الزميل بسام، تحية طيبة،
تقول "لقد مللت من المجاملة. " إذاً لا مجاملة ولنصف الأمور بمسمياتها! عندما يدفع -عدم الفهم والتمييز- صاحبه الى وصف المحاور "بالغش والتلاعب والتدليس".. فهذا يضع الأول في موقف محرج للغاية متى إنكشفت أخطاءه! مشكلتك أيها الزميل المحترم أنك وأنت تكتب ردك ، وفي غمرة إندماجك الدونكيشوتي، دفعتك سكرة الغرور الى توزيع التهم جزافا! وربما هذه فرصة جيدة لتتعلم درسا يجعلك تفكر ألف مرة قبل العودة الى توزيع التهم.
• عدم فهمك لسؤالك نفسه.. دفعك الى اتهام المسلم بالتدليس!
اقتباس:
هنا تعود إلى ألاعيبك الكلامية التي تستخدمها كل مرة، وتخلط فيها بين الاصطلاحات وطرق استخدامها.
أين ادعيت أن (عدم جمع الخالق بين المتناقضات ينفيه)؟!!.. لقد سألتُ: (هل يستطيع الخالق خلق خالق آخر)؟.
الرد: كيف يمكنك أن تستوعب الجواب على سؤالك.. إذا لم تستوعب سؤالك نفسه؟
(هل يستطيع الله خلق خالق آخر)؟ = هل يستطيع الله الجمع بين (الأزلية والحدوث) في نفس المخلوق !
(هل يستطيع الله خلق خالق آخر)؟ = هل يستطيع الله الجمع بين المتناقضات المستحيلة عقلا في نفس المخلوق!
إذاً أنت من طرح السؤال بصيغة تخفي ألاعيبك الكلامية..
وإذا أخرج أحد خدعتك من صندوقها المظلم.. فلا تنسب نفس الخدعة الى من أخرجها من صندوقك أنت!
مشكلتك أنك مجرد ساعي بريد تنقل صندوقا لا تعلم ما بداخله.. ولذلك رددتَ على نفسك دون أن تدري:
بما أنك لا تقر أن (عدم جمع الخالق بين المتناقضات ينفيه) إذاً (عدم خلقه لإله آخر) لا ينفيه أيضاً!
وبالعموم: عدم قيام الخالق -أو حتى المخلوق- بفعل ٍمستحيل عقلا لا ينفيه أيضاً!
• وتجهل أن فعل الله | لا ينفك عن مشيئته | التي لا تنفك عن علمه؟
اقتباس:
جوهر سؤالي هو التشكيك في كلامك هذا.. وحتى الآن لم أجد إلا تهرباً.. هذه الاتهام الذي ترموننا به دائماً وأبداً.
سأعيد صياغة سطرك هذا لأبيّن أكثر لعبتك اللغوية:
(الله لا يتصف بالتناقض، لأن الحق لا يجمع بين المتناقضات، ذلك أن الله هو الحق)
هنالك فرق كبير بين أن (لا يتصف) الشيء بالتناقض، أو أن (لا يجمع) بين المتناقضات.
وتكمن لعبتك اللغوية في الخلط بين (يتصف) و (يجمع).
ما هذه العبقرية يا زميلي؟ هل تقصد أنك إذا (جمعتَ) بين قناعات متناقضة .. لا تكون متناقضاً؟
وإذا قلتُ لك أنك متناقض! ستجيب: لا (تصفني) بالتناقض.. بل قل فقط أني (جمعتُ) بين المتناقضات؟
...
عندما تشترط-أنت وليس غيرك- أن (يجمع) الله -وليس غيره- بين المتناقضات!
- بذلك تنسب فعل (يجمع) لمن؟ لله ام لغيره؟ لله طبعاً!
- وأفعال الله تتبع صفاته هو؟ أم صفات غيره؟ يا "صاحب العقل" الذي به اكتشفتَ "لعبتي اللغوية"؟
- ومشيئة الله لا تنفك عن علمه.. لأن المشيئة دليل على القصد المسبق.. والقاصد يعلم قصده!
