر من أراد الدخول في الإسلام من الدخول فيه إلا إذا كان على تمام القناعة والرضا ، لأنه إذا دخل عن طواعية وقناعة تامتين ومعرفة راسخة فإنه عندها لا يستطيع الخروج منه.... ومن هنا نرى أن عقوبة الردة جاءت لتقطع على أهل الأهواء هدفهم وتبطل مسعاهم بعيدة عن زيغ المبطلين وأصحاب النفوس الضعيفة التي تحب أن تلهو وتبتعد عن جادة الصواب، فالإسلام لا يسوغ لذوي الأهواء أن يعبثوا بالأديان فيدخل فيه لغاية ثم يخرج منه لغاية ، بل اعتبر ذلك لعباً بالدين وتضليلاً للمتدينين.
الارتداد ليس مسألة شخصية وإن بدا ذلك في ظاهر الأمر . إذا بحثنا في أحوال معظم المرتدين الأوائل، فإننا نجدهم قد ارتدوا بسبب ترك دفع الزكاة، فهم بذلك عصوا الله بعد أن أطاعوه، وأنكروا أنه خلقهم لعبادته بالطريقة التي شرع ، وأنه فرض عليهم الإسلام ورضوا به لقوله سبحانه )وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85) إضافة إلى ذلك فهم يمتنعون عن أداء فريضة يعود خيرها على المجتمع في الوقت الذي يعيش فيه المرتدون في داخل هذا المجتمع ، ويستفيدون بمزايا وجودهم فيه. فقد كانت مقاتلتهم دفاعاً عن دين الله وعن المجتمع المسلم ، ولم تكن قطعاً لمصلحة الحاكم ذاته.
إنه ارتداد عن أداء فريضة جماعية ، فالضرر الذي ينتج منه لا يقتصر على الفرد فحسب ، بل يعود على الجماعة التي يستمتع المرتد بمزايا وجوده بين ظهرانيها ، ونضيف هنا إن خطر الارتداد في هذا المجتمع ، كخطر "الخمر والزنا" فيه العدوى التي لو كانت من غير عقاب لانتشرت.
الارتداد تحلُّلٌ من الالتزامات، ولا يمكن أن يتحلل فرد من التزاماته نحو ربه والمجتمع ، لأن ترك الالتزامات نحو الخالق هي في الوقت ذاته التزامات نحو نفس المرتد وجماعته التي يعيش فيها، فهو بتحلله خطر على بقية المجتمع ، فالارتداد لا يدخل في نطاق الحرية الشخصية لأسباب هي :-
- إنه يعتبر نفسه هو المهتدي والآخرون –المؤمنون– مغفلون ، يقيدون أنفسهم بالتزامات تحد من استمتاعهم بحيوانيتهم المطلقة ، إنه يدعوهم إلى الهدى ، ويبشرهم بالنور الجديد ، والاستجابة لدعوته ، ألا وهي الانطلاق من القيود دون إرهاق أو جهد ، فالإنسان أقرب إلى الهبوط منه إلى الصعود ، فالتسامي والارتفاع هو الذي يحتاج إلى جهد دائب.
- المرتد مفسد لجهد طويل ، إنه يعلن شره وإفساده ، والإفساد يجب أن يُستأصل من جذوره كما في جميع دول العالم حديثها وقديمها.
وإذا قال المرتد : إنه ارتد فلسفة وإنه يراعي قواعد الأخلاق ، نقول له : إن حبك للانفلات من قيود الأخلاق هو الدافع الأصيل الذي دفعك إلى الهروب من الدين.
- الارتداد عن دين الله بعد الإيمان ، معناه إفساد نظام لا مجرد تغيير عقيدة فردية ، فالإسلام نظام عملي قائم على عقيدة ، ومجتمع قائم على هذا النظام، وأوامره مفروضة لصالح الفرد أولاً ، ولصالح المجتمع في الوقت ذاته ، فهي إذن مسألة ليست شخصية فقط، وإنما يرجع الضرر والنفع فيها على المجتمع أيضاً.
