إذن وجود الجنة ابتداء أمر ممكن عقلي والجنة هي خير مجرد وبالتالي لا يلزم عقليا وجود الشر لكي يتحقق الخير.
عرض للطباعة
وجود الجنة في ذاته ممكن ، أما نعيم البشر فيها فيتطلب الاستحقاق في الدنيا أو ما يعادله ..
أرجو أن لا ينسى الجميع أن الغرض من الدنيا هو الإمتحان
ولا يوجد أي معنى لهذا الإمتحان إلا بالسماح بوجود الشر
فحتى يجتاز البشر هذا الإمتحان لا بد من وجود طريقين
الخير أو الشر
لو كان هناك طريق واحد فقط فهذا يعني أن الإنسان مسير وليس مخير ولا يمكن أن يختار طريقه
و بالتالي فلا معنى هنا للإمتحان (الدنيا) والثواب و العقاب (الجنة و النار)
طيب يا دكتور هشام الذي فهمته من كلامك أن تنعم آدم في الجنة كان معدوما لعدم وجود الاستحقاق في الدنيا. صحيح؟
طيب لماذا إذن حذره الله من الهبوط من الجنة إلى الدنيا التي عن طريقها انتقل من عدم النعيم إلى النعيم السرمدي؟ أعني لماذا قال الله له (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) ؟
سؤال آخر: لماذا أدخله الله الجنة أصلا؟
أيضا لماذا حينما حاج موسى آدم لم يذكر له آدم أنه أخرجهم من جنة لا نعيم فيها لكي يعودوا إليها وقد صارت فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟
لم أقصد أن الجنة التي كان فيها آدم ليس فيها أي نعيم ، لكنها كانت أفضل من الحياة على الأرض بما فيها من محن وابتلاءات للعباد .. والله أعلم .
إذا كنت تقصد أن وجوده في الدنيا بما فيها من محن وابتلاءات ثم خلوده في جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أفضل من استمراره في جنة ليس فيها ابتلاءات لكن نعيمها لا يقارن بجنة الآخرة فلماذا حذره الله من الخروج من الجنة بأنه سوف يشقى في الدنيا
ما قيمة هذا الشقاء في مقابل نعيم سرمدي لا يتصوره عقل بشري؟
يا رزين
حسب تعبيرك يفهم القارئ أن الشقاء راجع الى مغادرة أدم الجنة الى ما هو أدنى منها نعيما , أما من التعبير القراني الأصح و الأدق نفهم أن الشقاء راجع لمعصية أدم لربه و اتباعه لاغواء الشيطان
---وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ--من خلال الاية انحصرت معصية أدم في الاقتراب من الشجرة التي حذره الله منها
لذلك الطريقة الوحيدة التي كان بوسع الشيطان من خلالها جره الى طريق المعصية هي جعله يأكل منها ,
و اليك الحدث من دون اجتزاء
-فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ--
--فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ--
--فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ--
--ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ-- (أليس من المفترض أن يزول شقاؤه بتوبة الله عليه)
قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ
قال تعالى(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
لقد خلق الله آدم ابتداءً و قد قُدِرَ له بأن يخرج من الجنة و أن يبتلى هو وذريتة في الأرض، فالخروج كان بسبب المعصية و لولم يكن التحذير من الله بعدم الأكل من الشجرة والخروج من الجنة لما كانت هناك معصية أصلا. و لذا كان الدرس الذي أراده الله لكل من أراد أن يعتبر: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) أرجو الإطلاع على الرابط أدناه:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...DA%E1%ED%E5%C7
ببساطة، قيمة هذا الإبتلاء والشقاء عند المسلم الملتزم: نعيم سرمدي لا يتصوره عقل بشري.
لف ودوران واستماتة في ابداء الأعذار والحجج !
ياسادة خلينا واضحين ومباشرين ’ فـ الحياة الدنيا كلها هي من اخراج وسيناريو رباني ’ بدليل أن القلم كتب ماكتب قبل خلق السموات والأرض فهل ماكتبه كان من إملاء العدم الذين هم نحن ومشيئتنا !!
أني ارأف بحالنا حينما نستميت بتبرير اللامعقول !
أحكام جاهزة معده مسبقا يتم طرحها بلا وعي !!!
هذا الطرح بهذه العقلية نموذج على أزمة التفكير !!
هنا نرى أمامنا نموذج متجسد لحالة الخواء المعرفي !!!
و الذي ينتج عنه التشرنق حول الذات الفارغة و عدم القدرة على الحوار !!!
و لكي يغطي هذا الإفلاس يلجأ إلى الصدام و وضع الأحكام الجاهزة !!
و قضى الأمر و انحسمت المسألة !!!