اقتباس:
في الرد على الخوارج في قولهم أن نفي الرسول صلى الله عليه و سلَم كان نفيا لأصل الإيمان ، وضح أبو عبيد القاسم بن سلام أن المراد بها هو نفي تجويد أو كمال الإيمان
و بيِن أن هذا من طبيعة لُغة العرب..و استشهد ياية ال عمران التي أخبر ان الله أخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس و لا يكتمونه ،فنبذوه وراء ظهورهم و مع ذلك فاإنه حكم لهم بِحُكم أهل الكتاب في ايات أُخرى و أباح لنا أكل ذبائحهم و نكاح نسائهم ،فهم بالأحكام و الأسماء في الكتاب داخلون و هم لها بالحقائق مفارقون "ص31.
لم أفهم ما وجه إستدلاله بالاية الكريمة؟
وجه الاستدلال بارك الله فيك، ان الله قال عنهم "فنبذوه وراء ظهورهم " يعني الكتاب ، ومع هذا سماهم أهل الكتاب مع كونهم نبذوه حقيقة ، يريد أن نفي الإيمان قد يأتي مرادا به نفي الكمال الواجب ، ولكن القاعدة في هذا : أن الأصل في نفي الإيمان نفي أصله-أي الوقوع في الكفر - حتى ترد قرينة تدل على أن المراد نفي كماله الواجب ، ولا يمكن أن يأتي في الشرع نفي الإيمان ويراد به نفي كماله المستحب ..فأقل أحوال ما نفي الإيمان عن فاعله أن يكون مقتضاه ارتكاب محرم ..والأصل فيه أنه نفي لأصله ، مالم ترد قرينة تدل على أن المراد نفي كماله الواجب الذي يأثم من يقارف سببه ..والخوارج لما لم ينظروا للنصوص مجتمعة ، وقعوا في الاجتزاء ، وهذا نتيجة لتخلفهم عن ركب الاتباع لخير القرون ..فجاؤوا لمثل قول النبي(ص) لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، فعدوا الزاني :كافرًا..