اقتباس:
الأمور المتفق عليها نجيب الملحد عليها بجواب واحد لا فكاك له منه...
و الأمور المختلف عليها نجيب الملحد باجوبة على جميع اقوال المذاهب بما يظهر ان اقوالهم افضل من قوله و اقرب للصواب...بل و نجيبه على مذاهب اهل الملل الأخرى من النصارى و اليهود و المجوس و القاديانيين و منكري جملة السنن و غيرهم بما يتبين انهم اقرب للصواب منه...بل و نجيبه على مذهب الاسماعيليين و الباطنية اللادينيين و اللاأدريين ما يتبين به ان قولهم اقرب الى الصواب من قوله و افضل تأويلا...حتى يتبين للمسلم قبل الكافر ان الأول و الاخر و الحق الذي تقاس به كل الحقائق هو خالقها...و انه كلما كان المرء اقرب اليه..كلما كان صوابه اكثر من خطئه و كلما كان ضبطه لنسبية الحقائق و تراتبيتها افضل و ادراكه لمناطاتها اسد و اقوم...
ما زال الإعتراض على وضع الإسلام كطرف واحد فى المختلف عليه قائم ، فان قمت بما تقول فى الإقتباس ، فيجب عليك ازالة الإسلام من اطراف النزاع ووضع المذهب الذى تتحدث بإسمه ، أما غير ذلك فهو غير مقبول.
مرّة أخرى ، الأمور المختلف فيها بين المذاهب الإسلامية لا يجوز وضع الإسلام كطرف نزاع واحد.
اقتباس:
عدنا الى مرض الاطلاق و أعراضه..فخلاصة هذا الكلام ان الالحاد لا وجود واقعي له ..و الا فان اي شيء موجود في واقعنا المعاش الا وتتعلق به الصفات نفيا و اتباثا و تترتب عليه الأحكام وجودا و عدما ..و هذا هو اس مبدأ النسبية...كما قيل: كل شيء له علاقة بكل شيء...فاتباث شيء و نفي ترتب شيء عنه ما هو الا تهرب من الزاماته و لا يفلت من الالزامات الا المعدوم....
الإلحاد يتصف بأحدى صفتين ، إما الصحّة وإما البطلان أما غير ذلك فلا يتّصف به ولا يتعلق به اساساً ، مثله مثل وصف الصفات الموجبة لله بصفات موجبة أخرى ، فالصفة الموجبة لا تتصف بصفة موجبة ، فلا يتصف العلم بالإرادة ولا تتصف الإرادة بالقوّة ، فكل أمر له مجموعة من الصفات التى يجوز تعلقّه بها ولا يجوز تعلّقه بغيرها.
الإلحاد هنا ممكن التعلق بصفتى الصحّة والخطأ ولا ثالث. وبالتالى فلا وجه للإعتراض.
اقتباس:
اما التسفيه و الشتم و التهويل فهذا حق.. كما قال من سلف ممن اعتبر منهاج الكتاب و السنة في النظر الى الحقائق "إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم"....أما بيان السفسطة و المغالطة فلا ...و العبرة عندنا ليست بابن تيمية و لا بابن رشد و لا بالغزالي و انما امرنا بالرد الى كتاب الله و رسوله و ما تبين واضحا مخالفته عند ادنى مسلم كقول ابن رشد بقدم العالم سفهنا قوله و بينا مغالطته مع احترام قدره و ما لم يتبين صحيحه من خطئه بذاك الوضوح كالقول بقدم النوع او القول بان ليس في الامكان احسن مما كان...كان التسفيه اقل بقدر ما كان وضوح المخالفة اقل..اما ان لكلهم حجج محترمة فلكل قول حجج محترمة بما فيها حجج اغتصاب الأطفال و افناء العالم و حرق اليهود و سطحية الأرض و اضرار البحث العلمي و غير ذلك..و ما من قول من هذه الأقوال الا و قالت بها طائفة و ما كان قولها الا بحجج محترمة كلما اقتربت الى تفهمها...فلهذا كان الرد الى من هو اعلى على الجميع طوعا أو كرها هو الأقوى و الأنجع...لا ردها الى من ليس هو اولى مني بالصواب و لا انا اولى منه بالخطأ...
وما فائدة التسفيه نظرياً كان أو عملياً ؟؟ لا توجد فائدة الا جذب الجمهور من العوام ، فالتسفيه والتحقير والإتهام بالسفسطة لا يصلح فى مجال النقاش العلمى وإنما يصلح فى المناهج الخطابية التى يكون الهدف منها بالأساس هو جذب العوام ، ونحن لا نسعى لجذب العوام بشتى الطرق - على الأقل انا فى هذا النقاش -. وبالتالى استخدام هذا الأسلوب غير مثمر على الإطلاق.
اقتباس:
و مرة اخرى الاطلاق اللعين...و من قال ان المشاعر دائما مضلله.؟ و من قال ان البراهين دائما مصيبة؟؟؟ بل رب شعور كان اكثر منحا لليقين لصاحبه من الف برهان...و كم ممن احسنوا الاف البراهين و بكوا الدم لتحصيل شعور واحد بالأمان و اليقين و السكينة...و ما نريد غير ما هو مناسب لنا من الناحية العملية؟؟؟ ام ترى ان الناس تقدمت علينا الا لا شتغالهم بما تحته عمل و اشتغلنا نحن بالحقائق الذهنية و الترف الفكري الجامد....
نحن نأخذ بالراجح وهو البرهان ، فالمشاعر لا ضابط لها ولا تصلح كدليل موضوعى يمكن نقده بل هى مجرد دليل ذاتى .
