المفيد في مُهمات التوحيد
للشيخ أ.د.عبد القادر صُوفي
جزاه الله تعالى خير الجزاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=366436
http://shamela.ws/index.php/author/1987
http://www.4shared.com/office/eLnMFok4/_________.html
**************
[ 73 ]
أنواع الخوف:
الخوف أنواعه ثلاثة، كما المحبة:
1- خوف واجب:
وقلنا هو الخوف من الله عز وجل أن يصيبك بما يشاء
والمطلوب فيه:
أن يحملك على فعل المأمورات،
واجتناب المنهيات والمحظورات.
وهذا الخوف يجب أن يكون مقترنا
بالرجاء والمحبة؛
بحيث لا يكون خوفا باعثا على القنوط من رحمة الله،
أو اليأس من روح الله عز وجل؛
فالمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء؛
بحيث لا يذهب مع الخوف فقط
حتى يقنط من رحمة الله،
ولا يذهب مع الرجاء فقط
حتى يأمن من مكر الله؛
لأن القنوط من رحمة الله،
والأمن من مكر الله
ينافيان التوحيد.
قال تعالى:
{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ
فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}
[الأعراف: 99] ،
وقال تعالى:
{إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
[يوسف: 87] ،
وقال تعالى:
{وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}
[الحجر: 56] " ( 1 ).
2- خوف طبيعي ( 2 ):
وهو الخوف مما يخاف منه طبعا؛
كالخوف من السبع، كالأسد ونحوه،
والعدو المبغت، وغير ذلك،
مع اعتقاد أن النفع والضر
بيد الله وحده.
وهذا الخوف مباح، وهو غير مذموم.
وقد وقع لموسى عليه السلام،
يقول تعالى حاكيا عنه:
{فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ
قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
[القصص: 21] .
```````````````````
1 - الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للشيخ صالح الفوزان ص69-70.
2 - انظر: فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص489.
والإرشاد للفوزان ص67.