الأخ الفاضل : الباحث عن الحق.........
عن ابن عباس في قوله : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب } قال : للشمس كل يوم مطلع تطلع فيه ومغرب تغرب فيه غير مطلعها بالأمس ، وغير مغربها بالأمس.
فيتضح من ذلك أن الآية متعلقة عن اختلاف المطالع والمغارب كل يوم كما ذكرته أنت............
تبقى لدينا نقطة واحدة فقط..........
وهو ما استشكلته أنت في قولك : (( يبقى فقط شرح كيفية التوفيق بين خرور الشمس وإرتفاعها بنفس الوقت. )))
هنا أحب أن أوضح نقطة لعلها تكون غائبة في الأذهان :
الذوات تختلف......وبالتالي الأفعال التي تنسب إليها تختلف حسب تلك الذوات......فعندك مثلا : الصاروخ........إذا نسبت إليه السير فإنه يترتب في ذهنك انطلاق الغازات من العادم وانطلاقه في الفضاء.....وهذا التصور بالطبع مبني على خبراتك المعرفية السابقة.........وعندك أيضا : السيارة..........إذا نسبت إليها السير فإنه يرتبط في ذهنك دوران عجلاتها وانطلاقها في الشارع.....وعندك ثالثا : الأنهار....وسيرها هو سيلانها في الوديان ونحو ذلك.........ونلاحظ هنا أمران :
أن نسبة السير في كل ذات اختلفت عن الأخرى تبعا لاختلاف الذات........أولا
وطريقة السير (كيفيته ) علمناه من خلال الخبرات المعرفية التي تكونت بناء على الرؤية المباشرة له أو لمثله أو بإخبار من نثق به عن كيفية وطريقة سير كل ذات........
إذا تأملت هذه النقطة جيدا فلننتقل للمثال الثاني :
قبل 2000 سنة لو قلت لرجل : هناك (طائرة حديدي ) موجود في بلاد بعيدة .......فكيف سيتخيّله؟؟؟؟ طبعا سيتخيّل كما في الرسوم عن وجود طائر مصنوع من الحديد ويشبه شكل الطائر تماما وله أجنحة بها ريش حديدي :sm_smile: ....
قل لذات الرجل : وهذا الطائر يطير ..........عندها سيتخيل هذا الطائر ( يرفرف ) بجناحيه حتى يطير................لماذا؟؟؟ لأنه بنى كيفية طيرانه على الخبرات المعرفية المسبقة.........فهو لم ير (طيرانا) إلا (برفرفة) الأجنحة........وفي ذات الوقت لم يأته (تفصيل ) عن ( كيفية الرفرفة والتحريك ) من المخبر الصادق الذي ثبت عنه صدقه ولم يجرب عليه كذبا...........وطبعا لو سمعنا نحن هذه الأيام عن الكيفية التي تخيل بها ذلك الرجل لمتنا من الضحك.......على الرغم من أن الرجل بذل كل ما يستطيعه في تخيل الكيفية الصحيحة...........
ونفس الشيء لو جعلنا المثال : ( حجر يتكلم ) ................الراديو - أو لامذياع حتى ما يزعل أهل اللغة :sm_smile: - .............
ما الذي أريده الوصول إليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نحن لم نعرف كيفية سجود الشمس تحت العرش بناء على خبراتنا السابقة........ولا بخبر الصادق المصدوق (ص) ......فكيفية هذا السجود غيب محض........آمنا به تصديقا منا بنبوة محمد (ص) .........والذي ثبت لنا قطعا بمئات الشواهد على صدقه....... ورضي الله عن أبي بكر القائل عندما سئل عن رحلة الإسراء والمعراج : لئن كان قال ذلك لقد صدق ، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ، أصدقه في خبر السماء في غدوة أو روحة .
تنبيه : بهذا يزول إشكال كيفية التوفيق بين خرور الشمس وإرتفاعها بنفس الوقت ....وهو أننا لم نحط علما بالشمس ولا بكيفية سجودها......فهل سجودها مثلا هو إطلاق إشعاعات غير مرئية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الله أعلم...
هل سجودها هو التنقل هي ومجرة درب التبانة تحت مسارات معينة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الله أعلم
هل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الله أعلم............لا يمكن معرفة كيفية سجود الشمس لأنها غيب محض....
لم نتعرف عليه لا بالخبرات السابقة ولا بالخبر الصادق....
كمثل زوال الإشكال عمن يسأل عن استشكال أعمى أبصر مرة واحدة في حياته .......فوقع إبصاره على جريان نعامة.......ثم عمي..........فلما أخبر عن جريان الماء استكشل عدم ارتفاع الماء وهبوطه (نطنطته :sm_smile: ) عند جريانه...............!!!!
فقف أيها الإنسان عند حدود علمك............وقل كما قال الصالحون (( آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب)) وصدق الله العظيم