حيا الله الأحبة
موضوع أكثر من رائع ، ونقاش ماتع .
بارك الله فى الأحباب الحكيم عياض والفيلسوف يحيى والدكتور هشام عزمى والحبيب متعلم أمازيغى .... وكل من شارك وساهم فى الموضوع
بداية لست فيلسوفا ايها الأحباب - وإن كنت وقفت على شاطىء بحر الفلسفة وأخذت منها بطرف - لذا لن أقف وقفات فلسفية بصدد هذا الموضوع ، وإنما لى وقفات تبيانية لبعض الأمور ، وإن شئتم فقولوا طروحات استشكالية فى موطن وتبيانية فى آخر .
أولا : ذكر الأخ عياض فى بعض مشاركاته أن ابن رشد الحفيد تأثر بابن حزم فى أمور وهذا حق وتبيانه فى التالى أن ابن رشد كان من أوائل من نقل فقه الظاهرية بحيدة ودقة بعد ابن عبدالبر ، واتضح ذلك جليا فى كتابه بداية المجتهد ، ولعل مرد ذلك إلى أن ابن رشد نشأ فى ظل دولة ظاهرية النزعة ، وكان ابن رشد قاضى قضاتها فى عهد المنصور الموحدى ، ومستشارا للتعليم فى عهد عبدالمؤمن بن على جد المنصور .
ثانيا : أن الذى أمر بإحراق كتب ابن رشد ليس أبوجعفر المنصور ، وإنما هو أبويوسف يعقوب المنصور بن يوسف بن عبدالمؤمن بن على فقيه بنى عبدالمؤمن .
ومرد ذلك أسباب كثيرة بيناها فى كتابنا الظاهرية والمالكية وأثرهما فى المغرب والأاندلس فى عهد الموحدين ، منها السياسى والعقدى والمذهبى والشخصى ، ومنها التحريض من قبل فقهاء المالكية وبعض أهل الظاهر .
ثالثا : من واقع كلام ابن رشد عن النبوة وعن الغلو فى ارسطو وفلاسفة اليونان وانتقاده لأهل الظاهر والمالكية الذين قصرا معرفة وجود الله على الوحى فقط هل من الممكن ان نعتبر كلام فقهاء المالكية الذين تقدموا بمحضر بسطوا فيه طوام ابن رشد للمنصور الموحدى صحيح فى مجمله ، وإن كنا ضعفنا بعض الأقوال والاتهامات التى وردت فى هذا المنشور كدعواهم عليه أنه كذب بالريح التى أهلكت عاد ؟
أم أن الخط الذى سار فيه فقهاء المالكية وقتها كان خطا نمطيا تقليدا ، وسبب عداء الفلسفة وأهلها جملة ؟
رابعا : أن ابن رشد فى كتابه فصل المقال كان متبعا لابن حزم فى نهجه بالتوفيق بين الحكمة والشريعة ، ولقد حاول ابن حزم من قبل ابن رشد تذليل المنطق والفلسقة ، وزج بهما ضمن العلوم التى صنفها فى برنامجه التعليمى فى رسالته الماتعة " مراتب العلوم" ، وإن كان الأمر ازداد بالنسبة لابن رشد لأن الخليفة يوسف بن عبدالمؤمن نفسه هو الذى طلب تلخيص كتب أرسطوا وشرحها وتقريبها للناس ، وانتحى لهذه المهمة ابن رشد بعد ان رشحه ابن طفيل لها .
والسؤال هل ما ذكره ابن رشد من غلو فى أرسطو كان لإرضاء الحاكم ؟
أم كان ذلك بعد وفاة يوسف من خلال تنقيحاته وزياداته التى أدخلها على كتبه وشروحه؟
ودمتم بخير