اخطأت فى عنوان الموضوع ,ولم انتبه له الا بعد كتابة الموضوع ,ولا اعرف كيف يتم تغيير عنوان الموضوع.
الرابط يوجد فيه ردود على الخنفشارى عدنان ابراهيم ,فى عدة قضايا شرعية .
http://sunnahway.net/node/1127
دعائكم لنا بالشفاء.
اخطأت فى عنوان الموضوع ,ولم انتبه له الا بعد كتابة الموضوع ,ولا اعرف كيف يتم تغيير عنوان الموضوع.
الرابط يوجد فيه ردود على الخنفشارى عدنان ابراهيم ,فى عدة قضايا شرعية .
http://sunnahway.net/node/1127
دعائكم لنا بالشفاء.
سأفرغ الردود هنا بإذن الله لكى يسهل الرجوع لها دونما الانتقال للرابط
هوس التفسير السياسي
الأحد, 26 جمادى الآخر 1435
د.فهد العجلان
تتملكني الدهشة والإعجاب كلما نظرت في بعض المواقف الصارمة لأئمة السلف من الأحكام الفقهية المتعلقة بالتعامل مع (السلطة السياسية).
ولو فتح الشخص صفحة ذلك التاريخ لانهالت على ناظريه عشرات القصص والأخبار في إنكار الدخول على السلاطين، أو تولي القضاء لهم، وإسقاط الرواية عمَّن وجدوه مترخصاً في ذلك، إلى مواقف أشد حسماً وصرامة كمثل ما روي أن (خلفاً البزار) رفض الرواية عن شيخه (الكسائي) بسبب أنه سمعه مرة يقول: سيدي الرشيد، فقال: (إن إنساناً مقدار الدنيا عنده أن يجعل من إجلالها هذا الإجلال لحري أن لا يؤخذ عنه شيء من العلم)[1].
وأتساءل مع القارئ الكريم: ما سبب هذه الصرامة المنهجية التي سلكها أولئك الأئمة؟
يحلو لكثير من الناس أن يبحث لها عـن مبـررات وأعذار؛ لأن ثَمَّ قنـاعة في التفكير الفقهي المعاصر بعدم رجحان مثل هذه
المواقف بناءً على قاعدة جلب المصالح ودفع المفاسد، وهي آراء قابلة في تفاصيلها للاجتهاد والأخذ والرد.
غير أن ما يدهش المتابع حقاً أن هذا الموقف في جملته قد كان صيانة ربانية وعناية إلهية لهذه الشريعة من حيث لا نشعر؛ لأن (التفسير السياسي) هو أعظم قوس جائرة سُدِّدت إلى جسد التراث الإسلامي؛ فكل الدراسات الفكرية المعاصرة التي أخذت تنبش في تاريخ الإسلام وتراثه كانت تعتمد بشكل رئيس على تأثير السياسة على النصوص الشرعية وطرائق الاستدلال والاجتهاد، وأن الأحكام والنصوص لم يكن مردُّها إلى التشريع والديانة بقدر ما هي متأثرة بواقعها الذي صاغته السياسة.
وحين يعرف المتابع حقيقة ما كان عليه العلماء في ذلك الزمن، وبُعدَهم عن السلطة، وتحاشيهم عنها، وتحفُّظهم من مجرد الدخول عليها أو تولي القضاء لديها، فإنه سيجد أن مثل هذا الاتهام ضرب من الهجاء والشتيمة لا أساس له من البحث العلمي.
يغطي التفسير السياسي مساحة واسعة في حركة خلايا العقل العَلماني المعاصر، ولو تعطل هذا التفسير لتوقفت حركة تلك القراءات عن البحث في تراث الفقهاء ونصوص السَّنة؛ فلا يقرأ الباحث منهم أي حكم أو ينظر في أي نص إلا ويفتش عن أثر السياسة في الموضوع، وبطريقة كسولة جداً لا تتعدى ربط أي نص شرعي بأقرب حدث سياسي، وتعليق أي حكم بأدنى سلطان
(فما من شيء في هذا التاريخ إلا وهو مبصوم بخاتم السياسة: الفكر، والفقه، والاجتماع، والاقتصاد، واللغة، والفن، والجغرافيا، والسيكولوجيا، بل النص الشرعي ذاته)[2].
فكلها مصبوغة بالسـياسة، ولم يبـقَ ما هو خارج عن تأثير السياسة إلا شيء واحد، وهو ما يكتبه مثل هذا المؤلف، والبحوث والأفكار التي يقررها فهي بلا شك بعيدة عن تأثير السياسة التي تبصم على كل شيء.
ومع أن التفسير السياسي هو أكبر الأدوات التفسيرية التي يعتمدها هؤلاء في قراءتهم للتراث، وهو أكثرها شيوعاً وحضوراً؛ إلا أنه في الوقت نفسه أضعف نقطة وأهش زاوية يعتمدون عليها؛ فنشر نماذج وأمثلة للتفسير السياسي على السطح كافٍ لكشف المستوى الموضوعي والعلمي لتلك الدراسات، وأن هذا التفسير يعبر عن حالة مَرَضيَّة أكثر من تعبيره عن روح علمية.
فأحدهم يقرر تأثير السياسة على الشافعي؛ لأنه:
(الفقيه الوحيد من فقهاء عصره الذي تعاون مع الأمويين مختاراً راضياً)[3].
ولشدة ضغط المرض السياسي خفي عليه معرفة مولد الشافعي الذي يعرفه الجميع وهو (سنة 150هـ)؛ أي: بعد زوال الدولة الأموية بثماني عشرة سنة.
وباحث آخر يفسر الظاهرية التي كان عليها (ابن حزم) بأنها موقف سياسي اتخذه ابن حزم لأجل أن الدولة الأموية بالأندلس تحتاج لمشروع يناهض المشروع الثقافي لخصميها (العباسي) و (العبيدي) فجاءت بابن حزم:
(لينطق باسمها ويحمل مشروعها الثقافي)[4].
وقد أعماه التفسير السياسي عن إدراك الحقيقة التاريخية الواضحة من أن الدولة الأموية بالأندلس قامت سنة (138 هـ)؛ أي: قبل مولد ابن حزم بما يقارب قرنين ونصف من الزمان؛ إذ ولد سنة (384 هـ)، وسقطت الدولة سنة (422 هـ) وابن حزم ما يزال في عز شبابه (ت 456هـ).
ومؤلِّف ثالث يتهم كعب الأحبار بأنه يروي الأخبار تملُّقاً لعبد الملك بن مروان[5] مع أن كعباً قد توفي عام 34 هـ قبل أن يتولى عبد الملك الخلافة بما يزيد عن ثلاثين سنة، وهي فضيحة يستحي منها أي باحث لم يبتلى بمرض التفسير السياسي.
وقد كنا نحسب مصطلح (إجماع أهل المدينة) عند المالكية دليلاً وأصلاً شرعياً، لكننا لم ننتبه لكونه سلاحاً سياسيّاً وعصياناً للسلطة كما تفطَّن أحدهم حين قال: (فلو أراد إمام دار الهجرة التقرب إلى السلطة السياسية لوجد الطريق إلى ذلك سهلاً، بإسقاط هذا الأصل الذي انفرد به دون غيره، والذي يكفي لندرك بعده أن نرى فيه محاولة لإضفاء الشرعية على إجماع أولئك الذين قاوموا طويلاً سلطتي دمشق وبغداد)[6].
وخذ من الأمثلة والقراءات العقلانية التي تحكم على الحديث إذا ورد في فضل أحدٍ بأنه من وضع أنصاره، وإذا ورد في ذم أحد بأنه من وضع أعدائه، وأي نص له علاقة بالواقع فهو من صياغة الواقع له.
ومع ذلك، فالهوس بالتفسير السياسي لم يكن من إبداعهم وابتكارهم، بل نقلته تلك الدراسات المعاصرة من المدرسة الاستشراقية التي غرستها في أدمغة تلاميذها المقلدة فما عادوا يبصرون جيداً من دونها، وقد أحسن العلاَّمة (المعلمي) وصف بعض أسباب الخلل لديهم من أنهم:
(إنما يعرفون الدواعي إلى الكذب ولا يعرفون معظم الموانع منها)[7]؛
فهؤلاء الناس يعرفون الدواعي لتأثير السياسة من جهة قوة السلطان ورغبة الناس في التملق إليهم لكنهم لا يعرفون الموانع التي تحول دون تأثير السياسة كمثل ما عليه العلماء من الديانة والعدالة، ونفرتهم من الكذب، وما جرى من صيانة للعلم بالرواية والتدوين والجرح والتعديل مما يجعل تأثير السياسة فيها مستحيلاً.
فحقيقة الأمر أن كثيراً من القوم إنما يعبرون عما يجدونه في نفوسهم، فإذا شاهدوا تأثير السياسة على تغيير قناعاتهم ومذاهبهم ظنوا أن غيرهم لن يكون أحسن حالاً منهم، مع كثافة جهلٍ تحول دون فهمهم لحال التراث والشريعة التي يريدون تقديم تفسير لها، للحد الذي يقرر فيه أحدهم:
(لقد كان القائمون بجمع الروايات (النصوص) من المحدثين هم أنفسهم الفقهاء الذين يمارسون اللحظة ذاتها، عملية التدوين النصي وعملية التنظير الفقهي وفي ظل هذا الوضع لا يؤمَن من التداخل والقلب بين التشريع والتفسير)[8]،
فهو يتصور أن الفقهاء لم يكونوا يفرقون بين أقوالهم وبين أقوال النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيمكن للفقيه أن تختلط عليه فيجعل قوله هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث لا يشعر، فهذا التصور الظريف في فهم تاريخ المسلمين يفسر لك سر تضخم هذا الوهم في رؤوسهم.
هذا (التفسير السياسي) لا يقوم على أي إثبات أو برهنة علمية، فطريقتهم تقوم على ربط أي حكم أو نص شرعي بالسياسة من دون أي دلائل قاطعة، وإنما لأنه يشك – أو يريد أن يشك بالأصح - يبدأ في البحث عن أي مؤثر سياسي من دون أي يقدم على ذلك أي برهنة، وهذه الطريقة في إنكار الحقائق والطعن في الشرائع بمحض الأوهام ليست مبتكرة لهم فهي طريقة قديمة في التعامل مع محكمات الشريعة،
فهذا أحد المبتدعة القدامى يدعي أن الزنادقة قد دسوا على أهل الحديث اثنا عشر ألف حديث من حيث لا يشعرون (لاحظ ضخامة العدد)، وهو ما دفع الإمام الدارمي إلى الجواب عنه متهكماً:
(دونك أيها المعارض فأوجدنا عشرة أحاديث دلسوها على أهل العلم... أو جرب أنت فدلس عليهم عشرة حتى تراهم كيف يردونها في نحرك)[9].
هل معنـى هذا أن السـياسة لا تؤثر ولا تستغل الأحكام الشرعية؟
أبداً، بل لها تأثير ولا شك في ذلك، لكن تأثيرهم لم يمسَّ أصل الشريعة ولا نصوصها ولا مذاهب الفقهاء وأصولهم؛ فالتأثير يكمن في استغلال بعض النصوص والمواقف، وربما في تقديم بعض الفقهاء لأهوائهم وشهواتهم إرضاءً للسياسة لكن ذلك لا يضر إلا من فعل، أما نصوص الشريعة وأصول الاستدلال وقواعد الفقه فقد كانت في منعة أي منعة، عن التأثر بذلك، وكل محاولة تُثبِت خلاف ذلك فإنها ما زالت عاجزة عن إقامة أي إثبات علمي سوى الاعتماد على الشك والخرص علـى طريقة أحدهـم حين يحلـل أحـداث التـاريخ منطلقـاً مـن (يبـدو) و (أظـن) و (لا يُسْتبعَد)، ثم بعد ذلك (فتحصل يقيناً)[10].
--------------------------------------------------
[1] انظر: الآداب الشرعية لابن مفلح: 2/133.
[2] السلطة في الإسلام، العقل الفقهي السلفي بين النص والتاريخ، لعبد الجواد ياسين، ص 168.
[3] الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية، نصر حامد أبو زيد، ص 16.
[4] تكوين العقل العربي، لمحمد عابد الجابري، ص 309.
[5] السلطة في الإسلام، لعبد الجواد ياسين، ص 274.
[6] الفكر الأصولي وإشكالية السلطة العلمية في الإسلام، لعبد المجيد الصغير، ص 235.
[7] التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل، لعبد الرحمن المعلمي: 1/27.
[8] السلطة في الإسلام، لعبد الجواد ياسين، ص 321.
[9] نقض عثمان بن سعيد، ص 401.
[10] أشير هنا وأشيد برسالة لطيفة بعنوان (التفسير السياسي للقضايا العقدية في الفكر العربي المعاصر) للأستاذ الباحث: سلطان العميري، وهي من إصدارات مركز التأصيل للدراسات والبحوث، فهي جديرة بالقراءة والاطلاع.
طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على الشيعة لم يستوعبها عقل عدنان إبراهيم !
سليمان الخراشي
...................
بسم الله الرحمن الرحيم
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ردوده على الشيعة منهجٌ فريد لم تستوعبه عقول البعض ، وهو أنه يُقابل شبهات الشيعة على الصحابة بشبهات خصومهم النواصب والخوارج ؛ ليخرج الحق من بين الفريقين صافيًا نقيًا ، كما قال تعالى : ( نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِين ) .
فإذا طعن الشيعي بأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، يُلزمه شيخ الإسلام بطعن النواصب في علي رضي الله عنه في نفس المسألة ؛ فيُسقَط في يد الشيعي ؛ فيكف عن النيل من سادات الأمة .
هذه الطريقة ( الإلزامية ) يعرفها العلماء العارفون بطريقة المناظرات والردود ، وقد استخدمها بعضهم .
من ذلك : أن طاغية الروم النصراني قال للإمام الباقلاني رحمه الله : أخبرني عن عائشة زوجة نبيكم ! – يريد الطعن فيها رضي الله عنها - فقال له الباقلاني: هما اثنتان قيل فيهما ما قيل: زوج نبينا ومريم ابنة عمران، فأما زوج نبينا فلم تلد وكان لها بعل، وأما مريم: فجاءت بولد، وليس لها بعل ! وكلٌ قد برأها الله مما رُميت به. فسكت طاغية الروم ولم يُحِر جوابًا.
فهل يظن جاهلٌ أن الباقلاني يطعن في مريم عليها السلام ؟! حاشاه .
ومن ذلك : قول العلائي " الشافعي " في رسالته " تحقيق منيف الرتبة " ( ص 8 ) :
(كل ما قدح به المبتدعة في الصحابة الذين أَسقطوا عدالتهم ، يُتصور مثله في الصحابة الذين لم يقدحوا في عدالتهم . فإن تأولوا أفعال من وافقوا على عدالته وحسّنوا لهم المخارج في أمورهم ، كانوا مقابَلين بمثله فيمن خالفونا في عدالته ، ولايجدون فرقاً قاطعاً بين الطائفتين بالنسبة إلى انقداح التأويل ، وإحسان الظن بهم ، وانسداد ذلك في حق الجميع ).
قلت : هذه الطريقة الإلزامية المُفحمة لا تصلح إلا في المناظرات والمحاججات العلمية التي لا تناسب عوام الناس وأشباه العوام ؛ ممن قد يسيؤون الفهم والظن ، فيتوهمون أن شبهات النواصب – مثلاً – يقول بها مَن يوردها لإلزام الشيعة !
وهذا – للأسف – ما وقع فيه البعض تجاه شيخ الإسلام ؛ حيث قصرت أفهامهم ، فأساؤوا الفهم – عن عمدٍ أو جهل - ؛ فاتهموا شيخ الإسلام بما ليس فيه ، ونسبوا له أنه يقول بأقوال النواصب التي إنما أوردها ليكف بها صولة الشيعة على الصحابة رضي الله عنهم .
من نماذج هذا : قول المدعو ( عدنان إبراهيم ) في خطبة له على اليوتيوب عن شيخ الإسلام ابن تيمية أن عليًا رضي الله عنه كان : ( محبًا للرياسة ) !!
ولو عاد القارئ إلى مجموع الفتاوى ( 4 / 470 ) الذي فهم منه عدنان فهمه السقيم ، نجد شيخ الإسلام يضرب شبهات الشيعة بشبهات النواصب فيقول :
(فاذا قال الرافضى : إن أبا بكر وعمر وعثمان كان قصدهم الرياسة والملك فظلموا غيرهم بالولاية ، قال لهم – أي الناصبي - : هؤلاء لم يقاتلوا مسلما على الولاية وانما قاتلوا المرتدين والكفار وهم الذين كسروا كسرى وقيصر وفتحوا بلاد فارس وأقاموا الاسلام وأعزوا الايمان وأهله وأذلوا الكفر وأهله وعثمان هو دون أبى بكر وعمر فى منزلته ومع ذلك فقد طلبوا قتله وهو فى ولايته فلم يقاتل المسلمين ولا قتل مسلما على ولايته ، فان جوزت على هؤلاء أنهم كانوا ظالمين فى ولايتهم أعداء الرسول كانت حجة الناصبى عليك أظهر ،واذا أسأت القول فى هؤلاء ونسبتهم الى الظلم والمعاداة للرسول وطائفته كان ذلك حجة للخوارج والنواصب المارقين عليك ، فإنهم يقولون : أيما أولى أن يُنسب إلى طلب الرياسة ؟ من قاتل المسلمين على ولايته ولم يقاتل الكفار وابتدأهم بالقتال ليطيعوه وهم لا يطيعونه ، وقتل من أهل القبلة الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون البيت العتيق ويصومون شهر رمضان ويقرءون القرآن ألوفا مؤلفة ، أومن لم يقاتل مسلما بل أعزوا أهل الصلاة والزكاة ونصروهم وآووهم ، أو من قُتل وهو في ولايته – أي عثمان - لم يقاتل ولم يدفع عن نفسه حتى قُتل فى داره وبين أهله رضي الله عنه ؟
فإن جوزت على مثل هذا أن يكون طالبًا للملك ظالما للمسلمين بولايته فتجويزك هذا على من قاتل على الولاية وقتل المسلمين عليها أولى وأحرى .
وبهذا وأمثاله يتبين أن الرافضة أمة ليس لها عقل صريح ولا نقل صحيح ، ولا دين مقبول ولا دنيا منصورة ، بل هم من أعظم الطوائف كذبا وجهلا ، ودينهم يُدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد كما دخل فيهم النصيرية ) انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله .
فجاء عدنان إبراهيم فنسب له قول النواصب الذي ساقه لإلزام الشيعة !! فالله حسيبه .
متغافلاً عن أقوال شيخ الإسلام الكثيرة في تبجيل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
تجد بعضها هنا :
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2291
وهنا :
http://www.dorar.net/art/1523
وهنا :
http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=50592
وهنا :
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=7&book=728
أخيرًا
أُذكّر من رمى شيخ الإسلام بما ليس فيه – إن كان يخاف على نفسه من العقاب – بقوله تعالى : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (من قال في مؤمن ما ليس فيه, أسكنه الله ردغة الخبال؛ حتى يخرج مما قال ) رواه أحمد, وأبو داود، وصححه الألباني .
هدى الله ضال المسلمين ، ووفقهم لقول كلمة الحق في الغضب والرضا ..
هدم المذهب النسبي
الجمعة, 11 شوال 1435
شهاب المسلم
النسبية هي وضع فلسفي يرى كل وجهات النظر أنها صحيحة شرعية متساوية، فكل الحقائق نسبية إلى الفرد. وهذا يعني أن كل الأوضاع الأخلاقية، وكل الأنظمة الدينية، وكل الأشكال الأدبية، وكل الحركات السياسية هي حقائق نسبية للفرد.
وأول عبارة واضحة عن النسبية ظهرت في قول أفلاطون:" تظهر الأشياء لي، كما توجد بالنسبة لي، وتظهر الأشياء للآخرين، كما توجد بالنسبة لهم" فالنسبية تقرر أنه لا يوجد هناك حقيقة موضوعية، فما أراه هو الحقيقة بالنسبة لي، وما تراه هو الحقيقة بالنسبة لك، فلا يوجد خطأ.
ففي النسبية ليس هناك أحد يقول أن منهجي وطريقي هو المنهج الصحيح الوحيد لذا يجب أن لا نقهر أحد على قبول منهج ما أو طريقة معينة. فمنهج الإرساليات التبشيرية والعسكرية انتهى.
وفي النسبية مقياس السلوك هو ذواتنا، فما هو الحق والعدل في عين شخص ربما لا يكون حقاً وعدلاً في عين شخص آخر. ولا أحد يستطيع أن يزعم أنه هو على الحق والصواب أو الحقيقة المطلقة. والاختلاف في الحقائق يعود إلى اختلاف الرؤية والوضع الملائم للشخص. فمثلاً في أمريكا يقودون السيارة على اليمين وفي بريطانيا وأستراليا على اليسار، فهذا اختلاف في الأشكال والأساليب ولكنهم يشتركون في وضع ضوابط وقوانين تضبط حركة السير ، فكذلك الإنسانية لا يمكن أن تعيش دون ضوابط وإن كان هناك اختلاف في الوسيلة والأسلوب .
والفلسفة النسبية منتشرة في ثقافة الفكر الغربي المعاصر متمثلة في رفض الإله والحقيقة المطلقة. وقد أدت هذه الفلسفة إلى انتشار الأمراض الأخلاقية فقد شجعت الفرد إلى أن يقبل الشذوذ الجنسي والإباحية والتفسخ ونشر الرذيلة. فمبدأ: كل فرد على حق. أو بعبارة أخرى: لا توجد حقيقة مطلقة. أو: هذا حق عندك وليس عندي وعبارات أخرى غير منطقية شبيهة لهذا المعنى المقصود منها تسويغ أعمال الرذيلة وإعطائها نوعاً من القبول الذاتي والاجتماعي.
يقول "سيمون" أحد الفلاسفة الغربيين المعاصرين: " إذا نحن تخلينا عن أي سلطة فوق الطبيعة فإننا سنواجه قوانين أنشاءناها بأنفسنا، وعليه يظهر التفكير أن القوانين أنشئت بطرق مختلفة بأناس مختلفين في أزمان متفاوتة، وفي أي حالة، وليس هناك حقيقة واحدة وإنما هناك فقط حقائق مختلفة لمجتمعات متباينة " هذه هي فكرة النسبية وذلك أن "الحقائق الأخلاقية تتفاوت تبعاً للفرد والزمان والظروف"
وتحت المظلة النسبية تصنف المجموعات وفق التالي:
أ ـ النسبية المعرفية: وهي تؤكد أن كل الحقائق نسبية. وهذا يعني أنه لا توجد هناك حقيقة أكثر مصداقية من الأخرى وبالتالي لا يوجد مقياس موضوعي للحقيقة، ونتيجة طبيعة أن تنكر وجود إله مطلق.
ب ـ النسبية الأخلاقية: كل الأخلاقيات نسبية داخل المجموعة الاجتماعية التي يتكون فيها.
جـ ـ النسبية الوضعية: كل أخلاقيات الصواب والخطأ يعتمد على الوضع التي تعيشه.
النسبية المعرفية:
تؤكد النسبية المعرفية أن كل الحقائق نسبية. وهذا يعني أنه لا يوجد نظام حقيقي محدد أكثر صحة ومصداقية من نظام آخر، ولا يوجد مقياس موضوعي للحقيقة. ولذلك من الطبعي أن تنكر حقيقة وجود إله مطلق. وكذلك تنكر أن التفكير العقلي يمكن أن يكتشف الحقيقة ويؤكدها. وإن كانت النسبية المعرفية لا تنكر وجود اختلافات في الثقافات المتنوعة؛ بل تؤكد ذلك، إلا إنها في المقابل لا يوجد هناك نظام ابستميولوجي (طريقة معرفة الأشياء) أعلى من نظام آخر. وبالطبع هذا يؤدي إلى إدحاض ذاتي وذلك بزعمها أن مبدئها للحقيقة النسبية هو حقيقة مطلقة وأنها تستخدم لتحديد النسبية المعرفية بأنها حق.
النسبية الأخلاقية:
النسبية الأخلاقية تعني عدم وجود أخلاق مطلقة، فليس هناك صواب وخطأ أخلاقي. فالنسبية تسمح للأشخاص بأن يتبنوا الأخلاقيات التي يريدونها كما يتبنون الثقافة والمعرفة. وإنكار الأخلاقيات المطلقة هو إنكار للقيم الإيمانية التي تقرر أصول أخلاقية يجب أن يتحلى بها المرء. فإذا كانت الأخلاق تتغير مع مضي الوقت فإن هناك إشكالية تناقضية ذاتية داخل المنظور النسبي، فمثلاً الاسترقاق كان مباحاً لدى الأمريكان ويرونه أمراً مقبولاً لا يتعارض مع القيمة الأخلاقية ثم مع مرور الوقت منعوا الاسترقاق واعتبروه عملاً غير أخلاقي. وقد تتغير وجهة نظرهم في المستقبل فتعاد فكرة قبول الاسترقاق وأنه لا يتصادم مع القيم الأخلاقية، فكيف نقول أن الاسترقاق حق أم باطل؟ فلا شك أن هذا يحدث مجموعة من التناقضات في القضية الواحدة هل هي حق أم باطل؟
النسبية الأخلاقية تجعل المجتمع هش سريع الانحلال والذوبان، فالأخلاق هي الرابط الاجتماعي كالرابط العنصري في تماسك المجتمع، لذا لابد أن تكون هناك قضايا أخلاقية مجمع على صوابها أو خطأها. فالرشوة وإن كانت قضية إيمانية فهي كذلك قضية أخلاقية، فلابد أن يكون هناك اتفاق جمعي بأنها عمل مشين يؤدي إلى فساد المجتمع وينبغي أن ترفض من الكل.
انتشار المذهب النسبي:
إلا أن هناك تساؤل: لماذا النسبية اكتسبت لها مكانة رفيعة في المجتمع الحديث؟ في الواقع يوجد هناك عدة عوامل ساهمت في قبول النسبية:
أولاً: النجاح العملي زاد في اعتقاد فكرة أن الإجابات الحقيقية توجد في العلم. لذا يعتقد كثير من الناس أن ما يقولونه العلماء ـ مهما يكن ذلك القول ـ هو صحيح. وإذا لم يستطع العلم أن يجد جواباً لشيء ما فإنه ببساطة ستكتشف الحقيقة لاحقاً. فالناس يؤمنون بالعلم والمطلق فقط فيما نعرفه الآن. والذي ربما يكون غير حقيقي لاحقاً. وهذا يقوض الحقيقة المطلقة.
ثانياً: مع القبول الواسع لنظرية التطور، فالإله أُزيح بعيداً خارج المنظومة الفكرية، وبدون اعتقاد وجود الإله المقرر للحقيقة والباطل فإن الإنسان سيكون بديلاً عن الإله ويقرر ويعتقد ما هو الحق وما هو الباطل.
ثالثاً: نحن نواجه ثقافات متنوعة ومتفاوتة، وهذا الاتجاه يجعلنا أكثر انسجاماً وقبولاً مع فكرة وجود أكثر من طريق لعمل شيء ما. والإيمان بتعدد الثقافات لا يشترط ببطلان هذه الفكرة لكنه يعمل على تقويض أو إنكار الحقيقة المطلقة.
رابعاً: زيادة الفلاسفة النسبيين وخصوصاً المنتمين إلى حركة العصر الجديد الذين يقولون: أنه لا يوجد حقيقة مطلقة، وأن كل شيء بإمكانه أن يخلق واقعه.
خامساً: التحرر من القيم الأخلاقية ، والقيود الاجتماعية فالنسبية تقرر مذهب دعه يعمل ما يشاء.
نقض النسبية:
لا يمكن لأي مجتمع أن يعيش دون حقائق مطلقة مشتركة بين أفراد مجتمعه ، فبدون الحقيقة المطلقة لن يكون هناك تماسك اجتماعي وسينشأ الصراع والنزاع وستصدم الآراء ويحدث الانشراخ الاجتماعي والتمزق الثقافي وبالتالي يؤدي إلى ضعف المجتمع وسقوطه.
من الطبعي أن يحدث هناك اختلاف في تقييم الأشياء واختلاف في كيفية التعامل معها ولكن يظل هذا الاختلاف والتفاوت في ظل مظلة عامة متفق عليها. فقد يختلف الآباء في تربية أبنائهم ولكنهم في الغالب يتجهون إلى نفس الهدف. فالحقيقة العامة متفق عليها ولكن الأساليب في التعامل مع هذه الحقيقة قد يختلف.
والاختلاف في قيادة السيارة لا يؤثر على المعنى الأساسي للقيادة أو يمنع من وجود قوانين للقيادة. وقس على ذلك عادات وأعراف الناس فقد تختلف ولكنها تتفق في المعنى العام. وهذه القضية أمر مسلم به وليست من النسبية التي تؤدي إلى انعدام الحقيقة المطلقة؛ بل هذا اختلاف في الأساليب والوسائل وليس في المعاني والغايات.
إن الاختلاف في الأساليب لا يعني هذا أنه لا يوجد حقيقة مطلقة، ولو قلنا باختلاف الممارسات الفردية فإنه لن توجد هناك أرضية مشتركة بين الناس، وميزان يحكمون فيه الصواب والخطأ، والحق والباطل. ولتنازعوا الناس في حكم الكذب والسرقة والاغتصاب، ولتنازعوا في تقرير القضايا العقلية والعلمية كنتيجة (1+1=2) . ولتنازعوا في الموجودات والمعدومات، فهل الموجود موجود، وهل المعدوم معدوم.
إن الحقائق المطلقة كثيرة جداً لا يستطيع العقل أن يردها وهي تشهد على زيف النسبية فمن ذلك أن الإنسان لا يوجد نفسه من العدم فهذه حقيقة مطلقة.
وهنا يتجه سؤال: لو كانت وجهات النظر الأخلاقية كلها صواب، فهل يكون لنا الحق في معاقبة شخص ما؟ وهل لنا الحق في إصدار حكم على أمر ما بأنه خاطئ؟ فلكي نقول أن ذلك الشخص مخطئ فإنه يجب أولاً أن يكون لدينا مقياس نفرق بيه بين الصواب والخطأ كي نحكم على الأشخاص، فلو كان هذا المقياس بُني على النسبية فلن يكون لدينا مقياس مطلقاً. ففي السببية، مقياس الصواب والخطأ مشتقة من القيم الاجتماعية. فإذا تغيرت القيم الاجتماعية تغير المقياس تبعاً لذلك؛ وبالتالي لا يمكن لأحد أن يحكم على شخص بالصواب والخطأ إذ يمكن أن يكون هذا الخطأ صواباً في المستقبل!
وبما أن النسبية هي وضع فلسفي يرى أن كل وجهات النظر صحيحة وأنها نسبية للفرد، فإن هذه الوضعية الفلسفية تحمل التناقضات في طياتها
أولاً: كل الحقائق نسبية: إذا كانت الحقيقة نسبية؛ فإن عبارة " كل حقيقة نسبية" تعتبر عبارة مطلقة، والنسبية ترفض المطلق، فالعبارة متناقضة في ذاتها فبالتالي ليست كل الأشياء نسبية وعليه فعبارة " كل حقيقة نسبية" خاطئة. والقول أن " كل حقيقة نسبية" يرفضه الواقع، فهناك حقائق كثيرة مطلقة لا تحمل النسبية بالاتفاق، فالشمس محرقة، والسماء فوقنا، والإنسان ناطق نامي وغير ذلك من الحقائق التي يعجز القلم عن إحصائها.
ثانياً: ما كان حقاً لديك ليس حقاً لدي: فأقول: أن الحق لدي أن النسبية باطلة، فإذا قلت لي: لا هذا ليس صحيحاً. فهذا يلغي المبدأ الذي قررته النسبية أي ما كان حقاً عندي ليس حقاً وبالتالي فالنسبية باطلة؟
وإذا قلت: نعم وأقررت بقولي، فالنسبية باطلة.
وإذا قلت: إن ذلك حقاً فقط عندي أن النسبية باطلة، فإن هذا يعني أنني أعتقد ببطلان النسبية، وإذا كان اعتقادي صحيحاً، فكيف يمكن أن تكون النسبية صحيحة.
ثالثاً: لا أحد يستطيع أن يعرف أي شيء من غير شك: إذا كان هذا صحيحاً، فإننا نعرف أننا لا نستطيع نعرف أي شيء من غير شك، فبالتالي معرفتنا هنا مطلقة وهذا دحض ذاتي.
رابعاً: النسبية غير قادرة على إنكار ما يتناقض مع الحقيقة ذاتها. النسبية تحمل التناقض الذاتي، فالكل لديه الحقيقة فلا ينبغي أن يكون هناك إقناع الآخرين بما تحمله من أفكار ومعتقدات فما تراه أنت حقيقة لا يحق لك أن تقنعهم لأن يرون ما لديك هو الحقيقة. فالنسبية لديها خاصية منطقية غريبة يرفضها الممارسة الواقعية، فالتطبيق الواقعي للنسبية أنها تملك الحقيقة وما عداها من أفكار ورؤى خاطئة فهي تمنع من يناقضها
12345
مرات التقييم:«69»
هذا هو عدنان ابراهيم يا سلمان العودة باختصار
الجمعة, 22 رمضان 1433
الشيخ عبدالرحمن دمشقية
صعقت بالأمس لما وجدت ثناء سلمان العودة على عدنان إبراهيم لما سأله أحدهم عن موقفه منه وهل ينصحه بمتابعته وتلقي علومه فقال:
" عدنان ابراهيم رجل موسوعي ومتحدث، وله مواد مفيدة في تعزيز الإيمان، ولديه مواد وموضوعات لم يحالفه فيها التوفيق".
أولا عدنان ابراهيم رافضي طعان مستهزئ بالصحابة صار معروفا بذلك. ومثل هذا لا يكتفى يأن يقال: لم يحالفه التوفيق. بل يقال رافضي كما وصفه بذلك الشيخ عثمان الخميس لكثرة ما وقف على طعونه في الصحابة، فجزاه الله خيرا.
وهدى الله سلمان العودة على عدم نصحه وموقفه المتميع ممن صار رمزا وعلما في الزيغ والعداء لأهل الحق.
ثانيا: أنا لا أدري كيف يصف سلمان العودة عدنان ابراهيم بأن كلامه يعزز الإيمان وأتساءل: هل خفي عليه انه يدعو الى منهج الشك. ويقول هذا منهجي الأصل أن أشك. وهو في ذلك على مذهب الغزالي.
ثالثا: عدنان ابراهيم دارويني يوافق مذهب داروين في أصل الانسان بانه قرد. ديكارتي: يوافق مذهب التشكيك في المسلمات. داعية الى البدعة عدو للسنة مشكك في مصادرنا. طاعن في البخاري ومسلم. وهذه التزكية من سلمان تصحيح لمساره ولا ينفع معها أن يقول: لم يحالفه التوفيق.
ومن صار رمزا في الباطل والبدع والطعن في الصحابة ومنهجهم لا يجوز تزكيته ولا الثناء عليه ولا الحث على طلب علم منه، فإن في هذا أعظم التلبيس على الناس لأنهم لا يميزون بين ما عنده من صحيح مختلط بباطل.
وقد قال أهل العلم: من وقر صاحب بدعة فقد اعان على هدم الاسلام.
وما عند عدنان إبراهيم من حق وصواب فإنه لا يطلب منه، بل يؤخذ من غيره.
صحيح أن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث.
لكن يصح أن نقول: إذا بلغ الخبث قلتين لا تؤخذ منه قطرة ماء. وما عند عدنان إبراهيم خبث كثير.
وإليكم باختصار أهم ضلالات عدنان إبراهيم
عدنان ابراهيم معظم للبوطي داعية الى منهجه متخرج من مدرسته.
طعان في الصحابة يرفض القول بعدالتهم.
يصف أبا هريرة بأنه قليل الذوق يلتصق ببيت النبي والنبي يلمح له أن يذهب فلا يفعل.
يصرح بأن هناك من الصحابة من هو صحابي لكنه حقير وملعون الوالدين.
يدعي أن بعض الصحابة كان يضع يده في الطعام ليتلمس أيادي نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
يطعن في عائشة ويصفها بأنها رجلة يعني مسترجلة وانها جاهلة ولا يجزم إن كانت في الجنة أو في النار.
طعان في عثمان بن عفان: زعم انه غير جدير بالخلافة وأنه كان مبذرا لخزينة بيت مال المسلمين متساهلا.
يسب معاوية ويصفه بالقزم التاريخي. ويزعم أنه كان يستهزئ بعمر بل وبالرسول.
زعم أن من أصحاب الشجرة من ربما دخلوا النار. وأن معنى قول النبي أنهم في الجنة لا يعني بالضرورة أنهم لن يمروا على النار قبل ذلك.
بل زعم أن العشرة المبشرين بالجنة لا ضمان من أن يدخلوا النار قبل ذلك.
متعصب للغزالي حتى الجنون مع ان الغزالي يدعو الى وحدة الوجود.
مدافع عن قوله: ليس في إمكان الله أن يخلق أفضل عالما من هذا العالم.
متعصب للكوثري عدو السنة وعن مصطفى صبري. بل وعن السقاف.
بذيء سفيه وقح متطاول على الدعوة السلفية ومشايخها يشبههم بقساوسة النصارى ويقول لهم: قد ولى عهد الاكليروس قد ولى عهد الكهنوت. يشبههم بالكهنوتيين مع تعظيمه لمشايخ الرافضة كمحمد باقر الصدر.
جهمي يدافع عن الجعد بن درهم ويثني عليه ويطعن في خالد بن عبد الله القسري الذي قتله وضحى به لأنه جهمي.
طعان في البخاري ومسلم يزعم أنها مملوءان بالخرافات والأكاذيب. ولا يزال يأتي بالشبهات في خطبه ليثبت ذلك.
بل يتلاعب بنصوص البخاري تدليسا ومراوغة ليثبت انحراف البخاري.
يزعم أن أيادي اليهودي تلاعبت بصحيح البخاري ومسلم. ودست فيها الأكاذيب. ولا ادري كيف غفل كل علماء الأمة كابن الصلاح وابن حجر حين حكيا اتفاق الأمة على تلقي الصحيحين بالقبول والتسليم. حتى جاءنا هذا الزائغ من النمسا ليحذرنا منهما!!
معظم لنظرية داروين في التطور يزعم أنها يوافقه 99% ويا ليته وافق البخاري مثل نسبة موافقته لداروين.
طعان في ابن تيمية ويصف منهجه بالمنهج الكارثة أشبه بالخوارج. ويطعن في تقسيمه للتوحيد. وأن سلفه مجرمون وزنادقة.
يغازل الرافضة ويثني على مشايخهم ويزعم أن أمثاله يتعرضون للاضطهاد والبلاء إذا أعلن محبة أهل البيت. كما صرح بذلك للرافضة في غرفة الغدير.
وهذا تعريض بمذهب أهل السنة قاطبة واتهام له بالنصب. فليترك هذا الزنديق هذا المذهب وليذهب للرافضة.
ويقول للرافضة في اتصال جرى بينه وبينهم ومسجل عندي: كل من أحب أهل البيت فليستعد للبلاء.
يعظم محمد باقر الصدر ويقول من لم يعرفه فهي كارثة.
ينكر نزول المسيح مع ان الخبر فيه قد تواتر.
داعية إلى تعلم الفلسفة والمنطق وعلم الكلام ويسميه بعلم التوحيد
ويدعو عليهم في كثير من مجالسه قائلا: الله يخلص الأمة منكم.
صرح بأن اليهودي والنصراني إذا آمنا بمحمد فلا يلزمهما اتباعه ويجوز بقائهما على دين اليهودية والنصرانية. مكذبا قول الله: ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه.
يصرح بعجز الجناب الإلهي وأنه ليس في إمكان الله أن يخلق عالما أفضل مما خلق. ويلزم من خالفه بأنه يعتقد أن الله بخيل. فإما ان يقبل بعجز الله او ببخل الله.
وبعد هذا يقول سلمان العودة: بأنه شخصية موسوعية وكلامه يعزز الايمان. وله أمور لم يحالفه فيها التوفيق؟!.
يعظم نظرية دارون التي لا يزال الملحدون يستغلونها لتقرير إنكار الذات الالهية: ثم تكتفي يا سلمان بالقول: بأنه لا يحالفه التوفيق؟ أي تساهل في الدين بلغت اليه بسبب حزبيتك؟
أقول: من عرف عنه الترفض والطعن في الصحابة لا يكتفى بأن يقال إنه لم يحالفه التوفيق. بل يقال رافضي. وإلا لزم ان نقول: أن الرافضة لم يحالفهم التوفيق.
فقد سئل الإمام احمد سئل عمن يطعن في أحد من أصحاب النبي فقال: لا أراه على الاسلام.
وأبو زرعة حكم على من يطعن في واحد من أصحاب النبي بأنه زنديق.
بل صح عن النبي انه قال: من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين.
فكيف إذا اجتمعت في عدنان إيراهيم هذه المصائب: أيكفي ان يقال: لم يحالفه التوفيق؟
فإتق الله يا سلمان العودة وكف عن توصياتك بمن وافقك في حزبيتك.
فالانتصار للطائفة المنصورة أولى من الانتصار لطائفة الاخوان المخذولة.
وثناؤك على عدو السنة وذنب الرافضة عدنان إبراهيم سوف تسئل عنه يوم القيامة.
اللهم نعوذ بك من الفتنة في الدين.
الرد على عدنان إبراهيم في سبه للصحابة بالوحي والعقل والمنطق والتاريخ
الثلاثاء, 16 جمادى الآخر 1433
أمير محمد محمد الأمين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
، ذكر عدنان إبراهيم خطيب مسجد الشورى بفيينا في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم 28 أكتوبر2011 أن هناك من يُشنعون عليه بسبب مايسميه نقداً لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه زاعماً أن خلافه في هذه المسألة مع من خالفه فيها إنما هو خلاف فرعي يسع الناس أن تتعدد مشاربهم فيه لأنه ليس من أمور العقيدة المهمة , وانتقد خطيب مسجد الشورى الذين يصنفون الناس إلى سنة وشيعة وأشعرية وغير ذلك , وأنكر إنكاراً شديداً على من يلعن مسلماً يؤمن بالله واليوم الآخر في تلك الخطبة التي استغرقت ساعة وعشرين دقيقة من الزمن فأقول رداً على هذه المغالطات
أنه لم ينتقد معاوية رضي الله عنه فحسب ولكنه سبه وسب غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكلمة السب في لغة العرب لفظ يشمل اللعن والتنقص والإستهزاء وغير ذلك مما يشان به الإنسان فمن انتقص أحداً من الصحابة الكرام وقلل من شأنه كما فعل عدنان فقد سبه وأتى بذلك منكراً عظيماً وفسقاً مبيناُ لقوله صلى الله عليه وسلم (من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )صححه الألباني.
ومعاوية رضي الله عنه داخل في عداد الصحابة بإجماع أهل العلم ولكن خطيب مسجد الشورى أخرجه منهم كما أخرج خالد بن الوليد وكثيراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جملة الصحابة فزعم أنهم من التابعين لأنه يدعي أن كل من أسلم بعد صلح الحديبية فليس بصحابي ( سلسلة عدالة الصحابه ) ويستدل على ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام يوم الحديبية ( أنا وأصحابي حيز والناس حيز لا هجرة بعد الفتح ) رواه أحمد - ويستدل بما رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مخاطباً خالد بن الوليد لما جرى بينه وبين عبدالرحمن بن عوف ماجرى
( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ) –(رواه البخاري ومسلم)
وعلى هذا فقد أخرج عدنان إبراهيم أبا هريرة وخالد بن الوليد وأبا سفيان واشج عبد القيس وعمرو بن العاص وسهيل بن عمرو وأبا موسى الأشعري وآلاف الذين أسلموا آنذاك وصحبوا النبي من كونهم صحابة لأن كل هؤلاء وغيرهم أسلموا بعد الحديبية فأقول في الرد عليه في هذه المسألة :
• أولاً : حديث لاتسبوا أصحابي لا يعني أن خالداً رضي الله عنه ليس من أصحابه ولكن النبي صلى الله عليه وسلم وصف عبدالرحمن بن عوف بكونه من أصحابه وسكت عن خالد لأن عبدالرحمن بن عوف لما أسلم وصار في زمرة أصحابه صلى الله عليه وسلم كان خالد رضي الله عنه لازال مشركاً يحارب الإسلام ولهذا الحديث نظير آخر في السنة وهوقوله عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب فيما رواه البخاري (هل أنتم تاركوا لي صاحبي) يعني أبا بكر فهل يجوز لأحد بعد ذلك أن يدعيَ أن عمر ليس بصحابي لقوله عليه الصلاة والسلام هل أنتم تاركوا لي صاحبي الجواب : لا, لأن كون ابي بكر صحابي لا ينفي كون عمر كذلك إلا أن أبا بكر أسبق إسلاماً وأخص بالصحبة من عمر وهذا وقع تماماًمقابل قوله عليه الصلاة والسلام لخالد لا تسبوا أصحابي عندما أخطأ خالد في حق عبدالرحمن بن عوف لأن ابن عوف أسبق إسلاماً وأخص بالصحبة من خالد كما تقدم ذكره وأظن أن عدناناً أوتي من جهة الفهم فهو يفسر كثيراً من الأحاديث تفسيرا خاطئاً لا دليل له عليه سوى إتباعه للهوى مخالفاً بذلك الحق وإجماع العلماء
ويستدل في أحايين كثيرة بالأحاديث المكذوبة والشديدة الضعف لأنه يعلم أن كثيراً من الذين يجلسون أمامه في حلقة الدرس لا يراجعون مايقول مراجعة علمية ولا يهتمون بمعرفة عما إذا كان مايستدل به من النصوص صحيح أم ضعيف أو موضوع فهم يقلدونه ويتعصبون له إلا من رحم الله
• ثانياً : الدليل الثاني الذي استدل به عدنان في نفي الصحبة عن خالد بن الوليد وغيره من الصحابة الذين أسلموا بعد الحديبية وهو حديث الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الحديبية( أنا وأصحابي حيز والناس حيز )لا يراد به نفي الصحبة عن الذين أسلموا بعد الحديبية لأن الإجماع منعقد على أن هؤلاء ومن تبعهم من الطلقاء كلهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن المراد به انتفاء الهجرة بعد الفتح .
والذين حضروا خطبة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في السنة العاشرة من الهجرة كانوا كلهم صحابة بإتفاق العلماء وكلهم عدول لأنه قال لهم ألا ليبلغ الشاهد الغائب فإن لم يكونوا عدولاً ثقات عنده ما أسند إليهم أن يبلغوا عنه .
وفي سلسلة عدالة الصحابة يدعي إمام مسجد الشورى أن التعريف الصحيح للصحابي هو تعريف الأصوليين والذي ينص على أن الصحابي هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم واختص به إختصاص المصحوب وطالت مدة صحبته مرجحاً هذا التعريف على تعريف المحدثين الذي يعرف الصحابي بأنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام مع أن التعريف الثاني هو الراجح وسيأتي تفصيل هذه القضية في مقالتي القادمة إن شاء الله وحتى على التعريف الثاني فلا يجوز له نفي الصحبة عمن نفاها عنهم بحجة أنهم أسلموا بعد الحديبية لأن من هؤلاء كخالد بن الوليد وأبي هريرة وغيرهم من لازم النبي صلى الله عليه وسلم لعدة سنوات فهم من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام على كلا القولين ولم يدع ٍأحد من العلماء في هؤلاء ما ادعاه عدنان إبراهيم فهل سمعتم عالماً واحداً يقول أن خالد بن الوليد ليس صحابياً كما زعم عدنان وأظنكم تتفقون معي على أن هذا الرجل يأتي بالغرائب والعجائب في العقيدة والفقه والدين وسيأتي في هذه المقالة ذكر شئ من عجائبه وتناقضاته وحتى بعض قصصه مع الجن كما في شريطه ( ابتهال ومدائح) الذي سجل بمسجد الهداية عندما كان إماماً فيه .
الرد على عدنان بالوحي والمعقول والتاريخ
في المقالة الأولى والثانية ذكرت نصوصاً من الكتاب والسنة تدل على عدالة الصحابة كلهم ونصوصاً تدل على فضل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بخصوصه وأود هنا أن أذكر آية أخرى في فضل معاوية رضي الله عنه ومن معه من الذين أسلموا بعد فتح مكة ممن شارك في موقعة حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى في سورة التوبة( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) وقد تحدث شيخ الإسلام بن تيمية في الفتاوى المجلد الرابع صــــــــ458ـــــــفحة في تفسير هذه الآية فقال( وقد شهد معاوية وأخوه يزيد وسهيل بن عمر والحارث بن هشام وغيرهم من مسلمة الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم . غزوة حنين ودخلوا في قوله تعالى (ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ),وكانوا من المؤمنين الذين انزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم , وغزوة الطائف لما حاصروا الطائف ورموها بالمنجنيق وشهدوا النصارى بالشام فزعم إمام مسجد الشورى أن معاوية رضى الله عنه إمام الدعاة إلى النار مستنداً على الحديث الوارد في صحيح البخاري ( ويح عمار تقتله الفئةالباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) فأقول في الرد على ذلك ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية)هو الجزء المتفق عليه في صحة الحديث وهو لايعني أن معاوية آثم أو فاسق لأنه بغى هو ومن معه متأولاً(أي مجتهداً) فلا إثم عليه إن شاء الله .
والجزء الثاني من الحديث ( يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار)لم يرد في أكثر نسخ صحيح البخاري فلذا يرى الحافظ بن حجر أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه مدرج في الحديث فعلى هذا تكون دعوى إمام مسجد الشورى بأن معاوية هو رأس الدعاة إلى النار دعوى باطلة لإعتمادها على هذا الجزء الذي لم يثبت مرفوعاً من الحديث ثم انه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في معاوية قوله ( اللهم اجعله هادياً مهدياً اهده واهدِ به ) فيكون رضي الله عنه رأساً في الهداية إلى الحق بعكس مازعم هذا الخطيب الذي ادعى أنه هو الذي حول الخلافة إلى الملك وأفسد أمور المسلمين وهو اتهام كاذب أيضاً لأن تحول الخلافة إلى الملك ليس مسؤول عنه معاوية رضي الله عنه لأن هذا التحول حدث لأسباب كثيرة منها أن الناس تغيرت أحوالهم وصار فيهم نوع من العصبية فلذا آل الأمر إلى بني أمية آنذاك ولو لم يختاروا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لإختاروا غيره من الأمويين , وإلا حدث صدام في الأمة فيكفيه فخراً أنه اجتمعت به كلمة المسلمين ســــــ41ـــــــنة من الهجرة وهو العام الذي سمي عام الجماعة لإجتماع كلمة المسلمين عليه فلو كان مجرماً وسيئاً كما يزعم عدنان إبراهيم لما تنازل له الحسن بن علي عن الخلافة , فالطعن في معاوية طعن في الحسن الذي بايعه لأنه يكون قد خان الأمة .
وقد جاء في الحديث أنه عليه الصلاة والسلام أشار إلى الحسن وقال (إن ابني هذا سيد وإن الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) وهاتان الفئتان كما يقول شراح الحديث هما فئة الحسن وفئة معاوية وقد وصفهما بأنهما عظيمتان من العظمة مما يدل على مكانة كلتا الطائفتين وفضلهما واقرؤوا ماكتبه ابن خلدون في المقدمة عن تحول الخلافة إلى الملك فإنه نافع ومفيد .وأيضاً فإن ملك معاوية ومن بعده من ملوك بني أمية وبني العباس ملك يشتمل على كثير من صفات الخلافة فلذا يطلق العلماء على ملوك بني أمية وبني العباس لفظ خلفاء وليراجع من أراد الفائدة ماكتبه ابن تيمية عن الخلافة والملك في الفتاوى وليس ملكه ملكٌ جبري ظالم , وقد عمل معاوية كما قال الزهري فيما رواه الخلال بإسناد جيد سنين بسيرة الشيخين أبي بكر وعمر مايخرج عنها.
