ملاحظة الى كل من يقول على مراحل الجنين تطور
السلام عليكم و رحمة الله
ملاحظة الى كل من يقول على مراحل الجنين تطور
التطور معناه الانتقال من أدنى درجات السلم البدائى للكائنات الحية الى أعلى السلم فى اتجاه الانسان (Evolution)
و قد تم تفسير ذلك حديثا بالطفرات التى حدثت على مدار ملايين السنين
اذا التطور هو حدوث تغبر فى الشكل الظاهرى (Phenotype) للكائن الحى الأدنى ليأخذ الشكل الظاهرى للكائن الأعلى فى سلم التطور و ذلك بعد حدوث طفرة فى الصفة الجينية (Genotype) المقابلة للصفة الشكلية المتغيرة من الأدنى الى الأعلى.
فهل هذا هو ما حدث للجنين حتى نقول عليه تطور
مطلقا
فما حدث للجنين هو مراحل ابجاد و ليس تطور و الفرق كبير
فالمرحلة تعنى (stage)
و الجنين كصنعة لله يمر بمراحل سماها الله فى القرآن أطوار
هذه الأطوار لا يوجد بها طفرات و لكنها عبارة عن ترجمة للصفات الجينية الموجودة فى النطفة الأمشاج لكى تتخلق أعضاء الجنين على مدار زمنى معلوم و هو زمن الحمل
فالأطوار تهدف الى انتاج كائن واحد و ليس التحول من كائن الى آخر
قال تعالى
(هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ}آل عمران6,
و اذا سألنا عن معنى التصوير فى هذه الآية فيفسره لنا حديث النبى صلى الله عليه و سلم (إذا مر بالنطفة اثنتان و أربعين ليله بعث الله إليها ملكا فصورها و خلق سمعها وبصرها و جلدها و لحمها وعظامها) رواه مسلم.
و هنا يبين لنا النبى صلى الله عليه و سلم أن هناك تصوير من النطفة قبل خلق الأعضاء و هو ما أسماه العلم الحديث نسخ الحامض النووى الموجود فى النطفة و ترجمته الى أعضاء.
اذا فالفرق بين التطور و الأطوار هو فرق الأرض من السماء
و الأطوار موجودة فى كل الكائنات الحية
و الطور هو شكل محدد و معلوم فى أثناء تحول الكائن الحى من نطفة الى جسد كامل و ما بين كل طورين يسمى 0خلقا من بعد خلق)
قال تعالى
(و قد خلقكم أطوار)
أى نطفة، علقة ، مضغة، عظام ، لحم، النشأة الأخرى، ثم يخرجكم طفلا
فالأطوار تصف الجنين عند مراحل محددة بشكل محدد
أما فيما بين كل طورين
قال تعالى
(يخلقكم فى بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق فى ظلمات ثلاث)
و كلمة خلق هنا نكرة لتفيد العموم
فهى تشمل كل انقسام حدث للجنين من الزيجوت (النطفة الأمشاج) و حتى المولد
فالنطفة الأمشاج تنقسم الى خليتين قم 4 ثم 8 ثم 16 فم 32 ثم 64.......................و هكذا حتى نهابة الحمل
الخلية الواحدة تسمى نطفة فاذا تعلقت بجدار الرحم و تكون فيه الدم كانت علقة فاذا اخذت شكل اللقمة الممضوغة سميت مضغة .............و هكذا حتى باقى الأطوار
أما الخليتين و الأربع و الثمانية و ال 16 فكلها تسمى خلقا من بعد خلق للدلالة على حدوث تغير فى الجنين ليس فقط على مستوى الشكل الظاهرى و هو الطوار بل أيضا على مستوى الخلايا التى تزيد بشكل مطرد و تختلف من لحظة الى أخرى فكل مرحلة خلقية لا تشابه السابقة لها لزيادة عدد الخلايا و لحدوث تخصيص لهذه الخلايا من أجل انتاج أعضاء معينة
و هذا هو المدخل لفهم علم ال )Epigenetics).
