إلى من يسائل معترضا على عقاب الله الأزلي
الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسوله
زميل سنجي أنت تسأل معترضا على ما لاتفهم تلك مشكلتك ، و قد تكون تعاني من داء أشد منها ، مكابرة الحاقد الأعمى ، لجوءا إلى التشغيب و الثرثرة و الهذيان ، وهو ما يعرضك - إن لم تتدارك لنفسك التوبة - إلى حدود الله و عقوبته التي اعترضت عليها ، والتي هي جزاء طبيعي لمن يخرج عن العدل الذي قامت عليه السماوات و الأرض ، وانبنى عليه الشرع في منظومته القانونية في أحكامه .. و الكفر هو الظلم لنفسك حين حجبت الحق عنها ، و هو الظلم لله تعالى حين تنكر حقه في مقام الربوبية و الألوهية .. وهذا لايعذر الجهل به .. اعلم أن الكفر هو أعظم جريمة يرتكبها إنسان في حق نفسه في قضية وجوده في هذا العالم ومصيره ..
ثم هو من بعد ذلك خروج عن العدل في النظام الذي يحدد علاقة الفرد بغيره ، في كل ما يحيط به ، هو ظلم لنشئك ، ظلم لمجتمعك و العالم بأسره ، حين تجعل من نفسك بذرة شر ، و معول هدم في بناء نظام الحياة على المنهج الإلاهي .. فاستحقيت لذلك العقاب الأزلي ،
ليس لذة في البطش و الانتقام و التعذيب ، ولاحبا في الإزراء و التنكيل ، تعالى الله علوا كبيرا عن وصفك ، بل هو جزاء من جنس العمل ، جزاءا أوفى ، أو هي مغفرة ورضوان من الله أكبر ، على من امن وشكر ، يقول سبحانه : ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم وكان الله شاكرا عليما .
فانظر حولك ترى التوازن و العدل في كل شيئ .. و انظر إلى نفسك تراك تنشد الحكمة ، و تكره الظلم ، فمالك تنسبه إلى من وهبك آلة التمييز ؟! أفيعطيه لك و ينسى نفسه ؟!
تلك عقوبتك ، لامناص لك منها ، و لامفر . إن لم تتدارك لنفسك توبة قبل حتمية الموت ، لا مهرب منها .