وأما ماادعاه بأنه معاوية ورث ابنه الحكم رغم شربه للخمر وفسقه فهذا غيرهصحيح بهذا النحو لأنه لم يثبت أن يزيداً كان يشرب الخمر ولأن معاوية فيما يظهر أراد بذلك أن تجتمع كلمة المسلمين وصحيح أن عمر رضي الله عنه لم يورث ابنه الخلافة لأن الناس كانت أحوالهم في زمان عمر غير أحوالهم في زمان الفتن التي حدثت بعد ذلك ولذلك ينبغي أن نفهم هذه الأحداث في سياقها التاريخي ولو قلنا إنه رضي الله عنه قد أخطأ في توليته يزيد من بعده فهذا إما أن يكون اجتهاد قد أخطأ فيه فهو مأجور فيه أو خطأ تعمده فعلى كل حال فمحاسن هذا الصحابي تغطي على أخطائه فلا يجوز الطعن فيه على كل حال
وزعم عدنان أن معاوية كان يلعن علياً رغم أنه لم يرد بذلك أثر صحيح سوى روايات واهية رواتها من الشيعة فلا تقبل منهم ولو أخذنا بها لأخذنا بالروايات الضعيفة والموضوعة في ذم علي رضي الله عنه وأنه كان يلعن معاوية وعمرو بن العاص كما ورد في تاريخ الطبري والعالم بحق هو من لا يقبل من المرويات إلا ماصح منها ويطرح الضعيف والموضوع وإلا وقع في البدع والضلال, والمنطق العقلي يحكم بأن الصحابة كلهم عدول إذ أنهم هم الذين نقلوا الإسلام إلى الأمة عن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام فلا يجوز أن يكون بعضهم مبدلاً للدين ضالاً لأن هذا يؤدي إلى تبديل شئ من الدين وتحريفه لكن العجيب أن عدناناً ينادي إلى شطب مارواه معاوية وبُسر بن أرطأة من الأحاديث زاعماً بأن الدين لا ينقص إن فعلنا ذلك .
فنقول له هذا الدعوى لم يقلها أحدٌ من علماء أهل السنة ومادام هو يطعن في كثير من الصحابة غير هؤلاء فحتماً سينادي بشطب رواياتهم أيضاً ولعله في آخر الأمر ينادي بشطب الدين كله فإننا لم نعد نتعجب أن نسمع شيئاً على هذا النحو منه فقد اشتط في أخطائه وشذوذه الفكري .
ومن تدليسه دعواه أن المؤرخين الكبار كالذهبي وابن كثير وغيرهم على رأيه في معاوية وهذا كذب واضح لأن هؤلاء الأئمة الثقات يجلون هذا الصحابي الجليل مما يدل على أنهم لا يقولون بقول عدنان فيه ولم يرد عن واحد منهم أنه قالفي معاوية أنه ظالم أو فاسق وهؤلاء المؤرخون أنفسهم هم الذين ذكروا الإجماع على عدالة الصحابة وعدم جواز الطعن فيهم .
يقول المؤرخ بن كثير في البداية والنهاية في ترجمته لمعاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه(وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته والجهاد في بلاد العدو قائم وكلمة الله عالية والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض والمسلمون معه في راحة وعدل وصفح وعفو ) وقال الإمام النووي رحمه الله ( وأما معاوية فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء رضي الله عنه ) وقال ابن تيمية وهو من أعلم الناس بالإختلاف ومن أكثر العلماء تحقيقاًللمسائل(ومعاوية ممن حسن إسلامه بإتفاق أهل العلم)
وقال عنه المؤرخ الشهير ابن خلدون (وأقام في سلطانه وخلافته عشرين سنة ينفق من بضاعة السياسة التي لم يكن أحد من قومه أوفر فيها منه يداً من أهل الترشيح من ولد فاطمة وبني هاشم وآل الزبير وأمثالهم )
ولا يزال عدنان يطعن في مزيد من الصحابة ويكذب عليهم فتسمعه أيها القارئ في سلسلة عدالة الصحابة يطعن في الصحابي الجليل الحكم بن أبي العاص وابنه مروان مستدلاً بحديث عائشة رضي الله عنها أنها قال لمروان بن الحكم أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك وأنت في صلبه فأنت صضض من لعن رسول الله وهذا حديث موضوع أي مكذوب نفاه ابن تيمية وابن القيم وكثير من أهل العلم وهو من أكثر الأحاديث التي يستدل بها الشيعة على ذم الصحابة ولم يثبت أنه عليه الصلاة والسلام لعن أحداً من أصحابه وهو القائل ( لمأُبعث لعاناً ولكن بعثت رحمة للعالمين)
ومروان إبن هذا الصحابي الجليل كان من العلماء وقد ذكر الإمام مالك كثيراً من فتاويه في الموطأ ولم يثبت أن مرواناً قتل طلحة بن عبيد الله كما يدعي عدنان بشهادة ابن كثير في البداية والنهاية والقاضي ابن أبي بكر بن العربيفي العواصم من القواصم فكلا الرجلين كانا من ضمن الذين ينادون بأخذ القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه قال ابن القيم في المنار المنيف ( أحاديث ذم الوليد ومروان بن الحكم كذب ) وإمام مسجد الشورى كما ذكرت أنفاً يذم الأمويين والعباسيين ويقول إن الأمة لو اختارت ماعدلت عن أهل البيت ويدعي أن أهل السنة قد ظلموا أهل البيت ويلعن بعض الصحابة مما يؤكد أنه ليس من أهل السنة لأن كل ذلك من مبادئ الشيعة .
وكما هو مقرر في علم المنطق إذا كانت المقدمة فاسدة فالنتيجة تكون فاسدة أيضاً وقد اعتمد هذا الرجل في ذمه لكثير من الصحابة على تهم باطلة أدت به إلى نتيجة خاطئة هي ذمهم والقدح فيهم وماقام على باطل فهو باطل .
تناقضات عدنان إبراهيم وتدليسه
• أولاً : يدعي عدنان أنه من أهل السنة ثم يزعم أنه من الصعب تصنيفه ويذكر أن المذهب المعتدل في قضية الصحابة هو مذهب الشيعة الزيدية ويدعو الله أن يوفقه إلى الإعتدال فيُفهمُ أنه يرى أن الحق مع الشيعة الزيدية في هذه المسألة المهمة
وقد اجتمعت في هذا الرجل عقائد كثيرة فهو في مسألة علو الله كالجهمية وفي منهجه بتقديم العقل على النص كالمعتزلة في نظرته للصحابةوذمه لكثير من علماء أهل السنة كالشيعة فكيف يكون سنياً بعد أن جمع كل هذه البدع.
• ثانياً : حكم على من ينكر حد الردة بأنه ضال وعلماني ثم أنكر هو بعد ذلك حد الردة جزئياً أو كلياً .
• ثالثاً : ذم يزيد بن معاوية لأنه زعم أنه كان يعزف الموسيقى بقوله( وكان يضرب بالطنابير )جمع طنبور ثم أفتى عدنان بجواز العزف على الموسيقى والإستماع إليها لأنها في رأيه من الطيبات .
• رابعاً : يخالف في كثير من المسائل بين قوله وعمله فهو يخطب خطبة في التواضع ثم يصف نفسه بأنه عالم ويصف من يخالفونه بالجهل وحتى الشيخ عثمان الخميس لم يسلم من طعنه ولمزه وسخر منه لأنه قال كلمة حق فيه ولا يمنع إمام مسجد الشورى تلاميذه أن يكتبوا على موقعه فضيلة العلامة مع أن ابن باز والألباني أعلم منه بمراحل وكل واحد منهما يصف نفسه بأنه طالب علم .
• خامساً : قال في خطبته( عائشة في النار) لا ينبغي لعن مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر وهو يلعنأناساً من الصحابة والسلف فيخالف بين قوله وفعله وينكر تصنيف الناس إلى سنة وشيعة وأشعرية معأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من صنف الناس فالتصنيف مطلوب مادام بحق وليراجع الأخوة كتاب العلامة بكر أبي زيد تصنيف الناس .
• سادساً : ومن تناقضاته وضعه روابط لمواقع سلفية وصوفية وشيعية فهو يذكرنا بقول الشاعر
أيها المنكح الثريا سهيلاً......... لعمرك كيف يلتقيان
هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَقَلَّت….. وَسُهيلٌ إِذا اِستَقَلَّ يَمانِ
قصص إمام مسجد الشورى مع الجن
وأما قصص عدنان مع الشياطين فحدث ولا حرج وإليكم ماقال في شريط ابتهال ومدائح مكتبة أشرطة مسجد الهداية وسأكتفي هنا بذكر قصتين من قصصه مع أنه ذكر أربع قصص حدثت له مع الجن يقول هذا الرجل أنا خرجت لي شيطانة في الساعة العاشرة صباحاً وأنا رأيتهم عدة مرات خرجت في شكل جميل جداً , (لا خيالات ولا هلوسات كما أرى وجه الأخ ) وجه صغير أبيض زرقاء العينين وجميلة حتى عاملة الماكياج الأحمر وتغمز لي بعينها كما أرى ا لأخ , ذهبتُ عند الكرسي حتى أداعبها فأنا لم أخف , سأقبض عليها حتى أدخل معها في نقاش , وقمت بهدوء حتى أغافلها وأقبض عليها مفاجئة فكانت أسرع مني الملعونة
( الشيطانة ) اختفت في اللحظة انتهت القصة الأولى .
وفي القصة الثانية أخبر عن شخص رأى الجن والشياطين في اليقظة ثم قال أنا حدث لي قريب من هذا أنا في المنام رأيت رؤيا شيطان أطارده ويطاردني وبعد ذلك استفقت مثل الكابوس وهو ليس كابوس شيطان حقيقي ,فاستفقت فإذا به يضغطني الآن أنا مستفيق لست نائماً يضغطني وجعل يخنقني فقلت لنفسي هل أنت ياعدنان نائم وهل كل هذا في المنام أم في اليقظة ؟ فأنا مفتح عيني قليلاً ولا أستطيع أن أتكلم فقط في قلبي أتلو القرآن أنا مشلول لا أستطيع أن أحرك رمشي وأرى الحائط والحائط كان بجانب سريري فقلت إذا كنت نائماً عندما استيقظ لن أرى ما أراه الآن وإذا كنت مستيقظاً سأرى ما أراه الآن من دقائق ونقوش على الحائط , أرى نقوش وذباب على الحائط وظل يخنق بي حتى كاد يقتلني , حتى جاء ابهامه قريباً من فمي له أصابع عظيمة وعندما جاء ابهامه قريباً من فمي عضضت عليه فقضمته فصرخ وحَلني , ابهامه في فمي أشعر به قطعة من لحم كبيرة في فمي فتحت عيني رأيت الحائط بالدقائق فعرفت أني كنت مستيقظاً , ولم أكن نائماً اعتراني خوف شديد جداً , ابهامه في فمي أشعره وذهبت إلى الحمام فلفظته فلم أر شيئاً . انتهت القصة الثانية .
وفي المقالة القادمة سيأتي الرد عليه في سلسلته التي سماها سلسلة عدالة الصحابة مع ذكر قصة الفروجة التي نقلها في ذم شيخ الإمام النسائي .
كتبه أمير محمد محمد الأمين
حقيقة الدكتور عدنان إبراهيم المتشيع
الثلاثاء, 09 جمادى الآخر 1433
داود العتيبي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فما تزال الأيام حبلى بالظالمين والمُفسدين، ولا يفتأ أعداء الإسلام من الكيد له والطعن فيه، وفي كل حين نسمع فتنتة مُضلة يذهب ضحيتها من لم يسلح نفسه بسلاح العلم والعقيدة وإنا لله وإنا إليه راجعون، وفتنتة هذه الأيام الدكتور عدنان إبراهيم..
هذا الرجل من مواليد غزة لكنه مقيم في النمسا وله مركز إسلامي ومسجد جعله كمسجد ضرار للتفريق بين المؤمنين.
لقد ابتدأ منهجه ودينه بالطعن في معاوية رضي الله عنه ثم هبط ليطعن في أزواج النبي ثم في أبي هريرة ثم أنس بن مالك ثم طلحة بن عبيد الله ثم المغيرة ثم أبي بكر وعمر ثم جملة الصحابة ثم العلماء فلم يدع منهم أحدا ولم يذر.
ثم في بني أمية والعباسين أجمعين إلى ءاخر طعوناته.
ثم مدح الشيعة الإمامية وأثنى على علمائها كالصدر وعلي شريعتي وياسر الحبيب الطاعن في أم المؤمنين.
ثم يعترض على أهل السنة عموما ويصفهم بأوصاف التضليل والتجهيل والنقص.
ثم يعترض على الدين ويشطح شطحات عجيبة في الفقه ويعترض على الدين بأقل شيء لأنه لا يوافق عقله، لا يعجبه عجب ولا صيام في رجب وكأنه لم يفهم الدين أحد إلا هو.
هذا الرجل له ذكاء وخبث ودهاء متكلم لَسِن له إحاطة بعلوم عصرية وإطلاع كبير على الفلسفة القديمة والحديثة وحافظة فلا عجب أن يجذب بهذه الأوصاف قلوب الضعفاء والمساكين.
ولا يغرنكم مدحه أحيانا للصحابة ولبوس أهل السنة والجماعة فما هو إلا اصطياد!
ولقد أتي عدنان إبراهيم من عدة أشياء ضل فيها وأضل:
أولا: ليس له شيخ ولا عالم ثنى ركبته عنده ودرس عليه، بل شيخه كتابه، وكما قال العلماء من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه، وهذا الصفة كفيلة بأن يترك المؤمن سماع كلامه خاصة في باب العقيدة.
لذلك هو حاطب ليل وجمَّاع ضلالات.
ثانيا: يعتمد على المصادر الشيعية في التاريخ والصحابة ويقدمها على مصادر أهل السنة بل يصف مصادرنا بالتزوير والكذب والبهتان.
ثالثا: اغراقه في الفلسفة ويبدو أنه بلع بعضها وما استطاع تقيأها.
رابعا: تحكيمه للعقل القاصر على الشريعة.
خامسا: مزاجه النكِد ولسانه السليط والشتام، فإذا ما غضِب أغمض عينيه وحرك يديه وجسده وأطلق لسانه منفلتا لا يلوي على شيء.
لذلك اختلفت أوصاف الفضلاء فيه فمنهم من قال شيعي متستر ومنهم من قال زيدي ومنهم من قال صاحب فتنتة.
وأرى والله أعلم أن كل هذه الأوصاف تُعبر عن شيء من دينه وعقيدته فهو كما سبق حاطب ليل، إلا أن الأظهر والأقوى أنه شيعي متستر يستخدم التقية ويتزيا بثوب أهل السنة ليطعن في الدين من داخله على طريقة عبد الله بن سبأ مع المسلمين وبولس مع النصارى وهو شبيه بحسن السقاف ومحمد التيجاني التونسي صاحب كتاب " ثم اهتديت "، بل ضل.
والخلاصة: أن المسلم لا يتورع عن انتزاعه من أهل السنة والجماعة.
ولئن تورع بعضهم من وصفه بالشيعي في عموم أحواله فقد يكون معه جانب حق لأن عدنان إبراهيم لا يقول بالإمامة وهي ركن من أركان الإسلام لدى الشيعة ويخالفهم في بعض الأمور.
إلا أنه لا يستبعد أن يفعل هذا تقية ليلعب على سذج المسلمين ويستدرجهم إلى فخاخه الملغومة.
خاصة وأنه المغرم والعاشق لدين الرافضة ومنهجم.
وقد يكون مفكرا حرا لا ينتمي إلى مذهب إلا أنه تم استدراجه من الشيعة واستغلاله فهو مطرق الرأس غامض العين لدى ذكرهم.
وتابعت بعض جمهوره فرأيت كثيرا منهم شيعة رافضة يُطبِّلون ويزمرون حوله ولا عجب فهو داعية إلى دينهم باحتراف ولن تسمع ردا منه عليهم إلا شذرات صغيرة..
فإذا كان ثلثي متابعيه رافضة والثلث الآخر منقسم بين أناس "تنويريين" يقدمون عقولهم القاصرة على الشريعة ومساكين من أهل السنة يسمعون كلمة أو كلمتين وفلسفة أو فلسفتين فيقولوا هذا إمامه عصره وفريد دهره، فيكفيك أن تحكم على دينه بالخلل.
ولذلك تراه يلبس السواد في ذكرى كربلاء ويتكلم بلسان لا تفرق بينه وبين الرافضة ويطعن في الصحابة وفي أهل السنة ويقول عنهم إنهم لا يحترمون آل البيت ولا يقدرونهم قدرهم!!
وبعد هذا أتريدون منا أن نقول من أهل السنة؟ كلا والله، بل هو شيعي متستر خبيث على الصحابة وعلى أهل السنة ماكر خداع.
ولئن لم يكن شيعيا فهو قطعا ليس بسني بل صاحب دين جديد، يريد تفريق الصف فيجعله ثلاثة صفوف بدل أن يكون اثنين.
هذا مجمل حاله! ومن أراد التفصيل فليكمل قراءة هذا المقال، ولم آت بشيء من عندي بل هذه مختارات من كلامه في خطبه وفتاويه في موقعه لتكونوا على بينة من أمر هذا الشيعي.
وكل مسلم يعلم زورها وبهتانها لأن القول بها يخالف دينه وإسلامه.
وإذا ذكرت مسألة لم يقلها في خطبه فليراجعني المُراجع، فهذه نقولات من خطبه: عدالة الصحابة، عائشة في النار؟!، و بين يزيد والحسين، وسلسلته عن معاوية، وسلسلته في الفلسفة وغيرها.
أولا: طعنه في معاوية رضي الله عنه:
وجعلته أولا لأنه بوابة الرفض وبوابة الطعن في سائر الصحابة. فيقول عنه: دعِي بن دعِي، ويصف ابنه يزيد بأنه ابن حرام ويصف ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية أنها كانت تهوى سرجون خادم معاوية ويلعن معاوية لعنا قبيحا.
ويصفه بأنه دجال عظيم، وعنده عقدة جنسية، وغير ذلك كثير من التهم والنقائص.
نقول: معاوية رضي الله عنه صحابي مشهود له بالجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا". قالت أم حرام: قلت يا رسول الله! أنا فيهم؟ قال: " أنت فيهم". ثم قال النبي: "أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا". أخرجه البخاري
ومعلوم أن أول جيش غزا البحر هو جيش معاوية، وثبت أن النبي صلى الله وسلم قال فيه: "اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به" أخرجه أحمد وغيره.
و سئل الإمام أحمد عن رجل يشتم معاوية أيصلى خلفه؟ قال لا ولا كرامة.
سئل أحمد عن من ينتقص في معاوية وعمر بن العاص أيقال له رافضي: قال إنه لم يجترأ عليهما وإلا وله خبيئة سوء.
بل قال عبد الله بن المبارك: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز.
وأنا أقول تراب في أنف فرس معاوية خير من ملئ الأرض مثلك يا عدنان إبراهيم.
وقد نص على فضله وإمامته علماء الأمة وأعلامها وقد روى عنه كثير من الصحابة أحاديث عدة وهذا فضل عظيم له، وصرح بفضله غيرهم من التابعين والعلماء كسعيد بن المسيب، وأحمد بن حنبل وابن المبارك والمعافى بن عمران والميموني وسائر أعلامنا كالبخاري وابن الجوزي وابن كثير والطبري وابن عبد البر وابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير نصوا على فضله وصحابيته وأن الطاعن فيه خبيث الطوية.
وقد مدح عدنان قديما بعض الذين لا يوثق بقولهم كالبوطي، والعجيب أن البوطي نفسه ترضى عن معاوية وعن الصحابة أجمعين وقال هم صحابة رسول الله، فإلى من ينتمي عدنان وإلى أي شريعة نحاكمه؟
ثانيا: طعنه في عائشة رضي الله عنها:
يقول عائشة بِدائية جاهلة وذلك لأنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ ويقول إنها رجلة، تركب الفرس، ومعنى رجلة أنها تتشبه بأفعال الرجال.
وهذا لعن منه لها!! لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجلة من النساء.
ثم يتورع من أن يقول: عائشة في الجنة فيقول الله اعلم بحالها!!
ثم يحرك أصابعه محاكاة لسير عائشة، وتشير الأصابع إلى السخرية والاستهزاء كأنه يصفها بأنها طفيلية لأنها تبِعت النبي صلى الله عليه وسلم ليلا.
ويقول: عائشة مبطلة وعلى باطل، وهي ضرس بِتَخوِّف ولذلك اشتراها معاوية بالمال حتى تسكت. ويقول حديث "من أحب الناس قال عائشة" أنا لا أقبل هذا الحديث.
قلت: فلا أدري كيف يليق هذا الوصف بأفقه نساء العالمين وأم المؤمنين! ليس إلا الرفض.
وقد قال الله في أزواج النبي " وأزواجه أمهاتهم "، وقد اخترن الله ورسوله والدار الآخرة فأعد الله لهن أجرا عظيما.
ويقول: كان بينها وبين طلحة بن عبيد الله حب.
قلت: هذا كذب وزور وقاتله الله وقطع لسانه يطعن في الشريفة ابنة الشريف ويتهم أحد العشرة المبشرين بالجنة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قِيلَ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا.
والذين ندين الله به أنها زوجته في الجنة، وقد أقرأها جبريل السلام، وقد مات النبي في حجرها وكان يسأل أين أنا أين أنا رجاء ليلتها.
فليخسأ عدنان وليمت بغيظه.
ثالثا طعنه في أبي هريرة:
يقول أبو هريرة أسلم من أجل بطنه، أسلم من أجل الخِرفان، حتى ضجِر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: زر غبا تزدد حبا.
ويتهمه بأن بني أمية أعطوه الأموال ليروي الأحاديث لهم.
قلت: هذا كذب وزور، والطعن في أبي هريرة طعن في الدين كله.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله "اللهم حبب عُبَيْدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني " رواه مسلم.
اللهم فإنا نشهدك على حبه وعلى بغض عدنان.
رابعا: طعنه في أبي بكر:
يذكر حادثة مكذوبة مدسوسة لا أصل لها ولا سند.
وهي أن أبا بكر خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى شهداء أحد، وقال اشهد لنا يا رسول الله، فقال يا أبا بكر: لا أدري ماذا تحدثون بعدي، شهداء أحد ختم لهم بخير، وأنا أشهد لهم، أما أنتم فما زلتم أحياء، لا أدري ما تحدثون بعدي، هل تكونون على الدرب ولّا بِتْغَيروا وبِتبَدْلوا.
هكذا يقول بطريقته الاستهزائية.
قلت: يكفيه شرفا أنه ثاني اثنين في الغار وصحبته لرسول الله وشهادته له بالجنة، وقتاله المرتدين، بل إن عدنان إبراهيم صرح بلسانه قائلا: لولا أبو بكر ما كان الإسلام، ولكنه اضطرب واختلط وتشيع وضل.
خامسا طعنه في عمر:
يقول: عمر لا يمثل الإسلام دائما ولا أبدا، في جوابه على سؤال طرح عليه.
ويصف عمر رضي الله عنه لأنه اجتهد في قسمة الغنيمة " هذه مشكلة توجب الردة والزندقة.
قلت: ويكفي شرفا لعمر أنه ثاني خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرءان وافقه في كثير من مسائل الدين ولا يطعن فيه إلا خبيث.
سادسا: طعنه في عدة من الصحابة:
يقول عن أنس بن مالك: أكثر ما يروي أحاديث جنسية.
ويقول عمر بن الخطاب كان يعرف أن ابنه عبد الله بن عمر نسونجي لا يصلح للخلافة.
يقول: عثمان لما حكم أطلق يد معاوية ورخص له كل شيء لأنه ابن عمته وأطلق العنان لبني أمية في أموال المسلمين وأعراضهم.
يقول عن الحكم بن العاص: حقير لعين لعنه الله.
وينتقص انتقاصا ظاهرا من الصحابة الذين طعموا مع النبي صلى الله عليه وسلم ويقول عنهم طفيليين وأصحاب سوالف وكلام فاضي والنبي مش فاضي لهم.
ويقول: جالسين في بيت النبي وحجرة واحدة زينب وجهها للحيط وظهرها لهم.. هدول جالسين شوف الأدب في ناس ثقلاء حتى من الصحابة، ويصفهم بأنهم طلبوا من النبي متكأ حابين يناموا.. عاملين فيها قصص وأحاديث مقهى أبو العبد.. طرفة ونكتة هو فاضي النبي؟
ويقول: بعض الصحابة كان لا يستحي أن يأكل مع النبي وزوجة النبي قبل نزول الحجاب.
وقال الخبيث: أحيانا تجول يده في الإناء فتلمس يده يد زوجة النبي، فيلاحظ النبي ولا يعجبه، بعض الصحابة بحب يلمس يد زوجة النبي.
قلت: وهذا اتهام لعرض النبي صلى الله عليه وسلم بل هو اتهام لخاتم الأنبياء بالدياثة.
ويقول: النبي يعرف الصحابة فيهم الفاجر وفيهم المنافق وفيهم لعن الله والديه.
وأحيانا يستخدم التقية فيقول: علي أبو بكر عمر عثمان نحبهم والباقي ما لنا دخل فيهم.
قلت: كلامه هذا كله مليء بالزور والبهتان والضلالة على أصحاب رسول الله والطعن فيهم.
قال تعالى مبينا فضلهم: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ".
وقال: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"
سابعا: طعنه في جملة الصحابة:
يؤكد عدنان إبراهيم دائما على أن الصحابة ليسوا مقدسين ويهتك هذا الحجاب ويقول انتقدوهم لا تسكتوا عليهم، ومعلوم أن منهج أهل السنة والجماعة هو الكف عما شجر بينهم، وأن الصحابة دائرون بين الأجر والأجرين، فمن اجتهد وأخطأ له أجر ومن اصاب فله أجران.
قال الحافظ ابن حجر: اتَّفَقَ أَهْل السُّنَّة عَلَى وُجُوب مَنْع الطَّعْن عَلَى أَحَد مِنْ الصَّحَابَة بِسَبَبِ مَا وَقَعَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَلَوْ عَرَفَ الْمُحِقّ مِنْهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُقَاتِلُوا فِي تِلْكَ الْحُرُوب إِلَّا عَنْ اِجْتِهَاد، وَقَدْ عَفَا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْمُخْطِئ فِي الِاجْتِهَاد , بَلْ ثَبَتَ أَنَّهُ يُؤْجَر أَجْرًا وَاحِدًا وَأَنَّ الْمُصِيب يُؤْجَر أَجْرَيْنِ.
وقد نص على ذلك غير واحد كالقرطبي وابن أبي زيد القيرواني وابن بطة وأبو زرعة الرازي وغيرهم كثير.
فمن عدنان إبراهيم أمام ابن حجر وأحمد بن حنبل وسائر العلماء؟ لا شيء خردلة!
وقال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: يا أبا الحسن، إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام.
وإنا نتهمك على الإسلام يا عدنان إبراهيم.
وقال أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
ويقول إن من أسلم بعد صلح الحديبية ليس صحابيا، فعنده خالد بن الوليد وأبو هريرة وأبو موسى الأشعري وغيرهم كثير ليسوا صحابة أبدا.
ويقول ليس كل الرضوانيين والبدريين في الجنة لأنه بعضهم نكص على عقبيه.
وإن نبرأ إلى الله من عدنان إبراهيم لأنه خالف أهل السنة قال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا"
وقال ابن حزم - يرحمه الله- في الملل والنحل: فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما فى قلوبهم ورضى الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف فى أمرهم ولا الشك فيهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة، أخرجه الترمذي.
والنبي صلى الله عليه وسلم أصدق من عدنان.
وأهل بدر مغفور لهم، وذلك أن عمر بن الخطاب استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ليقطع عنق حاطب بن أبي بلتعة فقال النبي: " لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفر لكم" فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم.
فنزول الدمع من عيني عمر فهم لذلك، وإن الترجي في كلام الله وكلام رسول الله للوقوع كما قال ابن حجر.
إلى غير ذلك.
ثامنا: طعنه في علماء الإسلام:
يقول ابن تميمية ناصبي عاشق لبني أمية، والذهبي ناصبي هواه أموي، ابن حزم ناصبي، ابن كثير وابن عساكر يؤرخان لبني أمية، الهيتمي هواه أموي، ثم ينتقص الطبري وينقد أسلوبه في التاريخ وطريقته مفضلا غيره ممن لا يعرف نسبه ولا دينه من الغربيين.
يقول عن كتاب العواصم من القواصم لمؤلفه ابن العربي المالكي رحمه الله، كتاب تضليل وتزوير وبهتان فيقول: عواصم ابن العربي قواصم النصب والبغض لا أهل البيت والكذب على الله والرسول والأئمة والتواريخ وعلى العقل والشواهد والحس والضرورات.
قلت: ولعل حقده على هذا الكتاب دليل ظاهر وحجة دامغة على أنه شيعي مقيت فهذا الكتاب قاصم ظهر الرافضة.
وينتقص من أحمد بن حنبل وكذلك الذهبي لأنهما نقدا أحاديث لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ويقول: مشايخ اليوم أستحي ان أقول عنهم نساء ولا صبيان ولا حقراء بل هم ذباب وصراصير وفئران وأرانب.
يقول: هذه الأمة حُكمت بالطواغيت ألف وأربعمئة سنة من هؤلاء الطغاة الفقهاء وقال: علماؤنا ضللونا فكر متخلف ومنحط.
ويقصد علماء أهل السنة.
قلت: فمن بقي؟ لم يبق إلا أن تكون شيعيا رافضيا سبئيا.
تاسعا: طعنه في البخاري ومسلم وفي المحدثين:
يقول إذا جاء الحديث وأثبتت التجربة أنه مخالف لها فرده ولو كان متصل السند في البخاري وإلا كنت أهبلا، وإذا أثبت التاريخ ما يخالف البخاري ومسلم فردههما وعليك أن تقول هذا كذب وغلط.
ويقول يجب أن نعيد النظر في مئات من الأحاديث في البخاري ومسلم.
ويقول: المحدثون هم الجهاز الإعلامي لبني أمية.
قلت: وكانت كلمة أهل السنة والجماعة أن البخاري وسلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله، وأجمع جهابذة الحديث على توثيق البخاري وأمانته ولم يخالف في ذلك إلا أهل الضلالة من الرافضة وغيرهم.
عاشرا لمزه وغمزه بأهل السنة:
يقول أهل السنة مقصرون في محبة آل البيت ويقارنهم كثيرا بالرافضة ليفضل الرافضة عليهم، ويقول مشايخ اليوم حمير وضلال لا تقوى ولا ورع ولا إنصاف ويكذبون علينا.
ويقصد بالكذب المعهود لدى الرافضة.
ويقول: أهل السنة لم يحفظوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك لا يحزنون لمصابهم ولا يدافعون عنهم.
ويقول: بنو أمية والعباسيون دجالون كذابون أكثر من آذى النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وكلنا يعلم ما فعلت دولة بني أمية كيف نشرت الإسلام والعلم، ولا يعني هذا خلوهم من الزلل، إلا أنهم داخلون في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".
وكانوا حماة الإسلام وفتحوا البلاد ونشروا الدين في الأصقاع، ولهف نفسي ما فعل الرافضة أحباب عدنان في الأمة الإسلامية؟
الحادي عشر ثنائه على الشيعة:
هو كثير التبجيل والتعظيم لهم، ويثني على علمائهم كمحمد باقر الصدر، والمدعو علي شريعتي، وياسر الحبيب، وما أدراك ما ياسر يقول عنه: هو ليس كاذبا بل لا إنصاف عنده، وينكر على أحدهم حين لعنه، وقال: أنا أدعو لياسر حبيب بالهداية من كل قلبي.
ويقول: مذهب الشيعة الإمامية في الصحابة أقل خطرا على العقول والنفوس من مذهب أهل السنة والجماعة.
يقول: الشيعة إخواننا، وهو مذهب أنت مخير أن تكون حنبليا أو شافعيا أو إماميا.
ويمدح الطبرسي الرافضي اللعين صاحب كتاب: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب "
ويمدح مسجدا شيعيا حين دخله وقال شيء جميل بوحدوا الله.
وقال: خل الشيعة يعبدوا عليا ويألهوه ما دام يقفون في وجه الظالم.
يقول: موازين أهل السنة غلط وموازين أهل الشيعة أصح.
قلت: ولا أظن لبيبا يشك في تشيعه بعد ذلك.
متفرقات وضلالات وكفريات:
-الرجل إمام في التناقض وله ضلالات كثيرة منها:
يقول إن القسمة للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث هذا كان صالحا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أما الآن فيجب أن تكون القسمة سواء، لأن مسألة الميراث مسألة اقتصادية.
وهذا اتهام لله ولدينه ولنبيه، قال الله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: تركتكم على المحجة البيضاء..
فالدين كامل ومن زعم نقصانه فقد ضل سواء السبيل وهو صالح لكل زمان ومكان، وقد تولى الله تعالى قسمة الميراث بنفسه.
-لا يعتد بإجماع بل ينكره ويخالفه بجراءة ويقول لا تقل لي إجماع المهم أنا أقتنع.
قلت: وقد كفر بعض العلماء من أنكر الإجماع القطعي الذي أجمع عليه الصحابة ومن بعدهم إذا كان معلوما من الدين بالضرورة.
ومن الكفريات قوله:
لا يوجد مسلم يبرهن بشكل قاطع أنه على حق، ويقول أعرف سيكفرونني بهذه الكلمة.
ويقول: لا تظن أن فكرك الإسلامي صحيح، قد يكون الحق بجانب عدوك.
ويقول: الله لم يقل نحن المسلمون على حق مطلق، والله قرر أن أهل الكتاب عندهم كثير من الحق ولم يقل هم على باطل.
بل يقول إن اليهودي والنصراني الذي لا يقول بالتثليث إذا كان مؤمنا بالله واليوم الآخر يدخل الجنة وهو على خير.
ويقول: أعتبر نفسي أخالف إجماع الإسلام الذي يقول بأن من لم يسلم فإنه في نار جهنم، وأعرف بأنهم سيتكلمون علي وهذا لا يهمني.
يقول: اليهودي والنصراني إذا لم يتبع محمد ولكن ءامن بمحمد نظريا من غير متابعه فله كفل من رحمة الله وإن اتبع له كفلان.
ويقول: لا يستطيع أحد أن يتدخل في أفكاري بل أفكاري حرة الوحيد الذي يستطيع أن يعبث في أفكاري هو الله!!
قلت: وهل يعبث الله؟ قال تعالى " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا "
وينقل كلاما لأحد الغربيين فيقول هذا الغربي: أنا استهدف النفاذ إلى عقل الخالق.
فيقول عدنان: اللغة تخرِّجه من كلامه، يا اخي لا تكن سلفيا خذ المعنى الله يخليك المعنى صحيح.
وينقل كلاما لأحدهم: الرب مختلط بالإنسان والإنسان متمثل بالإله.
فيعتذر له ويتسمح.
قلت: وهذا منه عجيب حين يعتذر للملاحدة الكفرة ولا يعتذر لأصحاب رسول الله بل يفتش عنهم وينقب.
وقد خالف الله وخالف رسول الله في كلامه.
فقد أجمع العلماء على أن من لم يكفر النصار كافر، وأنه لا يقبل دين غير الإسلام.
قال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
-وصف النبي صلى الله مرة بأنه كان "نزقا " والنزق سوء في الخلق وخفة في العقل.
ويقول عنه: باعتقادي أن الرسول كان يتعرض للشك وهذا ليس عيب وهو القائل "نحن أحق بالشك من إبراهيم"، ويقول إن كلام العلماء فارغ بأن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم لو شك شككت أنا وأنه من قبيل التواضع.
ويقول عدنان: كأن الشك نقيصة عندكم؟ في الأدبيات: اليقين لا يكمن إلا في الشك.
ونقول: قال تعالى " أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم.. "
فمجرد الشك كفر والعياذ بالله.
وأما معنى الحديث فكلام العلماء هو صواب وكلام عدنان هو الفارغ والمردود على وجهه:
قال السيوطي في شرح صحيح مسلم: نحن أحق بالشك من إبراهيم معناه أن الشك يستحيل في حق إبراهيم فإن الشك في إحياء الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به من إبراهيم، وقد علمتم أني لم أشك فاعلموا أن إبراهيم لم يشك.
وإنما خص إبراهيم لكون الآية قد يسبق منها إلى بعض الأذهان الفاسدة احتمال الشك، وإنما رجح إبراهيم على نفسه تواضعاً وأدباً أو قبل أن يعلم أنه خير ولد آدم.
فهل الدين ناقص وغير مفهوم حتى جاء عدنان فكمّلَه وفهمه؟
-يقول: كلام علي فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق.
قلت: وهذا غلو فيه فأبو بكر وعمر أفضل منه، وما صدرت إلا من الشيعة ومن والاهم.
- يخص الحسن والحسين وأحفادهم بقوله عليهم السلام، وكان الأليق به استخدام هذا السلام على جميع آل البيت آل عقيل وآل العباس وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
-يرى أن الصحابي لا يكون صحابيا إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين.
نقول: قال النووي رحمه الله: فأما الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ولو لحظة هذا هو الصحيح في حده وهو مذهب أحمد بن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدثين كافة.
وهم أعلم وافهم وأجل من عدنان إبراهيم.
ومن تناقضاته: وتستطيع القول بأنها تقية فيظهر السنية ويخفي التشيع:
فمرة يقول لا دين إلا الإسلام ومرة يدخل اليهودية والنصرانية الجنة.
ومرة ينكر النسخ ثم يثبته في الآية التي أمرت بالصدقة قبل النجوى.
ينكر حد الردة ثم يثبت أن الخلفاء الراشدين فعلوه جميعا ويرد على العلمانيين في إنكارهم.
ومرة يثبت أن أزواج النبي من آل البيت وأنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ومرة يخرجهن.
آخر شيء المضحكات فمنها:
يروي رواية مضحكة كعادة الرافضة فيقول: جاءت امرأة إلى علي بن أبي طالب فقالت له: إني أبغضك.
قال: أنت سلقلق، قالت وما سلقلق؟
قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق.فقلت يا رسول الله وما السلقلق؟
قال المرأة التي تحيض من دبرها.
فقالت صدق رسول الله وأنا أحيض كذلك ولم أخبر أهلي.
وفي تفسير التين والزيتون: يقول التين إشارة إلى إلاه بوذا ويذكر قصة خرافية ليستنتج أن الأديان أربعة: إسلام يهودية نصرانية بوذية.
ويقول معنى إنا أعطيناك الكوثر، يقول هو نسل محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا تفسير الرافضة لهذه الآية.
ومن المضحكات أيضا أن يقول عن نفسه بعد كل هذا إنه شافعي أشعري! فأي أمة يخادعها هذا المسكين؟
ختاما:
نسأل الله العفو والعافية من الضلال بعد العلم والزيغ بعد الهدى، كما رأيتم أحبتي ضلال هذا الرجل وتشيعه وخروجه عن منهج أهل السنة والجماعة لذلك وجب التحذير منه وحرمة السماع له، والسعي لإصدار فتاوي العلماء في حقه حتى يُقطع دابره.
وقد بذل الشيخ عثمان الخميس والشيخ محمد الداهوم جهودا مشكورة في الذب عن الصحابة وفي بيان ضلالات هذا الرجل، خاصة الشيخ محمد الداهوم فقد أفرد له أربعة دروس تقصى فيها كثيرا من ضلالاته وبين منهج أهل السنة.
وقد رأيت من عدنان ابراهيم امتعاضا شديدا نتيجة كلام الأسد الهصور الشيخ عثمان الخميس ولكن هذا لا يكفي لرد شبهه وضلالاته، وأرجو أن يكون ما كتبت بداية وليس نهاية وأن تكون إثارة لغبار هذا الرجل حتى يجتهد أحفاد الصحابة رضي الله عنهم وحفيدات عائشة رضي الله عنها للانتصار والله أعلم.
داود العتيبي
ashafi3i@hotmail.com
الموضوع :الرد على كذبة تناقض رويات الدجال
الكذبة : يزعم الدكتور عدنان إبراهيم بأن في أحاديث الدجال تعارض فيما بينها ، يكذّب بعضها بعضاً ، مما يدل على أنها ملفقة !!
الجواب :
* أولاً : قد ذكرنا سابقاً أن الدكتور تفضّل في خطبته بذكر عددٍ كبير من الأحاديث الواردة عن الدجال ، وزعم أن جميع تلك الأحاديث صحيحة عند العلماء ! .. ولكنها - في نظره - أشياء مثل الأساطير لا يقبلها العقل !! .. فوقع الدكتور بهذا في الخطأ ، من عدة وجوه :
• حيث لم يفرق الدكتور عدنان بين الأحاديث الصحيحة الكثيرة " المتواترة " الواردة في إثبات ( حقيقة الإخبار عن الدجال ) ، وبين الأحاديث الواردة في بيان ( صفات الدجال وتفاصيل خبره ) والتي تتنوع بين الصحيح والضعيف والمنكر والموضوع المكذوب
فقام الدكتور بذكر الجميع جملةً واحدة ، تلبيساً على الناس ، وادعى أن العلماء يصححون جميع تلك الأحاديث ، وهذا إما من الكذب الصراح ، أو الجهل الواضح !
وقد شرحنا هذا مفصلاً وضربنا أمثلة لبعض الأحاديث الباطلة - مثل حديث حمار الدجال - التي ذكرها الدكتور بين الأحاديث الصحيحة ، حتى يمكنه رد الجميع معاً بعد ذلك ، والزعم بأنها جميعها ملفّقة !
وهذا رابط المنشور السابق :
http://on.fb.me/YtdK3K
* ثانياً : يجب التفريق تفريقاً واضحاً بين تواتر الأخبار ( بحقيقة وجود الدجال ) عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مما يفيد العلم القطعي الجازم بأنه قالها ، وبين ورود أحاديث صحيحة في بيان صفات وتفاصيل أخبار الدجال ، والتي قد يظهر لبعض الناس أن فيها تعارضاً - وهذا ما سنرد عليه الآن - ، فإن التعارض في ذكر بعض التفاصيل الجزئية - على فرض حدوثه - لا يُسوّغ أبداً إنكار ( حقيقة الإخبار بوجود الدجال )
* ثالثاً : نعرض إلى بعض أمثلة التعارض التي يطرحها المشككون في الدجال ، كالدكتور عدنان وغيره ، ونبّين فيها بإذن الله ، صدق من قال ( وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ** وآفتُه من الفهم السقيمِ )
• يقولون : هل الدجال أعور العين اليمنى أم اليسرى ؟ فقد جاء في حديث أنه أعور العين اليمنى ، وجاء في آخر أنه أعور العين اليسرى !!
← للرد نقول :
- في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - : ( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذكر الدَّجالَ بين ظهراني النَّاسِ فقال إنَّ اللهَ تعالى ليس بأعورَ . ألَا وإنَّ المسيحَ الدَّجالَ أعورُ العينِ اليُمنى . كأنَّ عينَه عنبَةٌ طافِئةٌ .)
- وفي صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الدجال أعور العين اليسرى . جفال الشعر . معه جنة ونار . فناره جنة وجنته نار )
وكل حديث من هذين ، هو مثال على طائفة من الأحاديث الصحيحة الثابتة التي يذكر إحداها عور العين اليمنى ويذكر الآخر عور العين اليسرى ..... وقد أجاب العلماء عن ذلك منذ أكثر من ألف عام ... وإليك الجواب :
أن الدجال أعور العين اليمنى واليسرى معاً ، فكل واحدة منها عوراء أي " معيبة " ، فإن الأعور من كل شيء المعيب ، لا سيما ما يختص بالعين ، فكلتا عيني الدجال معيبة عوراء ، فإحداهما معيبة بذهاب ضوئها حتى ذهب إدراكها بالكلية ، والأخرى بنتوئها لكن لم يذهب نورُها .
قال القاضي عياض رحمه الله :" أن عيني الدجال كلتيهما معيبة ، لأن الروايات كلها صحيحة ، وتكون العين اليمنى هي العين المطموسة والممسوحة ، العوراء الطافئة - بالهمز- التي ذهب نورها كما في حديث ابن عمر . وتكون العين اليسرى : التي عليها ظفرة غليظة وطافية - بلا همز - معيبة أيضاً " .
قال الإمام النووي رحمه الله تعليقاً على قول القاضي عياض :" هو في نهاية الحُسن " .
X ثم استحلفكم بالله أيها العقلاء ، هل يوجد عاقل ينكر حقيقة " ثابتٌ أصلُها بالتواتر " لمجرد الاختلاف في بعض جزئيات الأوصاف !! ... ألا تكفيك الأوصاف الباهرة الأخرى التي ليس فيها اختلاف !!
• يقولون : هل الدجال طويل أم قصير ، فقد تضاربت في هذا الأحاديث ؟
← للرد نقول :
- في مسند الإمام أحمد - بإسنادٍ صحيح - أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الدجال في ليلة الإسراء - كما رأى موسى وعيسى وغيرهما - فقال عن الدجال رأيتُه فَيْلَمانيّاً ، أقمر ، هِجَاناً .... إلى آخر الحديث )
- وفي سنن أبي داود - بإسنادٍ صحيح - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني قد حدثتكم عن الدجال ، حتى خشيتُ أن لا تعقلوا ، إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج .... إلى آخر الحديث )
- وفي صحيح مسلم ، في حديث تميم الداريّ - رضي الله عنه - المعروف " بحديث الجساسة " أنهم رأوا الدجال على هذه الصورة حتى دخلنا الدِّيرَ . فإذا فيه أعظمُ إنسانٍ رأيناه قطُّ خَلْقًا . وأشدُّه وثاقًا )
هذه الأحاديث الثلاثة أمثلة على ما ورد في الأحاديث الصحيحة الثابتة ، في وصف الدجال من هذه الناحية التي نبحث فيها .... ويتضح منها لكل بصير باللغة العربية أنه لا يوجد تعارض بينها في مسألة طول أو قصر الدجال !
فإن الأحاديث ذكرت أنه رجلٌ قصير ، أفحج .. ومعنى أفحج : متباعد ما بين الساقين .. وذكرت أنه ( فيلمانياً أقمر هِجَاناً ) ، ومعنى فيلمانياً : عظيم الجثة . ومعنى أقمر : شديد البياض . ومعنى هجاناً : أبيض ... وذكرت ( أعظم إنسان رأيناه قط خَلْقاً ) ، وهذا مرادفٌ لما ذُكر أنه ( فيلمانياً )
إذن مجموع ذلك : أنه رجل قصير ، أبيض ، عظيم الجثة ، متباعد ما بين الساقين ... ولم يذكر في هذه الأحاديث الصحيحة أنه طويل ! ... بل هو قصير ، وأيضاً عظيم الجثة
ولا عبرة بالأحاديث الضعيفة التي تخالف ذلك - إنْ وُجدت - إذ أن الحديث الصحيح لا يُعارض أبداً بالحديث الضعيف ، لأن الضعيف ليس حُجة
• يقولون : هل الدجال أبيض أم أسمر ، فقد تضاربت الأحاديث في ذلك ؟
← وللرد نقول :
- في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عيسى ابن مريم ، ورأى الدجال في المنام ، فقال في وصف الدجال ورأيتُ وراءهُ رجلاً أحمرَ . جعدَ الرأْسِ . أعورَ العينِ اليُمنى . أشبهَ من رأيتُ به : ابنُ قطنٍ . فسألتُ : من هذا ؟ فقالوا : المسيحُ الدَّجّال )
- روى ابن حبّان - بإسنادٍ صحيح - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدجال الأعور هجان أزهر (وفي رواية أقمر) كأن رأسه أصلة ، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن )
- في كتاب " الضعفاء الكبير " للإمام العقيلي - بإسنادٍ ضعيف - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدجَّالُ آدمُ جَعدٌ ممسوحُ العينِ اليَسارِ عليها ظَفَرَةٌ غليظةٌ )
فالحديث الأول الذي في صحيح مسلم والثاني الذي رواه ابن حبّان ، هما مثالٌ على جميع الأحاديث الصحيحة الثابتة ، الوارد فيها صفة لون الدجال ، وقد أجمعت على وصفه بالآتي :
أنه أقمر : يعني أبيض .. وأنه أحمر .. وأنه أزهر ..... وهذا من باب الترادف ، فإن الأزهر : هو الأبيض المُشرب بحُمرة
أما الحديث الثالث الذي أخرجه العقيلي في " الضعفاء الكبير " : فهو الحديث الوحيد من بين مئات الأحاديث الواردة في الدجال ، التي تقول بأنه آدم ( يعني : أسمر اللون ) ... وهو حديثٌ ضعيفٌ لا تقوم به الحجة .. ولا يصلح للمعارضة
الموضوع الأصلي : الرد على كذبة تناقض رويات الدجال -||- المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة -||- الكاتب : اسامة النميرى
عدنان إبراهيم ..والمسيح الدجال (1)
بدر العامر
12 / 7 / 1433 هــ
كثيراً ما يحتاط الدكتور عدنان إبراهيم لنفسه حين يريد تقرير أو تمرير قضية التي يريد ، ولكن احتياطه يكون " ناقصاً " ، بحيث يحاول قطع الطريق فقط على خصمه من خلال " التمويه " على قضية هي في حقيقتها نقضاً لفكرته الأساسية ، فيقدمها حتى يسلم منها ..
حين سمعت خطبته عن " المسيح الدجال .. تدجيل أم تغفيل " لفت انتباهي انه بدأ بالحديث عن " الشيطان " ، مختزلاً الشيطان وقصته في القرآن بـ ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ - إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) ، وخلص من هذا إلى أن الشيطان حقيقة ليس له سلطان إلا على الذين يريدون اتباعه .. فلماذا قدم بهذه المقدمة ؟
كانت بداية كلام الدكتور عن الدجال من خلال تساؤل عقلي : إذا كان الدجال بهذه القدرة الفائقة على " الإضلال " ، أوليس الناس معذورون باتباعه ؟ أليس من يحمل هذه الصفات فتنة يريد من قدّر خروجه وهو" الله تعالى " ان يضل الناس ويفتنهم عن دينهم ؟ وأن الآيات إنما تأتي" تخويفاً " فقط وليست إضلالاً وتكفيراً للناس ؟ إن الله لا يمكن أن يفعل هذا ، فإن قال قائل بأن " إبليس " نفس الحكاية ، قال لا ، إبليس لا يملك لقدرة على هذا ..والنتيجة : الدجال تدجيل وتغفيل .
هذه القضية الكلية هي التي انطلق منها الدكتور عدنان إبراهيم ، ومن ثم بدأ يسرد ما ورد في أحاديث الدجال من تناقضات كثيرة عنده ، ولأن أحاديث الدجال وردت في " الصحيحين " البخاري ومسلم وغيرهما من الصححاح ، فلا بد كعادته أن يهيئ النفوس للطعن في أحاديث الصحيحين بقضايا يدرك المختص أنها داخلة في " التجديف المعرفي " لا الكلام العلمي كما سيأتي إن شاء لله ..
نعود إلى أصل القضية .. المقارنة بين ( إبليس والدجال ) والتي أفضت إلى إنكار الآخر بناء على أن ابليس ليس له سلطان على الناس ، فكيف يخرج الله في آخر الزمان من يكون له سلطان على الناس يجعلهم يعبدونه ويكفرون بالله ؟
إذن فالقضية عنده هي قضية " لا يقبلها عقله" ، وهي مصادمة كذلك للقرآن .. وماهي إلا تقولات وتخرصات وخرافات .