- للأمة الإسلامية – كما لكل أمة في العالم – حرصٌ شديدٌ على سلامتها الجسدية والفكرية والروحية العقائدية ، فلا تبيح لفرد أن يجاهرها العداء ، ومن جاهرها العداء اعتبرته خارجاً عن القانون ، يُعاقب بعقوبة تنص عليها قوانين الدول كلٌّ بحسبها ، وأكثرها نصت على عقوبة الإعدام. الإسلام نص على قتل المرتد لا الذي احتفظ بفكره لنفسه ، بل الذي بدأ يدعو لخرق مبادىء الإسلام جهرة ، كما أن المرتد يُدعى لنقاش مع كبار العلماء لمدة ثلاثة أيام ، ثم إن كابر وفسق يُقتل ، فارتداده استهزاءٌ قد يكون مدروساً أو مخططاً له من فئات غير إسلامية من الداخل أو من الخارج فكأنه يقول : يا ناس : أرتد عن الإسلام بعد تجربته واقتناعي بفساده ، وهذه دعاية لها خطر كبير وثورة داخلية مضادة للإسلام إن تُركت تفشّت وخربت المجتمع، وهي خيانة عظمى تُعاقِب عليها معظم الدول بالإعدام. بل وإن بعض الحكام ينفذون حكم الإعدام في معارضيهم .
هذا عقاب المرتد في الدنيا ، أما عقابه في الآخرة فيقول سبحانه ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أصحاب النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:217)
ويقول جل شأنه )إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) (النساء:137)
أقول للنصراني المعترض على حكم الردة في الإسلام :- 1- لقد ورد حكم قتل الكافر والمرتد في كتابك في سفر التثنية الإصحاح 13 " 1 إذا ظَهَرَ بَيْنَكُمْ نَبِيٌّ أَوْ صَاحِبُ أَحْلاَمٍ، وَتَنَبَّأَ بِوُقُوعِ آيَةٍ أَوْ أُعْجُوبَةٍ. 2فَتَحَقَّقَتْ تِلْكَ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي تَنَبَّأَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: هَلُمَّ نَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا وَنَعْبُدْهَا. 3فَلاَ تُصْغُوا إِلَى كَلاَمِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوْ صَاحِبِ الأَحْلاَمِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ يُجَرِّبُكُمْ لِيَرَى إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ، 4فَاتْبَعُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَاتَّقُوهُ، وَأَطِيعُوا وَصَايَاهُ وَاسْمَعُوا صَوْتَهُ، وَاعْبُدُوهُ وَتَمَسَّكُوا بِهِ. 5أَمَّا ذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الْحَالِمُ فَإنه يُقْتَلُ، لأنه نَطَقَ بِالْبُهْتَانِ ضِدَّ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، وَفَدَاكُمْ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، لِيُضِلَّكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَمَرَكُمْ بِسُلُوكِهَا، فَتَسْتَأْصِلُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ. 6وَإذا أَضَلَّكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ، أَوْ زَوْجَتُكَ الْمَحْبُوبَةُ، أَوْ صَدِيقُكَ الْحَمِيمُ قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكَ وَعَنْ آبَائِكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الأخرى الْمُحِيطَةِ بِكَ أَوِ الْبَعِيدَةِ عَنْكَ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاهَا، 8فَلاَ تَسْتَجِبْ لَهُ وَلاَ تُصْغِ إِلَيْهِ، وَلاَ يُشْفِقْ قَلْبُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَتَرََّأفْ بِهِ، وَلاَ تَتَسَتَّرْ عَلَيْهِ. 9بَلْ حَتْماً تَقْتُلُهُ. كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ قَاتِلِيهِ، ثُمَّ يَعْقُبُكَ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ. 10ارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ، لأنه سَعَى أَنْ يُضِلَّكَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ مِنْ نِيرِ الْعُبُودِيَّةِ، 11فَيَشِيعَ الْخَبَرُ بَيْنَ الإسرائيليِّينَ جَمِيعِهِمْ وَيَخَافُونَ، وَلاَ يُعَاوِدُونَ ارْتِكَابَ مِثْلِ هَذَا الأَمْرِ الشَّنِيعِ بَيْنَكُمْ. 