إسلاميو مصر و المأزق الكبير
لقد كانت الأزمة الأخيرة كبيرة إلى درجة أنها لم تترك للإسلاميين خيارات فقد وُضعوا في طريق قصير مسدود أو مفتوح على باب السجون و الأزمة لم تخص الإخوان لوحدهم بل شملت جميع الإسلاميين بجماعاتهم المختلفة ..
و بداية أحب أن أذكر أن الجزائر التي مرت بنفس الطريق من قبل انتهت إلى بلد لا يوجد فيه إسلاميون و لم يعد أحد يتحدث عن الشريعة و الدعوة أصبحت في خبر كان لا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر و لا إعلام إسلامي و لا حلقات دعوية ولا جمعيات دينية ولا خيرية بمعنى تم تجفيف جميع المنابع ..
و الناظر الآن للواقع المصري يرى نفس المصير فالإخوان قد قُضي عليهم بشكل كبير جدا و من بقي منهم لا يملك أي وسائل للتحرك فالثورة الإخوانية في خط سير منحدر لا يلبث أن يصمت سينشغلون بعدها بلمّ أشتاتهم و مراجعو أطروحاتهم و أفكارهم و إن كنت أشك في قدرتهم على الإستيعاب لأسباب كثيرة ليس هذا موضع شرحها ..
و أما السلفيون فقد خسروا الكثير الكثير جدا من رصيدهم و من ثقة الناس فيهم بل و من ثقة الشباب السلفي فيهم فقد زال ذلك الإحترام و التوقير و التبجيل و حلّ محله نظرة تشكيكية في كل قول و فعل حتى لم تعد لدروسهم رونق ولا معنى يستوي في ذلك المتصدرون و الساكتون فقد مرت أزمة لم تترك عذرا لمعتذر ..
و العمل السياسي لم يعد له أي معنى لا من ناحية سياسية حيث يُنقلب عليك ببساطة و تُوقف اللعبة و تُطرد من الميدان و فوق ذلك تُسجن و تُقتل ؟؟؟؟
و لا من ناحية شرعية فقد زالت حجة التوصل إلى تحكيم الشريعة أو تقنينها أو التدرج فيها أو تقليل الشر فيها فالعداء الموجود للشرع كبير جدا إلى درجة أنه يستحيل معه تجويز الدخول في السياسة فلم يبقى إلا الإنسحاب منه تماما و هذا المتوقع من الدعوة السلفية إذا بقي فيها شيء من رائحة السلفية ..
و هذا الواقع من السخف تصور زواله بسرعة وبدون عمل و بدون تغيير فهذه المصيبة هي عقاب و ابتلاء من الله عز وجل فلا يتخيلن أحد أن الله عز وجل سينصر الإسلامين في مصر هكذا ببساطة و هم كما هم ؟؟؟؟
و أما كيف سيخرج الإسلاميون من هذا المأزق فهذا هو السؤال الذي ينتظر الجواب ؟؟؟