ماهي المشكلة الأساسية ؟
- إن المشكلة الأساسية في هذا البحث المعرفي لدى عدنان إبراهيم الاعتماد على مقدمات خاطئة ، توصل بلا ريب إلى نتائج كارثية وخاطئة كذلك ، وهي كذلك نتائج توصل إلى متتالية من "الإنكارات " التي هي في حقيقتها متلازمة متراصة ، فمن ينكر الدجال حتماً سينكر المسيح ، ومن ينكر نزول المسيح حتماً سينكر المهدي ، ولو أثبت أحدها سيقع حتماً بالتناقض والذي يحاول الفرار منه بعملية " كنس " لكثير من هذه القضايا التي تحدث عنها وقدمها على أنه نتيجة لكد معرفي ، وتحرر فكري ، وإعمال للعقل .
* تبسيط الشيطان من خلال آية :
إذا قال عدنان إبراهيم كيف يمكن أن يخرج المسيح الدجال بهذا الكم من القدرة على الإضلال يمكن ببساطة أن يقال : كيف يمّكن الله مخلوقاً يقال له " إبليس " على أن يحيا منذ خلق الله الخلق إلى أن يبعثون وهو يضل الناس بصفات كثيرة هي اعظم من حقيقة الدجال وإضلالة .
فإن كان الدجال منظوراً موصوفاً للناس ، فإن أبليس لا يرى ، بل حكى الله عنه أنه يقول عن مهمته العظيمة : ( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) ، فبسبب هذا المكر لا يكون أكثر الناس شاكرين لله .
ثم قال : (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ - إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) فقال الله تعالى [في سورة الإسراء] إقراراً لهذا ( قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا )، فهو إقرار بأن القضية ليست فقط إغواء ، بل تبعية لمخلوق سخره الله تعالى لهذه المهمة ؟ أوليس من يريد أن يسير على طريقة عدنان إبراهيم أن يقول : هل الله الرحيم بعباده ، العظيم في علاه ، الشفيق على من عصاه يسخر مخلوقاً مثل إبليس ليكون سبباً في إضلال الناس ؟ كيف يعطيه هذه القدرة من البقاء إلى قيام الساعة ، وكثرة الأتباع ، والقدرات الخارقة التي تجعله يتسلل إلى عقل الإنسان وبصيرته فيوسوس له ، ويزين له الكفر والشرك والعصيان ؟ أليس هذا هو نفس المنطق الذي انطلق منه الدكتور عدنان لإنكاره للمسيح الدجال ؟
- وإن كان " الدجال" يأتي من خارج الذات ليضل الناس ، أليس الذي يأتي ليتمثل " ضمير "الإنسان فيوسوس له ويغريه بلا شعور أعظم من شخص يدرك العاقل المؤمن أنه دجال أفاك بصفاته وطريقته وما بيّن النبي من حاله ؟
- وإن كان الدجال يغوي أناساً في " آخر الزمان " حين انقضاء الآجال ، واقتراب الارتحال من الدنيا ، ألا يكون من أخذ على نفسه العهد ، وسار بإذن الله الخالق أن يكون همه الإغواء والذي أردى الملايين المملينة من البشر منذ خلق آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أعظم عملاً وفتنة ؟ حتى أنه سيعين الدجال على الإغواء والإضلال بتزيين فعله ، وتعمية عقول الناس عن تلمس حقيقة فتنتنه ؟ أليس ما يرد على الدجال من تساؤل يرد على إبليس الذي بسط الدكتور عدنان أمره في أول الحديث ليسلم له الاعتراض في نهايته ؟
إن السبل التي رسمها الله تعالى لعباده المؤمنين في الخلوص من الشيطان الرجيم ، من وسوسته ، وتزيينه للمنكر ، وإضلاله للناس كانت في ترسيخ ( حقائق الإيمان ومعرفة وصف الشيطان ومنهجه وطريقته في الإضلال ) ، والطريقة التي رسمها النبي صلى الله عليه وسلم لتوقي فتنة الدجال هي ذات الطريقة في ترسيخ ( حقائق الإيمان ، ومعرفة الله وأسمائه وصفاته ، والتحذير منه ووصف طريقته في الإضلال والأغواء ) ، إلا أن المهمة في التعامل مع الشأن المحسوس المشاهد أهون من التعامل مع أمر لا يرى ولا يدرك ولا يمكن أن يحتاط الإنسان منه في كل أحواله ..إلا أن يقال في الشيطان – وهي النتيجة التي نخشى أن تكون من متتاليات الدكتور القادمة – والتي قالها بعض الماديين الذين نكسوا الايات والأحاديث لتتوافق مع" عقولهم " زعموا بان الشيطان لا وجود له على الحقيقة وإنما هو كناية عن الشر في الارض .. كما كان آدم كناية عن الخير في الارض . ولا شي بعيد!
- وإذا كان الله تعالى قال في شان الشيطان (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ - إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) ، فيقال في شأن " لدجال " ، إنه لا سلطان له على الذين آمنوا واستبصروا حقيقته بخبر الصادق وعرفوا حجم فتنته وضعفه وتخييله وقدرته على الإيهام ، وإنما يكون سلطانه على الذين لم يستبصروا حقيقته ، فغابت النذر عن أذهانهم فسقطوا في وبال فعلهم مع رقة دينهم وضعف تمسكهم بكلام نبيهم ...
هذا الشيطان الذي يقول الدكتور أنه لا سلطان له علينا بطريقة تبسيطية هو الذي يقول الله تعالى عنه : ( إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) .
وهو الذي يخذل الانسان ( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) ، وإن كان قد أغوى آدم أبو البشر فأخرجه من الجنة ألا يغوي من دونه ؟ (وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ - وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ - فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ ..الآيات ) .
بل حتى أن الشيطان يوحي لأوليائه بطريقة جدال أهل الحق وهو أمر لم يفكر به الدجال : ( إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) . وغيرها من مكائده العظيمة التي يتسلل بها إلى النفس الإنسانية ، بالوعد بالفقر ، وتزيين الفواحش ، والتفنن في أسلوب الغواية حتى بنزع الانسان عن العلم او تقليل موجبات تقواه وغيرها مما يطول الحديث عنه .. أليس السؤال نفس السؤال ؟ والتفريق بين المتماثلات لا يصح عقلاً ولا شرعاً ؟؟
في الحلقة القادمة ستتم مناقشة منهجية الدكتور العلمية في إنكار أحاديث الدجال .. وبيان حجم المغالطات العلمية والمنطقية في قوله.
ودمتم سالمين ..
عدنان إبراهيم ..والمسيح الدجال (2)
بدر العامر
19 / 7 / 1433 هـ
في الحلقة الأولى من مناقشة الدكتور عدنان إبراهيم حول قضية إنكاره لخبر " المسيح الدجال " تمت مناقشة فكرته حول معارضة أخبار المسيح الدجال للقرآن ، وان أصل المعارضة كان لوجود السلطان العظيم للمسيح الدجال ، وكان سؤاله العقلي : كيف يمكن لشخص أن يحمل هذه الصفات إلا أن يضل الناس ، وهل الله يتعمد إضلال الناس بإعطاء عباده القدرة على هذا الإضلال ، ولكن أصل الفكرة تم نقضها من خلال إمكانيات "إبليس " على الإضلال ، وتم بيان بأن إبليس هو أعظم إضلالاً من الدجال من خلال أمرين :
الاول : الزمن المتطاول الذي جعله يحيا مع كل الأمم منذ خلق آدم إلى أن يقوم الناس لرب العالمين ، وهذا الزمن المتطاول صار فيه من الإضلال والكفر وصرف الناس عن التوحيد ما يعادل ملايين ما يمكن أن يقع من الدجال الذي لا يعيش إلا " أربعين سنة " على القول الأكثر ، وإلا فقد قيل أربعين يوماً ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل عن الشياطين : (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين فحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ) من حديث عياض بن حمار كما في الحديث الصحيح ، فالشياطين لهم دور كبير في إضلال الناس وصرفهم عن التوحيد ، وإدخالهم الشرك وتحليل ما حرم الله تعالى .
الثاني : أن الشيطان يوصل الإنسان إلى الشرك والضلال والكفر من خلال حرفة وطريقة ليست مكشوفة ، يتسلل من خلالها إلى النفس البشرية فيغريها ويلبس الحق عليها بالباطل ، بينما الدجال ينكشف للناس بدعوة صريحة بادعاء الربوبية الأمر الذي لا يقبله الموقن المؤمن ، بل يقبله الشاك المرتاب ، فلا يتبع الدجال إلا كل منافق ومنافقة وكافر وكافرة ، اما من آمن بالله ، وصدق بالرسالة فهذا يحصنه بعد توفيق الله من اتباع الدجال كما يوفق الله عباده الموقنين بعدم اتباع سبيل الشيطان وطريقته في الغواية والإضلال .
والآن .. دعونا ننتقل من الحجج العقلية ودعوى معارضة خبر الدجال للقرآن إذ لا يوجد في القرآن من الدلائل العقلية والنقلية ما يحيل وقوع مثل "فتنة الدجال " إلا عند من التبس عليه الأمر ، واستسلم لفكره دون تحقيق ونظر ، وإن كان الدجال لم يذكر في القرآن مباشرة ، فلا يعني ذلك أن الأخبار والأحكام مقتصرة على ما يورد في القرآن ، ففرق بين " معارضة القرآن " معارضة صريحة لا تقبل التأويل والجدل ، وبين " توهم " البعض بأن بعض الأخبار والأحكام تعارض القرآن ، وما تعجل المتعجلون في نفي الأخبار إلا من خلال عدم القدرة العلمية والذهنية على " التوفيق " بين ما ياتي من صحيح الأخبار ، وبين ما يقرره القرآن ، وعدم التفريق بين استحالة العقل الصريح للامر وبين " مقررات العقل النسبي " الذي يتفاوت الناس فيه بناء على تفاوتهم بالفهم والتأمل والعلم ففرق بين ما " يحيله العقل .. وبين ما يعجز العقل عن إدراكه "وهي قاعدة نفيسه لمن تأملها .
منطلقات الدكتور في إنكاره لأخبار الدجال :
ينطلق الدكتور عدنان إبراهيم من إنكاره للمسيح الدجال من قاعدة قررها أولاً وهي أن في أخبار الدجال غرائب وعجائب وأكاذيب ، وان هناك خوارق للعادات لإضلال الناس ، وأن في الكتب الصحيحة أحاديث ضعيفة ، وأن هناك ضعفاء في الصحيحين وغيرها من القضايا التي من خلالها حكم على " فتنة الدجال " بالخرافة .
ومن المنطلقات التي انطلق منها أن هناك " تعارضاً " في الأحاديث التي وردت في خبر الدجال ، وبعضها يكذب بعضاً أو يخالف بعضاً ، وهذا دليل على كذب ما وردفيه .
أين المشكلة في تأصيل الدكتور عدنان إبراهيم لهذه القضية :
أولا : لم يفرق الدكتور بين ورود الأخبار " المتواترة " في إثبات ( حقيقة الإخبار عن الدجال ) ، وبين الأحاديث الواردة في ( صفات الدجال وتفاصيل خبره ) ، فإثبات حقيقة الدجال شي ، والإيمان بكل ما ورد في صفاته شي آخر منفصل تماماً عنه ، وقد رأينا علماء أهل السنة ، بل علماء الإسلام قاطبة – إلا ما ندر- يضعفون كثيراً من الأخبار الواردة في الدجال ، وما وردفيها من تعارض – ظاهري – في نصوصها حرص العلماء على التأليف بينها بمنهج علمي ، وليس وجود الإشكال في بعض أخبار الدجال يضعف الحقيقة الأصلية أو يقضي عليها كما سيأتي .
الثاني : أشعر أن هناك مشكلة " منهجية " عند الدكتور عدنان إبراهيم في قراءته للتراث الإسلامي كله ، ومشكلته نابعة من ( غياب المنهجية العلمية المحكمة ) ، وقد يظنها هو " تحرراً " من القيود ، واستقلالاً في التفكير ، ولكنه وقع في (التلفيق ) المعرفي ، والذي جعله يمايز بين المتماثلاث ، ولا يمكن أن يطرد رأياً واحداً أبداً ، فهو مرة عقلاني قرآني ، ومرة سلفي أثري ، ومرة متكلم فلسفي ، ومرة يقبل الحديث المطعون فيه ، ومرة يرد الحديث المتواتر ومرة يثني على عالم إن قال قولاً يوافق رأيه ، ومرة يزري عليه بأشد العبارة ، فإن أقره بشي صار شيخ الإسلام ، وإن خالفه صار جاهلاً لا يفهم ، ومن ذلك موقفه من الصحيحين خاصة البخاري ومسلم ، فهو يستشهد بأحاديثهما ويصحح ويضعف ، ولكنه ينسف مصداقية الصحيح كلما أراد أن يقرر مسألة من المسائل ، وهذا مافعله حين أراد إنكار أخبار المسيح الدجال ، فقد قدم بمقدمة تعرض فيها للإمام عثمان ابن أبي شيبة – مع أن أحاديثه ليس فيها تعلق بالمسيح الدجال - ، وكأنه يهيئ وعي المستمع لعدم إنكار رد ما ورد في الصحيحين من أخبار الدجال ، ومثله تعرضه لاسماعيل بن أبي أويس وغيره ، ومن يسمع مثل هذا الكلام يدرك ان هناك مشكلة منهجية علمية في التعامل مع " الأحاديث " ولعل هذه طبيعة من لم يدرس العلم الشرعي دراسة أكاديمية ومنهجية ويعتمد في فهمه فقط لمسائل دقيقة تحتاج إلى كد وعناية فائقة وسنوات طويلة .
ولعلي أبدأ هنا – في هذه الحلقة – في مناقشة إثبات ( خبر المسيح الدجال ) عموماً دون الدخول في تفاصيل الأخبار وتعارضها ومناقشة الخوارق ، فلها إن شاء الله حلقة قادمة :
القراءة الاستردادية :
حين نريد أن نفهم مسألة أو خبراً من الأخبار نحتاج أن نعود إلى الوراء ، في ذلك الزمن الغابر حيث بدأ التدوين لنعرف كيف تم كتابة الأحاديث ، وحتى ندرك أن القضية ليست قضية " أخبار ملفقة ومكذوبة " كما يدعي الدكتور عدنان إبراهيم ، بل لندرك أن الجيل الأول والثاني والثاني في عصر التدوين يدركون أن " الإخبار عن الدجال " هو بمثابة وجود أمريكا في هذا الزمن لا ينكره إلا مهبول أو في عقله دخن ، ولكن أهل العلم حين يريدون إثبات قضايا " السمع" ، فلا طريق لذلك إلا " الأسانيد " المتصلة التي ينقلها الثقات بالاسناد المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهنا مستويان :
المستوى الأولى : شياع الأخبار ومعرفة الناس لها في زمن التدوين ، وهذا مثل معرفة القرون الأولى بوجود شخص اسمه ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة وغيرهم بلا حاجة إلى إسناد ودليل خاص .
المستوى الثاني : مستوى النقل العلمي عن تفاصيل أقوالهم وأفعالهم ، فالأول تواتر معنوى ، والثاني تواتر أو أخبار علمية .
دعونا نأخذ هذا الدليل على ما أقول :
الأمام مالك بن أنس الأصبحي رضي الله عنه إمام دار الهجرة ولد سنة 93 هــ وتوفي سنة 173 هــ وهو من الأئمة المتبوعين ، والثقات العظام قال الشافعي عن كتابه الموطأ ( ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مالك ) روى في الموطأ حديثاً فقال : حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أراني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها فهي تقطر ماء متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين يطوف بالكعبة فسألت من هذا قيل هذا المسيح ابن مريم ثم إذا أنا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية فسألت من هذا فقيل لي هذا المسيح الدجال ) .
هذا الحديث الذي رواه مالك جاء فيه ذكر المسيح الدجال ، وبين مالك وبين النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فقط هما : نافع مولى ابن عمر ثقة ثبت ، يقول الامام مالك: ( إذا قال نافع شيئا فاختم عليه ) ، والبخاري رحمه الله يرى أن أصح الأسانيد إطلاقاً هي رواية مالك عن نافع عن ابن عمر ولا يعرف له خطأ أبداً في جميع ما روى، ( سلسلة ذهبية ) ، ونافع يحدث عمن لازمه وهو ابن عمر بن الخطاب ولا يحتاج إلى تزكية أو كلام ، وهذا الحديث ينميه ابن عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..ويذكر فيه الدجال .
حسناً .. سوف نقول لعدنان إبراهيم ، دعنا الآن من متن الحديث ولنناقشك عن سنده ، هل ترى أن الكذاب في الحديث هو : مالك بن أنس أمام دار الهجرة الإمام المتبوع التي أجمعت الامة على إمامته وفضله ؟ أم الكذاب هو نافع مولى أبن عمر ؟ أم الذي كذب في الخبر عن الصادق المصدوق هو الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما ؟
لنسلم لك الآن بان هذا الحديث مفترى ومكذوب ، والذي رواه ليس بينه وبين النبي إلا رجلان اثنان فقط .. ماذا تقول حين روي من طرق أخرى ؟ أم ان أهل الحديث هم مجموعة من الأفاكين الكذابين الذين شغلتهم فقط يضعون أحاديث ينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ دعنا الآن من حديث مالك .. ماذا تقول في الآتي :
قال مسلم في صحيحه : حدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا حنظلة عن سالم عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رأيت عند الكعبة رجلا آدم سبط الرأس واضعا يديه على رجلين يسكب رأسه أو يقطر رأسه فسألت من هذا فقالوا عيسى بن مريم أو المسيح بن مريم لا ندري أي ذلك قال ورأيت وراءه رجلا أحمر جعد الرأس أعور العين اليمنى أشبه من رأيت به بن قطن فسألت من هذا فقالوا المسيح الدجال ) .
وهذا إمام الأئمة مسلم النيسابوري يحدث بالحديث من طريق آخر ، فلم يروه في الإسناد عن نافع مولى ابن عمر ، بل رواه من طريق سالم عن نافع عن ابن عمر به .. فهل كذلك هذا اسناد ملفق ومفترى وليس بين مسلم وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا اربعة رجال فقط ؟ وهل يمكن يتواطأ الناس على الكذب بهذه الطريقة ؟ وقد روى في أسانيد أخرى بلفظ الحديث عن جابر بن عبدالله وعمر وغيرهم من الصحابة بنفس الحديث وفيه ذكر الدجال .
وهذا الحديث رواه البخاري في صحيحه قال : دثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً به .
هل هذا فقط ما روي في شأن الأخبار عن " المسيح الدجال " ؟
إن الأسانيد التي رويت في بيان خبره كثيرة جداً ولست هنا أريد تتبع كل الأحاديث التي رويت ، بل لبيان ان خبر الدجال عند الجيل الأول هو من باب القطع بحيث لا يماري فيه أحد ، وكان الجيل الأول بعد الصحابة يعرفون خبر النبي عن الدجال كما يعرفون أسماء الصحابة ، وهو من الانتشار والذياع بحيث لا ينكره أحد .
سأكمل إن شاء الله في الحلقة القادمة مناقشة فكرة " تواتر خبر ذكر المسيح الدجال " حديثياً .. وإثبات ذلك إن شاء الله تعالى .
ودمتم سالمين
عدنان إبراهيم والعودة إلى المربع الأول
............................................
الأحد, 14 جمادى الآخر 1433
.............................................
صالح الحساب الغامدي: قبل نحو مائة عام ظهرت في العالم الإسلامي حركة تدعو إلى إصلاح الدين وتجديده؛ للخروج من كبوة الضعف والوهن التي عصفت بالعالم الإسلامي؛ ولكن تلك الدعوة - للأسف- باتت أشد ضرراً على العالم الإسلامي من العدو الخارجي المستعمر والذي سعى لسلب الثروات وامتصاص المقدرات، وأما تلك الدعوة فقد سلبت من الإسلام روحه وقوامه، وباتت خادمة لذلك المستعمر الآثم من حيث تشعر أو لا تشعر، والسبب ببساطة أنها لم تقم على أصل قويم من الدين، بل قامت على أُسس عقلية، غايتها تطويع الدين لمقتضيات العصر، كما كان حال سلفها (التجديدي) في اليهودية والنصرانية.
وتلك الحركة (التجديدية) عُرفت فيما بعد بالمدرسة العقلانية، لتقديمها العقل على النص، وعرفت أيضاً بالمدرسة العصرانية، وكذلك بالمدرسة الإصلاحية الحديثة.(وهي مدرسة فكرية وليست نظامية).
تلك المدرسة التجديدية العقلانية - كما يصفها د أحمد اللهيب- تسعى سعياً حثيثاً لإعادة تفسير الإسلام وأحكامه، بحيث يبدو متفقاً مع الحضارة الغربية، أو قريباً منها، وغير متعارض معها. (أنظر كتابه: تجديد الدين لدى الاتجاه العقلاني الإسلامي المعاصر)
ويمكن تلخيص أبرز المعالم الفكرية لتلك المدرسة التجديدية العقلية فيما يلي:
1. التوسع في تفسير القرآن الكريم على ضوء العلم الحديث بكافة جوانبه، ولو أدى ذلك إلى استحداث أقوال مجانبة لتركيب الآيات من الناحية اللغوية، أو غير موافقة للمنقول عن السلف -رضي الله عنهم-.
2. رد السنَّة النبوية كلياً أو جزئياً؛ فمنهم من يردها مطلقاً، ومنهم من يقبل المتواتر العملي فقط، ومنهم من يقبل المتواتر مطلقاً عملياً كان أو قولياً، أما أحاديث الآحاد فمنهم من يردها مطلقاً، ومنهم من يقبل منها فقط ما وافق روح القرآن، أو ما اتفق مع العقل أو التجربة البشرية.
3. التهوين من شأن الإجماع إما برفضه كلياً، أو بتقييده بضوابط جديدة لم تكن معروفة بين العلماء، مثل إضافة أهل الحل والعقد الذين بيدهم السلطان في اشتراط انعقاد الإجماع، وهذا تعطيل له.
4. الحرية الواسعة في الاجتهاد مع غض النظر عن الشروط المطلوبة في المجتهد، وعن الأطر العامة التي تضبط الاجتهاد، ونتج عن هذا وعن موقفهم من الإجماع آراء شاذة ومنكرة لم يُسبقوا إليها.
5. الميل إلى تضييق نطاق الغيبيات ما أمكن، فأقحموا العقل في المسائل الغيبية، ومن هنا جاءت تأويلاتهم للملائكة والجن والشياطين والطير الأبابيل وغيرها على غير حقيقتها.
6. تناول الأحكام الشرعية العملية تناولاً يستجيب لضغوط الواقع، ومتطلباته، وذلك في مثل قضايا الربا، والوحدة الوطنية، وحرية الفكر وغيرها.
7. المواءمة والتوفيق بين نصوص الشرع ومعطيات الحضارة الغربية وفكرها المعاصر، وذلك بتطويع النصوص وتأويلها تأويلاً جديداً يتلاءم مع المفاهيم المستقرة لدى الغربيين، وعرض الإسلام عرضاً يقبله المثقفون ثقافة عصرية.
8. اعتماد الفهم المقاصدي للإسلام بدل الفهم النصي، فالنصوص عندهم يجب أن تُفهم وتؤول على ضوء المقاصد(العدل،التوحيد،الحرية الإنسانية) ونصوص الحديث يُحكم على صحتها أو ضعفها لا حسب منهج المحدثين في تحقيق الروايات؛ وإنما حسب موافقتها أو مخالفتها للمقاصد.
9. إقامة الرابطة الاجتماعية بين الناس لا على أساس الإسلام والكفر، إنما على أساس الوطن والإنسانية، وعليه يجب إعادة النظر في مسائل عدة؛ نحو: مسألة دار الإسلام ودار الكفر، ومسألة استعلاء المسلم بدينه على غيره وتميُّزه عنه، ومسألة منع غير المسلمين من تقلد المناصب في الدولة الإسلامية، وغيرها.
لقد شابهت تلك المدرسة العقلانية التجديدية فرقة "المعتزلة" في إعلاء شأن العقل وتقديمه على النص، إذ الاعتماد على العقل يُعد من مبادئ المعتزلة في الاستدلال للعقائد؛ فكانوا يحكمون بحسن الأشياء وقبحها عقلاً، وكان من نتائج اعتمادهم ذلك أن أوّلوا الصفات بما يناسب عقولهم، وطعن كبراؤهم في أكابر الصحابة وشنعوا عليهم ورموهم بالكذب! مما أدى إلى رد أحاديثهم وعدم قبولها، بل إن طوائف من المعتزلة ترد أحاديث الآحاد وتنكرها، بل وحتى الأحاديث المتواترة إذا تعارضت مع العقل، وكان من جرَّاء ذلك إنكار المعتزلة لكثيرٍ من العقائد الثابتة عن رسول اللهr؛ كعذاب القبر، والإيمان بالحوض، والصراط، والميزان، والشفاعة، ورؤية الله في الآخرة، هذا في باب العقائد وأما في باب الأعمال والأحكام الشرعية فاشترطوا -أيضاً- لقبول الحديث أن لا يُعارض العقل والقرآن.
والعجيب أن المعتزلة أولئك قاموا للدفاع عن الدين ضد الفلاسفة وغيرهم من المجسمة والرافضة والزنادقة والجهمية والمرجئة والخوارج، ولكنهم بتقديسهم العقل وتقديمه على النقل هدموا من حيث أرادوا البناء!
أما مؤسسو تلك المدرسة الإصلاحية العقلية التجديدية وروادها فيُعد (السير) أحمد خان الهندي أول من بدأت على يديه معالم تلك المدرسة، ثم على يد جمال الدين الأفغاني، ثم ترسخت على يد تلميذه وصاحبه محمد عبده المصري، ثم كان لتلامذة محمد عبده الأثر الكبير مع مطلع القرن العشرين في ترجمة هذا الفكر إلى أرض الواقع؛ تأليفاً، ونشراً، ودعوة إليه.
وهاهو الدكتور عدنان إبراهيم يجدد لنا في عالم اليوم فكر تلك المدرسة العقلية التجديدية، ليعيدنا إلى ذلك المربع الأول (مربع المدرسة العقلية) بعد أن تقدمت بنا الصحوة الإسلامية المباركة خطوة إلى الأمام، وأخرجتنا من ذلك المربع العقلي الذي أوهن المسلمين واستعمر فكرهم، بمباركة ودعم المستعمر الغربي، والذي ما إن رحل تماماً في ستينيات القرن المنصرم حتى بدأت بوادر العودة إلى المعين الصافي وانطلقت صحوة العودة إلى ما كان عليه الرسول الكريم -عليه السلام- وأصحابه الكرام.
لقد شاهدتُ الكثير من خطب ومحاضرات د عدنان إبراهيم وهي ذات أسلوب بليغ آسر، ولكن ما فائدة الأسلوب إذا شاب المضمون لوثة عقلية تصادم النصوص، وتنكر المعلوم، وتزعزع إيمان العامة، والذين لم يطالبهم الشرع الحنيف جميعاً بالتفقه في الدين و(البحث عن الحقيقية) التي لا يفتأ د عدنان يرددها في خطبه ومحاضراته، ونسي قول الحق تبارك وتعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم).
يكفي العامي - مثلاً- حتى يدخل في دوامة من التساؤلات و(الشك) في دين الله أن يشاهد برنامجاً تلفزيونياً واحداً للدكتور عدنان إبراهيم؛ يطعن خلاله في صحابة رسول الله r ، وينكر أحاديث الآحاد، ونزول عيسى بن مريم، بل ويشكك في أحكام آيات المواريث ويطالب بإعادة النظر فيها..الخ، (أنظر: حلقتي برنامج اتجاهات مع د عدنان إبراهيم)
كل هذه الآراء الصادرة من الدكتور عدنان إبراهيم وغيرها ليست تحت شعار الطعن في الدين أو انتقاصه، بل تحت شعار البحث عن الحقيقية والنهوض بالأمة الإسلامية!! وهو ذات شعار مدرسة محمد عبده (مفتى الديار المصرية) العقلية قبل مائة عام، بل وذات المضمون!
يقول مفتي الدولة العثمانية الشيخ مصطفى صبري-رحمه الله-:«كان المسلمون قبل عهد الشيخ محمد عبده على طول ثلاثمائة وألف عام يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله ومعجزات رسله وبكل ما ورد في نصوص الله وسنَّة رسوله السليمة الإسناد، من الأوامر والنواهي والقصص وأحوال الآخرة.. وكان لهذين الركنين الأساسيين مهابة عظيمة في قلوب علماء الإسلام.. لا يجترئ أحد منهم على تأويلهما والعدول عن ظاهر نصوصهما.. وكان مما لا يطوف ببال أحد أن ينكر وجود الملائكة ووجود الشيطان الرجيم الذي نعوذ بالله منه في أول كل صلاتنا.. ولم يكن المسلمون في تلك الأعصار الطويلة يعتريهم أي شك في وجود الأنبياء وتأييدهم من عند الله بالمعجزات الخارجة عن طور البشر.. حتى جاء الأستاذ الإمام فوضع منهاجاً عجيباً لتأويل النصوص يُمثِّل باسم النهضة الدينية الحركة القهقرية أمام خصوم الإسلام الغربيين المسلطين على كتابه ويلقي الشك في قلوب المسلمين الذين يعتقدونه كتاباً منزلاً من عند الله.. قائلاً: إن وجود شيء في القرآن لا يقتضي صحته. وقد ارتكزت فكرة إنكار معجزات الأنبياء في قلوب العلماء الأزهريين من تلامذة الإمام، وفيهم من تولى مشْيخة الأزهر.. وقد فتح الأستاذ الإمام لهم طريقاً معبدة رغم خطرها، في كل أمن وحصانة وهي طريق التأويل وتفسير النصوص تفسيراً يؤدي إلى إلغائها». (أنظر كتابه: موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين)
فأخشى ما أخشاه اليوم أن نردد ما قاله الشيخ مصطفى صبري ونقول: كان المسلمون قبل عهد الدكتور عدنان إبراهيم على طول أربعمائة وألف عام يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله ومعجزات رسله وبكل ما ورد في نصوص الله وسنَّة رسوله السليمة الإسناد..الخ !!
ولا يفوت التنبيه هنا أن الشيخ محمد عبده كان جليلاً في نظر الغربيين المحتلين، ولا غرو في ذلك بعدما ذكرناه آنفاً من فكر مدرسته العقلية، ففي تقريره السنوي لعام 1905م يقول الحاكم الإنجليزي لمصر اللورد "كرومر": «لا ريب عندي في أن السبيل القويم الذي أرشد إليه المرحوم الشيخ محمد عبده هو السبيل الذي يؤمل رجال الإصلاح من المسلمين الخير منه بني ملتهم إذا ساروا فيه، فأتباع الشيخ حقيقون بكل ميل وعطف وتنشيط من الأوربيين. هذا وإني أوافق السير "ملكولم مكلريث"على ما قاله عن الضربة التي أصابت الإصلاح من هذا القبيل بموت المرحوم الشيخ محمد عبده فقد أشرت إلى خدمات ذلك الرجل الجليل في فصل آخر من هذا التقرير، وأعود فأبسط الرجاء أيضاً أن الذين كانوا يشاركونه في آرائه لا تخور عزائمهم بفقده بل يظهرون احترامهم لذكراه أحسن إظهار بترقية المقاصد التي كان يرمي إليها في حياته». (أنظر:محمد رشيد رضا، تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده)
وإني أعيذ الدكتور عدنان إبراهيم من أن يصل اليوم بتبنيه فكر تلك المدرسة إلى رضا الغرب ومساندتهم، لا سيما وأنهم ينادون- كما هو حال مؤسسة راند- بدعم المجددين من المسلمين، ويقصدون بهم أتباع فكر تلك المدرسة العقلية في العالم الإسلام اليوم. (أنظر تقرير مؤسسة راند: إسلام حضاري ديمقراطي)
وأختم بدعوة صادقة أوجهها للدكتور عدنان إبراهيم بأن لا يُعيد المسلمين إلى ذلك المربع الأول المشئوم، وأن يثوب إلى الرشد، ويتبنى التجديد الحق للإسلام؛ بتجديد علاقة الناس بدين الله -على نحو ما كان عليه النبي الكريم وأصحابه-، وإحيائه في نفوسهم، وعلى أرض الواقع، وإحياء ما اندرس من سننه ومعالمه، وتنقيته من كل شائبة ونقيصة.
اللهم اهدنا جميعاً سواء الصراط، والحمد لله رب العالمين.
الرّد على أهل المنطق
الاثنين, 18 ربيع الثاني 1433
شيخنا الدكتور سفر الحوالي:
..................................
إنّ أهل الأهواء وخاصة المتأخرين من المتكلمين يتهمون أهل السنة بالغباء وعدم الفقه في الدين، وأنهم لا يعرفون ما يقوله الله، يقولون: ألم يقل الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] وهذه الثلاثة هي التي تعيبون علينا في علم الكلام والجدل، وهي التي نشتغل بها لرد الباطل وإن كان أصلها مأخوذاً عن أرسطو ، وهذه الثلاثة هي: البرهان والخطابة والجدل، فالبرهان هو الحكمة، والخطابة هي الموعظة، والمجادلة هي الجدل، فلابد أن ندعو الناس بها، فبعضهم يغفلها.
وبأسلوب عجيب يقولون أيضاً: الصحابة رضي الله عنهم كانوا مشغولين بالجهاد، والتابعون ما كانوا يتعمقون في فهم الآيات ومعاني الصفات أو في القدر، بل يكتفون بظاهر النص، ولما ظهرت الأهواء وظهرت البدع احتاج الناس إلى تأصيل وتقعيد، وإلى فهم عميق، فوضعنا قواعد المجاز والحقيقة والألفاظ المشتركة، والمنطق، وبدأنا نأخذ الأقيسة البرهانية والخطابية والجدلية، فهذا الذي نفعله من حماية الدين.
وقالوا: (مذهب السلف الصالح أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم). وهذا الكلام مضمونه أن ورثة عمرو بن عبيد والنظام والعلاف وبرغوث وأمثالهم أعلم ممن تعلموا من محمد صلى الله عليه وسلم، فهم يقولون: نحن أعلم ممن ورثوا الهدى والكتاب عن محمد صلى الله عليه وسلم؛ ويقولون: لماذا تنكرون الجدل ومناظرة أهل البدع، والله جعل طرائق الدعوة ثلاثاً، كما في آية النحل، وهي ما نسميه نحن في علم الجدل أو المنطق: (البرهان والخطابة والجدل).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الرد على المنطقيين (ص:467) وهو يرد عليهم ما ذكرناه عنهم: "والمقصود هنا أن ما يجعلونه من القرآن مطابقاً لأصولهم ليس كما يقولون، فإن قيل: لا ريب أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الحكمة والموعظة الحسنة والجدل يخالف أقوال هؤلاء الفلاسفة أعظم من مخالفته لأقوال اليهود والنصارى؛ لكن المقصود أن الثلاثة المذكورة في القرآن هي البرهان الصحيح، والخطابة الصحيحة، والجدل الصحيح، وإن لم تكن هي عين ما ذكره اليونان ؛ إذ المنطق لا يتعرض لشيء من المواد، وإنما الغرض أن هذه الثلاثة هي من جنس هذه الثلاثة"، ومعنى هذه الشبهة أنهم يقولون: نحن نعلم أن اليونان كفار، وأن كلام الفلاسفة مخالف للقرآن؛ ولكن نحن نأخذ منهم الأساليب المنطقية الثلاثة: البرهان والخطابة والجدل، وهي نفسها في القرآن، فالأسلوب واحد، والمنطق لا يهتم بموضوع النقاش، بل يهمه صحة المقدمات والنتائج فقط، أما وجوده في أي موضوع: في الدين أو الدنيا فذلك لا يهمه.
يقول شيخ الإسلام رداً على هذه الشبهة: "قيل: وهذا أيضاً باطل، فإن الخطابة عندهم ما كان مقدماته مشهورة، سواء كانت علماً مجرداً أو علماً يقينياً" ومثال ذلك في البرهان الخطابي أن تقول: الخلق الفاضل يجلب الخير والسعادة، فلا ترتكب غيره، فهذا برهان خطابي مقدمته ليست قطعية، لكنه مشهور عند الناس أنه حق وخير، فهذا يسمونه الطريقة الخطابية أو القياس الخطابي.
قال شيخ الإسلام : "والوعظ في القرآن هو الأمر والنهي، والترغيب والترهيب" فمثلاً لما قال الله تبارك وتعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125] هل الموعظة هي ما كانت مقدماته مشهورة؟ نقول: لا. هي الأمر والنهي والترغيب والترهيب، ثم ذكر قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ ... [النساء:66] قال: "أي: ما يؤمرون به" قال: "وقال تعالى: يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا [النور:17] أي: ينهاكم عن ذلك"، فالموعظة تأتي بمعنى الأمر وبمعنى النهي، وليست مجرد مقدمات.
قال: "وأيضاً فالقرآن ليس فيه أنه قال:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل) بل قال: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم [النحل:125] وذلك لأن الإنسان له ثلاثة أحوال: إما أن يعرف الحق ويعمل به، وإما أن يعرفه ولا يعمل به، وإما أن يجحده؛ فأفضلها أن يعرف الحق ويعمل به" وهذه هي الحكمة، وهي أغلب ما في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للناس، فقد كان الصحابة إذا عرفوا الحق عملوا به، فهو يدعوهم بها ويربيهم عليها، فتصبح المعرفة موجودة، والاستعداد العملي موجوداً، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ الناس بالحكمة قليلاً قليلاً، لكن قد كان مع ذلك يعظ بعض الناس.
قال: "والثاني: أن يعرفه لكن نفسه تخالفه" أي: تجده يعرف أن الزنا حرام لكن نفسه تشتهيه؛ فإن هذا يوعظ، قال: "فصاحب الحال الأول هو الذي يدعى بالحكمة، فإن الحكمة هي العلم بالحق والعمل به، فالنوع الأكمل من الناس من يعرف الحق ويعمل به، فيدعون بالحكمة، والثاني: من يعرف الحق لكن تخالفه نفسه؛ فهذا يوعظ الموعظة الحسنة".
قال: "فهاتان هما الطريقان للدعوة: الحكمة والموعظة الحسنة" وليست أي موعظة، قال: "وعامة الناس يحتاجون إلى هذا وهذا" يحتاجون إلى الحكمة وإلى الموعظة الحسنة "فإن النفس لها هوى يدعوها إلى خلاف الحق وإن عرفته" فالناس يحتاجون إلى الموعظة الحسنة وإلى الحكمة، فلابد من الدعوة بهذا وهذا.
قال: "وأما الجدل فلا يدعى به، بل هو من باب دفع الصائل" أي: الصائل على دين المسلمين، قال: "فإذا عارض الحق معارض جودل بالتي هي أحسن، ولهذا قال: (وجادلهم) فجعله فعلاً مأموراً به، مع قوله: (ادعهم)" أي فالمجادلة لا يطمع منها استجابة الخصم لكن لدفعه وإقامة الحجة عليه.
قال: "فأمره بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وأمره أن يجادل بالتي هي أحسن، وقال في الجدال: (بالتي هي أحسن) ولم يقل: بالحسنة كما قال في الموعظة، لأن الجدال فيه مدافعة ومغاضبة حتى يصلح ما فيه من المدافعة والممانعة، والموعظة لا تدافع كما يدافع المجادل، فما دام الرجل قابلاً للحكمة أو الموعظة الحسنة أو لهما جميعاً لم يحتج إلى مجادلة، فإذا دافع ومانع جودل بالتي هي أحسن".
ثم قال: "والمجادلة بعلم كما أن الحكمة بعلم، وقد سمى الله تعالى من يجادل بغير علم..." إلى آخر كلامه الذي بين فيه رحمه الله أن المقدمات الجدلية التي ليست علماً غايتها بيان أن الخصم مخطئ لا أنها تدعوه إلى الحق.
الرّد على أهل المنطق
لشيخنا الدكتور سفر الحوالى .
الاثنين, 18 ربيع الثاني 1433
..................................
إنّ أهل الأهواء وخاصة المتأخرين من المتكلمين يتهمون أهل السنة بالغباء وعدم الفقه في الدين، وأنهم لا يعرفون ما يقوله الله، يقولون: ألم يقل الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] وهذه الثلاثة هي التي تعيبون علينا في علم الكلام والجدل، وهي التي نشتغل بها لرد الباطل وإن كان أصلها مأخوذاً عن أرسطو ، وهذه الثلاثة هي: البرهان والخطابة والجدل، فالبرهان هو الحكمة، والخطابة هي الموعظة، والمجادلة هي الجدل، فلابد أن ندعو الناس بها، فبعضهم يغفلها.
وبأسلوب عجيب يقولون أيضاً: الصحابة رضي الله عنهم كانوا مشغولين بالجهاد، والتابعون ما كانوا يتعمقون في فهم الآيات ومعاني الصفات أو في القدر، بل يكتفون بظاهر النص، ولما ظهرت الأهواء وظهرت البدع احتاج الناس إلى تأصيل وتقعيد، وإلى فهم عميق، فوضعنا قواعد المجاز والحقيقة والألفاظ المشتركة، والمنطق، وبدأنا نأخذ الأقيسة البرهانية والخطابية والجدلية، فهذا الذي نفعله من حماية الدين.
وقالوا: (مذهب السلف الصالح أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم). وهذا الكلام مضمونه أن ورثة عمرو بن عبيد والنظام والعلاف وبرغوث وأمثالهم أعلم ممن تعلموا من محمد صلى الله عليه وسلم، فهم يقولون: نحن أعلم ممن ورثوا الهدى والكتاب عن محمد صلى الله عليه وسلم؛ ويقولون: لماذا تنكرون الجدل ومناظرة أهل البدع، والله جعل طرائق الدعوة ثلاثاً، كما في آية النحل، وهي ما نسميه نحن في علم الجدل أو المنطق: (البرهان والخطابة والجدل).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الرد على المنطقيين (ص:467) وهو يرد عليهم ما ذكرناه عنهم: "والمقصود هنا أن ما يجعلونه من القرآن مطابقاً لأصولهم ليس كما يقولون، فإن قيل: لا ريب أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الحكمة والموعظة الحسنة والجدل يخالف أقوال هؤلاء الفلاسفة أعظم من مخالفته لأقوال اليهود والنصارى؛ لكن المقصود أن الثلاثة المذكورة في القرآن هي البرهان الصحيح، والخطابة الصحيحة، والجدل الصحيح، وإن لم تكن هي عين ما ذكره اليونان ؛ إذ المنطق لا يتعرض لشيء من المواد، وإنما الغرض أن هذه الثلاثة هي من جنس هذه الثلاثة"، ومعنى هذه الشبهة أنهم يقولون: نحن نعلم أن اليونان كفار، وأن كلام الفلاسفة مخالف للقرآن؛ ولكن نحن نأخذ منهم الأساليب المنطقية الثلاثة: البرهان والخطابة والجدل، وهي نفسها في القرآن، فالأسلوب واحد، والمنطق لا يهتم بموضوع النقاش، بل يهمه صحة المقدمات والنتائج فقط، أما وجوده في أي موضوع: في الدين أو الدنيا فذلك لا يهمه.
يقول شيخ الإسلام رداً على هذه الشبهة: "قيل: وهذا أيضاً باطل، فإن الخطابة عندهم ما كان مقدماته مشهورة، سواء كانت علماً مجرداً أو علماً يقينياً" ومثال ذلك في البرهان الخطابي أن تقول: الخلق الفاضل يجلب الخير والسعادة، فلا ترتكب غيره، فهذا برهان خطابي مقدمته ليست قطعية، لكنه مشهور عند الناس أنه حق وخير، فهذا يسمونه الطريقة الخطابية أو القياس الخطابي.
قال شيخ الإسلام : "والوعظ في القرآن هو الأمر والنهي، والترغيب والترهيب" فمثلاً لما قال الله تبارك وتعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [النحل:125] هل الموعظة هي ما كانت مقدماته مشهورة؟ نقول: لا. هي الأمر والنهي والترغيب والترهيب، ثم ذكر قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ ... [النساء:66] قال: "أي: ما يؤمرون به" قال: "وقال تعالى: يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا [النور:17] أي: ينهاكم عن ذلك"، فالموعظة تأتي بمعنى الأمر وبمعنى النهي، وليست مجرد مقدمات.
قال: "وأيضاً فالقرآن ليس فيه أنه قال:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل) بل قال: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم [النحل:125] وذلك لأن الإنسان له ثلاثة أحوال: إما أن يعرف الحق ويعمل به، وإما أن يعرفه ولا يعمل به، وإما أن يجحده؛ فأفضلها أن يعرف الحق ويعمل به" وهذه هي الحكمة، وهي أغلب ما في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للناس، فقد كان الصحابة إذا عرفوا الحق عملوا به، فهو يدعوهم بها ويربيهم عليها، فتصبح المعرفة موجودة، والاستعداد العملي موجوداً، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ الناس بالحكمة قليلاً قليلاً، لكن قد كان مع ذلك يعظ بعض الناس.
قال: "والثاني: أن يعرفه لكن نفسه تخالفه" أي: تجده يعرف أن الزنا حرام لكن نفسه تشتهيه؛ فإن هذا يوعظ، قال: "فصاحب الحال الأول هو الذي يدعى بالحكمة، فإن الحكمة هي العلم بالحق والعمل به، فالنوع الأكمل من الناس من يعرف الحق ويعمل به، فيدعون بالحكمة، والثاني: من يعرف الحق لكن تخالفه نفسه؛ فهذا يوعظ الموعظة الحسنة".
قال: "فهاتان هما الطريقان للدعوة: الحكمة والموعظة الحسنة" وليست أي موعظة، قال: "وعامة الناس يحتاجون إلى هذا وهذا" يحتاجون إلى الحكمة وإلى الموعظة الحسنة "فإن النفس لها هوى يدعوها إلى خلاف الحق وإن عرفته" فالناس يحتاجون إلى الموعظة الحسنة وإلى الحكمة، فلابد من الدعوة بهذا وهذا.
قال: "وأما الجدل فلا يدعى به، بل هو من باب دفع الصائل" أي: الصائل على دين المسلمين، قال: "فإذا عارض الحق معارض جودل بالتي هي أحسن، ولهذا قال: (وجادلهم) فجعله فعلاً مأموراً به، مع قوله: (ادعهم)" أي فالمجادلة لا يطمع منها استجابة الخصم لكن لدفعه وإقامة الحجة عليه.
قال: "فأمره بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وأمره أن يجادل بالتي هي أحسن، وقال في الجدال: (بالتي هي أحسن) ولم يقل: بالحسنة كما قال في الموعظة، لأن الجدال فيه مدافعة ومغاضبة حتى يصلح ما فيه من المدافعة والممانعة، والموعظة لا تدافع كما يدافع المجادل، فما دام الرجل قابلاً للحكمة أو الموعظة الحسنة أو لهما جميعاً لم يحتج إلى مجادلة، فإذا دافع ومانع جودل بالتي هي أحسن".
ثم قال: "والمجادلة بعلم كما أن الحكمة بعلم، وقد سمى الله تعالى من يجادل بغير علم..." إلى آخر كلامه الذي بين فيه رحمه الله أن المقدمات الجدلية التي ليست علماً غايتها بيان أن الخصم مخطئ لا أنها تدعوه إلى الحق.
انتهى .
مذهب الشك؛ إفساد وضلال منهجي!
12-07-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث قال الجرجاني في تعريفاته إن: الشك هو التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر عند الشاك، وقيل الشك ما استوى طرفاه، وهو الوقوف بين الشيئين لا يميل القلب إلى أحدهما، فإذا ترجح أحدهما ولم يطرح الآخر فهو ظن فإذا طرحه فهو غالب الظن وهو بمنزلة اليقين(1).
تعريف الجرجاني للشك:
قال الجرجاني في تعريفاته إن: الشك هو التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر عند الشاك، وقيل الشك ما استوى طرفاه، وهو الوقوف بين الشيئين لا يميل القلب إلى أحدهما، فإذا ترجح أحدهما ولم يطرح الآخر فهو ظن فإذا طرحه فهو غالب الظن وهو بمنزلة اليقين(1).
مذهب الشك في الفلسفة الغربية:
الشك اتجاه فلسفي قديم نشأ في الفلسفة اليونانية على يد بيرون (ت: 275 ق.م) صاحب مذهب اللاأدرية كرد فعل على الفلسفة الرواقية، إذ امتنع عن الحكم على الأشياء بالإيجاب أو النفي؛ لأن الأشياء مظاهر لا يدري حقيقتها غير معترف بقدرة الحواس أو العقل، أو أي من أدوات المعرفة على تحقيق اليقين، ولذلك يدعو بيرون إلى الوقوف على الحياد دون المبالاة بشيء، سعياً وراء تحقيق الطمأنينة والسعادة، ولذا سمي شكه بالشك الأخلاقي، ثم تطور على يد السوفسطائيين أمثال بروتاجوراس وبورجياس (ت:380 ق.م) وغيرهما إلى القول باستحالة المعرفة وإنكار الحقائق المطلقة، وقالوا بإمكانية وجود الحقائق الجزئية المتعددة، وذلك على حسب تعدد الأفراد واختلاف الأحوال، إذ ردودها إلى الحس وحده(2).
ومذهب الشك هو العماد الذي يتكئ عليه الفكر الغربي المعاصر منذ أن دعا إلى الشك الفيلسوف رينيه ديكارت؛ إذ يقول: "أنا أشك إذن أنا موجود". والشك عند ديكارت هو خطوة التأمل الفلسفي الأولى والأساسية، وهو السبيل الأمثل للوصول إلى اليقين، وهو وسيلة للحصول على معرفة الحقيقة معرفة أكثر وضوحاً حين يقول: "الشك خطوة ضرورية لا بد من اتخاذها فخبرتي بالخطأ وتعرضي له منذ عهد بعيد واحتمال تجدده بفعل تلك الأحكام التي خضعت لها ولم أتبين صحتها، سواء كانت أحكاماً فرضها الغير من معلمين أو مرشدين، أو من وكّل إليهم أمري، أم أحكاماً فرضها عليّ الحس أو الخيال- وتعرضها للخطأ معروف- إن كل هذا يدعوني إلى الشك"(3).
أقسام الشك عند أصحابه:
1- الشك المنهجي، ويصفونه بالمعتدل، ويدّعون أن الغرض منه هو التوصل إلى الحقائق، ومن يأخذ بهذا الشك فهو أقرب إلى الموضوعية من الجامد أو الجاحد.
2- الشك المذهبي أو المعرفي؛ لأنه شك في أصل المعرفة، ويصفونه بالمتطرف: وهذا شك لا غرض منه سوى العبثية؛ لأنه هو في نفسه مذهب فلا ثوابت له، فصاحبه يشك ويشك في أنه يشك، وهو مذهب السوفسطائيين(4).
وهناك أنواع أخرى من الشك المطلق، كالشك الإيماني الذي غرضه الإيمان وليس الإنكار، فهو يعتمد على الوحي وحده، أو الكنيسة وحدها منبعاً للمعرفة، في الوقت الذي يفقد فيه الثقة في العقل والحواس، فالوحي بالمفهوم الكنسي هو مصدر الفكر عنده، وتقوم فلسفة هذا النوع على أساس عقيدة الخطيئة عند النصارى التي ظلت- في زعمهم- مرتبطة بأولاد آدم، عليه الصلاة والسلام، بعد أن عصي أمر ربه، ولذلك فإن الإنسان في نظرهم ملوث فطرياً وبذلك لا يستطيع أن يدرك الحقيقة على وجهها الصحيح، وبناء على ذلك فإن على الإنسان أن يسلم للوحي أو الكنيسة فقط في الحصول على المعرفة(5).
