تساؤل أحدهن لماذا عندما أحيض لا أقدر أن أعبد الله ؟

حدث معي نقاش مع أحد نساء الغرب وكانت فلسفتها أو اعتقادها أقرب لحركة العصر الجديد ( new age)

تؤمن بالله و بالجنة و بالانبياء والملائكة وتؤمن أن كل الديانات تملك الحقيقة وتؤمن بالتطور

كانت لها أعتراضات

1. لماذا علي فقط أن اعبد الله في المسجد او الكنيسة او المعبد يمكني أن اعبده في كل مكان تقول المعابد والمساجد من صنع البشر

2. كان أعتراضها ايضا على الوضوء والتطهر من النجاسة لماذا علي أن اعبد الله فقط عندما أكون نظيفة

تقول: أن الله يرى الي أرواحنا ولا تهمه أجسادنا

أجبتها حتى أقتنعت قلت لها

اولا هذا أمر وتشريع من الله
ثانيا أنتي عندما تقابلين زائر تكوني نظيفة وبمظهر لائق وكل هذا فقط لمخلوق فكيف بالخالق وعبادته
ثالثا الوضوء أيضا عبادة ومغفرة للسيئات

وكان أعتراضها الحاد الشديد على الحيض ؟

تقول لماذا يحرم على المرأة الحائض الصلاة في المسجد ؟ لماذا يحرم عليها العبادة حتى تطهر

أجبتها بما عندي ولكن لم تقتنع

قلت أن هذا ايضا أمر وتشريع
و أن ليس كل العبادات تحرم عليها وانما البعض

أرجوا أن ييشاركني الجيمع بما عنده

اعتراضات غريبة

الممنوع عبادات معينة

العبادة كل ما يحبه الله ويرضاه

فالامتناع عن هذه العبادات على جهة التعبد عبادة بحد ذاتها لأنها خضوع لإرادة الله عز وجل الشرعية

فالإخلاص والصدق والبر والمعاشرة بالمعروف ( للأصدقاء والأزواج والإخوان ) والصدقة والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها عبادات ، والاحتشام باللباس أيضاً

وفي الحديث النبوي ( كل معروف صدقة )

فالحياة كلها ينبغي أن تصير محراب عبادة لله عز وجل وهذا ما جهله من المسلمين للأسف مع كثرة بيان الدعاة له

فهناك العشرات من العبادات

يجوز لها أن تذكر الله وأن تؤدي جميع العبادات التي لا يشترط لها السلامة من الحيض وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت )

وهذه كلها عبادات ، والمساجد هي بيوت الله التي أمر أن تبنى وتخصص له ولعبادته


كثير من الاعتراضات تصدر من عقول مريضة كأنها لم تعرف الإسلام أو الديانات يوماً يخاطبون الله عز وجل وكأنهم هم ( العليم القدير ) وهو ليس كذلك

وهذا من رحمة الله عز وجل إذ أعفى المرأة من العبادات الشاقة حال الحيض ، وبعض العبادات المتعلقة بكلامه المقدس فالله عز وجل حرم على الجنب أيضاً قراءة القرآن ( على الصحيح من مذاهب الفقهاء ) ومس المصحف وذلك لأنه كلامه والصلاة لا تصح إلا بذلك

وهنا فائدة فقهية على الهامش ذهب بعض التابعين إلى أن الحائض تستقبل القبلة حال حيضها وتذكر بالتسبيح والتهليل والتكبير ، ورأى غيرهم أن هذا بدعة

وهذه النظرة من هذه المرأة ناشئة عن مشاهدة حال كثير من المسلمات اللواتي في حال الحيض يتركن العبادة الوحيدة التي يقمن بها حال الطهر ، ولا يظهر عليهن أي مظهر من مظاهر العبادة بعدها وهذا ما أسميه ب( إرجاء الحيض )

اقتباس:

