منكر السنة ينسب الظلم لله..تعالى الله علوا كبيرا..
العقوبة إذا ما وقعت على شخص ما دون أن يذكر الذنب أو السبب الذي أدى إلى وقوع تلك العقوبة فيعني أن هذا الشخص مظلوم..وهو المعمول به في جميع محاكم العالم. وما تقره جميع منظمات حقوق الإنسان.
القرآن الكريم يَذكر لنا في مواضع عدة ذنب الكافر ثم يتوعده الله سبحانه بالعذاب الأليم..
مثلا..في آل فرعون قال تعالى :
{ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } البقرة49
فكان العقاب :
{ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ } غافر45
في هامان وقارون..قال تعالى :
"وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ"
"فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"
وفي الوليد بن المغيرة قال الله :
" إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) "
ولكن لو تأملنا قصة أبو لهب في القرآن سنجد أن الله عز وجل قد ذكر العقاب دون ذكر الذنب..قال تعالى :
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
الآية توعدت أبو لهب بعذاب نار جهنم دون ذكر السبب لأن التفاصيل وكما هو معلوم ذكرت في السنة..إذن فبالضرورة منكرها قد نسب الظلم لله..تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا....
"وما ربك بظلام للعبيد"