فما الذي لا تستوعبه في هذا الكلام: (1) فعل الله (2) لا ينفك عن مشيئته (3) التي لا تنفك عن علمه؟
إذا كانت من شروط الألوهية عندك أن يجمع الله بين المتناقضات كأن يخلق (من يتصف بالأزلية والحدوث)
إذاً من شروط الألوهية عندك أن يتصف الإله بالتناقض في عـــلـمــه قبل مشيئته وقبل أفعاله التي يخضع لها المخلوق!
إذاً: هي ليست "لعبة لغوية بالخلط بين (يتصف) و (يجمع)" كما تقول.
بل هو جهل منك بحقيقة أن الذي يشاء القيام بفعل متناقض عقلا.. هو متناقض في علمه أيضاً!
• وما هو علم الله غير الحق؟
لا يوجد مصدر للحق غير الله. ولا يوجد علمٌ قائمة بذاته في العدم دون وجود عالـِــم!
الدليل النقلي تجده في قوله {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} .
أما الدليل العقلي تجده في موضوع: حتى لا يتجمل الملحد بالعقلانية بعد اليوم
وحين تشترط أنت أن يقوم الله بالتناقضات .. بذلك تشترط أن يكون المنطق تناقضاً والحق باطلاً!
لأن (1) فعل الله (2) لا ينفك عن مشيئته (3) التي لا تنفك عن علمه (4) الذي هو الحق المطلق!
هو نفس الحق الذي لا يقوم بذاته في العدم دون عالم!
هو نفس الحق المطلق الذي ألزمتك به في الرابط السابق لإثبات ضرورة وجود عالم أزلي.
وبناء على ما سبق، أكرر الحقيقة التي أصابت إلحادك في مقتل، وساوَته بالجنون!
بما أنك تدعي:
- أن عدم جمع الله بين المتناقضات.. "يتسبب فلسفياً بعدم القناعة بوجود إله".
- إذاً عدم جمع الحق بين المتناقضات.. "يتسبب فلسفياً بعدم قناعتك بوجود الحق"
وهكذا ..
- تصبحت الحجة الواهية التي بها تنكر وجود الله.
- هي نفس الحجة التي سألزمك بها لتنكر وجود الحق. ولا عزاء حينها لمنطق المجانين!
فماذا كان جواب؟ لنرى...
• عجباً! تحرف السؤال.. ثم تتهم غيرك بالخلط بين (السؤال الأصلي) و (المحرف)
اقتباس:
إلا أن ألعوبتك اللغوية تكمن في خلطك بين أن تجتمع التناقضات في جوهر الظاهرة، أو أن تتناول الظاهرة التناقضات..
وهو فرق كبير تغطي عليه بطريقتك هذه التي تستخدمها دائماً لذر الرماد في العيون.
كذبت يا زميلي.. بل أنت وحدك المستفيد من هذا الخلط الذي إختلقتَه!
لم أسألك قط - لماذا لا تعتقد أن عدم تناول الحق للتناقض بالتحليل.. "يتسبب فلسفياً بعدم قناعتك بوجود الحق"؟
بل سألتك : - لماذا لا تعتقد أن عدم جمع الحق بين المتناقضات.. "يتسبب فلسفياً بعدم قناعتك بوجود الحق"؟
لماذا تتهرب الآن من "الحجة" التي تنكر بها وجود الله.
لأنها نفس "الحجة" التي سألزمك بها لتنكر وجود عقلك.
ثم..
1- إنك لم تسأل: هل يستطيع الله أن يعلم المستحيلات العقلية ويقارن بين المتناقضات و"يتناولها" نظرياً؟
2- بل سألتَ: هل يستطيع الله أن يقوم بفعل مستحيل عقلاً! ويجمع بين المتناقضات.
..
1- تناول التناقضات لا يكون إلا نظريا وذلك بالمقارنة بين الجمل المتناقضة.. وليس بالاقتناع بإمكانية الجمع بينها!
2- أما سؤالك فهو عن: فعل الله للتناقض | الذي لا ينفك عن مشيئته | التي لا تنفك عن علمه | الذي هو الحق!
عجيب أمر الملحد.. يدعي أن السؤال - الذي لم يستطع استيعابه الى الآن - هو دليله الذي به ينفي وجود الله!