ثم ان كان كل هدفك هو الناحية العملية فنقاش المنتديات متعارض مع هذا الموقف. فمتعاطى المخدّرات يحس بنشوة وسعادة وأمان ربما لا يصل لها أشد المؤمنين فى أشد اللحظات روحانية ، وهذا لا يعنى تعاطى المخدّرات للوصول لهذه النشوة. وسعادتى - شخصياً - تكمن فى اليقين المعرفى ولو كان قبله أطنان من الآلام ( مجازاً :)): ).
فالمشاعر لا تصلح مقياساً للحقيقة ، هذا ان كان هدفك هو الوصول للحقيقة بشكل برهانى ، أما ان كان غير ذلك فهذا النقاش ليس مناسب له. :):
اقتباس:
و مرة اخرى الاطلاق..و كان الدول المؤمنة كيان واحد مطلق..من قال انه لا يمكن مقارنة دولة ملحدة باخرى مؤمنة لها نفس التأريخ الزمني..ثم هذا ايضا هو من الحجج على بطلان الالحاد اذ الحق عند من يهمه ما تحته عمل كما قلنا هو الذي يبقى في الأرض...و انا اريد ما يدوم نفعه لي...فان كان الحق ادوم من الباطل كان انقضاء دول الالحاد ادل على بطلانها و عدم تحمل الناس لها....فاي سبب سيكون لذلك الا مخالفتها لسنن الكون و الطبيعة؟؟
الظروف التى تقوم عليها الدولة المؤمنة مختلفة تماماً عن الظروف التى تقوم عليها الدولة الملحدة ، الدولة الملحدة عدو مشترك لكل الدينيين ، وكل دولة وحضارة تتعلم من سابقتها ، وبالتالى لا يصح مقارنة أول دولة ملحدة بدولة أتت بعد دول مؤمنة تمتد على طول التاريخ.
عند اجراء مقارنة يجب ان تكون تحت نفس الشروط وبنفس حجم العيّنة ، أما غير ذلك فهو تعسّف.
اقتباس:
وهذه اس صراعنا...و فيها يتجلى المرض الاطلاقي عند دعاة النسبية في اجلى مظاهره....من اين لك ان الاحتجاج بالجهل لا يصلح دليلا ابدا؟؟؟ كيف ان كانت المسألة محصورة بأن كل موجود لا بد ان يكون معلوما..و انك ان جهلت موجودا فلا بد ان هناك من هو اعلم منك...و اتباث العلم هو من اول و اخص الصفات اللازمة لاتباث الخالق...فاين الفكاك من هذا؟؟ بل الجهل هنا يصبح اقوى دليل على وجود الأعلم و بالتالي الأحكم و الأقوى و القاهر...فالعلم هو اصل الارادة و من ثم القوة...و لهذا حين تبين لمحققي الملحدين كنيتشه و فوكو و غيرهما وضوح هذا الدليل لم يكن لهم بد من التزامه و ان الحل الوحيد لتمجيد الانسان هو ان يكون اعلم العالمين...و انه لا يتم تجاوز الاله الا بتجاوز حدود المعرفة الانسانية بتجاوز الانسان لنفسه بتجاوز عجزه و فقره وضعفه...فاين نحن الآن؟؟؟
وما البرهان على هذا الإدعاء ؟ واذا كان تعدد القديم محال ، فكيف كان القديم موجوداً فى ظل عدم وجود من يعلمه ؟ وإن كان يصح وجوده بعلمه لنفسه ، فما الدليل على استحالة علم الكون لذاته ؟
مرّة أخرى ، لا تصادر على المطلوب وبرهن على مقدّماتك قبل الإستدلال بها.
اقتباس:
هذا قد يصح و قد لا يصح في مسائل تكون مناطاتها اقل وضوحا من مسألة وجود الخالق...كالأديان او الاعجاز او التوسط او التشريع او غيرها..اما مسألة وجود الخالق فهي من البداهة و الوضوح بحيث لا تحتمل الوسط لقيام كل الموجودات عليها...فنفي قول الملحد يستلزم قول المومن لادينيا كان او لا ادريا او حنفيا او مليا و اتباث قول الملحد يستلزم بطلان قول المومن لا دبنيا كان او لا أدريا او حنفيا او مليا...و لهذا لا تجد من نفاة الخالق الا شراذم لم يتصوروا اقوالهم..اما من تصورها من جميع الطوائف من منكري الرسالات لا دينيين او لا ادريين او غنوصيين الا و يقرون بوجود الاله الأعلى كيفما سموه....
و اظن ان رسم قانون منطقي كقانون ارسطو لالزام الناس بالبحث عن الحق...سيكون اول نقطة في نشر الخلاف اكثر و ابعاد نقط الاتفاق ..اذ سيكون مرجعه قولا ناتجا عن شخص واحد ذا علم محدود غير محيط بحيثيات الحياة و العقول التي تستقبلها...لهذا كان ترك الناس يتدافعون بعضهم ببعض الى ان يصل منهم من شاء الى المرجع الحق و الحكم العدل اولى من الزامهم بقول طائفة منهم ...
قلت ان الإلحاد ينتهى عن الإجابة بلا على سؤال هل الله موجود ، أما مجموعة الآراء التى يقول بها الملحدون فتحتمل الوسط ، فهناك العديد من الآراء وليس رأيين متناقضين فقط.
الإلحاد هو القضّية الوحيدة التى لا يوجد بها وسط يمكن القول به ، أما ما يأتى بعده فيوجد وسط ، وبالتالى فيجب عدم الإكتفاء بنقد احد الآراء بل يجب تقديم البرهان على رأى المؤمنين.
:emrose: