الأخ الحصان الأبيض. تقول :
اقتباس:
ليس أفساد منذ الولادة بحيث تكون تلك الأمة أو القبيلة مفسدة بالكامل
أن تنسب لقوم فعل من الأفعال لا يعني بالضرورة أن كل فرد قام بذلك الفعل.. فالله وصف بني إسرائيل بالإفساد والتطاول على الله وإشعال الفتن.. الله وصفهم كقوم ومع ذلك تجد فيهم الأنبياء والصالحين. قال تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا } وحسب فهمك فإن كل فرد من بني إسرائيل تطاول على الله وكل فرد لعنه الله! ما تفهمه من كون { يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ } هو نفس ما تفهمه من قوله تعالى عن بني إسرائيل {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا }. وحسب فهمك, لا يوجد في بني إسرائيل لا رسل ولا أنبياء ولا صالحين. وهي نفس النتيجة التي أستنتج منها أن يأجوج ومأجوج ليسوا بشراً! كيف؟ لا أدري!
وهناك سبب آخر يجعل هذه النوعية من الاستنتاجات فاسدة: أنت تصور الأمر وكأن الله وزع الأرواح على الأجنة كيفما اتفق ودون علم مسبق.. فتصبح مثلاً أفضلية صحابة النبي(ص) ترجع فقط "للصدفة" التي وضعتهم في مكان وزمان معين... وهذا خطأ لان الله بعلمه المسبق إختار لكل روح جنينها ونسبها ومكانها وزمانها وامتحانها... وبالتالي اعتراضك على وجود قوم أغلبيتهم الساحقة كفار.. هو اعتراض بُني على نفيك لعلم الله المسبق .
اقتباس:
ثانيا : لكي يتحقق الفساد فلابد من المخالطة بين الأخيار و الأشرار , فالأخيار يريدون الإصلاح و الأشرار يريدون الأفساد , فلو تقبلنا جدلا أن يأجوج و مأجوج تم حبسهم لأنهم مفسدين , فالحبس هل أبطل فسادهم ...
لم تنتبه ان الدنيا نفسها سجن.. فهل أبطلت الدنيا فساد الناس؟
اقتباس:
ثالثا : نجد أن القرآن الكريم أخبرنا عن أقوام عدة كانت مفسدة و لكن عقابها لم يكن الحبس بل كان في عقابهم آية .
هل رأيت بام عينك تلك الآيات أم قرأت عنها كما قرأت عن يأجوج ومأجوج؟
اقتباس:
رابعا : أخبرنا القرآن الكريم في أكثر من موضع أنه هو أعلم بما في الصدور و كم من نفر أظهروا غير ما أبطنوا , فهل لو كان يأجوج و مأجوج قومين بالفعل هل كان حكم ذو القرنين عادل بأن يحبسهم جميعا , بمجرد أن قوم وصوفوا قومين بأنهم مفسدون ...
أنت هنا تفتري على ذو القرنين.. مشكلتك ان تكمل صوراً تفصيلية لم ترد أبدا في الآية... فنزل عليك وحي يقيني يخبرك ان ذو القرنين لم يتبين الخبر وأقام السد بمجرد سماعه لكلام من بعض الناس. لو أعطيتك صورة لشارع فلا تكمل تفاصيل المدينة كلها من خيالك! الآيات لا تخبرنا عن الصورة الكامل بكل تفاصيلها فلا تكمل من خيالك 99% من الأحداث التي لم ترد في الآية.
اقتباس:
عندما ينسب الفساد للعاقل المكلف فلابد من وجود الحجة , بأنه أبلغ الرسالة و عرف الحق من الباطل , و لكنه لم يتقبل الحق و أتبع الباطل فأفسد بدل أن يصلح مع أنه كان له و بإرادته أن يصلح و لكنه أبى إلا الفساد
طيب عليك أن تأتي بدليل أن القوم لم تقم عليهم الحجة. على أن لا يكون مصدرك من " 99% من الأحداث التي لم ترد في الآية"
المسلم لا يحتاج أن يبحث عن ذلك الدليل ما دام يؤمن بقوله تعالى {أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}؟
اقتباس:
و هذا هو المبدأ الذي عليه بنى بعض أهل الكتاب التصنيف العرقي فتقبلوا أن يكون أقوام مفسدة فاسدة منذ مئات السنون و حتى قيام الساعة. فالمبدأ من أساسة مخالف تشريعات السماء , بل هو مبدأ فتن , فتخيل أن يشب أطفال على معتقدات عنصرية بأن هذه الأمة أو تلك فاسدة . ما النتيجة التي سيصل لها هؤلاء الأطفال عندما يصبحوا رجالا , ألا يكون عداء بسبب أو بدون سبب لتلك الأمة .
أخشى على طفلك أن يشب على هكذا اعتقاد.. إذا نقلتَ له منطقك بأن وصف قوم بالفساد دليل على فساد كـل فرد فيهم وانه لا أمل من دعوتهم للإسلام.