---

تساؤل أحدهن لماذا عندما أحيض لا أقدر أن أعبد الله ؟

---

عليها أن تعلم أنّ العبادة في الدين الإسلامي هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
والذي مُنع عنها من أنواع العبادة هي العبادات التي تحتاج إلى مجهود بدني وإلى تركيز ذهني مضاعف!!
ومعلومٌ بالضرورة عندها كامرأة ما تتعرض له المرأة من أعراض نفسية وجسدية خلال الدورة الشهرية.
فمن الأعراض النفسية: الإكتئاب والغضب والقلق والحساسية من بعض المواقف الإجتماعية كالرفض والإنعزال/الإنسحاب الإجتماعي.
أمَّا الأعراض الجسدية: آلام في العضلات والمفاصل، صداع، تعب عام، فرط النوم/الشعور بالنعاس، خمول، زيادة الشهية، تورم بعض أجزاء الجسم يصاحبه لألم.
لذلك فقد عفا عن المرأة أو بالأحرى أمرها أمرًا بأخذ BreakTime إن جاز القوْل من بعض العبادات على أهميتها وعظم شأنها والتي لم يعفو المجاهد منها وهو الذي في حالة الحرب!!
ولكنه شرع الله الذي بعث محمدًا (ص) بالحق إذ يُعلّم الخلق أن " رفقًا بالقوارير "!!.
وهذه التشريعات وسواها هي من رحمة الله سبحانه وتعالى بنا: { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير }؟!

وقد يقول قائل، ولكن المرأة في هذه الأثناء تكون في حالة نفسية مضطربة ومزاج ( متعكنن ) أليس أولى بها أن تصلي لتستجلب لنفسها الطمأنينة والراحة؟!
فنقول له { أأنتم أعلم أم الله }؟! أأنتم أرحم أم الله؟!
إن الله لم يُحرِّم على الحائض ذِكره ويحرمها هذه السكينة، وجلَّ من قال { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }.
والحمد لله { إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }.

وبشرنا بما يحدث معك، وفقك الله إلى أحسن الأقوال والأفعال وهدى بك ونفع.

لطيف كلام الأخت عربية وبما أنها امرأة تفهم أموراً لا نفهمها

كثر الله في الأمة من أمثالها

وقد نهي في الشرع عن الصلاة والإنسان حاقن ( يعني يريد دخول الحمام ) ونهي أيضاً عن صلاته وهو نعسان لأنها علاقة مع الله عز وجل لا تكون إلا أكمل وجه

بارك الله فيك أخي أبو جعفر المنصور، كثّر الله في الأمَّة من أمثال الصالحين والصالحات وجعلنا منهم.

لن أزيد عنكِ أختي عرَبيّة العزيزة غير تسجيل إستغراب أن تكون هذه شبهة من إمرأة . و مداخة قديمة لي سأقتبسها ، كما أن الزميلة السائلة إنطلاقا من مرجعياتها المتضاربة المتعايشة معها كما ذكر الأخ الفاضل و تنصيب نفسها حكما شخصيا للإعتراض عن أوامر شرعية شمولية قد تتجاوز مجموع خبراتها في الحياة بالنظر لسنها لتستوعب "بعضا" من حكمها فما البال كلها و قطعا تتجاوز علمها مهما أحاطت يوحي بخلل في طريقة معالجتها للأمر العظيم المقبلة لتحليله و فهمه ولو كانت غير مؤمنة....

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم و تقوى

و في القرآن الكريم :

(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ)

في حين وصف الله تعالى المحيض بالأذى و هو فعلا كذلك و إحدى الظواهر الفزيولوجية الدقيقة و الحرجة التي يعاني منها جسم المرأة كما سيأتي تبيانه .

في هذه الفترة تمر المرأة بمرحلة شبه إختلال هرموني وظيفي حاد تنتج عنه إضطرابات فزيولوجية ...حيث تنخفض نسبة الهرمونين المهمين الرئسيين في جسمها " الأستروجين / الجسفرون " مما ينتج عنه ما يسمى بِ trouble de l'humeur : إضطرابات نفسية ، كما تتحول وظائفها الدماغية و تدخل في ما يسمى toxicomane كأن بعض نشاطات الدماغ تتخذر بسبب عوزها لهذين الهرمونين بنسب معقولة ،إضافة لاختلالات هضمية و تنخفض مناعتها نسبيا في هذه الفترة أيضا و أعراض كثيرة أخرى ظاهرية تعرفها كل امرأة و باطنية و قد تم ذكر بعضها ....أي باختصار الحالة الجسمانية و النفسية للمرأة في هذه المرحلة تكون ضعيفة و مختلة خصوصا في الأيام الأولى من الطمث وفيها يكون تأديتها حتى لوظائفها البيولوجية العادية غير مؤهلة و غير مثالية ....و لست أفهم لماذا كل هذا الإستغراب من وَهْب هذه الرخصة الإلهية من الرحيم الحكيم المنان لأضعف خلقه و الأعلم به !

