اللهم ارحمنا من شر الخلاف
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بداية أحب أن اسجل اعتراضى على الخلط الحاصل فى النقاش بين قضية الاعجاز العددى و قضية الاعجاز العلمى.
فالنقاش بدأ بالكلام عن الاعجاز العددى و انتقل فجأة الى الضرب فى الاعجاز العلمى مع أنه لم يكن فى الأساس محور النقاش
و كنت أتمنى من الاخوة المشرفين أن يمنعوا هذا الخلط فى النقاش الذى لا يؤدى الا الى تشويش القارىء و خصوصا أن الآعجاز العلمى له أكثر من حوار مفتوح فى المنتدى.
و أما مشاركتى فى هذا الحوار فهى موجهة الى كل معترض على الاعجاز العلمى
فأنا أرى أن هناك من يدعى لنفسه العلم المطلق حتى يدلى بدلوه فى كل قضية علمية
فى الفلك تجده بارع يسبق الشمس فى جريانها و و يجمد الأرض فلا تسير
و فى الطب يجيد التفصيل فالعرب تجيد عد المفاصل أفضل من اى طبيب خيبان
و يبدو أن العلم اصبح يسير الى الخلف بدلا من الأمام
أعتقد أن المهاجمين للاعجاز العلمى لا ينفك هجومهم عن أحد أسباب ثلاثة
1. الحرص على الدين
و لهم الحق فى ذلك لأن هناك الكثيرين ممن تكلموا فى الاعجاز بغير علم
و الى هؤلاء اقول لكم احرصوا مع البحث عن الحقيقة. أما أن نحرص فنقعد عن العمل فهذا ضياع لأمور الدين و خلط للحابل بالنابل. و نحن مأمورون بالتفكر و التدبر فلماذا التفكر و التدبر ان لم يكن هناك جديد يمكن الوصول اليه.
و لا أرى الا أن الحرص الذى لديكم سوف يفوت المصلحة فى ذلك
و كما تجتهدون فى الفقه و العقيدة و غيرها
فاجتهدوا فى كشف سبيل جديد لهداية الكافرين الذين لا يؤمنون الا بالعلم المادى
فسبل الهداية متعددة
(و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
ألم تلاحظوا أن الاعجاز صار سبيلا للهداية أسأل الله أن يبارك فيه و أن يزيده وضوحا
2. معتقد فى أنه لا اعجاز علمى على الاطلاق
و الى هؤلاء أطلب منهم أن يبينوا لنا كيف سنفسر قول الله تعالى (سنريهم آياتنا فى الأفاق و فى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)
و هل الآية الا المعجزة و من لا يصدق فليقرأ عن العلاقة بين الآية و المعجزة
فاخبار النبى قديما عن أى أمر علمى لم يكتشف الا فى زماننا أمر معجز
لأنه لا يستطيع أى بشر فى زمن النبى فعل مثل ذلك
و ما الفائدة التى تعود من اخبار النبى عن أمور لم يسأل عنها كمراحل خلق الانسان و مراحل خلق الكون الا ليأتى بمعجزة فى زمانه و فى غير زمانه
فعندما يقول الله (أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت)
فالأعرابى الذى يعيش فى الصحراء يرى فى شكلها ووظائفها فى الحياة دلالة على الخالق
و الطب البيطرى فى زماننا يرى فى تراكيبها الدقيقة المترابطة بشكل عجيب دلالة على الخالق
فكل انسان يأخذ من القرآن بحسب علمه فالجاهل ينظر الى الشكل و العالم ينظر الى التراكيب الدقيقة و الكل فى النهاية الى الله يسير
فيكون القرآن و السنة معجزة صالحة لكل الأزمان و الذهان
3. الجهل أعازنا الله منه
فالانسان عدو ما يجهل
و أنا ألاحظ أن أغلب المعترضين على الاعجاز العلمى لا علم لهم بأى علم تتناوله آيات الاعجاز و لا حتى يحاولون التعلم أو الاستماع الى من يعلم فى الطب و الفلك و غيره و بالتالى يسارعون فى نفى كل اعجاز
و انما هو الاعتراض لمجرد الاعتراض و عدم المعرفة بالعلم
و أعتقد أنهم لو صبروا على الاستماع الى أصحاب هذا الفن لانتفعوا ثم نفعوا باذن الله
و ليس عيبا أن تأخذ العلم عمن هو دونك
فهذا هو النبى يستمع الى قول سلمان الفارسى قى بناء الخندق
و من أراد أن يتعلم فعليه بقراءة المقالات الآتية
http://www.nooran.org/O/17/17-12.htm
http://www.nooran.org/A/a4.htm
http://www.nooran.org/A/a1.htm
http://www.nooran.org/A/a2.htm