العلم التجريبي الوضعي يقوم على ما يكره.
العلم التجريبي الوضعي لا يعترف بمقولة تستعصي أو تمتنع على البرهنة تجريبياً. كما تعلمون هذا اتجاه سائد جدّاً اليوم في فروع العلم الطبيعي الحديث. المشكلة أن العلم التجريبي كلّه قائم على قضايا لا يمكن البرهنة عليها تجريبياً.
تأملوا معي الآتي. لكي يكون لأي نشاط تجريبي معنى لا بد من افتراض الآتي:
1- أنه توجد هناك أشياء تُسمّى حقائق.
2- أن هذه الحقائق تهمّنا.
3- أن هناك شيء يميز الفهم البشري لهذه الحقائق.
هذه قضايا قبلية (a priori) لا قيمة ولا قوام لأي ممارسة تجريبية بدونها.
بيت القصيد هنا أن كل هذه الثلاث لا يوجد عليها أي برهان تجريبي ولا يمكن البرهنة عليها تجريبياً.