لكن المفاجأة هي نتائج آخر الأبحاث العلمية بهذا الصدد إذ بينت دراسة طبية إكلينية أن النساء الرياضيات خصوصا اللواتي يمارسن رياضات قاسية و مجهودات بدنية قوية يؤثرن سلبا على دورتهن الطمثية و يهددن قدرتهن على الإنجاب لا لشيء إلا للخلل الذي تسببه الحركية المفرطة خصوصا أثناء فترة الطمث لعضو الوطاء و عجز هذا الأخير عن تنظيم الإفرازات الهرمونية بدقة ...لذلك نصحت هذه الدراسة بفترة راحة و سكون في هذه الفترة و تجنب أية نشاطات قد تعرقل إعادة التوازن الفزيولوجي للجسم و ضبطه هرمونيا من جديد بعد أن كان في مرحلة تأهب إستعدادا لحمل محتمل قبل الحيض ...
هذا عن الجزء اليســــــــير الذي كشفه العلم عن الحكمة من إعفاء المرأة من واجبها الديني أما ما احتفظ به الله في علمه فنحن به مؤمنون و إن لم نعرفه !....و لن يكون أبدا الإمتناع عن الصلاة في هذه الفترة إنقطاعا عن الرحمن أو بعدا عنه بل يضل قلب المؤمنة إيمانا حقيقيا متعلقا بربها مستحضرة إياه أكثر ...حتى تنقضي الفترة و كلها شوق للقائه و المثول أمامه و كم تحس حينها بنعمة الصلاة و بلذة اللقاء والقرب من الله من جديد ....

---

تلك إذن رخصة شرعية و منحة إلهية كل مسلمة تقف على حكمتها و الحق الذي جاءت به و يكفي حكمة ما يبرره العلم الحديث من عوز و إضطراب نفسي و فزيولوجي تعاني منه المرأة الحائض لترى عظمة هذا الدين و رحمته في تخفيف خمس صلوات مضبوطة الوقت يوميا عنها .

و لتتفضل هنا لهاتين الدراستين العلميتين الموثقتين المثبتتين مادامت فتاة غربية :
دراسة : العلاقة بين الإضطرابات النفسية وخصائص دورة الطمث ncbi
Associations between Psychiatric Disorders and Menstrual Cycle Characteristics

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2588420/

تأثير الدورة الشهرية على دماغ الأنثى sciencedaily
Influence Of The Menstrual Cycle On The Female Brain

http://www.sciencedaily.com/releases...0210185849.htm

و لتعلم الزميلة أنه في الإسلام يجوز لها الدعاء لله و تعبّد له بهذه الوصال و لو دون صلاة و في أي مكان كانت ( وهو جواب ضمني عن حصرها لعبادة المسلمين في المساجد لقلة علم عندها بحقيقة شريعة الإسلام )

﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾

(( أنا جليس من ذكرني ))
[ ابن شاهين في الترغيب في الذكر عن جابر ]

في جامع الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس شيء أكرم على الله من الدعاء " وفيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدعاء مخ العبادة " وقال غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة . ومعنى " مخ العبادة " ; أي خالصها . وفيه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدعاء هو العبادة " ثم قرأ : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )

إذن فالشبهة ساقطة أصلا إن علمت أن سقوط فرض الصلاة عن الحائض لحِكم جليلة لا يعني إنقطاع عن عبادة الله عز و جل !!
فعقيدة المسلم و معنى العبودية في الإسلام أعظم و أشمل ..فقط لتنسى الزميلة مخلفات النصرانية و تحذر منها و تحاول التجرد لتستعد للمعرفة به حقا للتحليل السليم حينها..
والله الهادي

يعني السائلة من العُباد ما شاء الله إلى درجة التذمر من ضياع الوقت عليها كما يقول المصريون متسربعة على العبادة مش ملحَّقة ..
يا سائلة صلي فقط الأوقات الخمسة في وقتها و صومي رمضان و كفاية عليك كذا ..
و أفلحت إن فعلت ذلك ..

يعني الله عز وجل يعطيها عطلة مدفوعة الأجر مع جميع التسهيلات و احتساب كل المنح لكن ما الحيلة مع من يعترض على كل شيء حتى على ما فيه مصلحته ..
ثم الله عز وجل سهل حتى على الرجل عندما يكون مسافرا يقصر الصلاة و يفطر ..

كثير من الشبهات أشك في أن تكون لها مقدمة منطقية سوى الرغبة في طرح شبهة

وهذه الرغبة من أين تأتي ؟

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متروي

يعني السائلة من العُباد ما شاء الله إلى درجة التذمر من ضياع الوقت عليها كما يقول المصريون متسربعة على العبادة مش ملحَّقة ..
يا سائلة صلي فقط الأوقات الخمسة في وقتها و صومي رمضان و كفاية عليك كذا ..
و أفلحت إن فعلت ذلك ..