وهذا الشك قريب من شك المقلدة من الباطنية الذين يقولون أن الإنسان لا يخلق عالما، وإنما يكتسب العلم والمعرفة، وإن هذه المعرفة مصدرها الإمام المعصوم الذي حل فيه الإله، وليس مصدرها الوسائل المعرفة كالحس والعقل.
مذهب الشك عند أهل الكلام:
والشك كمذهب فلسفي كان له صداه في المحيط الإسلامي، وفي التراث الكلامي كثير من النصوص الدالة على تبني بعض المتكلمة من أصحاب الفرق لهذا المذهب، وعماد هذا المذهب عندهم يقوم على الشك في كل شيء، حتى ذهب البعض إلى القول بالشك في وجود الخالق- تبارك وتعالى- زعماً أن هذا الأمر يوصل إلى اليقين التام.
فقد روي عن أبي هشام الجبائي قوله: "أول الواجبات هو الشك لتوقف القصد إلى النظر عليه"(6).
وللغزالي مقولة يقول فيها: "الشكوك هي الموصلة إلى الحق . فمن لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر، بقي في العمى والضلال"(7). ولهذا يعده البعض رائداً للمتكلمين من أهل القبلة في مذهب الشك، لكنه رجع في أواخر حياته عن كل هذا، فنسأل الله له الرحمة.
نقد مذهب الشك:
الشك مذهب باطل مهما تعددت طرقه وأقسامه، وقد قوبل برفض كبير من قبل المنظرين الإسلاميين في القديم والحديث، وما يسمى بالشك الإيماني ضلال ولا يقول به مسلم، فالإسلام يرى أن هذه الطريقة تناقض الفطرة، فهو مع إقراره أن الوحي طريق أصل للمعرفة لا يلغي العقل والحس وغيرهما بصفتهما وسائل للمعرفة حسب مجالات عملها المحكومة بقانون عالم الشهادة.
ولابن حزم رد قوى على أصحاب هذا التيار، ومما قاله فيهم في الفصل في الملل والنحل: "والله ما سمع سامع قط بأدخل في الكفر من قول من أوجب الشك في الله تعالى، وفي صحة النبوة فرضاً على كل متعلم لا نجاة له إلا به، ولا دين لأحد دونه، وإن اعتقاد صحة التوحيد لله تعالى وصحة النبوة باطل لا يحل، فحصل من كلامهم أن من لم يشك في الله تعالى، ولا في صحة النبوة فهو كافر، ومن شك فيهما فهو محسن مؤد ما وجب عليه، وهذه فضيحة وحماقة، اللهم إنا نبرأ إليك من هذا القول"(8).
ولا يعني ما سبق التسليم بكل ما نسمع ونرى، وإنما المقصود إعمال العقل مع الوقوف به عند حدوده التي حدها الإسلام له، فالشك العلمي القائم على أسس علمية ومنهجية لا شيء فيه، لكنه ليس مقدماً في الإسلام على اليقين، فلا مجال فيه للشك في أصل من أصوله أو مسلمة من مسلماته.
ثم كيف نعمل هذا المذهب في يقينيات مثل كتاب ربنا الذي لا ريب فيه، يقول الله تعالى: (ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)(9)، وهو القائل أيضا: (وَمَا كَانَ هَذَا القُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ الله وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ)(10) ، وقال تعالى (تَنْزِيلُ الكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ)(11).
فـ"الشك في أصل من أصول الدين كفر، والحمد لله لم يتعرض الإسلام لأزمة الشك واللاأدرية لقيامه على اليقين والإيمان، وأوضح أن أول واجب على المكلف النطق بالشهادتين والعمل بمقتضاهما، وبذلك لا يصح تطبيق قاعدة الشك قبل اليقين في أمر العقيدة بالذات"(12).
ـــــــــــ
الهوامش:
(1) التعريفات للجرجاني- دار الكتاب العربي- 1405: (ص:168).
(2) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة- دار الندوة: (2/1080).
(3) مذهب الشك ونقضه بالقرآن- د. إبراهيم بن محمد الحقيل- موقع مجلة البيان.
(4) المرجع السابق.
(5) الموسوعة الميسرة: (2/1081).
(6) شرح المقاصد في علم الكلام التفتازاني- دار المعارف النعمانية- باكستان- ط1- 1981م: (1/48).
(7) ميزان العمل- أبو حامد الغزالي الوفاة- دار الكتاب العربي- بيروت- 1403هـ-1983م: (ص:137).
(8) الفصل في الملل والنحل- لابن حزم- مكتبة الخانجي- القاهرة: (4/163).
(9) سورة البقرة، الآية: (2).
(10) سورة يونس، الآية: (37).
(11) سورة السجدة، الآية: (2).
(12) الموسوعة الميسرة: (2/1082).
مذهب الشك؛ إفساد وضلال منهجي!
12-07-2014 |
مركز التأصيل للدراسات والبحوث
قال الجرجاني في تعريفاته إن: الشك هو التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر عند الشاك، وقيل الشك ما استوى طرفاه، وهو الوقوف بين الشيئين لا يميل القلب إلى أحدهما، فإذا ترجح أحدهما ولم يطرح الآخر فهو ظن فإذا طرحه فهو غالب الظن وهو بمنزلة اليقين(1).
تعريف الجرجاني للشك:
قال الجرجاني في تعريفاته إن: الشك هو التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر عند الشاك، وقيل الشك ما استوى طرفاه، وهو الوقوف بين الشيئين لا يميل القلب إلى أحدهما، فإذا ترجح أحدهما ولم يطرح الآخر فهو ظن فإذا طرحه فهو غالب الظن وهو بمنزلة اليقين(1).
مذهب الشك في الفلسفة الغربية:
الشك اتجاه فلسفي قديم نشأ في الفلسفة اليونانية على يد بيرون (ت: 275 ق.م) صاحب مذهب اللاأدرية كرد فعل على الفلسفة الرواقية، إذ امتنع عن الحكم على الأشياء بالإيجاب أو النفي؛ لأن الأشياء مظاهر لا يدري حقيقتها غير معترف بقدرة الحواس أو العقل، أو أي من أدوات المعرفة على تحقيق اليقين، ولذلك يدعو بيرون إلى الوقوف على الحياد دون المبالاة بشيء، سعياً وراء تحقيق الطمأنينة والسعادة، ولذا سمي شكه بالشك الأخلاقي، ثم تطور على يد السوفسطائيين أمثال بروتاجوراس وبورجياس (ت:380 ق.م) وغيرهما إلى القول باستحالة المعرفة وإنكار الحقائق المطلقة، وقالوا بإمكانية وجود الحقائق الجزئية المتعددة، وذلك على حسب تعدد الأفراد واختلاف الأحوال، إذ ردودها إلى الحس وحده(2).
ومذهب الشك هو العماد الذي يتكئ عليه الفكر الغربي المعاصر منذ أن دعا إلى الشك الفيلسوف رينيه ديكارت؛ إذ يقول: "أنا أشك إذن أنا موجود". والشك عند ديكارت هو خطوة التأمل الفلسفي الأولى والأساسية، وهو السبيل الأمثل للوصول إلى اليقين، وهو وسيلة للحصول على معرفة الحقيقة معرفة أكثر وضوحاً حين يقول: "الشك خطوة ضرورية لا بد من اتخاذها فخبرتي بالخطأ وتعرضي له منذ عهد بعيد واحتمال تجدده بفعل تلك الأحكام التي خضعت لها ولم أتبين صحتها، سواء كانت أحكاماً فرضها الغير من معلمين أو مرشدين، أو من وكّل إليهم أمري، أم أحكاماً فرضها عليّ الحس أو الخيال- وتعرضها للخطأ معروف- إن كل هذا يدعوني إلى الشك"(3).
أقسام الشك عند أصحابه:
1- الشك المنهجي، ويصفونه بالمعتدل، ويدّعون أن الغرض منه هو التوصل إلى الحقائق، ومن يأخذ بهذا الشك فهو أقرب إلى الموضوعية من الجامد أو الجاحد.
2- الشك المذهبي أو المعرفي؛ لأنه شك في أصل المعرفة، ويصفونه بالمتطرف: وهذا شك لا غرض منه سوى العبثية؛ لأنه هو في نفسه مذهب فلا ثوابت له، فصاحبه يشك ويشك في أنه يشك، وهو مذهب السوفسطائيين(4).
وهناك أنواع أخرى من الشك المطلق، كالشك الإيماني الذي غرضه الإيمان وليس الإنكار، فهو يعتمد على الوحي وحده، أو الكنيسة وحدها منبعاً للمعرفة، في الوقت الذي يفقد فيه الثقة في العقل والحواس، فالوحي بالمفهوم الكنسي هو مصدر الفكر عنده، وتقوم فلسفة هذا النوع على أساس عقيدة الخطيئة عند النصارى التي ظلت- في زعمهم- مرتبطة بأولاد آدم، عليه الصلاة والسلام، بعد أن عصي أمر ربه، ولذلك فإن الإنسان في نظرهم ملوث فطرياً وبذلك لا يستطيع أن يدرك الحقيقة على وجهها الصحيح، وبناء على ذلك فإن على الإنسان أن يسلم للوحي أو الكنيسة فقط في الحصول على المعرفة(5).
وهذا الشك قريب من شك المقلدة من الباطنية الذين يقولون أن الإنسان لا يخلق عالما، وإنما يكتسب العلم والمعرفة، وإن هذه المعرفة مصدرها الإمام المعصوم الذي حل فيه الإله، وليس مصدرها الوسائل المعرفة كالحس والعقل.
مذهب الشك عند أهل الكلام:
والشك كمذهب فلسفي كان له صداه في المحيط الإسلامي، وفي التراث الكلامي كثير من النصوص الدالة على تبني بعض المتكلمة من أصحاب الفرق لهذا المذهب، وعماد هذا المذهب عندهم يقوم على الشك في كل شيء، حتى ذهب البعض إلى القول بالشك في وجود الخالق- تبارك وتعالى- زعماً أن هذا الأمر يوصل إلى اليقين التام.
فقد روي عن أبي هشام الجبائي قوله: "أول الواجبات هو الشك لتوقف القصد إلى النظر عليه"(6).
وللغزالي مقولة يقول فيها: "الشكوك هي الموصلة إلى الحق . فمن لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر، بقي في العمى والضلال"(7). ولهذا يعده البعض رائداً للمتكلمين من أهل القبلة في مذهب الشك، لكنه رجع في أواخر حياته عن كل هذا، فنسأل الله له الرحمة.
نقد مذهب الشك:
الشك مذهب باطل مهما تعددت طرقه وأقسامه، وقد قوبل برفض كبير من قبل المنظرين الإسلاميين في القديم والحديث، وما يسمى بالشك الإيماني ضلال ولا يقول به مسلم، فالإسلام يرى أن هذه الطريقة تناقض الفطرة، فهو مع إقراره أن الوحي طريق أصل للمعرفة لا يلغي العقل والحس وغيرهما بصفتهما وسائل للمعرفة حسب مجالات عملها المحكومة بقانون عالم الشهادة.
ولابن حزم رد قوى على أصحاب هذا التيار، ومما قاله فيهم في الفصل في الملل والنحل: "والله ما سمع سامع قط بأدخل في الكفر من قول من أوجب الشك في الله تعالى، وفي صحة النبوة فرضاً على كل متعلم لا نجاة له إلا به، ولا دين لأحد دونه، وإن اعتقاد صحة التوحيد لله تعالى وصحة النبوة باطل لا يحل، فحصل من كلامهم أن من لم يشك في الله تعالى، ولا في صحة النبوة فهو كافر، ومن شك فيهما فهو محسن مؤد ما وجب عليه، وهذه فضيحة وحماقة، اللهم إنا نبرأ إليك من هذا القول"(8).
ولا يعني ما سبق التسليم بكل ما نسمع ونرى، وإنما المقصود إعمال العقل مع الوقوف به عند حدوده التي حدها الإسلام له، فالشك العلمي القائم على أسس علمية ومنهجية لا شيء فيه، لكنه ليس مقدماً في الإسلام على اليقين، فلا مجال فيه للشك في أصل من أصوله أو مسلمة من مسلماته.
ثم كيف نعمل هذا المذهب في يقينيات مثل كتاب ربنا الذي لا ريب فيه، يقول الله تعالى: (ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)(9)، وهو القائل أيضا: (وَمَا كَانَ هَذَا القُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ الله وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ)(10) ، وقال تعالى (تَنْزِيلُ الكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ)(11).
فـ"الشك في أصل من أصول الدين كفر، والحمد لله لم يتعرض الإسلام لأزمة الشك واللاأدرية لقيامه على اليقين والإيمان، وأوضح أن أول واجب على المكلف النطق بالشهادتين والعمل بمقتضاهما، وبذلك لا يصح تطبيق قاعدة الشك قبل اليقين في أمر العقيدة بالذات"(12).
ـــــــــــ
الهوامش:
(1) التعريفات للجرجاني- دار الكتاب العربي- 1405: (ص:168).
(2) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة- دار الندوة: (2/1080).
(3) مذهب الشك ونقضه بالقرآن- د. إبراهيم بن محمد الحقيل- موقع مجلة البيان.
(4) المرجع السابق.
(5) الموسوعة الميسرة: (2/1081).
(6) شرح المقاصد في علم الكلام التفتازاني- دار المعارف النعمانية- باكستان- ط1- 1981م: (1/48).
(7) ميزان العمل- أبو حامد الغزالي الوفاة- دار الكتاب العربي- بيروت- 1403هـ-1983م: (ص:137).
(8) الفصل في الملل والنحل- لابن حزم- مكتبة الخانجي- القاهرة: (4/163).
(9) سورة البقرة، الآية: (2).
(10) سورة يونس، الآية: (37).
(11) سورة السجدة، الآية: (2).
(12) الموسوعة الميسرة: (2/1082).
نصب المنجنيق في نسف شبهات عدنان إبراهيم
................................................
السبت, 13 جمادى الآخر 1433
سعد بن ضيدان السبيعي
..............................
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد: فقد شاهدت ماتكلم به عدنان إبراهيم في برنامج اتجاهات على قناة الخليجية يوم السبت 15/5/1433هـ (7 ابريل 2012م)فقد أورد شبهات في قضايا عدة ليست بشيء حجج تهافت كالزجاج تخالها حقًّا وكل كاسر مكسور وهو مسبوق إليها ولم يأت بجديد وإنما تولى كبر نشرها والترويج لها فقط!
فقد ذكر شبه أوردها قديماً أهل البدع الكلامية بتقديمهم العقل على النقل وعدم احتجاجهم بأحاديث الآحاد في العقائد !
و أورد بعضها حديثاً أبو رية في كتاب أضواء على السنة فسحقه العلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله في الأنوار الكاشفة .
وذكرها أبوعبية في تعليقه على "النهاية لابن كثير "فرد عليه الشيخ حمود التويجري في إتحاف الجماعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة.
وكل ذلك بحمد الله ليس بشيء لمن رام الحق وطلبه ولم يتبع هواه وأما من طلب غير ذلك فلم ولن تزده كثرة الكتب والمناظرات إلا ضلالاً والله الموعد .
الشبهة الأولى: رد السنة بالعقل القاصر والفهم السقيم شأنه شأن العقلانيين من المعتزلة و من أتى من بعدهم.
ومن المعلوم أن قدم الإسلام لا يثبت إلا على قنطرة التسليم (عقيدة السلف أصحاب الحديث (22)شرح السنة للإمام البغوى (1 / 171))وأدلة الشريعة ونصوصها وأحكامها جارية على ما يوافق العقول السليمة وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية هذا بما لا مزيد عليه وأنه ليس هناك تعارض بين العقل والنصوص الشرعية في كتابه درء تعارض العقل والنقل!
قال ابن القيم في الصواعق المرسلة (4 / 1207)) لا يتصور أن يعارض العقل الصحيح الوحي أبدا ولكن الجاهل يظن أن تلك الشبهة عقلية وهي جهلية خيالية من جنس شبه السوفسطائية فالحاصل أنه إن عارض ما فهمه من النص بما هو الباطل كان جاهلا بالوحي ومدلوله وإن عارض مدلوله وحقيقته).
وقد قام عدنان إبراهيم برد نصوص السنة بعقله الناقص وفهمه الكاسد وإليك الأحاديث التي ذكرها وردها بهواه
* من ذلك مارواه البخاري (4 / 156) عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت وإني لا أراها إلا الفأر إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت ) . فحدثت كعبا فقال أنت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقوله ؟ قلت نعم قال لي مرار فقلت أفأقرأ التوراة ؟!.
قال عدنان (مستحيل أن يقول النبي هذا لأنه أخبر أنه ماجعل الله لمسخ نسل ولاعقب)!
وللجواب عن هذا أقول روى مسلم في صحيحه (4 / 2050)عن عبدالله بن مسعود قال ,قال رجل يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك.
والجمع بين الحديثين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجزم بأن الفأرة أمة من بني إسرائيل وقال ذلك قبل أن يوحى إليه أن الممسوخ لاعقب له ولانسل.
قال القرطبي في تفسيره (1 / 442):(إنما كان ظنا وخوفا لان يكون الضب والفأر وغيرهما مما مسخ، وكان هذا حدسا منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يوحى إليه أن الله لم يجعل للمسخ نسلا، فلما أوحى إليه بذلك زال عنه ذلك التخوف، وعلم أن الضب والفأر ليسا مما مسخ)
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7 / 160):(وأجاب الجمهور عن ذلك بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يوحى إليه بحقيقة الأمر في ذلك، ولذلك لم يأت الجزم عنه بشيء من ذلك، بخلاف النفي فإنه جزم به كما في حديث ابن مسعود)
وقال أيضاً في فتح الباري (6 / 353):(قد كانت القردة والخنازير قبل ذلك" وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: "لا أراها إلا الفأر" وكأنه كان يظن ذلك ثم أعلم بأنها ليست هي)
واستدل عدنان بقول مجاهد أن المسخ معنوياً لا حسياً
أقول أثر مجاهد صحيح رواه ابن أبي حاتم في التفسير(617) والطبري في تقسيره (2 / 172) إلا أنه قول غريب يخالف ماأجمع عليه المفسرون
قال الطبري في جامع البيان (2 / 172):(حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:(ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين). قال: مسخت قلوبهم، ولم يمسخوا قردة، وإنما هو مثل ضربه الله لهم، كمثل الحمار يحمل أسفارا.
قال أبو جعفر: وهذا القول الذي قاله مجاهد، قول لظاهر ما دل عليه كتاب الله مخالف. وذلك أن الله أخبر في كتابه أنه جعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت....هذا مع خلاف قول مجاهد قول جميع الحجة التي لا يجوز عليها الخطأ والكذب فيما نقلته مجمعة عليه. وكفى دليلا على فساد قول، إجماعها على تخطئته).
وقال القرطبي (1 / 443):(روي عن مجاهد في تفسير هذه الآية أنه إنما مسخت قلوبهم فقط، وردت أفهامهم كأفهام القردة. ولم يقله غيره من المفسرين فيما أعلم).
وقال ابن كثير في تفسيره(1 / 289):(وهذا سند جيد عن مجاهد، وقول غريب خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وفي غيره، قال الله تعالى: { قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } الآية )
* كذلك رد عدنان حديث (فناء أمتي بالطعن والطاعون وأن الطاعون وخز الجن) بأن الطاعون انتهى ولا يموت به اليوم أحد وأن الطب الحديث يكذب هذا!
أقول الحديث في مسند أحمد (32 / 293)عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ " . فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ: " وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَفِي كُلٍّ شُهَدَاءُ "
وقد ساق الدارقطني في العلل (7 / 256)والبزار في مسنده(8 / 17)الخلاف في اسناده .
وعلى فرض صحته يجاب عنه بأن هذا مما لا تدركه عقول الأطباء ومما يؤيد أن الطاعون من وخز الجن وقوعه غالبا في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواء وأطيبها ماء والحديث أيضا لا ينافي أن يكون للطاعون أسبابا أخرى غير وخز الجن فتأمل.
قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد (4 / 34): (وَهَذِهِ الْعِلَلُ وَالْأَسْبَابُ لَيْسَ عِنْدَ الْأَطِبّاءِ مَا يَدْفَعُهَا كَمَا لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يَدُلّ عَلَيْهَا وَالرّسُلُ تُخْبَرُ بِالْأُمُورِ الْغَائِبَةِ وَهَذِهِ الْآثَارُ الّتِي أَدْرَكُوهَا مِنْ أَمْرِ الطّاعُونِ لَيْسَ مَعَهُمْ مَا يَنْفِي أَنْ تَكُونَ بِتَوَسّطِ الْأَرْوَاحِ فَإِنّ تَأْثِيرَ الْأَرْوَاحِ فِي الطّبِيعَةِ وَأَمْرَاضِهَا وَهَلَاكِهَا أَمْرٌ لَا يُنْكِرُهُ إلّا مَنْ هُوَ أَجْهَلُ النّاسِ بِالْأَرْوَاحِ وَتَأْثِيرَاتِهَا وَانْفِعَالِ الْأَجْسَامِ وَطَبَائِعِهَا عَنْهَا وَاَللّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ يَجْعَلُ لِهَذِهِ الْأَرْوَاحِ تَصَرّفًا فِي أَجْسَامِ بَنِي آدَمَ عِنْدَ حُدُوثِ الْوَبَاءِ وَفَسَادِ الْهَوَاءِ...) .
وقال العيني في عمدة القاري (31 / 343): (فإن قلت إن الشارع أخبر بأن الطاعون من وخز الجن فبينه وبين ما ذكر من الأقوال في تفسير الطاعون منافاة ظاهرا أقلت الحق ما قاله الشارع والأطباء تكلموا في ذلك على ما افتضته قواعدهم وطعن الجن أمر لا يدرك بالعقل فلم يذكروه على أنه يحتمل أن تحدث هذه الأشياء فيمن يطعن عند وخز الجن ومما يؤيد أن الطاعون من وخز الجن وقوعه غالبا في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواء وأطيبها ماء ولو كان من فساد الهواء لعم الناس الذين يقع فيهم الطاعون ولطعنت الحيوانات أيضا)
قال الزرقاني في شرح الموطأ (4 / 294)(في وقوعه في أعدل الفصول وأصح البلاد هواء وأطيبها ماء دلالة على أنه إنما يكون من طعن الجن لأنه لو كان بسبب فساد الهواء أو انصباب الدم إلى عضو فيحدث ذلك كما زعم الأطباء لدام ذلك لأن الهواء يفسد تارة ويصح أخرى والطاعون يذهب أحيانا ويجيء أحيانا على غير قياس ولا تجربة وربما جاء سنة على سنة وربما أبطأ سنين ولو كان من فساد الهواء لعم الناس والحيوان وربما يصيب الكثير من الناس ولا يصيب من هو بجانبهم ممن هو في مثل مزاجهم وربما يصيب بعض أهل بيت واحد ويسلم منه باقيهم)
قال المناوي في فيض القدير (4 / 444):(وفي الخبر المار اللهم اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون وقيل معناه أن غالب فنائهم بالفتن التي تسفك الدماء وبالوباء ولا يشكل بأن أكثر الأمة يموت بغيرهما لأن معنى الخبر الدعاء كما تقرر وقد استجيب في البعض أو أراد بالأمة طائفة مخصوصة كصحبه أو الخيار)
* كذلك رد عدنان حديث أن الشمس تسجد تحت العرش بأسس عقليه وعلمية!
أقول الحديث في حديث صحيح البخاري(4 / 1806)عن أبي ذر رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في المسجد عند غروب الشمس فقال ( يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس ) . قلت الله ورسوله أعلم قال ( فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها ذلك لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم } )
ورشيد رضا في مجلة المنار(8/211)طعن في اسناده وقال بانقطاعه والحديث مخرج في الصحيحين وله عدة روايات انظرها في الأنوار الكاشفة (1 / 307)للعلامة المعلمي.
و سجود الشمس لا يعيق دورانها بل تسجد تحت العرش وهي في حال سيرها والمخلوقات كلها تحت العرش.
قال الإمام الخطابي كما في فتح الباري(13 / 349):(وليس في سجودها كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها).
وقال الشيخ عبدالله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (1 / 335):(وكونها تسجد تحت العرش لا يقتضي مفارقتها لفلكها وانتظامها في مسيرها بالنسبة للأرض، فهي دائمة الطلوع على جزء من الأرض، والأوقات بالنسبة إلى أهل الأرض تختلف بمقدار سيرها.
ومعلوم أن تعاقب الليل والنهار واختلافهما يترتب على مسيرها، فربما يقول قائل: أين سجودها تحت العرش؟ ومتى يكون؟ وسيرها مستمر، وبعدها عن الأرض لا يختلف في وقت من الأوقات كما أن سيرها لا يتغير، كما هو مشاهد.
والجواب: أنها تسجد كل ليلة تحت العرش، كما أخبر به الصادق المصدوق، وهي طالعة على جانب من الأرض، مع سيرها في فلكها، وهي دائماً تحت العرش، في الليل والنهار، بل وكل شيء من المخلوقات تحت العرش، لكنها في وقت من سيرها، وفي مكان معين، يصلح سجودها، الذي لا يدركه الخلق، ولكن علم بالوحي، وهو سجود يناسبها على ظاهر النص.
أما التسخير: فهي لا تنفك عنه أبداً. والله أعلم).
الشبهة الثانية: ابطال النسخ في القرآن.
أخذ عدنان إبراهيم بقول أبي مسلم الأصفهاني المعتزلي بابطال النسخ في القرآن وهو بهذا يخرق الإجماع ويتابع اليهود!
فاليهود ينكرون النسخ لأنه يستلزم في زعمهم الباطل البداء وهو الظهور بعد الخفاء تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.
قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن (2 / 32)(لا خلاف في جواز نسخ الكتاب بالكتاب)
وقال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن (3 / 67)(النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير وقد أجمع المسلمون على جوازه)
استدل عدنان في ابطال النسخ بقوله تعالى: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) ويجاب عن هذا أن النسخ لا ينافي ذلك فربنا الذي أحكم آيات كتابه هو الذي أخبرنا بأنه يمحو مايشاء ويثبت!
واستدل أيضاً بقوله تعالى (ا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)
ويجاب عن هذا أن معنى الآية أن القرآن لم يتقدمه ما يبطله من الكتب ولا يأتي بعده ما يبطله.
وأجاب عدنان عن آيات النسخ كقول الله تعالى: { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }
بأن المراد بالآية هنا الآية الكونية لا الشرعية
وهذا يرده اجماع المفسرين على أن هذه الآية في نسخ الآيات الشرعية
روى الطبري (2 / 473) بسند جيد عن مجاهد:(ما ننسخ من آية)، نثبت خطها، ونبدل حكمها.
ثم قوله تعالى (نُنْسِهَا) يرد زعمه أن المراد الآيات الكونية فكيف ينسي الله نبيه الآيات الكونية فالمعنى لايستقيم اطلاقاً؟!
روى الطبري (2 / 474) من طريق عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:(ما ننسخ من آية أو ننسها)، قال: كان الله تعالى ذكره ينسي نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء، وينسخ ما شاء.وسنده صحيح
قال الطبري (17 / 297):( يقول تعالى ذكره: وإذا نسخنا حكم آية ، فأبدلنا مكانه حكم أخرى، والله أعلم بما ينزل : يقول: والله أعلم بالذي هو أصلح لخلقه فيما يبدِّل ويغير من أحكامه، قالوا: إنما أنت مفتر يقول: قال المشركون بالله ، المكذبو رسوله لرسوله: إنما أنت يا محمد مفتر: أي مكذب تخرص بتقوّل الباطل على الله ، يقول الله تعالى بل أكثر هؤلاء القائلين لك يا محمد: إنما أنت مفتر جهال ، بأنّ الذي تأتيهم به من عند الله ناسخه ومنسوخه ، لا يعلمون حقيقة صحته.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال أهل التأويل).
وتأول عدنان قوله تعالى( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)
بأن المراد بالآية هنا الآية الكونية لا الشرعية وهذا يرده إجماع المفسرين على أن هذا في النسخ.
روى الطبري (17 / 297) عن مجاهد( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) قال: نسخناها، بدّلناها، رفعناها، وأثبتنا غيرها.وسنده صحيح
وروى الطبري (17 / 297)عن قتادة، قوله( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ) هو كقوله( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) .وسنده صحيح
ويرده أيضاً أن الله ذكر عن المشركين أنهم عند حصول النسخ والتبديل يصفون النبي صلى الله عليه وسلم بالافتراء فدل هذا على أن المراد هنا الآيات الشرعية لا الكونية وهذا واضح بحمد الله
قال ابن كثير في تفسيره(4 / 603): (يخبر تعالى عن ضعف عقول المشركين وقلة ثباتهم وإيقانهم، وأنه لا يتصور منهم الإيمان وقد كتب عليهم الشقاوة، وذلك أنهم إذا رأوا تغيير الأحكام ناسخها بمنسوخها قالوا للرسول: { إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ } أي: كذاب وإنما هو الرب تعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد).
الشبهة الثالثة : رد أحاديث الآحاد لأنها ظنية فلا تقبل في المسائل العلمية دون العملية
وهذه فرية كبرى وليست وليدة اليوم ,وأخبار الآحاد تفيد العلم اليقيني إذا احتفت بها القرائن على الصحيح وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن رجب الحنبلي و ابن حجر العسقلاني
قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (7 / 516): (و خبر الواحد لا يفيد العلم إلا بقرائن)
وفي الفتاوى الكبرى (5 / 79) : (الصحيح أن خبر الواحد قد يفيد العلم إذا احتفت به قرائن تفيد العلم)
وفي فتح الباري لابن رجب (1 / 174): (خبر الواحد يفيد العلم إذا احتفت به القرائن ؛ فنداء صحابي في الطرق والأسواق بحيث يسمعه المسلمون كلهم بالمدينة ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بها موجود لا يتداخل من سمعه شك فيه أنه صادق فيما يقوله وينادي به).
قال الحافظ ابن حجر في نخبة الفكر :( وَقَدْ يَقَعُ فِيهَا مَا يُفِيدُ العِلْمَ النَّظَرِيَّ بِالقَرَائِنِ عَلَى المُخْتَارِ )
وقد نقل غير واحد من أهل العلم الإجماع على أن أحاديث الآحاد يعمل بها وتقبل في باب الإعتقاد.
قال الإمام الشافعي في كتاب الرسالة (212) : (ووجدنا عطاء وطاوس ومجاهد وابن أبي مليكة وعكرمة بن خالد وعبيد الله بن أبي يزيد وعبد الله بن باباه وابن أبي عمار ومحدثي المكيين ووجدنا وهب بن منبه هكذا ومكحول بالشام وعبد الرحمن بن غنم والحسن وابن سيرين بالبصرة والاسود وعلقمة والشعبي بالكوفة ومحدثي الناس وأعلامهم بالامصار كلهم بحفظ عنه تثبيت خبر الواحد عن رسول الله والانتهاء إليه والافتاء به ويقبله كل واحد منهم عن من فوقه وقبله عنه من تحته ولو جاز لاحد من الناس أن يقول في علم الخاصة أحمع المسلمون قديما وحديثا على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي ولكن أقول لم أحفظ عن فقهاء المسلمين انهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد بما وصفت من أن ذلك موجودا على كلهم)
وقال الحافظ ابن حبان في صحيحة (1 / 156): ( فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد " ، إلى أن قال : " " وأن من تنكب عن قبول أخبار الآحاد ، فقد عمد إلى ترك السنن كلها ، لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد ).
وقال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد(1 / 2): (وأجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل وايجاب العمل به اذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو أجماع على هذا جميع الفقهاء في كل عصر من لدن الصحابة الى يومنا هذا الا الخوارج وطوائف من أهل البدع شرذمة لا تعد خلافا).
وقال في التمهيد(1 / 8): (وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والأثر وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادى ويوالى علها ويجعلها شرعا ودينا في معتقده على ذلك جماعة أهل السنة).
قال ابن تيمية كما المسودة في أصول الفقه (248): (مذهب أصحابنا أن أخبار الآحاد المتلقاة بالقبول تصلح لإثبات أصول الديانات).
وانظر رسالة وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة، والرد على شبه المخالفين للشيخ الألباني الله رحمه .
الشبهة الرابعة : رد أحاديث المهدي.
ذكر أنه لم يصح في خروج المهدي حديث والبخاري ومسلم لم يخرجا في صحيحهما أي حديث فيه ذكر المهدي !
أقول البخاري ومسلم وإن لم يخرجا شيء من ذكر الأحاديث التي جاء فيها ذكر المهدي بالمنطوق إلا أنهما خرجا أحاديث يفهم منها ذلك
ثم إن البخاري ومسلم لم يلتزما بإخراج كل الأحاديث الصحيحة في كتابيهما كما هو مقرر في علم الحديث
وقد صح في خروج المهدي أحاديث قال العقيلي في الضعفاء (2 / 75): (وفى المهدى أحاديث صالحة الأسانيد)
وقال في (3 / 253): (وفى المهدي أحاديث جياد)
بل إن الأحاديث التي جاءت في المهدي متواترة
قال أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري في كتاب مناقب الشافعي : (وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بذكر المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يؤم الأرض عدلا وأن عيسى يخرج فيساعده على قتل الدجال وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه). انظر المنار المنيف (142)
وقال القرطبي في تفسيره (8 / 121): (الأخبار الصحاح قد تواترت على أن المهدي من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (8 / 254): (الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره).
وقال السفاريني في لوامع الأنوار البهية (2 / 84): (قد كثرت الأقوال في المهدي حتى قيل لا مهدي إلا عيسى ، والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام ، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم) .
وقال الشوكاني في التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح : (الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثا ، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك وشبهة ، بل يصدق وصف التواتر على ما دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضا ، لها حكم الرفع ؛ إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك ).
الشبهة الخامسة : أنكر عدنان نزول عيسى عليه السلام أخر الزمان
مستدلا بقول الله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) وخلت بمعنى بادت.
أقول نزول عيسى عليه السلام جاءت الإشارة إليه في القرآن في موضعين قال الله تعالى: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ }
روى الطبري (9 / 380)بسند صحيح عن ابن عباس:"وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته"، قال: قبل موت عيسى ابن مريم.
قال الطبري (9 / 386): (وأولى الأقوال بالصحة والصواب، قول من قال: تأويل ذلك:"وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى".
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب من غيره من الأقوال، لأن الله جل ثناؤه حكم لكل مؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم بحكم أهل الإيمان، في الموارثة والصلاة عليه،وإلحاق صغار أولاده بحكمه في الملة. فلو كان كل كتابيّ يؤمن بعيسى قبل موته، لوجب أن لا يرث الكتابيّ إذا مات على مِلّته إلا أولاده الصغار، أو البالغون منهم من أهل الإسلام، إن كان له ولد صغير أو بالغ مسلم. وإن لم يكن له ولد صغير ولا بالغٌ مسلم، كان ميراثه مصروفًا حيث يصرف مال المسلم يموت ولا وارث له، وأن يكون حكمه حكم المسلمين في الصلاة عليه وغَسْله وتقبيره لأن من مات مؤمنًا بعيسى، فقد مات مؤمنًا بمحمد وبجميع الرسل. وذلك أن عيسى صلوات الله عليه، جاء بتصديق محمد وجميع المرسلين صلوات الله عليهم، فالمصدّق بعيسى والمؤمن به، مصدق بمحمد وبجميع أنبياء الله ورسله. كما أن المؤمن بمحمد، مؤمن بعيسى وبجميع أنبياء الله ورسله. فغير جائز أن يكون مؤمنًا بعيسى من كان بمحمد مكذِّبًا)
وقال ابن كثير في تفسيره(2 / 47): (والضمير في قوله: { قَبْلَ مَوْتِهِ } عائد على عيسى، عليه السلام، أي: وإن من أهل الكتاب إلا يؤمن بعيسى قبل موت عيسى، وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة، على ما سيأتي بيانه، فحينئذ يؤمن به أهل الكتاب كلّهم؛ لأنه يضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام).
وقال الله تعالى: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) قرأ ابن عباس وأبو هريرة وقتادة ومالك بن دينار والضحاك " وإنه لعَلَم للساعة " (بفتح العين واللام) أي أمارة.
قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وقتادة أيضا: إنه خروج عيسى عليه السلام، وذلك من أعلام الساعة، لان الله ينزله من السماء قبيل قيام الساعة، كما أن خروج الدجال من أعلام الساعة.انظر تفسير القرطبي(16 / 105)
والأحاديث التي جاءت في نزول عيسى عليه السلام في صحيح مسلم وهى أحاديث متواترة
نص على تواترها الطبري في تفسيره(6 / 458)
وقال ابن كثير في تفسيره(7 / 236): (وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بنزول عيسى ابن مريم، عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا).
وقال الشوكاني في فتح القدير - (1 / 807): (قد تواترت الأحاديث بنزول عيسى).
فرد هذا مكابرة ظاهرة وعمى بالبصيرة!
الشبه السادسة: قتل معاوية لحجر بن عدي رضي الله عنه وقد أشار عدنان إلى هذا في قصة ذكرها.
وحجر بن عدي وقع الخلاف في صحبته قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (11/228) : ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة , وذكر له وفادة , ثم ذكره في الأولى من تابعي أهل الكوفة . وقال أبو أحمد العسكري : أكثر المحدثين لا يصححون له صحبة .
قال الحافظ ابن حجر في ( الإصابة ) (1/313) : وأما البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان فذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة.
وانظر قصة حجر بن عدي في كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد (6/151) والاستيعاب (174) والبداية والنهاية (11/229) , والإصابة (2/37) .
قال ابن العربي في « العواصم من القواصم » (211) :« فإن قيل : قتل حجر بن عدي – وهو من الصحابة مشهور بالخير- صبراً أسيراً يقول زياد : وبعثت إليه عائشة في أمره فوجدته قد فات بقتله ، قلنا علمنا قتل حجر كلنا واختلفنا فقائل يقول قتله ظلماً وقائل يقول قتله حقاً .
فإن قيل : الأصل قتله ظلماً إلا إذا ثبت عليه ما يوجب قتله قلنا الأصل أن قتل الإمام بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل ولو كان ظلماً محضاً لما بقي بيت إلا لعن فيه معاوية وهذه مدينة السلام دار خلافة بني العباس – وبينهم وبين بني أمية ما لا يخفى على الناس – مكتوب على أبواب مساجدها : « أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم .
ولكن حجراً – فيما قال - رأى من زياد أموراً منكرة فحصبه وخلعه وأراد أن يقيم الخلق للفتنة فجعله معاوية ممن سعى في الأرض فساداً.
وقد كلمته عائشة في أمره حين حج فقال لها : دعيني وحجراً حتى نلتقي عند الله وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين وما أنتم ودخولكم حيث لا تشعرون فما لكم لا تسمعون ؟ » ا.هـ.
أخرج ابن عساكر في « تاريخه » (12/230) بسنده إلى ابن أبي مليكه قال : عن معاوية جاء يستأذن على عائشة فأبت أن تأذن له فخرج غلام لها يقال له ذكوان قال : ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له وكان أطوع مني عندها فلماذا دخل عليها قال : أمتاه فيما وجدت علي يرحمك الله ؟ قالت : وجدت عليك في شأن حجر وأصحابهم أنك قتلتهم فقال لها : وأما حجر وأصحابه فإنني تخوفت أمرا وخشيت فتنة تكون تهراق فيها الدماء وتستحل فيها المحارم وأنت تخافيني دعيني والله يفعل بي ما يشاء قالت : تركتك والله تركتك والله تركتك والله .
من طريق الإمام أحمد عن عفان عن ابن علية عن أيوب عن عبدالرحمن بن أبي مليكة .
وأخرج ابن عساكر في « تاريخه » (12/229) : لما قدم معاوية دخل على عائشة فقالت أقتلت حجرا ؟ قال يا أم المؤمنين إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحياءه في فسادهم بمثل الطريق السابق .
وقام عدنان بالطعن في معاوية رضى الله عنه ووصف ملكه بأنه عضوض
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في سؤال في يزيد بن معاوية من « جامع المسائل » (5/154) : « وجرى بعد موت معاوية من الفتن والفرقة والاختلاف ما ظهر به مصداق ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول : « سيكون نبوة ورحمة ثم يكون خلافة نبوة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة ثم يكون ملك عضوض » فكانت نبوة النبي صلى الله عليه وسلم نبوة ورحمة ، وكانت خلافة الخلفاء الراشدين خلافة نبوة ورحمة ، وكانت إمارة معاوية ملكاً ورحمة ، وبعده وقع ملك عضوض » .
وقال شيخ الإسلام في « الفتاوى » (35/27) : « فهذا يقتضي أن شوب الخلافة بالملك جائز في شريعتنا ، وأن ذلك لا ينافي العدالة ، وإن كانت الخلافة المحضة أفضل وكل من انتصر لمعاوية وجعله مجتهداً في أموره ولم ينسبه إلى معصية فعليه أن يقول بأحد القولين . إما جواز شوبها بالملك ، أو بعدم اللوم على ذلك » .
ومعاوية رضي الله عنه من خير الملوك بالإجماع قاله ابن تيمية في « الفتاوى » (4/478).. وانظر : سير أعلام النبلاء (3/159) وشرح الطحاوية (2/302) والبداية والنهاية (11/439).
هذه بعض الشبه والمسائل التي تعرض لها عدنان إبراهيم أحببت بيان تهافتها وأنها سراب بقيعة..
وكتب/
سعد بن ضيدان السبيعي
الداعية بوزارة الشؤوت الإسلامية
19/5/1433هـ
s-subaei@hotmail.com
وهذا المقال له ارتباط بنقد منهج عدنان ابراهيم :
عرض ونقد لأباطيل محمد الجابري في كتابه «مدخل إلى القرآن الكريم»
الأربعاء, 07 محرم 1434
مؤسسة الدرر السنية
يشعر عنوان الكتاب الذي يفترض أن يكون في التعريف بالقرآن أن يشتمل على مباحث تحيط القارئ علمًا بالقرآن وعلومه، ومع ذلك فالكتاب كان قاصرًا، ولم يتعرض لكثير من المباحث المهمة في التعريف بالقرآن الكريم، وأنه إنما ردد كثيرًا مما ذهب إليه المستشرقون وأتباعهم من المسلمين، وأنه عرض لكثير من الشبهات والشكوك، وإلا فلماذا- على سبيل المثال- اتجه الدكتور الجابري إلى البحث عن أدلة احتمال نقص القرآن، ولم يتجه إلى الأدلة اليقينية الدالة على كماله.
وسوف نعرض لبعض المؤاخذات التي أخذت على الكتاب ومنها:
أولا: ادعاؤه انتشار التوحيد في الجزيرة العربية قبل بعثة النبي صلى الله عليه، كما في الفصل الأول والثاني.
ويجاب عن هذا الادعاء بعدد من الأمور منها:
- أن النبي صلى الله عليه وسلم صوَّر لنا حال البشر قبل بعثته، فقال فيما يرويه عن ربه: إني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرؤه نائماً ويقظان... [صحيح مسلم].
- كذلك ما قرره علماء السير وأصحاب التواريخ في بيان حال الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وما كانوا يدينون به من ديانات، تخالف ما يفهم من كلام المؤلف، فالبشرية آنذاك كانت في أشد الحاجة إلى بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: تحريفه معنى (الأمي) وادعاؤه معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة والكتابة، كما في الفصل الثالث ص77 .
قام الجابري بلي أعناق النصوص لتوافق رأيه، ورتب على هذا أن الأمية ليست علامة على معجزة، كما في (ص 92).
ولا شك أن هذا الادعاء الذي لم يقم عليه دليل معتبر هو ترويج لفكر المستشرقين، والذي أرادوا به أن يوجدوا طريقًا للطعن في القرآن، والقول بإمكانية أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ونقل من كتب قديمة سبقته.
ثالثًا: تشكيكه في النص القرآني واحتمال ضياع شيء منه:
فيقول متسائلًا (ص 223) : هل المصحف الإمام الذي جُمع زمن عثمان يضم القرآن كله: جميع ما نزل من آيات وسور، أم أنه سقطت منه أو رُفعت منه أشياء حين جمعه ؟ وأجاب عن ذلك بقوله: إن جميع علماء الإسلام من مفسرين ورواة حديث وغيرهم يعترفون بأن ثمة آيات وربما سُورا قد سقطت، ولم تدرج في نص المصحف، بمعنى أن الله رفعها ثم أخذ يذكر أنواع والنقص كما في (ص 223) وهذا لاشك من التلبيس والتضليل، فالنسخ ليس نقصًا، وقد أجمعت الأمة أن القرآن الذي نزل ولم ينسخ لا ينقص منه حرف واحد.
ثم يقول في ختام المبحث ص 232: و خلاصة الأمر ليس ثمة أدلة قاطعة على حدوث زيادة أو نقصان في القرآن كما هو في المصحف بين أيدي الناس منذ جمعه زمن عثمان . و أما قبل ذلك فالقرآن كان مُفرقا في صُحف و في صدور الصحابة ، و من المؤكد أنه ما كان يتوفر عليه هذا الصحابي أو ذاك من القرآن مكتوبا أو محفوظا ، كان يختلف عما كان عند غيره كما و ترتيبا. و من الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه زمن عثمان أو قبل ذلك . فالذين تولّوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين ، و قد وقع تدارك بعض النقص كما ذُكر في مصادرنا
ومفهوم قوله: وقع تدارك بعض النقص كما في مصادرنا. أنه قد ضاعت من القرآن الكريم آيات لم تُستدرك.
رابعا: نقد موقفه من قصص القرآن الكريم
- اعتباره القص القرآنـي نوعـاً من ضرب المثـل:
يقول كما في ص 257: ..إن قصصه على الرغم من أنها قصص أنبياء فعلا فإن حكيه لا يخضع لمسار حياة الأنبياء الذين يورد قصصهم بل يعرض في كل مرة ما يناسب الدعوة المحمدية في مرحلة من المراحل القصص القرآني هو نوع من ضرب المثل.
ثم يقول: فكما أننا لا نسأل عن صحة القصة التي وراء الأمثال، فكذلك القصص القرآني في نظرنا، والصدق في هذا المجال لا يُلتمس في مطابقة أو عدم مطابقة شخصيات القصة والمثل للواقع التاريخي، بل الصدق فيه مرجعه مخيال المستمع ومعهوده.
ثم يقول: الغرض من المثل والقصص في القرآن غرض واحد. اهـ.
فقصر أهداف قصص القرآن على الموعظة وضرب المثل واستخلاص العبرة.
- زعم أن الأصالة و الإبداع في قصص القرآن تتمثلان في طريقة عرض القرآن لها مع إغفاله الجوانب الأخرى، فقال ص 423: والحق أن الأصالة والإبداع في القرآن وفي القص خاصة هما في طريقته الخاصة في عرض القصص.
- جعله علاقة قصص القرآن بقصص التوراة علاقة تصديق، وحكاية، ومطابقة إلى حد كبير، فيقول ص422: إن علاقة القرآن بالتوراة والإنجيل علاقة تصديق بصورة عامة بل يمكن القول إنها في مجال القصص علاقة حكاية بمعنى أن القرآن يحكي ما ورد في التوراة من أخبار بني إسرائيل. ويقول ص 260: القرآن يحكي ما ورد في التوراة من أخبار أنبياء بني إسرائيل.
ويقول ص 259: والواقع أن جُلَّ الحوادث التاريخية التي يحكيها قصص القرآن عن أنبياء بني إسرائيل يتطابق إلى حدٍّ كبير مع ما جاء في التوراة والإنجيل.
خامسًا: التقليل من شأن كتب التفسير
يقول: (لا تحاول هذه الدراسة، بل لا تريد، أن تكمل، أو تفسر القصص القرآني بما ورد في الإسرائيليات أو غير ذلك من الموروث القديم). ثم عاد في الهامش فاستدرك فقال: (قد نضطر إلى أن نذكر في الهامش ما هو ضروري لشرح كلمةٍ أو بيان مسألةٍ مما ذكره المفسرون من مخايلهم وموروثهم الثقافي؛ ليس لأن ما ذكروه صحيح، بل لكونه يعبر عن فهم العرب، والقرآن خاطب العرب حسب معهودهم، وأراد منهم أن يفهموا في إطار ما يخاطبهم به) ومع ذلك قد أخذ من الإسرائيليات كما في المأخذ التالي.
سادسًا: نقله من الإسرائيليات في بيان الآيات، فيما لا حاجة له.
ومن أمثلة ذلك:
فسَّر النعجة في قصة داود في سورة (ص) بالمرأة فقال (ص273): قيل: سوَّلت له نفسه أَخْذَ تلك المرأة.
ذكر عن ملكة اليمن أن سليمان تزوَّجها وكان يزورها في كل شهر مرة، يقيم عندها ثلاثة أيام ثم يعود على البساط، ثم أمر الجن فبنوا له ثلاثة قصور... . كما في ص 275. إلى غير ذلك
سابعًا: دعوة المؤلف إلى ترتيب المصحف حسب النزول وإبراز أهميته. وهذه دعوة استشراقية قديمة، وكل محاولة لإعادة ترتيب القرآن كله حسب النزول فإنها ستبوء بالفشل.
ثامنًا: ما يفهم منه الانتقاص من القرآن
ويفهم ذلك من أمرين، أحدهما تسويته القرآن بالتوراة والإنجيل ، فقد قال ص 194: لا يتميز القرآن عن حقيقة التوراة والإنجيل لا بمصدره و لا بمحتواه ، وإنما يتميز بكونه نزل بلسان عربي مبين.
والثاني التقليل من قدر المعجزة القرآنية فقد ادعى أن الإعجاز ليس محصورا في المعجزة القرآنية وإنما يشمل أيضا أعمالا إبداعيه من الشعراء والكتاب الكبار. فقال ص 94 : وهل يستطيع اليوم أمهر الكتاب وأعلاهم شأنا أن يأتي بمثل القرآن، أو بمثل سورة من سوره، بل لا أحد من الشعراء اليوم يمكن أن يأتي بشعر يُماثل شعر المتنبي، ولا بخطبة مماثلة لخطبة قس بن ساعدة، أو بمقامة من جنس مقامات الهمذاني أو الحريري ، بل لا بقصائد تتطابق مع قصائد نزار قباني. ذلك لأن الإبداع في القول كما في الرسم و النحت ، كما في الفكر و الفلسفة ، لا يمكن تقليده بسبب بسيط هو أن التقليد بالتعريف : غير الإبداع. و الوحي المحمدي – القرآن- إذا نُظر إليه من المنظور الأدبي فهو قمة البلاغة و الإبداع . و أما من المنظر الديني فهو تجربة روحية فريدة.
تاسعًا: وقوعه في أخطاء منهجية:
- من الأخطاء المنهجية أن كثيرًا من آراء الجابري ومقرراته بناها على روايات تاريخية بلا تمحيص ولا تحقيق ولا نظر في أسانيدها ومتونها، ومعرفة الصحيح منها والمردود . وكثير منها لا يصح، ومع ذلك دعم بها شبهاته وشذوذاته وأخطائه.
- من الأخطاء المنهجية: تسوية الجابري بين مصادره ، فكل ما يجده في التراث فهو في درجة سواء، لذا يقول ص25: من الناحية المبدئية لا نستثني أي مصدر عربيا كان أو غير عربي إسلاميا كان أو غير إسلامي المهم عندنا هو ما يقدمه لنا هذا المصدر من معلومات تكون لها فائدة في بحثنا.
- من الأخطاء المنهجية تساهله في قبول روايات شاذة وغريبة ومنكرة ، وجعلها من المحتملات، مع رفض بعض الأحاديث الصحيحة التي أوردها.
