۩۩طــــــريقي للسلـــــفيــــــــــة۩۩
الحمدلله رب العالمين ومنار الجنة سبيلاً للمتقين التائبين
الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره وصلِّ الله وسلم على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين
الحمد لله الذي أنقذ به من الضلالة ، وخلص به من الجهالة واحيا الضمائر والارواح
لم اشأ ان افتح هذا الموضوع عني لكن المعطيات والمواقف المستجده يكون لها حكم والأثر في هذا الموضوع كهذا الموضوع, فاخواني اخواتي والاساتذة المحاورين والمحاورات.
انا من بعد الإذن اود ان اسرد قصتي لحضراتكم عساها تفيد الاشخاص من نواحي عديدة سوف اسردها لاحقاً
وهي عباره عن تجارب تخوض في العقيده الشيعية والصوفيه واوقع الاخوان المسلمين.
وهذا كي يعلم من يعيشون في الدول الاسلامية النعم الذي هم فيها وهذا ايضاً لكي يحس الانسان العايش وسط الأذان والمساجد والمجتمع المحافظ وان لم يكن ملتزم هذه النعمة التي لا يتمتع فيها الكثير من المغتربين.
واتمنى ان تصبروا عليا في سردي هذه التجربة.
حقيقةً حين انظر الى الوراء احس بحزن شديد وشديد وشديد فعلاً حزن قاتل
انا تربيت في اسرة جداً صالحة ولها ضلع كبير في الدعوة هاهنا في الغرب وفي بلدي العزيز
فكنت من الصغر اذهب مع والدتي العزيزة الى الندوات والمحاضرات وهذا حقيقة الذي ربما حافظ على لغتي العربية في بلد الغرب وخصوصاً وانني ترعرعت في المجتع الغربي منذ نعومة الاظافر.
وكنت ايضا احب واعشق مجال السياسة فأبي كان منخرطا فيها كثيراً فإنه من الاخوان المسلمين.
فإنبنت شخصيتي من ذاك الحين.
وفي سن الــــ19 دخلت الى عالم الجامعات وعالم الجامعات في الغرب اجمالاً تتبع الرأس مالية فالجامعات عبارة عن شركات ومؤسسات ولها تعاقدات مع شركات مؤسسات تجاريه وهكذا ولا عجب في ذلك. فدخلت الجامعة وكان اكبر تحدي لي ولأهلي ايضا اني اخوض هذه التجربة وخصوصاً ان معظم من يدرسون مجالي هم شباب.ومن قبل دخولي للجامعة فقد كنت ادرس في مدرسة للبنات وهذا كان متوفر وهو من عرف الدول الغربية التي تتواجد فيها العائلات النبيلة والعائلات الملتزمة كانوا من المسيحيين او من اليهود, فهذه النقلة من عالم المدرسة المليء بالفتيات فقط الى عالم الجامعات المنفتح جداً حتي تكاد ان تصف بعض نوادي الطلبة الجامعيين كنادي دعارة وانسلاخ اخلاقي كبير وقد كان انخراطي في الجامعة فعلاً تحدي كبير لي ولأهلي. فعزمت على ارتداء العباية اول ما دخلت الجامعة بعد نقاشات طويلة وعريضة مع اخوتي الكبار وابي العزيز.وعانيت حقيقة شهرين حتي تأقلمت مع الجوء الجديد وبوجود الاختلاط والشباب فعلا عانيت حتي تماسكت واكملت الجامعة ولله الحمد. فمع مرور الايام شد انتباهي الحركات الدينية في الحرم الجامعي فقد كانت الجامعات عبارة عن حراك لتيارات فكرية فكانت حركات كثيرة دينية وفكرية في الجامعة يعني اليهودية والبوذية الماسونية الصهيونية والمسيحيية وطبعاً المسلمين ومن شيعة. فرحت كي استكشف الحركة المسلمة ئلي شغالة في الحرم الجامعي وكانت الحركه السنية داخل الجامعة فيها فتور وعدم اكتراث كبير ومن الناحية الاخرى الحركات الشيعية مبدعة الى ابعد حـــد نشاط وتفاعل وحركة ومحضرات ومسبقات وندوات فجذبني هذا الامر جدا وجدا.
