.
.
.
أحسُّ بأحشائي تغلي من طعام لا يطعمه فاه و ليد يدافع الرمق ..
أحسُّ بعظامي تتهشم لفرط الترف حين أرفل على القطن والقطيف ..
أحسُّ بجسدي يتحطم ..يتهدم ..من خموله، فهو للفراش كلاصق دبق ...
أحسُّ بجلدي يقشعر من أمني لمكر الله لا خشيته !..
أحسُّ بجلدي يلسعني ..يحترق ..يلتهب ..يتلظى .. كالمدفأة و لحافي ..يتسلل الدفء إلى كل خلية فيّ ..كما يتسلل بين الوريقات الودق .
أنا جدّا أكرهني ..
أمقت المكان الذي ولدتُ فيه .. بلا معنى ،و لا ضمير ، و لا حجر الإنسانية نترامى فيه أخوة تلفنا ذراع أميمتنا نشم رائحة إباء ، و نلتحف دفء العزة ،
و تشهق رؤوسنا بكرامة ذات نكهة ..ذات غاية واحدة ..
أنا جدّا
أبغض الأرض التي أعيش عليها .. فلو كنت.. مثلاً ؟..بوسنية ..أفغانية ..صومالية .. عراقية ..مصرية سورية .. لتذوقت العزة والإباء والكرامة حتى في " الألم " إذ يجيء بشجاعة ..
و أما ألمي ... الآن أيها العالم ..فجبن ثم خزي ، وذل ، فعار ..
هيا اكرهني ! ..
اكرهني حقاً أيها العالم ..لا ألومك ! .. أبداً ! .. بل آمرك ! ..
فأنا كذلك أفعل ..!
أنا حقاً ..
أحقد عليَّ ..!
أنا حقّاً ..
أحقدُ على ..عجزي .
متْ بارّاً ،
وسأموت عاراً .
.