راوغ كما تشاء، سأرد على مراوغتك .. ثم أعود الى أصل الخلل في كلامك كل مرة، سؤال مباشر:
هل عدم جمع (الشيء) بين المتناقضات.. "يتسبب فلسفياً بعدم القناعة بوجود (ذلك الشيء)"؟
اقتباس:
بل عزاء.. ولن يكون باستطاعتك إلزامي.. فما قمتَ به مجرد التفافة كلامية استخدمت فيها خلط المعاني بين الاتصاف بالتناقض أو تناوله:
إن تناول الحق التناقض فلا يعيبه هذا، أما إن اتصف به فقد نقض نفسه.
فإن تناول الإله التناقض فلا يعيبه هذا، أما إن اتصف به فقد نقض نفسه.
خذ هذه الوردة :emrose: ثم خذ نفسا عميقا وحاول أن تفهم هذه المرة !
أنت لم تسأل عن تناول الحق للتناقض ! ولا خلاف أن تناول الحق للتناقضات لا يعيب الحق!
فعندما نقول أن (الأزلية) هي نقيض (الحدوث) .. فهذا تناول منطقي يقارن بين المتناقضات.
1- أنت لم تسأل هل يعلم الله أن (الأزلية) هي نقيض (الحدوث)
2- بل سألتَ عن خلق الله لمخلوق (أزلي) و(حادث) في نفس الوقت ..
والذي يشاء ذلك الأمر المتناقض -تسبق مشيئتَه- قناعة ٌباطلة بأن الجمع بين (الحدوث والأزلية) هو أمر منطقي!
وسواء فهمتَ سؤالك أو لم تفهمه.. فهو ينتهي الى: هل يمكن أن يكون علم الله باطل ومخالف للحق!
الرد: هذا سؤال فاسد.. لأن علم الله هو الحق نفسه.. ولا يوجد حق آخر يخرج عن علم الله.
كل هذه النوعية من الأسئلة التي يرددها الملاحدة دون فهم.. تنتهي الى سؤال واحد هو قمة في السذاجة:
هل يمكن أن ينقلب الحق الى باطل؟ هل يمكن أن يخالف الحقُّ الحقَّ؟
• وما علاقة قطبي المغناطيس بقطبي التناقض المستحيل المتمثل في (المخلوق الأزلي والحادث)؟
اقتباس:
يمكن للظاهرة أية ظاهرة أن تجمع بين المتناقضات: الجمع بين السالب والموجب في المغناطيسية. فإن انتفى أحد جانبي التناقض انتفى الجانب الآخر. و لا يمكن لجوهر الظاهرة أية ظاهرة أن يتصف بالتناقضات: الجمع بين السالب والموجب في قطب مغناطيسي واحد، فإن اتصف القطب بالنقيضين انتفى. وعليه.. إذا اتصف الخالق بالتناقضات فقد انتفى، وإن جمع بين التناقضات فلا ينتفي.
أولاً: ما دمتَ يا زميلي العزيز لا تحب المجاملة، فدعني أصارحك أنك آخر شخص يمكنه أن يتحدث عن التناقض.. لأنك بكل بساطة تجهله وتجهل ما هو جدول الحقيقة أصلاً! والدليل على اتهامي هذا تجده في هذا الرابط
ثانياً: كما أخبرتك من قبل، فالتناقض الذي يدركه العقل بالنظر الى ما حوله.. هو تناقض (للكون بعد تجريده نظرياً من بُعدٍ أو من موصوف).. والواقع المجرد من أحد أو بعض أركانه ليس له وجود إلا في الذهن ولا يمثل الواقع بكامل حقيقته! ولذلك فإن وجود (عنصر سالب) و (آخر موجب) ليس تناقضاً لأن تلك الصفات لم تجتمع في نفس الموصوف! ولا أدري ما علاقة مثلك السابق بهذا الموضوع: أنت لم تسأل عن إدراك الله للتناقض "وتناوله" للواقع المجرد -نظرياً- من أحد أركانه؟ فهل عليّ أن أذكرك بسؤالك المستحيل كل مرة!