عاشرًا: ادعاؤه أن عيسى عليه السلام لم يأت بكتاب
يقول الجابري عن دعوة عيسى عليه السلام ص 40: ((وكما ذكرنا قبل ، كانت دعوته شفوية ، فهو لم يأت بكتاب مُنزل، و إنما كان يقوم بعظات متنقلا من مكان إلى آخر من فلسطين)). و هو قال بهذا مجاريا لقول مؤرخي الدين النصراني الغربيين من أن عيسى لم يترك كتابًا منزلًا.
هذه بعض الأباطيل المبثوثة في هذا الكتاب، وقد استعرضناها بصورة مختصرة، وإلا فهناك ردود مطولة تناولتها.
والحمد لله رب العالمين
السلسلة مستمرة فى جمع كل المواد النقدية والمفندة لشبه الخنفشارى عدنان ابراهيم .
وهى ستكون من خارج الرابط المذكور وسأرفع مقاطع فيديو وملفات صوتية كذلك .
شبهات حول أحاديث المهدي
الثلاثاء, 18 شعبان 1435
إسلام ويب
أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة بظهور رجل في آخر الزمان من آل بيته يوافق اسمه اسم النبي - صلى الله عليه وسلم- واسم أبيه اسم أبيه ، يتولى إمرة المسلمين ، يملك سبع سنين ، ويصلي عيسى بن مريم عليه السلام خلفه ، ويؤيد الله به الدين ، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ويكتب الله على يديه خيراً كثيراً ، وتنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط ، فتخرج الأرض نباتها وتمطر السماء قطرها ويعطى المال بغير عدد.
وهذه الأحاديث رواها الأئمة في الصحاح والسنن والمعاجم والمسانيد ، وأفردها بعضهم بالتأليف كأبي نعيم ، و السيوطي ، و ابن كثير ، و الشوكاني وغيرهم ، وعدها بعضهم من المتواتر تواتراً معنوياً ، ومن هذه الأحاديث :
بعض الأحاديث الواردة في شأن المهدي
- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي ) رواه الترمذي و أبو داود ، وفي رواية لأبي داود ( يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ) .
- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين ) رواه أبو داود وغيره .
- حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة ) . رواه أبوداود .
- حديث علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة ) رواه أحمد و ابن ماجه .
- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : ( يخرج في آخر أمتي المهدي ، يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطى المال صحاحاً ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأمة ، يعيش سبعاً أو ثمانياً (يعني حججا) أخرجه الحاكم ووافقه الذهبي .
- حديث جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ( ينزل عيسى بن مريم ، فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا ، فيقول : لا ، إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة ) رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده بإسناد جيد كما قال ابن القيم في المنار المنيف .
وقد ردَّ بعض المعاصرين هذه الأحاديث ، وشككوا في نسبتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، واعتبرها البعض خرافة لا تتفق والعقل الصحيح ، متعللين ببعض الشبه التي سنناقش أهمها في هذه السطور .
عدم إخراج صاحبي الصحيح أحاديث المهدي
فمن الشبه التي أثيرت حول أحاديث المهدي أن صاحبي الصحيح لم يعتدا بهذه الروايات ، ولذلك لم يذكرا شيئاً منها في كتابيهما ، مع أنهما في المقابل أخرجا حديث القحطاني الذي يسوق الناس بعصاه ، والذي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الساعة لا تقوم حتى يخرج ، مما يدل على ضعف هذه الأحاديث عندهما ، ولو كان شيء منها صحيحاً لذكروه كما ذكروا غيره .
والجواب أن عدم إيراد الشيخين شيئاً من الأحاديث المتعلقة بالمهدي لا يدل على ضعفها ، لأنه كما هو معلوم أن السنة لم تدون كلها في الصحيحين فقط ، بل ورد في غيرهما أحاديث كثيرة صحيحة في السنن والمسانيد والمعاجم وغيرها من دواوين الحديث .
ولم يقل أحد - حتى صاحبا الصحيح أنفسهما - أنهما قصدا اسـتيعاب الصحيح كله في كتابيهما ، حتى يحكم بأن كل ما لم يخرجاه ضعيف عندهما ، بل جاء عنهما التصريح بخلاف ذلك - كما نقل عنهما الأئمة - .
قال الإمام ابن الصلاح رحمه الله في كتابه " علوم الحديث " : "لم يستوعبا - يعني البخاري و مسلم - الصحيح في صحيحيهما ، ولا التزما ذلك فقد روينا عن البخاري أنه قال : " ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح ، وتركت من الصحيح لحال الطول " ، وروينا عن مسلم أنه قال : " ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا - يعنى في كتاب الصحيح - إنما وضعت هنا ما أجمعوا عليه " أهـ .
وقال النووي في مقدمة شرحه على صحيح مسلم (1/24) - بعد أن ذكر إلزام جماعة لهما إخراج أحاديث على شرطهما ولم يخرجاها في كتابيهما- : " وهذا الإلزام ليس بلازم في الحقيقة فإنهما لم يلتزما استيعاب الصحيح ، بل صح عنهما تصريحهما بأنهما لم يستوعباه وإنما قصدا جمع جُمَل من الصحيح كما يقصد المصنف في الفقه جمع جُمَل من مسائله لا أنه يحصر جميع مسائله " أهـ .
ولذلك نجد أنهما قد يصححان أحاديث ليست في كتابيهما كما ينقل الترمذي وغيره عن البخاري تصحيح أحاديث ليست عنده بل في السنن وغيرها .
ومن المعلوم أيضاً أن المقبول عند المحدثين أعم من الصحيح فهو يشمل الصحيح لذاته ، والصحيح لغيره ، والحسن لذاته ، والحسن لغيره ، والصحيح موجود في الصحيحين وفي غيرهما ، أما الحسن فمظانه في غير الصحيح .
والعلماء رحمهم الله قسموا الصحيح بحسب القوة إلى مراتب سبع :
1. صحيح اتفق الشيخان على إخراجه .
2. صحيح انفرد بإخراجه البخاري عن مسلم .
3. صحيح انفرد بإخراجه مسلم عن البخاري .
4. صحيح على شرطهما معاً ولم يخرجاه .
5. صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه .
6. صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه .
7. صحيح لم يخرجاه وليس على شرطهما معاً ، ولا على شرط واحد منهما .
وليس في الصحيحين من هذه المراتب إلا الثلاث الأولى ، أما الأربع الباقية فلا وجود لها إلا خارج الصحيحين .
ولم يزل دأب العلماء في جميع العصور الاحتجاج بالأحاديث الصحيحة بل والحسنة الموجودة خارج الصحيحين ، والعمل بها مطلقاً ، واعتبار ما دلت عليه ، من غير حط من شأنها أو تقليل من قيمتها ، سواء أكان ذلك في أمور الاعتقاد أو في أمور الأحكام.
على أننا نقول إن أحاديث الصحيح وإن لم يرد فيها التصريح بذكر المهدي على جهة التفصيل ، إلا أنه قد وردت أحاديث في الصحيح تدل إجمالاً على ظهور رجل صالح يؤم المسلمين عند نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان ، يصلي عيسى ابن مريم خلفه .
ومن ذلك الحديث الذي أخرجه البخاري رحمه الله في باب نزول عيسى بن مريم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ) ، والحديث أخرجه مسلم عن جابر رضي اللّه عنه أنه سمع النبي - صلى اللّه عليه وسلم - يقول: ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة ) .
وجاء ما يفسر هذه الأحاديث في السنن والمسانيد وغيرها ، ويبين اسم هذا الأمير- الذي يصلى عيسى عليه الصلاة والسلام خلفه - وصفته وأنه هو المهدي ، والسنة يفسر بعضها بعضاً .
ومنها حديث جابر الذي رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده ، قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم- : ( ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا ، فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض ، تكرمة الله لهذه الأمة ) قال ابن القيم في كتابه " المنار المنيف " : وهذا إسناد جيد ، وصححه الألباني في السلسلة ، مما يدل على أن أصل هذه الأحاديث موجود في الصحيح .
تعارض الأحاديث واختلافها
ومن الشبه المثارة أن الروايات الواردة في شأن المهدي فيها من التعارض والتناقض والاختلاف ، ووقوع الإشكالات في معانيها ، ما يتعذر معه الجمع بينها ، ويجعلنا نجزم أنها ليست من كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
ومن ذلك الروايات التي تفيد بأنه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، وهي تدل على خلو الأرض تماماً قبل زمنه من أهل الحق والخير ، وانتهاء الشر والفساد بظهوره .
مما يعارض الأحاديث الثابتة التي تفيد بقاء طائفة من الأمة في كل زمان على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر اللّه ، ويعارض كذلك وجود الشر والصراع بين الحق والباطل في زمنه .
أضف إلى ذلك أنه قد ورد ما يعارض ظهور أي مهدي غير عيسى عليه السلام وذلك في حديث ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) .
والجواب أن التعارض إنما نشأ عن الروايات غير الصحيحة ، ودعاوى المهدية التي ادعتها طوائف عبر التاريخ فحاولت كل طائفة أن تؤيد دعواها بهذه الأحاديث الباطلة ، والمثبتون لأحاديث المهدي من أهل السنة لم يقولوا بأن كل ما ورد في شأنه هو من قبيل الصحيح المحتج به ، بل إنهم متفقون على أن فيها الصحيح وفيها الحسن وفيها الضعيف ، وفيها الموضوع أيضاً ، فما كان منها موضوعاً أو ضعيفاً فلا حجة فيه ولا يلتفت إليه ولا يعارض به غيره .
وأما ما صح منها فهو مؤتلف غير مختلف ، ومتفق غير مفترق ، وهو يتعلق بشخص واحد يأتي في آخر الزمان قبيل خروج الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ، وهو محمد بن عبد اللّه الموصوف بالمهدي .
وأما ما دلت عليه أحاديث المهدي من امتلاء الأرض ظلماً وجوراً قبل خروجه ، وامتلائها عدلاً في زمانه ، فليس فيها أي دلالة على خلو الأرض تماماً من أهل الحق ، واضمحلال الخير وتلاشيه قبل ظهوره ، وإنما المقصود منها كثرة الشر وظهور الغلبة لأهله ، ولا يعني ذلك بالضرورة عدم وجود طائفة على الحق قائمة بأمر الله .
كما لا يعني انتشار العدل في زمن المهدي ألا يكون للشر والباطل أي وجود ، لأن المقصود كثرة الخير ، وقوة أهل الإسلام ، وحصول الغلبة والعاقبة هم ، وقهرهم لعدوهم ، وهذا لا ينفي وجود أشرار مغمورين في ذلك الزمان .
وسنة اللّه في خلقه أن يستمر الصراع بين الحق والباطل ، وأن يقوى في بعض الأزمان جانب الخير على جانب الشر ، وفي أزمان أخرى يقوى جانب الشر على جانب الخير ، ولا تخلو الأرض من الأخيار إلا قبيل الساعة حين تقوم على شرار الخلق ، ولا يبقى فيها من يقول الله الله .
وأحاديث المهدي نفسها تدل على أن الحق مستمر لا ينقطع فكيف يعارض بها غيرها ! فإن من الأحاديث التي أصلها في الصحيحين ووردت مفسرة في غيرهما – كما سبق – الحديث الذي رواه مسلم : ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم : تعال صلّ لنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة اللّه هذه الامة ) .
وأما الحديث الذي رواه ابن ماجه وغيره : ( لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا الدنيا إلا إدباراً ، ولا الناس إلا شحاً ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ، ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم ) .
فهو حديث ضعيف جداً لأن مداره على محمد بن خالد الجندي ، قال فيه الذهبي ( ميزان الاعتدال 3/535) : " قال الأزدي : منكر الحديث ، وقال أبو عبد الله الحاكم : مجهول ، قلت – القائل الذهبي – : حديثه ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) وهو خبر منكر ، أخرجه ابن ماجه " أهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (منهاج السنة النبوية 4/211) : " وهذه الأحاديث - يعني أحاديث المهدي - غلط فيها طوائف ، فطائفة أنكرتها واحتجوا بحديث ابن ماجة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) ، وهذا الحديث ضعيف ، وقد اعتمد أبو محمد بن الوليد البغدادي وغيره عليه ، وليس مما يعتمد عليه ، ورواه ابن ماجه عن يونس عن الشافعي و الشافعي رواه عن رجل من أهل اليمن يقال له محمد ابن خالد الجندي وهو ممن لا يحتج به ، وليس هذا في مسند الشافعي ، وقد قيل إن الشافعي لم يسمعه ، وأن يونس لم يسمعه من الشافعي " أهـ .
وعلى فرض ثبوته فإنه لا يعارض الأحاديث الثابتة في المهدي ، لأنه يمكن الجمع بينها بأن المراد هو أنه لا مهدي كاملاً معصوماً إلا عيسى عليه السلام ، وذلك لا ينفي إثبات خروج مهدي غير معصوم كما قال بذلك بعض أهل العلم كالقرطبي و ابن القيم و ابن كثير وغيرهم ، وبهذا تجتمع الأحاديث ويرتفع التعارض .
تضعيف ابن خلدون لأحاديث المهدي
ومن الشبه التي تعلق بها المنكرون لأحاديث المهدي ما اشتهر عن ابن خلدون من تضعيفه لهذه الأحاديث حيث قال في المقدمة (1/322) - بعد أن استعرض كثيراً من أحاديث المهدي وطعن في كثير من أسانيدها- : " فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي وخروجه آخر الزمان . وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل أو الأقل منه " .
ولو رجعنا لكلام ابن خلدون لوجدنا أنه صدَّر الفصل الذي عقده عن المهدي في مقدمته بقوله : " اعلم أن في المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممر الأعصار أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ، ويظهر العدل ، ويتبعه المسلمون ، ويستولي على الممالك الإسلامية ، ويسمى بالمهدي ، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره ، وأن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال ، أو ينزل معه فيساعده على قتله ، ويأتم بالمهدي في صلاته ، ويحتجون في هذا الشأن بأحاديث خرّجها الائمة ، وتكلم فيها المنكرون لذلك ، وربما عارضوها ببعض الاخبار ....إلخ .
وهي شهادة منه على أن اعتقاد خروج المهدي في آخر الزمان هو المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممر الاعصار ، فهل هؤلاء الكافة اتفقوا على الخطأ ؟ مع أن الأمر يتعلق بأمر غيبي لا مجال للاجتهاد فيه ، ولا يسوغ لأحد إثباته إلاّ بدليل من كتاب اللّه أو سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم – ، هذا أمر .
الأمر الثاني كيف يسوغ لنا أن نعتمد على كلام ابن خلدون في التصحيح والتضعيف مع أنه ليس من فرسان هذا الميدان ، ونطرح كلام أئمة الحديث قبل ابن خلدون وبعده الذين تكلموا على أحاديث المهدي ونقدوها وبينوا صحيحها من سقيمها ، واحتجوا بكثير منها ، بل حكى بعضهم تواترها تواتراً معنوياً .
ومنهم على سبيل المثال : الحافظ أبو جعفر العقيلي تـ322هـ فقد قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة علي بن نفيل النهدي : " قلت ذكره العقيلي في كتابه وقال : لا يتابع على حديثه في المهدي ، ولا يعرف إلا به ، ثم قال : وفي المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه " أهـ .
والإمام ابن حبان تـ354 هـ ، قال الحافظ في الفتح (13/21) عند كلامه على حديث ( لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) : " واسـتدل ابن حبان في صحيحه بأن حديث أنس ليس على عمومه بالأحاديث الواردة في المهدي وأنه يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا " .
والإمام البيهقي تـ 438 هـ فقد قال في كتاب " البعث والنشور" بعد كلامه على تضعيف حديث ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) : " والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسنادا " .
والحافظ أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري صاحب كتاب " مناقب الشافعي " تـ363، نقل عنه الإمام ابن القيم في (المنار المنيف 1/142) ، والحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " ، و" فتح الباري " قوله : " وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بذكر المهدي وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، وأنه يملأ الأرض عدلا ، وأن عيسى عليه السلام يخرج فيساعده على قتل الدجال ، وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه " .
وممن صحح بعض الأحاديث الواردة في المهدي الإمام الترمذي في جامعه ، و الحاكم في مستدركه ووافقه الإمام الذهبي في تصحيح جملة منها ، ومنهم القرطبي صاحب التفسير فقال في كتابه " التذكرة " - بعد ذكر حديث : ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) وبيان ضعفه - : " والأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التنصيص على خروج المهدى من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحديث فالحكم بها دونه" .
ومنهم الإمام ابن تيمية رحمه الله فقد صحـح بعض الأحاديث الواردة في المهدي في كتابه " منهاج السنة " والإمام ابن القيم في كتابه " المنار المنيف " والإمام ابن كثير في تفسيره وفي كتابه " النهاية في الفتن والملاحم " وغيرهم كثير .
بل حكى بعضهم تواتر هذه الأحاديث تواتراً معنوياً كما سبق عن الحافظ أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري ، والإمام السخاوي حين مثل في كتابه " فتح المغيث " للأحاديث المتواترة اعتبر أحاديث المهدي من هذا القبيل ، و للشوكاني - رحمه الله - رسالة أسماها " التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح " ومما جاء فيها قوله : " فالأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر ، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة ، بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي ، فهي كثيرة جداً ، لها حكم الرفع ; إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك " .
وقال الشيخ الكتاني في كتابه : " نظم المتناثر في الحديث المتواتر " : " والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة ، وكذا الواردة في الدجال ، وفي نزول سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام " .
فهل نطرح كلام كل هؤلاء ونقبل كلام ابن خلدون على عواهنه .
الأمر الثالث أن ابن خلدون لم يقل إن أحاديث المهدي كلها ضعيفة فضلا عن القول بأنها موضوعة ، فعبارته تدل على أن هناك عدداً قليلاً من هذه الروايات قد سلم من النقد ، ونحن نقول لو سلَّمْنا بكلام ابن خلدون فهذا القدر القليل كاف في الاحتجاج بهذه الأحاديث واعتقاد موجبها.
وقد رد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على ابن خلدون في تعليقه على المسند فقال : " أما ابن خلدون فقد قفا ما ليس له به علم ، واقتحم قحما لم يكن من رجالها.. " ، وقال : "إنه تهافت في الفصل الذي عقده في مقدمته للمهدي تهافتا عجيبا ، وغلط أغلاطا واضحة.." ، وقال : "إن ابن خلدون لم يحسن قول المحدثين الجرح مقدم على التعديل.. ولو اطلع على أقوالهم وفقهها ما قال شيئا مما قال.." أهـ .
ليست من عقائد أهل السنة
ومن الشبه التي يرددها المنكرون أن فكرة المهدية ليست في أصلها من عقائد أهل السنة وإنما هي دخيلة علينا من عقائد الفرق الأخرى ، التي تؤمن بظهور إمام غائب منتظر يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً .
ونحن نقول إن الأحاديث ثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في خروج المهدي في آخر الزمان ، وقد رواها أئمة أهل السنة في كتبهم المعتمدة بأسانيد تنتهي إلى رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم- من طريق صحابته الكرام رضي اللّه عنهم ، والثقات من الرواة ، واعتمد أهل الحديث في تصحيحها على قواعد دقيقة في الحكم على الرجال والأسانيد ، حتى لم يبق صاحب بدعة أو كذب إلا وكشفوا أمره .
فما صح من هذه الأحاديث الواردة لا علاقة له بعقيدة أي فرقة أو طائفة ، لأنه لم ينقل من طريقهم ، وإذا كان هناك روايات موضوعة في المهدي تعصباً ، فإن ذلك لا يجعلنا نترك ما صح من الروايات فيه .
فإذا عينت طائفة شخصاً وزعمت أنه هو المهدي دون أن تؤيد زعمه بما ثبت من أحاديث صحيحة ، فإن ذلك لا يؤدي إلى إنكار المهدي على ما جاء في أحاديث أخرى ، فالحكم العدل هو الكتاب والسنة الصحيحة ، وأما عقائد الفرق الأخرى فلا يجوز أن تكون عمدة يرد بها ما ثبت من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وقد نص أهل العلم الذي صنفوا في عقائد أهل السنة أنه متى ما صح النقل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سواء كان في أمور ماضية أو مستقبلة ، وجب التصديق به واعتقاد موجبه ، وهو مقتضى الشهادة بأن محمدا رسوله الله ، ومن أولئك الإمام ابن قدامة المقدسي في كتابه " لمعة الاعتقاد " حيث قال : "ويجب الإيمان بكل ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وصح به النقل عنه فيما شاهدناه أو غاب عنا ، نعلم أنه حق وصدق ، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه ، ولم نطلع على حقيقة معناه ، مثل حديث الإسراء والمعراج ، ومن ذلك أشراط الساعة ، مثل خروج الدجال ، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام فيقتله ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج الدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأشباه ذلك مما صح به النقل " أهـ . فكلام ابن قدامة هذا يدخل فيه التصديق بخروج المهدي لأنه مما صح به النقل .
وقال السفارينى رحمه الله في عقيدته المسماة " لوامع الأنوار البهية " بعد أن ذكر طائفة من الأحاديث والآثار : " وقد روي عمن ذكر من الصحابة ، وغير من ذكر منهم رضي الله عنهم بروايات متعددة وعن التابعين ومن بعدهم ما يفيد مجموعه العلم القطعي ، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة " ا.هـ . وقال في موضع آخر : " وقد كثرت الأقوال في المهدي ، وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي ... " .
وذكر ذلك الشيخ الحسن بن علي البربهاري الحنبلي المتوفى سنة 329 هـ في عقيدته ، المثبتة ضمن ترجمته في كتاب " طبقات الحنابلة " لابن أبي يعلى الحنبلي .
ثم إن هناك فرقاً كبيراً بين عقيدة أهل السنة وعقيدة الفرق الأخرى في هذا الباب ، فالمهدي عند أهل السنة لا يعدو كونه إماما من أئمة المسلمين ، يخرج في آخر الزمان خروجاً طبيعياً ، يولد كما يولد غيره ، ويعيش كما يعيش غيره ، وهو غير معصوم ، فقد يقع منه الخطأ ، ويحتاج إلى إصلاحٍ مثل غيره من الناس ، ثم يكتب الله على يديه خيراً كثيراً وبرًّا وصلاحاً للأمة ، وينشر العدل ، ويطبق شريعة الإسلام ، ويجمع الله به شمل المسلمين .
وأما عند غيرهم فهو محمد بن الحسن العسكري الذي ولد في منتصف القرن الثالث تقريباً ، ودخل سرداباً في سامراء وعمره تسع سنين ، وهم ينتظرون خروجه ، وهو الإمام الثاني عشر من أئمتهم الذين يعتقدون فيهم العصمة ، فعقيدة أهل السنة مغايرة تماماً لعقيدة غيرهم في هذا الباب .
أكبر مثارات الفساد والفتن عبر التاريخ
ومما أثير حول أحاديث المهدي أن دعوى المهدية كانت سبباً في إثارة الكثير من الفتن والمفاسد عبر التاريخ ، كما أن هذه الأحاديث قد أسهمت بشكل أو بآخر في تخدير المسلمين وهروبهم من واقعهم إلى التعلق بالأوهام والخيالات وانتظار المخلص الذي يظهر فجأة ليخلصهم من الظلم والطغيان ، وينشر العدل في العالمين .
والجواب أنه قد سبق أن خروج المهدي في آخر الزمان هو أمرٌ غيبي يتوقف التصديق به على ثبوت النص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقد ثبتت بذلك النصوص ، وحكم بثبوتها العلماء المحققون ، والجهابذة النقاد من أهل الحديث .
ووجود مدعين للمهدية عبر التاريخ حصل بسببهم العديد من الفتن والفساد ، لا يؤثر في التصديق بمن عناه الرسول - صلى اللّه عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة وهو المهدي الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه .
والواجب قبول الحق ورد الباطل لا أن يُرَد الحق ، ويُكَذَّب بالنصوص الثابتة من أجل أن هذه الدعوى تدثر بها بعض الجهلة والمبطلين .
والمتتبع لنصوص القرآن والسنة يجدها تأمر بالاجتهاد في العمل والأخذ بالأسباب في أمور الدنيا والآخرة ، وقيمة العمل من أعظم القيم التي جاء الإسلام لتقريرها وترسيخها في النفوس ، حتى مع يقين الإنسان بانتهاء الدنيا وقيام الساعة كما هو واضح من قوله - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أنس : ( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل ) .
وفي بعض الروايات :( إذا سمعت بالدجال وأنت على ودية تغرسها فلا تعجل أن تصلحها ، فإن للناس بعد ذلك عيشا ) .
ولا يوجد نص في القرآن والسنة يدل على أننا متعبدون بانتظار المهدي أو ترقبه ، أو توقف شيء من شعائر الإسلام على خروجه ، غاية ما في هذه الأحاديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم- بشَّر برجل من أهل بيته ، ووصفه بعدد من الصفات من أهمها أنه يحكم بالإسلام ، وينشر العدل بين الناس وليس أكثر من ذلك ، فليس في هذه الأحاديث أبداً ما يعفينا من تبعة التكاليف الشرعية والصبر والجهاد ، والعلم والعمل ، والسعي في الإصلاح والتغيير ، وعلى هذا درج الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، وتتابع عليه أئمة العلم على تعاقب العصور ، ومر الدهور ، ولم يفهم أحد منهم هذا الفهم السلبي ، فإذا فهم البعض هذه الأحاديث فهماً خاطئاً يدعو إلى القعود والكسل وترك العمل ، فلماذا نحمل هذه النصوص مسؤولية هذا الفهم المنحرف ؟! .
ثم إن أحاديث نزول عيسى نفسها قد يفهم منها البعض ما يدعوه إلى القعود والكسل، فهل نقول ببطلانها لأجل هذه الفئة أو تلك !!
فالخلاصة أنه من المجازفة أن يقال إن كل هذه الأحاديث التي رواها الأئمة ، وصنف فيها المصنفون ، وحكى تواترها جماعة ، واعتقد موجبها أهل السنة والجماعة ، لا أساس لها من الصحة ، أو أنها خرافة لا يقبلها العقل الصحيح ، وهل العقل إلا تابع للشرع في قضايا الغيب والاعتقاد ؟! وما قيمة الإيمان بالغيب إذا كنا كلما جاءنا نص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عرضناه على عقولنا ؟!. ، ورحم الله الإمام الزهري إذ يقول : " من الله الرسالة ، ومن الرسول البلاغ ، وعلينا التسليم " .
حكم من رد أحاديث المهدي المنتظر وبيان تواترها والرد على من أنكرها
بسم الله وبعد :
فهذا جزء من مبحث كبير في المهدي فأقول :
المبحث الأول : حكم من رد أحاديث المهدي المتواترة :
لقد ظهر جماعة من الزنادقة المبتدعة ابتدأوا أول كيدهم برد أحاديث الآحاد ومفاريد الثقات، ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يطعنون والله – في المنتديات - في أحاديث في الصحيحين أو في أحدهما، الحديث تلو الحديث من غير حياء من رقيب، أو خوف من رب حسيب، الذي اتفقت أمة نبيه على قبول أحاديث الصحيحين ، والعجب أنهم لم يكتفوا بذلك حتى أظهروا عن خبث نياتهم، وسوء طوياتهم في رد حتى ما تواتر من السنن وما رواه الجم الغفير من الصحابة والتابعين، ومن ذلك ردهم لأحاديث المهدي المتواترة، واستدلالهم ببعض الأقوال المبتورة والمدلسة عن السلف .
وقبل أن أجيب على بترهم لكلام السلف وكذبَهم على الأئمة أقول :
لقد نقل الكثير من أئمة الحديث تواتر أحاديث المهدي ، ولا أعيد النقل عنهم إلا نزرا يسيرا سأذكره في غضون هذا البحث، لأكتفي بما نقله شيخنا عبد المحسن العباد في كتابيه في المهدي والرد على من كذب به، حيث نقل الكثير عن أئمة الحديث ممن قال بتواتر أحاديثه،
وقد ذكر الكتاني في نظم المتناثر أحاديث خروج المهدي عن عشرين صحابيا، ونقل غير واحد عن الحافظ السخاوي أنها متواترة، ونقلوه عن أبي الحسن الآبري وغيرهم كثير جدا .
وإذا كان السلف قد تكلموا في تفسيق أو تبديع من رد أحاديث آحاد الثقات، فإن عامتهم على تكفير من رد الإجماع والأحاديث المتواترة والله المستعان :
قال الإمام ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية (27) :" وسئل عن طائفة يعتقدون في رجل مات من منذ أربعين سنة أنه المهدي الموعود بظهوره آخر الزمان وأن من أنكر كونه المهدي المذكور فقد كفر فما يترتب عليهم ؟
فأجاب : بأن هذا اعتقاد باطل وضلالة قبيحة وجهالة شنيعة :
أما الأول فلمخالفته لصريح الأحاديث التي كادت تتواتر بخلافه كما ستملى عليك .
وأما الثاني فلأنه يترتب عليه تكفير الأئمة المصرحين في كتبهم بما يكذب هؤلاء في زعمهم وأن هذا الميت ليس المهدي المذكور ، ومن كفر مسلماً لدينه فهو كافر مرتد يضرب عنقه إن لم يتب ، وأيضاً فهؤلاء منكرون للمهدي الموعود به آخر الزمان .
وقد ورد في حديث – وهو ضعيف - عند أبي بكر الإسكافي أنه صلى الله عليه وسلم قال :" من كذب بالدجال فقد كفر ومن كذب بالمهدي فقد كفر"،
قال: وهؤلاء مكذبون به صريحاً فيخشى عليهم الكفر ، فعلى الإمام أيد الله به الدين وقصم بسيف عدله رقاب الطغاة والمبتدعة والمفسدين ، كهؤلاء الفرقة الضالين الباغين الزنادقة المارقين أن يطهر الأرض من أمثالهم ويريح الناس من قبائح أقوالهم وأفعالهم ، وأن يبالغ في نصرة هذه الشريعة الغراء التي ليلها كنهارها ونهارها كليلها فلا يضل عنها إلا هالك ، بأن يشدد على هؤلاء العقوبة إلى أن يرجعوا إلى الهدى وينكفوا عن سلوك سبيل الردى ويتخلصوا من شرك الشرك الأكبر ، وينادي على قطع دابرهم إن لم يتوبوا بالله الأكبر ، فإن ذلك من أعظم مهمات الدين ومن أفضل ما اعتنى به فضلاء الأئمة وعظماء السلاطين ، وقد قال الغزالي رحمه الله تعالى في نحو هؤلاء الفرقة : إن قتل الواحد منهم أفضل من قتل مائة كافر : أي لأن ضررهم بالدين أعظم وأشدّ إذ الكافر تجتنبه العامة لعلمهم بقبح حاله فلا يقدر على غواية أحد منهم ، وأما هؤلاء فيظهرون للناس بزي الفقراء والصالحين مع انطوائهم على العقائد الفاسدة والبدع القبيحة فليس للعامة إلا ظاهرهم الذي بالغوا في تحسينه ، وأما باطنهم المملوء من تلك القبائح والخبائث فلا يحيطون به ولا يطلعون عليه لقصورهم عن إدراك المخايل الدالة عليه فيغترون بظواهرهم ، ويعتقدون بسببها فيهم الخير فيقبلون ما يسمعون منهم من البدع والكفر الخفي ونحوهما ، ويعتقدون ظانِّين أنه الحق فيكون ذلك سبباً لإضلالهم وغوايتهم ، فلهذه المفسدة العظيمة قال الغزالي ما قال من أن قتل الواحد من أمثال هؤلاء أفضل من قتل مائة كافر ، لأن المفاسد والمصالح تتفاوت الأعمال بتفاوتهما ، وتتزايد الأجور بحسبهما ".
ثم قال :" إذا تقرر ذلك فلْنُمْلِ عليك من الأحاديث المصرحة بتكذيب هؤلاء وتضليلهم وتفسيقهم ما فيه مقنع وكفاية لمن تدبره، أخرج أبو نعيم أنه صلى الله عليه وسلم قال :" يخرج المهدي وعلى رأسه عمامة ومعه مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعون "، وأخرج هو والخطيب رواية أخرى:" يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي إن هذا المهدي فاتبعوه"، ثم ذكر أحاديث المهدي وتواترها .
المبحث الثاني : بيان بترهم وتدليسهم لكلام السلف :
وقد حاول هؤلاء الضلال الخروج من مأزقهم أمام العوام، فراحوا يَكْذبون عن السلف، ولن أطيل في الرد على شبهاتهم الكاذبة، لأن شيخنا عبد المحسن العباد قد أطال وأفاد في الرد عليهم في رسالتين جليلتيْن في رده على من أنكر الأحاديث الصحيحة في المهدي ، ولئن كان أهل الجهل في شك من عماياتهم فإن أهل العلم منهم لفي يقين .
1/ ونكتفي هنا بتدليسهم، بأن العقيلي قد رد أحاديث المهدي وهو سلفهم في ذلك .
وأقول : العقيلي حاشاه من مخالفة السلف، فإنه لم يضعفها ، بل ضعف طريقا واحد منها، وهو طريق أم سلمة الآتي، فتأملوا قوله بلا بتر ولا تدليس ،
فإنه قال في الضعفاء (2/75) في ترجمة زياد:" وفى المهدى أحاديث صالحة الاسانيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج منى رجل ويقال من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى فأما من ولد فاطمة ففي إسناده نظر ".
وقال في ترجمة علي بن نفيل :" وفى المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه بخلاف هذا اللفظ "، فسبحان الله على من جمع بين الزندقة والكذب والتدليس .
2/ ومن ذلك كذبهم على ابن الجوزي، والصواب أنه قال في العلل (2/861):" وهذه الاحاديث كلها معللة، إلا ان فيها ما لا بأس به "، ثم ذكر حديث "لا مهدي"، ثم قال :" والاحاديث قبله في التنصيص على خروج المهدي أصح اسنادا "، على أن ابن الجوزي معروف تشدده ولمزه في الأحاديث بأي كلام ولو كان شاذا في الراوي، ومع ذلك قال :"فيها ما لا بأس به"، وابن الجوزي يقر بالمهدي،
فقد قال ابن حجر في فتاويه :" ويرد عليهم ما قال عبد الغافر الفارسي وابن الجوزي وابن الأثير في ذكر عليّ أن المهدي من ولد الحسن وأنه منفرج الفخذين : أي بينهما تباعد "، فأين هم من ابن الجوزي الذي يكذبون عليه نصرة منهم للباطل والضلال .
3/ قالوا : وقيل لعبد الرحمن بن مهدي: أيُّ حديثٍ أصحُّ في المهدي؟ قال : أصحُّ شيءٍ فيه عندي: حديث أبي معبد عن ابن عباس "، والعجب أن الإمام ابن مهدي يصحح هذا الحديث، ويجعله من أصح الصحيح، وأما هم فينكرونه ، وربما يكون الأمر كما قال ابن مهدي ، فإنه من أصح أحاديث الباب:
فقد رواه سفيان حدثنا عمرو بن دينار عن أبي معبد عن ابن عباس قال: «إني لأرجو ألا تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاما شابا حدثا لم تلبسه الفتن ولم يلبسها يقيم أمر هذه الأمة كما، فتح الله هذا الأمر بنا فأرجو أن يختمه الله بنا ». وهذا من أصح الأسانيد ثقة وعدالة واتصالا، وله طرق كثيرة مرفوعة أيضا ستأتي في البحث ، وهم يخالفونه أيضا ؟ ويخالفون ابن مهدي؟ بل ويخالفون السلف ، وقد تكلم العلماء في كتب المصطلح عن اختلاف السلف في أصح الأحاديث الصحيحة، ولكلٍّ اختياره، ولا يعني ذلك عدم وجود ما هو أصح منه .
4/ ونفس الشيء يُقال فيما قاله الإمام عبد الله بن أحمد في العلل (5983) حدثني زياد بن أيوب أبو هاشم قال حدثنا علي بن محمد بن أخت يعلى بن عبيد قال حدثنا وكيع قال لم أسمع في المهدي بحديث أصح من حديث حدثناه الاعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال سمعت عليا يقول ينقص الاسلام حتى لا يقول أحد الله الله، وقال إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم "، قالوا : وهو غير مرفوع، وليس صريحا في المهدي، والعجب أنهم يخالفون الإمام وكيع الذي حمله على المهدي، وستأتي طرقه المرفوعة وأنه صريح في المهدي.
وهذا رواه يوسف بن عدي عن محبوب بن محرز عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد التيمي عن الحارث بن سويد قال: قال علي: يذهب الناس حتى لا يبقى أحد يقول لا إله إلا الله , فإذا فعلوا ذلك ضرب يعسوب الدين ذنبه فيجتمعون إليه من أطراف الأرض كما يجمع قرع الخريف. ثم قال علي: إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم , [يقولون: القرآن مخلوق. وليس بخالق ولا مخلوق , ولكنه كلام الله , منه بدأ وإليه يعود ]"، وهي زيادة غير محفوظة .
فقد رواه جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: قال علي: لا يزال الناس ينتقصون حتى لا يقول أحد: الله الله، فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فإذا فعل ذلك بعث إليه بعثا يتجمعون على أطراف الأرض، كما تتجمع قزع الخريف، والله إني لأعلم اسم أميرهم، ومناخ ركابهم".
ورواه نعيم (1175) ثنا أبو معاوية وأبو أسامة ويحيى بن اليمان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: " ينقص الدين حتى لا يقول أحد: لا إله إلا الله، وقال بعضهم: حتى لا يقال: الله الله، ثم يضرب يعسوب الدين بذنبه، ثم يبعث الله قوما قزع كقزع الخريف، إني لأعرف اسم أميرهم، ومناخ ركابهم "،
ورواه عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: قال علي رضي الله عنه: «لتملأن الأرض ظلما وجورا حتى لا يقول أحد الله الله، حتى يضرب الدين بجرانه، فإذا فعل ذلك بعث الله قوما من أطراف الأرض قزعا كقزع الخريف إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم»، ووالله ليس هذا الحديثُ الصحيح الغيبي البحت مما يمكن أن يكون بالرأي، بل هو من قبيل المرفوع حكما، ومن المعلوم أن المهدي يأتي بعد شيوع الظلم والجور ونقص الدين وكثرة الفتن كما تكاثرت بذلك الأحاديث ، ثم يأتي ليُرجع الناس إلى الدين، وقد فهم الإمام وكيع منه أنه في المهدي، فأين هم من فهم وكيع، ومن فهم السلف الذين يكذبون عليهم ويخالفونهم جهارا نهارا ؟؟ .
5/ ومن عجيب تدليسهم أن قالوا: ومما يؤكد ضعفها أن صاحبي الصحيح لم يخرجاها في الصحيحين، فهي إذا معلولة "، وهو كذب على الشيخين لأنهما قد صرحا بأنهما لم يُخرجا كل الصحيح، فما بال القوم ينسبون إليهما ما لم يقولاه ولا ادعياه، على أن الإمام مسلم قد خرج ثلاثة أحاديث في المهدي كما سيأتي .
6/ قالوا : ومما يدل على ضعفها اختلاف ألفاظها واضطرابها في تعيين المهدي من هو ؟ والجواب في :
الدليل الثالث : حديث أبي سعيد :
قال نعيم (1065) حدثنا ابن وهب عن الحارث بن نبهان عن عمرو بن دينار عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المهدي أقنى الأنف، أجلى الجبين»، قال البزار :" رواه معمر عن أبي هارون العبدي عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أشبه "، وستأتي طرق حديث أبي سعيد في هذا المطلب التالي :
المطلب الثاني : ذكر نسبه وخروجه ولا بد، وكونه هاشميا من أهل البيت، ومن بني فاطمة رضي الله عنها : لقد تكاثرت الأدلة وتواترت أن المهدي المنتظر من أهل بيت النبي عليه السلام ومن أحد ولده ، وهما الحسن او الحسين، وهما ابنا فاطمة بنت محمد عليهما السلام ، كما روى ابن أبي عروبة عن قتادة قال : سئل سعيد بن المسيب عن المهدي : ممن هو ؟ قال : من قريش، قال قتادة : قلت لسعيد بن المسيب : يا أبا محمد ، من أي قريش هو ؟ قال من بني هاشم ، قلت : من أي بني هاشم ؟ قال: من ولد فاطمة "، وهو مذهب جمهور السلف، ومن الأدلة المتواترة على ذلك ما يلي :
الدليل الرابع والخامس : حديث أبي سعيد أو جابر أو معا، وبيان طرقهما : وسواء أكان عن حابر أو أبي سعيد أو معا فكلاهما صحابي، والحديث صحيح عنهما معا : فقد خرجهما ابن حبان في صحيحه (6682) والإمام مسلم في الصحيح معا (2913) واللفظ له عن إسماعيل بن إبراهيم وعبد الوهاب الثقفي عن الجريري عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم، يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشأم أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا، لا يعده عددا» قال: قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز فقالا: لا ". وأخشى أن يرده بعض أهل البدع باختلاط الجريري، لكن قبل أن يفعلوا فليعلموا أنه رواه قبل الاختلاط ، والحديث في صحيح مسلم الذي اتفق المسلمون على قبوله .
ثم خرجه مسلم عن بشر وإسماعيل ابن علية كلاهما عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا، لا يعده عددا »، وقد يرده بعض من لا علم له بما رواه عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن جابر أو أبي سعيد بالشك "، والجواب أنه وهْم ، والصواب أنه عنهما معا كما خرجه الإمام مسلم وغيره .
وفي ذكر الجريري للقصة في الأول وروايته عن جابر أولا ثم أبي سعيد، يدل على الضبط، وذكر المتابعات يدل على أنه محفوظ أيضا عن أبي سعيد . وقد خولف عبد الوهاب في روايته بالشك، ومن حفظ حجة على من شك : فقد خرجه الإمام مسلم (2914) حدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده »، قال الإمام البغوي (15/87) من " باب المهدي" :" هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن زهير بن حرب "،
وقد تابعه على ذلك الإمام أحمد فقال في مسنده (3/38) نا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يكون في آخر الزمان خليفة..."، وهو الصحيح . وقد زعم بعض المبتدعة ممن يُنكر أحاديث المهدي المتواترة أنه ليس هو المراد، وهذا خطأ. فإن في قوله في حديث مسلم الأول عن الجريري :" «يكون في آخر أمتي خليفة "، ""في آخر الزمان"، نص صريح في أنه مهدي آخر الزمان كما بوب الإمام البغوي، ولأنه هو الذي سيكون في آخر هذه الأمة ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فقد بينت الروايات المتواترة أنه هو، وهل تُفسر السنة إلا بالسنة وآثار الصحابة رضي الله عنهم . وعليه فلندع الأحاديث والطرق يفسر بعضها بعضا خاصة وأن الحديث يرجع إلى مخرج واحد وهو جابر وأبو سعيد ، وإن في تفسير السنة بالسنن الأخرى غُنية عن تأويلات أهل البدع :
الدليل السادس : بقية أحاديث أبي سعيد المفسرة لرواية مسلم عن جابر وأبي سعيد :
رواه عنه أبو نضرة وأبو الصديق ... :
1. فأما طريق أبي نضرة :
فخرجها مسلم (2914) حدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده »... وقد مرت طرقه .
وقال أبو داود في سننه 4285) حدثنا سهل بن تمام بن بزيع حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين»، قتادة صرح بالتحديث عند الطبراني في الأوسط (9/176)، وعمران قد توبع، فصح الحديث، وفي قوله " مني" دليل على أنه من بنيه ومن نسله وهما الحسنان أبناء فاطمة:
فخرجه الداني في الفتن (553) عن هشام بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا عطاء بن عجلان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي شاب حسن الوجه أجلى الجبين أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويملك كذا وكذا سبع سنين»،
والعترة هم أقرب أقارب الرجل وبنيه كما قال ابن الأثير: عترة الرجل أخص أقاربه، وقال ابن الأعرابي: العترة ولد الرجل، وذريته، وعقبه من صلبه، قال: فعترة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولد فاطمة البتول عليها السلام".
2. وأما رواية أبي الصديق فرواها عنه جماعة أيضا :
فرواها عبد الرزاق نا معمر عن أبي هارون العبدي عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الأمة، حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم، فيبعث الله رجلا من عترتي أهل بيتي، فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ..."،
وخرجه الداني في الفتن عن ابن عمير الهجري عن أبي الصديق به ،
وخرجه الحاكم (4/601) عن النضر بن شميل ثنا سليمان بن عبيد ثنا أبو الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحا، وتكثر الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعا أو ثمانيا» يعني حججا «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي، وصححه الألباني، وكل رجاله ثقات .
وخرجه ابن حبان في صحيحه (6826) عن مطر الوراق عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي أقنى، يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما، يملك سبع سنين"، وحسنه الترمذي .
وقال الإمام أحد (3/21) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت زيدا أبا الحواري قال: سمعت أبا الصديق يحدث عن أبي سعيد الخدري قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يخرج المهدي في أمتي خمسا أو سبعا أو تسعا " - زيد الشاك - قال: قلنا : أي شيء؟ قال: " سنين "، ثم قال: " يرسل السماء عليهم مدرارا، ولا تدخر الأرض من نباتها شيئا، ويكون المال كدوسا " قال: " يجيء الرجل إليه فيقول: يا مهدي أعطني أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل "،
ومن هذا الوجه خرجه الترمذي (2232) وقال: هذا حديث حسن "،
وخرجه أحمد (3/37 و 52) عن جعفر وحماد عن المعلى بن زياد ثنا العلاء بن بشير عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحا فقال له رجل ما صحاحا قال بالسوية بين الناس قال ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه و سلم غنى ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي فيقول من له في مال حاجة فما يقوم من الناس الا رجل فيقول ائت السدان يعني الخازن فقل له ان المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول له أحث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول كنت أجشع أمة محمد نفسا أو عجز عني ما وسعهم قال فيرده فلا يقبل منه فيقال له انا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال ثم لا خير في الحياة بعده "، العلاء وثقه ابن حبان، وقال الهيثمي (7/610) :" رواه أحمد بأسانيد وأبو يعلى باختصار كثير، ورجالهما ثقات ".
الرد على شبهة عدنان إبراهيم في إنكاره لحدّ الرجم
الثلاثاء, 09 شعبان 1434
إسلام ويب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم أن يتلقى دينه عن المعروفين بالعلم والتقى. ومن المزالق الخطيرة أن يرعي المرء سمعه لمن يَرُّدَّ السنن الثابتة، ويطعن في الأحكام الشرعية، ثم يأتي ويلتمس لنفسه الشفاء من حسك الشبهات. فالمنبغي للمؤمن أن ينأى بنفسه عن سماع شبهات أهل الأهواء والبدع؛ فإن القلوب ضعيفة، فرب شبهة يسمعها الرجل فتوجب هلاكه، وقد كان أئمة السلف مع سعة علمهم يعرضون عن سماع الشبهات.
ففي جامع معمر بن راشد المنشور كملحق لمصنف عبدالرزاق قال: - أي معمر - كنت عند ابن طاووس، وعنده ابن له، إذ أتاه رجل يقال له صالح يتكلم في القدر، فتكلم بشيء فتنبه، فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه وقال لابنه: أدخل أصابعك في أذنيك واشدد، فلا تسمع من قوله شيئاً، فإن القلب ضعيف. اهـ.
وقال الإمام الذهبي: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة. اهـ.
والرجل المذكور من المعلوم حاله من تكذيب للسنن المتواترة، ورد للأحكام الشرعية المجمع عليها، وطعن في الصحابة، بل إنه يطالب بإعادة النظر في الأحاكم المنصوصة في القرآن العظيم، كأنصبة المواريث، وانظر شيئا مما يبين حاله في الرابط:
http://sunnahway.net/node/1127
وأما ما يتعلق برجم الزاني المحصن فهو ثابت بالكتاب، والسنة، وإجماع العلماء على مر العصور، وقد بينا أدلته في الفتاوى أرقام: 5132 ، 26483 140038 .
ولم يعرف إنكار الرجم إلا عن الخوارج، وأهل البدع .
قال ابن عبد البر : ومعنى قول الله عز وجل: الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة. معناه الأبكار دون من قد أحصن، وأما المحصن فحده الرجم إلا عند الخوارج، ولا يعدهم العلماء خلافا لجهلهم، وخروجهم عن جماعة المسلمين. وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم المحصنين، فممن رجم ماعز الأسلمي، والغامدية، والجهنية، والتي بعث إليها أنيسا. ورجم عمر بن الخطاب سخيلة بالمدينة، ورجم بالشام. وقصة الحبلى التي أراد رجمها فقال له معاذ بن جبل: ليس لك ذلك، للذي في بطنها، فإنه ليس لك عليه سبيل. وعرض مثل ذلك لعثمان بن عفان مع علي في المجنونة الحبلى. ورجم علي شراحة الهمدانية. ورجم أيضا في مسيره إلى صفين رجلا أتاه مقرا بالزنا. وهذا كله مشهور عند العلماء .اهـ.
وقال: وأما أهل البدع من الخوارج والمعتزلة فلا يرون الرجم على أحد من الزناة ثيبا كان أو غير ثيب، وإنما حد الزناة عندهم الجلد، الثيب وغير الثيب سواء عندهم. وقولهم في ذلك خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلاف سبيل المؤمنين فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء بعده، وعلماء المسلمين في أقطار الأرض متفقون على ذلك من أهل الرأي، والحديث. وهم أهل الحق .اهـ.
فهذا القول بإنكار الرجم ليس قولا عصريا، والقائل به له سلف، لكنهم بئس السلف هم.
وليعلم أن هذا الرجل وأضرابه من أهل الأهواء يلبسون شبهاتهم الواهية لبوس العقل والاستنارة، لتروج على الدهماء والجهلة، وإلا فإن استدلالاته أبعد ما تكون عن العقل، وهي إلى السفسطة أقرب.
وينبغي أن يعلم أن الدليل العقلي القطعي هو ما يدرك ببداهة العقول، وما يجمع عليه العقلاء، كمثل أن الكل أكبر من الجزء، وأن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان، وهكذا. وأما ما تختلف فيه العقول، وما يعرض لبعضها من آراء، فلا يصح وصفه بأنه حكم عقلي قطعي.
وليعلم أنه ليس كل ما لا يستوعبه العقل يقتضي أن العقل يحيله وينفيه.
قال ابن تيمية: يجب الفرق بين ما يقصر العقل عن دركه، وما يعلم العقل استحالته، بين ما لا يعلم العقل ثبوته، وبين ما يعلم العقل انتفاءه، بين محارات العقول ومحالات العقول، فإن الرسل صلوات الله عليهم وسلامه قد يخبرون بمحارات العقول وهو ما تعجز العقول عن معرفته، ولا يخبرون بمحالات العقول وهو ما يعلم العقل استحالته.اهـ.
وهذان الأمران من مثارات الغلط الشائعة في الكلام عن الأدلة العقلية.
وإلا فأي عقل يحيل شرعية حد الرجم ؟ أم أي عقل يحيل أن تنسخ تلاوة آية الرجم ويبقى حكمها ؟!.
وأما المغزى من ذلك فيقول فيه ابن عثيمين: وحكمة نسخ اللفظ دون الحكم: اختبار الأمة في العمل بما لا يجدون لفظه في القرآن، وتحقيق إيمانهم بما أنزل الله تعالى، عكس حال اليهود الذين حاولوا كتم نص الرجم في التوراة. اهـ.
وأما قوله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ {النور:2}. فإما أن يكون عمومه مخصصا بآية الرجم وبالسنة، أو يكون العموم منسوخا بهما كذلك، وعند بعض العلماء أن الآية محكمة في حق المحصن، وأن ما جاء في آية الرجم وفي السنة هو زيادة على ما في هذه الآية، فيجمع للمحصن بين الجلد والرجم.