أخى ليطمئن قلبى
صدقنى الكلام فى القرآن و السنة عن خلق الانسان و الكائنات الحية أكبر بكثير مما تظنه
واذا كنت تنظر الى الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية بسطحية التطور فقد جانبت الصواب
فسبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض و من أنفسكم و مما لا تعلمون
الله خلق من كل كائن زوجين الذكر و الأنثى فتناسلا فكانت الذرية لكل كائن
و كل كائن صورة من آبائه حتى الأب الأول
فهل رأيت صورة قط تختلف عن الأصل
الرحم الانسانى يدخله حمض نووى انسانى منذ آدم فيخرج انسان
فكيف تتخيل أن آدم و حواء خرجا من رحم حيوانى و الرحم الحيوانى لا يدخله الا حمض نووى حيوانى و بالتالى لن يولد الا حيوان من نفس الجنس
ان تطور حيوان الى انسان بالطفرات يتطلب عمر يفوق عمر الكون بعدة مرات
لأن الطفرات لابد أن تكون بطيئة و غير محسوسة
كما أن الطفرة فى بروتين واحد فى الأب تتطلب واحدة مماثلة فى الأم مع ضمان التزاوج بين الاثنين ثم ضمان خروج حيوان منوى بالطفرة ليقابل بويضة بالطفرة ثم بقاء الوليد الذكر بالطفرة
ثم اعادة الحدث مرة أخرى لانتاج أنثى بالطفرة
ثم الابقاء على الوليد بالطفرة و الوليدة بالطفرة
ثم تزويج الاثنين لانتاج ذرية تحمل الطفرة الواحدة
أمر يحتاج الى ما لانهاية من السنوات لكى يحدث
فتخيل معى أنك تقوم بتحويل 100000 بروتين حيوانى الى انسانى
فكم عدد السنين المطلوبة
ثم تخيل أن جينات ال 100000 بروتين لا تمثل الا حوالى 10 % من مجموع جينات الانسان و الباقى يسميه الجهال من العلماء (Junk genes) و هم لا يعلمون أن هذه الجينات هى المسئلة عن ابقاء الانسان انسان و الحيوان حيوان
فبيقديرك
كم يلزم من العمر لكى نقوم بتحويل هذه ال 95 % من الجينات الحيوانية الى انسانية
ثم كم يلزم من العمر لنحول الخلية البدائية الى الحيوان الذى خرج منه الانسانعبر عديد من الحيوانات التى يفترض أن تكون فى سلسلة التطور
أرجو من الاخوة الذين يجيدون حساب الاحتمالات أن يقوموا بعمل هذه الحسبة العويصة ليرى أخونا ليطمئن قلبى أن أمر التطور هو أكذوبة لا وجه لها من الحقيقة
و فرية على رب العالمين الذى اعطى كل شىء خلقه ثم هدى
أى أعطى لك مخلوق خلقته الخاصة ثم هداه لاستخدام هذه الخلقة على نحو خاص به فلا تجد مخلوقين لهما نفس الخلقة و لا نفس المعيشة الا و كانا من نفس النوع حتى و ان تقاربت الأنواع من بعضها كحصان صغير الحجم و آخر كبير
أو كقط و نمر
فسبحان من كانت له طلاقة القدرة فأوجد من الأشكال و النواع ما لا يحصيه الا الله و جعل لكل شكل حمض نووى خاص تتوارثه الأجيال عبر ملايين السنين
و لذا نجد حفريات لكائنات حية منذ ملايين السنين و هى فى الشكل كما هى لم تتغير منذ خلقها الله فى الانفجار الكمبرى و حتى يومنا هذا
و كون العلماء يجدون حفريات لكائنات منقرضة شبيهة لنا فلا يعنى هذا الا شىء من اثنين
1. أن يكون لها نفس الحمض النووى الخاص بنا فتكون لانسان
2. أن تحمل حمض نووى مختلف عنا فلا تكون لانسان و انما لكائن حى آخر عاش فى زمن ما ثم انقرض لسبب ما
و اذا بحثت عن هذا الكائن مهما تشابه مع الانسان فى الشكل فسوف تجد هدايته غير هداية الانسان
بمعنى أن معيشته حيوانية
و هذا هو النيندارتال الأقرب فى الشكل الى الانسان
لو قمت بدراسة صفاته الظاهرية لعلمت أنه لن يكون الا حيوان
و لو قمت بدراسة سلوكياته لتأكدت أنه حيوان
و لوقمت بدراسة حمضه النووى لاستبان لك الأمر بجلاء و لعلمت أنه حيوان ذو حمض نووى حيوانى و لم يتزوج أبدا بالانسان و لا يوجد بينهما أى نسب عرقى على الاطلاق
و هذا النيندرتال حتى يتحول الى انسان يلزمه وحده مليارات السنين
اللهم اهدنا الى الحق المبين
كلمة و نصيحة أخيرة أخى الكريم ليطمئن قلبى
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم ( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم ))[ مقدمة صحيح مسلم ( 1/12 ) ].
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالـت: (( تـلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - هذه الآية{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغـاء تأويلـه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنـا به كل من عنـد ربنا وما يذكر إلا أولو الألبـاب}، قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منـه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ))[رواه البخـاري في صحيحـه ، حـديث (4547 ) ، ومسلــم ، حديث(2665)].
وقال تعالى:{وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعـرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}.
{وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيـات الله يكفر بها ويستهزأ بهـا فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم، إن الله جامـع المنافقـين والكافريـن في جهنم جميعاً}.
قال ابن عون: كان محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى – يرى أن أسرع الناس ردة أهل الأهـواء، وكان يرى أن هذه الآية أنزلـت فيهم:{وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} [الإبانة لابن بطة ( 2/431 ) ]
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:"إتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم كل ضلالة"[البدع لأبن وضاح(37)]
وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:"إتبعوا سبلنا ولئن اتبعتمونا لقد سبقتم سبقا بعيدا،ولئن خالفتمونا لقد ضللتم ضلالا بعيدا"[البدع لأبن وضاح(38)]
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله:"فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم فإنهم السابقون وإنهم عن علم وقفوا،وببصر نافذ كفوا،...فما دونهم مقصر وما فوقهم محصر،لقد قصر أقوام دونهم فجفوا،وطمح عنهم أخرون فغلوا،إنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم"ل[البدع لأبن وضاح(66)]