سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلّم في عقيدة القاديانية
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلّم النبي الأمّى المبعوث رحمة للعالمين، العاقب خاتم النبيين، ثم أمّا بعد،
يتفاخر القاديانية بمجموعة قصائد شعرية يقولون أنّها مدح في رسولنا الكريم صلّ الله عليه وسلّم كتبها متنبيهم ميرزا غلام أحمد حبّاً في سيد الورى صلّ الله عليه وسلّم،
هنا أبيّن لكم إن شاء الله حقيقة عقيدة القاديانية في سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلّم.
أوّلاً: ميرزا غلام يمدح نفسه لا يمدح سيد الورى صلّ الله عليه وسلّم:
إستعرضت رابط القصائد العربية لميرزا غلام على موقع الضلال القادياني وأرجو من قارئ المقال أن يفعل المثل، ستجد أن في كل قصيدة يمدح فيها سيد الورى صلّ الله عليه وسلّم ينسب كل المدح والصفاء والنقاء الذي قاله في حق الرسول صلّ الله عليه وسلّم ينسبه إلى نفسه وأنّه أيضاً كذلك تماماً.
إذا قال لك أحدهم أنت رجل محترم وأنا أيضاً كذلك، ألا يشكر هذا الرجل في نفسه قبل أن يشكر فيك؟؟؟
إذا قال لك أحدهم أتدرى هذ الرجل هناك إنّه رجل تقيّ وورِع وأنا قد ورثت منه تقواه وورعه، ألا يشكر هذا الرجل في نفسه؟؟؟
والآن سأورد لك مقتطفات من قصائده التي يشكر فيها نفسه وينسب إلى نفسه ما قاله عن الرسول صلّ الله عليه وسلّم في نفس القصيدة:
١- قصيدة يا عين فيض الله والعرفان
إني لقد أُحيِيتُ مِـن إحيـائه وَاهًا لإِعْجازٍ فما أَحْــياني!
يَا رَبِّ صَلِّ على نَبِيِّك دائِــمًا في هذه الدنيا وبَعْثٍ ثــانِ
٢- قصيدة علمي من الرحمن ذي الآلاء
(قصيدة مدح في نفسه وذم في مخالفيه)
ياأيها الناس اشربوا من قربتي قد مُلئ من نور المفيض سقائي
قوم أطاعوني بصدق طوية والآخرون تكبروا لغطاءِ
٣- قصيدة بِمُطّلع على أسرار بالي
لقد أُرسلتُ من ربٍ كريمٍ رحيمٍ عند طوفان الضلال
٤- قصيدة إني صدوقٌ مُصـلحٌ مُترَدمُ
(قصيدة مدح في نفسه وذم في مخالفيه)
إنّى صدوقٌ مصلحٌ متردّمُ سمٌ معاداتي وسلميَ أسلمُ
إنّى أنا البستان بستانُ الهدى تأتى إلىّ العين لا تتصرّمُ
والله إنّى قد بُعثت لخيركم والله إنّى ملهمٌ ومكلّمُ
٥- قصيدة ألا أيُـها الواشي إلامَ تُكذّب
(قصيدة مدح في نفسه وذم في مخالفيه)
ألا إنني تِبرٌ وأنت مذهّبُ ألا إنّني أسدٌ وأنت ثعلبُ
ألا إنني في كل حرب غالبٌ فكدني بما زوّرت والحق يغلبُ
وبشّرني ربّى وقال مبشّراً ستعرف يوم العيد والعيد أقربُ
٦-قصيدة نذكر يا أخي
وأقسمُ أنني يا ابن الكرام لقد أُرسلتُ من رب العباد
وقد أُعطيتُ علماً بعد علمٍ وكأساً بعد كأسٍ من جوادي
٧- قصيدة هداك الله هل قتلي يباح
ولي قدرٌ عظيمٌ عند ربّى وسُؤلي لا يُردُّ ولا يُزاح
ومثلي حين يبكي في دعاءٍ فيسعى نحوه فضلٌ متاح
وكادت تلمعن أنوارُ شمسي فيتبعها الورى إلّا الوقاح
ويأتي يوم ربّي مثل برقٍ فلا تبقى الكلاب ولا النُباح
٨- قصيدة أمرت من الله الكريم الممجد
وإنّى من الله الكريم ممجّدٌ ومنه مباراتي وسيفي وأجردي
ووالله إنّي من نخيل خميلة وحِبّى ببستاني يروح ويغتدي
وقد خصّني ربّى وألقى رداءهُ علىّ فما تدرون ما تحتَ بُرجُدي
٩- قصيدة يا قلبي أذكر أحمدا
عاديتَ أهل ولاية وقفوتَ آثار العِدا
اليوم تُكفّرني وتحسبني شقيّاً ملحدا
يا من تظنّى الماء من حمقٍ سراباً واعتدى
والله لو كُشِف الغطاء وجدتني عينَ الهدى
١٠ - قصيدة إني من الله العزيز الأكبر
إنّى من الله العزيزِ الأكبر حقٌ فهل من خائفٍ متدبِّرِ
أرأيت كم هو يشكر في نفسه!!