وفي التفاسير - لا سيما المعنية بالأحكام - كلام مستفيض عن العلاقة بين هذه الآية وبين رجم المحصن، يحسن بك الرجوع إليه وتأمله بتجرد، لا سيما ما رقمه الشنقيطي في كتاب أضواء البيان في الكلام على هذه الآية، ولم ننقل كلامه لطوله، وليسر الوقوف عليه.
ومن المضحك في كلام هذا المدعو عن الرجم، أنه يقر ببعض الأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم، لكنه يقول أنها كانت قبل نزول سورة النور، فيقال له: وهل كان النبي يفعل فعلا متوحشا لا رحمة فيه، ويصد عن الإسلام قبل نزول سورة النور ؟! . سبحان واهب العقول.
وأيضا: فالقرآن الكريم فيه عقوبات بقطع الأيدي، والأرجل، والصلب . فأي فرق بينها وبين الرجم ؟! ، فكلها من بوابة واحدة، قد يراها سقيم العقل عقوبات وحشية لا رحمة فيها، فهذه الشبهة السخيفة تَرِدُ على هذه الحدود كلها.
ومن خذلان الله لهذا الرجل أنه يكذب بما أجمعت الأمة على صحته من الأحاديث، ثم ينقر عن الروايات المكذوبة والقصص المختلقة ليطعن بها في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولتهدى إلى الحق أيها الأخ الحبيب، عليك أن تجأر إلى الله بالدعاء أن ينير بصيرتك، وأن يصرف عن قلبك الشبهات المضلة. وعليك أن تلزم غرز العلماء الربانيين من الصحابة ومن بعدهم، ولتسأل نفسك: هل كانت الأمة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى عصرنا هذا على ضلال، حتى يجيء رجل في دبر الزمان، فيكشف له الحق دون أولئك الأخيار . ولتستشعر الوعيد المرتب على مخالفة سبيل المؤمنين، قال تعالى: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا {النساء:115}.
وقد أتت النصوص بأن العبد يسأل عن اتباع الرسل: وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ {القصص:65}. فليت شعري كيف يجيب عن هذا السؤال من رد أحاديث خير المرسلين في حد الرجم ؟!
ولم يأت في النصوص أن العبد سيسأل لم لم تصدق ما رآه عقلك كما ذكر السائل.
وعلى عظم بائقة إنكار حد الرجم، فما سيترتب على هذا الإنكار هو أدهى وأنكى، فمن أنكر الرجم يلزمه ألا يأخذ بشيء من السنة أبدا؛ لأن من لم يثبت أحاديث حد الرجم فلن تثبت عنده أي سنة. فأحاديث الرجم رواها ثلاثة عشر صحابيا في الصحيحن فحسب، دون ما سواهما من كتب السنة. وكذلك يلزمه ألا يأخذ بإجماع الأمة في أي مسألة، فمن لم يثبت عنده الإجماع في هذه المسألة فأي إجماع سيثبت عنده ؟! ، وفي هذا هدم للدين كله.
والكلام في هذه المسألة طويل جدا يحتمل مصنفا مفردا .
نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، وأن يعصمنا من مضلات الفتن والأهواء، إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
تفكيك التشكيك
الخميس, 22 شوال 1434
عبدالله بن عيسى الفيفي
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أمّا بعد؛
فإنّ من مبادئ المدارس العقلانية والمذاهب الفلسفية الإيمانُ بوجوب الشكّ قبل اليقين، وسأقدّم في هذه الأسطر "نقدا تفكيكيا" لهذا الطرح في بضع نقاط وفقاً لما أراه لدى تلك التيارات من تطبيقات، وخصوصا ما يدور بينهم من حوار وجدل في شبكات التواصل، وبالله التوفيق.
أولا: مقولة ( الشك قبل اليقين ) ليس لها وجود في واقع تلك التيارات، فغاية أمرهم الانتقال من شكّ إلى شكّ، ولو أمهلتَ أحدهم العمر كلّه ليصل إلى اليقين الذي يزعم بأنّه ما شكّ إلا من أجله لما وصل! وكذلك زعمهم البحث عن الحقيقة، فإنك لو دققت في أحوالهم تجد أحدهم يمضي عمره كله باحثاً عن الحقيقة، ويموت وهو لم يجد تلك الحقيقة، فهو كالمنبتّ الذي لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع؛ فإذا تبيّن لك أنّ "اليقين" ليس له وجود حقيقي عندهم وكذلك "الحقيقة"؛ فالوصف الدقيق لحالهم هو ( البحث عن الشكّ )، فالواحد منهم يتنقل في طبقات الشك، ويتقلب فيها عمره كله زاعما أنّه يريد الوصول إلى اليقين، ولكن لا يصل، بل إنّ دعوى البحث عن الحقيقة غير صحيحة كما سأبين فيما يأتي، لأنّ أحوالهم تظهر رضاً بالشك وقراراً عليه؛ فانظر كيف أنّ الشيطان أوقعهم في مصائد دقيقة؛ فالتبست عليهم الحقائق، واشتبهت عليهم الطّرق.
ثانيا: دعوى انفكاكهم عن اليقين لا حقيقة لها، وإنما هو مكرٌ من إبليس لم يتفطنوا له، فالفرق بينهم وبين أهل الإيمان هو موضع اليقين فقط! فأهل الإيمان وضعوا يقينهم في دين الله، وأولئك وضعوا يقينهم في الشّك، ولا يوجد أحدٌ يدعو إلى فِكر أو مذهب أو رأي إلا وقد آمن به ووضع يقينه فيه، فما يأخذونه على أهل الإيمان هم واقعون فيه بلا شعور.
ثالثا: الزعم بأنّ اليقين ليس سوى موروثات رسخت في العقل "الجمعي" فصَعُب على "القطيع" - كما يصفون - التخلص منها أمرٌ في غاية التهافت من وجوه:
الوجه الأول: مبدأ الشك الذي يدندنون حوله ليس وليد اللحظة؛ بل هم بأنفسهم ينقلونه عن فلاسفة اليونان، فهو – إذن –موروث تاريخي كما هو الحال بالنسبة إلى اليقين، وقد أعماهم إبليس عن رؤية هذه الحقيقة الناصعة.
الوجه الثاني: ما أكثر ما نشاهد على مر التاريخ من نشأ على مبادئ تلك المدارس، ونهل من معينها ورسخ فيها، ثم تبين له – بتوفيق الله - بعد بحث وتدقيق متجرّد أين يكمن اليقين؟ وخير مثال أحيل عليه هو البروفسور الامريكي المسلم Jerald F. Dirks صاحب هذا الموقع (http://www.welcome-back.org/profile/dirks1.shtml) فقصة إسلامه من أعجب القصص التي وقفتُ عليها، لأنّ فيها تجرّداً كبيرا قلّ له نظير، كما أنّ الرجل عنده جرأة وشجاعة في اعتناق الحقّ بعد ما تبيّن له، فليس من المعقول أن يُقال بأنّه وأمثاله ضحايا للموروث التاريخي.
رابعا: المُتأمل لحالهم يرى بأنّهم قد جعلوا الشك هو الوضع الصحي الذي يجب أن يكون عليه الأفراد والجماعات، وتراهم يدعون الناس إلى ذلك ويشنّعون على ذوي اليقين ويصفونهم بالسذاجة والتبعيّة، وهذا لعمري اختلال في المفاهيم وانتكاسٌ في الفِطَر، فلا يرتاب الأسوياء أنّ اليقين هو الحال الصحي للعقل والقلب والجسد، وأنّ الشكّ مرضٌ يجب علاجه ودفعه والتخلّص منه.
خامساً: تجد القوم مشتغلين بتوضيح الواضحات وتفصيل البدَهيّات، ولديهم ضمور معرفي ورتابة فكرية تجلب الملل والسآمة، ولا ينخدع بهم إلا أولو العقول البسيطة والأفهام السقيمة وهم كُثُر، والدافع لهم الخروج عن المألوف، والتميّز عن الآخرين، ودعوى نبذ التقليد التي كشفتُ زيفها في النقطة الثالثة.
سادسا: لا يُنكر أهل الإيمان أنّه لا بدّ من التثبت والتحقق والتبين قبل الاعتقاد، ولكنهم قد تجاوزوا هذه المرحلة منذ زمن الرسالة على صاحبها صلوات الله وسلامه، وقد استبانت لهم الأمور واتضحت الحقائق وبردت قلوبهم باليقين، وأمّا أهل الشكّ فما زالوا ولن يزالوا منذ عهد اليونان بعقلهم "الجمعي" و "الفردي" يتخبطون في ظلمات الشك، والسبب كما أسلفتُ أنّ أهل الإيمان يبحثون عن اليقين، وأهل الشكّ يبحثون عن الشكّ.
سابعاً: القوانين المنطقية والمعادلات العقلية خلقٌ من خلق الله، فهو الذي أوجدها وفهمنا إياها وليست لازمة عليه ولو شاء نقضها، قال تعالى: { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا }، فالشجر الأخضر من الماء، والماء بارد رطب ضد النار، وهما لا يجتمعان، فأخرج الله منه النار، فكيف – إذن - تُحاكم شرائع الله إلى العقول التي هي صنيعته!؟ ولو ذهب رجلٌ ليختبر رجلاً في آلة هو الذي صنعها وأوجدها لكان في عداد السفهاء؛ فأيّ وقاحة أعظم من أن يتعالى المرء على الله بعقله.
أحسبُ أنّ هذه الوقفات السريعة كفيلة بإبطال هذه السفاهة إن شاء الله.
المقال ألاتى بعنوان :هل نسبية الحقيقة حقيقة مطلقة ؟
وهل «نسبيّة الحقيقة» حقيقةٌ مُطلقة !؟
الخميس, 09 ذو الحجة 1433
عبدالله بن عيسى الفيفي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد؛
فإنّ من الركائز الأساسية للمدارس العقلانية قديما وحديثاً الاعتقادُ بنسبيّة الحقيقة، ويقصدون بذلك أنْ لا أحد يمتلك الحقّ المطلق، وعليه فلا يجوز لأحدٍ أن يدّعي امتلاك الحقيقة الكاملة؛ ولذلك تراهم ينبزون بعض الفئات بكونها "تتكلّم باسم الرّب" ونحو ذلك، وذلك لأنّها تُقدّم خِطاباً تزعم بأنّه الحقّ المُطلق، ويقصدون بهم أهلَ السُنّة الذي يجزمون بأنّ الحقّيقة المُطلقة كامنةٌ في الكتاب السُنّة.
ثم يأتون بمهزلة اسمها ( نسبيّة الحقيقة )، ويعاملونها على أنّها حقيقةٌ مُطلقة ونصّ مُقدّس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويُحاكمون كلَّ شيء إلى هذه المهزلة. وواقعُ الأمر أنْ سُلِبت الحقيقة المُطلقة من الكتاب والسُنّة، ووضعت في هذه العقيدة الفاسدة المُسمّاة ( نسبيّة الحقيقة ).
وأصلُ هذا الاعتقاد وحيٌ من إبليس، نَفَثَ به في صدور بعض مُتفلسفة اليونان، ليصدّهم عن التماس الحقّ. لأنّه إن لم يكُن ثمّة حقيقةٌ مُطلقة، وكلّ شخصٍ يمتلك جزء من الحقيقة؛ فلينكفئ كلّ أحدٍ على ما لديه من الحقّ وكفى. وهكذا تبِعهم من يلوكُ هذه العبارة من بني جِلدتنا، فهي مُبرّر لهم في عدم التزام الحقّ، ولو كانوا يعُون فإنّ لهذه الفِكرة مُقتضيات كُفرية ولوازم إلحادية.
اللطيف في الأمر؛ أنّ ضحايا ( نسبيّة الحقيقة ) لا يُدركون بأنّهم قد جعلوا فيها الحقّ المُطلق، إمّا لِقصور عقولهم، وإما أن يكون بفِعل التّخدير الفِكري لهذه العبارة. فهم لمّا رأوا عنوانها نسبية الحقيقة؛ استسلموا لظاهرها ولم يبحثوا في حقيقتها.
وكما تخدّروا بهذه العبارة، فهم كذلك يُخدّرون الجماهير. فعندما يسمع البُسطاء شخصاً يدعو إلى العقل والفِكر والنّقد والتحرّر؛ تجدهم يأخذون ما يخرج من فمِه على أنّه قد خضع بالفعل إلى نقد وفِكر وعقل.
وأمّا الحقيقة المُطلقة فهي بلا ريبٍ في الكتاب والسُنّة، ولا يتردد في هذا إلا جاهلٌ أو مُعاند، وحقّ الجاهل أن يتعلم، ومن علم حُجةٌ على من لم يعلم، وأمّا المُعاند فأمره إلى الله تعالى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ؛؛؛
من تناقضات عدنان إبراهيم في استدلاله بحديث ( أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين )
الكاتب :الشيخ عبدالله الخليفى .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فلا يكاد المرء يستمع لعدنان إبراهيم حتى يفجع بكم هائل من التناقضات والتدليسات العلمية فمن ذلك احتجاجه بحديث ( أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ) ثم نزله تنزيلاً فاجراً على طلحة والزبير
وقد ادعى تصحيح ابن حجر للحديث في التلخيص الحبير ومن تأمل احتجاجه بهذا الخبر علم جهله وفجوره وذلك من وجوه
أولها : أن عامة المنتسبين للعلم قد أنكروا هذا الحديث وضعفوه فليس من الأمانة أن تكتم كلامهم
وسأكتفي بنقل تخريج المعلقين على المطالب العالية مع ما فيه مما لا أرتضيه من تعظيم الجهمية ولكنه تخريج من الناحية الحديثية جيد طبعة دار العاصمة
قال المعلقون على المطالب :" أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 397: 519)، والبزار في البحر الزخار (3/ 26: 774)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 51)، والطبراني في الأوسط كما في المجمع (7/ 238) كلهم من طريق الربيع بن سهل، به، بنحوه.
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه، طرقًا أخرى متعددة لحديث علي رضي الله عنه ومنها:
الطريق الأولى: أخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 367) من طريق أبي عوانة، عن أبي الجارود، عن زيد بن علي بن الحسين، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
قلت: هو موضوع بهذا الإِسناد، فيه أبو الجارود زياد بن المنذر الأعمى، رافضي، كذّبه يحيى بن معين وأبو داود، وقال ابن حبّان: كان رافضيًا يضع الحديث في مناقب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. (انظر: التهذيب 3/ 386، التقريب ص 221).
الطريق الثانية: أخرجه ابن عساكر في المصدر المذكور من طريق هارون بن إسحاق، عن أبي غسان، عن جعفر، أحسبه الأحمر، عن عبد الجبار الهمداني، عن أنس بن عمرو، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه بنحوه.
قلت: فيه أنس بن عمرو، قال الحافظ عبد الرحمن بن خراش: مجهول، وذكره ابن حبّان دي الثقات. (انظر: الميزان 1/ 77، اللسان 1/ 469).
وفيه جعفر بن زياد الأحمر، وهو صدوق، يتشيع. (انظر: التقريب ص 145: الطريق الثالثة: أخرجه ابن عساكر (12/ 368) من طريق عبد الله بن عدي، عن أحمد بن جعفر البغدادي، عن سليمان بن سيف، عن عبيد الله بن موسى، عن مطر، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم بن علقة، عن علي رضي الله عنه بنحوه.
قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه حكيم بن جبير الأسدي، قال أحمد: ضعيف، منكر الحديث.
قال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه، وقال الدارقطني: متروك، ولهذا قال الحافظ ابن حجر: ضعيف ورمي بالتشيع. (انظر: الميزان 1/ 583، التهذيب 2/ 445، التقريب (ص 176: 1468).
= الطريق الرابعة: أخرجه ابن عساكر (12/ 368) من طريق أبي بكر الخطيب البغدادي، عن الأزهري، عن محمَّد بن المظفر، عن محمَّد بن أحمد بن ثابت، قال: وجدت في كتاب جدي محمَّد بن ثابت، عن أشعث بن الحسن السلمي، عن جعفر الأحمر، عن يونس بن أرقم، عن أبان عن خليد القصري، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ يوم النهروان، فذكره، بنحوه.
وجملة القول: إن الحديث روى من طرق متعددة عن علي رضي الله عنه بعضها ضعيفة وبعضها موضوعة.
وللحديث شواهد من حديث عمار بن ياسر، وأبي أيوب الأنصاري، وعبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم.
1 - حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه، أخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 194: 1623) عن الصلت بن مسعود الجحدري، عن جعفر بن سليمان، عن الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ: أُمِرْتُ بِقَتْلِ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ، والمارقين.
قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه الخليل بن مرة، وهو ضعيف، وفيه الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قال العقيلي: لا يصح حديثه، وفيه جعفر بن سليمان الضبعي، وهو صدوق، لكنه كان يتشيع، والحديث يؤيد بدعته. وذكره الحافظ في المطالب العالية. (انظر التفصيل في الحكم عليه في الحديث القادم).
2 - حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 112) عن الهيثم بن خالد الدوري، عن محمَّد بن عبيد المحاربي، عن الوليد بن حماد، عن أبي عبد الرحمن الحارثي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال: أمر علي بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين.
قلت: فيه أبو عبد الرحمن الحارثي ولم أقف له على ترجمة، والوليد بن حماد، لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبّان في الثقات، وأورده الحافظ في = اللسان. (انظر: الثقات 9/ 226، اللسان 6/ 221).
وقال الهيثمي في المجمع (6/ 235): "رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه".
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (12/ 368)، والبغوي في شرح السنَّة (10/ 234) من طريق الحاكم عن الإِمام أبي بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، عن الحسن بن علي، عن زكريا بن يحيى الحرار المقرئ، عن إسماعيل بن عباد المقرئي، عن شريك، عن منصور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: فأتى منزل أم سلمة فجاء علي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يا أم سلمة هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين بعدي".
قلت: إسناده ضعيف فيه شريك بن عبد الله النخعي، وهو صدوق يخطئ كثيرًا
وتغير حفظه في آخر عمره. (انظر: التهذيب 4/ 194، التقريب ص 266: 2787).
3 - حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: وله عن أبي أيوب طرق متعددة:
الأولى: أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 206: 4049)، حدَّثنا الحسين بن إسحاق السدي، ثنا محمد بن الصباح الجرجراني، ثنا محمد بن كثير، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن محنف بن سليم، عن أبي أيوب الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أمرني بقتال ثلاثة: "الناكثين، والقاسطين، والمارقين". وزاد قصة في آخره.
قال الهيثمي في المجمع (6/ 235): "رواه الطبراني وفيه محمَّد بن كثير الكوفي وهو ضعيف".
قلت: وفيه أيضًا الحارث بن حصيرة، وهو ضعيف، غال في التشيع، وقال ابن عدي: هو أحد من المحترقين بالكوفة في التشيع، وعلى ضعفه يكتب حديثه. اهـ.
(انظر: الكامل 2/ 606، التهذيب 2/ 140، التقريب ص 145: 1018).
الثانية: أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 139) عن أبي سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ثنا محمد بن حميد، ثنا سلمة بن الفضل، حدَّثني أبو زيد الأحول، عن عتاب بن ثعلبة، حدَّثني أبو أيوب الأنصاري، به، بنحوه.
قلت: في إسناده عتاب بن ثعلبة، وسلمة بن الفضل، ومحمد بن حميد الرازي، أما عتاب بن ثعلبة: فذكره الذهبي في الميزان (3/ 27)، وقال: "عداده من التابعين روى عنه أبو زيد الأحول حديث قتال الناكثين، والإِسناد مظلم، والمتن منكر، وأقرّه الحافظ ابن حجر في اللسان (4/ 127).
وأما سلمة بن الفضل الأبرش: فإنه صدوق إلَّا أنه كثير الخطأ، فقد وثقه ابن معين، وابن سعد، وأبو داود، وقال أبو حاتم: صالح، محله الصدق، في حديثه إنكار، ليس بالقوي، لا يمكن أن أطلق لساني فيه بأكثر من هذا، يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال البخاري: عنده مناكير، وهّنه علي، وضعّفه إسحاق والنسائي.
وقال ابن عدي: عنده غرائب وأفراد، ولم أجد في حديثه حديثًا قد جاوز الحد في الإِنكار وأحاديثه متقاربة محتملة. (انظر: الجرح والتعديل 4/ 168، التهذيب 4/ 153، التقريب ص 248: 2505).
وأما محمَّد بن حميد الرازي: فقد رماه غير واحد بالكذب، منهم أبو زرعة، وأبو حاتم والنسائي، وابن خراش، وصالح بن محمَّد الأسدي، وأثنى عليه الإِمام أحمد، ووثقه ابن معين، وقال الحافظ ابن حجر: حافظ، ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه. (انظر: الجرح والتعديل 7/ 232، التهذيب 9/ 127، التقريب ص 485: 5834).
الثالثة: أخرجه الحاكم (3/ 139) من طريق محمَّد بن يونس القرشي، عن عبد العزيز بن الخطاب، عن علي بن غراب بن أبي فاطمة، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، به قلت: في إسناده أصبغ بن نباته، متروك، رمي بالرفض. (التقريب ص 113: 537).
وفي إسناده أيضًا محمَّد بن يونس بن موسى بن سليمان الكديمي، وهو متهم بوضع الحديث، فقد كذّبه أبو داود، والقاسم بن مطرز، وقال ابن حبّان: كان يضع الحديث. ولعله قد وضع على الثقات أكثر من ألف حديث، وقال ابن عدي: قد اتهم بالوضع، وادعى الرواية عمن لم يرهم، ترك عامة مشايخنا الرواية عنه، ومن حدَّث عنه نسبه إلى جده لئلا يعرف. (انظر: الكامل لابن عدي 6/ 2294، الميزان 4/ 74، التهذيب 9/ 539، التقريب ص 515: 6419).
ولهذا قال الذهبي في تلخيص المستدرك عقب هذين الطريقين: لم يصح، وساقه الحاكم بإسنادين مختلفين إلى أبي أيوب ضعيفين".
الرابعة: أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 186 - 187)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 369) من طريق أحمد بن عبد الله المؤدب، عن المعلي بن عبد الرحمن، عن شريك عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين: فقلنا له: يا أبا أيوب، إن الله أكرمك بنزول محمَّد -صلى الله عليه وسلم- وبمجيء ناقته تفضلًا من الله، وإكرامًا لك حتى أناخت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك، تضرب به أهل لا إله إلَّا الله؟! فقال: يا هذا، إن الرائد لا يكذب أهله، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمرنا بقتال ثلاثة مع علي: بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين، فأما الناكثون فقد قابلناهم: أهل الجمل، طلحة والزبير، وأما القاسطون، فهذا منصرفنا من عندهم يعني معاوية وعمروًا، وأما المارقون فهم أهل الطرقات وأهل السعيفات، وأهل النخيلات، وأهل النهروانات، والله ما أدري أين هم، ولكن لا بد من قتالهم، إن شاء الله.
قلت: في إسناده المعلي بن عبد الرحمن الواسطي، وهو متهم بالوضع، ورمي بالرفض، سئل عنه ابن معين فقال: أحسن أحواله عندي أنه قيل له عند موته: ألا تستغفر الله تعالى؟ فقال: ألا أرجو أن يغفر لي، وقد وضعتُ في فضل علي سبعين حديثًا؟ وذهب ابن المديني إلى أنه كان يكذب، ويضع الحديث، وقال الدارقطني، ضعيف كذاب، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. (انظر: الجرح والعديل 8/ 334، التهذيب 10/ 238، التقريب ص 541: 6805).
والراوي عن معلى هذا هو أحمد بن عبد الله المؤدب، نسب إلى وضع الحديث. قال ابن عدي: كان يضع الحديث، وقال ابن حبّان: يروى عن عبد الرزاق والثقات الأوابد والطامات، وقال الدارقطني: يحدَّث عن عبد الرزاق وغيره بالمناكير، يترك حديثه، وقال الخطيب: في بعض أحاديثه نكرة. (انظر: المجروحين 1/ 152، الكامل 1/ 195، تاريخ بغداد 4/ 218، الميزان 1/ 109، اللسان 1/ 197 - 198).
وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 2/ 12، وقال: "هذا حديث موضوع بلا شك".
الخامسة: أخرجه ابن حبّان في المجروحين (1/ 174) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 12)، ثنا محمَّد بن المسيب، ثنا علي بن المثني الطهوي، ثنا يعقوب بن خليفة، عن صالح بن أبي الأسود، عن علي بن الحزور، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه بنحو لفظ الباب.
قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، قال يحيى: الأصبغ، لا يساوي فلسًا، وقال ابن حبّان: متروك، وأما علي بن الحزور فذاهب، وقال البخاري: عنده عجائب".
وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 387) بعد ذكر الحديث: "وتعقب بأن له طرقًا أخرى غير هذه، أخرجه الحاكم في الأربعين من طريقين، وأخرجه من حديث علي بلفظ: أمرت بقتال ثلاثة، فذكره، وأخرجه من حديث أبي سعيد الخدري بسند ضعيف، ومن حديث ابن مسعود، وكذا الطبراني من طريقين، أخرجه أبو يعلى، والخطيب، والحافظ عبد الغني في إيضاح الإِشكال من حديث علي". اهـ.
قلت: سبق الكلام على معظم هذه الطرق وتبين أنها ضعيفة، وأما حديث أبي سعيد الخدري فهو كالآتي:
4 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أخرجه الحاكم في الأربعين، كما في تنزيه الشريعة (1/ 387)، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 368) عن أبي جعفر محمَّد بن دحيم الشيباني، عن الحسن بن الحكم الحيري، عن إسماعيل بن أبان عن إسحاق بن إبراهِم الأزدي، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقلنا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟ قال: "مع علي بن أبي طالب، معه يقتل عمار بن ياسر".
قلت: في إسناده أبو هارون العبدي: وهو عمارة بن جُوَيْن البصري، ضعّفه أبو زرعة، وأبو حاتم، وشعبة، وابن سعد، وتركه يحيى القطان، وقال أحمد والنسائي: متروك الحديث، وكذّبه ابن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وعليه فهو متروك الحديث، ورمي بالتشيع. (انظر: الجرح والتعديل 6/ 363، المجروحين 2/ 177، الميزان 3/ 173، التهذيب 7/ 412، التقريب ص 408: 4840).
وجملة القول: إن الحديث روي من حديث جملة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وله طرق متعددة من حديث علي رضي الله عنه، وأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولكن لا يخلو طريق منها عن ضعف، بل أكثرها ضعيفة جدًا، وسبب ضعفه في الغالب أن أحد رواة الإِسناد شيعي والحديث في فضل علي رضي الله عنه، لذا لا يقبل حديثه في بدعته عند علماء هذا الشأن، وقد أطلق بعض العلماء القول بوضعه مثل شيخ الإِسلام ابن تيمية كما سيأتي قريبًا، ولكن يستثنى من ذلك الجزء الأخير وهو قوله: (المارقين) لأنه ورد من طرق أخرى قتال علي رضي الله عنه الخوارج كما سيأتي بعد قليل.
أقوال العلماء في الحديث:
أطلق مجموعة من العلماء القول بعدم صحته، ومنهم من حكم عليه بالضعف
وآخرون قالوا بأنه موضوع.
1 - أبو جعفر العقيلي رحمه الله:
أخرج الحديث في الضعفاء (2/ 51)، من طريق الربيع بن سهل، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الوالبي، عن علي رضي الله عنه، به، ثم قال: "الأسانيد في هذا الحديث عن علي ليّنة الطرق، والرواية عنه في الحرورية صحيحة".
وأخرجه أيضًا (3/ 480) من طريق الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قال: سمعت عمار بن ياسر يقول، فذكره بنحوه، ثم قال: "ولا يثبت في هذا الباب شيء".
2 - ابن حبّان رحمه الله:
ذكر الحديث في كتابه المجروحين (1/ 174)، وقد تقدم الكلام عليه آنفًا.
3 - ابن الجوزي رحمه الله:
أما ابن الجوزي رحمه الله فقد حكم عليه بالوضع، وذكره في الموضوعات (2/ 12 - 13)، وقال: هذا حديث موضوع بلا شك ... وقال أيضًا: هذا حديث لا يصح.
4 - الذهبي رحمه الله:
قال في تلخيص المستدرك (3/ 140) عن هذا الحديث كما سبق: "لم يصح، وساقه الحاكم بإسنادين مختلفين إلى أبي أيوب ضعيفين".
5 - الحافظ ابن كثير رحمه الله:
قال في البداية والنهاية (7/ 316) بعد أن أورد الحديث: فإنه حديث غريب ومنكر، على أنه قد روي من طرق عن علي، وعن غيره، ولا تخلو واحدة منها عن ضعف".
6 - أبو العباس أحمد بن تيمية رحمه الله:
أما شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله فقال في منهاج السنَّة (6/ 111 - 112): لم يرو علي رضي الله عنه في قتال الجمل وصفين شيئًا، كما رواه في قتال الخوارج، بل روى الأحاديث الصحيحة، هو وغيره من الصحابة في قتال الخوارج المارقين، وأما قتال الجمل وصفين، فلم يرو أحد منهم إلَّا القاعدون، فإنهم رووا الأحاديث في ترك القتال في الفتنة، وأما الحديث الذي يروي أنه أمر بقتل الناكثين والقاسطين، والمارقين، فهو حديث موضوع على النبي -صلى الله عليه وسلم-".
وقال أيضًا في المنهاج (5/ 50) ردًا على حديث عامر بن واثلة وفيه: قال علي: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: تقاتل الناكثين والفاسقين والمارقين، على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- غيري؟ قالوا: لا ... الحديث.
قال شيخ الإِسلام: "هذا كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث".
أقول : أضف إلى هؤلاء الجوزقاني الذي جعل هذا الحديث معارضاً لأحاديث فضل طلحة والزبير
قال الجوزقاني في الأباطيل والمناكير :" بَابٌ: فِي فَضَائِلِ طَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَعَمْرٍو
174 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْبَغْدَادِيُّ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَطِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَدِّبُ، بِسُرَّ مَنْ رَأَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، قَالَا: أَتَيْنَا أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفَّيْنَ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمَكَ بِنُزُولِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِمَجِيءِ نَاقَتِهِ تَفَضُّلًا مِنَ اللَّهِ، وَإِكْرَامًا لَكَ، حَتَّى أَنَاخَتْ بِبَابِكَ دُونَ النَّاسِ، ثُمَّ جِئْتَ بِسَيْفِكَ عَلَى عَاتِقِكَ، تَضْرِبُ بِهِ أَهْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ! فَقَالَ: يَا هَذَا، إِنَّ الرَّائِدَ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا بِقِتَالِ ثَالِثَةٍ مَعَ عَلِيٍّ: بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ، فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْنَاهُمْ: أَهْلُ الْجَمَلِ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ.
وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ: فَهَذَا مُنْصَرَفُنَا مِنْ عِنْدَهُمْ، يَعْنِي مُعَاوِيَةَ وَعَمْرًا.
وَأَمَّا الْمَارِقُونَ: فَهُمْ أَهْلُ الطَّرْفَاوَاتِ، وَأَهْلُ السُّعَيْفَاتِ، وَأَهْلُ النُّخَيْلَاتِ، وَأَهْلُ النَّهْرَوَانَاتِ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ هُمْ، وَلَكِنْ لَا بُدَّ مِنْ قِتَالِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لِعَمَّارٍ: «يَا عَمَّارُ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، وَأَنْتَ إِذْ ذَاكَ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَكَ، يَا عَمَّارُ بْنَ يَاسِرٍ، إِنْ رَأَيْتَ عَلِيًّا قَدْ سَلَكَ وَادِيًا، وَسَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا غَيْرَهُ، فَاسْلُكْ مَعَ عَلِيٍّ، فَإِنَّهُ لَنْ يَدُلَّكَ فِي رَدِيٍّ، وَلَنْ يُخْرِجَكَ مِنْ هُدًى، يَا عَمَّارُ، مَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا أَعَانَ بِهِ عَلِيًّا عَلَى عَدُوِّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وُشَاحَيْنِ مِنْ دُرٍّ، وَمَنْ تَقَلَّدَ سَيْفًا أَعَانَ بِهِ عَدُوَّ عَلِيٍّ عَلَيْهِ، قَلَّدَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وُشَاحَيْنِ مِنْ نَارٍ» ، قُلْنَا: يَا هَذَا، حَسْبُكَ رَحِمَكَ اللَّهُ، حَسْبُكَ رَحِمَكَ اللَّهُ.
هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لَا شَكَّ فِيهِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو: قُلْتُ لِأَبِي زُرْعَةَ: مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ ، فَقَالَ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ الْحَافِظَ، يَقُولُ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَدِّبُ، كَانَ بِسُرَّ مَنْ رَأَى، يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُؤَدِّبُ يُعْرَفُ بِالْهُشَيْمِيُّ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَغَيْرِهِ بِالْمَنَاكِيرِ، يُتْرَكُ حَدِيثُهُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ هَذَا، تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ فِي رِوَايَتِهِ، عَنِ
الْمَطِيرِيِّ، فَطَعَنَ عَلَيْهِ، وَقَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ: شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ مَعَ عَلِيٍّ صِفِّينَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ شَهِدَ مَعَهُ قِتَالَ أَهْلِ النَّهْرِ
فِي خِلَافِ ذَلِكَ
175 - أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ جَمَّانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَيْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزَّاهِدُ الخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى صَخْرَةٍ بِحِرَاءَ، هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اهْدَئِي، فَمَا عَلَيْكِ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْشَهِيدٌ» .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتْيَبَةَ
176 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ أَبُو بَكْرٍ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَبُو مُوسَى زُغْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «مَنْ رَجُلٌ يَأْتِينَا بِخَبَرِ بَنِي قُرْيَظَةَ؟» , قَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ عَلَى فَرَسِهِ، فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ، ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: فَذَهَبَ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
177 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْمَقْدِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي يَوْمَ الْأَحْزَابِ: قَدْ رَأَيْتُكَ يَا أَبَهْ، وَأَنْتَ تَحْمِلُ عَلَى فَرَسٍ لَكَ أَشْقَرَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ وَرَأَيْتَنِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ، فَجَمَعَ لِي أَبَوَيَّ، يَقُولُ: «فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْخَلِيلِ، وَسُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، وَعَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، كِلَاهُمَا عَنْ هِشَامٍ
178 - أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ جَمَّانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيْدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الزَّاهِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " عَشْرَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ ".
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، رَوَاهُ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ
179 - أَخْبَرَنَا سَعْدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ جِمَّانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، قَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، اذْهَبْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، فَقُلْ: يُقْرِأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ، ثُمَّ سَلْهَا أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيَّ؟ قَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ، قَالَ لَهُ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: أَذِنَتْ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: " مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الْمَضْجَعِ، فَإِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ثُمَّ سَلِّمُوا، ثُمَّ قُلْ: يَسْتأَذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي، فَادْفِنُونِي، وَإِلَّا فَرُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، إِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَمَنِ اسْتَخْلَفُوا بَعْدِي، فَهُوَ الْخَلِيفَةُ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، فَسَمَّى: عُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ قُتَيْبَةَ"
ثم ذكر أحاديث فضل معاوية وعمرو
ومن تناقض عدنان إبراهيم تكذيبه بالأحاديث التي اتفق أهل العلم على تصحيحها في فضل طلحة والزبير ثم تصديقه بهذا الخبر الواهي الذي اتفقوا على تضعيفه وإنما صححه الحاكم المعروف بالتساهل ولو تابعه ابن حجر فهذا ذم في ابن حجر إذ قلد الحاكم على سقطته وقد خرج الحاكم حديث الطير وهو أشد نكارة منه وفي المستدرك بواطيل
فالأمر عند عدنا محض تشهي
ومما يدل على كذب هذا الحديث ما صح عن علي رضوان الله عليه بأنه لم ليس عنده شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قتال أهل صفين
قال عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند [1271]:
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ:
قُلْتُ لِعَلِيٍّ: أَرَأَيْتَ مَسِيرَكَ هَذَا عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ رَأْيٌ رَأَيْتَهُ؟
قَالَ: مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا؟ قُلْتُ: دِينَنَا دِينَنَا.
قَالَ: مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ شَيْئًا وَلَكِنْ رَأْيٌ رَأَيْتُهُ.
أقول: هذا قاله علي في حربه مع معاوية، أما حربه مع الخوارج مع تقدم اغتباطه بذلك وذكره للأحاديث في فضل قتالهم، وخبر ذي الثدية معروف مشهور.
وكان قد ندم في قتال أهل الجمل
قال ابن أبي شيبة في المصنف [38990]:
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ أبي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ الْخُزَاعِيُّ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ:
أَعْذِرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّمَا مَنَعَنِي مِنْ يَوْمِ الْجَمَلِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: لَقَدْ رَأَيْته حِينَ اشْتَدَّ الْقِتَالُ يَلُوذُ بِي وَيَقُولُ: يَا حَسَنُ، لَوَدِدْت أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ حِجَّةً.
أبو الضحى أدرك سليمان فإن كان حمل الخبر , فالخبر متصل.
* وكذا جاء في مسند الحارث كما في بغية الباحث [757]:
حَدَّثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ , ثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ , عَنْ أَبِي الضُّحَى , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: جِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ فَقُلْتُ:
اعْذُرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حِينَ لَمْ أَحْضُرِ الْوَقْعَةَ , فَقَالَ الْحَسَنُ: مَا تَصْنَعُ بِهَذَا لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَهُوَ يَلُوذُ بِي وَيَقُولُ: يَا حَسَنُ لَيْتَنِي مُتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً.
* وقال عبد الله بن أحمد في السنة [1212]:
حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، نا حماد بن زيد، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد، قال: قال علي رضي الله عنه يوم الجمل: وددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
* وقال أيضاً [1181]:
حدثني إسماعيل أبو معمر، نا ابن نمير، عن شريك، عن العلاء بن عبد الكريم، عن تميم بن سلمة، قال: قال الحسن بن علي رضي الله عنه يوم الجمل أو يوم صفين شيئا فقال له علي رضي الله عنه:
وددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
تميم لا أدري إن كان سمع الحسن، ولكنه سمع ابن صرد
قال ابن أبي شيبة في المصنف [39035]:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ قَتْلَى يَوْمِ صِفِّينَ، فَقَالَ: قَتْلاَنَا وَقَتْلاَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَيَصِيرُ الأَمْرُ إلَيَّ وَإِلَى مُعَاوِيَةَ.
أقول: نص الذهبي على إدراك يزيد لعلي، ولكن قال روايته عن علي وردت من وجهٍ ضعيف، ولعله يعني المرفوع، فإن السند هنا قوي إلى يزيد.
وجعفر بن برقان نص الإمام أحمد على أنه ثبت في حديث الأصم.
فهذه الآثار مع ما ذكره الجوزقاني يقضي بنكارة هذا الخبر
الوجه الثاني : عدنان إبراهيم ينكر أحاديث الرجم وهي أصح من الأحاديث السابقة وأكثر طرقاً ، وينكر أحاديث الدجال والمسيح وعذاب القبر وكلها أصح من هذا
بل اتفق أهل السنة والزيدية والرافضة على رواية الرجم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الله
الوجه الثالث : إذا كان عدنان سعيداً بالاقتتال الذي حصل بين الصحابة ويرى أن علياً أمره النبي بذلك فعلى ماذا يدعو للتقريب فقد تكون إحدى الجماعات المختلفة هي الجماعة الحقة كما كان علي بن أبي طالب ، ولها أن تقاتل أن تضلل الفرق الأخرى
والذين قاتلهم علي في الجمل وصفين يشاركونه في العقيدة بكل تفاصيلها بخلاف الحاصل بين الفرق اليوم
بل الخوارج الذين قاتلهم علي كانوا يوافقونه في مسائل الصفات والقدر وتوحيد الألوهية
وهذا ينقض دعاوى عدنا إبراهيم وحسن المالكي والسقاف وغيرهم للتقريب فدعواهم للتقريب تقتضي تغليط علي في صنيعه في قتال المنتسبين للملة
بل كلهم ينكرون على محمد بن عبد الوهاب قتاله لأناس كانوا يتركون الصلاة والزكاة وعامة الشرائع مع أن هذا هو إجماع المذاهب الفقهية المتبوعة
جاء في الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب ص98 :" نقاتل عبّاد الأوثان كما قاتلهم صلى الله عليه وسلم، ونقاتلهم على ترك الصلاة، وعلى منع الزكاة، كما قاتل مانعها صديق هذه الأمة أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ ولكن ما هو إلا كما قال ورقة بن نوفل: ما أتى أحد بمثل ما أتيت به إلا عودي وأوذي وأُخرج. وما قل وكفى خير مما كثر وألهى"
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تعليق مختصر على حماقة عدنان إبراهيم في مسألة الحرية ...
الكاتب :الشيخ عبدالله الخليفى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد بلغني أن عدنان إبراهيم يقول ( أنا أحترم هذا الرب الذي جعل لي الحرية ( فمن فليؤمن ومن شاء فليكفر )
وأقول تعليقاً على قوله
قد أبان هو وغيره من الاستدلال بهذه الآية حماقة عظيمة فللآية تتمة ( إنا أعتدنا للظالمين ناراً )
ولو سألت أي عاقل من قال لك ( إن شئت فعلت كذا وعاقبك ، وإن شئت فعلت كذا وأثبتك )
هل هذا تخيير أم تهديد ؟
لقال لك ببداهة العقل تهديد
فإن أصروا هو وأضرابه من الجهلة المستدلين بهذه الآية كأمثال طارق السويدان
قيل لهم : فحد الردة حرية أيضاً فنحن نقول للمرتد ( إن شئت بقيت على دينك وعصمت دمك ، وإن شئت ارددت فقتلناك )
ما الفرق بين هذه وما دلت عليه الشريعة من أن المرء إن شاء آمن فدل الجنة وإن شاء كفر فدخل النار ؟
الحقيقة لا فرق !
فإن أصررت أن ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) فيها الحرية فقل بأن حد الردة أيضاً حرية وكل من خيرك بين أمرين ورتب على أحدهما ثواباً وعلى الآخر عقاباً مهما كان الثواب ومهما كان العقاب فهو قد ترك لك الحرية التامة على هذا المنطق العجيب
قال الدارمي في مسنده 214 - أخبرنا محمد بن عيينة انا علي هو بن مسهر عن أبي إسحاق عن الشعبي عن زياد بن حدير قال قال لي عمر : هل تعرف ما يهدم الإسلام قال قلت لا قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين.
وجدال المنافقين بالكتاب هو من جنس هذا الاستدلال والذي بنوا عليه أن الحرية مقدمة على الشريعة وغيرها من ألوان الكفر البواح
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الرد على عدنان إبراهيم في قصة إكراه الأوزاعي على سب علي
الكاتب :الشيخ عبدالله الخليفى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال الذهبي في السير (6/556) :" أَبُو فَرْوَةَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّهَاوِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لِعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: الأَوْزَاعِيُّ أَوْ سُفْيَانُ? فَقَالَ: وَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ سُفْيَانَ? قُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو: ذَهَبَتْ بِكَ العِرَاقِيَّةُ الأَوْزَاعِيُّ فِقْهُهُ، وَفَضْلُه، وَعِلْمُه فَغَضِبَ، وَقَالَ: أَتُرَانِي أُؤثِرُ عَلَى الحَقِّ شَيْئاً. سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: مَا أَخَذْنَا العَطَاءَ حَتَّى شَهِدْنَا عَلَى عَلِيٍّ بِالنِّفَاقِ، وَتَبَرَّأْنَا مِنْهُ، وَأُخِذَ عَلَيْنَا بِذَلِكَ الطَّلاَقُ، وَالعِتَاقُ، وَأَيْمَانُ البَيْعَةِ قَالَ: فَلَمَّا عَقَلْتُ أَمرِي سَأَلْتُ مَكْحُوْلاً، وَيَحْيَى بنَ أَبِي كَثِيْرٍ، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ شَيْءٌ إِنَّمَا أَنْتَ مُكْرَهٌ فَلَمْ تَقَرَّ عَيْنِي حَتَّى فَارَقْتُ نِسَائِي، وَأَعتَقْتُ رَقِيْقِي، وَخَرَجْتُ مِنْ مَالِي، وَكَفَّرْتُ أَيْمَانِي. فَأَخْبِرْنِي: سُفْيَانُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ?"
هذا الخبر رأيت عدنان إبراهيم يستدل به في سياق يثلب فيه معاوية !
ولا علاقة لمعاوية بالأمر فإنه كان بعده بكثير فالأوزاعي متأخر عن زمن الصحابة
وهذا الخبر يرويه الرهاوي المتروك ولم أجده في غير السير وتاريخ الإسلام وما وجدت له إسناداً للرهاوي قط
وعدنان إبراهيم وأضرابه يخدعون الجهلة من العامة فإنك تجده ينكر الأحاديث المتواترة الصحيحة كأحاديث الدجال وأحاديث نزول عيسى ابن مريم وأحاديث عذاب القبر وأخبار الناسخ والمنسوخ وأحاديث الشهادة لأهل بدر بالجنة والتي اتفق أهل العلم في كل مصر على تخريجها واعتقاد ما فيها
ثم إذا تعلق الأمر بثلب صحابي أو علم من الأعلام صار يقبل الروايات المعضلة والمكذوبة !
فمعيار القبول عنده والرد هواه فقط !
ويمسك بيده كتاباً ويقول ( هذا كتاب الحافظ فلان بن فلان ) فيوهم العامة أنه كتاب كل ما فيه صحيح ومعتبر ، وهو نفسه يرد عشرات الأخبار في هذا الكتاب
فهذا دجل ما بعده دجل
ويكفي في نقض الصورة التي يريد أن يصورها للعامة عن زمن بني أمية مطلقاً أن أهل الكوفة كانوا أهل تشيع في زمن بني أمية وكانوا من أروى الناس لفضائل علي بن أبي طالب ولم يحصل أن تم استئصالهم أو منعهم من العطاء لذلك مع ميل بعض خلفاء بني أمية للنصب
بل الزهري مع مكانته عندهم كان يروي عن علي بن الحسين وكان للفقهاء في كل الأمصار عناية بفقه علي بن أبي طالب
ومن دجل عدنان إبراهيم تصديقه هذه الرواية
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ: كانت بنو أُمَّية إذا سمعوا بمولودٍ اسمه عليّ قتلوه، فبلغ ذَلِكَ رباحًا، فَقَالَ: هُوَ عُلَيّ.
وهذه ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق بسند فيه جهالة وقد نقد الذهبي متنها بما يبين بطلانها
قال الذهبي في تاريخ الإسلام :" قُلْتُ: قوله مولود لا يستقيم، لأنّ عَلِيًّا هذا وُلد فِي أول خلافة عثمان، أو قبل ذَلِكَ بقليل، وكان فِي خلافة بني أمية رجلا لا مولودًا"
ومما يبطل هذه الرواية أن علي بن أبي طلحة وكان من مشاهير الرواة وهو من أهل حمص اسمه علي وقد كان في زمن بني أمية وعلى الأرجح ولد في زمنهم
ويا ليت شعري إذا كان الأمر كذلك فأين ذهب علي بن الحسين زين العابدين لماذا لم يقتلوه
وأشد زمان كان على أهل البيت ومن يظهر محبة علي زمن الحجاج بن يوسف وكان شديداً على أهل الإسلام جميعاً والله المستعان
فتأمل كيف أنه يقبل هذه الرواية المشكلة والتي بيسير نقد يتم إبطالها ، ثم هو يتعنت في عشرات الأحاديث الصحيحة التي ينكرها وهذا يدل على غياب المنهجية والعقل والتقوى
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الرد على عدنان إبراهيم في قصة إكراه الأوزاعي على سب علي
الكاتب :الشيخ عبدالله الخليفى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال الذهبي في السير (6/556) :" أَبُو فَرْوَةَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّهَاوِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لِعِيْسَى بنِ يُوْنُسَ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: الأَوْزَاعِيُّ أَوْ سُفْيَانُ? فَقَالَ: وَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ سُفْيَانَ? قُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو: ذَهَبَتْ بِكَ العِرَاقِيَّةُ الأَوْزَاعِيُّ فِقْهُهُ، وَفَضْلُه، وَعِلْمُه فَغَضِبَ، وَقَالَ: أَتُرَانِي أُؤثِرُ عَلَى الحَقِّ شَيْئاً. سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: مَا أَخَذْنَا العَطَاءَ حَتَّى شَهِدْنَا عَلَى عَلِيٍّ بِالنِّفَاقِ، وَتَبَرَّأْنَا مِنْهُ، وَأُخِذَ عَلَيْنَا بِذَلِكَ الطَّلاَقُ، وَالعِتَاقُ، وَأَيْمَانُ البَيْعَةِ قَالَ: فَلَمَّا عَقَلْتُ أَمرِي سَأَلْتُ مَكْحُوْلاً، وَيَحْيَى بنَ أَبِي كَثِيْرٍ، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ شَيْءٌ إِنَّمَا أَنْتَ مُكْرَهٌ فَلَمْ تَقَرَّ عَيْنِي حَتَّى فَارَقْتُ نِسَائِي، وَأَعتَقْتُ رَقِيْقِي، وَخَرَجْتُ مِنْ مَالِي، وَكَفَّرْتُ أَيْمَانِي. فَأَخْبِرْنِي: سُفْيَانُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ?"
هذا الخبر رأيت عدنان إبراهيم يستدل به في سياق يثلب فيه معاوية !
ولا علاقة لمعاوية بالأمر فإنه كان بعده بكثير فالأوزاعي متأخر عن زمن الصحابة
وهذا الخبر يرويه الرهاوي المتروك ولم أجده في غير السير وتاريخ الإسلام وما وجدت له إسناداً للرهاوي قط
وعدنان إبراهيم وأضرابه يخدعون الجهلة من العامة فإنك تجده ينكر الأحاديث المتواترة الصحيحة كأحاديث الدجال وأحاديث نزول عيسى ابن مريم وأحاديث عذاب القبر وأخبار الناسخ والمنسوخ وأحاديث الشهادة لأهل بدر بالجنة والتي اتفق أهل العلم في كل مصر على تخريجها واعتقاد ما فيها
ثم إذا تعلق الأمر بثلب صحابي أو علم من الأعلام صار يقبل الروايات المعضلة والمكذوبة !
فمعيار القبول عنده والرد هواه فقط !
ويمسك بيده كتاباً ويقول ( هذا كتاب الحافظ فلان بن فلان ) فيوهم العامة أنه كتاب كل ما فيه صحيح ومعتبر ، وهو نفسه يرد عشرات الأخبار في هذا الكتاب
فهذا دجل ما بعده دجل
ويكفي في نقض الصورة التي يريد أن يصورها للعامة عن زمن بني أمية مطلقاً أن أهل الكوفة كانوا أهل تشيع في زمن بني أمية وكانوا من أروى الناس لفضائل علي بن أبي طالب ولم يحصل أن تم استئصالهم أو منعهم من العطاء لذلك مع ميل بعض خلفاء بني أمية للنصب
بل الزهري مع مكانته عندهم كان يروي عن علي بن الحسين وكان للفقهاء في كل الأمصار عناية بفقه علي بن أبي طالب
ومن دجل عدنان إبراهيم تصديقه هذه الرواية
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ: كانت بنو أُمَّية إذا سمعوا بمولودٍ اسمه عليّ قتلوه، فبلغ ذَلِكَ رباحًا، فَقَالَ: هُوَ عُلَيّ.
