الخلفية (الشياشية) الدينية للخارجين على الرئيس ذو التوجه الاسلامي الذي تولى سنة من الحكم على أنقاض دولة مصر و لما ... :
كتبه علاء عريبي منذ 2 ساعة 57 دقيقة تحت عنوان : الخروج على الرئيس الفاشل
قبل شهور من خروجنا لعزل مرسى وجماعته الإرهابية كتبت هنا عدة مقالات تدعو إلى الخروج على د. محمد مرسى، وتناولت فى إحداها حكم الخروج شرعا، وكانت بعنوان»الخروج على الحاكم الفاشل»، نذكر القراء بها ليعرفوا لماذا عزلنا مرسى، قلت في المقال: ما هو حكم الشريعة
فى الخروج على الحاكم الفاشل؟، منذ أن تولى د.محمد مرسى الرئاسة بالانتخاب الحر، والبلاد من سيئ إلى أسوأ، فتنة طائفية، مظاهرات واحتجاجات، قتلى ومصابين في الشوارع والميادين، إقصاء لجميع القوى السياسية، تفصيل قوانين، تدهور حالة الجنيه، ارتفاع فى الأسعار، أزمات فى السولار والبوتاجاز والتيار الكهربائى، تدهور علاقات مصر مع البلدان العربية، عدم السيطرة على سيناء، التخطيط لإقامة دولة الخلافة، عدم احترام القضاء، تقييد حرية الصحافة والتعبير، تشويه صورة المعارضين وتلفيق القضايا لهم، تشجيع فكر الجهاد التكفيرى الدموى، الانحياز لفصيل وعشيرة وتفضيلها على الشعب، تصفية الحسابات مع القوى السياسية، فقدان عامة المواطنين الأمل فى غد أفضل، غياب القانون والعدالة التى خرجنا ثورة من أجلها، التصالح مع رموز النظام السابق، تبديل رجال أعمال مبارك بآخرين بلحية، غياب الأمن عن الشوارع، عودة العنف فى التعامل مع المواطنين.
قد نتفق وقد نختلف حول ظواهر فشل الرئيس محمد مرسى في إدارة البلاد، وقد يختلف معنا البعض من أهله وعشيرته حول نسبة فشله، استنادا إلى أن الفشل من الأحكام التقديرية، وقد نختلف حولها ونسبتها وآثارها. وبعيدا عن الخوض فى الفشل ونسبته وأثره، فسؤالنا الذي سبق وطرحناه لا يبحث عن : هل مرسى فاشل أم غير فاشل وما هى نسبة فشله، بل سؤالنا تجاوز مرحلة التقدير، حيث ان جميع الشواهد تؤكد فشله، كما أنها تنبئ بما هو أسوأ فى حالة استمراره وهو انجرار البلاد إلى حرب أهلية، وتجنبا لهذا الأسوأ نطرح السؤال الذى يجب أن نجيب عنه بكل وضوح: ما هو حكم الخروج على الحاكم الفاشل؟.
الفقهاء قديما تناولوا مسألتين عند مناقشة الخروج على الحاكم، الأولى: أن يكون الحاكم كافرا أو خرج علي الملة، والثانية أن يكون الحاكم ظالما، وقد اتفقوا جميعا على عدم الخروج عن الحاكم الكافر والظالم إذا كان الخروج قد يسبب مفسدة أكبر من الإبقاء عليه: «فمذهب أهل السنة والجماعة أنه لا يجوز الخروج على الحاكم إلا إذا بدا منه كفر بواح، ففى الحديث الصحيح عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال: دعانا النبى صلى الله عليه وسلم، فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة فى منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويُسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه برهان. رواه الشيخان. ولا بد أن يثبت هذا الكفر عن طريق أهل العلم، وقيل إن الحاكم إذا ارتد أو كان كافراً، فإن جواز الخروج عليه يدور مع المصلحة وجوداً وعدماً، فإذا ترتب على الخروج عليه مفسدة أعظم من المصلحة المرجوة من إزالته، ترك الناس الخروج عليه، وكذلك العكس، وذلك بناءً على عدة قواعد شرعية بني عليها كثير من الأحكام الفرعية، كقاعدة «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» وقاعدة «يرتكب أخف الضررين» وقاعدة «تحصيل أعلى المصلحتين».
نفس الشيء أخذ به قياسا على الحاكم الظالم، فقد أباح الفقهاء الخروج على الحاكم الظالم، لكنهم قيدوا الخروج بحساب الضرر القائم والضرر المتوقع من الخروج، وهذا الضرر كما سبق وقلنا هو مسألة تقديرية، يقدره الخارجون بحسب الحال والعوامل التى تساعد على نجاح الخروج من عدمه، والتخفيف من الأضرار الناتجة عن الخروج ومحاولة تجنبها قدر الإمكان وفق القواعد الفقهية العامة كقاعدة «تحمل الضرر الأخف لدرء ضرر أكبر» وبحسب قواعد الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والتدرج فيها، حيث اشترط الفقهاء قبل الخروج أن يذهبوا للحاكم ويخبروه بالأخطاء والسلبيات التى يقترفها، كما اشترطوا ان يقوم الناس بتقديم النصح له، إن عاد وأصلح تراجعوا، وإن تمادى فى ظلمه خلعوه».
وهذا ما فعلته جميع القوى السياسية، وفعله الفريق السيسى وزير الدفاع، حيث نبهه إلى خطورة أخونة الدولة وإقصاء القوى السياسية، وإلى خطورة انجرار البلاد إلى فتنة، استخف بما قال، ورد عليه: نحن جئنا لنحكم 500 سنة، لكن وبحمد الله خرجنا وطالبنا بعزله وانحاز الجيش بقيادة السيسى لمطلبنا.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الخروج على الرئيس الفاشل