إعلان تقريب كتاب النبإ العظيم للشيخ دراز
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد,
فسأقوم إن شاء الله في عرض زبدة للكتاب النفيس (النبأ العظيم نظرات جديدة في القرآن) للشيخ المتفنن محمد عبد الله دراز رحمه الله, والغرض من ذلك إحياء سنة مدارسة الكتب في هذا المنتدى, وتنشيط الإخوة على القيام بذلك, وربما قام الإخوة في الإدارة يوما ما بإجراء مسابقة (قراءة في كتاب) تشجيعا لهذا النوع من العمل.
وختاما أدعو الإخوة إلى إثراء الموضوع بالرجوع إلى الكتاب الأصلي فإنما أقدم لهم قراءتي الخاصة ورب حامل كتاب إلى من هو أقرأ و أفقه منه.
--------
النبأ العظيم, نظرات جديدة في القرآن
أ , د /محمد عبدالله دراز
تخريج وتعليق: عبد الحميد أحمد الدَّخاخني
دار الطباعة والنشر الإسلامية
مكتبة القاهرة : مدينة نصر شارع ابن هانىء الأندلسي.
--------
المعنى اللغوي والاشتقاقي لكلمتي "قرآن" و"كتاب"
معنى القرآن في اللغة
قال تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} القيامة: الآية 17 أي قراءته.
القرآن: مصدر على وزن فُعلان بالضم، كالغفران. قرأته قراءةً وقرآنًا بمعنى ، أي تلوته تلاوة, ثم صار علما على الكتاب. فهو القرآن والكتاب:
فهو قرآن متلو بالألسن وكتاب مرقوم بالأقلام. ومن تأمل التسميتين فهم أن حق كلام الله أن يحفظ في السطور وفي الصدور.
كتب وقرأ تدوران حول معنى الجمع. فالقراءة ضم الألفاظ بعضها لبعض نطقا والكتابة ضم بعضها لبعض خطا. وهاتان ركيزتان من ركائز الحفظ الرباني للقرآن, فلا عبرة لحفظ حافظ حتى يوافق الرسم المنقول بالتواتر ولا بكتابة كاتب حتى يوافق المحفوظ المتواتر. أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى.
من معاني الجمع: الآيات, السور, الأحكام, الأخبار {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}
فتأمل عبد الله هذا السر اللطيف في كون كلام الباري قرآنا وكتابا يتبين لك جزء من {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
الكتاب: المهيمن الجامع لما فيما قبله زائد عليها.
هل يمكن تحديد القرآن تحديدًا منطقيًّا؟
إنما يعرف القرآن بالإشارة إليه حاضرا في الحس أو معهودا في الذهن: فيقال مثلا هوما بين هاتين الدفتين, أو هو من الفاتحة إلى الناس.
"القرآن هو كلام الله تعالى، المنزل على محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المتعبد بتلاوته".
قولنا كلام الله: أخرج كلام البشر وكلام الجن وكلام الملائكة.
قولنا المنزل: أخرج الكلام الذي استأثر به الله في نفسه مثلا, فليس كلام الله كله منزلا: آية الكهف.
وقولنا المنزل على محمد: أخرج ما أنزل على أسلافه وإخوانه من الأنبياء.
وقولنا المتعبد بتلاوته: أخرج قراءات الآحاد والأحاديث القدسية.