وهذه ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق بسند فيه جهالة وقد نقد الذهبي متنها بما يبين بطلانها
قال الذهبي في تاريخ الإسلام :" قُلْتُ: قوله مولود لا يستقيم، لأنّ عَلِيًّا هذا وُلد فِي أول خلافة عثمان، أو قبل ذَلِكَ بقليل، وكان فِي خلافة بني أمية رجلا لا مولودًا"
ومما يبطل هذه الرواية أن علي بن أبي طلحة وكان من مشاهير الرواة وهو من أهل حمص اسمه علي وقد كان في زمن بني أمية وعلى الأرجح ولد في زمنهم
ويا ليت شعري إذا كان الأمر كذلك فأين ذهب علي بن الحسين زين العابدين لماذا لم يقتلوه
وأشد زمان كان على أهل البيت ومن يظهر محبة علي زمن الحجاج بن يوسف وكان شديداً على أهل الإسلام جميعاً والله المستعان
فتأمل كيف أنه يقبل هذه الرواية المشكلة والتي بيسير نقد يتم إبطالها ، ثم هو يتعنت في عشرات الأحاديث الصحيحة التي ينكرها وهذا يدل على غياب المنهجية والعقل والتقوى
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
افتراضي الرد على عدنان إبراهيم في قوله أن الصحابة منعوا علياً الخلافة عصبية
الكاتب:الشيخ عبدالله الخليفى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فينتشر مقطع لعدنان إبراهيم يزعم فيه أبا بكر وفي رواية _ عمر _ قال لعلي بن أبي طالب :" والله ما أخرتكم قريش عن هذا الأمر أن تتولاها وأن تأخذها إلا أن نفسوا على بني هاشم أن تكون فيهم النبوة والخلافة معاً "
وهذه رواية لا وجود لها بهذا اللفظ وإنما هي رواية ضعيفة في تاريخ الطبري بمتن منكر إليك نصه مع بتر عدنان فيه
قال الطبري في تاريخه (2/577) : حدثني عمر قال حدثنا علي قال حدثنا أبو الوليد المكي عن رجل من ولد طلحة عن ابن عباس قال خرجت مع عمر في بعض أسفاره فإنا لنسير ليلة وقد دنوت منه إذ ضرب مقدم رحله بسوطه وقال ... كذبتم وبيت الله يقتل أحمد ... ولما نطاعن دونه ونناضل ... ونسلمه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل ...
ثم قال أستغفر الله ثم سار فلم يتكلم قليلا ثم قال
... وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من محمد ... وأكسى لبرد الخال قبل ابتذاله ... وأعطى لرأس السابق المتجرد ...
ثم قال أستغفر الله يابن عباس ما منع عليا من الخروج معنا قلت لا أدري قال يا بن عباس أبوك عم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنت ابن عمه فما منع قومكم منكم قلت لا أدري قال لكني أدري يكرهون ولايتكم لهم قلت لم ونحن لهم كالخير قال اللهم غفرا يكرهون أن تجتمع فيكم النبوة والخلافة فيكون بجحا بجحا لعلكم تقولون إن أبا بكر فعل ذلك لا والله ولكن أبا بكر أتى أحزم ما حضره ولو جعلها لكم ما نفعكم مع قربكم أنشدني لشاعر الشعراء زهير قوله
... إذا ابتدرت قيس بن عيلان غاية ... من المجد من يسبق إليها يسود ...
فأنشدته وطلع الفجر فقال اقرأ الواقعة فقرأتها ثم نزل فصلى وقرأ بالواقعة .
علي بن عاصم ضعيف وقد يكون غيره وأبو الوليد المكي لا يعرف والرجل من ولد طلحة مبهم
وقد بتر منها قول عمر (ولو جعلها لكم ما نفعكم مع قربكم)
فالحوار ليس عن الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وإنما عن الخلافة بعد الصديق ، وعمر في هذه الرواية يبين لابن عباس لماذا قريش لم تطالب لعلي بن أبي طالب
ومعلوم أن الرواية لو صحت فإنما يعني بها فئة معينة من قريش وليس كلهم فإن الذين بايعوا الصديق في السقيفة كانوا المهاجرين والأنصار ، والمهاجرون أبعد الناس عن العصبية والأنصار ليسوا من قريش أصلاً
ونكارة الرواية تكمن في كثرة ذكر عمر للشعر فإن من المعلوم من سيرة عمر أنه قليل الاستشهاد بالشعر جداً ، حتى أنه لم يدرك الهجاء في شعر الحطيئة حتى أخبره حسان بالأمر فكيف يقول عن زهير ( أشعر الشعراء )
والعجيب من عدنان إبراهيم أنه يكذب الأحاديث الصحيحة في نزول عيسى ابن مريم والدجال وعشرات الأخبار الثابتة ثم يحتج بهذه الرواية الواهية التي وافقت هواه
ولا غرو أن يصف ياسر الحبيب عدنان إبراهيم وحسن المالكي بالمجددين لما يظهرانه من التحامل على الصحابة الكرام والأطروحات العجيبة
بل العجيب أنه يصدق بنظرية دارون بنسبة ( 99بالمائة ) كما يقول مع تكذيبه لعشرات الأحاديث الصحيحة
وهذه النظرية محض فرضية خيالية لم يقم عليها أي برهان علمي وإنما هو محض ربط غريب بين بعض الظواهر ، يقابل بفرضيات أخرى
والملاحدة هؤلاء يؤمنون يغيبياتهم الخاصة كنظريتهم في ( أصل الكون ) قبل بلايين السنين وعملية الانتخاب الطبيعي وآلاف الأكوان ودوران الأرض حول الشمس وهذه كلها لم يروها بأعينهم ومع ذلك يؤمنون بها !
فروا من الإيمان بما دلت عليه النصوص فاتخذوا لأنفسهم أنبياء جدد _ كدارون _ وعقائد جديدة يؤمنون بها وهذا الأمر الذي زعموا أنهم فروا منه
نعم لا يسمونهم أنبياء بل يقولون ( عباقرة ) ولا يسمونها ( عقائد ) بل يقولون ( نظريات ) ولكن حقيقة الأمر ما أخبرتك ، والفرق أنهم لا يربطون الأمر بالوحي
وكثير ممن يؤمن بهذه الخرافات يؤمن بها على جهة العناد لأهل التدين ، أو إظهار التفتح الفكري لا عن قناعة تامة وإلا إعمال العقل قليلاً يكفي في إيراد إيرادات قوية جداً على أي نظرية من هذا النوع ، هي أمثل بكثير من السفسطة التي يوردونها على النصوص الشرعية
وأما عدنان إبراهيم وأمثاله فلهم شهوة أخرى وهي تسفيه من يسمونهم من ( العلماء التقليديين ) بأي طريقة لكي يظهروا بصورة المجددين والمنقذين والجامعين بين علم القرآن والعلم الحديث
لذا يتورطون بتصديق نظريات غريبة أثبت العلم نفسه بطلانها كنظرية دوران الأرض حول الشمس
والذي يتأمل في أطوار العلوم التجريبية يجد أنها لم يمكن الوثوق بها بشكل مطلق ، وذلك أنه يظهر لعلماء علم معين بعض الحقيقة فيبنون على ذلك قصوراً وعوالي ثم بعد ذلك يظهر بعض آخر للحقيقة ربما يكون ذلك بعد مائة سنة أو مائتين فتنسف النظرية الأولى التي كان يعتقدها معظم العلماء!
ولا أدل على ذلك من من المقطع الذي انتشر بعنوان ( سقطت نظرية دارون ) حيث اكتشف أقدم هيكل عظمي لإنسان _ في زعمهم _ وكان على هيئة إنسان ولم يمت للقرد بصلة ، وهذا الهيكل الذي اسمه آردي أقدم من هيكل لوسي الذي اعتمده دارون بمليون سنة
وقد أغنانا الله عز وجل بما في النصوص عن هذا فقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ، ومن عقيدة أهل السنة أن الله خلق آدم على صورته ، وإنما أردت أن أبين للمخدوعين خطورة معارضة الحقائق العلمية الشرعية بأنصاف الحقيقة ( إن صح التعبير وكانت حقيقة حقاً )
ومثل عدنان إبراهيم محمد رشيد رضا الذي صدق بنظرية دارون مع إنكاره لعشرات الأحاديث الصحيحة المتفق على صحتها وهكذا كذبوا بالصدق فابتلوا بتصديق الباطل يطعن في كعب الأحبار ويثني على دارون
الحمد لله الذي عافانا
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نقض طعون عدنان إبراهيم في الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله
الكاتب : عبدالله الخليفى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فذكر بعض الرادين على عدنان إبراهيم أنه ادعى أن طلحة كان مؤلباً على عثمان اعتماداً على رواية في تاريخ الطبري
قال الطبري في تاريخه (3/411) : (قال محمد) وحدثني ابراهيم بن سالم عن أبيه عن بشر بن سعيد قال وحدثني عبدالله بن عباس بن أبي ربيعة قال دخلت على عثمان رضى الله عنه فتحدثت عنده ساعة فقال يا ابن عباس تعال فأخذ بيدي فأسمعني كلام من على باب عثمان فسمعنا كلاما منهم من يقول ما تنتظرون به ومنهم من يقول انظروا عسى أن يراجع فبينا أنا وهو واقفان إذ مر طلحة بن عبيدالله فوقف فقال أين ابن عديس فقيل هاهو ذا قال فجاءه ابن عديس فناجاه بشئ ثم رجع ابن عديس فقال لاصحابه لا تتركوا أحدا يدخل على هذا الرجل ولا يخرج من عنده قال فقال لي عثمان هذا ما أمر به طلحة بن عبيدالله ثم قال عثمان اللهم اكفني طلحة بن عبيدالله فانه حمل على هؤلاء وألبهم والله إني لارجو ا أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه انه انتهك مني ما لا يحل له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل دم امرئ مسلم الا في احدى ثلاث رجل كفر بعد اسلامه فيقتل أو رجل زنى بعد احصانه فيرجم أو رجل قتل نفسا بغير نفس ففيم أقتل قال ثم رجع عثمان
وعدنان نفسه يقول في مقاطع أخرى أن الطبري روايته للخبر لا يعني تصحيحه للخبر وأنه يروي من طريق الكذابين
وهذا الخبر من جنس تلك الأخبار
ف( محمد ) الذي في بداية السند هو محمد بن عمر الواقدي وهو كذاب !
قال البخارى : الواقدى مدينى سكن بغداد ، متروك الحديث ، تركه أحمد ، و ابن نمير ، و ابن المبارك ، و إسماعيل بن زكريا .
و قال فى موضع آخر : كذبه أحمد .
و قال معاوية بن صالح : قال لى أحمد بن حنبل : هو كذاب .
و قال معاوية أيضا عن يحيى بن معين : ضعيف .
و قال فى موضع آخر : ليس بشىء .
و قال فى موضع آخر : قلت ليحيى : لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك ؟ قال : أستحى من ابنه ، و هو لى صديق . قلت : فماذا تقول فيه ؟ قال : كان يقلب حديث يونس يغيرها عن معمر ، ليس بثقة .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال عبد الوهاب بن الفرات الهمدانى : سألت يحيى بن معين عن الواقدى ، فقال : ليس بثقة .
و قال المغيرة بن محمد المهلبى : سمعت على ابن المدينى يقول : الهيثم بن عدى أوثق عندى من الواقدى ، و لا أرضاه فى الحديث و لا فى الأنساب و لا فى شىء .
و قال أبو داود : أخبرنى من سمع على ابن المدينى يقول : روى الواقدى ثلاثين ألف حديث غريب .
و قال مسلم : متروك الحديث .
و قال النسائى : ليس بثقة .
و قال الحاكم أبو أحمد : ذاهب الحديث
هذا نقله المزي في تهذيب الكمال
وزاد ابن حجر في التهذيب :" قال الشافعى فيما أسنده البيهقى : كتب الواقدى كلها كذب .
و قال النسائى فى " الضعفاء " : الكذابون المعروفون بالكذب على رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أربعة : الواقدى بالمدينة ، و مقاتل بخراسان ، و محمد
ابن سعيد المصلوب بالشام . و ذكر الرابع .
و قال ابن عدى : أحاديثه غير محفوظة و البلاء منه .
و قال ابن المدينى : عنده عشرون ألف حديث ـ يعنى ما لها أصل .
و قال فى موضع آخر : ليس هو بموضع للرواية ، و إبراهيم بن أبى يحيى كذاب ، و هو
عندى أحسن حالا من الواقدى .
و قال أبو داود : لا أكتب حديثه و لا أحدث عنه ; ما أشك أنه كان يفتعل الحديث ،
ليس ننظر للواقدى فى كتاب إلا تبين أمره ، و روى فى فتح اليمن و خبر العنسى أحاديث عن الزهرى ليست من حديث الزهرى .
و قال بندار : ما رأيت أكذب منه .
و قال إسحاق بن راهويه : هو عندى ممن يضع .
و حكى أبو العرب عن الشافعى قال : كان بالمدينة ( سبعة ) رجال يضعون الأسانيد . أحدهم الواقدى .
و قال أبو زرعة الرازى ، و أبو بشر الدولابى ، و العقيلى : متروك الحديث"
فانظر رحمني الله وإياك إلى هذا الشقي عدنان إبراهيم الذي يكذب الأحاديث الصحيحة المتواترة كأحاديث نزول المسيح ابن مريم وأحاديث الدجال ، ثم يتورط في الولوغ في عرض أحد العشرة المبشرين بالجنة برواية رجل كذاب
ولو ولد الرجل أخرس لكان خيرا له من أن يتورط بهذه الورطة العظيمة
وهذا المقطع الذي ينشر فيه عدنان إبراهيم هذا الكذب سمعه الآلاف فأي وزر يحمل هذا الرجل ؟
وما سيكون جوابه عند الله عز وجل ؟
ولم يكتف بنشر هذه الأكذوبة حتى ادعى أن طلحة كان يريد الخلافة لنفسه !
قال اللالكائي في السنة 2119 - أنا علي بن عمر ، أنا مكرم ، قال : نا عبد الكريم ، قال : نا محمد ، قال : نا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سليم بن جابر ، قال : قال طلحة يوم الجمل : « اللهم إنا كنا قد داهنا في أمر عثمان ، وأنا . . . بدا من المبالغة ، اللهم فخذ لعثمان مني حتى ترضاه »
وقال الحاكم في المستدرك 4527- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَنْصُورِ ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجَمَلِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ ، وَلَقَدْ طَاشَ عَقْلِي يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ ، وَأَنْكَرَتْ نَفْسِي وجَاءُونِي لِلْبَيْعَةِ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لَ أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايِعَ قَوْمًا قَتَلُوا رَجُلاً قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ أَسْتَحْيِي مِمَّنْ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ ، وَإِنِّي لاَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايِعَ وَعُثْمَانُ قَتِيلٌ عَلَى الأَرْضِ لَمْ يُدْفَنْ بَعْدُ ، فَانْصَرَفُوا ، فَلَمَّا دُفِنَ رَجَعَ النَّاسُ فَسَأَلُونِي الْبَيْعَةَ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنِّي مُشْفِقٌ مِمَّا أَقْدَمُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ جَاءَتْ عَزِيمَةٌ فَبَايَعْتُ فَلَقَدْ قَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي ، وَقُلْتُ : اللَّهُمَّ خُذْ مِنِّي لِعُثْمَانَ حَتَّى تَرْضَى.
وقال أبو نعيم الأصبهاني في تثبيت الإمامة رداً على هذه الفرية :" 149 - حدثنا أبو بكر ومحمد بن أحمد ، ثنا محمد بن سهل ، ثنا المسعودي ، ثنا أبو نعيم ، عن الأعمش ، عن ثابت بن عبيد ، عن أبي جعفر ، قال : لما قتل عثمان قال علي : « » ما صنع بالرجل ؟ « » قالوا : قتل . قال : « » تبا لهم آخر الدهر « » فأما ادعاؤهم على طلحة أنه كان فيمن حصره . قيل : كيف يقبل هذا على طلحة وهو الذي يلعن قتلة عثمان مع عائشة رضي الله عنها وعن أبيها ، ومن معها صباحا مساء ، ومع ذلك هو الذي يقول : اللهم خذ لعثمان مني حتى ترضى "
والحمد لله معز الإسلام بنصره
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بإذن الله ساجمع هنا كل الشبه التى طرحها عدنان ابراهيم .
وكذلك المقالات النقدية لمنهجه وعقيدته.
نقض طعن عدنان إبراهيم في عثمان بن أبي شيبة والإمام البخاري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد أرسل بعض الأخوة مقطعاً لعدنان إبراهيم يتكلم فيه عن عثمان بن أبي شيبة وأنه شيخ البخاري وأنه كان يصحف في القرآن على جهة المزح فيتلاعب بالقرآن وأن البخاري كيف يخرج لرجل كهذا
والواقع أن هذه شبهة سطحية تشبه شبهة بعض المستشرقين على إسماعيل بن أبي أويس شيخ البخاري الذي لم يخرج من طريقه إلا أحاديث الموطأ المعروفة المنتشرة بين المحدثين
وسواءً كان عثمان بن أبي شيبة ثقة أو كذاباً أو مجروحاً فإن ذلك لا يضر كتاب البخاري في شيء
فإن قيل : كيف هذا ؟
قلت لك : أن عثمان بن أبي شيبة لم ينفرد بشيء من أحاديث الصحيح بل هو طبقة يصعب فيها الانفراد بأي خبر ، فكل الأحاديث التي في صحيح البخاري من طريق عثمان بن أبي شيبة قد توبع عليها وهي لا تبلغ السبعين حديثاً
وما لا يعلمه كثير من الجهلة أمثال عدنان إبراهيم أن مسألة عامة الأحاديث الصحيحة محسومة من قبل أن يولد البخاري بين أهل الحديث
قال ابن تيمية في منهاج السنة :" ولا يعلمون أن قولنا رواه البخاري ومسلم علامة لنا على ثبوت صحته لا أنه كان صحيحا بمجرد رواية البخاري ومسلم بل أحاديث البخاري ومسلم رواها غيرهما من العلماء والمحدثين من لا يحصي عدده إلا الله ولم ينفرد واحد منهما بحديث بل ما من حديث إلا وقد رواه قبل زمانه وفي زمانه وبعد زمانه طوائف ولو لم يخلق البخاري ومسلم لم ينقص من الدين شيء وكانت تلك الأحاديث موجوده بأسانيد يحصل بها المقصود وفوق المقصود وأنما قولنا رواه البخاري ومسلم كقولنا قراه القراء السبعة والقرآن منقول بالتواتر لم يختص هؤلاء السبعة بنقل شيء منه وكذلك التصحيح لم يقلد أئمة الحديث فيه البخاري ومسلما بل جمهور ما صححاه كان قبلهما عند أئمة الحديث صحيحا متلقى بالقبول "
وما ذكره ابن تيمية حقيقة يعلمها المتخصص إذ أن هناك سلاسل إسنادية اتفق المحدثون على تصحيح ما روي بها لما علموه من وثاقة رواتها وضبطهم
كروايات منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود
وروايات الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود
وروايات هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
وروايات حماد عن ثابت عن أنس
وروايات الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
وغيرها كثير من السلاسل المعروفة ، وحتى بعض السلاسل غير المشتهرة التي صححها الأئمة
وعامة ما خرجه البخاري في صحيحه من طريق عثمان بن أبي شيبة ، هو من حديث منصور والأعمش وهشام بن عروة وحديث هؤلاء الثلاثة معروف منتشر بين الناس حتى أنك تجد عامة هذه الأحاديث في صحيح البخاري نفسه من طريق غير طريق عثمان وفي صحيح مسلم كذلك وتجدها في مسند أحمد وفي مصنف أبي بكر بن أبي شيبة ( شقيق عثمان ) وغيرها من المصنفات
ولولا خشية الإطالة لذكرت روايات البخاري عن عثمان بن أبي شيبة رواية رواية وبينت من تابعه من الأئمة الأعلام غير أنني أكتفي بالتحدي بأن يأتي برواية واحدة انفرد بها عثمان فيكون لم يخرج له إلا ما أصاب به
ولا بد أن ننصف عثمان بن أبي شيبة وننظر هل كان يتعمد العبث بكتاب الله
الذي ذكره الخطيب والعسكري أنه كان يصحف والتصحيف إنما يكون بغير قصد لعدم حفظه القرآن
ولكن السؤال : هل صح عنه هذا التصحيف ؟
كان يجب على رجل يشكك بكل ما رواه الثقات في نزول المسيح وفي الدجال وفي النسخ وغيرها ، أن يتوقف عن رمي مسلم شهد له المحدثون في وقته بالاستقامة بتحريف القرآن قبل النظر في أسانيد الروايات التي تنسب له فقط التصحيف دون التعمد
قال الخطيب في الجامع لآداب الراوي وأخلاق السامع 642 - ما أنا محمد بن الحسن الأهوازي ، أنا أبو أحمد العسكري ، أنا أبو العباس بن عمار ، أنا ابن أبي سعد ، حدثني محمد بن يوسف ، قال : حدثني إسماعيل بن محمد السبري ، قال : سمعت عثمان بن أبي شيبة ، يقرأ : « فإن لم يصبها وابل فظل » ، قال : وقرأ : مرة « الخوارج مكلبين »
أبو العباس ابن عمار رجل شيعي محترق لم يوثقه أحد وهو من مؤرخيهم
• قال الدَّارَقُطْنِيّ: أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار، الكاتب، يروي عن عثمان بن أبي شيبة، وسليمان بن أبي شيخ، وغيرهما، وكان يعرف بحمار العزير، وكان شيعيًا، وله مصنفات في «مقاتل الطالبيين» ، وغير ذلك. «المؤتلف والمختلف» صفحة 1752.
فلا يستبعد والحال هذه أن يضع رواية على بعض محدثي أهل السنة لداعي الخصومة العقدية ، ولا أدري أين ذهب عقل عدنان إبراهيم غير أنني أعلم جيداً أنه شبه أمي في أمر الإسناد
وقال الخطيب في الجامع 643 - أنا أبو حامد الدلوي ، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا القاضي أحمد بن كامل ، نا أبو شيخ الأصبهاني محمد بن الحسن ، قال : « قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير : » وإذا بطاسيم بطاسيم خبازين ، يريد قوله تعالى : ( وإذا بطشتم بطشتم جبارين ) «
أحمد بن كامل القاضي لينه الدارقطني وزعم أنه يحدث من حفظه بما ليس في كتبه ، وهل يمكن الاعتماد على مثل هذا في الطعن في ثقة أثنى عليه أحمد وابن معين
على أن الخبر لو صح يحمل على التصحيف غير المتعمد
وقال الخطيب في الجامع 644 - وقال ابن كامل : نا أحمد بن علي الخلال ، قال : سمعت محمد بن عبيد الله المنادي ، يقول : « كنا في دهليز عثمان بن أبي شيبة ، فخرج إلينا فقال : ( ن والقلم ) في أي سورة هو »
وهذا فيه ابن كامل أيضاً وليس فيه ذكر أي تصحيف وسورة ن يعرفها الصغير والكبير فيستغرب من مثل هذا الرجل عدم حفظ اسم السورة ، ولعل هذه جرت منه على جهة الدعابة وليس فيها أي تصحيف في القرآن
وقال الخطيب في الجامع 646 - أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أبو القاسم علي بن محمد بن كاس النخعي القاضي ، نا إبراهيم بن عبد الله الخصاف ، قال : قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير : « فلما جهزهم بجهازهم جعل السفينة في رجل أخيه » ، فقيل له : إنما ( جعل السقاية في رحل أخيه ) ، فقال : أنا وأخي أبو بكر لا نقرأ لعاصم «
الحصاف ما عرفته وابن كادش متهم بالكذب
وقال الخطيب أيضاً 647 - أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : سمعت عبد الله بن يحيى الطلحي ، يقول : سمعت محمد بن عبد الله الحضرمي ، يقول : قرأ عثمان بن أبي شيبة : فضرب بينهم بسنور له ناب ، فقال له بعض أصحابه : إنما هو ( بسور له باب ) فقال : « أنا لا أقرأ قراءة حمزة ، قراءة حمزة عندنا بدعة »
وشيخ أبي نعيم ما عرفته وهذا إن صح يحمل على تصحيف غير متعمد وخصوصاً وأن ظروف الكتابة في ذلك العصر مختلفة فالقراءة صعبة جداً والحروف يدخل بعضها على بعض وحصل من المحدثين تصحيف كثير بسبب ذلك يعرف بمقارنة الروايات ، والتصحيف في القرآن أقل بل شبه معدوم لأن القرآن يحفظه العام والخاص
وهذه التصحيفات فسرها الذهبي تفسيراً عجيباً اعتمده عدنان حيث قال :" فكأنه كان صاحب دعابة.
ولعله تاب وأناب"
فحذف عدنان ( كأنه ) لأنها تمريض وجزم أن عثمان بن أبي شيبة يفعل ذلك دعابة وتعمداً مع أن الذهبي لم يسبق إلى هذا التفسير ، بل كل من سبقه حمل الأمر على التصحيف غير المتعمد لكون الرجل لا يحفظ القرآن
فكيف يجوز له أن يتهم مسلماً بتعمد تحريف القرآن بلا أدنى بينة ، بل يعتمد على كلمة للذهبي حذف منها (كأنه )
والعجيب أنه يحيل على كتاب التصحيفات للدارقطني وهو كتاب مفقود !
وهذا من خنفشارياته وكذبه الفج
على أنه لا فضل له بهذه الشبهة وإنما سرقها من بعض الرافضة الذين أخذوها من المستشرقين
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نقض طعون عدنان إبراهيم في الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله
الكاتب : عبدالله الخليفى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فذكر بعض الرادين على عدنان إبراهيم أنه ادعى أن طلحة كان مؤلباً على عثمان اعتماداً على رواية في تاريخ الطبري
قال الطبري في تاريخه (3/411) : (قال محمد) وحدثني ابراهيم بن سالم عن أبيه عن بشر بن سعيد قال وحدثني عبدالله بن عباس بن أبي ربيعة قال دخلت على عثمان رضى الله عنه فتحدثت عنده ساعة فقال يا ابن عباس تعال فأخذ بيدي فأسمعني كلام من على باب عثمان فسمعنا كلاما منهم من يقول ما تنتظرون به ومنهم من يقول انظروا عسى أن يراجع فبينا أنا وهو واقفان إذ مر طلحة بن عبيدالله فوقف فقال أين ابن عديس فقيل هاهو ذا قال فجاءه ابن عديس فناجاه بشئ ثم رجع ابن عديس فقال لاصحابه لا تتركوا أحدا يدخل على هذا الرجل ولا يخرج من عنده قال فقال لي عثمان هذا ما أمر به طلحة بن عبيدالله ثم قال عثمان اللهم اكفني طلحة بن عبيدالله فانه حمل على هؤلاء وألبهم والله إني لارجو ا أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه انه انتهك مني ما لا يحل له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل دم امرئ مسلم الا في احدى ثلاث رجل كفر بعد اسلامه فيقتل أو رجل زنى بعد احصانه فيرجم أو رجل قتل نفسا بغير نفس ففيم أقتل قال ثم رجع عثمان
وعدنان نفسه يقول في مقاطع أخرى أن الطبري روايته للخبر لا يعني تصحيحه للخبر وأنه يروي من طريق الكذابين
وهذا الخبر من جنس تلك الأخبار
ف( محمد ) الذي في بداية السند هو محمد بن عمر الواقدي وهو كذاب !
قال البخارى : الواقدى مدينى سكن بغداد ، متروك الحديث ، تركه أحمد ، و ابن نمير ، و ابن المبارك ، و إسماعيل بن زكريا .
و قال فى موضع آخر : كذبه أحمد .
و قال معاوية بن صالح : قال لى أحمد بن حنبل : هو كذاب .
و قال معاوية أيضا عن يحيى بن معين : ضعيف .
و قال فى موضع آخر : ليس بشىء .
و قال فى موضع آخر : قلت ليحيى : لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك ؟ قال : أستحى من ابنه ، و هو لى صديق . قلت : فماذا تقول فيه ؟ قال : كان يقلب حديث يونس يغيرها عن معمر ، ليس بثقة .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال عبد الوهاب بن الفرات الهمدانى : سألت يحيى بن معين عن الواقدى ، فقال : ليس بثقة .
و قال المغيرة بن محمد المهلبى : سمعت على ابن المدينى يقول : الهيثم بن عدى أوثق عندى من الواقدى ، و لا أرضاه فى الحديث و لا فى الأنساب و لا فى شىء .
و قال أبو داود : أخبرنى من سمع على ابن المدينى يقول : روى الواقدى ثلاثين ألف حديث غريب .
و قال مسلم : متروك الحديث .
و قال النسائى : ليس بثقة .
و قال الحاكم أبو أحمد : ذاهب الحديث
هذا نقله المزي في تهذيب الكمال
وزاد ابن حجر في التهذيب :" قال الشافعى فيما أسنده البيهقى : كتب الواقدى كلها كذب .
و قال النسائى فى " الضعفاء " : الكذابون المعروفون بالكذب على رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أربعة : الواقدى بالمدينة ، و مقاتل بخراسان ، و محمد
ابن سعيد المصلوب بالشام . و ذكر الرابع .
و قال ابن عدى : أحاديثه غير محفوظة و البلاء منه .
و قال ابن المدينى : عنده عشرون ألف حديث ـ يعنى ما لها أصل .
و قال فى موضع آخر : ليس هو بموضع للرواية ، و إبراهيم بن أبى يحيى كذاب ، و هو
عندى أحسن حالا من الواقدى .
و قال أبو داود : لا أكتب حديثه و لا أحدث عنه ; ما أشك أنه كان يفتعل الحديث ،
ليس ننظر للواقدى فى كتاب إلا تبين أمره ، و روى فى فتح اليمن و خبر العنسى أحاديث عن الزهرى ليست من حديث الزهرى .
و قال بندار : ما رأيت أكذب منه .
و قال إسحاق بن راهويه : هو عندى ممن يضع .
و حكى أبو العرب عن الشافعى قال : كان بالمدينة ( سبعة ) رجال يضعون الأسانيد . أحدهم الواقدى .
و قال أبو زرعة الرازى ، و أبو بشر الدولابى ، و العقيلى : متروك الحديث"
فانظر رحمني الله وإياك إلى هذا الشقي عدنان إبراهيم الذي يكذب الأحاديث الصحيحة المتواترة كأحاديث نزول المسيح ابن مريم وأحاديث الدجال ، ثم يتورط في الولوغ في عرض أحد العشرة المبشرين بالجنة برواية رجل كذاب
ولو ولد الرجل أخرس لكان خيرا له من أن يتورط بهذه الورطة العظيمة
وهذا المقطع الذي ينشر فيه عدنان إبراهيم هذا الكذب سمعه الآلاف فأي وزر يحمل هذا الرجل ؟
وما سيكون جوابه عند الله عز وجل ؟
ولم يكتف بنشر هذه الأكذوبة حتى ادعى أن طلحة كان يريد الخلافة لنفسه !
قال اللالكائي في السنة 2119 - أنا علي بن عمر ، أنا مكرم ، قال : نا عبد الكريم ، قال : نا محمد ، قال : نا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سليم بن جابر ، قال : قال طلحة يوم الجمل : « اللهم إنا كنا قد داهنا في أمر عثمان ، وأنا . . . بدا من المبالغة ، اللهم فخذ لعثمان مني حتى ترضاه »
وقال الحاكم في المستدرك 4527- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَنْصُورِ ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجَمَلِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ ، وَلَقَدْ طَاشَ عَقْلِي يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ ، وَأَنْكَرَتْ نَفْسِي وجَاءُونِي لِلْبَيْعَةِ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لَ أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايِعَ قَوْمًا قَتَلُوا رَجُلاً قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ أَسْتَحْيِي مِمَّنْ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ ، وَإِنِّي لاَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايِعَ وَعُثْمَانُ قَتِيلٌ عَلَى الأَرْضِ لَمْ يُدْفَنْ بَعْدُ ، فَانْصَرَفُوا ، فَلَمَّا دُفِنَ رَجَعَ النَّاسُ فَسَأَلُونِي الْبَيْعَةَ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنِّي مُشْفِقٌ مِمَّا أَقْدَمُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ جَاءَتْ عَزِيمَةٌ فَبَايَعْتُ فَلَقَدْ قَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي ، وَقُلْتُ : اللَّهُمَّ خُذْ مِنِّي لِعُثْمَانَ حَتَّى تَرْضَى.
وقال أبو نعيم الأصبهاني في تثبيت الإمامة رداً على هذه الفرية :" 149 - حدثنا أبو بكر ومحمد بن أحمد ، ثنا محمد بن سهل ، ثنا المسعودي ، ثنا أبو نعيم ، عن الأعمش ، عن ثابت بن عبيد ، عن أبي جعفر ، قال : لما قتل عثمان قال علي : « » ما صنع بالرجل ؟ « » قالوا : قتل . قال : « » تبا لهم آخر الدهر « » فأما ادعاؤهم على طلحة أنه كان فيمن حصره . قيل : كيف يقبل هذا على طلحة وهو الذي يلعن قتلة عثمان مع عائشة رضي الله عنها وعن أبيها ، ومن معها صباحا مساء ، ومع ذلك هو الذي يقول : اللهم خذ لعثمان مني حتى ترضى "
والحمد لله معز الإسلام بنصره
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نقض طعون عدنان إبراهيم في الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله
الكاتب : عبدالله الخليفى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فذكر بعض الرادين على عدنان إبراهيم أنه ادعى أن طلحة كان مؤلباً على عثمان اعتماداً على رواية في تاريخ الطبري
قال الطبري في تاريخه (3/411) : (قال محمد) وحدثني ابراهيم بن سالم عن أبيه عن بشر بن سعيد قال وحدثني عبدالله بن عباس بن أبي ربيعة قال دخلت على عثمان رضى الله عنه فتحدثت عنده ساعة فقال يا ابن عباس تعال فأخذ بيدي فأسمعني كلام من على باب عثمان فسمعنا كلاما منهم من يقول ما تنتظرون به ومنهم من يقول انظروا عسى أن يراجع فبينا أنا وهو واقفان إذ مر طلحة بن عبيدالله فوقف فقال أين ابن عديس فقيل هاهو ذا قال فجاءه ابن عديس فناجاه بشئ ثم رجع ابن عديس فقال لاصحابه لا تتركوا أحدا يدخل على هذا الرجل ولا يخرج من عنده قال فقال لي عثمان هذا ما أمر به طلحة بن عبيدالله ثم قال عثمان اللهم اكفني طلحة بن عبيدالله فانه حمل على هؤلاء وألبهم والله إني لارجو ا أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه انه انتهك مني ما لا يحل له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل دم امرئ مسلم الا في احدى ثلاث رجل كفر بعد اسلامه فيقتل أو رجل زنى بعد احصانه فيرجم أو رجل قتل نفسا بغير نفس ففيم أقتل قال ثم رجع عثمان
وعدنان نفسه يقول في مقاطع أخرى أن الطبري روايته للخبر لا يعني تصحيحه للخبر وأنه يروي من طريق الكذابين
وهذا الخبر من جنس تلك الأخبار
ف( محمد ) الذي في بداية السند هو محمد بن عمر الواقدي وهو كذاب !
قال البخارى : الواقدى مدينى سكن بغداد ، متروك الحديث ، تركه أحمد ، و ابن نمير ، و ابن المبارك ، و إسماعيل بن زكريا .
و قال فى موضع آخر : كذبه أحمد .
و قال معاوية بن صالح : قال لى أحمد بن حنبل : هو كذاب .
و قال معاوية أيضا عن يحيى بن معين : ضعيف .
و قال فى موضع آخر : ليس بشىء .
و قال فى موضع آخر : قلت ليحيى : لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك ؟ قال : أستحى من ابنه ، و هو لى صديق . قلت : فماذا تقول فيه ؟ قال : كان يقلب حديث يونس يغيرها عن معمر ، ليس بثقة .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال عبد الوهاب بن الفرات الهمدانى : سألت يحيى بن معين عن الواقدى ، فقال : ليس بثقة .
و قال المغيرة بن محمد المهلبى : سمعت على ابن المدينى يقول : الهيثم بن عدى أوثق عندى من الواقدى ، و لا أرضاه فى الحديث و لا فى الأنساب و لا فى شىء .
و قال أبو داود : أخبرنى من سمع على ابن المدينى يقول : روى الواقدى ثلاثين ألف حديث غريب .
و قال مسلم : متروك الحديث .
و قال النسائى : ليس بثقة .
و قال الحاكم أبو أحمد : ذاهب الحديث
هذا نقله المزي في تهذيب الكمال
وزاد ابن حجر في التهذيب :" قال الشافعى فيما أسنده البيهقى : كتب الواقدى كلها كذب .
و قال النسائى فى " الضعفاء " : الكذابون المعروفون بالكذب على رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أربعة : الواقدى بالمدينة ، و مقاتل بخراسان ، و محمد
ابن سعيد المصلوب بالشام . و ذكر الرابع .
و قال ابن عدى : أحاديثه غير محفوظة و البلاء منه .
و قال ابن المدينى : عنده عشرون ألف حديث ـ يعنى ما لها أصل .
و قال فى موضع آخر : ليس هو بموضع للرواية ، و إبراهيم بن أبى يحيى كذاب ، و هو
عندى أحسن حالا من الواقدى .
و قال أبو داود : لا أكتب حديثه و لا أحدث عنه ; ما أشك أنه كان يفتعل الحديث ،
ليس ننظر للواقدى فى كتاب إلا تبين أمره ، و روى فى فتح اليمن و خبر العنسى أحاديث عن الزهرى ليست من حديث الزهرى .
و قال بندار : ما رأيت أكذب منه .
و قال إسحاق بن راهويه : هو عندى ممن يضع .
و حكى أبو العرب عن الشافعى قال : كان بالمدينة ( سبعة ) رجال يضعون الأسانيد . أحدهم الواقدى .
و قال أبو زرعة الرازى ، و أبو بشر الدولابى ، و العقيلى : متروك الحديث"
فانظر رحمني الله وإياك إلى هذا الشقي عدنان إبراهيم الذي يكذب الأحاديث الصحيحة المتواترة كأحاديث نزول المسيح ابن مريم وأحاديث الدجال ، ثم يتورط في الولوغ في عرض أحد العشرة المبشرين بالجنة برواية رجل كذاب
ولو ولد الرجل أخرس لكان خيرا له من أن يتورط بهذه الورطة العظيمة
وهذا المقطع الذي ينشر فيه عدنان إبراهيم هذا الكذب سمعه الآلاف فأي وزر يحمل هذا الرجل ؟
وما سيكون جوابه عند الله عز وجل ؟
ولم يكتف بنشر هذه الأكذوبة حتى ادعى أن طلحة كان يريد الخلافة لنفسه !
قال اللالكائي في السنة 2119 - أنا علي بن عمر ، أنا مكرم ، قال : نا عبد الكريم ، قال : نا محمد ، قال : نا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سليم بن جابر ، قال : قال طلحة يوم الجمل : « اللهم إنا كنا قد داهنا في أمر عثمان ، وأنا . . . بدا من المبالغة ، اللهم فخذ لعثمان مني حتى ترضاه »
وقال الحاكم في المستدرك 4527- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَنْصُورِ ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجَمَلِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ ، وَلَقَدْ طَاشَ عَقْلِي يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ ، وَأَنْكَرَتْ نَفْسِي وجَاءُونِي لِلْبَيْعَةِ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لَ أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايِعَ قَوْمًا قَتَلُوا رَجُلاً قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ أَسْتَحْيِي مِمَّنْ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ ، وَإِنِّي لاَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايِعَ وَعُثْمَانُ قَتِيلٌ عَلَى الأَرْضِ لَمْ يُدْفَنْ بَعْدُ ، فَانْصَرَفُوا ، فَلَمَّا دُفِنَ رَجَعَ النَّاسُ فَسَأَلُونِي الْبَيْعَةَ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنِّي مُشْفِقٌ مِمَّا أَقْدَمُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ جَاءَتْ عَزِيمَةٌ فَبَايَعْتُ فَلَقَدْ قَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي ، وَقُلْتُ : اللَّهُمَّ خُذْ مِنِّي لِعُثْمَانَ حَتَّى تَرْضَى.
وقال أبو نعيم الأصبهاني في تثبيت الإمامة رداً على هذه الفرية :" 149 - حدثنا أبو بكر ومحمد بن أحمد ، ثنا محمد بن سهل ، ثنا المسعودي ، ثنا أبو نعيم ، عن الأعمش ، عن ثابت بن عبيد ، عن أبي جعفر ، قال : لما قتل عثمان قال علي : « » ما صنع بالرجل ؟ « » قالوا : قتل . قال : « » تبا لهم آخر الدهر « » فأما ادعاؤهم على طلحة أنه كان فيمن حصره . قيل : كيف يقبل هذا على طلحة وهو الذي يلعن قتلة عثمان مع عائشة رضي الله عنها وعن أبيها ، ومن معها صباحا مساء ، ومع ذلك هو الذي يقول : اللهم خذ لعثمان مني حتى ترضى "
والحمد لله معز الإسلام بنصره
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قناة مكافح الشبهات وفيها مقاطع قيمة للرد على خنفشاريات عدنان ابراهيم فى محاظراته وخطبه ودروسه .
http://antishubohat.com/watch/category/adnan-ibrahim
ردي على الدكتور عدنان إبراهيم ورجم الزاني المحصن
السلام عليكم ورحمة الله ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
هذا ردي على من ينكر عقوبة رجم الزاني المحصن...وأخص بالذكر الدكتور عدنان إبراهيم...
قال د. عدنان إبراهيم وهو يتناول شرح الآية رقم 25 من سورة النساء:
"وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ....الآية"
أن تفسير كلمة المحصنات الوارد هنا تعني الحرائر العفيفات المؤمنات غير المتزوجات. ولا خلاف في هذا التفسير.
عندما وصل إلى آخر نفس الآية وهو قوله تعالى " فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ"
قال أن معنى المحصنات هنا نفس المعنى الذي في بداية الآية وقال هنّ الحرائر المتزوجات....يعني تغير كلامه...وبناء على كلامه تصبح الآية: ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المتزوجات!!!
طبعا وهذا الكلام مردود عليه وعلى كل من يؤيد هذا الكلام وذلك لما يلي:
كلمة المحصنات الواردة في هذه الآية (وردت مرتين "المحصنات" ومرة "محصنات") تعني حرائر المؤمنات غير المتزوجات وهذا بدليل المقابلة أي أن الله عز وجل بعدما ذكر لفظ المحصنات "بالمعنى الذي ذكرناه آنفا" ثنّى بذكر ملك اليمين (الإماء) أيضا غير المتزوجات.
لم نحن نصر على أن المعنى هو لغير المتزوجات؟؟
أولا: لأن الله عز وجل قد حرم الزواج من المتزوجات في الآيتين الاتي يسبقن هذه الآية (أي الآية 23 و 24 من نفس السورة ...سورة النساء)
قال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ...الآية 23.....، ثم
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء...الآية 24...طبعا هذه الآية معطوفة على التي قبلها.
ثانيا: الذي يُــثبت أن المراد بلفظ المحصنات الذي ورد في هذه الآية هو (غير المتزوجات)، أنه لو عدنا لعلم القراءات نجد أن القارئ علي الكسائي (القارئ السابع من القراء العشرة) في قرائته السبعية المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة جل جلاه يقرأ كلمة المحصنات في هذه الآية بكسر الصاد (المحصِنات...محصنِات).
و المحصِنة بكسر الصاد: هي المرأة التي أحصنت نفسها بنفسها كالعفيفة والمحتشمة والملتزمة ..
المحصَنة بفتح الصاد: هي المرأة التي أحصنت من الخارج .. كالمتزوجة .. أحصنها زوجها ..
بينما لو نظرنا إلى إلى الآية التي تسبقها (آية 24)...نجد أنه حتى القارئ الكسائي لا يقرأ المحصنات فيها بكسر الصاد...لأنه لو قرأها بكسر الصاد لكان الزواج من الحرائر غير المتزوجات محرما أيضا...
لكنه يوافق باقي القراء العشرة في هذا الموضع ويقرأها بفتح الصاد وبالتالي تكون المحرمة على الرجل هي المرأة المتزوجة (المحصَنة: بفتح الصاد أي التي أحصنها زوجها).
يقول قائل بالإعتماد على القراء الذين يقرؤون المحصنة بفتح الصاد في هذا الموضع...هل نقول أن المراد منها المتزوجة كما في التعريف؟؟؟
نقول لا..و للسبب الذي ذكرناه وهو أنه من غير الممكن ان تكون الآية "ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المتزوجات"
لأنه أصلا محرم الزواج من المتزوجات...وتأتي قراءة الكسائي تؤيد هذا بأنهن غير المتزوجات.
نجد هذا التوافق في موضع سورة المائدة، الآية 5:
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ
فالكسائي هنا يقرأها أيضا بكسر الصاد...
فنستنتج أن الموضع الذي يقصد فيه الخالق جل في علاه من لم يسبق لها الزواج يكون للكسائي فيها القراءة بكسر الصاد...أما المواضع التي يقصد فيها الخالق المتزوجة فقط فنجد أن الكسائي يوافق باقي القراء.
وهذا هو المأخوذ به شرعا إذ أن الأمة إذا زنت وهي محصنه تجلد 50 جلدة (نصف حد المؤمنة الحرة التي لم يسبق لها الزواج). وإن زنت الأمة وهي غير متزوجة فيعزرها ويؤدبها سيدها.
.................................................. .................................................. ..........
يقول د. عدنان أن آية جلد الزاني المحصن نسخت أحاديث الرجم...
سؤال هل عندما قال عمر بن الخطاب الحديث التالي ألم يكن قد نزل القرآن كاملا؟؟ وماذا نفعل بهذا الجديث وهو من صحيح البخاري؟؟
قال عمر :عُمَرُ: لقَد خَشيتُ أنْ يَطولَ بالناسِ زَمانٌ، حتى يقولَ قائِلٌ: لا نَجِدُ الرَّجمَ في كِتابِ اللهِ، فيَضِلُّوا بتَركِ فريضَةٍ أنْزَلَها اللهُ، ألا وإنَّ الرَّجمَ حَقٌّ علَى مَن زَنَى وقدْ أحصَنَ، إذا قامَتِ البَيِّنَةُ، أو كان الحَبَلُ أوِ اِلاعْتِرافُ - قال سُفيانُ: كذا حَفِظتُ - ألاَ وقد رَجَمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورَجَمْنا بعدَهُ .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6829
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
طبعا لا خلاف أن عمر قال هذه المقولة والقرآن كان قد نزل كاملا...
ولو لم يكن القرآن قد نزل كاملا...يعنى الرسول مازال حيا... فلم عمر هو الذي يخبر الناس ويحذرهم؟؟ أليس من الأولى أن يوضح ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم؟
.................................................. .................................................. ..........
" فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ"
يقول د. عدنان أنه عندما ذكر الله عز وجل كلمة العذاب نفى أن يكون العذاب هو الرجم وبالتالي الموت؟؟
أقول:
إذا الرجم لا يصح أن يكنى عنه بالعذاب...فمالذي يصح إذا؟؟ والله إنه للعذاب بعينه...من منا يطيق النظر إلى من يرجم؟
أيضا ماذا قال عز وجل في الآية 50 من سورة الأنفال:
وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ
ألم يكنى هنا عن الموت بالعذاب؟؟؟
وفي الآية الأولى من سورة النازعات:" وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا"
قال ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدي "والنازعات غرقا" الملائكة يعنون حين تنزع أرواح بني آدم فمنهم من تأخذ روحه بعسر...
وماذا نفعل بالحديث التالي:
......ثم يأتيه ملك الموت، فيجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط الله وغضبه، قال: فتفرق في جسده فينتزعها، ومعها العصب والعروق كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها،....
ألا يعتبر هذا الموت عذاب؟؟ اللهم إنا نسألك ميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح.
.................................................. .................................................. ..........
طبعا استدل د. عدنان بالآية رقم 36 من سورة فاطر " وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ"
أقول صحيح أن الواو في اللغة العربية تقتضي المغايرة بمعنى أن العذاب غير الموت لكن استدلالك بهذه الآية بالذات ليس في محله، وذلك لما يلي:
أولا: أن العذاب الأخروي ليس كالعذاب الدنيوي...فبالتالي يكون الموت أرحم لهؤلاء الكفار من عذاب جهنم والعياذ بالله، ولا يعني أن الموت ليس بعذاب في حد ذاته كما تقول..
وأصلا مالذي جعلهم يتمنون الموت إلا أنهم قد جربوا عذابه وأيقنوا أنه لا يكاد يذكر مع عذاب الآخرة؟؟
قال تعالى: وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ...وقال أيضا: وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ
أم تريد أن تقول أن أرواحهم خرجت بيُسر وراحة ورحمة كما هو الحال في أرواح المسلمين...مستحيل بدلالة الآيات والأحاديث السابقة.
ألم تر أيضا أن هؤلاء الكفار يتمنون الموت لمّا عاينوا شدة العذاب؟؟
قال الله على لسانهم في الآية 27 من سورة الحاقة
" يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ"......قال قتادة: يتمنى الموت ولم يكن عنده في الدنيا شيء أكره من الموت.
ثانيا: إنما ذكر الموت هنا لبيان خلود الكفار في النار وليس للتفريق بينه وبين العذاب، وذلك بقوله تعالى: لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا.
أخيرا..أنت تقول أن هناك من دس هذا الحد..ممكن أن تقول لي من الذي دس هذه الدسيسة؟؟ أو على الأقل ما مصلحته؟؟
هذا والله أعلم وصل الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عثمان المسيمي
musamiau@gmail.com
إذا جاز تحكيم العقل في فروع الدين جاز في أصوله.. ردّ على عدنان إبراهيم
الثلاثاء, 05 رمضان 1433
عبدالله بن عيسى الفيفي
@alfaifawi_a
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أمّا بعد؛
فإنّ الله تعالى يقول: { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }، وفي هذه الآية أمرٌ صريح بوجوب الانصياع والانقياد والاستسلام لحُكم النبيّ – صلى الله عليه وسلم – الذي هو فرعٌ عن حكم الله – تعالى - أيّا كان نوعه، وأيّا كانت صفته، وأيّا كان شكله، استسلاماً يتضمّن دعامتين عظيمتين، هما: الإقرار والإمرار؛ وذلك يعني الإذعان للحُكم بالمعنى الظّاهر، حتّى يأتي دليلٌ يصرفه عن ظاهره.
وهاتان الدِّعامتان من أجلّ ما يتّصف به أهل السنّة، وهما اللتان حفظتا لمذهبهم اطّراده واتّساقه وسلامته من التناقض والتعارض، وكَفَتاه شرّ تسلّط الفلاسفة والمُتكلّمين وغيرهم، وقد أمر بهما النبيّ - صلى الله عليه وسلّم – أصحابه عندما نزل الوحي بتكليفهم ما لا يُطيقون مما تُخفيه الأنفس { وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه } حيث شَكوا مشقّة ذلك عليهم إلى النبي – صلى الله عليه وسلم –، فردّ عليهم: "أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا"، وفي هذا من عظيم الأدب وحُسنُ الخُلُق مع الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم - ما فيه، والقصّة أوردها القُرطبيّ في تفسير الآية.
ومن هاتين القاعدتين الجليلتين انبثق جواب الإمام مالك الشهير، للسائل عن كيفيّة الاستواء، حين قال له: "الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والايمان به واجب"، فرضي الله عن الإمام مالك، ما علِم أنه قد غرس بهذا الجواب الوافي شوكة في حلوق أهل الفلسفة والكلام، وأسّسَ منهجاً تسير عليه أمّة محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى يوم الدّين.
وأمّا المتكلّمون – على شاكلة عدنان إبراهيم – فقد ابتدعوا شرطاً لقبول الأخبار، وهو موافقتها لعقولهم، ونحن وإن كنّا نجزم يقيناً بأنّ كلّ نقلٍ صحيح لا يُمكن بحال أن يُعارض العقل السّليم، إلا أنّنا لا نشترط إدراك كلّ أحدٍ لوجه تلك الموافقة العقليّة، بل يكفي ثبوت صحّة الخبر سندا ومتنا وِفقَ قواعد المُحدّثين، ثم إن بدا وجه الموافقة فبها ونِعمت، وإلا سلّمنا ورضينا، وأيقنّا بوجود حِكمة بالغة وعِلّة باهِرة ولكنّ عقولنا عجزت عن الإدراك.