ولم اكن اعرف عن الشيعة الكثير وقتها كلمت امي وابي فانا اتربيت على الحوار في البيت فأبي حذرني من الاقتراب منهم وامي بدورها شرحتلي الامر بأنهم لا يحبون الصحابة وبهذا عززت فيني القراءة عن الصحابة الكرام وكان مزروعا في قلبي منذ الصغر حب التاريخ والحضارات والثقافات المختلفة. لكن هذا لم يمنعني ان اخوض التجربه مع الشيعة فدخلت ووجدت عندهم مكتــــــــــبة فخـــــــــــــــــمة جدا فيها ٣ نواحي
في ناحية للكتب باللغة الانجليزية
واخرى باللغة العربية
واخيرا باللغة الفارسية
وكوني من عشاق القراءة والاستكشاف والمغامرة مال قلبي كثيرا لهذه المكتبة ورحت وقدمت اني اشتغل معاهم جوات هذه المكتبة لم يقبلوني ابتداءاً لكن بعد فترة هم استدعوني وفسحوا لي المجال ففرحت كثيرا دخلت معاهم وقعدت اسبوع تقريبا بين الشيعيين, في هذه المكتبة فكان كل فراغي فيها لكني لاحظت نفسي انني لست مرتاحة وابي عنفني وكان يعنفني كثيراً امر وجودي بينهم. وبعد هذا الاسبوع صارت بيني وبين احد الاشخاص نوع من الحوار الحاد عن موضوع عمر الخطاب الفاروق رضي الله عنه وكنت احب واعشق شخصية عمر رضي الله عنه.
انطردت من المجمع الشيعي وهذه كانت اول سنة لي في الجامعة فعاهدت نفسي ان لا ادخل الى مثل هذه الامور مجدداً انتهت السنة وعدت الحمدلله لكن لم اكن اميل الى المجال ئلي انا كنت فيه وقد كنت احس نفسي بين عالم غريب انتهت السنة وفي قدوم السنة التالية قدرالله ان يأتي اجد اعلان عن دراسة علم الانسان واستشارات نفسية من شركة حكومية فجدا اعجبني الامر وقدمت للامقابلة ومن ثم الامتحان فوفقني الله بالدخول ففي السنة الثانية كنت ادرس مجالين مختلفين وجاء من حضي آن ذاك ان اغلب دراسين هذا العلم من المسلمين المتصوفين هالني هذا الامر وانبهرت وكانوا الاشخاص ئلي في الدراسة هذه جدا متعلمين ومتثقفين واغنياء ايضا وخلوقين فانا بمخالطتي إياهم واندماجي معهم قررت ان اكون صوفية اخبرت امي بقرراي وابي ايضا لم يستطيعوا اقناعي بأن نهج الاخوان المسلمين واتباع حسن البنا هو الافضل ففي الاخير قال لي ابي
خذي من كل نهج احسن ما لديهم فخذي من الاخوان المسلمين اهتمامهم بالسياسة وخذي من الصوفيين حسن اخلاقهم وخذي من السلفيين حرصهم على اتباع السنة فخذي من كل بستان زهره يا بنتي
لم اقتنع بهذا الكلام فضلاً انني اخذت من الصوفيين عدم حب السلفيين بمعني ان التشدد او انهم هم المتشددون
وكنت دئما اطلق هذه الاحكام ودئما حين اواجه حواري اقول اذا الواحد متشدد انا مش حابه اسمع اليه علوا اني اخوض معاه حوار
كنت اشميز حين ارى انسان يطيل لحيته "كالسيخ"
كنت اكره السلفيين كره كبير وكنت فعاله في هذا الامر
مرت سنيان من عمري وانا انتهج التصوف الفلسفي وليس المنهجي. ويوم من الايام جاء ايمن سويد الى بريطانيا وسمع لقراءة بعض الاشخاص وتكلم عن القرآن والتجويد
تعلقت في هذا الامر كثيرا وعزمت على الدخول في تعلمي للقرآن
وواجهت صعوبة كبيرة كي اوازن الامور بين دراستي للمجالين المختلفين وايضا بين حبي لتعلم القرآن بلتجويد
فستقريت على متابعة علم التجويد على الانترنت وشاء الله ان احضر الى غرفه عبارة عن ديوانية صوتية اسلامية عبر النت يدرس فيها علم التجويد عن بعد
حبيت الامر وتشجعة كثيرا
وبعد مرور وقت عرفت ان الغرفة والديوانية الصوتية تبع المتشددين
تبع السلفييييييين
فقلت لنفسي هذول الجماعة انا اكرههم من اعماق اعماق قلبي
ده انا وسط السلفيين!!!
