العلة الأولى أو التسلسل اللانهائي للأسباب
تحاورت مع مسلم سابقا عن هذين الإحتمالين.. هل هناك علة أولى فعلا، أم أن التسلسل لا نهائي للأسباب. الاحتمالين كلاهما غير منطقيين بالنسبة لي.. فأنا لم أرى في حياتي شيئا لا سبب له، و في نفس الوقت لم أرى في حياتي وجود للا نهائية. فلماذا نقدم أحدهما على الآخر إذا كان كلاهما غير منطقي؟
رد الأخ كان رائع، و وضحه بمثال بجندي يريد أن يطلق النار. و لكن حتى يطلق النار، يجب على الجندي أن يستأذن من الجندي الذي خلفه. و هذا الجندي حتى يعطي الإذن يجب أن يستأذن من الجندي الذي خلفه، و هكذا إلى ما لا نهاية. السؤال، هل سيطلق الجندي النار؟ الجواب طبعا، لا.. لأن الإستئذان سيستغرق مدة زمنية غير منتهية، و لهذا يستحيل ان يصل الإذن للجندي. و كذلك الكون.. إذا كانت الأسباب لا نهائية، فيستحيل أن نصل إلى هذه النقطة كما يستحيل على الجندي إطلاق النار.
طرحت هذه الحجة على ملاحدة لأسمع رأيهم.. و ذكر أحدهم أنه يمكن أن تكون سلسل الجنود ليس لها نهاية، و أيضا يصل الإذن لإطلاق النار في مدة محدودة. و وضح هذا بتعديل للمثال، و ذلك بحيث أن مدة الإستئذان من الجندي الأول تستغرق دقيقه. و الإستئذان من الجندي الذي يليه يستغرق نصف المدة، أي نصف دقيقه. و الإستئذان من الجندي الذي يليه نصف المدة.. و هكذا إلى ما لا نهاية. النتيجة هو أنه سيصل الإذن في دقيقتين فقط.
فها أنا أعود للإخوة المسلمين.. أين الإشكالية العقلية في التسلسل اللانهائي للأسباب إذا كان يمكن أن ينتهي في مدة زمنية محدودة؟