1 مرفق
ما المقصود بلفظ ( البيت ) في الكتاب والسنة ؟
ما المقصود بلفظ البيت في النصوص الشرعية ؟
ملف مرفق 2349
المقصود بالبيت :
هو أول بيت وُضع للناس من قبل الله الواحد القهار وهو الكعبة ( المسجد الحرام ) , حيث جعله قبلة لهم في الأرض وقياما للناس - وعهد إلى إبراهيم وإسماعيل ببناءه وتطهيره للطائفين والعاكفين والركع السجود - وجعل عمارة المساجد دليل الإيمان به والمسجد الحرام أولى بذلك - وأمر إبراهيم بأن يأذن في الناس بالحج لمن استطاع إليه سبيلا - فمن آمن بالله رب البيت واستجاب لأمره واتخذ ذلك البيت قبلة له وقام فيه وطاف به واعتكف فيه وركع وسجد لله فيه وعمر وحج البيت فهو من أهل البيت , هذا المسجد الحرام هو البيت , وهؤلاء الذين آمنوا من الناس هم أهله
فالمراد بلفظ البيت في النصوص الشرعية كتاب أو سنة هو البيت الحرام هو بيت كل نبي والذين آمنوا معه واتبعوه , وليس البيت المادي الذي يسكن فيه النبي ويأكل ويشرب وينام , فأهل البيت المادي هم فقط أسرة النبي أي الزوجة والأولاد , وفرق كبير وهيهات هيهات بين هذا البيت المادي وذاك البيت الروحي من حيث الأهمية والفضائل والمنزلة عند الله , والدليل :
- إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)
- جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّه ........... (97)
- وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)
- رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)
- رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)
- وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)
- ................ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)
البيت الحرام هو البيت الروحي لجميع الأنبياء اتخذوه قبلة لهم :
والأنبياء والذين آمنوا معهم هم أهل البيت الحرام , حيث اتخذوا هؤلاء الذين آمنوا ذلك البيت قبلة لهم مثل أنبيائهم , يطوفون به كما يطوفون أنبيائهم ويعتكفون به ويصلون ويحجون إليه كما يفعل أنبيائهم , فذلك البيت الحرام كما أنه بيت الأنبياء الروحي أيضا هو بمثابة البيت الروحي لكل مؤمن بالله رب البيت , وذلك البيت الروحي هو الذي تتلقى فيه نفس كل مؤمن غذائها الروحي , لا علاقة له بالبيت المادي الذي يتلقى فيه جسد كل إنسان غذاءه المادي
فكل مؤمن يعتبر مقر عبادته ( مسجده ) الذي يصلي ويقوم ويعتكف فيه هو بيته الروحي , كما أن مقر إقامته ( منزله ) الذي يقيم ويسكن فيه هو أيضا بيته , وإذا داوم والتزم أفراد أسرته بالقيام والاعتكاف معه في مسجده , فهم أهل بيته الروحي إلى جانب أنهم أهل بيته المادي الذي يسكن فيه
وكل بيت له رب يتولى تربية مربوبيه :
الكعبة بيت الخالق الروحي , فالخالق هو رب ذلك البيت وأتباعه ( المؤمنين ) هم مربوبيه حيث يتولى تربية أنفسهم تربية روحية , الخالق وليهم ( ولي أمرهم ) والمؤمنين أولياء ذلك البيت
المنزل بيت الإنسان المادي , فالإنسان هو رب ذلك البيت وأتباعه ( الأسرة ) هم مربوبيه حيث يتولى تربية أجسادهم تربية مادية , الإنسان وليهم ( ولي أمرهم ) وأفراد الأسرة أولياء ذلك البيت
فضائل المسجد الحرام :
ورد لدى المسلمين في القرآن، وفي أحاديث النبي محمد العديد من فضائل المسجد الحرام، منها:[294]
• أنه أول بيت وضع للناس، ففي سورة آل عمران ذكر الله تعالى ﴿إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾ 11سورة آل عمران، آية: 96
• هو مقصد المسلمين في الحج، فقد أمر الله المسلين بحج بيته، ففي سورة آل عمران تعالي ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾.12سورة آل عمران، آية: 98
• أن الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين في صلاتهم، فقد روى البراء بن عازب أنه قال: «لما قَدِمَ النَّبيُ صلى الله عليه وسلم المدينةَ صلِّى نَحوَ بيتِ المقدسِ سِتةَ عَشرَ شهراً أو سبعةَ عَشرَ شهراً، وكان يحبُ أنْ يُوَجِّهِ إلى الكَعبةِ، فأنزل اللّه تعالى ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾
• أول مسجد وضع في الأرض. فعن أبي ذر أنه قال: «قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة»
• يعتبر المسجد الحرام من الثلاثة المساجد الذي تشد لهم الرحال، فعن أبي سعيد الخدري، عن النبي محمد أنه قال: «لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: مسجدِ الحرام، ومسجدِ الأقصَى، ومسجدي هذا».[299]
• فيه الصلاة عن ألف صلاة، فعن جابر بن عبد الله، عن النبي محمد أنه قال: «صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ مائةُ ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في مسجدِي ألفُ صلاةٍ، وفي بيتِ المقدسِ خمسمائةِ صلاةٍ».[300]
• أمان لكل خائف، وأن من دخله كان آمناً علي نفسه ففي القرآن الكريم قال تعالى ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّف النَّاس مِنْ حَوْلهمْ﴾13سورة العنكبوت، آية: 67
• أنها أحب أرض الله، فعن عبد الله بن عدي بن حمراء، عن النبي محمد أنه وقف على الْحَزْوَرَةِ وقال: «والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك».[301]
• من قصد اليبت حاجاً أو معتمراً رجع طاهراً من الذنوب والخطايا. فعن أبي هريرة، عن النبي محمد أنه قال: «من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».[302]
• لا يدخله المسيح الدجال فهي محمية من قبل الملائكة. فعن أنس بن مالك، عن النبي محمد أنه قال: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها».[303]
• حمى الله تعالى المسجد الحرام من هجوم جيش أصحاب الفيل بقيادة أبرهة الحبشي. قال تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾.14سورة الفيل، آية: 1
خلاصة الموضوع :
البيت : هو المسجد الحرام وهذا هو البيت الحرام ( الكعبة ) , البيت الروحي لكل نبي وأتباعه المؤمنين
والله تعالى أعلم
أخواني الكرام : أعلم أن هذا التأويل لم يقل به أحد من العلماء - لكن :
أقسم لكم بالله العظيم أن هذا الموضوع لو تدبرنا الكتاب والسنة جيدا لأخذنا به وليقسم ظهر الشيعة ويوحد الأمة
وبالله التوفيق