ثالثاً: تقول عن الخالق " إن جمع بين التناقضات فلا ينتفي". هنا أنت تدهم سؤالك الفاسد برد فاسد! الله هو الحق ومن الخطأ القول "إذا جمع الحق بين التناقضات فلا ينتفي" لأن الحق أصلاً لا يجمع بين المتناقضات! وبما أنك تدعي في هذا الشريط أن التناقض هو أمر ممكن.. فلماذا لا تقبل أن يجمع الخالق في نفس مخلوق صفات متناقضة مثل (الأزلية والحدوث)؟ قل "لأنه أمر مستحيل عقلاً".. وسأقتبس ردك وأطير به الى الشريط الآخر لأسألك: كيف أدركت مادة دماغك ذلك المستحيل؟ لو قارنتَ بين كلامك المتضارب في الرابطين: ستدرك الفرق بين إمكانية (وجود عنصر سالب وآخر موجب) وبين استحالة وجود (مخلوق أزلي وحادث في نفس الوقت)، أي الفرق بين (التنوع) الممكن عقلاً و وبين (التناقض) المستحيل عقلا!
• وفقد الزميل إحساسه بالاتجاهات!
قبل قليل كنت تقول : إن جمع بين التناقضات فلا ينتفي
والآن تقول: إن جمع الخالق بين المتناقضات يتسبب فلسفياً بعدم القناعة بوجوده.. على العكس مما اتهمتني به.
هل كنت في كامل وعيك وأنت تكتب هذه الأسطر! :
" إن جمع الخالق بين المتناقضات ... 1-(لا ينتفي) .. و 2-(يتسبب فلسفياً بعدم القناعة بوجوده) "
!
طيب ومن يقنع القارئ فلسفياً بوجود عقلك وأنت تجمع بين المتناقضات (1) و(2) ؟
الأمر أبسط من كل هذه السفسطة يا زميلي العزيز!
الله هو الحق.. وعلمه حق.. ومشيئة حق.. وأفعاله حق.. أما المستحيلات عقلا فهي من الباطل.
اقتباس:
إذا اجتمعت في الخالق صفات متناقضة فقد انتفى.
مثلما إذا اجتمعت في الحق صفات متناقضة فقد انتفى
صحيح!
لكن من غير الملحد افترض كذباً أن من شروط الألوهية أن يجمع الخالق بين المتناقضات؟
من غيرك قال بضرورة جمع الخالق بين المتناقضات.. كشرط لوجوده .. حتى تنفي وجوده؟
تشترط إمكانية (ما لا يُعقل) حتى تؤمن بالله.. ثم تقول بما أن (ما لا يُعقل) هو أمر (لا يُعقل) إذاً وجود الله مستحيل!
تشترط إمكانية (ما لا يُعقل) حتى تؤمن بالله.. ثم تقول بما أن (ما لا يُعقل) هو أمر (لا يُعقل) إذاً وجود الله مستحيل!
!
تفاديا لكل مراوغة محتملة.. أسألك مباشرة:
هل (مخالفة الحق والمنطق والجمع بين المتناقضات) هي من شروط الألوهية؟ نعم؟ لا؟
1- إن قلتَ لا: إذاً من التدليس أن تنفي الألوهية بحجة عدم تحقيقها لشرط لا علاقة له بالألوهية!
2- وإن قلتَ نعم: إذاً أنت تشترط (إلها اسمه الباطل) .. لأن الباطل وحده هو الذي يجمع بين المتناقضات.
وهذا أيضا من التدليس لأنك تنفي وجود (هواك/إلهك الباطل) ..ثم تدعي أنك نفيتَ وجود (الله الذي هو الحق) !
فأي تدليس ستختار؟ الذي في (1) أم الذي في (2) ؟
• أصل الخلل.. وخلاصة القول: أنت تنفي وجود (القادر على فعل الممكنات عقلا) بحجة عدم فعله (للمستحيلات عقلا)
وإذا ألزمتك بفكرك. فعليك أن تنفي وجود كل قدرة في الوجود.. سواء كان الفاعل خالقا أو مخلوقا!
سألتك عن صانع السيارة هل تنفي وجوده لأنه لم يفعل المستحيل عقلاً؟ وهل تنفي قدرتك أنت؟
ومن أوهمك أن عدم فعل (المستحيلات عقلا) دليل على عدم القدرة على فعل (الممكنات)؟
ماذا كان جوابك غير قولك أني "لم أقرأ ما وراء الكلام"!
وهل وراء السفسطة غير السفسطة يا زميلي؟
بل لا رد لك!
يتبع...