---

ليس هذا مقصد شبهتها وانما تقصد لماذا يهتم الله ان يكون الشخص نظيف او نجس حتى يعبده ؟ الحيض كان مثال

شكرا للجميع

هناك عبادات يشترط فيها الطهارة البدنية والطهارة القلبية للانتفاع التام

فالصلاة لا بد فيها من طهارة البدن ومن طهارة القلب من كل ما يلهي لهذا نهي عن الصلاة وهو حاقن أو وهو نعسان ، والطواف بالبيت صلاة

وقراءة القرآن لا بد فيها من درجة من الطهارة ومن سلامة القلب من الكبر لحصول الانتفاع

( سأصرف عن آياتي الذين يستكبرون في الأرض بغير الحق )

( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)

يعني قلباً سليماً ، فالطهارة الظاهرية من اتساق الشريعة الظاهر والباطن وكون الباطن تسبقه أفعال ظاهرية تذكرك بضرورته وهذه من مقاصد الشريعة التي يغفل عنها كثيرون فيهتم بالظاهري ويهمل المقصد الأكبر وهو الطهارة الباطنية

وأما الصيام فهو مع هذا الأمر شاق والحيض في حقيقته يشمله تعريف المرض إذ أنه حالة تخرج الجسد عن طبيعته ويكون لها أثر سلبي على النفس ، وفي حال المرض يرخص للصائم بالفطر فهذه الحال متسقة مع القياس الفقهي

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lightline

1. لماذا علي فقط أن اعبد الله في المسجد او الكنيسة او المعبد يمكني أن اعبده في كل مكان تقول المعابد والمساجد من صنع البشر
2. كان أعتراضها ايضا على الوضوء والتطهر من النجاسة لماذا علي أن اعبد الله فقط عندما أكون نظيفة

---

1-من قال لها أن العبادة مقتصرة على المساجد وقد قال صلى الله عليه وسلم : "جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا" ؟؟ بالعكس ، أصلاً حتى المسجد كان في السابق ليس فقط للعبادة وإنما مكاناً لطلب العلم والتشاور ومركزاً لانطلاق الغزوات و.. و.. والكثير من الأمور حتى الدنيوية. وكذلك خارج المسجد توجد العبادات ، أبهى منظر رآه صديق لي في مطار فرانكفورت حيث حان وقت الصلاة وكل مسلم هناك افترش أي شيء له على الأرض وباشروا الصلاة.

2-لماذا عليها أن تكون نظيفة ؟؟ إذا قلنا لـلكثير من شعوب الغرب أنه عليك أن تغتسل مرة واحدة كل أسبوع سيتذمر ، فالغرب لديهم هذه العادة جيدة أنهم يغتسلون بكثرة ، ولكن أن تعترض على هذا الكلام فهذا غريب.

ما شاء الله، إجابات الإخوة و الأخوات مسكتة. و لعل السائلة -والله أعلم- ركزت على موضوع الحيض بسبب عقدة نقص تتعلق بالمساواة بين الجنسين، فنساء الغرب يسعين للمساواة بمنازعة الرجال و كأنهم المعيار الذي يردن الوصول إليه. و بذلك رأت أن الإسلام لم ينصفها كإمرأة إذ أن التطهر هنا له علاقة بكونها أنثى، و هو ما يختلف عن سؤالها الأول الذي اقتنعت بإجابته.

و نقطة أخرى وأعتذر مسبقاً لذكرها، و لكن من عاش في الغرب سيلاحظ بأن موضوع نقاش النظافة الشخصية حساس بالنسبة لهم، فهم يرون أنفسهم أنظف الناس؛ ولكن لا يستنجون و يتطهرون كالمسلمين و لا يستقبحون بعض بقايا النجاسة (كالبول) في ملابسهم. و لولا استحمامهم دورياً لفاحت الروائح. فيرون النقاش فيها كتأنيب أو استصغار.
أما نحن فيختلف منظورنا عنهم تماماً، و في الحديث أن رسول الله ( ص )( مرَّ على اثنين يعذبان في قبورهما، فقال: (يعذبان، وما يعذبان في كبير) ثم قال: (بلى، كان أحدهما لا يَسْتَتِرُ (يتقي أو يغتسل) من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة) [متفق عليه]، و قال ( ص )(الطَّهُور شطر الإيمان) أي نصفه [مسلم].