ثانياً: سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلّم عندهم كسيدنا موسى عند النصارى والقرآن الكريم عندهم كالتوراة للنصارى:
يعتقد القادياني أن ميرزا غلام أحمد نبي مثيل تماماً لسيدنا عيسى بن مريم وقد جاء ليعيد الأنوار المحمدية التي إنطفأت مع الزمن واحتاجت لمن ينوّرها من جديد
وأن سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلّم عندهم في مقام سيدنا موسى عند النصارى، فقد جاء سيدنا عيسى لبني إسرائيل كما جاء في اعتقادهم ميرزا غلام للمسلمين!!!
وأنّه قد طغت الآخطاء على عقيدة المسلمين على مرّ العصور وجاء ميرزا غلام ليعيد الفهم الصحيح للمسلمين، ففهمه للقرآن عندهم هو الفهم الصحيح دون غيره والأحاديث التي ينكرها يؤمنون بأنها موضوعة والأحاديث الموضوعة التي يثبتها تصبح دينهم.
ثالثاً: هل يعظّمون شأن سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلّم فعلاً؟؟؟؟
الإجابة هي لا،
فسيدنا محمد صلّ الله عليه وسلّم في اعتقادهم إذا ما كان حيّاً ما وسعه إلّا اتّباع ميرزا غلام، ويسقطون الآية الكريمة على ميرزا غلام
قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ
فهم يعتبرون هذا هو ميثاق ميرزا غلام ويلبسون اتباعهم بالآية الكريمة
قال تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا
ويقولون (منك) تعود على الرسول صلّ الله عليه وسلّم
إذاً فهو يتّبع ميرزا غلام إذا ما كان حيّاً، وهم لا يصرّحون بالجملة الأخيرة علانية، ولكن هذا هو إيمانهم
وهذه الشبهه الواهية يدرأها الحديث الشريف قال رسول الله صلّ الله عليه وسلّم:
أخذ الله عز وجل مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم ، و بشر بي عيسى ابن مريم ، و رأت أمي في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام
الراوي: أبو مريم الغساني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 224
خلاصة حكم المحدث: صحيح
عن ابن عباس { وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم } قال إنما أخذ الله ميثاق النبيين
على قومهم
الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: فتح القدير - الصفحة أو الرقم: 4/376
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
رابعاً: يحاول القاديانية درء كل إثم وخطأ وقع فيه ميرزا غلام بطريقة أساسية هي الإدّعاء كذباً وزوراً أن سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلّم قد فعل مثل ذلك الفعل.
