يُمكن استعمال قوادح القياس لنقض عبارات الملاحدة التطوريين.

مبحث قوادح القياس مكانه علم الجدل ولكنه يُذكر في بعض كتب الأصول لحاجة الأصولي إليه ولأهميته بالنسبة لباب القياس. من هذه القوادح القادح المسمى بسؤال الاستفسار وهو يُستعمل في إزالة الضبابية عن الألفاظ والعبارات المجملة. فإذا قال الملحد: التطور هو المسؤول عن تولّد هذا النوع، قيل له: ماذا تقصد بالتطور؟ وماذا تقصد بالنوع؟ فسّر...اشرح.
ومن المعلوم أنه إن لم يأت بتفسير اتفق عليه كافة المعنيين بعلم التطور فهو عاجز وعبارته محتملة للباطل أو لا معنى لها. ومن القوادح ما يسمى بسؤال المطالبة، فإذا احتج الملحد التطوري بالعبارة السابقة قيل له: أثبت دليلك على أن علّة تولّد نوع جديد هو التطور/الطفرة، مثلما يقول الحنبلي للشافعي: أثبت لي دليلك على أن علة الربا في البرِّ الطعم.
والأمثلة على القوادح كثيرة والذي دفعني لكتابة هذا الموضوع هو تقدير المخزون العلمي العقلي الذي تركه لنا أئمتنا رحمهم الله وكذلك بيان أن ديننا ليس بناء مشيّداً على لا شيء وكذلك غرض آخر هو المساهمة بتحقيق التكامل بين العلوم الإسلامية وسائر العلوم بتوظيف مثل هذه الأدوات.

تخوف بعض الإخوة من إمكان استعمالها من الخصم لعكس ما وضعت له.
فأجبته بأن هذه القوادح من طرق الحجاج وهي ليست كافية في الاحتجاج إلا أنها معينة في استئناف الحجج وأنه لا خطر منها في العكس إلا إذا اشترط الخصم حصر طرق العلم - كأن يقول لا علم ولا نقاش إلا من خلال العلم التجريبي فقط - وهنا يُنازع في هذا أساساً ولا يُسلّم له من البداية، أما مع عدم حصر طرق العلم، وهي منهجية القرآن ومسلك العقلاء في كل الأمم، فلا خطر منها بل هي أدعى لإثبات العقائد الشرعية للمُناظر المؤمن، وبالله التوفيق.

أحسنت يا شيخنا ..

وإليك أحسن المولى أخي الفاضل.

تبارك الله , زادك الله حرصاً على اخوانك , نحن بحاجة الى مثل هذه التوجيهات استفدتُ منها .