12إِنْ سَمِعْتُمْ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لِتَسْكُنُوا فِيهَا، 13أَنَّ بَعْضَ الْفَاسِقِينَ قَدْ خَرَجُوا مِنْ بَيْنِكُمْ وَضَلَّلُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكُمْ 14فَافْحَصُوا الأَمْرَ أَوَّلاً وَتَحَقَّقُوا مِنْهُ بِدِقَّةٍ. فَإِنْ تَبَيَّنَ لَكُمْ صِدْقُهُ، وَثَبَتَ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ الشَّنِيعَ قَدْ جَرَى فِعْلاً، 15فَاقْضُوا قَضَاءً عَلَى سُكَّانِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَعَلَى بَهَائِمِهِمْ وَاقْتُلُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. 16وَاجْمَعُوا كُلَّ أَمْتِعَتِهَا وَكَوِّمُوهَا فِي وَسَطِ سَاحَتِهَا وَأَحْرِقُوا الْمَدِينَةَ مَعَ كُلِّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً، انْتِقَاماً لِلرَّبِّ، فَتُصْبِحَ تَلاً خَرَاباً إِلَى الأَبَدِ لاَ تُبْنَى بَعْدُ. 17وَلاَ يَعْلَقُ شَيْءٌ بِأَيْدِيكُمْ مِمَّا هُوَ مُحَرَّمٌ مِنْهَا، لِيُخْمِدَ الرَّبُّ مِنِ احْتِدَامِ غَضَبِهِ وَيَمْنَحَكُمْ رَحْمَةً، فَيُبَارِكُكُمْ وَيُكَثِّرُكُمْ كَمَا أَقْسَمَ لِآبَائِكُمْ، 18إِنْ سَمِعْتُمْ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَأَطَعْتُمْ وَصَايَاهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمُ الْيَوْمَ بِهَا لِتَعْمَلُوا الْحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ.
وجاء أيضاً في سفر التثنية الإصحاح 17 " 1 لاَ تَذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ ثَوْراً أَوْ حَمَلاً فِيهِ عَيْبٌ أَوْ شَيْءٌ رَدِيءٌ، لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ.2إذا ارْتَكَبَ بَيْنَكُمْ، رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ، مُقِيمٌ فِي إِحْدَى مُدُنِكُمُ الَّتِي يُوَرِّثُكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ، الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مُتَعَدِّياً عَهْدَهُ، 3فَغَوَى وَعَبَدَ آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدَ لَهَا أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلْقَمَرِ أَوْ لأَيٍّ مِنْ كَوَاكِبِ السَّمَاءِ مِمَّا حَظَرْتُهُ عَلَيْكُمْ، 4وَشَاعَ خَبَرُهُ، فَسَمِعْتُمْ بِهِ، وَتَحَقَّقْتُمْ بَعْدَ فَحْصٍ دَقِيقٍ أَنَّ ذَلِكَ الرِّجْسَ اقْتُرِفَ فِي إسرائيل، 5فَأَخْرِجُوا ذَلِكَ الرَّجُلَ أَوْ تِلْكَ الْمَرْأَةَ، الَّذِي ارْتَكَبَ ذَلِكَ الإِثْمَ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ، وَارْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. 6لاَ تَقْتُلْهُ إِلاَّ بَعْدَ أَنْ تَقُومَ عَلَيْهِ شَهَادَةُ اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ وَيُحْظَرُ أَنْ تَقْتُلَ بِمُوْجِبِ شَهَادَةِ وَاحِدٍ فَقَطْ. 7وَيَكُونُ الشُّهُودُ هُمْ أَوَّلُ مَنْ يَرْجُمُونَهُ، ثُمَّ يَتَعَاقَبُ عَلَيْهِ الشَّعْبُ. فَتَسْتَأْصِلُونَ عِنْدَئِذٍ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ.
2- حينما عارض (آريوس 336 م) القول بألوهية المسيح انعقد ضده مجمع نيقية والذي قرر إدانة آريوس) وإحراق كتاباته، وتحريم اقتنائها، وخلع أنصاره من وظائفهم، ونفيهم، والحكم بإعدام كل من أخفى شيئا من كتابات (آريوس) وأتباعه.
3- في عهد (تيودوسيوس 395 م) ظهرت لأول مرة محكمة التفتيش لاكتشاف المخالفين في العقيدة وإيقاع أشد العقوبات بهم واستمرت محاكم التفتيش هذه قرونا عديدة ترتكب أبشع الجرائم والمظالم مما هو معروف في تاريخ القرون الوسطى.