ومن سَفَه المُتكلّمين أنّهم يظنّون بأنّ أهل الحديث عاجزون عن الخوض في العقليّات، وأنّهم لم يختاروا طريق الإقرار والإمرار إلا لقصور الفِكر، وضعْف النّظر، وضيق الأُفُق، والحقّ أنّ عُلماء أهل الحديث من أحدّ النّاس ذكاء، وأشدّهم نباهة، وما أعرضوا عن العقليّات "في أمور الشّرع" إلا لما اقتضته عقولُهم الرشيدة، وفِطرُهم السويّة، ولو جالوا مع أهل الكلام في العقليّات لأوردوهم لُجج البِحار، وهذا كتاب شيخ الإسلام ( درء تعارض العقل والنقل ) قد أبان فيه عن معرفةٍ بمخارج أهل الكلام ومداخلهم، حتّى أقرّ المُنصف بأنّه قد سبَر دلائل قواعدهم ومُقتضيات أصولهم وخبرها أكثر منهم.
يقول الإمام ابنُ القيم في ( طريق الهجرتين ): " كتاب شيخنا وهو بيان موافقة العقل الصريح للنقل الصحيح، فإنه كتاب لم يطرق العالم له نظير في بابه، فإنه هدم فيه قواعد أهل الباطل من أسها فخرت عليهم سقوفه من فوقهم، وشيّد فيه قواعد أهل السنة والحديث وأحكمها ورفع أعلامها وقررها بمجامع الطرق التي تقرر بها الحق من العقل والنقل والفطرة والاعتبار، فجاء كتابا لا يستغني عنه من نصح نفسه من أهل العلم، فجزاه الله عن أهل العلم والإيمان أفضل الجزاء وجزى العلم والإيمان عنه".
وممَا يجدر التنبيه عليه أنّ الإيمان ببعض ما لا يدركه العقل مقصدٌ عظيم للشّارع الحكيم، وهو سِمةٌ للمُتقين، وبه يمتازون عن الكافرين والمنافقين، يقول تعالى في أوائل البَقَرة: { الم، ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ }، والغيب أمرٌ خارج عند إدراك العقل، ولا يُمكن بحالٍ أن يُحيط به، وبهذا يتحصّل أنّ العقْل تبَعٌ للإيمان ومحكومٌ به، وليس للعقل على الإيمان سُلطان أبدا، لأن الدين والإيمان طريقهما النقل الصّحيح فحسب، وأمّا العقل فمجاله المادّة لا غير، وما يتعلق بالإيمان من عقليّات فتأتي تبعاً على ما تُقرره قواعد الإيمان وتفرضه.
وفي هذا المسلك الرّشيد إشارة "عقليّة" بديعة لم يتفطّن لها أهل العقلنة من الفلاسفة والمُتكلّمين، وهي إدراك عجْز عقل الإنسان ومحدوديّة تصوّره، وكفى بهذا عِلماً وعقلا وفِطنة، وكفى بمن لا يدركها جهلاً وبلاهةً وفِتنة، ولله درّ من قال: "والعجْزعن دَرَكِ الإدارك إدراكُ"، وأعظم الجهل أن تجهل بأنك تجهل، فعقْل الانسان الذي يعجز عن معرفة كُنه الروح التي بين جنبيه، أعجز – من باب أولى – عن معرفة حقائق الغيب التي دلّت عليها النّصوص، وقد سُدّت جميع الطّرق للتعاطي مع تلك النصوص عدا طريقُ الإقرار والإمرار على ما ظهر من معانيها التي فيها كِفاية التّكليف.
لقد أطلق عدنان إبراهيم لعقله العنان؛ ليُحاكم أحاديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - الصحيحة الثابتة، ويردّها وِفق مقاييس عقله ومعايير فِكره، مُحتذياً بشيخ الطائفة "إبليس" عندما ردّ حُكم الله تعالى بالقِياس { خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ }، وقديماً قيل: أوّل من قاس إبليس وما عُبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس، ورحم الله عُمر الفاروق – رضي الله عنه – عندما بزغ نجم هذه الطائفة في أمّة محمد – صلى الله عليه وسلم – على يد صبيغ بن عسل العراقي، فما كان منه إلا أن أطفا فتنته بجريد النخل وعراجينه.
وإن كان عدنان إبراهيم ومن لفّ لفّه قد فتحوا باب العقل على مصراعيه بالكيفيّة التي نراها في محاضراتهم وخُطَبِهم، ألا فليخبرونا ما الفرق بينهم وبين مسلك الملاحدة؟ وما الذي يميّز بينهم؟ بل إنّه يصْدُقُ على المُتكلّمين أمثاله، أنْ يكونوا فلاسفة أصحابُ هوى وتشهّي، يؤمنون ببعض الفلسفة ويكفرون ببعض.
فإذا كُنتَ يا عدنان تردّ النصوص الصّحيحة الصريحة الثابتة في البخاري ومُسلم لأنّ عقلك لم يقبلها، فلا تثريب على المُلحد أن يجحد الله ويكفر بالقرآن ويسخر بالرُّسُل ويُنكر البعث والنشور لأنّ عقله لا يقبلها، فالباب واحد، وما سوّغته لنفسك يسوّغه المُلحد لنفسه بالطريقة ذاتها، بل ويستطيل عليك بأن يُلزمك بما يجعلك بين خيارين لا ثالث لهما: إما الإلحاد، أو الإيمان على طريقة أهل السنّة المُهتدين، القائم على رُكني الإقرار والإمرار كما تقدّم.
والعجيب أنّ الدكتور - هداه الله - يجعل منهج أهل الحديث سببًا في ظهور الإلحاد، لأنّهم ليسوا أصحاب "كيف، ولماذا، وما العلّة، وما المغزى" وهذا بحسَب تصوّره القاصر إلغاءٌ للعقل، وما عرف أنّ أهل الحديث قد قدَرُوا العقْل حقّ قدْرِه وأنزلوه في محلّه اللائق به، ومَثَلُ أهل الحديث وأهل الكلام، كرجُلَين لدى كلّ واحدٍ منهما سيارة، فأمّا الأوّل فهو يعلم بأنّ السيارة إنّما يؤتى بها من الطّرق البرّيّة السالكة المُعبّدة ولا يستخدمها إلا في مثل هذا، وأمّا الآخر فيظنّ بأنّ السيّارة بما فيها من قوّة محرّك، ومواصفات سلامة وأمان، تستطيع خوض البحر والجري فيه، فلمّا ركبها وخاض بها عرض البحر جعلت تطفو فوقه قليلا حتى توسّطته، ثُمّ دخل الماء إلى جوفها فغرقت وغرق معها.
وأمّا سبب ظهور الإلحاد فهو بلا ريب منهج عدنان إبراهيم وأمثاله، ووالله لا يُنكر هذه الحقيقة الناصعة الظاهرة إلا أجهل الجاهلين، لأن المُتكلّمين ينطلقون من نفس مبادئ الفلاسفة المُلحدين، وهم فرعٌ عنهم إلا أنّهم أصحاب هوى كما أسلفتُ، يؤمنون ببعض العقل ويكفرون ببعض، فهم يُحكّمون العقل في فروع الدّين ولا يُحكّمونه في اًصوله، وإذا جاز تحكيم العقل على فروع الدّين فبأيّ حقّ ودليل وبُرهان يُمنع من الأصول..!!
وبهذا يُعلم أنّ المُلحد لا يُمكن أن يستطيل على السُنّي بحال، لأن السُنّي يكفيه صحّة الخبر، وأمّا المُتكلّم فما أسهل إلزامه بلوازم أهل الفلسفة والإلحاد، وإن لم يلتزمها بطلت دعاويه الفارغة، وأصبح بين الإلحاد أو الإيمان على طريقة أهل السُنّة، وعليه فإنّ تحصين الشباب من فِتَن الإلحاد كما يُدندن الدّكتور حول ذلك كثيرا، إنّما يكون بتعليمهم الإيمان وغرس جذوره في قلوبهم، وأمّا تعليمهم المنطق والفلسفة، وتعويدهم على عرض النّصوص على العقول قبل الإيمان بها، بغضّ النظر عن صحّتها وثبوتها, فإنّ هذا أخذُ بأيديهم إلى ساحات الإلحاد ودفعٌ لهم إلى متاهاته، لأن الشّاب في المرّة الأولى سيعرض حديثاً على عقله، وفي المرّة الثانية آيةً قُرآنية، ثُمّ يخوض في أمور القدر، ثم في أمور الغيب، ثمّ الوجود والكون، وينتهي إلى ربّ العالمين سُبحانه وتعالى، ولا يحقّ لك منطقا وعقلا أن تُبيح له الخطوة الأولى وتمنعه من الثانية والثالثة، وليس هناك حل إلا أن يوصد باب العقل، ويُفتح باب الإيمان الذي لا يُزيح العقل مُطلقا ولكن يضعه في موضعه السليم، المُناسب لوظيفته وقُدُراته.
وممّا يَشْغبُ به الدكتور كثيرا، قضيّة الكُفر والتكفير، حتى يكاد يُلغي الكُفر والتكفير من الوجود، وهذا دليلٌ على جهله بالعقليّات التي يُجعجع بها، لأنّ الكُفر والإيمان نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، فإمّا كُفرٌ وإمّا إيمان { هو الذي خلقكم فمنكم كافرٌ ومنكم مؤمن }، وإذا ظهر الكُفر البواح وتوفّرت الشروط وانتفت الموانع، ما المانع من التّكفير! فأهل السُنّة وسطُ بين الخوارج والمُرجئة، فكما أنّهم يتورّعون في الإقدام على التكفير ويحتاطون لذلك أشدّ الاحتياط، فمن ورَعِهم وديانتهم واحتياطهم أنّهم يُكفّرون من ظهر منه الكُفر البواح بعد توفّر الشروط وانتفاء الموانع؛ لأنّه يترتّب على ذلك عقائد وأحكام وحدود هي من شريعة الله، ويجب مُراعاتها والقيام بأمرها.
والرّجل يتهكّم كثيراً بأهل السُنّة، ويصمهم بالتشنّج والتشدّد والجفاء، وهو أحقّ بهذه الأوصاف منهم، خصوصا مع الأحاديث والآيات، فهو صاحب تشنّج وجفاء وغِلظة وقلّة حياء مع أحاديث النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فلا أسهل عليه من ردّ الحديث الثابت الصحيح الذي تلقّته الأُمّة بالقبول، حتى أشياخه من أهل الكلام المُتقدّمين لم يتجرءواعلى ردّها، ومن عجائبه أنّه يستشهد بالحديث إذا راقَ له ولو كان يُناقض طريقته العقلانية في قبول النص، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، استشهاده بما ذكره الثعالبي وابن عبد البر في التمهيد عن ابن عمر، قال: "خرجتُ مرة فمررت بقبور من قبور الجاهلية، فإذا رجل قد خرج من القبر يتأجج نارًا في عنقه سلسلة ومعي إداوة من ماء، فلما رآني قال: يا عبد الله اسقني. قال: قلت: عرفني فدعاني باسمي، أو كلمة تقولها العرب: يا عبد الله، إذ خرج على إثره رجل من القبر فقال: يا عبد الله: لا تسقه، فإنه كافر، ثم أخذ السلسلة فاجتذبه فأدخله القبر. قال: فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته، فنهى أن يسافر الرجل وحده"، فهذا الأثر رغم أنّه ضعيف، ليس خُرافيا عند عدنان إبراهيم، وصالحٌ للاستشهاد به، بينما الأحاديث الصحيحة الصريحة في المسيح الدجّال ونزول عيسى عليه السلام وظهور المهدي، فهي أحاديث خُرافة لا يقبلها العقل..!! والرّجلُ أصلاً حاطبُ ليلٍ في الحديث، وأظنّه لا يعرف من الحديث إلا اسمه، فهو ينسب أحاديث ضعيفة إلى البخاري والبخاري منها براء كما فعل مع أثر ابن عُمر المُتقدّم.
ثُمّ إن مشايخ أهل السُنّة الذين يتهكّم بهم، لم نسمع واحداً منهم في يوم من الأيام يمدح نفسه، أو يذكر الكرامات التي منحها الله إيّاه بسبب ما عنده من تقوى وإيمان، كما يفعل عدنان إبراهيم الذي سمعتُه يحكي عن نفسه بأنّه يستطيع تأليف كتاب في ليلة واحدة، وأنّه قد ناظر أحد الأشخاص حتى اضطرّه إلى الهروب من مجلس المناظرة فَزِعاً، وأنّ الله قد أكرمه الله بكشف الحجاب عن الجنّ فصار يتحدّث معهم كِفاحاً، حتى إنهم قالوا له: يا مولانا ادعُ الله لنا، ولعل أولئك الجِنّ روافض قد أعجبهم نيله من معاوية - رضي الله عنه -، ومن أعجب الكرامات التي اختصّه الله بها أنّه في إحدى المرّات استطاع إضاءة نور الكهرباء بلا واسطة كما قال عن نفسه، بالرّغم من أنّه يُنكر ويستنكر أن يتحدّث الوليّ بكرامات الله عليه كما في بعض خُطبَه، ولكنّ الرّجل لديه جُملة تناقضات، وهذه واحدة منها، ولو تتبعناها لطال بنا المقام، وقد وثّق بعض الإخوة مقاطع في "اليوتيوب" تكشف عددا من التناقضات الصارخة لدى الدّكتور.
وقد لاحظتُ أنّ كثيراً من أتباعه يرمون غيرهم بما هم أحقّ به، من التعصّب والتّقليد الأعمى وإهمال العقل وعدم الاستماع إلى الطرف الآخر والإقصاء وغير ذلك من التّهم الفارغة، التي حفظوها من كثرة ما كرّرها الدكتور في خُطبه ومحاضراته، ثُمّ إنّك تكتشف بعد النّقاش معهم أنّهم لم يقرءوا الرّدود على شيخهم، ولا يعرفون طريقة أهل السنّة في التعامل مع النّصوص، ولا يعرفون ما هي مصادرهم في تلقّي العقيدة، ولم يبحثوا في صحّة ما ينقله شيخهم من الكُتُب وخصوصا الأحاديث، وإنما يكتفون بمعرفة كلّ ذلك من خلال شيخهم الذي يعوزه كثيرٌ من الدقّة والأمانة فضلا عن الاعتقاد السليم والمنهج الواضح المُستقيم، ومن يدخل في حوارٍ معهم يرى بأنّهم في الجُملة عوامّ، وبعضهم قد كرع من كُتُب الفلسفة حتى ارتوى، وبعضهم لديه موقفٌ سابق مع أهل السُنّة، وإذا سألته عن كتب العقائد لعلماء أهل السُنّة، تجده لا يعرفها ولم يسمع بها، ومتى يصل أمثال هؤلاء إلى الحقّ؟ ولو كانوا صادقين لقرؤوا في كُتُب الطّرفين ونظَروا في كلا المذهبين، ثُم احتكموا إلى الكتاب والسنّة، ولكنّ الهوى يُعمي ويُصِمّ.
ومن إنصاف أهل السُنّة أنّك تجد أكثر كُتُب العقائد عندهم قائمةٌ على إيراد الشّبه والردّ عليها، فهم قد حفظوا حقوق خصومهم قبل الرّد عليهم بأن أوردوا أقوالهم كاملة، وجاءوا بها كما هي على مُرادهم، ثُمّ بيّنوا وجه الصّواب والخطأ منها، وقلّما تجد هذا الإنصاف والأمانة والدقّة عند خصومهم، فهم إن أوردوا أقوال أهل السُنّة جاءوا بها مُحرّفة تشويهاً لها وتنفيراً منها قبل الرد عليها، ومن ذلك على سبيل المثال ما شا هدته في إحدى خُطب عدنان إبراهيم، حيث ذكر بأنّه شاهد مقطعا في اليوتيوب لأحد المشايخ الكبار في جماعته يُكفّر القرضاوي في غمضة عين، ثم أخذ يُهاجم هذا الشّيخ والمنهج الذي ينتمي إليه، وحقيقة ما شاهده هو مقطعٌ للشيخ ابن عثيمين – رحمه الله –سُئل فيه عن كلمة قالها القرضاوي بحق الله تعالى، حيث قال: إنّ الله لو عرض نفسه على العباد لما حصل على نسبة 99% كما يحصل الحُكّام، فأجاب الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – بأنّ هذا كُفرٌ بالله تعالى ويجب على قائلها التوبة أو فإنّ على الحاكم ضرب عنقه.
فانظر كيف أنّ عدنان إبراهيم اختزل القصّة في مسألة التكفير، وعرضها بشكل يوحي للسامع بأنّ حقيتها تكفيرٌ مُجرّد غير مبني على أسباب وأدلّة وبراهين، فأين العدل وأين الإنصاف وأين الأمانة، وقبل ذلك أين مخافة الله تعالى ومُراقبته..!؟
نسال الله أن يعصمنا من الزّلل ويحفظنا من الزيع وأن يهدي ضالّ المُسلمين إلى سواء الصّراط.
البرهان في ضلالات عدنان
بسم الله .. والحمدلله .. والصلاة والسلام على أشرف خلق الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ،،،
هذا جمع متواضع لبعض طوام وكفريات ودجل "عدنان إبراهيم"
أسميتها :
"بسط البرهان في ضلالات عدنان"
وهي بسط لأكثر من ستين تغريدة، جمعت فيها القليل من طوام وكفريات وتدليسات عدنان إبراهيم وخرافاته وتكذيبه لكتاب الله من مقاطعه بالصوت والصورة، وأحيانا بالصوت .. وقد كتبت التغريدات في وسم #حقيقة_عدنان ، والشكر لله ثم لمن أعد هذه المقاطع ورد عليه فيها.. وكالعادة .. سيَتهمنا بعض إخواننا ممن انخدع بعدنان إبراهيم هداهم الله بالبتر من مقاطعه بما يخل بالمعنى.. وأقول: من كان لديه دليلاً على ذلك فليأتنا به..
وأدعو الذين غرر بهم عدنان إبراهيم أن يتقوا الله ويتعصبوا للحق فقط، فإن الكثير منهم بات يقدم كلامه على كلام الله ولسان مقالهم: "يقصد كذا وكذا"، حتى وإن كان تكذيبا صريحا لكلام الله، والكثير من أتباعه بات يبغض معاوية خال المؤمنين وكاتب الوحي، وأبوهريرة وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وسمعنا أن هناك من تشيع منهم وسيتشيع آخرون إن لم ينتبهوا لأنفسهم ويسارعوا بالخروج من هذا النفق المظلم الذي دخلوه مع هذا الرجل ..
وكالعادة أيضا .. سيتهموننا بالتركيز على أخطائه وترك حسناته ! .. وأقول: عدنان أتى بالطوام وطعن بالصحابة، بل بات يروّج للإلحاد ويلبس لبوس السنة ! فعن أي حسنات تتحدثون وقد غرقت في بحر طوامه العظيمة ..
***
عدنان معلقًا على حديث (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)،
يقول عدنان إبراهيم: الحديث صحيح، ويُفترض أن يبدأ بالقلب ثم اللسان ثم اليد !
نعوذ بالله .. هل يريد هذا الجاهل أن يعلّم محمدا ﷺ !
http://youtu.be/QGJ9XQ3D9C0
***
عدنان إبراهيم يقول:
السعودية كان فيها صحوة إسلامية متزمتة، أما الآن ماشاءالله فيها دعوات تحررية وعلمانية ويُقال فيها حتى دعوات إلحادية !
ياعدنان..هل يفرح مسلم بانتشار الإلحاد والعلمانية !!
http://youtu.be/cTXLM9xWB6w
***
يقول عدنان إبراهيم:
الحق موزّع بين الأديان، فالإسلام فيه حق وباطل كحال بقية الأديان !
http://youtu.be/CTcTeb3P6S4
نعوذ بالله من الكفر .. والله لو لم يكن لديه سوى هذه الطامة لكفى بأن يتبرأ منه كل عاقل.
***
غلو حد الزندقة..
الله تعالى يقول: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سيُجزونَ ما كانوا يَعْمَلون}..
وعدنان يزعم أن اسم الله الأعظم هو:
“محمد بن عبدالله”
ويزعم أنه أعظم من “الرحمن الرحيم”
بناءً على هذا الكلام سيكون أفضل صيغة استغاثة لله تعالى قول:
"يا محمد بن عبد الله أغثني" !!
نعوذ بالله .. أليست هذه دعوة صريحة للشرك بالله !!
http://youtu.be/ZU5DNDJ8zaY
***
الله تعالى يقول في حق محمدﷺ:
(علّمهُ شَديدُ القُوى)..
وعدنان إبراهيم يقول:
محمد لم يفهم كل القرآن !!
http://youtu.be/BfnYEpIE1SE
نعوذ بالله من هذا الجنون ..
***
الله تعالى يقول :{إنّا كلَّ شيءٍ خلقناهُ بقدر}
ويقول :{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ}
وعدنان إبراهيم يزعم أن خلق الإنسان به عيوب وأشياء غير صحيحة وأشياء ناقصة !
http://youtu.be/epJ8aqn_y-s
***
الله تعالى يقول:
(أفي اللهِ شكٌّ فاطرُ السماواتِ والأرض)
وعدنان إبراهيم يقول: يجب أن تشك بالله والإسلام كل حين كي لاتُصدم إذا وجدت دينك باطل
http://youtu.be/zCiYRXfLIao
***
الله تعالى يقول: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ}
وعدنان يدافع عن النظرية التي تقول:
“أصل الإنسان قرد” ويقول:
على الأقل القرد أفضل من التراب
http://cdn.top4top.net/d_00b556952c0.mov
نعوذ بالله من هذا الجهل العميق
***
الله تعالى يقول:
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .
وعدنان يزعم أن الله أعطى الناس حرية اختيار دينهم
http://youtu.be/VJW6gAR13Yo
***
الله تعالى قال عن الملائكة حملة العرش:
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ}
والجاهل عدنان إبراهيم يقول: اكتشفت قبل أسابيع أو أشهر أنه لا توجد آية تثبت أن الملائكة تؤمن بالله، هي مسلمة وليست مؤمنة !
يقول: قبل أسابيع أو أشهر !! هذه طلاسم الكذبة ..
ياعدنان .. هل اكتشفت شيئا لم تكتشفه الأمة قاطبة !!
هل يعقل أن العلماء منذ ١٤ قرنا لم يذكروا هذه المعلومة !!
نعم لم يذكروها لأنهم قرأوا في كتاب الله أن الملائكة مؤمنة ..
لكن .. يأبى الله إلا أن يُظهر جهلك وجرأتك على الباطل من القرآن
http://youtu.be/ZR77t18t71I
***
عدنان إبراهيم يقول:
قلبي وضميري يحبان أوباما
طبعا .. لأنه مكّن لحبيبتك إيران من قتل إخواننا في العراق وسوريا واليمن
http://youtu.be/B861vzVwjW0
***
الله تعالى يقول حاسما مسألة الغيب:
{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}
والدجّال عدنان إبراهيم: قارئ الفنجان يطّلع على الغيب، وعمّتي كانت تقرأ الفنجان وتُحدِّث عن المستقبل!
http://youtu.be/PW4aeYXDvE4
***
الزنديق عدنان إبراهيم:
أقترح تغيير قسمة الميراث التي وردت في القرآن، لأنها لم تعد تناسب عصرنا، لأن النساء اليوم كثير منهن من تساهم في النفقة !! ..
نعوذ بالله من هذه الزندقة .. هل نسي أو تناسى هذا الجاهل أن النفقة على الرجل واجبة إن استطاع ولو كان من أفقر خلق الله، ولا تجب على المرأة ولو كانت أغنى خلق الله.. وما تشارك به المرأة فهو من قبيل الإحسان وليس واجبا عليها، ثم هل يريد هذا الجاهل أن نضع لكل بيت قسمة خاصة للميراث حسب ظروفهم ومساهمتهم بالنفقة !!
***
الله تعالى يقول:
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحساب}
وعدنان إبراهيم يقول:
يكفي أهل الكتاب (اليهود والنصارى) أن يؤمنوا بنبوّة محمد وليسوا مطالبين بأن يسلموا، ولهم أن يقيموا شرعهم !!
ويستشهد هذا الدجّال بآيات نزلت لدعوة أهل الكتاب للإسلام تارة، وتارة أخرى يأتي بآيات نزلت في حق أهل الكتاب الذين آمنوا بأنبياءهم واستقاموا معهم في زمان سريان شرائعهم ويُنزلها على اليهود والنصارى اليوم !!
***
عدنان إبراهيم يقول عمّن أفتى بحرمة الغناء:
حرمتوا علينا عيشتنا وحياتنا ..
ثم يقول هذا الكذّاب : عشرات الأئمة ومنهم الشافعي ومالك وأحمد بل ومشايخهم الكبار بل وحتى بعض الصحابة كانوا من المغنين ومن أهل الطرب، ويضربون على العود، وبروايات لا تقبل التشكيك !!
والله لم تر عيني دجالا مثلك ..
عندك عشرات الروايات وعجزت أن تأتي بواحدة !!
أنت حتى الروايات الضعيفة في معاوية استهلكتها بغضا في معاوية، أيعقل أن يكون عندك روايات صحيحة لاتقبل التشكيك في ماذكرت في أن الأئمة كانوا من أهل الغناء ولا تذكرها !!
أما تعلم أيها الدجّال أن المغنين أنفسهم يعلمون أنه حرام !!
http://youtu.be/rddAKVhId5Q
***
هل هذا سني !
عدنان بالملابس السواد بيوم عاشوراء:
الذين يُحييون ذكرى عاشوراء لولاهم لطُمس ذكر آل البيت !
http://youtu.be/_Vzsza2UZsQ
ياعدنان .. ألم تملأ عينيك روايات فضائل أهل البيت في كتب الحديث التي حفظها أهل السنّة وعلى رأسها البخاري ومسلم التي لا تؤمن بها !!
ثم هل هذا هو إحياء ذكر آل البيت ياعدنان !! (المقطع التالي)
http://youtu.be/sYj4uujDb_k
وماذا رأيت يا عدنان في هذا اليوم غير الزحف والتطبير وسب الصحابة !!
***
هل هذا سني !
عدنان يدافع عن علاّمة الشيعة النوري الطبرسي الذي ألّف أشهر كتبه لإثبات أن القرآن محرف !!
http://youtu.be/SE5964ZnOpI
***
هل هذا سني !
عدنان يثني على محمد باقر الصدر،
أكبر معمم في عصره !
ياليته عامل معاوية كمعاملته للمعممين
http://youtu.be/O4wjLDA2y8Q
***
هل هذا سني !
عدنان إبراهيم:
أبوهريرة ماعندوش عزة نفس !
(لاحظوا الأسماء التي يلمزها دائما، لتعلموا حقيقة مذهبه)
http://safeshare.tv/w/SgVaaAoUAq
***
هل هذا سني!
يقول: النواصب يتهمون الشيعة بذبح الحسين (قال الشيعة وأشّر على نفسه..!!)
ثم يقول: نعم الشيعة خذلوه لكنّهم كفّروا عن خطئهم بثورات أسقطت دول وعلى رأسها دولة بني أميّة الملعونة !!
http://youtu.be/0yBDDbnetNw
***
هل هذا سني !
يتهم السنة بكره علي !
http://youtu.be/kS9jd8SZ84s
لاحظوا في المقطع يتهم أهل السنة زورا ويسميهم نواصب يقول:
يعترضون في قلوبهم على الخُطب التي فيها ذكر علي !!
تعرفون لماذا قال في قلوبهم؟
لأنه لم ولن يجد سني على وجه الأرض يعترض على ذكر علي رضي الله عنه، فلجأ الدجّال لاتهام قلوب أهل السنّة !!
أشققت عن قلوبهم ياعدنان !؟
وللعلم .. مرويات علي في كتب السنة أكثر من مروياته في كتب الشيعة، بل إن مروياته في كتبنا أكثر من مجموع مرويات أبي بكر وعمر، رضي الله عنهم جميعا
***
هل هو سني !!
عدنان إبراهيم: الشيعة عندهم ١٢معصوما بينما السنة عندهم آلاف المعصومون
(من زعم عصمة الصحابة يامدلس) !
http://youtu.be/Re9_YyDozbw
***
هل هذا سني !
عدنان يصرخ ويتألم بسبب وصال وصفا واللتان تحاربان دجل المعممين
(ويسمي المعممين بالموحدين) !
http://youtu.be/ytUq374slGs
***
هل هذا سني !!
عدنان إبراهيم: نظام بشار ممانع ولا تستمعوا للإسلاميين
http://youtu.be/x6mnQD5IxHE
***
هل هذا سني !!
حتى الغرب أنصف الفتوحات الإسلامية..
ويأتي عدنان لينتقدها، وما انتقدها قبله إلا أصحاب العمائم
http://youtu.be/xICRTPa-ClI
***
يا من خُدعت بهذا المدلّس .. شاهد بنفسك كيف يدلّس ويكذب على رسولﷺ بغضا في معاوية ..
http://youtu.be/ssOv4sgJIIE
***
عدنان إبراهيم يطعن بروايات البخاري ومسلم،،،
ثم ينشر الروايات الضعيفة لينتصر لقلبه المريض ..
ويستمر تدليسه بحق معاوية رضي الله عنه ..
http://youtu.be/TkAGky7FZRU
***
ما أعظم تدليسه .. ينقل من كتاب “الضعفاء الكبير” !
ما هذا الجهل ياعدنان .. بنفسك ذكرت عنوان الكتاب، وهو كتاب "الضعفاء الكبير" أي أن رواته كلهم ضعفاء !
http://youtu.be/k3n5WKDv7ec
لأجل الطعن بمعاوية رضي الله عنه سيروي حتى عن إبليس ..
لا مشكلة
***
يا من فُتنتم به ..
شاهدوا صاحبكم ينقل من روايات رواها شيعة ليطعن بمعاوية .. في الوقت الذي يطعن بروايات البخاري ومسلم التي اتفقت عليها الأمة !
http://youtu.be/hPpPK4TTgNk
***
يا من فُتنتم به ..
والله أنه يسوقكم للضلال ..
حتى أصبح بعضكم يحقد على كاتب الوحي معاوية ..
شاهدوا منهجه في التدليس
http://youtu.be/v1Hf1vcDwKo
اعتماده على الروايات الضعيفة دليل أنه لم يجد ما يسعفه ضد معاوية من الروايات الصحيحة ..
***
حتى البخاري ومسلم لم يسلما من تدليسه ..
وهكذا حال كل من أراد هدم السنة..
شاهدوا كيف يكذب على البخاري ومسلم
http://youtu.be/pdfCR2Gx1nI
***
قال عليه الصلاة والسلام:
“وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا“ ..
تدليس عدنان لا ينتهي
http://youtu.be/SEcqCe4b-08
***
يدلّس على عثمان رضي الله عنه !
http://youtu.be/pRdBwBODmtg
***
عدنان إبراهيم ينسب أحاديث كذبا للبخاري !!
شيّد بناءه من الكذب والتدليس والتزوير
http://youtu.be/KD2odNod-PQ
***
ولازال يدلّس على البخاري رحمه الله
http://youtu.be/WZEROThkrZg
من كذب مرة يكذب الف مرة
***
السنة يقولون: علي رضي الله عنه
والشيعة يقولون: علي عليه السلام
وماذا عنك ياعدنان !؟
http://youtu.be/kUX5GIEERag
لماذا لا تسلّم أيضا على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما !!
***
الكذّاب يقول:
أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه يعترف أن عليا أحق منه بالخلافة !
يسبقها بالترضّي ليُقبل قوله ويُغرر بالناس، ثم يأتي بروايات شيعية
http://youtu.be/9SD3GSQRTLE
***
عدنان يدافع عن نووي إيران، ويصفها بأنها تحترم الأقليات اليهودية والنصرانية ، وأنها لم تعتد على أحد منذ ١٥٠ سنة ويصف الخميني بالإمام !
سبحان الله .. وماذا عن أهل السنة في إيران !
لم تنسَ اليهود والنصارى ونسيت أهل السنّة .. ثم تزعم أنك سنّي !!
ثم كيف تزعم أن إيران لم تعتد على أحد منذ ١٥٠ عام !!
من يقتل إخواننا في سوريا والعراق واليمن !!
من دمّر مساجدهم وبيوتهم !!
من حرق رجالهم وذبح أولادهم بالسكاكين !!
http://youtu.be/NLu59cU17TY
***
وما يلي .. عدنان ينسب الكرامات والخرافات لنفسه
الدجّال عدنان إبراهيم: جنيّة متمكيجة تغازلني، والجن يسألونني الدعاء لهم !!
http://youtu.be/LPV0XhmdY8A
***
الدجال عدنان إبراهيم عن نفسه:
كأني أقرأ من صفحة الغيب
http://youtu.be/xuCH9qKflMM
***
المشعوذ عدنان إبراهيم:
ألّفتُ كتابا يصلح أن يكون رسالة ماجستير عن المرأة وعمري ١٣ سنة !!
http://youtu.be/BevSGD-LF8Y
***
الدجّال عدنان إبراهيم: كان عمري ١١ عاما وأكتب دراسات وبحوث وتُنشر في المجلات، والشيوعيون خططوا لقتلي لذكائي وعمري ١١ عاما!
http://youtu.be/6Jhe7XfdF-g
هل يستطيع ذكر المجلات والعدد لنرجع إليها .. !؟
***
المخرّف عدنان إبراهيم :
الله كان يُيَسّر لي المعجزات والخوارقيات !!
http://youtu.be/Ti_IdFfhBgY
***
الدجّال عدنان يزعم أنه يشعل اللمبة بلا كهرباء ويقول:
هذه كرامة لعباد الله الصالحين (يقصد نفسه) !!
http://youtu.be/Pgpo6F0Xaf0
يادجال .. أنكرت نزول عيسى بن مريم وأنكرت معراج النبي صلى الله عليه وسلم وأنكرت المهدي وكل هذه الأحداث اتّفق عليها المسلمون .. وأنت تنكرها لأنها لم تتماشَ مع عقلك السقيم، فكيف تروِّج بعدها لهذه الخرافات !
***
الدجال عدنان إبراهيم:
الله يسخر لي ملكا يساعدني بالنقاش
http://youtu.be/OGbYBxrzK7Y
***
قلمه الذي انكسر وكتب ٨٠ صفحة !
http://youtu.be/9Yo-a_fPHlA
***
الدجال عدنان إبراهيم:
تنبأت بالاسم الكامل لزوجة صاحبي !!
ومالهدف من إخبار الناس؟
تريدهم يقدّسوك !
http://youtu.be/6lbWw12UUU4
***
كراماته عندما يريد شراء الكتب !!
http://youtu.be/94PaQK6N_rQ
***
الدجال عدنان إبراهيم: ألّفت عدة كتب في ليلة واحدة
http://youtu.be/bTepJFlDogM
***
الدجال عدنان إبراهيم: الله أنطق ملكا على لساني
http://youtu.be/2OcxN1hCwqE
بقي أن تدّعي النبوّة يادجّال
***
المشعوذ عدنان إبراهيم: كنت أتحكم بالمراقب بالامتحانات فيغششني من خلال تحكمي به بالإيحاء بالنظر!
http://safeshare.tv/w/PCHUGJgsUb
هل تستغل قدراتك الخوارقية كما تقول وتنجح بالغش !!
قال عليه الصلاة والسلام:(من غشّنا فليس منا).
***
المشعوذ تأتيه رسالة جوال sms من خط خارج الخدمة (مقطوع) ومكتوب فيها : مالك كله حلال
ماذا تركت للفالي
http://youtu.be/eY40p8ONZoU
***
عدنان إبراهيم:
سأُسخّر الطبيعة وسأصل لمعجزات الأنبياء
http://youtu.be/I4qGR5wl5r0
***
وأخيرا .. هذه نبذة بسيطة من طوامه، وأسأل الله أن ينفع بها، وأوصي كل من قرأها أن يقوم بنشرها في مواقع التواصل والواتساب، فإن هذا الدجّال قد لبّس على الكثير من إخواننا الذين يجهلون حقيقته ولا يعلمون شيئا عن تدليسه ودجله ..
وأقول لأخواني وأحبابي الذين فُتنوا به .. هل رأيتم كيف أضحى عدنان من أكذب خلق الله ... وكيف يزعم هذا الحداثي أن الجنيّة تغازله وأنّ عمّته تقرأ الفنجان وتعلم الغيب وأنه يشعل اللمبة بلا كهرباء !! فهل لازلتم تدافعون عنه؟
وأوصيكم وأوصي الجميع بمتابعة الصفحات التالية على يوتيوب لتعلموا مدى كذبه وتدليسه:
- مكافح الشبهات
- قرار إزالة
- درع الصحابة وأمهات المؤمنين
والحمدلله أولا وآخرا
سلسلة الردود على د. عدنان إبراهيم : مبحث إنكار النسخ في القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام ، قد قررت مؤخرا أن أتخصص في الدفاع عن الشبهات التي يثيرها أعداء الأمة من مستشرقين وأذنابهم من علمانيين وغيرهم وأقتصر فقط على مواقع الإجماع من ثوابت الأمة وقطعيات الشريعة الإسلامية، لكن كنت كلما أردت التطرق إلى مسألة استقر عليها رأيي بالبحث إلا وأجد د. عدنان إبراهيم تولى كبرها بالتضليل، فتناولته بالاسم رغم أني لا أحبذ ذلك ولكنها حيلة المضطر ...
كي لا أطيل عليكم ، مؤخرا أنصت إلى أحد فيديوهاته قد تناول فيها إنكار النسخ في القرآن الكريم، فراعني الكم الهائل من التلبيس والتدليس وتمطيط القواعد الأصولية وتكسيرها ليثبت أوهامه ...
لذلك هذا الشريط للرد على الشبهة الأولى وستتبعها بإذن الله تعالى مناقشات أخرى، وأسأل الله أن ينفع به وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل :
تناولت في هذا الفيديو مناقشة أول شبهة ابتدأ بها شريطه، وهي أن أدلة إثبات وجود النسخ في القرآن الكريم ماهي إلا ظواهر تحتمل التأويل !!!
https://www.youtube.com/watch?featur...&v=xh_OW-F0ydo
رسالة إلى المعجبين بـ (عدنان إبراهيم) للشيخ حمود العمري
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
عدنان إبراهيم شخص كذاب مدلِّس، وقد تأثر به بعض من لا علم عنده ولا فهم وسموه عالما ومجدداً، والحقيقة أن وصفهم له بالعالم صحيح فهو عالم متفنن في الكذب والتدليس، وهو مجدد للشبه والافتراءات التي كانت موجودة عند سلفه من الدجاجلة المشككين، فقد نبشها من الكتب وأعاد صياغتها لتناسب العصر وليغر بها الجهلة ويهدم ثوابتهم ويقضِ على مسلماتهم ...
بعض من أكاذيب وأباطيل المدعو عدنان إبراهيم (يوتيوب)
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=4Y3DLjolOb0
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=lrRvinkATK8
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=K-F2iiXnm70
الذين تأثروا به قد تأثروا به لثلاثة أمور:
الأول:
فلأنهم يجهلون غالبية العلوم التي يخوض فيها ، لذلك يقتنعون بأي معلومة منه لأنهم لا يعرفون غيرها ويجهلون حقيقتها.
الثاني:
فلأنهم سماعيون ، لا يصبرون على القراءة فيسهل الكذب عليهم لأنهم لن يبحثوا عن المعلومة ليتأكدوا منها
من أجل ذلك تجد كثيراً من المعجبين به قد سمعو له عشرات بل مئات الدروس والخطب والمحاضرا ، ومع ذلك يعجزون عن قراءة عشر ذلك، حتى أصبحت تسجيلاته هي المصدر الأوحد تقريباً لمعلوماتهم، فهو الخصم والحكم على تلك المسائل التي يتبجحون بها على الناس.
الثالث:
فلأن عدنان يتكلم في كل علم من علوم الدين والدنيا، وهو لا يحسن علماً واحداً منها ولكنه يذكر معلومات كثيرة مختلفة ومتنوعة وفي وقت واحد وهذا الأسلوب يسمونه “الصدمة المعرفية للأتباع”
لأنهم ينصدمون به حينما يتكلم في أشياء كثيرة ولو فحصوا كلامه وميزوا لوجوده معلومات ملفقة لا تساوي شيئا عند أهل الاختصاص في كل علم، فحينما يسمعه متخصص في علم معين كالجزية مثلا يعلم أنه جاهل ولكنه يكثر من المعلومات فقط!
ولأن الكلام بلا بينة لا ينبغي، ولأن كثير من أتباعه قد طلبوا إثبات كذبه ، فهذه بعض الكذبات له جمعتها على عجل ولو أردت لجمعت مئات الصفحات لكذبه وتدليسه..
ونصيحتي لمن اغتر به أن ينظر فيما سأعرض من كذبه وتدليسه ثم ليراجع نفسه كيف أثق بواحد يتفنن في الكذب والتدليس تفناً، وأمانته العلمية مضروبة؟
وأذكر الآن على عجل بعض كذبه وتدليسه:
١- يزعم عدنان إبراهيم أن الملائكة ليسوا بمؤمنين، وأن هذا من إكتشافاته!
وهذا كفرٌ محض! فقد قال ﷻ: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به}
فما رأي متابعيه؟
٢- يقول عدنان إبراهيم: “مسلم بن عقبة صحابي ،وهو الذي قتل أهل المدينة في الحرة”
وقد كذب ودلَّس في هذا؛ فمسلم بن عقبة ليس صحابيا.
٣- يقول عدنان إبراهيم: “لمسلم بن عقبة أحاديث ولو حذفت جميع أحاديثه لم ينقص الدين”
وقد كذب ودلَّس هنا أيضا؛ فليس له حديث واحد أصلا.
٤- يقول عدنان إبراهيم :ى“عبيد بن حنين ليس له في كتب السنة إلا حديث الذباب”
وكعادته فقد كذب هنا، فعبيد بن حنين له عدة أحاديث.
٥- يقول عدنان إبراهيم: “حديث الذباب حديث فرد لم يروه عن أبي هريرة إلا ابن حنين”
وقد كذب فقد رواه خمسة رواة عن أبي هريرة، وهم: عبيد بن حنين ، وسعيد بن أبي سعيد ، وثمامة بن عبدالله ، محمد بن سيرين ، وأبو صالح السمان.
٦- يقول عدنان إبراهيم : “يوسف ابن عمر الذي قتل خالد القسري هو أبو الحجاج”
هههه هذا والله من المضحكات التي تُبيِّن حجم جهل هذا الرجل وكذبه فالحجاج مات قبله بـ 30 سنة!
لكن هذا من أساليب الصدمة المعرفية، خصوصاً بعد أن ضمن أن أتباعه لا تقرأ.
٧- يقول عدنان إبراهيم: “أي واحد من أهل السنة يحب علي يعذب حتى قتل بنوا أمية كل من اسمه علي”
وهذا والله من الكذب الصراح! الذي لا يمكنه إثباته،
ولكن أتباعه لا يفقهون.. هداهم الله..
٨- يقول عدنان إبراهيم: “لم يتهم الكفار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكذب ابداً”.
ويقول الله تعالى : {وقال الكافرون هذا ساحر كذاب}
فما رأي متابعيه..؟
٩- يقول عدنان إبراهيم : “تعريف الشيعي عند أهل السنة هو من يتولى علي بن أبي طالب”
وهذا والله من الكذب والبهتان وأتحداه أن يثبت كلامه! بل أهل السنة يتولّون علياً – رضي الله عنه – ويحبونه ويجلّونه ويترضَّون عنه.
١٠- يقول عدنان إبراهيم : “البخاري فيه خرافات؛ مثل حديث هذا أوان انقطاع أبهري”
وهذا كذب فهو لا يوجد إلا معلقاً في البخاري ولم يوصل في الكتب السنة.
١١- يقول عدنان إبراهيم : “أرد أحاديث البخاري التي تعارض القرآن لأحمي قرآني”
وهذا من الكذب الذي يمرر به كلامه على الجهلة ليصدقوه، وقد تطاول هو على أحكام “المواريث” وهي أحكام قرآنية، ورفض تفضيل إرث الذكر على الأنثى وهو من مسلمات القرآن
فأي قرآن يريد أن يحميه !؟
١٢- يقول عدنان : “أن حديث زر غباً تزدد حباً؛ سببه كثرة زيارات أبي هريرة”
وقد كذب كعادته وأتحداه أن يثبت كلامه ولو بسند ضعيف! ولكنه يريد التلبيس على أتباعه بالطعن بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأكثرهم رواية لأن الطعن فيهم يعني الطعن في مروياتهم = تعطيل أحكام الشرع.
١٣- يقول عدنان : “أحرجتونا بأحاديث خرافية في البخاري، أحرجتونا أمام العالم”
ثم يذكر من كراماته ما يحرج كبار الخرافيين، مثل المصباح الكهرباء وقيمة الكتاب والقلم الذي عاد بعد أن فني وغيرها من الخرافات التي أصحابه أعرف بها.
فأين تشغيل عقله الذين يطالب به دائماً لرد الأحاديث؟ ولكنه الكذب والهوى، فهل يعي ذلك متابعيه؟
١٤- يقول عدنان : “حديث الذباب ضعيف؛ فإنه لا يوجد بحث طبي يؤيد ذلك إلا أبحاثا عربية”
فهو يريدنا أن ننكر صحيح السنة إذا لم يوجد بحثي طبي يؤيدها وهذا البحث لابد من أن يكون غير “عربي” طبعا لأن “الغرب” أسياده..
تخيل لو طبقنا نظريته فجعلنا إيماننا بالسنة متوقف على أبحاث الغرب !!!؟
١٥- يقول عدنان : “الرسول ﷺ كان يشك، وكان يتوقع أن الوحي حالة نفسية و إفرازات داخلية، وأتاه اليقين من سؤاله أهل الكتاب”.
ما أكذب هذا الدجال المتزندق، الرسول ﷺ كان يشك، وكفرة أهل الكتاب هم من أخبروه بأنه رسول وأن الذي ينزل عليه وحي..!
ما أجرأه على الكذب وما أتفه من يصدقه
١٦- يقول عدنان : “ابن تيمية ينقل عن الغزالي عشرات الصفحات في عشرات المواضع بلا عزو”
لا أريد منه إثبات عشرات الصفحات أريد صفحة واحدة فقط ! ولكنه لن يستطيع لأنه كذاب !
١٧- يقول عدنان : “يجب أن تؤمن وتكفر وتؤمن وتكفر، وتشك في كل شيء”
والله ﷻ يقول : {ذلك الكتاب لا ريب فيه} ، ويقول : (فاستمسك بالذي أوحي إليك)
فهل بعد هذا الكلام كفرٌ وزندقة..؟
١٨- يقول عدنان دائماً: “هذا ثابت بالعقل، أو هذا مخالف للعقل”
فسألت أكثر من واحد من أتباعه ما هو دليل العقل عنده؟ فماعرفوا وهذه يثبت وصفنا لهم بالـ(تبعية) وأنهم لا يبحثون أو يفكرون في كلامه لأنه يكذب عليهم ويدلس بهذه الشعارات، فقد هز ثقتهم بعشرات المسائل بدعوة العقلية.
فلا أقل من أن يبين لهم حقيقة هذا الدليل العلقلي الذي قدمه على النصوص والثوابت.
وهاهنا أسئلة ورسائل موجهة لعدنان إبراهيم ومن اغتر به:
١- ماهي المنهجية العلمية التي يتبعها عدنان إبراهيم التصحيح والتضعيف؟
الجواب: لا شيء.
والدليل: لو طلبت من متابعيه أن يستخرجوا له قاعدة واحدة لما استطاعوا.
٢- يقول عدنان: “فاطمة بضعة رسول الله، وعائشة بضعة أبي بكر، لا يمكن أن أسوي بينهما”
طيب، خديجة – رضي الله عنها – بضعة كافر هل يلحقها نقص.. !؟
مع أن خديجة داخلة في التفضيل عند السنة والشيعة !؟
٣- يقول عدنان: “أنه يستطيع أن يؤلف كتاباً في ليلة”
لكنا لم نجد له مؤلفاً واحداً ، وإنما نهمه في هذه الخطب والدروس ، فيستخدم أسلوبه في الصدمة المعرفية وفي التدليس والكذب لأنه يعلم أن أتباعه لا يقرأون ولأن الكتابة ستفضح كذبه وفقده للأمانة العلمية ، لأن جمهور القراءة غير جمهور السماع.
٤- يقول عدنان -قبحه الله- : “أحد المنافقين يأكل ويحلّق بيده في الصحن يبحث عن اللحم؛ حتى يمس يد عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس!”
يقولها بتهكم وهمز ولمز
تخيل هذا الكلام عن أمك..!؟
هل ستتقبله؟ وتُجل صاحبه؟
هاهو لم يحترم أم المؤمنين -رضي الله عنها- وعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وانتقص ضمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
٥- يقول عدنان: “أخبار الآحاد ظنية لا تفيد اليقين ولو كانت في الصحيحين”
ثم يستشهد بعشرات الأحاديث الضعيفة والمكذوبة وأحياناًً لا أصل لها، ويعتمد على رسالة جوال مجهولة المصدر بأن ماله كله حلال !”
أين عقله لم يشتغل هنا؟
ونقده للخرافات؟
ورده للظنيات؟
طبعا نسيها، لأنه يستخدمها كشعارات ليهدم بها الدين ولكن بطريقة ملتوية ظاهرها التحرر والبحث وباطنها الكذب والتدليس والزندقة!
٦- يشكك عدنان إبراهيم في البخاري؛ لكنه يعتمد في النيل من معاوية -رضي الله عنه- على مرويات تاريخية بلا إسناد أصلا!
أين تحرره وتحريه وعقله وبحثه؟
٧- يقول عدنان عن ياسر الحبيب الذي قذف أم المؤمنين جهاراً: “لا تلعنوه، الله يهديه”
ويقول: “والصحابة فيهم ملاعين والدين”
وهذا يبين أن تورعه للرافضة والكفرة فقط ووجهه الحقيقي يظهر عندما يكون الأمر متعلق بالصحابة والعلماء
٨- يدندن بعضهم بنقاشه للملاحدة، وهو إنما نقلهم من زاوية في الكفر الى زاوية أخرى، ثم أين قوافل الملحدين الذين تابوا على دروسه..؟
ختاما أقول: والله لم أسمع له مقطعاً او درساً او خطبة بلا كذب، حتى على القرآن كما ذكرتُ سابقاً،
ثم يقول قائل: حاوروه!
وقد سمعت حلقاته عن الفلسفة فلم يحرر مسألة فلسفية واحدة، وإنما أغلب ما فيها؛ “عجيب عجيب عجيب، رهيب رهيب رهيب”
ولا توجد خطبة له ليس فيها هذه المصطلحات: “كلام سخيف، كلام فارغ، كذب، كلام فاضي، أنا،أنا،أنا ، وضاعة،لا يفهمون، حماقة، رقاعة”
وهي متمثلة فيه حقيقة!
من أساليبه الماكرة أنه يثني على ابن تيمية مثلاً؛ ثم بعد قليل يرميه بالنصب والتجسيم والتكفير.. إلخ، فتنطلي على متابعيه لأنهم يظنونه منصفا وهو إنما تظاهر به ليُوصل ما يريده من كذب وافتراء عليه فيقتنعوا به.
فهل من يزكيه مرت عليه هذه الكوارث له أم أنه مجرد مقلد أم أنها موضة العصر وهي معاكسة التيار.. !؟
أرجوا من كل الاخوة من كان له مادة معينة للرد على شبهة من شبه عدنان ابراهيم ان يضعها هنا .