ئلي يضربوا الناس في الصباح ويغتصبوهم في الليل
ئلي كل شيء عندهم حرام حرام حرام
المتزمتين الكارهين لكل معنى المتعة في الحياة
المكشرين الغضبانين طول الوقت المتعصبين
ففكرت ان اتحدى هذول السلفيين ئلي على الديوانية
وكنت انزل بأسئلة تلوا اسئلة وجل الوقت يقولون هذا جدال لا يصح الجدال
وحين افتح موضوع الموسيقي والمعازف يقولون حرام!!!
وحين افتح موضوع المراة والحرية يقولون جدال!!!!
وحين استنكر موضوع الخرافة ئلي هي الجن وكونهم يسكنون بني البشر يقولون لي لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف وهاكي الدليل اذهبي واقراي وابحثي
وحين اهجم على مفاهيم الغيب والقضاء والقدر والسحر والعين والهداية يقولون لي تعلمي ثم تكلمي!!
وكأنني احسست انني لا اخذ منهم لا حق ولا باطل
فقلت رح ابداء اقراء عن هذا النهج ليش يقولون الموسيقي حرام؟؟!! ليش
ما هو الله رحيم والاختلاف رحمة!!
فبدءت اقراء واشوف على مشايخ السلف
شد انتباهي شيخ اسمة الحجازي وهو اســــــد السنة العلامة المحدث الشيخ ابي اسحاق الحويني حفظه الله وشفاه
فما تركت شيء في اليوتوب منه الا وسمعته
اعجبني خطابه
وشدني سرده للمعلومات
اسرني شرح الشيخ للحديث واصحاب الحديث وعلم الحديث
ابهرني عبارات الشيخ عن النقاب والعفة والحياء
لكن مع ذلك كله حسيت اني في دوامة
وحست انني اغرق
وشعرت اني تائهة لاول مرة
وانتابني حيرة تذبح القلب
بدأت اقران بين ما اعرفه وما اسمعه من الشيخ
بدأت اتسائل وكأن كل سؤال يكتم انفاسي
لم اشعر وقتها غير انني ابكي والوذ الى الله
فاما ادراني من هو الحق ومن هو غير ذلك
اربع اشهر عذاب فكري اعتقادي جواتي
اثر هذا علي كل شيء في حياتي
بدأت انعزل عن الناس واقعد في غرفتي كثيرا احاول جاهدة ان القي للغز حل ولاسئلتي اجابة شافية
والحمدلله بدأت تدريجيا وتوقفت عن سماع الاغاني والموسيقي فهذا كان اول شيء فعلته
والحمدلله انا لازلت ادرس العقيدة وفي اخر يوم من جامعتي قررت ارتدي النقاب كان صاعقة للكثير من الناس
وكم احسست في داخل اعماقي اني خُدعت وان بعض الدعاة لم يحترموا امانة المعلومة
إنبني كره في داخلي كوني اقراء بالكتب وكوني فهمت مسير الامور
إنبني هذا الكره جواتي للناس ئلي بتلعب بلدليل وبهيك بتعلب بعقول الناس
استطعت ان اعلاج هذا الكره بأحساسي بالمسؤولية
واخيرا رسالتي بأن النقاشات والحوارات وسيلة هامة في تغيير الفكر والمعتقد وكما قيل
عيوب الجسم قد يسترها متر قماش ,, وعيوب الفكر قد يكشفها أول نقاش
فقد يهون المرء الذي لديه من العلم الكثير مسألة النقاش والتفهيم والتبيين والتوضيح وهذا يحرم لناس امثالي الكثير وخصوصاً وان التغير من شيء الى شيء يبقى له رواسب قد تولد انتكاسة والعياذ بالله.
واخيراً سبب اقدامي على تنزيل هذا الموضوع هو بيت واحد لا غير فقد قال ابو البقاء الرندي:
لِمِثْلِ هَذَا يَذُوبُ الْقَلْبُ مِنْ كَمَدٍ ... إِنْ كَانَ في الْقَلْبِ إِسْلاَمٌ وَإِيمَانُ
أي ان يكون الانسان عاطش لمعلومة ما
ولشرح ما
ولتبيين ما
ولتوضيح ما
ولا يجد من يشرح
او من يصبر
او من يحتوي
او من يوضح
فليس كل سهل في اعين البعض يعني انه سهل في اعين البعض الاخر. وهذا واتمنى ان رسالتي وصلت.
وهذا والحمدلله رب العالمين.