(لعنت) في هذه الآية هو الصحيح الموافق للرسم العثماني ، والفرق في النطق لا في المعنى ، فلو كنت تقرأ ووقفت عندها اضطرارًا تقول (لعنت ) وتنطق بالتاء ، وفي موضع آخر وهو في سورة النور (والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين..) ، وما عدا هذين الموقعين ، فهي بالتاء المربوطة (لعنة ) كقول الله تعالى ( فألئك عليهم لعنة الله )
، ولكن هناك فرق دقيق يلحظ باستقراء الآيات ..بأن الموضعين اللذين فيهما اللعنة مفتوحة التاء (لعنت) : جاء في حق شخص غير ملعون أصلا ولم يدخل في اللعنة ، إلا بأن يقدم على عمل يخيّر فيه فيكون هو الذي فتح على نفسه باب اللعن ، ولو شاء لامتنع فبقي معافى طليقا من الدخول في اللعن ، فالأول هو في الحديث عن المباهلة وهي الآية التي جئت بها في آل عمران فمن يباهل وهو كاذب يفتح على نفسه (لعنت) الله عليه فتكون التاء مفتوحة أو مبسوطة أو مرسلة كحاله قبل استحقاق اللعن ، والثانية في الملاعنة التي تكون حين يتهم الزوج زوجته بالخيانة ، ولو شاء لصدق ليسلم من أن يدخل في اللعن كسابقه ،وأما الآيات التي جاء فيها التاء مربوطة ، ففي حق أناس لعنهم الله وأحاطت بهم خطيئاتهم إحاطة تشاكل إحاطة التاء المربوطة ،
الخلاصة:
التاء المفتوحة : جاءت مع من هو خارج اللعن إلا بخيار يدخل بموجبه في اللعن ..فشاكل هذا المعنى أن تكون التاء مفتوحة لأنه طليق ، أو قد يقال : انفتح عليه باب من اللعن فولجه بمحض اختياره ولو شاء لبقي سالمًا
التاء المربوطة: مع من أحاطت به اللعنة لكفره وفسوقه ..فشاكل أن تكون التاء مربوطة معقودة مغلقة ، لأنه استحق الدخول في اللعن وقضي الأمر ، قرأت نحو ما سبق لأحد المشتغلين بأسرار رسم المصحف فاستحسنته ..
وهذا -والله أعلم- لعله من أسرار الرسم العثماني حقًا ..والله الموفق / وينظر هنا ..
http://quran-m.com/container2.php?fun=artview&id=1045