فإذا قلنا لهم مثلاً أن ميرزا غلام قد سبّ سيدنا أبو هريره رضى الله عنه ونعته بالغبى عديم الدراية، فيكون ردّهم أن الرسول صلّ الله عليه وسلّم قد فعل بالمثل وسبّ أحد صحابته!!! فهل هذا يعقل أيها القاديانية؟ المبعوث رحمة للعالمين يسب أحد صحابته؟!! أم هو فهمكم السقيم ومحاولة التدليس لدرء ما وقع فيه ميرزا غلام من آثام وكفريات؟
وهكذا في كل إثم وقع فيه ميرزا غلام يختلقون كذباً واقعة وينسبونها بسيد الورى صلّ الله عليه وسلّم
خامساً: أقوال ميرزا غلام نفسه التي تسرق مقام النبي صلّ الله عليه وسلّم تارة وينسب لنفسه مكانة الرسول صلّ الله عليه وسلّم تارة ويجعل نفسه مثيل للرسول صلّ الله عليه وسلّم تارة ويفضّل نفسه على الرسول صلّ الله عليه وسلّم تارة أخرى
-يسرق مقام النبي صلّ الله عليه وسلّم وينسب حديث اللبنة الأخيرة لنفسه:
قال ميرزا غلام: خطبة إلهامية ص١٧٧: ١٧٨
فكان خالياً موضع لبنة أعني المنعم عليه من هذه العمارة فأراد الله أن يتم
النبأ باللبنة الأخيرة، فأنا تلك اللبنة أيّها الناظرون
-يكذب ويقول أن الله تعالى جعله مثيلاً لسيدنا محمد صلّ الله عليه وسلّم:
قال ميرزا غلام: ثم بلغ أمر المماثلة في النهاية درجةً خاطبني الله تعالى مراراً قائلاً: "يا أحمد"، وجعلني مثيلاً لسيد الأنبياء وإمام الأصفياء سيدنا محمد المصطفى صلّ الله عليه وسلّم أيضاً بصورة ظلية وما ثار أحد من المفسرين أو المحدثين غضباً.
إزالة الأوهام ص ٢٤١
- يفضّل بعثته المزعومة على بعثة المصطفى صلّ الله عليه وسلّم
فكذلك طلعت روحانية نبيّنا صلّي الله عليه وسلّم في الألف الخامس بإجمال صفاتها، وما كان ذلك الزمان منتهى ترقياتها، بل كانت قدما أولى لمعارج كمالاتها، ثم كــــــــــمُلــــــــــــت وتجلّــــــــــــت تلك الروحانية في آخر الألف السادس، أعنــــــــــي فـــي هــــــذا الحيــــــــــــن
واتخذّت روحانية نبيّنا خير الرسل مظهراً من أمّته لتبلغ كمال ظهورها وغلبة نورها كما كان وعد الله في الكتاب المبين
فـــــأنــــــــــا ذلـــــــــــك المظـــــــــــــــهر الموعـــــــــــــــــود والنـــــــــور المعهــــــــــــود
فهذا وقت الإظهار،ووقتكمال ظهور الروحانية من الجبّار، يا معشر المسلمين
فلاشك أن هذه إشارة إلي وقت التجلّــــــي التــــــام واستيفـــــــاء المــــــرام وكمـــــــال ظهــــــــور الروحانيــــــة وأيام تمــوّج الفيــــوض المحمـــدية في العالمــــين وهو آخر الألف السادس الذي هو الزمان المعهود لنزول المسيح الموعود كما يفهم من كتب النبيين
واعلم أن نبيّنا صلّي الله عليه وسلّم كما بُعث في الألف الخامس كذلك بُعث فى آخر الألف السادس
باتخاذه بروز المسيح الموعود
من أنكر من أنّ بعث النبي عليه السلام يتعلّق بالألف السادس كتعلقه بالألف الخامس، فقد أنكر الحق ونص الفرقان وصار من الظالمين.
بل الحق أنّ روحانيته عليه السلام كان في آخر الألف السادس أعنى هذه الأيام أشــــــــــــــــــــــــــــــــد وأقــــــــــــــــــــــوى وأكمـــــــــــــــــــــــــــــــل من تلك الأعوام، بل كالبــــــــــــدر التـــــــــــــــــــــام
ولذلك لا نحتـــــــــاج إلى الحســـــــــــام، ولا إلـــــــى حـــــــــزبٍ مــــــن محــــاربيـــــــــــــــــــــــــن
خطبة إلهامية ٢٦٦/٢٧٢
فهل هذه الديانة تنزّه الرسول الكريم صلّ الله عليه وسلّم أم تنتقص من قدره عليهم من الله ما يستحقّون.
والحمد لله ربّ العالمين.
