إنكار وجود الله يقود الى إنكار وجود العقل
بسم الله الرحمن الرحيم
في موضوع سابق رد الزميل نيوتن الى ما يظن أنها أدلة المسلمين على الوجود الله، وهو بذلك لم يرد إلا على نفسه. وحتى يكون هناك حوار حقيقي تم الاتفاق مع الزميل أن يقدم دليله على عدم وجود الله دون أن يستدل بأي دليل خاطئ ينسبه لغيره. وفي المقابل أقدم له الدليل على وجود الله.. ثم يرد كل طرف على أدلة الآخر.
وجود العقل هو أول الدليل عقلي على وجود الله.
http://56ebgg.blu.livefilestore.com/...es8.png?psid=1
المستحيل فيزيائيا هو كل ما لا تستطيعه القوانين الفيزيائية ..
في المقابل..ما يميز العاقل عن المجنون هو إدراكه للفرق:
1- بين المستحيل فيزيائيا .. الممكن عقلا.
2- وبين المستحيل فيزيائيا .. المستحيل عقلا..
فكيف اكتسب الإنسان القدرة على التمييز بين (1) و (2) .. والتمييز بين أمور خارج الممكنات فيزيائيا؟
• إن قلتَ أن المادة الغير عاقلة هي التي أكسبت الإنسان ذلك العلم .. نسقط حينها في تناقض..
لأن المادة لم تخرج عن (الممكن فيزيائيا) حتى تدرك الفرق بين (1) و (2)
ولأن التجارب المادية يمكنها أن تثبت (حدود الممكن فيزيائيا) وليس (حدود الممكن عقلا).
• وإن قلتَ أن الإنسان أدرك الفرق كعلم نظري دون الحاجة الى أية تجربة فيزيائية..
بذلك تكفر بالفكر المادي .. وتعترف بوجود معرفة حقة لا تدركها المادة .. ولا تتصف به
الكلام الفلسفي أن ننسب (الممكانت عقلا) الى "عالم بلوتوني نظري" قائم بذاته.
الأمر الذي يقودنا الى تناقض واضح ..فلا توجد صفة قائمة بذاتها دون موصوف .. ولا يوجد علم قائم بذاته دون عالم.
السؤال الآن..
هل علمك بالفرق بين (الممكن عقلا) وبين (المستحيل عقلا).. هو علم بحقائق أزلية؟ أم بحقائقا أنت من خلقها وستزول بزوال عقلك؟
- إن قلتَ أنها حقائق أزلية تكتشفها فقط.. إذاً لا بد من وجود عليم أزلي أكسبك ذلك العلم. بخلاف المادة التي"تدرك" فقط الممكن فيزيائيا.
- وإن قلتَ أن الإنسان خلق تلك الحقائق.. إذاً لا فرق بين العاقل و المجنون لأن المجنون هو الآخر يمكنه أن يخلق لنفسه حقيقة خاصة به.
فماذا تختار؟ إن أنكرت وجود الله.. سنعود بأثر رجعي لنصل الى نفي وجود عقلك.
تحياتي.