على ماظهر لي اعتراضات غريبة عن غير معرفة بالاسلام و هدفها التركيز على عدم مساواة المراة بالرجل كانه لا يغتسل ايضا و لا يقرب بعض العباددات مثلها و هذا ناتج عن جهلها و حسب...

بما أنه من البديهيات أن الصلاة يجب أن تكون على طهارة ، متى كان الدم المسفوح طاهراً ؟! ثم لماذا الاعتراض و المرأة تعفى من الصلاة أثناء الحيض و لا يجب عليها أن تقضي ؟! و لماذا الاعتراض و يجوز للمرأة قضاء صيام رمضان عند مقدرتها ؟! واعجباه !

بارك الله فيكِ أختي العزيزة طالبة علم وتقوى ونفع بك، ولا حرمنا مشاركاتك العلميّة الرائعة وهدى الله بك.

اقتباس:

---

موضوع نقاش النظافة الشخصية حساس بالنسبة لهم، فهم يرون أنفسهم أنظف الناس؛ ولكن لا يستنجون و يتطهرون كالمسلمين و لا يستقبحون بعض بقايا النجاسة (كالبول) في ملابسهم. و لولا استحمامهم دورياً لفاحت الروائح. فيرون النقاش فيها كتأنيب أو استصغار.

---

صدقتَ أخي ومن الطرائف اللطيفة ما ذكره يوليوس ليبس في كتابه الأنثروبولجي الماتع [ أصل الأشياء ] والذي عنى فيه بدراسة الشعوب البدائية دراسةً فريدةً تستحق النظر فيها والإطلاع عليها بل ونشروها والترويج لها، ليس لأنها متوافقة معنا بل لعمق الدراسة ومصداقيتها وأدلتها والشواهد المادية المتبقية عليها والإمتدادات القبلية البدائية الباقية، فمقولة " أنت تغتسل كالرجل الأبيض " تعتبر من أكبر الإهانات التي يوجهها أحد سُكان الغابات شخص آخر!! وأترككم مع اقتباس يخدم موضوعنا [ ص30-31 ]:

http://i1098.photobucket.com/albums/...pscd000949.jpg

وورقة البحث هذه دليلٌ على أنَّ النظافة أمرٌ فطريٌ اتفقت عليه شعوب الأرض منذ بدايتهم الأوليَّة وعلى إمتداد تاريخهم السحيق والحالي؛ هذا على اختلاف ألوانهم وحالهم وأمكنتهم وألسنتهم وأزمانهم. وصدق الرسول الكريم ( ص ) إذ ذكر خمسٌ من الفطرة كلَّها في النظافة الشخصية، ولا حاجة لجدال حُمقٍ في العصر الحديث ممّن يدَّعون التحضُّر ويُقدِّمون القذارة على النظافة ويُجادلون أيْضًا في النظافة الشخصية التي يحرصون عليْها عند لقاء عظماء الخلق ثم ينفون أهميتها عند مقابلة الخالق الأعظم!! وصحيح أن الله لا ينظر إلى صورنا ولكن ينظر إلى قلوبنا ولكن لا يعني هذا أن نقبل في حقّه ما نأنف قبوله في حق خلقه؛ هذا نفاق.!

فما حال هؤلاء إلاَّ كحال من قدَّم أردأ وأخبث وأفسد حصاد أرضه قربانًا لله وأخذ الأجود والأطيب والأصلح لنفسه وأكابر قومه والله أكبر منهم أجمعين. قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }.

والله سبحانه وتعالى يريد من الإنسان أن يكون على أقصى نظافة " ممكنة " معتبرًا حاله وظرفه، فكان الإستنجاء والإستجمار والتيمم بدائل عن الماء الطهور والنظافة التامّة الكاملة، فيُباشر العبد العبادة بها، ولا يكدس العبادة منتظرًا ماءً طهورًا يغتسل ويتوضأ به!! لأن الغرض ليس النظافة التامة فقط فالله أعلم بحال خلقه وظروفهم وديننا يسرٌ لا عسر فيه إنما العبرة بالعبادة نفسها التي من أجلها خلقنا أن تكون على الكيفية التي يقبلها الله ويرتضيها مابقى فينا نفسٌ بتيسيراتٍ ومخارجٍ من مآزق قد يواجهها الإنسان كشُحِّ الماء، وهذه ليست حاصلة في العصور الغابرة، بل تحصل الآن للناس سواء من يكونون مثلًا في حالات حربٍ وحصار أو مَن يقومون بالرحلات الاستكشافية الطويلة بيسير ماءٍ وزاد.