المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزالدين كزابر
أ. أحمد
1- إذا كان الدليل عندك هو أن ترى الله تعالى في الدنيا بعيني رأسك، كما قالت اليهود "أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً"، فلن تراه ...
وليكن تصريحك للناس إذاً أنك ملحد لأنك لم ترى الله
وليس لأنك لم تجد دليل.
2- إذا كان الدليل عندك أن ترى آثار الله تعالى، والتي لا يمكن أن تكون لغير الله، فكان يكفيك قول الأعرابي (كالفلاح الذي ذكرته أنت)، قال: [البعرة تدل على البعير , والأثر يدل على المسير]
فإن قلت: قالت النظريات العلمية (التطور الدارويني) أن هذا الأثر (الإنسان) لا ينتج بالضرورة عن قدم السير (أي خُلق بفعل فاعل)، بل بالإنتخاب الطبيعي.
قلت لك، أن دلائل نظرية التطور الحفرية لم تقل ذلك، بل قالت أن هناك سيناريو تم الخلق عليه، ولم تنفي عقلاً وراء تصميم الخلق. تماماً مثل الذي يرى الطبيخ ولا يرى الطباخ. فكيف يقطع كلامه عدم وجوده، أو أن رؤية سيناريو الطبيخ يكفي في تفسير رائحته الذكية وملاءمته للآكلين غذاءاً وشفاءا، وقس على ذلك كل ما أعد من صناعات لها سيناريو صناعي، وجميعها كما تعلم وراءها عقل أعدّها ويدير شئونها.
فإن قلت: أن سيناريو الإبداع يمكن أن ينتج عن الصدفة مع أحقاب الزمن الطويل جداً.
قلت لك: لو صح هذا الكلام المرتب عقلياً، لأمكن تحقيقه حاسوبياً،
بمعنى أن يتم عمل برنامج نمذجة حاسوبي simulation يبدأ بعشوائية ما chaotic state، وينتهي بإبداعات هندسية مثلاً .
فإن قلت أن هذا تم، وتعطيني أمثلة مثل (لعبة الحياة لـ كونويي Conway's Game of Life)
قلت لك إن مقام هذه النمذجة من الخلق مثل مقام آيات مسيلمة الكذاب من القرآن.
وأن ظهور الخلية الحية من العشوائية الكيميائية أمر لم يعد يفكر فيه التطوريين. فكيف تبقيه احتمالاً.
3- إن كان الدليل الذي تبحث عنه (بافتراض أنك جاد في البحث) هو أن يأتيك رسالة عليها ختم كاتبها، فهذا هو القرآن.
فإن سألتني، وأين هذا الختم؟
فيمكنني أن أسوق إليك أختام وليس ختماً واحدا (أي أمثلة) قطعت عمري الذي ربما يزيد عن ضعف عمرك في تمحيصها.
وإليك أحد الأختام:
جاء في القرآن (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ)
جاء في تفسير المنار (ج1/ص176): [في قوله تعالى : "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ"(الحجر:22)، كانوا (أي العرب) يقولون فيه :إنه شبيه لتأثير الرياح الباردة في السحاب بما يكون سبباً لنزول المطر بتلقيح ذكور الحيوان لإناثه، ولما اهتدى علماء أوربة إلى هذا وزعموا أنه مما لم يُسبقوا إليه من العلم، صرح بعض المطلعين على القرآن منهم، بسبق العرب إليه. قال مستر (أجنيري) المستشرق الذي كان أستاذاً للغة العربية في مدرسة أكسفورد في القرن الماضي : إن أصحاب الإبل قد عرفوا أن الريح تلقح الأشجار والثمار، قبل أن يعلمها أهل أوربة بثلاثة عشر قرنا. نعم إن أهل النخيل من العرب كانوا يعرفون التلقيح إذ كانوا ينقلون بأيديهم اللقاح من طلع ذكور النخل إلى إناثها ، ولكنهم لم يكونوا يعلمون أن الرياح تفعل ذلك ، ولم يفهم المفسرون هذا من الآية بل حملوها على المجاز.]
لاحظ أخ أحمد أني أفترض فيك الفطنة - وقد لمحتها سريعا فيك - وأقصد بذلك أن تلحظ أن المستشرق يتكلم عن المسلمين وليس العرف العربي في قوله أصحاب الإبل، ودليل ذلك أنه أشار إلى الزمن الذي علم فيه هذا القول (ثلاثة عشر قرنا) رجوعاً من القرن التاسع عشر.
فإن وضعت احتمال أن هذا الخبر ملفق من قبل تفسير المنار، فإليك بعض الأدلة:
من كتاب : JULIUS VON SACHS - HISTORY OF BOTANY 1530— 1860 المطبوع سنة 1906
[Further on he (Sprengel ) tells us, that all flowers,
'which are without a proper corolla and have no calyx of any
importance in its place, are destitute of nectar, and are not
fertilised by insects but by some mechanical means, as by the
wind, ]ص 419
و
[closer examina-
tion showed that they were unfertilised, with the exception of
one which was turned in the direction from which the wind
might have conveyed pollen from other plants. ] ص 392.
وهذه كانت أول ملاحظة لاحتمال أن يكون للرياح دور في تلقيح النباتات.
والكتاب موجود لى موقع archive.org.
هذا ما عندي الآن وللحديث بقية ...