كلنا نعلم أن فرعون كان منكرا لان يكون للكون خالقا.
إن طلب فرعون من هامان بان يبني له صرحا هو طلب تهكمي لأن فرعون كان منكرا لوجود الخالق فكيف يصعد لخالق غير موجود ؟؟! وطالما ان الحس لم يثبت له وجود هذا الخالق على الارض فاقترح تهكما ان يصل بالصرح الى اعلى عله يحس باله موسى ومعروف انه لا حاجة للصرح فهناك الجبال العالية.
يقول القرطبي : قال جماعة من أهل المعاني منهم الضحاك والفراء في قوله تعالى : إني متوفيك ورافعك إلي على التقديم والتأخير ; لأن الواو لا توجب الرتبة . والمعنى : إنى رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد أن تنزل من السماء ; كقوله : ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ; والتقدير ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاما . قال الشاعر : ألا يا نخلة من ذات عرق عليك ورحمة الله السلام. المصدر : تفسير القرطبي.
يقول الرازي فى تفسير هذة الأية : الوجه الأول: أن المراد إلى محل كرامتي، وجعل ذلك رفعاً إليه للتفخيم والتعظيم ومثله قوله { إِنّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبّى }[الصافات: 99] وإنما ذهب إبراهيم صلى الله عليه وسلم من العراق إلى الشام وقد يقول السلطان: ارفعوا هذا الأمر إلى القاضي، وقد يسمى الحجاج زوار الله، ويسمى المجاورون جيران الله، والمراد من كل ذلك التفخيم والتعظيم فكذا ههنا.
الوجه الثاني: في التأويل أن يكون قوله { وَرَافِعُكَ إِلَىَّ } معناه إنه يرفع إلى مكان لا يملك الحكم عليه فيه غير الله لأن في الأرض قد يتولى الخلق أنواع الأحكام فأما السمٰوات فلا حاكم هناك في الحقيقة وفي الظاهر إلا الله.
الوجه الثالث: إن بتقدير القول بأن الله في مكان لم يكن ارتفاع عيسى إلى ذلك سبباً لانتفاعه وفرحه بل إنما ينتفع بذلك لو وجد هناك مطلوبه من الثواب والروح والراحة والريحان، فعلى كلا القولين لا بد من حمل اللفظ على أن المراد: ورافعك إلى محل ثوابك ومجازاتك، وإذا كان لا بد من إضمار ما ذكرناه لم يبق في الآية دلالة على إثبات المكان لله تعالى.
يقول القرطبي : يرفعه الله، أو يرفع صاحبه. ويجوز أن يكون المعنى: والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب؛ فيكون الكلام متصلاً على ما يأتي بيانه. والصعود هو الحركة إلى فوق، وهو العروج أيضاً. ولا يتصوّر ذلك في الكلام لأنه عَرض، لكن ضرب صعوده مثلاً لقبوله؛ لأن موضع الثواب فوق، وموضع العذاب أسفل.وقال الزجاج: يقال ارتفع الأمر إلى القاضي أي علمه؛ فهو بمعنى العلم. وخص الكلام والطيب بالذكر لبيان الثواب عليه. المصدر : تفسير القرطبياقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماكـولا;2923059
وما الايات في بيان عروج الملائكة والاعمال ونزولها عنا ببعيد , كقوله تعالى " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه "[فاطر: 10
ويقول بن عاشور : والصعود: الإِذهاب في مكال عال. والرفع: نقل الشيء من مكان إلى مكان أعلى منه، فالصعود مستعار للبلوغ إلى عظيم القدر وهو كناية عن القبول لديه. والرفع: حقيقته نقل الجسم من مقرّه إلى أعلى منه وهو هنا كناية للقبول عند عظيم، لأن العظيم تتخيله التصورات رفيع المكان. فيكون كلٌّ من (يَصعد) و(يرفعُ) تبعتيْن قرينتي مكنية بأَن شُبه جانب القبول عند الله تعالى بمكان مرتفع لا يصله إلا ما يصعد إليه وقد لاحظت في هذه الآية الآتي ذكر الكلم الطيب وأنه يصعد بنفسه "إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ " وقدم المجرور في الجملة والعمل الصالح إحتاج لغيره ليرفعه "وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ" ويعود الضمير فى يرفعة إلى قدم المجرور ليبين لنا الله أنه يسمع الدعاء والثناء والشكر وهو وحده يستحق هذا...وهو قصر فكل كلام موجه الى غير الله لا طائل تحته. المصدر : التحرير والتنوير لبن عاشور