4- لما ظهر مذهب (البروتستانت) في المسيحية اتجهت الكنيسة لهم بالاضطهاد العنيف وكثرت المذابح ومن أهمها مذبحة باريس في 24 أغسطس سنة 572م التي سطا فيها الكاثوليك على ضيوفهم من البروتستانت، هؤلاء الذين دعوا لباريس لعمل تسوية تقرب بين وجهات النظر، ثم قتلوا خيانة وهم نيام، فلما أصبحت باريس كانت شوارعها تجري بدماء هؤلاء الضحايا، وانهالت التهاني على (تشارلز التاسع) من البابا ومن ملوك الكاثوليك وعظمائهم على هذا العمل الدنيء!! يُقال إن الكاثوليك قتلوا ما يزيد عن 230000 بروتستانتي حرقا بالنار في ممالك أوروبا ..
وفي فرنسا قتل في يوم واحد 30000 بروتستانتى
وفي كالابريا الإيطالية قتل مئات الألوف عام 1560 م
وقتل كارلوس الخامس 500000 بروتستانتي بأمر البابا
ثم ابنه فيلبس قتل 36000
5- ثم انتقم منهم البروتستانت لما قويت شوكتهم ومثلوا نفس دور القسوة مع الكاثوليك، ولم يكونوا أقل وحشية في معاملة خصومهم من أعدائهم السابقين فأصدروا هذه القوانين:-
1) لا يرث كاثوليكي تركة أبواه
2) الكاثوليكي يدفع ضعف الخراج
3) لا يعمل الكاثوليك بالتعليم
4) من يرسل ابنه منهم للتعليم خارج بريطانيا يقتل هو وولده
5) لا يعطى لهم منصب في الدولة
هذه بعض من مجموعة كبيرة من القوانين التي صدرت ضد الكاثوليك في بريطانيا الملكة اليزابيث … فكان البروتستانت يقتلون علماء الكاثوليك ويحرقون كنائسهم
6- اعتبر الصليبيون الكاثوليك المسيحيين المصريين كفرة وملاحدة ومنعوهم من الحج للقدس لأنهم يتبعون مذهب (الأرثوذكس).
*** أما الملحد المعترض على حكم الردة فإنني أسأله "كيف عامل ستالين معارضيه" خاصة المسلمين منهم ؟ بل كيف عامل من خالفه مثلما فعل مع ليون تروتسكي الذي كان يعارضهم فكرياً وقد تحالف عام 1926 مع زنوفييف وكامنييف ضد ستالين فأسسوا "المعارضة الموحدة"؛ وبعد صراع عنيف بينهما طُرد تروتسكي من الحزب في أواخر عام 1927 ونفي من موسكو إلى "ألما-آتا" ، وقد قضى حياته بين السجن والمنفى، وذهب أتباعه وأقاربه ضحية حملة إرهاب عنيفة بقيادة ستالين، فتوفيت إحدى بناته -نينا- عام 1928، وانتحرت الأخرى -زينا- عام 1933 في برلين بعد مرض مزمن وبعد أن سحبت منها الجنسية السوفييتية ومُنعت من رؤية عائلتها في روسيا، وذهب ابنه الأصغر -سيرجي- ضحية حملة الإرهاب الواسعة في الاتحاد السوفييتي التي تمّ تقتيل عدد كبير من أتباع تروتسكي وعوائلهم. ومات ابنه الأكبر -ليون- في فبراير عام 1938 في باريس، وتشير ظروف موته إلى أن رجال "منظمة الشرطة السرية" السوفييتية قد اغتالوه. وبعد محاكمة زينوفييف وكامنييف والقيادات البلشفية القديمة أعدما ، وبالإضافة إلى ذلك قضى العديد من أتباع تروتسكي نحبهم على يد عملاء هذه المنظمة في إسبانيا وفرنسا وسويسرا. وفي أيار من عام 1940، هاجمت عصابة ستالينية مسلحة تروتسكي نفسه. وبعد ذلك بمدة قصيرة، أقدم رامون ميركادار "جاكسون" عام1940 على اغتيال تروتسكي في منزله في المكسيك. بينما كان على وشك الإنتهاء من كتابة سيرة حياة ستالين.
وختامــــاً : أسأل الله العلي القدير أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويؤيد بالحق المجاهدين في سبيله الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من أبناء هذا الدين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
)رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:8)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين